للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
العدد 9: الأطعمة للجوف |
Sunday, 03 March 2013 00:00 |
تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس أحد الابن الشاطر رَعيّـتي كلمة الراعي الأطعمة للجوف يعلن الرسول الحرية المسيحية الواعية بقوله: “كل شيء مُباح لي”. وحتى لا يفهم المسيحيون أن هذه استباحة كل شيء، دقق في هذا المعنى بقوله: “لكن لا يتسلّط عليّ شيء”. الإنسان يمارس شهوات شرعية مثل شهوة الطعام في اعتدالها، ولكن يدرك أن بطنه ليس له سلطة عليه. لذلك أتى بهذه القاعدة العميقة المعنى: “الأطعمة للجوف، والجوف للأطعمة”. ثم يوضح بولس أن الطعام خادم للجسم وليس مطلقا. واذا جعلته عظيم الأهمية، مطلقا، تصير عبدًا وتُعرّض نفسك للزنى. علاقة الجسد والشراهة تمتد الى الزنى أحيانًا. لذلك بعد أن ذكر الرسول الأخطاء الناتجة عن الشراهة، يقول قد يُسبّب هذا انحرافًا في السلوك، انحرافًا عن العفّة. وهنا يجب أن نذكر أن الجسد للرب ويكتمل بالعفّة. على هذا يستند بولس ليقول ان الجسد للرب والرب للجسد. ثـم يسـمـو بالتـأمـل ليـؤسس هذا التعـليم أن أجسادنا هي أعضاء المسيح ويقول: “أفآخُذ أعضاء المسيح وأَجعلُها أعضاء زانية؟”. كيف وصل الرسول الى هذا التأكيد؟ يتكّل على تعليمه القائل ان أجسادنا هي أعضاء المسيح. فإذا اتصلنا بزانية نكون قد جعلنا أعضاء المسيح التي فينا أعضاء زانية. هذه الوحدة بالزانية يؤسسها على أننا أخذنا أعضاء المسيح وجعلناها واحدة مع أعضاء الزانية اذ نصير معا في الخطيئة جسدًا واحدًا، وبنى هذا على قول سفر التكوين عن آدم وحواء انهما جسد واحد. يرى أن الاقتران بين الذكر والأُنثى يجعلهما جسدًا واحدًا أفي الشرعية كان هذا أَم في الانحراف. ولكون الاقتران بزانية زنى، يُحذّرنا منه حتى يصل الى التأكيد: “ان كل خطيئة يفعلها الانسان هي في خارج الجسد. اما الزاني فإنه يخطئ الى جسده”. هذا أقوى تأكيد عند بولس على قدسية الجسد. بولس لا يقبل ثنائية الجسد والروح. كلاهما مقدّس، والخطيئة الى النفس كالخطيئة الى الجسد. ثم يكشف الرسول صحّة تعليمه بقوله: “ان أجسادكم هي هيكل الروح القدس”. المعمودية مع الميرون عندنا تُوضح بصورة جلية قداسة الجسد. ويقوّي الرسول هذا التعليم بقوله: “ألستم تعلمون أن أجسادكم هي هيكل الروح القدس الذي فيكم؟”. قداسة الجسد مكشوفة للمسيحيين بنوع خاص لأن المسيح اشتراهم بدمه. وهذا نالوه فعليا وشخصيا بالمعمودية والميرون. كيان المسيحيين تَقَدّس بدم يسوع على الصليب، وهذا انسكب عليهم بالمعمودية. ينتج من هذا أنهم مَدعُوّون الى أن يُقدّسوا الله في أجسادهم وأرواحهم بالروح القدس والعمل الصالح. جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان) الرسالة: 1كورنثوس 12:6-20 يا إخوة، كل شيء مباح لي ولكن ليس كل شيء يوافق. كل شيء مباح لي ولكن لا يتسلط عليّ شيء. إن الأطعمة للجوف، والجوف للأطعمة، وسيُبيد الله هذا وتلك. اما الجسد فليس للزنى بل للرب والرب للجسد. والله قد أقام الرب وسيُقيمنا نحن أيضا بقوته. أما تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء الـمسيح؟ أفآخذ أعضاء الـمسيح وأجعـلها أعضاء زانية؟ حاشى. أما تعلمون أن من اقترن بزانية يصير معها جسدا واحدا لأنه قد قيل يصيران كلاهما جسدا واحدا. أما الذي يقترن بالرب فيكون معه روحا واحدا. اهربوا من الزنى، فإن كل خطيئة يفعلها الإنسان هي في خارج الجسد، أما الزاني فإنه يخطئ إلى جسده. أَم ألستم تعلمون أن أجسادكم هي هيكل الروح القدس الذي فيكم الذي نلتمـوه من الله، وأنكم لستم لأنفسكم لأنكم قد اشتُريتم بثمن؟ فمجِّدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله. الإنجيل: لوقا 11:15-32 قال الرب هذا المثل: إنسان كان له ابنان. فقال أصغرهما لأبيه: يا أبتِ أَعطني النصيب الذي يخصّني من المال. فقسـم بينهما معيشته. وبعـد ايام غير كثيرة جمع الابن الأصغـر كل شـيء له وسافر إلى بلـد بعيد وبذّر ماله هناك عائشا في الخلاعة. فلما أنفق كل شيء حدثت في ذلك البـلد مجـاعة شديدة فأخذ في العوز. فذهب وانضوى إلى واحد من اهل ذلك البلد، فأرسله إلى حقوله يرعى خنازير. وكان يشتـهي ان يملأ بطنه من الخرنوب الذي كانت الخنازير تأكله فلم يعطه احد. فرجع إلى نفسه وقال: كم لأبي من أجراء يفضُل عنهم الخبـز وانا أهلك جوعا. أقوم وأمضي إلى أبي وأقول له: يا أبتِ قد أخطأت إلى السمـاء وأمامك، ولستُ مستحقا بعد ان أُدعـى لك ابـنا فاجـعـلني كأحد أُجَـرائـك. فـقام وجـاء إلـى أبيه، وفيما هو بعد غير بعيد رآه ابوه فتحنن عليه وأسـرع وألقى بنفسه على عنقه وقبّله. فقال له الابن: يا أبتِ قد أخطـأتُ إلى السماء وأمامك ولستُ مستحقـا بعد ان أُدعى لك ابنا. فقال الأب لعبيـده: هاتوا الحُلّـة الأُولى وأَلبِسـوه، واجعلوا خاتما في يده وحذاء في رجليه، وأْتوا بالعجل الـمسمّن واذبحـوه فنأكل ونفرح، لأن ابني هذا كان ميتا فعاش وكان ضالا فوُجد. فطفقـوا يفرحون. وكان ابنه الأكبـر في الحقل. فلما أتى وقرُب من البيت سمع أصوات الغناء والـرقص. فدعا أحد الغلمان وسأله: ما هذا؟ فقال لـه: قد قَدِم أخوك فذبح أبوك العجـل الـمسمـّن لأنه لقيـه سالـما. فغـضب ولم يُرِد ان يدخل. فخرج أبوه وطفق يتوسل اليه. فأجـاب وقـال لأبيه: كم لي من السنـين أخدمك ولـم أتعـدَّ لك وصية، وانت لم تعطني قـط جديا لأفـرح مع اصدقائي. ولـما جاء ابنك هـذا الذي اكـل معيشتك مع الزواني ذبحتَ لـه العجـل الـمسمّـن! فقال لـه: يا ابني انت معي في كل حين وكـل مـا هـو لـي فهـو لـك. ولكـن كـان ينبـغـي ان نفـرح ونُسَرّ لأن أخاك هذا كان ميتـا فعـاش وكان ضالا فـوُجد. في عمل الخير كثرت، في لبنان، الجمعيّات والمؤسّسات التي تُعنى بإعانة المعوزين والمرضى والأيتام والمهجّرين. وهذه، أيًّا كانت هويّتها الدينيّة أو الاجتماعيّة، باتت ضرورةً في بلد تعوّد معظم أولي الأمر فيه أن ينشغلوا في ما يُرضيهم أو يرونه هم مُلحًّا. هل نتكلّم في السياسة؟ لا، بل على ما يرغب الحقّفيه! طبعًا، أيًّا كان القائمون على الدنيا، العوز، في لبنان، لا يُعفي الكنائس من مسؤوليّاتها في الأرض. الكنائس، أي الرعايا والجمعيّات والمؤسّسات فيها من غير نوع... وإذا خصّصت الناس في الرعايا هنا، يضطرّني توخّي الموضوعيّة إلى أن أفتح هذه السطور على أمر معلوم، أي على أن ليس جميع المؤمنين، في رعايانا، قد ارتقوا إلى أنّهم هم الكنيسة. معظمهم على الإطلاق، إن كلّمتهم على برّ العضد الأخويّ مثلاً، يمدّون أنظارهم وأياديهم وأفواههم إلى دُور السادة الأساقفة. الكنيسة، في رأيهم، هي المسؤولون فيها حصرًا. ويتفاصح الناس في أمر غنى هذه الأبرشيّة أو تلك. ويلحّ عليك هذا وذاك باقتراحات، على رشدها، تراها تفتقد الاستعداد لمدّ يد المعونة. هرب، كلّه هرب من أنّنا جميعنا مسؤولون في الكنيسة وعنها! هذا لا أزيد عليه إن قلت إنّ مؤمنين كثيرين لمّا يعتنقوا أنّ السماء والأرض قد تلاحمتا يوم أتى ربّنا يسوع وعلّقه ظُلمُنا على خشبة. لا أعني أنّهم لا يؤمنون بإتمامه التدبير الخلاصيّ، بل لا يُحسنون الجمع بين هذا الإيمـان وتجسّداتـه، أي العمل وفـق مقتضياتـه. يبـدون لا يدركون أنّ أمور السماء، أو أمور التقوى، تُحيا من هذه الأرض. يعتقدون، أو جلّهم، أنّ للأرض أمورها وللسماء أمورًا أخرى. المال من هذه الأرض، وإذًا لا علاقة للسماء باستعماله! من أين يأتي الناس بأفكارهم؟ إن صعب عليَّ أن أفصل في هذا السؤال، فمن السهل القول، إجابةً، إنّنا لمّا نفهم جميعنا أنّ المسيحيّة هي كلّ متكامل، أي هي، في آن واحد، صلاة وصوم وفكر وبذل وشركة حياة...، أي كلّها محبّة. وهذا الكلّ لا يحتمل أن نفضّل فيه وجهًا على آخر، بل أن نعتقد أنّ كلّ ما يعبّر عنه يتضمّن الآخر، يناديه، ويحمله، ويفترضه وجوبًا. من صميم أزمتنا عينها، أيضًا ترى أنّ أناسًا كثيرين منّا مسمّرون على اعتقاد أنّ ما يتعبون في تحصيله يخصّهم وحدهم. “إذا كنت تملك شيئًا بتعب يديك، فأعطِ لتعتق من خطاياك”، و”لا تقل إنّ لك مالاً خاصًّا بك. فإذا كنّا نحن نتقاسم الخيرات الأزليّة، فكم بالحريّ الخيرات الفانية” (تعليم الرسل الاثني عشر 4: 6 و8)، تقريبًا ليس لهما مكان في فكر الإنسان المسيحيّ المعاصر! وهكذا ترى أنّ معظم المؤمنين لا يُبعدون أنفسهم، فقط، عن المشاركة في طموحات رعاياهم ومشاريعها (بناء دور العبادة وملحقاتها مثلاً)، بل، أيضًا أو قَبْلاً، يُظهرون، في اجتماعات العبادة، بخلاً عظيمًا يبديهم أنّهم يتحاشون أن يُسرقوا! وإن حاولت أن تذكّرهم بأنّ ما يقدّمونه سيكون للفقراء نصيب فيه، إذا لم يعطوك أذنًا صمّاء، فستنال منهم توبيخًا (خفيًّا أو علنيًّا) على أنّك، بكلامك على “مال الظلم”، قد خرجت على برّ التقوى! معنى ذلك كلّه أنّ الكثيرين في رعايانا يعوزهم مَن يعلّمهم أنّ المسيحيّة شركة في كلّ شيء! أن يعلّمهم، أي أن يعيد تذكيرهم بأنّ المسيح إلهنا الحيّ هدانا أنّنا كلّنا إخوة في كلّ شيء (أنظر مثلاً: متّى 23: 8، 28: 10 يوحنّا 21: 23). ولا أعلّي آيةً في العهد الجديد، تبيّن حقّ شركة الأخوّة، على آية أخرى (فكلّه حرفًا حرفًا يبيّن)، إن اعتمدت، في هذه السطور، على ما قاله الإنجيليّ لوقا في كتاب أعمال الرسل، أي: “وكان جماعة الذين آمنوا قلبًا واحدًا ونفْسًا واحدة، لا يقول أحد منهم إنّه يملك شيئًا من ماله، بل كان كلّ شيء بينهم مشتركًا” (4: 32). وهذه المشاركة قال عنها الكاتب عينه قَبْلاً: “يبيعون أملاكهم وأموالهم، ويتقاسمون الثمن على قـدر احتياج كلٍّ منهم” (2: 45).الـمسيحيّـة لا تُختزل. ولا نختزلها إن قلنا إنّها كلّها تركٌ كُرمى لله ولخدمة شهادته. لا أعتقد أنّه من باب المصادفة اللغويّة، أو المقاربة الجغرافيّة، أن يعلّق متّى الإنجيليّ، مثلاً، على بدء يسوع كرازته بقوله: “ثمّ ترك الناصرة...” (متّى 4: 13)، ثمّ يعقب هذا التعليق بقوله عن التلاميذ الذين ارتضوا دعوته أوّلاً: “فتركوا...، وتبعوه” (متّى 4: 20 و22)، بل بهدف تبيان القصد الخلاصيّ أنّ المسيحيّة، كلّها كلّها، أن نتبع يسوع، وحده، في كلّ شيء! قيمة المسيحيّة، إذًا، أنّها “الحياة في (إثر) المسيح”، أو سعي حثيث إلى التمثّل به. لقد أنشد المؤمنون في الكنيسة الأولى: أنّه (يسوع) “هو الذي في صورة الله / لم يَعُدَّ مساواته لله غنيمةً / بل تجرّد من ذاتّه متّخذًا صورة عبد / وصار على مثال البشر / وظهر في هيئة إنسان...” (فيلبّي 2: 6- 11). وبهذا الإنشاد العالي، لم يقصدوا التغنّي بتنازل ابن الله فحسب، بل أن يدفعوا أنفسهم (وَمَن يأتون بعدهم) إلى أنّ الربّ هو إيقونة حياتنا أيضًا. وما يؤكّد هذا أنّ ناقل النشيد، أي بولس الرسول، زرعه في سياقٍ أراد منه أن يدعو قرّاءه إلى أن يتمثّلوا بتواضع الربّ وطاعته. أن نؤمن بأنّ الربّ اتّخذ جسدًا، جسدَنا ما خلا الخطيئة، لهو أن نؤمن بأنّه “افتدى ما اتّخذه”، لنحبّه في غير إنسان يعلم أنّه مفتدى أو لا يعلم شيئًا. وهذا يلزمنا أن نتجرّد، نحن أيضًا، من كلّ ما يريدنا أن نعتقد أنّ لنا شيئًا، في الأرض، يخصّنا وحدنا. لم نُرد، في هذه السطور، أن نقلّل من قيمة أيّ مؤسّسة تسعى إلى إسعاف الفقراء في الأرض، بل أن نذكّر أنفسنا بأنّ المسيح، جامعنا ومؤسّسنا وحاكمنا، يريدنا أن نكون صورته في عمل الخير، دائمًا. من تعليمنا الأرثوذكسي: الحياة في الدهر الآتي التلميذ: تكلّمنا في المرة السابقة عن قيامة الموتى. في دستور الإيمان، يتبعها مباشرة “الحياة في الدهر الآتي” اذ نقول: وأترجّى قيامة الموتى، والحياة في الدهر الآتي. ما هي الحياة في الدهر الآتي؟ المرشد: الكلام عن الحياة الدائمة مع الله “في الدهر الآتي” في قلب البشارة بالإنجيل كما كان عند الأنبياء في العهد القديم. اسمع ما يقـوله الرسـول بـولس: “ما لم تـرَهُ عينٌ، ولم تسمع به أذنٌ، ولم يخطر على بال إنسان، ما أَعَدّه الله للذين يحبّونه” (1 كورنثوس 2: 9). لكننا لا نعرف لا اليوم ولا الساعة لمجيء المسيح الثاني. لما سأله تلاميذه عن الوقت، أجاب يسوع قبل صعوده الى السماء: “ليس لكُم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التي جَعلها الآبُ في سلطانه” (أعمال الرسل 1: 7). يُحذّرنا يسوع بهذه الكلمات لئلا نقع في حشرية مُضرّة. التلميذ: لكننا نسمع من وقت إلى آخر عن تاريخ انتهاء العالم او وقت مجيء الرب والدينونة. المرشد: فعلا انها لتجربة يقع فيها الانسان ويريد أن يعرف تفاصيل الأزمنة الأخيرة. كم ظهر من الأنبياء الكذبة! وكم تنبّأ هذا او ذاك بموعد نهاية العالم! نحن في كنيستنا نرفض كل هذه الإعلانات الكاذبة عن نهاية العالم ونتذكّر كلام يسوع المسيح بهذا الشأن: “إن قال لكم أحدٌ هوذا المسيح هنا او هوذا هناك فلا تصدّقوا لأنه سيقوم مُسَحاء كذبة وأنبياء كذبة ويُعطون آيات وعجائب لكي يُضلّوا لو أمكن المُختارين ايضا. فانظروا انتم ها أنا قد سبقتُ وأَخبرتُكم بكل شيء” (مرقس 13: 21- 23). التلميذ: لكن ألا نعرف شيئا عن الحياة في الدهر الآتي؟ المرشد: نعرف ما علّمَنا يسوع. داوم على قراءة الإنجيل. ونعرف ايضا ما وصفه القديس يوحنا الإنجيليّ كاتب سفر الرؤيا. لما كان يوحنا منفيّا في جزيرة بَطمُس كان له كشف عن الحياة الآتية، رأى رؤيا وكتب ما رأى. رؤيا يوحنا محفوظة في آخر الكتاب المقدس. يصف القديس يوحنا الحياة التي لا تنتهي واليوم الذي لا يعروه مساء، السماء الجديدة والأرض الجديدة. ما خلقه الله بمحبته، ما أتى به من العدم الى الوجود لا يعود الى العدم. ما خلقه الله جيّد، إلا أن الخطيئة تُفسده. لذلك يجب تحرير الحنطة من الزؤان كما يشرح لنا الإنجيليّ متى في أمثلة الملكوت: الزارع وحبة الخردل والخميرة والحنطة والزؤان. أنصحك بقراءة هذا المثل في متى 13: 24- 30)، فهو يعطيك فكرة عن اليوم الأخير وعمّا علينا أن نفعله لنستعدّ. في اليوم الأخير، يوم الدينونة يُباد كل الشر الذي يعذّب العالم. كلمة الله، المسيح سيُجدّد كل الخليقة ويُحرّرها من الشرير: “ها أنذا أَصنعُ كل شيء جديدا” (رؤيا يوحنا 21: 5). الاعتراف قال أحد الآباء: يسألني كثيرون كيف يجب أن يعترفوا. الجواب القاطع المباشر هو هكذا: اعترفْ كأن ساعتك الأخيرة قد أتت. اعترف وكأنها الفرصة الأخيرة للتوبة قبل وقوفك أمام دينونة الله، وكأنها اللحظة الأخيرة لتُلقي عن كتفيك حِمْل حياة طويلة من الخطايا لتدخُل حُرًّا الى ملكوت الله. اذا فهمنا الاعتراف هكذا، اذا أتينا الى الاعتراف ونحن نعرف معرفة اليقين أننا قد نموت في اي ساعة، في أي لحظة، لن نطرح كل هذه الأسئلة التي لا فائدة منها. وسيكون اعترافُنا صادقا كل الصدق، ولن نتحاشى الكلمات المزعجة والتعابير المُهينة لنا بل سنقولها بكل جرأة. لن نتساءل ما يجب أن نقوله في الاعتراف وما الأفضل ألا نقوله، سنقول كل ما نعتبره كذبا او خطيئة، كل ما يجعلنا غير مستحقين أن نكون بشرا. لن نتساءل ما يمكن ان نحمله معنا لندخل في الأبدية. هكذا يجب أن نعترف بكل بساطة. لكننا لا نعترف هكذا لأننا نخاف من البساطة ومن الاستقامة أمام الله والناس. الأخبار الكونغو وصل المطران بندلايمُن مطران الكونغو والغابون في شباط الى Pointe Noire المدينة الثانية في جمهورية الكونغو حيث استقبله الكهنة والمسؤولون عن الرعايا والشعب. الخبر جدير بالاهتمام لأن المطران بندلايمُن هو اول مطران على هذه الأبرشية التي استُحدثت سنة 2010، وهي نتيجة العمل البشاريّ الذي تقوم به بطريكية الاسكندرية وكل أفريقيا الأرثوذكسية. صار عدد الأبرشيات فيها 24 أبرشية يرعاها رئيس أساقفة، وخمس أبرشيات يرعاها أسقف. كل المعلومات والعناوين موجودة على موقع البطريركية الإلكتروني www.patriarchateofalexandria.comنلفتكم إليها لأنها قد تهمّ مَن يقصد أحد البلدان الأفريقية ويبحث عن كنيسة أُرثوذكسية فيها. |
Last Updated on Friday, 22 February 2013 17:04 |
|