Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2013 العدد 20: الخدمة
العدد 20: الخدمة Print Email
Sunday, 19 May 2013 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد ١٩ أيار ٢٠١٣          العدد ٢٠   

أحد حاملات الطيب / والقديسَين يوسف الرامي ونيقوديموس

رَعيّـتي

كلمة الراعي

الخدمة

الخدمة اليومية كانت مهمَلة عند المسيحيين المتكلمين اليونانية في أورشليم في العهد الرسولي. هؤلاء كانوا من أصل يهودي ساكنين المدينة المقدسة ولا يعرفون لغتها أي الآرامية. غالبًا كان يقال لهم ما يقال في لبنان اليوم: أنت غريب.

والخدمة هذه تعني توزيع الإعاشة. هذه كانت لهم دون تلك التي كانت توزع على المسيحيين المنحدرين من أصل يهودي. كان هذا سلوكًا عُنصريًا. مشكلة اجتماعية ضخمة تطلّبت تدخّلاً من الرسل.

أفضى هذا الاهتمام الرسوليّ إلى إنشاء مؤسسة اجتماعية تُعنى بالفقراء، قائمة على سبعة رجال ذكَرهم سفْر الأعمال. هذا لا يعني انه كانت مجموعة تُعنى حصرًا بالفقراء لأن أولها وهو استفانس قيل عنه انه كان “ممتلئًا من الإيمان والروح القدس” ودلّ خطابُه العظيم بعد اختياره انه كان فهيمًا من الناحية اللاهوتية.

هذا يدلّنا على أن الرسل لم يوجدوا كتلة منصرفة حصرًا إلى الإغاثة والمال لأنهم كانوا يختارون دائمًا الممتلئين من الروح القدس. لذلك ما نراه أحيانًا في الكنيسة المعاصرة من ناس يهتمّون بالمال فقط ومن ناس مهتمّين بالرعاية فقط شيء مستحدث لا علاقة له بفكرنا الأصيل. في الإدارة الكنسيّة عندنا نجد موكلين الرعاية وهم الكهنة وموكلين أمر الفقراء وهم علمانيون. هذا التفريق بين من يهتم بالحياة الروحية فقط ومن يهتم بالإعاشة فقط جديد على التراث. “مَن عملَ وعلّمَ يدعى عظيمًا في ملكوت السموات”. أنت تبشّر المساكين كما طلب الرب وتُساعدهم ماديًا أيضًا. العطاء الروحي عندنا مقرون بأعمال الرحمة أي افتقاد المساكين. المرجوّ أن يكون كل خادم في كنيسة الرب مملوءًا من الروح القدس وموهوبًا لأمر العطاء. الكاهن إذا وعظ لا يكتفي بوعظه. يتّجه دائمًا إلى الفقراء ليُسعفهم فيحسّوا انه إلى جانبهم.

الملاحظ في هذا المقطع من سفْر الأعمال أن المُعَدّين للعمل الاجتماعي اختارهم الرسل بحيث أمكننا أن نقول ان التفريق الكامل بين العمل الاجتماعي والعمل الروحي غير وارد في الكنيسة. الموهوب اجتماعيًا ما لم يكن عنده مسحة من الروح القدس لا يؤخذ للخدمة. نحن لا نفرّق بين العطاء الروحيّ وتوزيع الأموال على المحتاجين. كل عطاء عندنا من الروح القدس.

ربما الذين اختارهم الرسل للعمل الاجتماعي صاروا أيضًا بهذا العمل شمامسة. قال هذا بعض من المفسّرين ولا سيما أن الرسل “وضعوا عليهم الأيدي”. هذه عبارة معروفة بأنها تدلّ على رسامة. مهما يكن من أمر، هؤلاء أتوا من إدارة الرسل وصلاتهم. نموّ الكنيسة مبنيّ على الصلاة الدائمة، وهي التي تجعل كلمة الله تستقرّ في قلوب المؤمنين، وبهذا المعنى نفهم ما قاله الكتاب أن الكنيسة تنمو.

بعد هذا الكلام قال سفر الأعمال أن عدد التلاميذ كان ينمو في أورشليم وأن الكثير من كهنة اليهود كان يطيع الإيمان ويدخل في الكنيسة.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

 

الرسالة: أعمال الرسل ١:٦-٧

في تلك الأيام لمّا تكاثر التلاميذ حدث تـذمّر مـن اليـونانيين على العبرانيين بأن أراملهم كنّ يـُهمَلن في الخدمة اليومية، فدعا الإثنا عشر جمهور التلاميـذ وقالـوا: لا يحسُن أن نترك نحن كلمة الله ونخدم الموائد، فانتخبوا ايها الإخوة منكم سبعة رجال مشهود لهم بالفضل ممتلئين من الروح القدس والحكمة فنُقيمهم على هذه الحاجة ونواظب نحن على الصلاة وخدمـة الكلمـة. فحَسُنَ الكلامُ لـدى جميع الجمهـور، فاختاروا استفانُس رجلا ممتلئا مـن الايمان والـروح القدس وفيلبس وبـروخورُس ونيكانور وتيمُـن وبَرمِنـاس ونيقـولاوس دخيلاً أنطاكيًا. وأقاموهم أمام الرسل فصلّوا ووضعوا عليهم الأيدي. وكانت كلمة الله تنمـو وعـدد التلاميذ يتكـاثر في أورشليم جدا. وكان جمع كثير من الكهنة يُطيعـون الإيمان.

الإنجيل: مرقس ٤٣:١٥-٨:١٦

في ذلك الزمان جاء يـوسف الذي من الرامة، مشيـرٌ تـقيّ، وكان هو أيـضا منتظرا ملكوت الله. فاجترأ ودخل على بيلاطس وطلب جسد يسوع. فاستغرب بـيلاطس أنـه قد مات هكذا سريعا، واستـدعى قائد المئة وسأله:هل له زمان قد مات؟ ولما عرف من القائد، وهب الجسد ليوسف، فاشترى كتّانا وأنزله ولفّه في الكتان ووضعه في قبر كان منحوتا في صخرة ودحرج حجرًا عـلى باب القـبر. وكانت مريمُ المجدلية ومريمُ أُمّ يـوسي تـنظران أيـن وُضع. ولـما انـقضى السبتُ اشترت مريم المجدلية ومريم أُمّ يعقوب وسالومة حنوطًا ليأتين ويـدهنّه. وبكّرن جدا في أول الأسبـوع وأتين القبر وقد طلعت الشمس، وكـُنَّ يقُلن في ما بـينهن: من يدحرج لنا الحجر عـن باب القبـر؟ فتـطـلعن فرأين الحجر قد دُحرج لأنه كان عظيما جدا. فلما دخلن القبر رأين شابا جالسا عن اليمين لابـسا حلّة بـيـضاء فانذهلن. فقال لهنّ: لا تـنذهلن. أتـطلبن يسوع الناصري المصلوب؟ قد قام، ليس هو ههنا.هوذا الموضع الذي وضعـوه فيه. فاذهبن  وقلن لتلاميذه ولبطرس إنه يسبقكم الى الجليل، هناك ترونه كما قال لكم. فخرجن سريـعا وفرَرن من القبر وقد أخذتهـن الرعدة والدهش، ولم يقُلن لأحد شيـئا لأنهنّ كنّ خائفات.

“إنّه قد قام، ليس هو ههنا”

تُعيد الكنيسة تذكيرنا، عبر القراءة الإنجيليّة لليوم الأحد الثاني بعد الفصح، بالدور الذي أدّاه القدّيس يوسف الرامي الذي أنزل المسيح عن الصليب وقام بدفنه؛ وبدور النسوة الحاملات الطيب، أولى الشاهدات والمبشّرات بالقيامة.

يمدح الإنجيليّون جرأة يوسف الرامي وشجاعته، في الوقت الذي يتحدّثون فيه عن خوف تلاميذ الربّ يسوع وجبنهم. فالقدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (+٤٠٧) يعلّق على عمل يوسف بالقول: “كان يوسف تلميذ يسوع الخفيّ. أمّا الآن فقد أصبح جريئًا بعد موت يسوع. إنّه لم يكن شخصًا مجهولاً أو منسيًّا، بل كان أحد أعضاء المجلس البارزين. وكما نرى، كان شجاعًا أيضًا. فتعرّض للموت متّخذًا على عاتقه عداوة الجميع حبًّا بيسوع. فاجترأ وطلب جسد يسوع ولم يكفّ عن طلبه حتّى أعطي له. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل وضعه في قبره الجديد مظهرًا محبّته وشجاعته”.

يقدّم القدّيس أفرام السريانيّ (+٣٧٣) انطلاقًا من اسم "يوسف الرامي" هذا التأمّل المدهش: “كان اسم الشخص الذي طلب جسد يسوع هو يوسف. لقد كان يوسف الأوّل رجلاً بارًّا لم يرد أن يشهر أمر مريم. وكان يوسف الثاني رجلاًّ بارًّا لم يذعن للأثمة. يتّضح من هنا أنّ الربّ عند ولادته عُهد إلى رجل اسمه يوسف. وعند موته سُمح لشخص يحمل هذا الاسم أن يجهّزه للدفن. ينال حامل الاسم أجرًا كاملاً على أداء خدمته ليسوع عند ولادته في مغارة، وعند دفنه في القبر”.

يجري أحد المفسّرين القدماء، الشهيد مكسيموس التورينيّ (+٢٣٥)، مقارنة رائعة ما بين البتولية ونقاوة القبر الذي وُضع فيه يسوع، فيقول: “قبر يوسف حفظه بلا فساد، مثلما حفظه بطن مريم في ولادته. القداسة والبتوليّة تحيطان بذاك الجسد المبارك. بطن جديد حُبل به، وقبر جديد أغلق عليه. البطن هو بطن للربّ. إنّه بتوليّ. أما يحسن أنّ نقول إنّ القبر ذاته هو بطن أيضًا؟ هناك تشابه كبير بينهما. فكما جاء الربّ من بطن أمّه حيًّا، كذلك قام حيًّا من قبر يوسف. وكما وُلد من بطـن لـيعلـن البشـارة، كـذلك وُلـد ثـانيـة مـن القبـر ليبشّـر بالإنجيل”... أمّا العلاّمةأوريجنّس (+٤٥٠) فيقول في هذا السياق: “القبر الجديد الذي وُضع فيه جسد يسوع فيشير إلى نقاوته. إنّه لم يكن مبنيًّا من حجارة مرصوفة، بل كان منحوتًا في صخر واحد متماسك الأجزاء”.

يستغرب بطرس خريسولوغس (+٤٥٠)، أسقف رافينا، تساؤل النسوة اللواتي أتين إلى القبر ليدهنّ جسد يسوع بالطيب: “مَن يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟”، فيقول: “هل عن باب القبر أو عن باب قلوبكنّ؟ هن القبر أم عن أعينكنّ؟ فإنْ أردتنّ رؤية المجد فاسكبن الطيب لا على جسد الربّ، بل على بصائر قلوبكنّ. فبنور الإيمان سترين ما هو محجوب عنكنّ في الظلام من جرّاء ضعف إيمانكنّ”. ويلاحظ أحد المفسّرين أنّ الملاك لم يدحرج الحجر ليفتح أمام الربّ الطريق للخروج، بل ليعطي دليلاً للناس على أنّه خرج من القبر، “فإذا دخل إلى العالم في أثناء ولادته، مع أنّ رحم العذراء كان مختومًا، فلا شكّ في أنّه ترك العالم في قيامته من خلال القبر المختوم”.

يلاحظ القدّيس كيرلّس الإسكندريّ (+٤٤٤) أنّ الملائكة "بشّرت الرعاة في بيت لحم بولادة الربّ المفرحة، والآن تبشّر بقيامته". ويتابع كيرلّس قائلاً: “جاءت النسوة إلى القبر، فما وجدن جسد المسيح، لأنّه كان قد قام، فارتعبن. لكنّهن استأهلن أن يرين ملائكة قدّيسين يبشّرونهنّ بأنباء القيامة المفرحةز إنّ كلمة الله حيّ أبد الأبد، وهو حياة بطبيعته. لكنّه تواضع وأخلى ذاته ليكون مثلنا، فذاق الموتز وهذا كان إماتة للموت، لكنّه قام من بين الأموات ليكون الطريق الذي نعود به نحن، لا هو، إلى عدم الفساد”. لقد ارتأى ابن الله أن يصير إنسانًا ليجعل من المؤمنين به أبناء لله.

يعلّق القدّيس يوحنّا الدمشقيّ (+٧٥٠ ) على الآية الإنجيليّة: “أنتنّ تطلبن يسوع الناصريّ المصلوب” مشدّدًا على أهمّيّة رمز الصليب، فيقول: “نحن نسجد لرسم الصليب الكريم المحيي، لأنّنا لا نكرّم المادّة، بل الرسم، كرمز للمسيح. من هنا قول ملاك القيامة للنسوة: أنتنّ تطلبن يسوع الناصريّ المصلوب. والرسول بولس يقول: نحن نبشّر بالمسيح مصلوبًا. وهو لم يقل المطعون بحربة، بل المصلوب. وعليه، يجب السجود لعلامة المسيح، لأنّه حيثما تكون العلامة يكون هو نفسه أيضًان حتّى لو كانت المادّة المعمول منها رسم الصليب، ذهبًا أو حجارة كريمة، فيجب أن لا نسجد لها إن أُبيد الرسم”.

يرد في “دساتير الرسل القدّيسين” (القرن الرابع الميلاديّ) أنّ القيامة التي نؤمن بها قد ظهرت في قيامة ربّنا، “فهو الذي أقام لعازر بعد أن كان له في القبر أربعة أيّام، وأقام ابنة يايرس وابن الأرملة. وهو الذي قام من بين الأموات بأمر الآب بعد ثلاثة أيّام. إنّ يسوع هو ضمان قيامتنا، فمَن أخرج يونان من جوف الحوت بعد ثلاثة أيّام حيًّا سليمًا، وأنقذ الفتية الثلاثة من أتون بابل ودانيال من فم الأسود لا يعجز عن إقامتنا من بين الأموات”. قيامة المسيح أعلنت افتتاح الملكوت السماويّ، فاجعلنا، يا ربّ، من أهل الملكوت.

 الأخبار

وفاة الأرشمندريت جورج (شلهوب)

رقد بالرب الأرشمندريت جورج (شلهوب) كاهن رعية الشوير عن ٨٣ عامًا مكرسة لخدمة الرب في الكنيسة. أقيم جناز الكهنة صباح الثلاثاء في السابع من أيار في كنيسة رقاد السيدة في دوما، ثم الجناز العام بعد الظهر برئاسة سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس وحضور عدد كبير من الكهنة والمؤمنين اكتظت بهم الكنيسة.

الأرشمندريت جورج من مواليد دوما سنة ١٩٣٠، ابن عائلة تقية محبة للرب. رغب في التكريس الكامل منذ صغره والتحق بدير البلمند طالبًا في المدرسة الإكليريكية لما كان في الثامنة عشرة حيث لبس ثوب الابتداء وكان تابعا للمثلث الرحمة البطريرك ألكسندروس (طحّان). لما كان طلاب الإكليريكية يقضون فصل الصيف في دير مار الياس شويا البطريركي، تمّت رسامته شماسا انجيليًا في ٦ آب ١٩٥٢ في ضهور الشوير بوضع يد المطران ايليا (كرم) راعي أبرشية جبل لبنان آنذاك. خدم شماسا في طرابلس مع راعيها المثلث الرحمة المطران ثيوذوسيوس (ابو رجيلي) وبقي معه لما انتُخب بطريركًا. في ١٢ آذار ١٩٥٩ رسمه البطريرك ثيوذوسيوس كاهنًا في دمشق ورفعه الى رتبة أرشمندريت. بقي مرافقا للبطريرك حتى وفاته سنة ١٩٧٠. وكـان البطريرك ثيوذوسيوس قد عيّنه رئيسًا لديـر مار الياس شويا البطريركي سنة ١٩٦٩ حيث بقي عشر سنوات انتقل بعدها ليخدم رعية الشوير وضهور الشوير والمتين حتى تقاعده سنة ٢٠٠٩. هناك نشط في افتقاد العائلات ورعايتها لا سيما في ايام الحرب. انتمى الارشمندريت جورج منذ صغره الى حركة الشبيبة الارثوذكسية ناشطا في الصلوات ومعرفة الإنجيل وتوجيه الشبيبة. أسس فرع دوما وفروعًا اخرى منذ سنة ١٩٤٨.

جاء في عظة راعي الأبرشية: الشيء الاساسي والفريد الذي أودّ قوله في هذا الحبيب الذي نرسله الى الله، انه أَذهلني كثيرا طوال معرفتي به في انه لم يعرف شيئا من هذا العالم، الا انه ذاق يسوع المسيح وترعرع في كنيسته. هذا شيء نادر جدا في العالم. معظم المؤمنين يُشتّتون انفسهم بين كنيستهم وبين العالم ومصالحهم وأرزاقهم. الارشمندريت جورج، وقد عرفته منذ خمسين سنة او أكثر، ما عرفت مرة انه يعرف شيئا غير الكنيسة، لم يعرف الا المسيح. هذا ما يجب ان تحفظوه عنه، والا ذكرتم أشياء سطحية في عيشه وفي سلوكه وفي كلامه. الشيء العميق هو انه كان ممدودا امام يسوع المسيح وحده. منذ أن لاحظته في خدمته ابرشية طرابلس في عهد المطوب البطريرك ثيوذوسيوس لما كان متوليا تلك الابرشية، كنت أراه لا يفهم شيئا خارج المسيحية. عندي ان هذا وسام عظيم على صدره. يخدم بلا حساب، بعفّة كاملة. لا يعرف شيئا عن المال. هذا نادر في الأوساطالإكليريكية.

لا يذوق شيئا من دنياكم، لأنه ذاق حلاوة يسوع في كنيسته... لا تقدر ان تحب احدا مع يسوع. ترمي كل الدنيا. الأرشمندريت جورج لم يفهم شيئا إطلاقا الا المسيح. القديسون يعرفون المسيح في العمق. على قدر ما ذاق القداسة، ذاق المسيح ايضا. اين تجد المسيح؟ اذا كنت تلمس ذيل القديسين. لست اتكلم عن القديسين الذين عندهم ايقونات. اتكلم عن القديسين الذين بينكم، الاتقياء الكبار. اذا ذقت تقواهم، تكون قد سلكت الطريق السوي. لم يكن يعرف شيئا الا المسيح واياه مصلوبا... هذا لم يمنعه ان يفهم احوال الرعية، اوضاع الناس، ان يحلل وضع الكنيسة في هذا الظرف او ذاك، ان يشرح احوال هذه الابرشية او تلك، ولا سيما تلك التي عاش فيها. هذه كانت قداسة منفّذة في الواقع الرعائي. ان خاصة هذا الرجل انه حمل على عاتقه آلام الناس، ولا يسعك ان تأخذ الناس الى قلبك والى عينيك ما لم تكن مع السيد مصلوبا معه. واذا شاهدت آلامه فأنت مُشاهد لآلام الناس. الناس في المسيح، والمسيح في الناس، ... كيف تكون مع المسيح وانت تخدمه خمسين سنة؟ اذا كنت لم تتألم مع المتألمين، ومفتقدا الفقراء، وعارفا مع العارفين، وخادما للجهلة، اذا لم تكن هكذا في كنيسة الرب، فانك انت لست بشيء.

جورج شلهوب ربما لم يكن يعرف أن يحكي هذه الاشياء، بوضوح وبفصاحة. لكن كان يعيشها. كانت في داخله، في صدره. قد لا يُطلب منك ان تكون فصيحا، خطيبا، كاتبا في كنيسة المسيح. لكن يطلب اليك ان تكون حياتك الصامتة المتواضعة كلاما صامتا عن يسوع. انت لا شيء. لااحد يقدر ان يصير شيئا الا بقدر ما يقتنع انه لا شيء. عندئذ يعلّيك الرب. لكن اذا علاّك المسيح فانت جالس فوق عن يمينه على العرش.

لعلي قلت لكم في مطلع هذه العظة ان الارشمندريت جورج كان يذهلني عندما أُخاطبه. لا يفهم شيئا عن اي موضوع من الدنيا، لكن قلبه كان يتحرك اذا ذكرت المسيح، او كنيسة المسيح، او آلام هذه الكنيسة، او إهمال هذه الكنيسة من قبل الذين لا ينبغي عليهم ان يُهملوا. كان الرجل في قلب المسيح... وكنت ارى عطاءه وأُحس بقلبه ينفتح وينسكب، ويتقبل الناس...

الارشمندريت جورج أَحبه المؤمنون واحبوا فيه التواضع والخدمة البسيطة، لكنها دؤوب. كانت دؤوبا مستمرة مجانية... المسيحية هي فهم. هذا الرجل كان يفهم. له طبعه وطريقته بمعالجة الامور، لكنه كان يعرف اين يكمن المسيح، اين يظهر المسيح، كيف نسعى نحن اليه، كيف نقود الناس اليه. لهذا رجائي ورجاؤكم ان يكون ربه ماسكا بيمناه ليقول له في الملكوت: يا ابني، كنتَ امينا في القليل سأجعلك امينا في الكثير. ادخل الى فرح سيدك. ويسوع يفتح له الباب ويُدخله. وهذا ما سيحصل. وعلى رجائنا وبصلواتكم، آمين.

Last Updated on Monday, 13 May 2013 11:09
 
Banner