Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2013 العدد 22: انتشار البشارة
العدد 22: انتشار البشارة Print Email
Sunday, 02 June 2013 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد ٢ حزيران ٢٠١٣ العدد ٢٢   

أحد السامرية

رَعيّـتي

كلمة الراعي

انتشار البشارة

بعد استشهاد استفـانوس، وهو أول الشهداء وأول الشمامسة السبعـة، تبدد الرسل أي تـركـوا فلسطين واجتازوا إلى فينيقيـة وبعضها لبنان الحاليّ وإلى قبرس القريبة وأنطاكية وكانت عاصمة سوريا الرومـانيـة، وكانت خطتهم الا يكلّموا الا اليهود، وتبشيرهم أسهل من تبشير الوثنيين، وكان اليهود منتشرين في كل مدن الامبراطورية الرومانية التي كانت منها سوريا.

 

من هؤلاء اليهود كان قبرسيون وقيـروانيون، وهؤلاء جزء من ليبيا الحالية، وكنت تجد اليهـود في كل أنحاء الامبـراطوريـة الرومانيـة وخارج فلسطين، وكان لا بد ان تخاطب الناس باليـونانية التي كانت لغـة المثـقـفـين في العالم المتمـدن آنذاك، واليهود أنفسهم خارج فلسطين كانوا مضطـرين ان يخـاطبـوا النـاس باليـونـانية.

اللغـة العبـريـة لم تبـقَ لغـةً حيـة، لغـة مخاطبـة منذ قـرون. اليهـود كـانوا يقـرأونها في مجامعهم فقـط وتُنقـل إلى السامعين باليونانية أو بالآرامية حسب المناطـق. لذلك اضطر الرسل والمبشرون المسيحيـون أن يخـاطبـوا النـاس بلغـة الثقـافـة آنذاك أي باليـونـانيـة. ولما دخلت المسيحيـة إلى أنطاكيـة أخـذت تُكـلم اليـونانيين الذين كانوا من أصل وثـنيّ أو يهـوديّ، فآمن بالرب يسـوع كثيـرون. فإذا نظـرنـا إلى كثـافـة المسيحيين العـددية، نرى أن اللغة اليونانية كانت مسيطرة عليهم كالفـرنسية عندنا في عصر الاستعـمار أو الانكليـزيـة اليـوم.

العبرية كان اليهود نسوا التكلم بها بعد جلائهم عن فلسطين إلى بابل. في فلسطين، لما كان السيد على الأرض، لم يكن أحد فيها يتكلم العبرية. كانت لغة قراءة النصوص المقدسة في مجامعهم. السيد نفسه لم يكن يتكلم العبرية ولكن لغة الشعب أي الآرامية المشتقّة منها السريانية. اليوم أهلُنا في معلولا (سوريا) يتكلمون لهجة السيد.

في تلك الأثناء أرسلت كنيسة أورشليم تلميذًا يدعى برنابا إلى أنطاكيا. منها ذهب إلى طرسوس (غير طرطوس) في آسيا الصغرى، وهي مسقط رأس بولس (شاول)، ليطلبه فوجده وذهب به إلى أنطاكية وبشّر معه هذه المدينة سنة كاملة.

في أنطاكية أولاً دُعي التـلاميذ “مسيحيين”. منذ ذلك الحين لازمتهم هذه التسمية وبطلت واقعيا التسميات القديمة (تلاميذ، إخوة).

عندما نقول نحن “مسيحيين أرثوذكسيين”، ومعناها المستقيمي الرأي، نصف أنفسنا بالمسيحيين أي أتبـاع يسـوع. وبقيـة الناس أحرار بتسمية أنفسهم كما يشاؤون. نحن نسمـّي “مسيحيّا” مـن آمـن بأن يسوع ربّ ومخـلّص ومسيـح. ما عـلاقـتنـا بـه مـن حيـث اشتراكه أو عدم اشتراكه بالأسرار المقدسة شيء آخر ويختلف حسب الفئة التي ينتمي إليها.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

 

الرسالة: أعمال الرسل ١٩:١١-٣٠

في تلك الأيام لما تبدّد الرسل من أجل الضيق الذي حصل بسبب استفانُس، اجتازوا الى فينيقيـة وقبرس وأنطاكية وهم لا يُكلّمون أحدا بالكلمة الا اليهود فقط. ولكن قومًا منهم كانوا قبرسيين وقيروانيين. فهؤلاء لما دخلوا أنطاكية أخذوا يكلّمون اليونانيين مبشّرين بالرب يسوع. وكانت يد الرب معـهم، فآمن عدد كثير ورجعوا الى الرب. فبلغ خبر ذلك الى آذان الكنيسة التي بأورشليم، فأرسلوا برنابا لكي يجتاز الى أنطاكية. فلما أقبل ورأى نعمة الله، فرح ووعظهم كلّهم بأن يثبتوا في الرب بعزيمة القلب، لأنه كان رجلا صالحا ممتلئا من الروح القدس والإيمان. وانضمّ الى الرب جمعٌ كثير. ثم خرج برنابا الى طرسوس في طلب شاول. ولما وجده أتى به الى أنطاكية. وتردّدا معا سنة كاملة في هذه الكنيسة وعلّما جمعا كثيرا، ودُعي التلاميذ مسيحييـن في أنطاكية أولاً. وفي تلك الأيام انحدر من أورشليم أنبياء الى أنطاكية. فقام واحد منهم اسمه أغابوس فأنبأ بالروح أنْ ستكون مجاعة عظيمة على جميع المسكونة. وقد وقع ذلك في أيام كلوديوس قيصر. فحتم التلاميذُ بحسب ما يتيسّر لكل واحد منهم أن يُرسلوا خدمة الى الإخوة الساكنين في أورشليم. ففعـلوا ذلك وبعثـوا الى الشيوخ على أيدي برنابا وشاول.

الإنجيل: يوحنا ٥:٤-٤٢

في ذلك الزمان أتى يسوع الى مدينـة من السامرة يقال لها سوخار بقرب الضيعـة التي أعطاها يعقوب ليوسف ابنـه. وكان هناك عين يعقوب. وكان يسوع قد تعـب من المسير، فجلس على العـين وكان نحو الساعة السادسة. فجـاءت امرأة من السامـرة لتستـقي مـاءً. فقال لها يسوع: أَعطينـي لأشـرب -فإن تلاميذه كانوا قد مضوا الى المدينـة ليبتاعـوا طعاما- فقالت لـه المرأة السامريـة: كيف تطلب أن تشـرب مني وأنت يهـوديّ وأنا امرأة سامرية، واليهود لا يُخالطون السامـريين؟ أجاب يسوع وقال لها: لو عَرفتِ عطيّة الله ومَن الذي قال لك أعطيني لأشرب لطلبتِ انتِ منه فأعطاكِ ماءً حيـًا. قالت له المرأة: يا سيد إنه ليس معك ما تستقـي به والبئرُ عـمـيـقــة، فـمـن أيـن لـك الـماء الحـيّ؟ ألعـلـّك أنـت أعـظـم مـن أبيـنا يـعـقوب الــذي أعـطـانا الـبئـر ومـنـها شرب هو وبـنـوه ومـاشيـتـه؟ أجـاب يسـوع وقال لها: كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضا، واما من يشرب من الماء الذي أنا أُعطيـه فلن يعطش الى الأبد، بل الماء الذي أُعطيه له يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة أبديـة. فقالت له المـرأة: يا سيـد أَعـطني هـذا المـاء لكـي لا أعـطش ولا أَجيء الى ههنا لأَستقي. فـقال لهـا يـسوع: اذهـبي وادعي رَجُلَك وهـلُمّي الى ههـنا. أجابـت المـرأة وقالت: إنـه لا رجُل لي. فـقال لها يسوع: قد أحسنـتِ بـقولك إنه لا رجل لي. فإنـه كان لك خمسة رجال، والذي معك الآن ليس رجُلك. هذا قلتـِه بالصدق. قالت لـه المرأة: يا سيد أرى أنك نبيّ. آباؤنا سجدوا في هذا الجبل، وانـتم تقولـون إنّ المكان الذي يـنبغـي أن يُـسجد فيه هو في اورشليـم. قال لها يـسوع: يا امـرأة صدّقيـني، انها تـأتي ساعة لا في هذا الجبـل ولا في اورشليم تسجـدون فيها للآب. انتم تـسجدون لِما لا تـعلمون ونحن نـسجد لما نـعلم، لأن الخلاص هـو من اليهود. ولكن تـأتي ساعة وهي الآن حاضرة إذ الساجـدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق، لأن الآب إنـما يـطلب الساجدين له مثل هؤلاء. اللـه روح، والذين يسجـدون لـه فبالروح والحـق يـنبغي أن يـسجدوا. قالت لـه المرأة: قد علمتُ أنّ مسيـّا الذي يُقال له المسيـح يأتي. فمتى جاء ذاك فهو يُخبرنا بـكل شيء. فـقال لها يسوع: انا المـتكلم معك هو. وعند ذلك جاء تلاميذه فتعجّبـوا أنه يتكلم مع امرأة. ولكن لم يقلْ أحد ماذا تطلب او لماذا تـتكلم معها. فتـركت المرأة جـرّتها ومـضت الى المديـنة وقالت للناس: تـعالوا وانظروا إنـسانا قال لي كل ما فعلتُ. ألعلّ هذا هو المسيـح؟ فخرجـوا من المديـنـة وأَقـبلـوا نـحوه. وفي أثناء ذلك سأله تلاميـذه قائـلين: يا معلم كلْ. فقال لهم: إن لي طعاما لآكُل لستـم تـعرفونـه انـتم. فقال التلاميذ في ما بـينـهم: ألعلّ أحدا جاءه بما يـأكل؟ فقال لهم يـسوع: إن طعـامي أن أعـمـل مشيــئــة الذي أَرسلـنـي وأُتـمـم عمـلـه. ألستـم تــقولون انــتـم انــه يــكون أربــعـة أشهـر ثـم يأتي الحصاد؟ وها أنا أقول لكم: ارفعوا عيونكم وانـظروا الى المَزارع إنــها قد ابيضّت للحصاد. والذي يـحصد يـأخذ أُجرة ويـجمع ثمرًا لحياة أبدية لكي يفرح الزارع والحاصد معا. ففي هذا يَصدُق القول ان واحدا يزرع وآخر يحصد. إني أرسلتُكم لتحصدوا ما لم تتعبوا انتم فيـه. فإن آخرين تعبوا وانتـم دخلتم على تعبـهم. فآمن بـه من تلـك المدينـة كثيـرون مـن السـامـريين مـن أجـل كـلام المـرأة الـتي كـانت تـشهد أن: قـال لي كل ما فعلتُ. ولـما أتى اليـه السامريون سألـوه أن يُقيـم عندهم، فـمكــثهنـاك يــوميـن. فآمن جـمع أكـثر مـن أولئك جدا مـن أجل كلامه. وكانوا يقولـون للمرأة: لسنا مـن أجل كلامكِ نـؤمـن الآن، لأنا نحن قد سمعنا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلّصُ العالم.

 

في انتظار المعزّي

كرّس القدّيس يوحنّا الإنجيليّ قسمًا كبيرًا من إنجيله للحديث عن الروح القدس في تعاليم الربّ يسوع. ويكاد لا يخلو إصحاح من إنجيل يوحنّا، من الفاتحة إلى الخاتمة، من دون ذكر الروح القدس وارتباطه ارتباطًا وثيقًا برسالة الربّ يسوع في العالم. أمّا ما ينفرد به القدّيس يوحنّا عن سواه من الإنجيليّين الثلاثة الآخرين فهو إعلانه، في الخطاب الوداعي، عن اسم الروح القدس "المعزّي"، أو "المؤيّد"، أو "الشفيع"، أو "المدافع" ("باراكليتوس" في اللغة اليونانيّة، أو "البارقليط" كما وردت في الكتابات العربيّة القديمة).

يؤكّد يوحنّا الإنجيليّ، عبر حديثه عن شهادة القدّيس يوحنّا المعمدان، على حضور الروح القدس الدائم على الربّ يسوع. فالمعمدان يشهد على ذلك بقوله: "أنا لم أكن أعرفه، لكنّ الذي أرسلني لأعمّد بالماء هو قال لي إنّ الذي ترى الروح ينزل ويستقرّ عليه هو الذي يعمّد بالروح القدس. وأنا عاينت وشهدت أنّ هذا هو ابن الله" (يوحنّا ١: ٣٣-٣٤). ويستعيد الإنجيليّ نفسه موضوع الصلة ما بين الروح القدس والمعموديّة، كما في حديث الربّ مع نيقوديموس عن الولادة الثانية: "الحقّ الحقّ أقول لك إنْ لم يولد أحد من الماء والروح فلا يقدر ان يدخل ملكوت الله. إنّ المولود من الجسد إنّما هو جسد، والمولود من الروح إنّما هو روح" (يوحنّا ٣: ٥-٦).

نجد التعليم ذاته في حديث الربّ مع المرأة السامريّة حيث وعدها بمنحها "الماء الحيّ"، أي الروح القدس: "فكلّ مَن يشرب من هذا الماء يعطش أيضًا، وأمّا مَن يشرب من الماء الذي أنا أعطيه له فلن يعطش إلى الأبد، بل الماء الذي أعطيه له يكون فيه ينبوع ماء ينبع إلى الحياة الأبديّة" (يوحنّا ٤: ١٣-١٤). لذلك تأتي العبادة "بالروح والحقّ" نتيجةً لحلول الروح القدس الذي يكشف للمؤمنين الإيمان الحقّ: "لأنّ الله روح، والذين يسجدون له فبالروح والحقّ ينبغي أن يسجدوا" (٤: ٢٤).

ثمّ يقدّم يسوع نفسه على أنّه الهيكل الذي منه تجري أنهار ماء حيّ: "مَن آمن بي فكما قال الكتاب ستجري من جوفه أنهار ماء حيّ. وإنّما قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه" (٧: ٣٨-٣٩)...

يعرض يوحنّا الإنجيليّ لموضوع الروح القدس "البارقليط" في الخطاب الوداعيّ معدّدًا مهامّه ورسالته. فالروح القدس يعلّم المؤمنين ويذكّرهم بتعاليم الربّ: "وأمّا المعزّي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلّمكم كلّ شيء ويذكّركم بكلّ ما قلته لكم" (١٤: ٢٦)، وهو الذي يهدي المؤمنين إلى الحقّ: "فهو يرشدكم غلى جميع الحقّ لأنّه لا يتكلّم من عنده بل يتكلّم بكلّ ما يسمع ويخبركم بما يأتي" (١٦: ١٣)، وهو الذي يشهد للربّ يسوع: "ومتى جاء المعزّي الذي أرسله إليكم من عند الآب روح الحقّ الذي من الآب ينبثق فهو يشهد لي" (١٥، ٢٦). لذلك قال يسوع لتلاميذه إنّه لن يدعهم يتامى بل سيرسل إليهم الروح القدس ليكون لهم سندًا وعاضدًا...

ثمّة دور أساسيّ يؤدّيه الروح القدس في أزمنة الاضطهاد، وهو مساعدة المؤمنين على الثبات والتمسّك بالإيمان الحقّ. فالربّ يسوع يؤكّد على مساندة الروح للمضطَهدين من أجل الإيمان، فيقول: "فإذا ساقوكم وأسلموكم فلا تهتمّوا من قبل بماذا تتكلّمون، بل مهما أُعطيتم في تلك الساعة فبذلك تكلّموا لأنّكم لستم أنتم المتكلّمين لكن الروح القدس" (مرقس ١٣: ١١). وهذا ما نجده في إنجيل يوحنّا، فبعدما أنبأ الربّ يسوع تلاميذه بأنّهم سيُضطهدونهم كما اضُطهد هو: "إن كان العالم يبغضكم فاذكروا أنّه قد أبغضني قبلكم... إنْ كانوا اضطهدوني فسيضطهدونكم..." (١٥: ١٨ و٢٠)، يعدهم بروح الحقّ الذي يتيح للمؤمنين به أن يشهدوا بدورهم للحقّ.

يشدّد القدّيس يوحنّا الإنجيليّ على التكامل والتواصل ما بين عمل الربّ يسوع وعمل الروح القدس. فليس هناك زمنان منفصلان، زمن للمسيح وزمن للروح القدس، بل هناك عمل مستمرّ ودائم في كلّ زمان ومكان تظهر فيه نعمة الآب والابن والروح القدس. فالروح القدس "الذي من الآب ينبثق"، يرسله الآب باسم الاين، فالابن يشارك في إرساله إلى العالم: "إنّ في انطلاقي خيرًا لكم لأنّي إنْ لم أنطلق لم يأتكم المعزّي ولكن إذا مضيتُ أرسلته إليكم" (١٦: ٧). والتبليغ الذي يقوم به الروح القدس يأخذه من الابن الذي يأخذ من الآب كلّ ما له: "لأنّ الكلام الذي أعطيتَه لي قد أعطيتُه لهم وهم قبلوا وعلموا حقًّا أنّي منك خرجت وآمنوا أنّك أنت أرسلتني" (١٧: ٨).

عطيّة الروح القدس ترتبط بتمجيد يسوع على الصليب: "لم يكن الروح قد أُعطي بعد لأنّ يسوع لم يكن بعد قد مُجّد" (يوحنّا ٧: ٣٩). والإنجيليّ يوحنّا يجعل العنصرة تتمّ على الصليب حين كتب عن الربّ يسوع على الصليب: "وأسلم الروح" (١٩: ٣٠)، وفي بعض الترجمات العربيّة القديمة "وجاد بروحه". ثمّ يكتمل الرابط ما بين الروح القدس ومهمّته التقديسيّة في العالم عبر الكلام على "الدم والماء" اللذين سالا من جنب الربّ المصلوب، والدم والماء هما يرمزان إلى سرّي المعموديّة والقدّاس اللذين يجعلان المؤمنين في شركة دائمة مع الآب والابن والروح القدس إلى حياة أبديّة لا تفنى.

القديس ثلالاوس الشهيد

كان ثلالاوس من عائلة مسيحية عاشت في لبنان او جبل لبنان حسبما أورد البطريرك مكاريوس ابن الزعيم في “قديسون من بلادنا”. قيل ان أباه كان أسقفًا، وقيل لا بل ضابطًا في الجيش. وقيل ايضًا ان ثلالاوس تربّى على مخافة الله ومحبة الفضيلة. تعلّم الطب وأخذ يتعاطاه دون مقابل. كان يذهب الى المعاقين ويحملهم على كتفيه الى منزله العائلي الذي ما لبث أن تحوّل مصحًا. طبّب الناس دون تمييز وأحبّهم كلهم.

في زمن الامبراطور الروماني ماركوس أوريليوس نوميريانوس (٢٨٢-٢٨٤) أخذ ثلالاوس يجوب المدن والقرى يُذيع إنجيل الملكوت ويبشّر بالرب يسوع ويشفي المرضى. كان نطاق تبشيره منطقة آسيا الصغرى (تركيا). ولما بلغ مدينة ساحلية اسمها إيجيّا، هدى عددا كبيرًا من الوثنيين. وشى به أحدهم فأوقفه العسكر وكان مختبئًا في جذع زيتونة، خارج إيجيّا، فساقوه اليها أمام ثيوذوروس الحاكم.

سأله الحاكم اذا كان مسيحيا، فأجاب بالإيجاب بكل جسارة. سلّمه الحاكم للجلد. عانى الأظافر الحديدية وألسنة اللهب فلم تؤثر فيه. بقي ثابتًا راسخًا في إيمانه يَحسبُ الموت ربحًا. انقضّ عليه الحاكم بنفسه ليخنقه فيبست ذراعاه وأُغمي عليه من شدة الألم. رغم ذلك اهتم به القديس وشفاه. كذلك ورد أن اثنين من جلاّديه، أمام مشهد القديس ثابتا صابرا وسط العذاب، نفذت نعمة الله الى قلبيهما وأَعلنا إيمانهما بالرب يسوع، فجرى قطع رأسيهما في الحال. لكن بعد أن نفذ صبرُ الحاكم أمام إيمان القديس، أمر بقطع رأسه. تعيّد له الكنيسة في العشرين من أيار.

 الاربعاء نصف الخمسين

في كنيستنا عيد يقع دائمًا يوم الاربعاء اسمه الاربعـاء نصف الخمسين احتفـلنا به هذه السنة في ٢٩ أيار الماضي. اسمه نصف الخمسين لأنه يقع في منتـصف الخمسين يوما بين عيد القـيـامة وعيد العنصرة، يوم الاربعاء الذي يقـع بـيـن أحد المخلع (الاحد الماضي) وأحد السامرية (اليوم)٠ هذه ترتيلة العيد التي تشير الى انتظارنا حلول الروح القدس: “في انتصاف العيد اسقي نفسي العطشى من مياه العبادة الحسنة ايها المخلص، لأنك هتفت نحو الكل قائلا: مَن كان عطشانًا فليأتِ إليّ ويشرب. فيا ينبوع الحياة ايها المسيح إلهنا المجد لك”.  

الأخبار

الصلاة من اجل المطران بولس والمطران يوحنا

تقام الصلوات في كل الكنائس من اجل المطران بولس (يازجي) والمطران يوحنا (ابراهيم) اللذين اختُطفا في ٢٢ نيسان الماضي. نذكر منها اليوم صلاة البراكليسي الصغير لوالدة الإله من اجل سلامتهما وسائر المخطوفين التي أقامتها رعايا القويطع (كفرحاتا، بتعبورة، كفتون) وذلك في كنيسة القديسين سرجيوس وباخوس في دير كفتون يوم الأحد في ١٩ أيار. شارك في الصلاة كهنة الرعايا مع رئيسة الدير وراهباته وحشد من المؤمنين من المنطقة وجوارها. ويستمرّ رفع الصلوات حارّةً في كل الكنائس في المدى الأنطاكيّ على رجاء إطلاق راعي أبرشيّة حلب ورفقته إلى الحرية ليعودوا إلى كنائسهم بسلامٍ صحيحين مكرهمين مُعافَين مديدي الأيام مفصّلين كلمة الحق باستقامة.

Last Updated on Monday, 27 May 2013 17:55
 
Banner