Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2013 العدد 30: مناداة الله
العدد 30: مناداة الله Print Email
Sunday, 28 July 2013 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد ٢٨ تموز ٢٠١٣    العدد ٣٠   

الأحد الخامس بعد العنصرة

رعيتي



كلمة الراعي

مناداة الله

لكـون الله حدّثنـا بالكتـاب نكلّمـه نحن ايضًا بصلاتنا التي بها نحسّ بها او التي نـؤلّفها. هو يريد جوابا من كل واحد لما قـالـه لـه.

الجـواب، إن أحببنا، يمكن أن نأخذه من كتب الصلاة او نضعه نحن. الـرب يريدنـا أن نسعى الى حوار معـه. غـالبا ما نستمـدّه من الكتب الطقـوسيـة، وهذا لا مفـرّ منـه اذا استـعـملنـا هذه الكتب وتقيـّدنـا بهـا. ولكـن صلاتنـا الفـردية لنا أن نؤلّـفها. غير أننا كثيـرا ما نـؤْثـر كـلام الـرُتـب الطقـوسيـة المستعملـة في الكنيسة لشعـورنا بأن الأقدمين الذين وضعوها أَلهمهم الله اياها. هذا حسن. ولكن لنـا في صلاتنا الخاصة أن نضع الكلمـات التي نشعـر ان الحـُب يُلهمنـا ايـاهـا. الطـريقتان ممكنتان والرب لا يفضّل طريقة على اخرى.

المألوف والمضمون أن ما وضعه أسلافُنا في كتب الصلاة نافع لنا. طبعا اذا تلوْنا من كتُب الصلاة ما هو موضوع للسحر او الغروب او سواهما فهذا حسن، ولكن لنا أن نستقي كليا او جزئيا عمّا موضوع وأن نُكلّم الله صباحا ومساء حسب شعورنا في الوقت الذي نصـلّي فيه. خبرة العارفين تقول الأفضل أن تختار شيئا من النصوص الموضوعة وأن تضيف عليها ما تؤلفه حسب حاجتك الروحية في الوقت الذي تصلي فيه لأن كلامك الى الرب يتبع احيانا الشعور الذي تكون عليه. فالسؤال الذي تسأل ربك الليلة قد يختلف عن ذاك الذي سألته بالأمس بسبب تغيير حاجتك. اذا لم تتقيد بالصلوات الموضوعة كليا لهذا المساء او ذاك، تعبّر عن حاجتك بالكلام الذي يُلهمك الله به لأنه يريد هو هذا الكلام. اذا لم يُلهمك شيئا جديدا، تأتي بالكلام الذي يصعد من قلبك. المهم أن تفهم ما تقول وأن تحسّ بالكلام الذي تؤلّف لأن الصلاة حوار ويحب الرب كثيرا ما تقوله له حسب شعورك في هذا الوقت او ذاك.

احيانا كثيرة تُضطرّ ان تقول كلمات لا تعيها كلها او لا تحسّ بها من كل قلبك. ليس هذا بالأمر المهم. انت تتكل على كتُب الصلاة التي عندنا. احيانا تحس بها كثيرًا وأحيانا قليلا. المهم أن تؤمن بما تتلوه، وقد لا يرافق هذا شعور مستفيض. المهم قبولك لهذا الكلام وطاعتك له.

التوازُن في أمر الصلاة الشخصيّة -خارج الطقوس-أن تفهم ما تقول وأن تنتبه الى ما تقول حتى لا يفوتك معنى أراده الله لخلاصك. والمهم مع التوازن تواصُل صلاتك صباح مساء وألا تُهمل أية صلاة اعتدتها انت في هذا الوقت او ذاك.

لا تنسَ انك تُناجي الله، أي كائنا عظيما لا يقبل المُزاح ولا الإهمال ولا تكرار الكلام بلا فهم ولا تمعّن. تابع دائما بالفهم لأنّ الله إله الحكمة اي الفهم. أحيانا تُدركُ أنك لم تُحسّ بالكلمات التي تلوتها. لا تعُد اليها. تابع لأن كل هذا كلام الله. المهم ألّا تنسى انك وضعت نفسك في مهابة الله، واذًا لا تُثرثر ولا تهمل متابعة المعاني لأن الله إله المعنى لكونه أوحى للقدماء المعنى، اولئك الذين وضعوا صلواتنا.

آمن في العمق أن أعظم عمل تقوم به أن تُناجي الله. هذا يتطلّب رصانة عقل وانتباه قلب وان تستوعب كل حكمة تقولها. لذلك لا يمكن أن تكون رخيصا في صلاتك، مهملا لمعانيها. اجمع نفسك بكل قواها وشُدّها الى الله اذا كنت في حالة الصلاة.

هو لا يستجيب لك إن أَهملت الانتباه اليه. اربط نفسَك به بكل قواك ليربط نفسه بك.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

الرسالة: رومية ١:١٠-١٠

يا إخوة إن بُغية قلبي وابتهالي الى الله هما لأجل إسرائيل لخلاصه، فإني أَشهد لهم أنّ فيهم غيرة لله إلّا أنها ليست عن معرفة، لأنهم اذ كانوا يجهلون برّ الله ويطلبون أن يقيموا بِرّ أنفسهم لم يخضعوا لبرّ الله. إنّما غاية الناموس هي المسيح للبرّ لكلّ مَن يؤمن. فإنّ موسى يصف البرّ الذي من الناموس بأنّ الإنسان الذي يعمل هذه الأشياء سيحيا فيها. أمّا البرّ الذي من الإيمان فهكذا يقول فيه: لا تقلْ في قلبك مَن يصعد الى السماء؟ اي ليُنزل المسيح؛ او من يهبط الى الهاوية؟ اي ليُصعد المسيح من بين الأموات. لكن ماذا يقول؟ إن الكلمة قريبة منك، في فمك وفي قلبك، اي كلمة الإيمان التي نبشّر نحن بها. لأنك إن اعترفت بفمك بالربّ يسوع وآمنت بقلبك أن الله قد أقامه من بين الأموات فإنك تخلُصُ لأنه بالقلب يؤمَن للبرّ وبالفم يُعترف للخلاص.

الإنجيل: متى ٢٨:٨-١:٩

في ذك الزمان لمّا أتى يسوع الى كورة الجرجسيين استقبله مجنونان خارجان من القبور، شرسان جدا، حتى إنه لم يكن أحد يقدر أن يجتاز من تلك الطريق. فصاحا قائلَين: ما لنا ولك يا يسوع ابن الله؟ أجئت الى ههنا قبل الزمان لتُعذّبنا؟ وكان بعيدًا عنهم قطيع خنازير كثيرة ترعى. فأخذ الشياطين يطلبون اليه قائلين: إن كنت تُخرجنا فأْذَنْ لنا أن نذهب الى قطيع الخنازير. فقال لهم: اذهبوا. فخرجوا وذهبوا الى قطيع الخنازير. فـإذا بالقطيع كله قد وثب عن الجُرف الى البحر ومات فـي المياه. أما الرعاة فهربوا ومضوا الى المدينة، وأخبروا بكلّ شيء وبأمر المجـنونـين. فخرجـت المديـنة كلّها لـلقاء يسـوع. ولمّا رأوه طلبوا إليه أن يتحوّل عن تخومهم. فدخل السفينة واجتاز وأتى الى مدينته.

قيمة الحياة

ماذا أراد الرسول، في عظته البليغة المسمّاة "الرسالة إلى العبرانيّين"، بقوله إلى مؤمنين يعرفهم عن قرب: "ولنا في هذا الموضوع كلام كثير، صعب التفسير، لأنّكم كسالى عن الإصغاء" (٥: ١١).

كان الرسول يكلّمهم على المسيح "عظيم الكهنة" الذي تلقّى المجد مِمَّنْ قال له: "أنت ابني وأنا اليوم ولدتك"، و"تعلّم الطاعة، وهو الابن، بما عانى من الألم"، و"صار لجميع الذين يطيعونه سبب خلاص أبديّ" (٥: ١- ١٠). ثمّ بيّن أنّ كسل المؤمنين مرضٌ، قرّروه بأنفسهم، بقوله لهم: "كان عليكم أن تستفيدوا من الزمن، فتصبحوا معلِّمين، في حين أنّكم محتاجون إلى مَنْ يعلّمكم أوّلِيَّات أقوال الله" (٥: ١٢).

أوّل ما تكشفـه هذه الكلمات أن ليـس جميــع المـؤمنيـن كانوا، في ذلك الحين، قـادريـن على القـراءة، أو يحـوزون، كما نحن اليوم، الكتاب المقدّس مجمـوعًا. معـرفتهـم تـأتي، عمـومـًا، من إصغـائهم إلى ما يُتلى عليهم في اجتماع العبـادة. وتكشف، تـاليـًا، أنّ الإصغـاء يُفتـرض أن يكـون قـبـولاً جـِدّيـًّا دائمـًا. ويجـب أن نلاحـظ، أيضًا، أنّ ما قالـه عن الكسل، في الإصغـاء، أتى به بعـد أن ذكـر طاعـة الابـن. فالمسيحـيّ، كلّ مسيحـيّ، إنّما الربّ مثـالـه في كلّ شيء. لا يقــدر مسيحـيّ على أن ينخـرط في الجمـاعـة انخـراطـًا شكليـًّا، أو أن يمشـي في إثـرِ أيٍّ كان. إن كانت الجماعة تضمّ كسالى (وربّما ستبقى تضمّهم إلى منتهى الدهر)، فهذا لا يشرّع أن نمشي في إثرهم. إن شرّعه، يغيب أنّ الربّ إيقونةُ التزامنا. ويجـب أن نلاحظ، أيضًا وأيضًا، أنّ الرسـول يـوحـي، بكلامـه، أنّ الكسـول لا يضرّ بنفسه فحسب، بل قد يشـوّه الحياة الكنسيـّة التي لا تحتمل أن يكـون أحدٌ سبـبًا لتـأخيـر بـوح "الكـلام الكثـيـر". هل يجـب أن نشتـمّ، في كلامـه، عطـر رحمـة؟ أجل! إنّما، بعـد التـوبيـخ!

ثمّ تبدو، في قوله، مشكلة الكسالى أنّهم يتعاطون الزمان تعاطيًا غير مشروع، أي "لا يستفيـدون منه". هل أراد أنّهم يوهمون أنفسَهم بغدٍ سيكونون فيه أفضل؟ ربّمـا! فالكسل، الـذي يتكلـّم عـليـه، كسل مقصود.

وما دام مقصودًا، فلا بدّ من أنّ له تبريـراته. وكلّ تبـريرِ خطأٍ، يشـرّع لنا أن نبقى قابعين فيه، مادّته ذلك الاطمئنان المعيـب إلى أنّنا نضمـن غدنا. وهذا غباء كامل. لا لأنّ الإنسان لا يمكن أن يضمن غده فحسب، بل إكمالَ يومـه أيضًا (لوقا ١٢: ٣٠). فالمسيحيّ الراشد هو مَنْ يحيا في اليوم دائمًا (عبرانيّين ٣: ١٣- ١٥). لكنّ الثابت، في كلامه، أنّه يوبّخ كلّ مَنْ لم يفهم منهم أنّ المسيحيّة تأبى أن يكـون فيها، إلى الأبد، طبقتـان: أنـاس يعلّمون، وآخرون يتعلّمون. وهذا يؤكّده كلامه التابع: "فتصبحـوا معلّمين". هل هذا يعني أنّ التعليم أمر مرحليّ، أي نتعاطـاه إلى حين؟ لا، بـل يعني أنّنـا، تلاميـذ دائمًا، مسؤولـون عن حفـظ الكلمـة وَنَقْلِها. في منطق العهد الجديد، ما من عضويّـة كنسيّـة تقـوم على الاكتفـاء بمشاهدة ما يجري حولنا، أو بالإصغاء إلى ما يُحكى أمامنا. في العهد الجديد، كلّ مؤمن مسؤول عن مدّ خلاص الله في العالم. الحيـاة الكنسيـّة مواهـب، طبعـًا. لكنّ الكسالى لا يهملون مواهبهم فحسب، بل، أيضًا، يحيـون كما لو أنّهم أسيـاد ذواتهم. وهذا يشـوّه الحيـاة الكنسيـّة كلّها التي ليست فيها سيـادة سوى سيادة "أقـوال اللـه".

إذًا، أرادهم أن يصبحـوا معلّمين. وهذا يجب أن نـراه من وجهتين لا تفتـرقـان. الأولى أنّـه يـريـدهم أن يتعـاطوا التزامهم بجدّيـّة ظاهرة، أي أن يكفّوا عن كسلهم الآن. والثانية أنّه، كبيرًا، لا يحتكـر التعليم في شخصه. لا نستطيع أن نقـرأ هذه الإرادة الطيّبـة من دون أن نغبّطـها تغبيطـًا عظيمـًا. والبراعـة، في هذه الإرادة، أنّها تُفصح أنّ الرسـول، على تـأكـّده من كسلهم، تـراه لم ييـأس منهم. كان بإمكـانه أن يقـول: "إنّكم قد أتعبتموني، ولست بمستعدٍ لأن أضيّع وقتي معكم بعدُ عبثًا. حاولت، ووصلت إلى قناعة بأنّكم لا تنفعون شيئًا. سأتركم. سأهجركم، وأمتدّ نحو سواكم. هل تعتقـدون أنّكـم الدنيـا وحدكم؟". لكنـّه لم يقـل ذلك. لم يفعل ذلك. اعتبر، أو هذا ما يجب أن نـراه، أنّه مسؤول عنهم حتّى فيما هم كسالى. من أين أتى بهذا الإصرار؟ من إيمانه بفعل الله. يجب أن نرى بولس، بينما يقول قوله، يحملهم، وينظر إلى الله الحاضر والفـاعـل، ويـرجـوه أن يمطر عليهم نعمه المجدّدة. كلّ إنسان يمكن أن يصطلـح. هذه ليس ثقـةً بالنـاس، بل بإلـه يعـرف الرسـول أنّـه قادر على أن ينجح حيث يبدو، بشريًّا، الإخفاق كاملاً (قابل مع: لوقا ١٨: ٢٧).

أمّا السؤال الباقي، فهو: هل يمكننا أن نصغي، في كلام الرسول، إلى أنّ كسلهم نوع من رفض كلام، يعرفونه، يزعجهم أنّه يُعاد عليهم؟ هذا يعنينا أن نصغي إليه؟ فالتعليم الكنسيّ قد يعاد في لقاءات الجماعة، لا سيّما إن ضمّت جددًا أو كسالى. كيف يتلقّى المؤمن كلماتٍ يعرفها؟ بوضعه نفسَهُ تحتها دائمًا، أي، بكلام واحد، يتلقّاها كما لو أنّه يسمعها أوّل مرّة. إن تأفّف، يبدي أنّه لا يريد أن يفهم أنّ كلّ أرض، لتثمر، يجب أن تشرب "ما ينزل عليها من المطر مرارًا" (عبرانيّين ٦: ٧). ليس من مؤمن، في الأرض، يشرّع له أمر أن ينسى أنّه، أرضًا (لوقا ٨: ٤- ١٥)، مدعـوّ إلى أن يسمع الكلمـة، في غيـر وقت، بقـلب طيّب كـريـم، ويحفظها، ليثمر بثباته. فالكلمةُ تكرارُها يدعونا إلى الثبات. مَنْ يؤكّد لي، إن ألقيت عليَّ كلماتٌ أعرفها، أنّ الله لا يخاطبني، شخصيًّا، من جديد؟ مَنْ يضمن أنّه لا يراني أحتاج إلى ما يُتلى عليَّ الآن؟ أنا أرض؟ إذًا، يجب أن تكون قناعتي أنّني محتاج إلى مطر الكلمة دائمًا (أشعيا ٥٥: ١٠ و١١)!

هذا القول الرسوليّ يحثّنا على نبذ كلّ ما ينسينا أنّ قيمة حياتنا أن نكون قاماتٍ تصغي، وتشهد.

قديسو اليوم

تعيّـد الكنيـسـة اليـوم لقـديسيـن اربعـة كـانـوا مـن تـلاميذ الرسل الاثني عشر وحُسبـوا مع الرسل السبعين  وتمّ اختيارهم من بين الشمامسة السبعـة ليخـدمـوا حـاجـات المحتـاجيـن في الكنيسـة الأولى هم: بـروخـوروس ونيكـانـور وتيمـون وبـارمينـاس. يقـول عنهـم الإنجيـلـيّ لـوقـا في أعمـال الـرسـل “مشهـودا لهم ومملوءين من الروح القدس والحكمة” (٦: ٣). بعد ان انتهوا من خدمتهم في اورشليم انطلقوا للبشارة مع الرسل.

التحـق بـروخـوروس بالقديس يوحنا الإنـجـيــلـي الـذي أَمـلـى عـليـه إنجيـلـه ورسـائـلـه وسـفـر الرؤيـا. تُصوّره الأيقـونـات أحيـانـا يكتـب بقـرب القـديس يوحنا. تابع البشارة بعد رقـاد القـديس يـوحنـا. القـديس نيكانور رقد يوم استشهاد القديس اول الشمامسة استفانوس. بقي القديسبارميناس والقديس تيمـون في خدمـة الرسل يعـاونـونهم في البشارة. ويقـال ان القـديس تيمـون كان اول أُسقـف على العربيـة (حوران حاليا) ومـات شهيـدا.

الفقر ومساعدة الفقراء

للقديس سمعان اللاهوتي الجديد (٩٤٩-١٠٢٢+)

من أجلكم أصبح الله إنسانًا فقيرًا. أنتم الذين تؤمنون به مدينون له بأن تكونوا فقراء مثله. هو فقير بحسب الطبيعة البشرية وأنتم فقراء بحسب الطبيعة الإلهيّة. إذًا فكّروا كيف تُطعمونه. انتبهوا جيدًا فهو أصبح فقيرًا لتصبحوا أغنياء ولينقُل اليكم غنى رحمته. اتّخذ جسدًا لكي تصبحوا شركاء في ألوهيته. لهذا، كما قال، يكون هو ضيفكم عندما تستعدّون لاستضافته. انه يحسب جوعكم وعطشكم من أجله طعامًا وشرابًا له... الله الذي يستقبلكم ويجعل كل ما لكم لنفسه، يشتهي ان يجعلكم آلهة كما صار هو إنسانًا. انه يحسب كل ما تفعلونه لأنفسكم وكأنه هو يتحمله قائلا “كما فعلتم هذا أحد هؤلاء الصغار فأنتم فعلتموه لي”.

الرحماء

للقديس سمعان اللاهوتي الجديد

من هم الرحماء؟ أهُم أولئك الذين يُعطون مالا فقط او يُطعمون الفقراء؟ لا. إذًا من هم؟ هم الذين افتقروا من اجل الرب الذي افتقر لكي نستغني. ليس لديهم ما يعطونه لكنهم منتبهون بشكل دائم للفقراء والأرامل واليتامى، إضافة الى المرضى. فهم يُشفقون عليهم ويفتقدونهم دائما. انهم يعطونهم بسخاء وفرح عندما يمتلكون اي شيء، وايضا يذكرونهم بسخاء بالأشياء النافعة لخلاص نفوسهم، وبإطاعة من قال: “وما تعلّمته بإخلاص أَشرك فيه بسخاء” (حكمة ٧: ١٣). هؤلاء هم الذين يطوّبهم الرب. هؤلاء هم الرحماء حقا لأنهم يتسلقون هذه الرحمة كما على سلّم للوصول الى طهارة النفس الكاملة.

مكتبة رعيتي

صدر عن تعاونية النور الأرثوذكسية للنشر والتوزيع كتاب جديد لكوستي بندلي عنوانه “رحلة في فكر ونهج، حوار صريح مع شباب جامعيين حول فحوى كتاباتي”. يجيب المؤلف في هذا الكتاب على أسئلة فعليّة طرحها عليه بعض الشباب من طلاب الجامعات في لقاء لهم نظّمته حركة الشبيبة الأرثوذكسية. تتناول الاسئلة علم النفس والتربية والمسائل التي تُواجه الشباب في حياتهم في المجتمع. عدد الصفحات ٧٦، ثمن النسخة ٦٠٠٠ ليرة لبنانية.

الأخبار

اليونان

أقيمت في ١٢ تموز الذكرى السنوية للشيخ بايسيوس الآثوسي في دير القديس يوحنا الانجيلي في سوروتي (قرب سالونيك) حيث مدفنه، وذلك في جو من التخشع الكبير. ترأس الصلاة المطران المحلّي نيقوديموس، مع مطران ليماسول (قبرص) أثناسيوس، بحضور آلاف المؤمنين الذي قصدوا سوروتي للمشاركة.  في آخر القداس تحدث المطرانان على المواهب الخاصة التي منحها الله للشيخ بايسيوس معتبرين إياه قديسًا من كنيستنا.

وُلد الأب بايسيوس سنة ١٩٢٤ في كبادوكيا، وعاش بتقشف كبير في جبل آثوس من ١٩٥٠ الى ١٩٩٤ لما رقد بالرب في دير القديس يوحنا الانجيلي الذي كان قد أسسه وعاش فيه الأشهر الأخيرة من حياته. كان أبًا روحيًا مشهورا، وساعد آلاف الناس بصلواته وإرشاداته الروحية. حصلت عدة عجائب على قبره الذي يزوره كل يوم عدد كبير من المؤمنين من اليونان ومن بلاد اخرى. كتبَ سيرتَه باللغة اليونانيّة ابنه الروحيّ الأرشمندريت إسحق (عطالله)، وتُرجمت إلى لغاتٍ عديدة، وصدرت طبعتُها العربية في لبنان سنة ٢٠٠٦. وراجت كتاباتُه رواجًا كبيرًا في كل اللغات، وبين المؤمنين في كل بقاع الأرض.

 
Banner