Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

العائلية 5/8/2010 Print Email
Saturday, 08 May 2010 00:00
Share

العائلية

لست متأملا بحقّ في المجالس البلدية التي تألقت والمستقبل كفيل بفحصها ولكن قيل في وسائل الإعلام إن الروح العائلية طغت عليها. هذا التقاطع بين الأحزاب والتكتّل العائليّ جدير بأن يُدرس بتدقيق لنعرف مضمون العقل اللبناني في الشأن العام. ماذا يحرّك هذا العقل؟ هل نحن ما زلنا قبائل أي هل العائلات تخشى بعضها بعضاً؟ هل تطغى عليها العاطفة لتصبح قليلة التأثر بهذه التركيبة الوضعية، الموضوعية التي تسمّى الأحزاب.

هذا إذا أقررنا أن شيئا من الأحزاب ليس فكرياً كثيراً وأن الانفعال في اختيار الحزب ضاغط على الكثيرين. نحن في حاجة الى درس الإنسان اللبناني أنثروبولوجيّا أي في إناسته. أظن أنه يمكن أن ننطلق بعامة من أن الطبائع اللبنانية في كل المناطق والطوائف واحدة أو متقاربة. مع ذلك هذا يحتاج الى تمحيص سوسيولوجي دقيق لنعرف كيف نعالج شعبنا، كيف نأتي به من خصوصيته الى الفكر العام. لفتني فيما كنت أُصغي الى المعلومات عن هذه اللائحة أو تلك الإكثار من استعمال كلمة بيئة ففرحت بادئ بدء اذ قلت في نفسي إن المرشحين تهمّهم البيئة وهي نسبياً مفردة جديدة عندنا اذا خرج المواطن من زاروبه الى السعة. تحرر من منزله أو سوقه ليذهب الى الضيعة كلها التي فيها عائلته وعائلات أخرى. في سعي اللبناني الى البلدية أو غيرها يخاف أن يكون حبيس وحدته ويريد أن يلتصق بمن يخرجه من هذه المحبسة، وانت إن كنت حضارياً تخرج بالفكر أو تخرج بالمحبة أي انك تتجاوز الأنا لأنك تحيا من الـ "نحن". أظن أن ابن بلدنا ضعيفة عنده روح المعيّة المرتكزة على أحاسيس مشتركة أو مشاعر توحّد. أظن أنه يؤثر اللصوق بأهل بيته، بأعمامه أو أخواله أو أصهاره. يحب اللصوق ليجد نفسه. هو لا يعرف أن له ذاتا قائمة بنفسها، قادرة على لقاء من يختار حسب ذهنه وثقافته. هو وريث دم أو حليف مصاهرة، قريب من أهل الحيّ بسبب الضيافة أو المجاورة. ظاهره هذا الالتصاق الكبير الذي ينشئ عندنا ظاهرة السهرة التي لا تعرفها شعوب كثيرة. في أوروبا وأميركا تدعى الى العشاء فتجلس بعده ببضع دقائق تهذيباً. عندنا لا تدعى الى عشاء ولكن الى جلوس طويل قبله وبعده لتذوب في الآخرين، لتنسى نفسك، لتضيع في الوقت اذ لست قادراً أن تقضيه وحدك. أن تبقى وحدك في غرفتك تقرأ كتباً ليس ظاهرة لبناني. هذا البلد لا يقرأ ولا يأتي من كتب. يرث ثرثرة الأصحاب ولذلك تتفشّى فيه النميمة
Last Updated on Thursday, 03 June 2010 22:42
 
Banner