للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
الخاطئ 02/19/2011 |
Saturday, 19 February 2011 00:00 |
بقلم المطران جورج خضر، جريدة النهار السبت 02/19/2011 إن سألت أي انسان عن الخطيئة يجيبك انها تعدي الوصية. يؤتى الجواب من اعتقاده ان الله آمر ناه. هذه صورة الله الشارع والقاضي. والرب هكذا لأنه يواجه الإنسان. بما في الخالق من جوهر وما في الإنسان من جوهر بمعنى انه لا يأمر اعتباطا ولا ينهى اعتباطا ولكنه ينطلق من ذاته ليقول واذا بدا لك قاضياً فلكونه يمدّك بصفات هي فيه. انه يقاضيك لأنه يريدك على صورته، لأنه جعل بينك وبينه مجانسة. انت تخطئ لأنك اخترقت هذه الوحدة الأولى، المنشئة اياك التي جعلها الله شبها بينك وبينه.
في اللغة من أخطأ الطريق عَدَلَ عنه ومن أخطأ الغرض لم يصبه. في المصطلح الديني انت تريد شيئا أمر الله به ولا تفعله أو تفعل شيئاً لم ترده وانت قاصد هدفًا ولم تبلغه واذا كان الله الهدف ولم تصل اليه أو لم تفلح في الوصول اليه فأنت خاطئ أو آثم او مذنب لأنك سهوت عن البلوغ. انت اذًا غير منشغل بالله، غير مخطوف اليه. واذا كان حب الله هو القوة للثبات فيه فأنت ما سعيت الى المكث فيه. فلا فارق عندك بين ان تلازمه أو تجانبه أو لا فارق بين ان تتصل وتنفصل. فاذا قررت الانفصال أو ارتضيته تحسب انك قائم بنفسك، ما لك لذاتك. لذلك كان الآثم ملحداً وضح عنده هذا أم لم يتضح. الخطيئة أقسى كثيرا مما نتصوّر. لا تأتي عرضاً. هي فعل كينوني في غاية العمق والاجتراء. • • •
كل إثم غرور لأنه شبع الاستكبار. في كل أحواله قتل للأنا المحبة أو تجريح للآخر. الذنوب اذا خرجت تصل الى كل آفاق الكون فيهتز بامتدادها حتى التصدّع. «العالم كله تحت الشرير». والصلاة التي علّمنا اياها يسوع تقول: «نجّنا من الشرير» وكأن الرب يوحي انا في حاجة الى صلاة لا تنقطع حتى لا يسيطر علينا روح الشر ونبقى ملاصقين الرب لنعود الى الوجه الذي انفصلنا عنه بشهواتنا. المشكلة الوحيدة التي تواجهنا هي مشكلة الخطيئة. ليس المرض ولا الفقر ولا الاضطهاد شيئا تجاه وطأة ذنوبنا علينا. • • •
هنا تعترضنا فكرة الندم. التوبة أقوى من الندم أو من الحسرة اذ لا ينبغي ان نفكر كثيراً في ما مضى الحزن الشديد على الخطيئة اذا مضت والتركيز عليه كثيراً يعيدنا الى الخطيئة. اما التوبة الحقيقيّة فهي انطلاقة دائمة نحو وجه الله ونقاوته من جهة ونحو المستقبل الذي نطلب ان نتجدد فيه بالنعمة. |
Last Updated on Saturday, 19 February 2011 12:23 |
|