Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2013 العدد 15: فاعلية الايمان
العدد 15: فاعلية الايمان Print Email
Sunday, 14 April 2013 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد ١٤ نيسان ٢٠١٣   العدد ١٥   

الأحد الرابع من الصوم

أحد القديس يوحنا السُلّمي

رَعيّـتي

كلمة الراعي

فاعلية الايمان

“إن استطعتَ أن تؤمن فكل شيء مستطاع للمؤمن”. هذا كلام الرب، والسؤال هو لماذا كل شيء مستطاع للمؤمن. المؤمن، في اللغة، من جعل كل ثقته بالله وتاليا من قبل أن فاعليّة أعماله لا تأتي منه بل من الله، وكأنّ الآية تقول ان ما تفعله بالايمان فأنت فاعله بقوة الله.

 

العلّة التي كان إنسان هذه الأعجوبة واقعا فيها هي أنه كان فيه روح شرير يسمّى هنا أَبكم اي يسبّب له عدم النطق. ويصوّره الانجيل على انه “يُزبد ويصرف بأسنانه وييبس”. هذه ظاهرة مرض عقليّ يقول الإنجيل انه تأتّى عنده من روح شرير.

أمام عجز التلاميذ عن شفاء هذا الشخص، يوبّخ يسوع تلاميذه ويتّهمهم بعدم الايمان. الظاهرة النفسية او العقليّة معروفة. يصفها الإنجيلي بعدم الايمان. لا تشفي الآخر الا اذا آمنت. من هنا قوله: “إن استطعت أن تؤمن فكل شيء مستطاع للمؤمن”، اي إن استطعت أن تقبل الايمان فيك فهو قوة الله. انه يأتي منه اليك. انت تؤمن اذا جعلت الله سببا لأعمالك. تكون، اذ ذاك، متلقّيا إياه فيك.

عندما يقول طالب الأعجوبة: أؤمن يا سيّد فأَغث عدم ايماني”، اي نجّني من ضعف الايمان اذا اعتراني، يكون عارفًا بأن الشيطان يريد أن يُبعدنا عن الإيمان حتى لا ننال ما نطلبه من الله. الشيطان عارف بأن خلاصنا من الايمان. لذلك يريدنا أن نشكّك، والايمان يتطلّب إخراج كل شك. لذلك قال السيّد للروح الأبكم الأصمّ: “انا آمُرُك أنِ اخرُجْ منه ولا تعُدْ تدخُل فيه”.

 عندما أَمرَ يسوعُ الروح الشرير أن يخرج من المريض، انتفض انتفاضا كبيرا وخرج، فصار الرجل كالميت. وعلّق الربّ على هذه الحادثة بقوله: “ان هذا الجنس (ايّ جنس؟) لا يخرج الا بالصلاة والصوم”، وفي المخطوطات الأصلية كلمة صوم ليست واردة. يبقى، اذ ذاك، أن نفهم أن الشر لا يخرج من انسان الا بالصلاة. هو متحكّم ويحتاج خروجه الى أقوى منه. فقط إذا اكتسبنا حريتنا في المسيح نتوقع الغلبة على الشرير.

 لماذا كل هذا الإصرار على الصلاة من قبل السيّد؟ هنا يجب أن تأخذها بمعناها العميق. اذا كانت الصلاة تعني باللغة العربيّة الوصل، يكون الرب نازلا علينا بكلماته وخارجا منا الى الناس والعالم بكلماته. الصلاة قوة الله اذ “الروح القدس هو الذي يشفع فينا بأنّات لا توصف” ( رومية٨: ٢٦). الإله المسكوب فينا هو الذي يدعو ذاته اذا نحن صلّينا. الصلاة حركة منه فينا الى ذاتنا. نحن لا نعطيه شيئا في ذاته. كل شيء فيه. نحن نعترف به فنُوجد. الصلاة التماسُ وجوده وقراره فينا.

 الصلاة تُحيي الايمان، تأخذه الى أعماقه كما تتجدد فيه. الايمان فيه تحرّكٌ عقليّ ولكنه فوق ذلك. انه خطفُ العقل الى الله الذي كيانه حُب. اجل، الايمان فاعل بذاته، غير أن محبتنا لله تجعله عميقا. الايمان والصلاة مترادفان، يغذّي أحدهما الآخر الى أن يجتمعا في رؤيتنا لله. واذاوصلنا الى الرؤية في اليوم الأخير لا يبقى سواهما. فاذا كانت الرؤية، تـبطل الصلاة ويبطل الايمان.

 بعد وصولك الى حبك لله، لا يبقى شيء تقوله. الرؤية هي القول الأخير. هي اللصوق بالرب ذاته. وعند اللصوق، يبطل القول.

 جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

  الرسالة: عبرانيين ١٣:٦-٢٠

يا إخوة، إن الله لمّا وعد إبراهيم، اذ لـم يمكـن أن يُقسـم بما هـو أعظم منه، أَقسـم بنفسه قائلا: لأُباركنّك بركة وأُكثّرنك تكثيرا. وذاك إذ تأنّى نال الموعد. وإنما النـاس يُقسِـمـون بما هو أعظم منهـم، وتنـقضي كل مشاجرة بينـهم بالقَسَـم للتثبيت. فلذلك لـما شاء الله أن يزيد وَرَثـة الـموعد بيانـًا، لعـدم تحوّل عزمـه، توسّـط بالقَسَم، حتى نحصل بأمرين لا يتحوّلان ولا يمكـن أن يُخلف الله فيهما، على تعزية قـوية نحـن الـذين التجأنا الى التمسّك بالرجاء الموضـوع أمـامنا، الذي هـو لنا كمرسـاة للنـفـس أمينـة راسخة تدخل الى داخـل الحجاب حيث دخل يسوع كسابقٍ لنا، وقد صار على رتبة ملكيصادق رئيـسَ كهنـةٍ الى الأبد.

الإنجيل: مرقس ١٧:٩-٣١

في ذلك الـزمان دنا الى يسوع إنسان وسجد له قائلا: يا معـلّم، قد أتيتُك بابني به روحٌ أبكـم، وحيثما أخذه يصرعه فيُزبد ويصرف بأسنـانه وييبـس. وقد سألـتُ تلاميذك أن يُخرجوه فلم يقدروا. فأجابه قائلا: ايها الجيل غيـرُ المـؤمن، الى متى أكـون عنـدكم؟ حتى متى أَحتملكـم؟ هلمّ به إليّ. فأَتـوه بـه. فلما رآه للوقت صرعه الروح فسقط على الأرض يتمرّغ ويُـزبد. فسأل أباه: منـذ كم من الزمان أصابه هـذا؟ فقال: منـذ صباه، وكثيرا ما ألقاه في النار وفي المياه ليُهلكه. ولكن إن استطعتَ شيئـا فتحنّنْ علينـا وأَغثنـا. فقال لـه يسوع: إن استطعـتَ أن تؤمن فكل شيء مسـتطاع لـلمـؤمن. فـصاح أبـو الصـبيّ من ساعته بدمـوع وقـال: إني أُومن يا سيد، فأَغثْ عدم إيماني. فلما رأى يسوع أن الجمع يتبادرون اليه، انتهر الروح النجـس قائلا له: ايهـا الـروح الأبكم الأصمّ أنـا آمُـرك أنِ اخرج منه ولا تعُدْ تدخل فيه. فصرخ وخبطه كثيرا وخرج منه، فصار كالـميت حتى قال كثيرون انه قد مات. فأخذ يسـوع بيـده وأنهضـه فـقام. ولما دخـل بيتًـا سأله تلاميذه على انفراد: لـماذا لم نستطع نحـن أن نُخـرجه؟ فقال لهم: إن هذا الجنس لا يمكن أن يخرج الا بالصلاة والصوم. ولما خرجوا من هنـاك اجتـازوا في الجليل ولم يـُرِدْ أن يدري أحد، فإنه كان يُعلّـم تلاميذه ويقول لهم: إن ابن البشر يُسلَم الى أيدي النـاس فيقـتلـونه، وبعـد أن يُقتـل يقـوم في اليـوم الثالـث.

ما بكِ أنطاكية؟

ما بكِ، أنطاكية؟ قولي. هل ثمّة جميلة مثلك عندما تتكلّمين؟ هل تقولين في سرّك: هيهاتِ أيّام زمان؟ هل تتقادم الأيّام عليك أيضًا؟ أنّى لك هذا، وأنت ما زلتِ أطرى من الفجر؟

قولي عَمَّنْ تسألين؟ هل عن إرث الكبار الذين تعبوا في نشر قصّة حبّ كتبها الله بدمه؟ هل عن الوعّاظ الذين كان صوتهم يزلزل أرضك؟ هل عيناك ما زالتا ملتصقتين ببرِّ البراري التي عجّت بِمَنْ أضاعوا وجوههم في ربوع ملكوتٍ يُشتهى؟ هل قلبك هناك في مَنْ لم يَقبلوا أن تكون لهم مدينة باقية هنا؟ ومَنْ خطفهم نور التجلّي؟ وأسكرهم التسبيح؟ والمعترفين الذين شهدوا للحقّ في ألسنٍ وأيادٍ بُترت؟ والعائلات التي كانت تحيا في سلام؟ والذين افتدوا المسكين الذي كان "يُباع بنعلَيْن"؟ وهل، فوقهم، الذين رووا الأرض بالدم حبًّا؟ حقّكِ أن تسألي، وأن تتفاخري، يا عروسًا أبديّة! فأنت حرّة من كلّ لوم!

أنطاكية، ما بكِ؟ هل تشغلك خطايانا أيضًا؟ خطايانا كثيرة! لا، لا تعدّديها، بل اطلبي أن نرعوي. أنت وُهبتِ أن تُتقني أساليب الطلب كلّها. سماؤك تعجّ بِمَنْ كلمتُهم عزيزة على قلب الله. فهل يمكنك أن تدعمي ارعواءنا بأن تجمعيهم، ليواجهونا الآن؟ فأنتِ عَلَّمْتِنا أنّهم، حاضرين، لا يكفّون عن الفعل.

هيّا، يا درّة الشرق! نادي لنا رجالك الكبار. كلّ مَنْ أنبتته أرضُنا، أو ضمّتْهُ، ناديهِ. فلكبارك ما يقولونه دائمًا. ونحن أنّى لنا أن نتنقّى إن لم نعانق لهب كبار حافظوا على "ثيابهم البيضاء"؟

    أوّلاً، نادي أوريجانّس الذي دفن في "صور". دعيه يذكّرنا بأنّ "الخطايا، التي تُرتكب بعد المعموديّة، لا يكفَّر عنها إلاّ بمعموديّة الدم"! أَلِحِّي عليه أن يتكلّم على الإخلاص لِمَنْ أحبّنا حتّى الموت. ثمّ ارجيه أن يفتح مبادئه، ويقرأ: "ماذا يلتهم الله من حيث إنّه نار؟ إنّه يلتهم أفكار السوء، ويلتهم أفعال الخزي، ويلتهم رغائب الخطيئة حينما ينساب في عقول المؤمنين، وحينما يسكن مع ابنه في النفوس التي جُعلت قادرةً على أن تتقبّل كلمته وحكمته". هذا، إن لم يحثّنا على الإخلاص، فالتزامنا كلّه يكون صوريًّا.

متى ختم أوريجانّس كلامه، أسمعينا ما قاله الذهبيّ الفم لرعيّته يومًا. قولي: "الفقراء والأغنياء هم أولادي. مَنْ يُرد، فليرجمني بالحجارة. مَنْ يُرد، فليكرهني. وَمَنْ يُرد، فليعمل لموتي. المكائد ضدّ حياتي هي، عندي، وعد الأكاليل. والجروح جوائز. لا أخاف المكيدة. لكنّي أخاف شيئًا واحدًا فقط، هو الخطيئة. ألاّ يبكّتني أحد على خطيئة ما، وليحاربني العالم كلّه". ثمّ ارجيه أن يسمعنا ما قاله له يسوع. هذا كشفه لرعيّته أيضًا، ولن يخجل من أن يكرّر: "أنا لك. أنا لك أخ وعريس. منزل وطعام ولباس. أيًّا كان ما تريده، فأنا هو. لن يعوزك شيء. أكون لك خادمًا. فما جئت لأُخدَم، بل لأَخدِم. أكون لك الصديق والأخ والأخت والأمّ. أنا الكلّ لك. فقط، التصق بي. صرتُ فقيرًا لأجلك. وفوق الصليب لأجلك. وداخل القبر لأجلك. وفوق، (في السماء)، أشفع لك أمام الآب. أنت كلّ شيء لي. الأخ والشريك في الميراث، والصديق. فماذا تريد أكثر من هذا؟!". فنحن، أنطاكية، يميتنا أن ننسى أنّ قوّة البرّ تكمن في أن نرتضي الربّ عائلتنا.

إذا انتهى الذهبيّ الفم، فاسألي إسحق أن يكلّمنا على اليقظة. ابني كلامك معه على قوله "إنّ مَنْ يؤتمن على كنزٍ لا ينام". الرهبان، الذين "رجّحوا (فضيلة) الصمت على أعمالهم" الأخرى، لا يتكلّمون كثيرًا. وإن رأيت أنّه لن يرفض منك سؤالاً آخر، فاسأليه عن محبّة الإخوة. قولي له أن يعيد علينا: "لا تبدل محبّة أخيك بأيّ محبّة أخرى"، ويطوف بنا، حرًّا، بما يراه يفيدنا. فنحن، يا محبوبة، لمّا ندرك بأجمعنا الكنز الذي تركه الله لنا. ويحيا بعضنا كما لو أنّ وصيّة المحبّة الأخويّة تتعلّق بأهل كوكب آخر!

إن أراد أفرام أن يتكلّم، فدعيه يُخجلنا بإيراده، من منظومته الفردوسيّة، هذا المقطع: "ما أجهلَ ذلك الذي يأبى / أن يشعرَ بأنّه كبير! / ويَرضَى أن يكونَ بهيمةً لا إنسانًا، / يتعبّدُ لشهواتِهِ / لا يُحَرِّكُهُ حساب! / لو كان في البهائم / ذَرَّةٌ / مِن فَهْمٍ / لَوَلْوَلَتْ، وبَكَتِ / الحميرُ: / لِمَ لَمْ نَكُنْ بَشَرًا؟!". واتركينا في لحظة تأمّل. فهذه نحتاج إليها كثيرًا، لربّما نستعيد إدركنا أنّنا بشر أرادنا الربّ كبارًا حقًّا.

بعـد أفـرام، ارجـي ابنـك يـوحنـّا أن يقرأ من مقالاته ما شاء، وينشد لنا من دمشقيّاته: "أيُّ نعيم ثبت، في الدنيا، من دون أن يخالطه حزن؟ أم أيُّ مجد استقام على الأرض من غير انتقال. الكلّ أضعف من الظلّ. الكلّ أخدع من الأحلام. لحظة واحدة، وجميع هذه الأشياء يعقبها الموت"! فنحن ماذا نكون إن لم نبقَ نعلم أنّ طاعة الإيمان إنّما تلزمنا أن نرى أنّ هذا العالم، كالنبات الأخضر، لا بقاء له.

    ثمّ اتركي بولس، الذي تعمّد في أرضك، يتكلّم. أعطيه الوقت كلّه. وإن حلا له أن يجد طريقةً يقنعنا فيها بأن يقرأ علينا رسائله، رسالةً رسالة، يكون خيرًا فعل. فنحن يجب أن نعتقد، أبدًا، أن ليس من سبيلٍ يُنقّينا يفوق أن تنزل علينا الكلمة من فوق. واختمي مع إغناطيوس أن يأخذ رسائل بولس بيده، ويرفعها عاليًا، ويصرخ في وجهنا جميعنا: "ما أريده هو تطبيق تعليمكم ووصاياكم عمليًّا".

 أنطاكية، تعلّمنا فيك أن ما من أمر يسمح لنا بأن نتحرّر من اتّباع الحقّ. أنطاكية، حقّقي هذا الطلب. أنت قادرة، يا مدلّلة. الكلّ يحبّونك. هذا، إن حدث، فحسبي سيكون الحدث. أنت تعلمين بأنّنا لن نكون شيئًا إن لم نتقْ كلّنا أن نكون على صورة مَنْ ضمّتهم سماؤك. أمّا إذا كان هذا الطلب مستحيلاً، فأنعمي علينا بأن نرحم أنفسنا، ونرتاح إلى واحات الخير الباقية تحمل إرث أحبّائك فيك!

التوبة للقديس يوحنا السُلّمي

زمن الصوم زمن التوبة بامتياز. لنسمع بعض ما كتبه القديس يوحنا السُلّمي الذي نُعيّد له اليوم ونحاول أن نعيش التوبة كل يوم من أيام الصوم:

-      التوبة تجديد المعمودية.

-      التوبة عهد مع الله لبدء حياة أُخرى.

-      التوبة هي التخلّي الدائم عن التعزيات الجسدانية.

-      التوبة هي الحُكم عن الذات والاهتمام بالنفس دون الارتباك بأي شيء آخر.

-      التوبة ابنة للرجاء وجحود لليأس.

-      التوبة مصالحة مع الرب بعمل الصالحات المضادة للزلات السابقة.

-      التوبة تطهير للوجدان.

-      التوبة صبر على كل المكدّرات.

-      التائب هو من يقتني التواضع.

صلوات الصوم

هذه بعض صلوات الأسبوع الرابع من الصوم الذي ينتهي اليوم. الغاية من طباعتها هنا أن نتوقف لحظة لنقرأها ونصلّي ونتأمل.

-      هلمَّ نتطهّر بنعمة الصيام ونصرخ بعقل كلّي الطهارة الى الطاهر وحده بأصوات شكرية هاتفين: ايها الكلمة انت أعطيت دمك عنّا جميعنا، وانت بالصليب تُقدّسنا (صلاة سَحر الاثنين من الاسبوع الرابع).

-      إذ قد جُزنا انتصاف ميدان الصيام الأربعيني، فهلمّ بنا نَعزم على مرافقة المسيح الى الآلام الإلهية لكي إذا صُلبنا معه نساهم قيامته (صلاة سَحر الاثنين من الاسبوع الرابع).

-      ايها المسيح لقد أوضحت أن الاتضاع طريقة فاضلة للارتفاع عندما أفرغت ذاتك واتخذت صورة عبد ولم تقبل صلاة الفريسي وأمّا تنهد العشّار المُنسَحق فقبلته في الأعالي كمحرقة لا عيب فيها. لذلك أَهتف إليك: اغفر لي يا الله، اغفر لي وخلّصني (صلاة سَحر الاثنين من الاسبوع الرابع).

الأخبار

جـبـيـل

 صباح الأحد في ٣١ آذار ٢١٣ نرأس سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس القداس الألهي في كنيسة سيدة النجاة في جبيل وخلال القداس تمّت رسامة جورج طانيوس المرّ شمّاسًا إنجيليًّا بوضع يد سيادته ليخدم رعية جبيل معاونا لكاهن الرعية الاب بولس جبّور. الشماس الجديد من أبناء الرعية وهومتزوج وله ابن٠

في القداس ألقى سيادته العظة التالية:

أخي الشماس جورج، كنت خادمًا في علمانيتك. تقـوّي خدمتك الآن بانتهـاجك درجة الشموسيـة.  يُذَكّرك الله في هذه الدرجة أنك فقط خادم. هذا كان وضع الرب يسوع نفسه، اذ قال "ما جئتُ لأُخدَم بل لأَخدِم وأَبذل نفسي فداء عن كثيرين".

الخدمة في حقيقتها وفي عمقها أن تموت، بمعنى أنك تُميت شهواتك المؤذية. وإذا قبلت هذا الموت الطوعيّ، يرفعك الرب بقوة قيامته. القصة هي هذه فقط: هل أنت مستعدّ أن تدوس كل الشهوات الجسدية، أن تنظر فقط الى يسوع. لعلك كنت تنظر الى أشياء في هذه الدنيا او الى مصالح. لستُ اعلم. الآن لا يحق لك الا أن تُسمّر عينيك على عيني المخلّص. لا يوجد أحد آخر ولا شيء آخر. لن يوجد، إن أَخلصت في حياتك، الا يسوع. طبعًا، الإنسان يأكل ويشرب، ولكن لكي يحفظ جسده للمسيح. يؤسس عائلة ليس لأنها غاية بنفسها. كل ما نقوم به هو فقط لخدمة الرب يسوع المبارك. لا تستطيع أن تنظر الى أحد آخر او الى شيء آخر، لأنك تكون قد تُهت، دخلت في السراب، في اللاشيء. إذا سهوت عن يسوع لحظة، تكون قد وقعت في الوهم. كل ما عداه وهم. فيما انت تأكل وتشرب وتدير عائلتك، تفهم أنك له. تمشي وتأخذ عائلتك صوب يسوع. انت لا تتوقف عندها، او تتسمر بها. تقبل ما يصيبها لكي ترتفع الى الله. تقبل كل مصيبة في دنياك لكي تعرف أن الله شافيك.

عندما نقول ان الشماس خادم، هذا يعني انه يركز كل خدمة له في هذه الدنيا، في عائلته وفي بيته وفي بيئته وفي وطنه، يركز كل هذا لمجد الله. اذا استطعت ان تفهم ان كل ما تقوم به من اعمال وما تقوله من اقوال، هذا فقط يعود لمجد الله. نحن قائمون لمجد الله فقط اي ليسطع نور الله بنا وبسلوكنا وبكلامنا.

 الشموسية ليست   مقامًا فريدا. هذا المقام هو فقط لتأكيد خدمتنا لله، لتأكيد انحصارنا بالله. اذا خدمت انسانا ما في هذه الدنيا، اذكُرْ أنك بهذه الطريقة آخذه الى الله معك. لا تنسَ انك في حياتك وفي مماتك ذاهب الى المسيح. رضي الله عنك في هذه الطريق في هذه المسيرة، وأَفهمَك ما لم تكن فاهمه. هذا يصير مع الخدمة ومع الزمن عندما تفتح قلبك له وتقول له: جعلوني خادما في هذا المقام الذي يسمّى الشموسية، أَعطني ان أَكون خادما صالحا لك وللناس، آمين.

 
Banner