Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Publications Books حفل توقيع كتاب "نجاوى" - كلمة الدكتور أسعد قطان
حفل توقيع كتاب "نجاوى" - كلمة الدكتور أسعد قطان Print Email
Saturday, 19 June 2010 00:00
Share

كلمة الدكتور أسعد قطان
"نحن لا نغرف من حكمة الدهر. جعلتَنا شعراء نشدو وسط الجماعة هُيامًا بك وبصحبك، في سكرة الصحو الأبديّ" (ص 81).
سيّدي رئيسَ الجلسة،
أيّها السيّدات والسادة،
يريد جورج خضر لنجاواه أن تكون شعرًا يشدو هُيامه بالمسيح. لعلّ هذا يأتي من ليتورجيا كنيسته الشرقيّة، من كلامها الناصع الذي "لا يعتق بعد ألف عام" (ص 121). وقد قيل في هذه الليتورجيا إنّها، في الشكل الذي تسلّمناه، بيزنطيّةُ المنشأ تستلهم، في أُبّهتها وزَيّاحاتها وثياب كهنتها، مملكة الروم. ولعلّ هذا يصحّ إلى حدٍّ بعيد، رغم أنّ بعضَ أبرزِ من كتبوا التسابيح، كالقدّيس يوحنّا الدمشقيّ مثلاً، كانوا من ديارنا بعد قدوم الإسلام إلينا.

ولكن، ما لا يقال إلاّ لمامًا هو أنّ هذه الليتورجيا ترى إلى صليب يسوع الذي من الناصرة وقيامته في منطق واحد، ولا تني تردّد أنّ عود الموت يتمتم القبر الفارغ، وأنّ كلاهما يكشف منطق التجسّد. هذا الإيمان بأنّ المعلّم المسمّر على الصليب هو إيّاه الإله المتجسّد الذي سيغلب الموت بقيامته، هو ما نعثر عليه في نجاوى جورج خضر، سطرًا بعد سطر وصفحةً بعد صفحة، كأنّ صاحب النجاوى أراد لهذا الإيمان أن يكون اللازمةَ الكبرى، وأن يكون كلّ الفكر الذي ما انفكّ يعمّره منذ عشرات السنين تقاسيم عليه: "كانت قبلَك كلمات وكانت كتب. أمّا أنت فكنت الكلمة الوحيد. وانصبّت فيك كلّ الكلمات التي كانت قبلَك ومنك جاءت وتلك التي قيلت بعدَك" (ص 46).
لا يأتي الفكر الخضريّ في النجاوى في مبنىً عقيديٍّ مرصوف، وإن كان صاحبه يستنجد، هنا وهناك، بمفاهيم العقيدة، التي وُضعت غالبيّتها في كنيسة الشرق الأُرثوذكسيّة بين القرنين الرابع والثامن. هذا مرتبط، طبعًا، بالنوع الأدبيّ الذي تحيل إليه نصوص الكتاب الذي نحن في صدده: "النجاوى"، أي حين يناجي القلب البشريّ الله بكلمات أدنى إلى الشعر من دنوّها إلى الكلام المرسل الوصفيّ، أو إلى العقيدة. وخضر، هنا، لا يناجي الله فحسب، بل بعض أحبّائه أيضًا، مريم أمّ يسوع، ومريم المصريّة، ورابعةً، ويوحنّا الذهبيّ الفم، ويتأمّل في سرّ التجسّد انطلاقًا من قصّة النبيّ الياس في العهد القديم. هو يهتف، مثلاً، في الذهبيّ الفم، سابقه في الأُسقفيّة ومجاذبة الكلمات وتحدّي أهل الدنيا بجنون الصليب: "منذ أن وقفتَ، سيّدي، في كنيسة أنطاكية، وأضحيت إمام الصلاة للساجدين في الشرق، غدا قدّاسك موعدًا لدموعنا، فلا ينكسر لنا عظم عند الصلب" (ص 70). بيد أنّ نُدرة المبنى العقيديّ في النجاوى لا يُفسّرها النوع الأدبيّ فقط، بل هي ترتبط ارتباطًا وثيق العرى بطبيعة القصّة ذاتها. فحكاية الناصريّ، من ألفها إلى يائها، أُنشودة حبّ: "ما من شاعر في العالم يقدر أن ينظُم قصيدة حبٍّ، كهذه التي قلتها بأوجاعك ودمك" (ص 19). طبعًا، نحن المسيحيّين استنجدنا بالمبنى العقيديّ ذي الطابع الفلسفيّ، لأننّا تعاملنا بجِدّيّة كبرى مع الفكر اليونانيّ الرفيع الذي راح يتحدّانا منذ مطلع القرن الثاني. لكنّ حكاية الناصريّ منسوجة بالحبّ، لا بالمقولات الفلسفيّة. وخضر، في نجاواه، ليس أسير الفلسفة، ولو عرّج عليها، ولا هو مقيّد بمنطق المقولات العقيديّة. هو يعيد سرد حكاية المصلوب كما انفعل بها، وكما أعطاه الروح أن يقول، وكما اقتضت هذه الثقافة العربيّة التي تربّى عليها، وما برح يحملها في قلبه وعقله منذ مراهقته، منذ كان يتلو الكتاب المقدّس على مريم وعبد المسيح، وهما، كما يقول في موضع آخر، جاران له أمّيّان في طرابلسَ طفولته (انطباعات فصحيّة، مواقف أحد، ص 172-173).
أن يسرد مطران جبل لبنان حكاية المسيح شعرًا هو أن يعيد رسم العالم من جديد. وفي هذا الكثيرُ لا من عبقريّة الشعر فحسب، بل من الحلم أيضًا، من السعي إلى رؤية العالم من الجهة الأُخرى للمرآة، ومن شبق الطفولة. لقد قرأتُ مرّةً لدى شاعر تركيّ الأُصول يكتب بالألمانيّة أنْ وحدهم الأطفال قادرون على خلق الكون في سبعة أيّام. شيء مثل هذا يكتبه خضر في نجاواه: "إنّ الربّ طفل، فالأطفال ملوك والقلوب بكارة، والربّ يتبرعم كالطفولة" (ص 110). وخضر، على شاكلة إلهه، على صورته ومثاله، طفل يريد إعادة تكوين الكون عبر سكبه في معادلة أُخرى لا بالكلمات فحسب، شأنُه شأنُ الشعراء، بل لأنّه يحلم بأن يتغيّر الكون إذا اهتدى الناس إلى المحبّة المنبثقة من وجه يسوع، وبأنّ الربّ قادر على أن يعزّي المكسور والهزيم: "خذ إليك هذه الشعوبَ التي يسمّيها أعزّاء الأرض متخلّفة. إنّها حدقة عينك، يا مخلّصي. قل للمظلومين إنّك جئت لترفع القهر عنهم. إنّك ضدّ القاهر حتّى يتوب" (ص 23).
كيف تتبرعم حكاية يسوع على لسان خضر لتصبح كلامًا مصفًّى كالذهب؟ حسبي الإشارة إلى بعض المصادر. يأتي خضر، في نجاواه، من نشيد الأناشيد (ص 12، ص 56-57)، من هذا السفرِ في الحبّ الذي قال فيه أحد معلّمي اليهود إنّه قدس أقداس التوراة. ويأتي من إنجيل يوحنّا، أحبّ كتب الأرض إلى نفسه (ص 58-59)، ومن رؤيا يوحنّا (ص 61، 69، 72، 143) ونهر بلّورها المنحدر من عند الحمل. كما يأتي من القرآن وآياته المكرّمات (ص 58-59، 108، 134-135، 139) يُزْوجها، على كثير من الحرّيّة، بكلمات الإنجيل العذاب، كأنّه يريد لنصوصه أن تصير ملتقى المسيحيّة والإسلام في ربوع الصوم والنسك والتصوّف، وفي الركون إلى كلمات الله، كائنًا ما كان الشكل الذي تتّخذه هذه الكلمات. يغزل عباراته بالصور القرآنيّة البهيّة، فيخاطب المسلمين من قرّائه لا ليقلّل من إيمانه بيسوع، بل لأنّه يطلب الجمال في كلّ مكان، ولأنّه يدرك أنّ الحقّ لا تستقطبه الأديان من حيث أنّها مؤسّسات: "وفي كلّ بادية نخلة وبئر ماء، فكُلي واشربي وقِرّي عينًا، يا أيّها الناذرون للرحمن صومًا، لا تحسدوا الذين لا يبكِّرون إليه، ولا يتبتّلون في الليالي القمراء" (ص 134). وللمتمعّن في النجاوى أنّ خضرًا يستلهم، هنا وثمّة، بعض شعراء العرب المحدثين. ولعلّه، في قولته: "كان الله يدافع عن نفسه برفض العدم" (ص 126)، يتذكّر، وإن من بعد، الشاعر الألمانيّ العظيم ريلكه الذي خاطب الله، ذات يوم، قائلاً: "كان العدم جرحك، فداويته بالكون".
غير أنّ من وضع يده على بعض الينابيع التي استقى منها خضر في نجاواه، لم يشر إلاّ إلى الغيض. والنجاوى فيض، لأنّ قصّة الفكر المبدع فيها لا تبدأ إلاّ متى انتهى البحث عن المصادر. هذه القصّة هي، أوّلاً، قصّة معرفة خضر الثاقبة بالنفس البشريّة يغوص في ثناياها ويسبر أغوارها طبقةً بعد طبقة. فما يؤجّج التوبة الحقيقيّة هو ذكرى الفرح مَعَ الله، لا الغمّ والحزن والقهر (ص 14). وما يراكمه الإنسان من معرفة ومنطق وشهوة إنّما هو قبض ريح ما لم يلتصق بالله. هذا يقوله خضر مستعيرًا لغة القرآن الكريم، إذ يكتب: "في الهتك واللغو حظّ الذكر مثلُ حظّ الأُنثى" (ص 121). وهو، في "حارة النصارى"، أحدِ أرفع نصوصه قاطبةً، يهتك حجب اللُغز الأُنثويّ، ويكشف كيف أنّ السحر الكامن في هذا الُلغز قادر على قهر الفكر فينا،ما لم تروّض الوحشَ العذريّةُ لله. كلّ هذا يقوله خضر بلغة شعريّة رمزيّة مستعينًا بالأساطير القديمة وما ترسّب منها في المسيحيّة عن قصّة الفارس الذي يهزم التنّين: "تأتيك المرأة من خبايا الطبيعة لُغزًا وسحرًا، عقدة أحاج، والفكر قتيل السحر. إن أنت كالشهيد الفارس أزمعت ضرب التنّينِ بحربة، فالعذراء أمامك تروّض الوحش، تعيده بخيط إلى أسافل المياه" (ص 119).
وحكاية الفكر المبدع في النجاوى، ثانيًا، حكاية حرّيّة. لقد أشرتُ أعلاه إلى حرّيّة خضر في التعامل مع آي القرآن الكريم. وهو لا يقلّ حرّيّةً في تعاطي نصوص الكتاب المقدّس. يقلب، مثلاً، قولة الرسول إنّ الله أعطى يسوع اسمًا فوق كلّ اسم (فل 2/9) معتبرًا أنّ المسيح أيضًا أعطى الله اسمًا فوق كلّ إسم: "فإنّك أعطيت الله اسمًا فوق كلّ اسم، وهو أنّه أب" (ص 46). ويعقّب خضر، في مناجاته الذهبيّ الفم، على كلام يسوع أنّ الودعاء يرثون الأرض (مت 5/5)، فيكتب: "الودعاء لا يرثون، سيّدي، هذه الأرض" (ص 71). ولا يغيب عن خضر في نجاواه أنّ القضيّة الكبرى هي قضيّة الإنسان في حرّيّته وأنّ الله، في خطاب البشر الدينيّ وفي الكتب المقدّسة ذاتها، كثيرًا ما صُوِّر قامعًا هذه الحرّيّة: "إله العبيد يدوم ما دام العبيد" (ص 109)، "الربّ لا يمتطي أجنحة النار، ولا يمنح الجيوش شهادات مزوّرة، ولا تفتح السيوف له مدنًا. والشهادة لا تأتي من موت تذيقه. إنّها في الميتة التي تذوق. وقتل الكفّار مثلُ قتل المؤمنين، ودم الكفّار زكيّ كدم ابن الإنسان" (ص 110).
وحكاية الفكر المبدع لدى خضر، ثالثًا، أنّ نجاواه، رغم ما تنطوي عليه من دفق القلب، لا تستقيل من النظر العقليّ، إذ ليس ثمّة انفصالٌ عنده بين القلب والعقل. وإذا كانت النجاوى يمَّ القلب، فإنّ ثمّة عقلاً يمخر عباب اليمّ، وهو عقل يؤمن بمغامرة الفكر وسعة الأُفق والتعدّد: "غيِّرْ في النفوس لئلاّ تبقى على عصبيّتها. ووسّعها لتبصر أنّ في كلّ زاوية من زوايا الدنيا نفوسًا طيّبة، وأنّ في الأرض متّسعًا لتباين الأفكار والمشارب، لأنّ الحبّ يعوّض عمّا يفوت العقل من إدراك، واجعل الفكر يتفحّص كلّ شيء لئلاّ ينتحر بالخوف. الفكر، إذ ذاك، هديّة للفكر" (ص 33). لا يطفئ خضر في نجاواه، إذًا، حوار الفكر مع قرائّه، كائنةً ما كانت مشاربهم. هو يعرف، مثلاً، أنّ إنجيل مسيحه ليس الأقوى تعبيرًا ولا الأكثر ذكاءً: "هناك صفحات في الفكر الدينيّ من قبلك ومن بعدك أجمل تعبيرًا وأعمق ذكاءً من الذي قلته أنت" (ص 21). خضر، هنا، في حوار مع من قال إنّ الجمال هو برهان الله الأكبر، وهذا الرأي له امتدادات في الإسلام وفي المسيحيّة الأُرثوذكسيّة. حسبنا أن نتذكّر الكلام الإسلاميّ على إعجاز القرآن الكريم، وما هتف به مرسَلو فلاديمير، أميرِ الروس، إلى القسطنطينيّة، حين دخلوا الآجيّا صوفيّا، سيّدة كنائس الأرض، وسمعوا أناشيد الروم، وأنعموا النظر في أيقوناتهم، أن أحسسنا بأنّ السماء انفتحت على الأرض. فلسفة الجمال هذه، على ما تكتسيه من أهمّيّة في الخطاب الدينيّ عمومًا، لا تُقنع خضرًا ولا تُغريه. وحده الدم الذي أُريق على الصليب هو حُجّة الله الكبرى. والإنجيل كلّه، من ألفه إلى يائه، مرتبط بالدم الذي سكبه يسوع على الخشبة: "لا يهمّك ألق الكلمات. لا شيء يدلّ على أنّك كنت تتقن البلاغة" (ص 21).
أيّها السيّدات والسادة،
لقد شاء ناشرو الكتاب الذي نحن نتدارسه اليوم أن يضعوا بين أيدينا مجموعة نصوص وقّعها جورج خضر في أزمنة متفاوتة، ونثرها، في المدى الواسع، طوال سنوات. أقدمها، إذا استثنينا الصلاة المرفوعة من أجل حركة الشبيبة الأُرثوذكسيّة من العام 1952، يرجع إلى ما قبل الحرب الأهليّة اللبنانيّة، إلى مطلع السبعينات (ص 40)، فيما أحدثها كُتب قبل ثلاثة أعوام (ص 74). إنّها، إذًا، نصوص منتقاة، منزوعة من سياقها التاريخيّ. وليس في الكتاب ما يدلّ على هذا السياق. فالقارئ مشلوح على نصٍّ خضريٍّ ليس له سبيل إلى معالجته وفهمه إلاّ هذا النصُّ ذاتُه. ولكن، في النجاوى، ورغم الانتقاء وصعوبة الاستعادة التاريخيّة، هذا خضر كلّه يتحدّث إلينا: اللاهوتيّ والفيلسوف والشاعر والأديب، الأُستاذ الجامعيّ والعالم بالإسلام والحضارة العربيّة، الكاهن والأُسقف ومؤسّس حركة الشبيبة الأُرثوذكسيّة وملهمها، الطفل الحالم المجروح بحبّ الناصريّ وحبّ الإسلام وأهله. بهذا المعنى، كتاب النجاوى اختصار شعريّ لكلّ الفكر الخضريّ الذي تتلمذنا عليه، هذا الفكرِ الذي ما انفكّ يبهرنا منذ عشرات السنين، كأنّ الزمن يوقف جريانَهُ حين يبدأ الانبهار. والرسوم الزيّاتيّة، الشآميّة المنشأ، التي تصاحب نصوص الكتاب، وتقرأ فيها، مستنبطةً، بالخطوط والألوان، لغةً جديدة إنّما تمعن في الانبهار وتَزيدُه انبهارًا: "اللحن من سورية على صفاء الأمانة، حتّى تُقرعَ أبوابُ دمشق، ويحسبَ الأعرابيّ أنّه دخل الجنّة" (ص 105).
ويا أبتِ!
كيف لي أن أختُم هذه الملاحظات المحدودة في فكرك العميم؟ لا وسائلُ العلم ومناهجُه تُعوزني، ولا تقصّي اللاهوت في سطورك يضنيني، ولا الحسّ بالشعر في قصائدك يخونني. لكنّك كتبتَ، في نجاواك، أنّ همّنا، وقد دعوتنا برابرة النصارى، أنّ "الكأس واحدة"، و"أنّها هي النُطق"، فإذا "بخل الغيث نرتحل، وتحت جلابيبنا بعضُ حنطة – حتّى تقام الذبيحةُ – وبعضُ خمر" (ص 103). فكيف أنسج خاتمةً من كلمات، والكلمات تخون ذاتَها ما أن تحيلنا إلى الحبّ، وإلى ذبيحة الحبّ؟ وإذا قلتُ لذاتي: أتنكّر لكلماتي فتنكسف، وأستنجد ببعض كلماتك، أنت، المجبولة بالحبّ، كما جبل الكلمةُ ذاته بترابيّتنا، يُشقيني أن أنتقي بعضًا منها، فأُضطرَّ أن أُسقط أُخرى.
يا أبتِ! يا مركبةَ ابنِ مريمَ وفارسَهُ! يا صاحب النجاوى! لقد كتبت، ذات يوم: "في البدء كانت اللغة ترابًا، جَعَلَتها البشائرُ ضوءًا" (ص 108). كيف لا تضيء كلماتك اليوم، وأنت ما برحت، منذ نيّفٍ وستّين سنة، ورغم تقادم الزمان، تثقل لنا الكلمات فكرًا ودعاءً وبشائر؟

Last Updated on Sunday, 27 June 2010 23:51
 
Banner