للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
الفرّيسي والعشّار ٠٢/٢٠/٢٠١٦ |
Saturday, 20 February 2016 00:00 |
بقلم المطران جورج خضر، جريدة النهار السبت ٢٠ شباط ٢٠١٦ مشكلة المسيح الأساسيّة مع الفرّيسيين انه في العقائد منهم، وفي السلوك هم ليسوا له. انهم لأنفسهم، والتقيّ الذي يعتزّ بنفسه ليس له، لاعتباره أنّ فضيلته أتته من ذاته. يسوع الناصري في التصنيف العقائدي منهم. هم في السلوك ليسوا منه، لأنهم من ذواتهم المنغلقة. هم مستقيمو الرأي، وفاسدو الأخلاق من حيث انهم معتدّون بأخلاقهم. الله يُريدكَ ان تعترفَ بذاته عليك، لا بذاتك على نفسك. مشكلة يسوع الناصري مع زعماء اليهود، انّهم يؤكّدون أنفسهم، وهذا لا يكون إلاّ على حساب الله. أنتَ ان محوتَ نفسك بالتواضع تؤكّد الله. لا تستطيع ان تؤكّد الله والإنسان على سويّة واحدة. الفريسي كبير جدًا، لأنه حاصل على العقيدة وعمقها. يمحو ذاته لأنه يؤكّدها. أنتَ إذا آمنتَ بالله تجعله الوجود، ولذلك لا ترى نفسك. لا نقرّ ان ممكنًا بين رؤيتك الله ورؤيتك ذاتك. عندما تمحو ذاتك بالتواضع ترى الله. فلا تستطيع ان تعتبر نفسك شيئًا، إذ ليس فيك من شيء إلاّ من الله. لك ان تقول أنا ما أنا، إذا عرفتَ انك آتٍ من الله. أما إذا رأيت نفسك آتيًا من نفسك تبطل إذ يلفتك الله. اذهب وقل أنا لا شيء لا يلغيك الله. لك ان تعرف حسناتك، روحيّة كانت أم فكريّة. هذا ليس بخطأ. يصبح خطأ إذا افتخرت. أما قال الرسول: «من افتخر فليفتخر بالله». لا تقدر ان تؤكّد نفسك والله معًا. أنت في امحاء أمام الرب حتى يراك. فقط هذا الذي أنكر نفسه بمجد المسيح. أنت تفكّر انك صاحب نفسك إذ لا تملكها أنت ويملكها الرب معًا. لا قسمة في الملك. ترعى نفسك، ولكن تنسى أنك راعيها. إذ ذاك تكون فهمت ان الله مدبّرها. ترعاها بإحلال الله مكانها. التواضع إذا صح، يعني ان الله وحده موجود، وانك في امحاء نفسك تَلقَاه. عندنا انك تُغيّب وجهك، ليظهر الله فيك. فمَنْ تعاظم، يبيِّـنُ الله له بانسحاقه، انه لا يوجد الاَّ إذا نظر إلى وجه الله. يبدأ من هذا الوجه ليكون له نُور. |
Last Updated on Saturday, 20 February 2016 08:36 |
|