للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
الميلاد 12/24/2010 |
Friday, 24 December 2010 00:00 |
المطران جورج خضر، جريدة النهار الجمعة 12/24/2010 ان لم يكن كل عيد تدفق حب يكون فقط قطعة من الزمان ولا يصبح الزمان نقطة فينا وقد يضحي زمانه زمانا رديئا نقضي فيه حاجتنا الى التفاهات. ارى هنا مساحات مضاءة تقول للناس ان الميلاد قادم او قدم. هل دخلنا نحن عالم المعنى؟ من صاحب العيد او هل للعيد صاحب ام نحن وأطفالنا المحتفى بهم ولا سيما اذا اكلنا وشربنا ولهونا. هل هناك فاصل بين المؤمنين الذين يصلون واولئك الذين لا يصلّون. أتحجب هدايانا من تقبل هدايا المجوس؟ شغفنا بالزينة اذا جملنا الموسم فارغا من المعبود أليس عبادة للمخلوق؟ الا اعطانا الله ان تنفع الذكرى. في البدء كان الفصح اي عبورنا من خطايانا الى حرية ابناء الله بالبر وفي مرحلة ثانية أتت الكنيسة بعيد الظهور الإلهي الذي يعيد له في السادس من كانون الثاني ويتضمن ذكرى عماد السيد وذكرى ميلاده حتى فصلا لأسباب رعائية. فصلت الكنيسة الميلاد عن العماد فجعلت تاريخه في عيد مولد الشمس في الامبراطورية الرومانية لئلا ينضم الشباب المسيحي الى الشبيبة الوثنية فيلهوان معا.
في الشرق بقي الفصح غالبا شعبيا. في الغرب انتقلت الأهمية الى الميلاد مع بقاء الكنيسة اللاتينية محافظة طقوسيا على قوة القيامة. عيد الميلاد المدعو الصغير هو طريقنا الى العيد الكبير الذي هو قلب فرحنا. الميلاد بدء الخلاص الذي يكتمل بصلب المخلص وقيامته. وهما ينعكسان فينا غلبة على الخطيئة وخوف الموت. للرعاة قال ملاك انكم تصيرون عظاما اذا استقبلتم ملك الملوك الذي يدعى مخلص العالم. لقد ولد في الجسد في بيت لحم لتولدوا مع كل البشر من فوق فتصيروا فاهمين وبالفهم الروحي فيكم تتجدد الإنسانية كلها وتصبح أرضكم سماء يسكن فيها العدل والعدل الكبير هو المحبة. *** هي محبة الله لكم من الآب وابنه وروحه. فالكلمة صار جسدا وحلّ فينا وبعبارة اوضح لليونانية التي نزل فيها الكتاب «صار الكلمة جسدا لينصب خيمته في حينا» فإنه يساكننا حيث نبيت ونبيت في أرض الله الواسعة مع كل من احبهم الله فجعلهم ابناءه. انتم كذلك لأن المولود الجديد جعلكم بذلك »شركاء الطبيعة الإلهية« بحيث تقر فيكم كل قوة الله وتدنون من كل إشراقات الرب لتضحوا بدوركم مكللين بالضياء الإلهي. لقد اختار الله ان يبعث اليكم بابنه لتعرفوا قرباه. هذا هو سره انه اراد هذه الصورة ليعبر لكم عن احتضانه. تبناكم بملاصقتكم بشريته لتدركوا حقيقة قرباه. اجل كان له ان يخلصكم بكلمة ويبقى في سمائه ولكنه أراد بمشيئته الأزلية ان يوضح لكم محبته بصورة محسوسة فيتصرف المسيح معكم بطريقة إلهية-انسانية لتدركوا انكم مدعوون الى ان تتصرفوا إلهيا. تدركون عند ذاك انكم قادرون على تقبل الألوهة فيكم فلا تبقى هوة بين السماء والأرض. الا تعلمون ان المسيح بعد ان جلس عن يمين الآب قال لكم انكم انتم به وفيه مدعوون بالنعمة ان تجالسوا الله وان ترفعوا فكركم الى «الفكر الذي كان في المسيح يسوع». هذا حقق التواصل بينكم وبين أبيه اذ ان طبيعتكم الجسدية قادرة ان ترتفع بلا انقطاع. غير ان هذا التواصل عطاء منه وهدية منكم اليه ليس كهدايا المجوس اذ ان هديتكم واحدة وهي التوبة. بها تفهمون ان المسيح كما كان فقيرا هو الذي يجعلكم فقراء الى أبيه وكما بات متواضعا يربيكم على التواضع الذي تفهمون فيه ان ليس لكم سوى كبر التواضع. بالتوبة تتحولون الى وجهه فيرتسم عليكم نوره وتغدون كلكم قامات من نور. تسقط، اذ ذاك، ترابيتكم فيراكم نورا.
هذا يقتضي ان تصيروا مسحاء اي ممسوحين بنعمته وثابتين امامه بالنعمة وممتلئين بالفرح النازل من عنده اذ ليس لكم بحق الا هذا الفرح. وما لكم من مقر الا قرب عرشه أبرارا مع كل الأبرار، أحياء بكل قداسة يغدقها هو عليكم يوما بعد يوم وجيلا بعد جيل اذ ليس من تاريخ الا تراكم القديسين المذبوحة قلوبهم بالحب حتى يجيء الرب ثانية في آخر الأرمنة. *** «افرحوا في كل حين وايضا أقول افرحوا» ولا تخشوا كونكم قطيعا صغيرا. لا تحزنوا من هذا فالقطيع الصغير يولفه كبار النفوس ولطفاء القلب. ليس لكم ان تعدوا المؤمنين الذين يأتون من عمق الرب. العالم الإلهي لا يخضع للأرقام. هو توهج وفي التوهج تتكون الوجوه. «هلموا نصعد الى جبل الرب» ولا تصالحوا السقوط والذي قدر ان يخرجكم من العدم الى الوجود المنظور قادر ان يرفعكم الى الوجود غير المنظور الذي يؤلفه القديسون. ميلاد الرب وعد لكم وموعد مع البرارة. ومتاع الدنيا يبقى في الدنيا وانتم منذ الآن مخطوفو النعمة ومتكونون منها. لا تخالطوا الظلمة ولا موضعا في الظلام لأن سكناكم الملكوت. هذا ليس مرجأ. فالملكوت يقترب دائما منكم لأن المليك قد جاء واختاركم وأحبكم واتكأتم على صدره وهناك سمعتم كلمات لا يسوغ النطق بها. وبعد هذا فالامَ تستمعون؟ «رنّموا للرب ترنيمة جديدة» كلما استمعتم الى كلمات الرب. رتلوا امام المذود في فقركم الى مطرح في المذود. منه يأتيكم الهتاف اليه وبعد الهتاف اليه تخرجون الى العالم لتضموا اليكم أجواق السكارى بالحب الإلهي. عيدكم اليوم زينتكم الداخلية وما من زينة أخرى حتى يحب الله جمالكم اذ هو جماله. يحبكم الله كما يحب ابنه الوحيد بالمقدار نفسه والزخم ذاته لأنكم حصلتم على مجد المسيح بين الجلجلة والقبر. لازموا بيت لحم كمنطلق الى العلى. هذه معموديتكم الثانية. انكم لقد متم مع المسيح لتقوموا معه وذلك كل يوم في نباهة النفس واشتهاء الكمال الذي ينزل من عنده. بعد هذا لا يبقى لكم ما نطلبونه. انتم مقيمون عنده برغبة الإقامة. الميلاد جاء لتطلبوا الميلاد الثاني لكم هذا الذي وعدكم به. الإنسان يولد من السماء قبل ان يبلغ السماء العلوية. هو أزال الهوة التي كنتم تتصورون بين ما هو فوق وما هو تحت. لأنه هو الذي أصعدكم منذ الآن الى فوق. هذا هو ميلاد الرب وميلادكم. انهما واحد حتى تخرج من أفواهكم وقلوبكم ترنيمة أبدية. |
Last Updated on Monday, 03 January 2011 11:57 |
|