للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
الديموقراطيّة 07/23/2011 |
![]() |
![]() |
Saturday, 23 July 2011 00:00 |
بقلم المطران جورج خضر، جريدة النهار السبت 07/23/2011 الديموقراطية كلمة يونانية مركبة من كلمتين وتعني حكم الشعب. عند افلاطون هي لا تعني كل الشعب اذ كيف وأين يجتمع. اثينا في عهده كانت قرية صغيرة. مع ذلك النساء والعبيد لا ينتخبون. من ينتخب اذا كثر الشعب وظهر اختلاف في السياسة. لما انقسم الفرنسيون بعد ثورتهم جلس المتجانسون معا على اليمين والمتجانسون الآخرون معاً الى اليسار وانطلق، مذ ذاك، ان اهل السياسة يمينيون أو يساريون. الديموقراطية، تحديدا، شعب منقسم. وظهرت الأحزاب لتعبر عن هذا الانقسام. منقسم الشعب على كل شيء إلاّ على كونه ينتمي الى وطن واحد وله اذًا هوية واحدة. في الحرب هو صف واحد ومن خرج عن هذا الصف يعدم قضائيا. وبعدما ميز مونتسكيو السلطات إلى تشريعية واجرائية وقضائية نشأت فكرة ان السلطة الإجرائية أو التنفيذية لها سياسة واحدة لا يخرج عنها وزير أي انها بالضرورة حكومة السياسة الواحدة. وقد اصطلح العلماء على ان يظهر الخلاف في مجلس الأمة وهو بالضرورة ينبثق من الشعب المختلف النزعات، المتخاصم ضرورة ويتفق ان يكون بعضه موالياً للحكم وبعضه الآخر مخالفا له. أما ألا يسلك الحكم على أساس هذه القاعدة فيأتي مجلس الأمة من لون واحد والحكومة من هذا اللون، فمعنى ذلك انه ليست هناك حكومة تنتقدها وتسائلها عن مشاريعها وعن موازنتها وما الى ذلك. ان لم يكن خلاف بين المجلس والحكومة فهذا هو حكم الحزب الاول المقسم، ضرورة، بطبائع الاستبداد. لاهوتياً الحكم لله أي للحقيقة ولكن كيف تلتقي الاوضاع البشرية أي السياسية مع الحقيقة؟ من يقول لنا ان الله يريد هذا الوضع في المياه أو الكهرباء أو المحاكم أو رئاسة الجمهورية والمناصب الأخرى. حلها الاوروبيون قبل الثورة الفرنسية بقولهم ان حكم الملك هو حكم الله. هذا يعني ان الملك طاهر وعالم وان حكمه مطابق للفكر الإلهي. لكن الملك بشر ويخطئ. لذلك استغنت فرنسا عن الملك وضيقت عليه انكلترا حكمه بالدستور أي صار هو خاضعًا للشعب.
■ ■ ■
مع ذلك تحب الشعوب اللعبة الديموقراطية من حيث انها تمظهر لا من حيث انها حقيقة. السياسة الى حد كبير مسرح تتفاوت فيه الأدوار يظن ان ما يقوله لاعبوها هو الحقيقة. ولكون الديموقراطية أجمل لعبة سياسية وكلامها فيه ما يشبه الحقيقة صارت أفضل الأنظمة السيئة كما يقول تشرتشل.
■ ■ ■
ان تثق بالآخر شرط لاعترافك بحريته. ان تثق به هو ان تؤمن بأن الله ساكن فيه أو ملازمه ولكنه لا يلهمه، ضرورة، افضل مدقق في السياسة أو الاقتصاد. الديموقراطية افضل نظام سيئ لأنها في الحقيقة مرتكزة على ان ألوهية ما تلامس الإنسان أو ان حقيقة ما تسكنه وانه - بسبب ذلك - يعمّر معك البلد. جمال الديموقراطية انك بها تلازم الذي لا يقول قولك وتسمح للخطأ ان يعبر عن نفسه إكرامًا للإنسان الذي يخالفك. |
Last Updated on Saturday, 23 July 2011 10:36 |
|