للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
العدد 46: صوم الميلاد |
![]() |
![]() |
Sunday, 17 November 2013 00:00 |
تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس الأحد ١٧ تشرين الثاني ٢٠١٣ العدد ٤٦ الأحد الحادي والعشرون بعد العنصرة كلمة الراعي صوم الميلاد منذ ثمانية قرون تبنّى الكرسي الأنطاكي صوم الميلاد الذي بدأناه منذ يومين في ١٥ تشرين الثاني. وروحه كروح الصوم الأربعينين، أعني رياضة النفس وتجميلها لاستقبال المسيح، فمن أساسات الصيام أن نوفّر ثمن طعام ونعطيه للمساكين. كل صوم هو مشاركة. يصوم الانسان من أجل الآخرين. فمن قسا قلبه يبطُل صيامه. ومن أبغض أخاه يبطُل صيامه. كل شيء قلب وتليين قلب. الإمساك وسيلة إن نحن أَعطينا. فإن كنت ممدودًا الى الآخرين يجيء الله اليك بالرحمة. من أمسك عن طعام يعرف انه ممسك في سبيل الله فيساعده ذلك على ان يكون مع الآخرين كما أمره الله ان يكون. في حديث واحد، في العظة على الجبل (الإصحاح السادس من متى) يتكلّم السيد عن الصدقة والصوم، ويُنهي كلامه بقوله: “لا تكنزوا لكم كنوزًا على الأرض”. ألا يُشتَمّ من هذا التتابع أن هذه أشياء مترابطة، فكيف نفكّ نحن ما جمعه الرب في فكره؟ وإن أردنا ان نزداد تعمقـًا فلا ننسين أن الانسـان غارق في جسده عن طريق اللّذّات وأن الصوم طـريـق ليتـحـرر مـن أَسـر اللـذّة. كيـف نهـرب من سجـن الحـواسّ الطـاغيـة؟ أليسـت إحـدى الطـرق أن نحُدّ من التمتـّع؟ فإذا كثـر التـمتـع على كـل صعيـد، يصبح لنا ساحـرا ومفـرّقـا، فلا فكر لنا الا فيه ولا شـوق لنا الا اليه. وماذا بعد؟ اللذّة البهيميّة، اذا انقضت، تولّد الخيبة، والخيبة تدفعك الى لذّة اخرى فتبقى هكذا في الدوّامة. ثم انت تهـرب من الألـم باللذة. تهـرب من الألم لأنه يُشعرك بشيء من الموت وانت تخشى الموت. والخـائـف المـوت خاضع للعبوديـة (عبرانيين ٢: ١٥)، لعبـودية اللذّة التي يدفع بها عنه الموت وعبـوديـة ذاتـه. المـال والمجد والجنس (او الجسد على العمـوم)، هذه هي التي نريد اقتنـاءها لظنّنـا أننـا بهـا نغـلب المـوت. هـذه تعطينـا قـوّة فـنشعـر مـؤقتـا -ما دمنـا تحـت سيطرتها- أننا أحياء بها لأننا لـم نُـدرك بعـد أن الحيـاة الحقيقية هي المسيـح نفسـه حسـب قـولـه المبـارك: “أنـا القيـامـة والحيـاة” (يوحنا ١١: ٢٥). فمـن بـركـات الصيـام انـه بالصَدَقة يَجعلنـا أَقـلّ تعبـّدًا للمال، وبالخلـوة التي لنا مع يسوع الحبيب أكثر بعدا عن المجـد، وبالإمساك أقل تبعيّـة للشهوة، رياضة من رياضات التقرّب، طريق الى الاتّكال عليه. فلندخل في الأيام التي تفصلنا عن العيد في هذا اللون من ألوان التقشف عسى ألا نقع عشيّة العيد في التخمة. الصاحون روحيا، المتهيئون بالتعفّف وحدهم يستقبلون السيد مولودا من أجل خلاص العالم. جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان). الرسالة: غلاطية ١٦:٢-٢٠ يـا إخوة، إذ نعم أن الإنـسان لا يُـبـرّر بـأعمال النـاموس بل إنّـما بالإيـمان بـيسوع المسيح، آمنَّا نـحن أيـضًا بـيسوع المسيـح لكي نُـبرَّر بـالإيمان بالمسيح لا بـأعمال الـنـاموس اذ لا يُبرّر بأعمال الناموس أحـدٌ من ذوي الجسد. فإن كنـّا ونـحن طالبـون التبـريـر بالمسيح وُجدنا نـحن أيضًا خطأةً، أفيـكون المسيـحُ إذًا خادمًا للخطيئة؟ حاشى. فإنّي إنْ عدتُ أبـني ما قد هدمتُ أَجـعل نفسي متـعدّيًا، لأنـي بالناموس مُـتُّ للناموس لكي أَحيـا لله. مع المسيـح صُلبتُ فأَحيـا، لا أنا، بـل المسيحُ يـحيا فيّ. وما لي من الحياة في الجسد أنـا أَحيـاه في إيـمان ابن الله الذي أَحبّني وبذل نفسه عنّي. الإنجيل: لوقا ١٦:١٢-٢١ قال الرب هذا المثل: إنسان غـنيّ أَخصبـت أرضُه فـفكـّر في نفسه قائلا: ماذا أصنع فإنه ليـس لي موضع أخزن فيه أثماري. ثم قال: أَصنع هذا. أهدم أهرائي وأبني أكبر منها وأجمع هناك كل غلاتي وخيراتي. وأقول لنفسي: يا نفـس إن لك خيرات كثيرة موضوعة لسنـين كثيرة فاستريحي وكُلي واشربي وافرحـي. فقال له الله: يا جاهل، فـي هذه الليلة تُطلب نفسـك منك. فهـذه التي أَعـددتها لمن تكـون؟ فهكذا من يدّخر لنفسه ولا يستغني بالله. ولما قال هذا نادى: من لـه أُذنان للسمع فليسـمع.
الحياة في الدهر الآتي الكنيسة تحيا، في آن واحد، في الزمن الحاضر وفي الزمن الآتي. وفي اللغة اللاهوتيّة نقول إنّ الكنيسة تحيا "الآن وهنا" (أي في كلّ مكان وزمان) في الزمن الآتي، في الملكوت السماويّ. هي تحيا في يسوع المسيح وبه ومعه، لذلك تحيا في رجاء لا يتزعزع، الرجاء بالحياة الأبديّة في حضرة الآب والابن والروح القدس. ومن هذا الرجاء ينطلق القدّيس بولس الرسول ليقول: "فإنّي لواثق بأنّه لا موت ولا حياة، لا ملائكة ولا رئاسات، لا حاضر ولا مستقبل ولا قوّات، لا علو ولا عمق، ولا خليقة أخرى أيّة كانت، تقدر أن تفصلنا عن محبّة الله التي في المسيح يسوع ربّنا" (رومية ٨: ٣٧-٣٩). وفي السياق ذاته يؤكّد القدّيس يوحنّا الإنجيليّ أنّ الحياة الأبديّة ليست سوى ظهور الحياة الموجودة منذ الآن في كلّ زمان ومكان. وهو نفسه أيضًا يؤكّد على لسان الربّ يسوع أنّ الإيمان هو الذي ينقلنا من الموت إلى الحياة، فالربّ يقول لمرتا أخت لعازر الذي أقامه من بين الأموات: "أنا القيامة والحياة. فمَن آمن بي وإن مات يحيا. ومَن كان حيًّا وآمن بي فلن يموت أبدًا" (يوحنّا ١١: ٢٥-٢٦). لذلك، يسعنا القول إنّ الحياة الأبديّة تبدأ منذ الآن في الزمن الحاضر وتستمرّ في الملكوت الآتي. ففي المسيح يكمن ملء الخلاص المتاح لكلّ إنسان يؤمن به: "وأمّا هذه فقد كُتبت لكي تؤمنوا أنّ يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياةٌ باسمه" (يوحنّا ٢٠: ٣١). مع هذا التأكيد الشديد للخلاص الذي يناله المرء منذ الآن في هذا الزمان وهذا المكان، يؤكّد القدّيس يوحنّا الاكتمال الآتي، فالربّ يقول في خطابه الوداعيّ: "إنّ في بيت أبي منازل كثيرة... وإذا انطلقتُ وأعددتُ لكم المكان أرجع فآخذكم معي لتكونوا، أنتم أيضًا، حيث أكون" (يوحنّا ١٤: ١-٣). الحياة الأبديّة التي تبدأ منذ الآن في الإنسان لا تكتمل إلاّ بعد العبور بالموت، إذ ثمّة تناغم بين ما تمّ إلى الآن وما لم يتمّ بعد. وهنا يلاقي الرسول بولس الرسول يوحنّا حين يقول: "حاملين في الجسد كلّ حين إماتة الربّ يسوع، لكي تُظهَر حياة يسوع أيضًا في جسدنا. لأنّنا نحن الأحياء نُسلّم إلى دائمًا للموت من أجل يسوع، لكي تظهر حياة يسوع أيضًا في جسدنا المائت" (كورنثوس الثانية ٤، ١٠-١١). الكنيسة هي الجماعة التي تشهد في التاريخ، بالقول والفعل، على الحقيقة بأنّ الملكوت السماويّ قد بدأ منذ الآن وسوف يكتمل في اليوم الأخير حين يأتي الربّ يسوع ليدين الأحياء والأموات. لذلك ينبغي للكنيسة، أي جماعة المؤمنين بالربّ، أن تؤدّي شهادتها المسيحيّة انطلاقًا من صليب الربّ وقيامته، وعبر عيشها لتعاليم الربّ، وعبر ممارستها للأسرار التي تجعلها مرتبطة بالربّ الحيّ في الكنيسة. لذلك ليست هذه الشهادة مجرّد نظريّة أو تصوّر أو رأي قد يصحّ أو لا يصحّ. هي حقيقة ساطعة يراها المؤمنون بعين الإيمان، ويتحرّكون بمقتضاها، ويحيونها في سلوكهم اليوميّ مع سائر البشر. يؤكّد التراث الكنسيّ على أنّ الخلاص الأبديّ هو خلاص لا يقتصر على جزء من الإنسان، بل يشمله كلّه. فالوعد بالحياة الأبديّة قد أعطي للإنسان الذي ينبغي له أن يمارس مقتضيات الحياة المسيحيّة كي ينال الخلاص. وثمّة علاقة وطيدة ما بين قيامة الربّ وقيامتنا، فالرسول بولس يقول: "فإنْ كان يُكرز بالمسيح أنّه قام من بين الأموات، فكيف يقول قوم بينكم بعدم قيامة الأموات؟ فإنْ لم تكن قيامة الأموات، فالمسيح إذن لم يقم" (كورنثوس الأولى ١٥: ١٢-١٣). وبالسياق ذاته يذكّر الرسول بولس في الرسالة إلى أهل كولوسّي بكون المسيح القائم هو "البكر بين الأموات" (١: ١٨). أمّا بالنسبة إلى كيفيّة القيامة، فالرسـول بـولس يـؤكـّد أنّـه لا يمكن تصوّر قيامة الإنسان، لإنّها تنقل الإنسان بشكل جوهريّ من أوضاع الزمـان الراهـن والحيـاة الأرضيـّة إلى وضع الكمـال الذي لا يمكن تخيـّلـه، الكمال الذي هو الشركة مع الله والاتّحاد به اتّحـادًا يقـودنـا إلى حيـاة لا تفـنى. مع ذلك يصف القدّيس بولس الإنسان الجسديّ القـائـم من المـوت بنعوت تُنسب إلى الحياة الإلهيّة: "فهكـذا قيـامـة الأمـوات، يُزرع الجسد بفسـاد ويقـوم بلا فسـاد؛ يُزرع بهـوان ويقـوم بمجد؛ يُزرع بضعف ويقـوم بقوّة؛ يُزرع جسـدًا حيوانيًّا ويقام جسدًا روحانيًّا" (كورنثوس الأولى ١٥: ٤٢-٤٤). يضعنا الرسـول بولس في صورة الأحـداث الأخيرة حين يقول: "ومتى أُخضع له كـلّ شيء، فحينئذ يُخضع الابـن نفسه للذي أخضع لـه كـلّ شيء، ليكـون اللـه الكلّ في الكلّ" (كـورنثوس الأولى ١٥: ٢٨). المعنى الكامـن وراء هذه الآيـة هـو أنّ الـربّ يسـوع هو الذي يقود الناس إلى الله الذي هو الكلّ في الكلّ. ويصل الإنسان إلى هذه الحياة مع الله عبر اتّباعه يسوع المسيح ونمـوّه بنعمتـه. لذلك نعـود إلى الكنيسة لنقـول إنّها جماعـة تحيا في هذا الزمان، غير أنّها جماعة أخرويّة تحيا في الزمان الآخر. فأن يكون الله الكلّ في الكلّ، هذا هو معنى الكنيسة. أن يكون الله الكلّ في الكلّ، عبارة لا تعني أنّ الإنسان سيفنى أو سيزول، بل يعني ذلك أنّ الله يعطي ذاته بطريقة كاملة، يعطي الإنسان أن يحيا به إلى الأبد. الغنيّ الجاهل للقديس باسيليوس الكبير “وكلّمهم بمثل قائلا: رجل غنيّ أخصبت أرضه كثيرا” (لوقا ١٢: ١٦). لقد غلّت الأرض كثيرًا لرجل لم يشأ ان يعمل شيئا صالحا من غلّته ليظهر لنا طول أناة الرب غير المحدودة. الرب أرسل المطر الى الأرض، والرب أرسل حرارة الشمس للبذور. ان الأهراء ضاقت من وفرة الغلة لكنها لم تملأ قلب البخيل الذي كان يكدّس الجديد مع القديم، واذ لم يبقَ عنده محل للغلة قال: ماذا أصنع؟ من لا يشفق على انسان موجود في حالة ضيق كهذه؟ لقد جعلته الغلّة في حالة يُرثى لها فأمسى مستحقّا الشفقة. لقد أنبتت له الارض التنهدات والأحزان، وقدمت له الاهتمامات والصعوبات المخيفة. إن الطماع ينقبض حينما يخطر في باله انه يسبب سرورا للآخرين. الخيرات تتدفق من المخازن ونفسه ترتعد خشية أن يسقط شيء من الحبوب خارجا فيستفيد منها الآخرون. ان مرض الغني الطماع كمرض الشره الذي يؤثر ان يتمزق من النهم والشراهة على أن يشاطره المحتاجون فضلات الطعام. اما انت فتشبّه بالأرض وأَعط ثمرا مثلها حتى لا تكون أسوأ من المخلوقات الجامدة. لقد أنبتت الأرض البذور لا لأجل منفعتها بل لتغذيك بثمارها، فأثمر انت بالإحسان ليعود عليك بالنفع لأن الشكر عن عمل الخير يعود للمعطي. إن ما تعطيه للمحتاج يكون خاصتك ويردّ اليك أضعاف أضعافه للمعطين. فليكن قصدك في الابتداء الزرع السماوي حسب كلمة الله: “ازرعوا لكم بالعدل” (هوشع ١: ١٢)؟؟. “الصيت أفضل من الغنى الكثير” (أمثال ٢٢: ١). ان كنت تحب المال وتحسب وجوده عندك شرفا لك، فاعلم أن الأفضل أن تكون أبًا للألوف من أن تكون ألوف الدنانير في صندوقك. المال يبقى على الأرض هنا، أما مجد الأعمال الصالحة فيبقى لك حينما تقدم هذه الأعمال للسيد ويحيط بك الكثيرون يوم الدينونة داعين إياك مُحسنًا ومُنعمًا ومُحبًا للبشر، ويقبلك السيد ويثني عليك الملائكة ويغبطك البشر مهما كثروا. اجعل ثروتك لقضاء حاجات كثيرة مبيّنا الأفضل منهـا للإنـفـاق على المحتـاجيـن فيقـال عنـك: “بـدّدَ أَعطـى المساكين فبرّهُ يدوم الى الأبد” (مزمور ١١١: ٩ و٢كورنثوس ٩: ٩). لا ترفع الأسعار منتظرا الغلاء، بل في أيام الضيق افتح أبواب أهرائك لأن “الذي يحتكر الحنطة يلعنه الشعب” (أمثال ١١: ٢٦). لا تنتظر الجوع لأجل الذهب ولا الغنى لأجل الكسب. لا تجمع المال من ويلات الشعب، ولا تجلب غضب الرب عليك لأجل أطماعك. وزّع على المحتاجين اليوم ما قد يفسُد غدا. ضع نُصب عينيك الغنيّ المدان الذي خزن الحاضر واضطرب لأجل المنتظر وهو لا يعلم أيعيش الى الغد أَم لا. قد أخطأ اليوم وفي الغد ظهرت قساوته قبل أن يتقدم منه اي سائل، وهكذا استحقّ الدينونة لطمعه قبل أن يجمع الثمر. أَهدم أهرائي وأَبني أكبر منها. حسنا تفعل لأن أهراء الباطل قائمة لكي تُهدم لأنك تهدم بيديك ما بنيته رديئا. اكسر عنابر القمح التي لم ينصرف احد عنها مسرورا. اهدم البناء المحفوظ بالطمع. افتح للشمس الحنطة المكسوة بالعفن. أَفسح مجالا للثروة المفيدة: افتح للجميع بيتًا مظلما كنتَ قد خصصته لإله المال فيستنير بفرحهم. أَهدم أهرائي وأَبني اكبر منها. واذا ملأتَ الأكبر فما الذي تعمله بعد؟ هل تهدمها مرة ثانية لتبني اكبر منها ايضا؟ إن شئت أن يكون لك أهراء كثيرة -وهي بيوت الفقراء- “فاكنز لك كنوزًا في السماء حيث لا يفسد سوسٌ ولا آكلةٌ ولا ينقب سارقون ويسرقون” (متى ٦: ٢٠). ربما اعترضت قائلا: إنني سأُعطي الفقراء بعد أن أَملأ الأهراء الثانية. انك أَعددت لنفسك سنوات كثيرة، وبوعدك هذا تظهر الخداع لا الصلاح. تعد بما لا تنوي وفاءه. فما الذي يمنعك عن العطاء الآن؟ إن الجائع هزيل والعريان يرتجف والمدين سجين وانت تؤجل عمل الرحمة الى الغد ناسيا كلام الحكيم المملوء من روح الله: “لا تقُل لصاحبك اذهب وعد فأُعطيك في الغد اذا كان الشيء عندك” (أمثال ٣: ٢٨). كم من الشكر يجب ان تقدّم للمنعم العظيم الذي لم يحوجك لكي تقف عند أبواب غيرك بل الآخرون يأتون اليك. ولكنك انت تحاول ألا ترى المحتاجين حتى يفلت الاحسان من يدك. فأنت فقير في الحقيقة بمحبة البشر، بالإيمان بالله، بالرجاء الأبدي. وما دمت تجهل الخيرات الروحية، فما الذي تقدّمه لنفسك من الغذاء الجسدي؟ يا نفسي، إن لك خيرات كثيرة، كلي واشربي وتنعّمي يوميا. لو كانت نفسك ملأى بالأعمال الصالحة، لكانت لك الخيرات الكثيرة. لكن إن جعلت بطنك ربًا لك، فاسمع ما يدعوك به السيد: يا جاهل، هذه الليلة تُطلب نفسك منك، فهذا الذي أَعددتَهُ لمن يكون؟ إن الخسارة بسبب هذا الجهل أشد وطأة من العذاب الأبدي. قد تعترض وتقول: لمن أُسيءُ اذا تصرّفتُ كما أريد بما يخصني؟ ما الذي يخصك؟ ألم تخرُج عريانا من جوف أُمك؟ ألم تعد الى الأرض عريانا؟ فأنّى لك ما لديك؟ فإن قلتَ انه جاءك بطريق الصدفة، فأنك تُنكر جميل الوهّاب. وان اعترفت بأنه من الله، فأرنا الأسباب التي بها حصلت عليه. ترى هل الله غير عادل بتوزيعه علينا لوازم المعيشة؟ لماذا انت غنيّ والآخر فقير؟ أليس لتحصل على الجائزة من أجل حُسن تدبيرك، وليحصل هو كذلك عليها لحُسن اصطباره؟ أَم انت احتكرت كل شيء لتُشبع طمعك وانت تظن انك لم تُهن الآخرين ولم تغتصب حقوق الكثيرين؟ ان الخبز الذي تحتكره هو للجائع، والثياب المحفوظة في خزانتك هي للعريان، والأحذية العتيقة التي عندك هي للحافي، والفضة المخزونة عندك هي للمحتاجين. فاهتمّ ليكون ما يُخلّصك فداء عنك بنعمة من يدعوك الى ملكوته السماوي الذي له المجد والملك الى دهر الداهرين. الشوير صباح الأحد في الثالث من تشرين الثاني الجاري، رئس سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس القداس الإلهي في كنيسة القديس جاورجيوس في الشوير التي تحتفل بعيد عيد نقل رفات شفيعها القديس جاورجيوس الى كنيسة اللد. روسيـا اشترك أكثر من ٥٠ ألف شخص في مسيرة عبر شوارع مدينة سانت بطرسبرج يوم الثلاثاء في ٥ تشرين الثاني بمناسبة عيد أيقونة والدة الإله المعروفة بأيقونة قازان المحفوظة في إحدى كنائس المدينة. انتهت المسيرة في كاتدرائية القديس إسحق حيث أقيمت الصلاة. لم يتمكن الكل من الدخول بل تابعوا الصلاة على شاشات كبيرة خارج الكنيسة مع انها تسع ١٤٠٠٠ شخص وهي الثالثة في أُوربا في حجمها بعد كنيسة القديس بطرس في روما وكنيسة القديس بولس في لندن.
|
|