للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
العتاب 12/10/2011 |
Saturday, 10 December 2011 00:00 |
بقلم المطران جورج خضر، جريدة النهار السبت 12/10/2011 في آذار 1952 بعد انهاء دراستي في باريس عدت الى دمشق حيث مركز كنيستنا وفيما كنت أزور أحد أصدقائي سألني أتريد سماع أغنية "عتاب" لفيروز فسمعتها وفهمت انها معاتبة لفقدان حب. كنت أفهمها على انها تعني لوم الآخر لأنه أنقص ما يفرض عليه واجبا نحوي. أنا اذًا مركز وما همّني من الناس أنّ عليهم اداء واجب أنا أستحقه مكتوب عليهم بسبب ود مفروض انه يربطنا. الود يتطلّب تعبيرا وان لم يؤدَ فحساباً وأنا المحبوب أحاسب لأني أقضي وانت كنت ناقص الواجب ولست على الحرارة التي كنت أتوقعها منك. انت تحت القضاء وأنا القاضي. كيف يكون المحبوب قاضيا؟ سلوا اللذين ألّفا "عتاب" رحمهما الله.
الصداقة تنزل على من تنزل وكذلك ما يسمى الحب. هذا سرهما وانت تتقبل ذلك بشكر وانفعال قلب وهذا يغنيك وقد يكون غنى شخصيتك الأول أو الاهم. المحبة تعطي ولا تنتظر ردا. وقد يأتي من قلب شكور. هي تعطي لأنها نعمة من الله المجاني العطاء وتمارس مجانيته في خلقه. المحب فقير الى المحبة التي يبذلها لا الى المحبوبية التي قد تعود اليه وقد لا تعوده.
¶¶¶ من يحق له اللوم وحده هو الله لأن هذا الغني عنك هو في حقيقته الفقير اليك. الرب جائع اليك أو عطشان لأنه عند خلقك تاق اليك وانت لا تعلم الا اذا تربّيت على معرفة انه يحبّك ولعلّ كل تدبير الخلاص كما نسميه في المسيحية أعني صليب المسيح هو ان يدبّرك على معرفة محبته أو هذا هو الاستنتاج من التعبير. لومه انك لا تميت خطيئتك ليس فقط لأنها جرح لجلالته ولكن لأنها تؤذيك وكل ما يريده من حنانه ان تعرف محبوبيته عندك. ¶¶¶ ان ترفع العتاب عنك لا تؤتاه الا اذا أبيت الطمع بالناس ليس الطمع فقط بالمال. أشرس الطمع استغلال البشر بالشراهة العاطفية وهي شبق ان تكون محبوبا. ليس شيء في كتبنا يقول اطلب ان يحبك الناس. الوحي يقول أن أحبب. يقول الله لإبراهيم ان اخرج من أرضك ومن بيت أبيك وكأنه كان يقول له ان اخرج من نفسك واذهب الى كل نفس لتخدمها فهذه كلها لي أو تصير لي ان تحررت من انقباضها. الرسول هو الذي يذهب بالكلمة التي تسلّم له ليقولها وحدها اذ ليس في الانسان الحق الا ما استودعه الله فيه. |
Last Updated on Saturday, 10 December 2011 11:22 |
|