للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
النائب فريد حبيب |
Wednesday, 06 June 2012 00:00 |
كلمة المطران جورج (خضر) السبت 06/02/2012 كوسبا موطن فريد حبيب كنتُ خلال سنين أمرّ بها في طريقي الى المصيف في أعالي الجرود وكانت تبدو لي مطلاً على أديرتنا الطالعة من نهر قاديشا الى الجبال. يأتي هذا الأخ المسجّى في حضرة الله بينكم ناهلا من كورتها الخضراء محبته لبنان التي تذكُرنا بـه الكتب المقدسة حول ستين مرة. مسجّى ووجهه الى الشرق وعند اشعياء المسيح هو المشرق. تربّى في كنيسته واقفا امام ايقوناتها عابدا، مرتّلا فيها لرب المجد كما يسمّي المسيحَ تلميذُه بولس. يريد ان يعيش في مدى المسيح منقولا اليه على أجمل لحن وأعمق المعاني من معابدنا متلقيا هذه العظائم في قلبه محاولا ان يحب الإنجيل ليقف امام وجه الرب متوقعا حنانه والرحمة. أَخذ ما استطاع مما تجلّى له من فضائل محيطه راغبًا في الطاعة للإيمان الذي دُفع مرة للقديسين. لقد دخل الآن في لقاء المعلّم الإلهي الذي يجري معه حديثًا عن سيرته فيضعه يسوع في قلبه ايا كان بالرحمة ويذيقه جمال الأبرار الذين يرافقونه ويحدد له مكانا في الملكوت الى ان تحين ساعة الدينونة حيث أرجو ان يكون فريد مسترحما، مستغفرا راجيا ان يُرصف مع القديسين. يقول المسيح لكلّ من انتقل اليه انه كان يود لو سلك بما هو افضل حتى ينال منزلة اعلى ويستمتع ببهاء اكثر حدّة. ويسوع يلاطف كلّا منّا لأنه لطفٌ كلّه ولا يريد لنا التهلكة لأنه إله الخلاص. ولكوننا لا نسمع هذه الهمسات نصلّي بشدّة حتى يأتي كلام الرب معطيا للنفس سلامًا وتعزيات مع الراحة. الذين اقتبلهم ربهم فوق محبوبون كالذين استبقاهم على هذه الفانية لكوننا جسدا واحدا للمسيح. كل رجائي ان يقول المخلّص لفريد: تعال اليّ انا انتظرك وسأعاملك كمخَلّص. ربّما جئتني تعبًا. سأرفع عنك النير لتتخلى الآن عن كل زلاتك وتلتصق بي. تعال اليّ ولا تخف لأنك من اخوتي هؤلاء الصغار. ليس هنا تراكم بين الذين يسمَون أمواتًا وهم راقدون. ليس من تراكم. انتم منتصبون في حضرتي اي اني انا محتضنكم بالرأفات حتى ينزل عليكم الضياء الإلهي كاملا لأكون انا وايّاكم شعلة نور. هذا سيكون في اليوم الأخير. ومن الآن اعطيكم شيئا من فرح القيامة المرجوّة لأنكم ابناء القيامة. ما يسمّى جنازة ودفنا انْ هو الا رحلة الى القيامة. انا احييكم يوم الفصح. كلّ ايامكم انتصار للفصح الأخير، استباق للخيرات. الآن، انتم ملتحفون بالرضاء. ارجو ان تروه في هذا الملكوت الذي اعددته لكم. لا بد ان يعرّج المسيح على المسؤولية التي أُسندت الى فريد في الدولة. لقد انتدبتك الأمّة اللبنانية في ما يظهر من الوجود الى الندوة البرلمانية. ولكن في ما نتوخى من الفلاح انتدبناك الى الحق. سيسألك يسوع اذا اردت الحق وسيطرح هذا السؤال على من تعاقَبَ من وزراء ونواب لأن المسيح يريد لنا وجودا سياسيا راقيا نقيا. المسيح يكره الشطارة اللبنانية وهي لفظة لا تستطيع ترجمتها الى اية لغة لأننا وحدنا نتقنها بحذق نادر ضمن الظلام. من احترفها ليس عنده مخافة الله وتاليا ليس مندوبنا الى الحق. المؤمن لا ييأس من هذه العقلية النجسة. الخروج من هذه النجاسة يفترض اننا نؤمن بالهداية وبإمكان الطهارة في أعلى مراكز الدولة. في ايام شبابي عند تخرجنا من الثانويات كان امامنا فقط في هذا البلد ثلاث دراسات: الحقوق، الهندسة، الطب. واذكر جيدا ان الملاح منا ما كانوا يقيمون وزنا للربح في اية مهنة. كان طالب الحقوق مثلا يؤمن بالدفاع عن المظلوم والفقير والأرملة وان كان من مال يعطى لنا زيادة. وكنا نؤمن ان النائب يعرف التشريع وأسس الدولة وانتقاد الحكم ايا كان لإيمانه بأن خلاص البلد من حيث هو بلد يأتي من الحكم العادل. كنا نحسب ان المجلس مؤلّف من كتل او احزاب فيها تضامن اهل الحق وان الأفضل بينهم يُرسَلون الى المجلس لكونهم يعرفون قواعد العلم السياسي اذ لا يُرسَل الا الأبرار الأصفياء الأذكياء الفاهمون. لست أعلم اذا اللبنانيون مهيئون لإدراك هذا او انهم يعرفونه ولا يريدونه لأن هذه الإرادة تذهب بمصالح بعض وتحالف الكاذبين. يا فريد سوف تُسأل عن كل هذا اذا استدعاك المسيح الى منبره في اليوم الأخير وهناك ارجو ان تستغفر اولا ثم ان تسترحم. فإن أقدس انسان فينا في حاجة الى هذه الرحمة التي بدونها لا يدخل احد الملكوت. ليس لبنان تركيبة سياسية. انه مشروع حب. هل أحببت؟ ستقولها لمن يفحص القلوب. انا أصلّي لكي تكشف ضعفك للمسيح وتلتمس المغفرة حتى ترتفع مع الذي قام من بين الأموات. عندكم في الضيعة جوقة جميلة رتلت لربّها حتى أيام خلت: «المسيح قام من بين الأموات ووطئ الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور». رتّل هذا الان في قلبك المحيا بالنعمة حتى ينقلك المخلّص فتقبّله قبلة صادقة مع خفر حتى تنال الحياة الأبدية التي من اجلها اجتمعنا لنطلبها لك بصدق وحب ونتعزّى مع ذويك واحبائك بتعزيات الروح القدس. |
Last Updated on Friday, 03 August 2012 13:01 |
|