للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
العدد 04: الصلاة تنفّس |
Sunday, 26 January 2014 00:00 |
تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس الأحد 26 كانون الثاني 2014، العدد 4 الأحد الخامس عشر من لوقا / أحد زكّا
كلمة الراعي الصلاة تنفّس حالتنا مع الرب اننا دائمًا معذبون وان الرب دائمًا يشفي. ليس لنا ان نتساءل لماذا نحن هكذا، لماذا نحن في الآلام، لماذا وُجدنا في الآلام. الوحي الإلهي لا يجيب عن هذا السؤال، لا يقول لأي سبب نحن مطروحون في الأوجاع، في أوجاع الجسد، في أوجاع الروح، في أوجاع الضمير. يكتفي الكتاب الإلهي بأن يلاحظ ذلك وينطلق منه ليكشف لنا كيف نستطيع أن نخرج من هذه الآلام او كيف نقدر ان نحتملها ونحوّلها الى طاقة إبداع وتقرّب من الله فنجعلها سُلّمًا نرتقي بها الى السماء. عندنا في الكتاب الإلهي وعود بالشفاء وبالخلاص المؤكد من الخطيئة. وعندنا وعد بالفرح وكشف للحياة الأبدية التي تأتي عندما نتقبّل سرّ الله ونطيعه في كل ما نذوقه من مصائب الدنيا، في الروح كان أم في الجسد. عندما نكون في حال من هذه الأحوال، في عذاب كالذي كان فيه كل الذين طلبوا الشفاء من السيد، يكون لسان حالنا مثلهم : “يا رب ارحمني”. “يا ابن داود ارحمني”. "يا رب ارحم ابني فأنه يتألم جدًا..." نلاحظ أن كلها كلمات استرحام وهذا أشمل من الشفاء. عندما نطلب الشفاء، أكثرنا يطلب شفاء الجسد، وهذا جيّد. لكننا لم نصل الى أن نتألم من تسرّب الخطيئة الينا فنطلب أن تُرفع عنا ونبقى للمسيح. ما هو موقفنا من المُصاب بعد ان نقع في الشر، بعد ان تجتاح الظلماتُ نفوسنا؟ أية صلاة نصلّي؟ هل نحن واثقون بأن الله نفسه ينحدر الينا اذا صلّينا؟ هل نعرف بأن الله يريد أن نحدثه؟ ان ندخل معه في حوار؟ الله قادر بالطبع أن يستجيب في كل حين، وهو مستجيب بالفعل اذا سألنا واذا لم نسأل لأنه يعرف حاجاتنا. ومع ذلك فالرب يفضّل أن نكلّمه لكي نتدرب على صداقته. انه يطلب منّا هذه الدالّة، دالّة البنين على أبيهم. وهذا ما نطلبه في القداس الإلهي قبل أن نتلو الصلاة الربيّة إذ نقول: “وأَهّلنا أيها السيد ان نجسر بدالة لندعوك أبًا”. الله يريد ن يختلط بنا، أن يُعاشرنا لكي نعرف أننا ارتفعنا الى مصف الألوهة ولكي ندرك أن الله تنازل الى مصف البشر. واذا جاء الله الى نفوسنا كما هي، كما نعهدها، في ضعفها، في هَوانها، في قذارتها، اذا جاء الله الى هذه النفوس فهو شافيها. ان مشكلة الانسان الحديث المعاصر هي انه يكتفي بذاته لأنه اصطنع دمى، أُلعوبات يلهو بها، وظن انه يكتفي بهذا لا سيما اذا كسب بعض المال وكفى نفسه شر العيش، فإنه ينغلق على نفسه ولا يسأل عن شيء. هذا هو شر الانسان في هذا الجيل الذي نحن فيه، ولهذا يقول الرب: “ايها الجيل الفاسد الشرير، الى متى أكون معكم، حتى متى أَحتملُكم” (متى ١٧: ١٧). عندما يغلق الانسان النوافذ بالكلية على نفسه، مع الوقت يموت لأنه لا يتنفّس. نحن متى اكتفينا بأُلعوباتٍ اصطنعناها واكتفينا بها نُغلق نافذة السماء علينا ونختنق. الانسان لا يختنق فقط من رئتيه ولكن عقله يتجمّد وقلبه يذبُل وضميره يسكع فيموت روحيا. ما هي الصلاة إزاء هذا الوضع؟ الصلاة هي ان نفتح النوافذ متى أَحسسنا بالانغلاق، نفتح نوافذ القلب الى السماء فيأتي الله الى نفوسنا، وعند ذاك فقط نستطيع أن نعيش. الصلاة تنفّس. اذا ما كنا متأكدين من هذا الأمر، نستطيع ان نتغلب على جميع تجارب الدنيا لأن أرواحنا تكون مليئة من هواء النعمة. جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان) الرسالة: ١تيموثاوس 4: 9-15 يا إخوة، صادقة هي الكلمة وجديرة بكل قبول. فإنّا لهذا نتعب ونُعيّر لأنّا ألقينا رجاءنا على الله الحيّ الذي هو مخلّص الناس أجمعين ولا سيّما المؤمنين. فوصِّ بهذا وعلّم به. لا يستهن أحد بفُتُوّتك بل كنْ مثالًا للمؤمنين في الكلام والتصرّف والمحبة والإيمان والعفاف. واظب على القراءة الى حين قدومي وعلى الوعظ والتعليم. ولا تهمل الموهبة التي فيك التي أُوتيتَها بنبوّة بوضع أيدي الكهنة. تأمّل في ذلك وكنْ عليه عاكفًا ليكون تقدّمك ظاهرًا في كلّ شيء. الإنجيل: لوقا ١:١٩-١٠ في ذلك الزمان فيما يسوع مجتاز في أريحا اذا برجل اسمه زكّا كان رئيسًا على العشّارين وكان غنيا. وكان يلتمس أن يرى يسوع من هو، فلم يكن يستطيع منَ الجمع لأنه كان قصير القامة. فتقدّم مسرعًا وصعد الى جمّيزة لينظره لأنه كان مزمعا أن يجتاز بها. فلما انتهى يسوع الى الموضع رفع طَرْفه فرآه فقال له: يا زكّا أَسرع انزل فاليوم ينبغي لي أن أَمكُث في بيتك. فأَسرع ونزل وقَبِله فرحا. فلما رأى الجميع ذلك تذمّروا قائلين: إنه دخل ليحلّ عند رجل خاطئ. فوقف زكّا وقال ليسوع: ها أنذا يا ربّ أُعطي المساكين نصف أموالي، وإن كنتُ قد غبنتُ أحدًا في شيء أَرُدّ أربعة أضعاف. فقال له يسوع: اليوم قد حصل الخلاص لهذا البيت لأنه هو ايضا ابنُ ابراهيم، لأن ابن البشر إنّما أتى ليطلب ويُخلّص ما قد هلك. الثالوث الأقدس منذ البدء لم يصل الرسل إلى الإيمان بالثالوث الأقدس بتأثير من الديانات القديمة ولا من الفلسفة اليونانيّة. إنّما هو حصيلة اختبار عميق عاشوه في لقائهم الربّ يسوع في حياته وبعد قيامته. ففي عمله رأوا عمل الله، وفي حضوره عاينوا حضور الله، وفي كلامه سمعوا كلام الله. ومن بعد قيامته ظهر لهم وأرسل إليهم روحه القدّوس ليُقيم معهم ويمكث فيهم ويقودهم إلى ملء الإيمان. واستنادًا إلى هذا الإيمان الرسوليّ راحت الكنيسة، عبر تاريخها وتراثها الحيّ، تبني عقيدة الثالوث الأقدس. لا ريب في أنّ الجماعة المسيحيّة الأولى لم تلجأ إلى التعابير الفلسفيّة التي ستستخدمها الكنيسة في ما بعد، ولا سيّما في التحديدات العقائديّة التي صاغتها بتأنٍ المجامع المسكونيّة وخلاصات الآباء القدّيسين. وهذه التحديدات ليست جديدة بالنسبة إلى الإيمان كما يعبّر عنه العهد الجديد، وما استعمال المجامع المسكونيّة للألفاظ الفلسفيّة كالطبيعة والجوهر والأقنوم سوى تعبير عن إيمان العهد الجديد ذاته بلغة يفهمها العصر الذي وردت فيه. علمًا أنّ التحديدات العقائديّة، مهما كانت دقيقة، لا تستطيع الإحاطة التامّة بسرّ الإيمان، ولا التعبير تعبيرًا وافيًا عن عقيدة الإيمان. منذ بدء المسيحيّة، آمن تلاميذ الربّ يسوع أنّ الله نفسه بكلّ قدرته قد ظهر لهم في شخص يسوع المسيح، ثمّ تثبّت هذا الإيمان بقيامة يسوع من بين الأموات. فالرسل، خلال مرافقتهم يسوع، عاينوا أنّه صنع في حياته أمورًا خاصّة بالله، وفي هذا يسعنا القول إنّ هذه الأمور تمثّل نقطة الانطلاق للإيمان المسيحيّ بالثالوث الأقدس. فغفر الخطايا، و”ما من أحد يقدر أن يغفر الخطايا إلاّ الله وحده” (مرقس ٢: ٧). ونقض شريعة السبت التي وضعها الله نفسه (مرقس ٢: ٢٩). وكان في تعليمه يتكلّم بسلطان إلهيّ: “سمعتم أنّه قيل للأوّلين... أمّا أنا فأقول لكم”، في إشارة إلى الشريعة الموسويّة والشريعة الجديدة التي أعلنها في موعظته على الجبل (متّى، الإصحاحات ٥ و٦ و٧). لقد اقتنعت الكنيسة الرسوليّة أنّ يسوع، بقيامته، ليس مجرّد إنسان أو نبيّ، بل هو الإله الكائن منذ الأزل. فآمنت أنّه هو “المسيح”، معبّرة بذلك عن إيمانها بأنّ الله قد أقام فيه الملكوت الذي وعد به منذ العهد القديم. كما آمنت بأنّه “ابن البشر”، منتظرةً أن يأتي من جديد للدينونة وقيامة الأموات وبدء زمن الخلاص. وآمنت، أيضًا، بأنّه “ابن الله”، وبأنّه “الربّ”، وهذان الاسمان هما، في الأصل، من أسماء المسيح الملك في العهد القديم. يسعنا القول، إذًا، إنّ الكنيسة، منذ نشأتها، وعت أنّ يسوع القائم من بين الأموات هو الإله الفادي الذي “تجثو لاسمه كل ّركبة ممّا في السماء وعلى الأرض وتحت الأرض، ويعترف كلّ لسان أنّ يسوع المسيح هو ربٌّ لمجد الله الآب” (فيلبّي ٢: ١٠-١١). يُرينا العهد الجديد أنّ الله قد ظهر لنا ظهورًا كاملاً في شخص يسوع، في حياته وأعماله وأقواله. وهذا ما يعنيه اسم “الابن الوحيد” الذي يطلقه العهد الجديد على يسوع. فيسوع هو الابن الذي به عَرفْنا الآب. لذلك، لا يمكن أيَّ إنسان من بعدُ أن يتكلّم على الله إلاّ من خلال يسوع الذي أظهر لنا الله. لا يمكن أيَّ إنسان أن يتكلّم على الآب إلاّ من خلال الابن. تلك هي نقطة الانطلاق لعقيدة الثالوث الأقدس في العهد الجديد وفي المسيحيّة. فالإيمان بالثالوث الأقدس ليس نظريّة فلسفيّة اخترعها العقل البشريّ ولا تصوّرًا عقلانيًّا عن الله، بل هو تعبير عن ظهور الله ظهورًا ذاتيًّا في شخص يسوع المسيح. لا نجد في الكتاب المقدّس تحليلاً نظريًّا ولا تحديدًا عقائديًّا لكيان الروح القدس. إنّ ما نجده هو حصيلة خبرة شعب الله، في العهدين القديم والجديد، لحضور الله وعمله في الكون وفي الإنسان، ولملء حضوره وعمله في شخص يسوع المسيح، ومن ثمّ في الرسل والكنيسة. فالروح القدس هو روح الله الذي يملأنا من حياته من دون أن نستطيع إدراك سرّه. هو “الربّ المحيي”، هو “حضور الله فينا”، الذي يقودنا إلى الحقّ. الروح القدس هو روح الله نفسه، والعمل الذي يُنسب إليه في الكتاب المقدّس لا يمكن أن يُنسب إلاّ إلى الله نفسه. لذلك أكّد الآباء والمجامع المسكونيّة على مدى القرون أُلوهة الروح القدس، وأَعلنوا أنّ الروح القدس هو أحد أقانيم الثالوث الأقدس. تبدأ البشارة الإنجيليّة بظهور للثالوث الأقدس: “فلمّا اعتمد يسوع، خرج على الفور من الماء، وإذا السموات قد انفتحت له، ورأى روحَ الله ينزل بشكل حمامة ويحلّ عليه. وإذا صوت من السماء يقول: هذا ابني الحبيب، الذي به سُررتُ” (متّى ٣: ١٦-١٧). ويختم الإنجيليّ نفسُه بشارته بإرسال الربّ تلاميذَه ليُعمّدوا العالم باسم الثالوث: “اذهبوا وتلمِذوا جميع الأمم، وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس، وعلّموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتُكم به” (متّى ٢٨: ١٩-٢٠). لا تهدف العقيدة المسيحيّة في شأن الثالوث الأقدس إلى إشباع رغبة الإنسان الذهنيّة في معرفة أسرار الغيب وأسرار العالم السماويّ، بل هي دعوة للدخول في شركة مع الله عبر المعموديّة، وممارسة الأسرار حيث يتجلّى عمل الآب والابن والروح القدس في العالم في سبيل تقديسه وخلاصه.
من تعليمنا الارثوذكسي: غاية الحياة المسيحية التلميذ: قال الكاهن في العظة ان غاية الحياة المسيحية هي الاتّحاد بالله وبالناس على صورة اتحاد أقانيم الثالوث. لم أفهم هذا الكلام الصعب. كيف نصل الى هذا الاتحاد؟ المرشد: يمكننا ان نصل الى هذا الاتحاد باشتراكنا في حياة الرب يسوع المسيح. علينا أن نلتصق به، أن نتطعّم به مثل الأغصان التي للكرمة (يوحنا ١٥: ٤- ٩). يتم هذا الاتحاد بقوة الروح القدس، ويمكن القول ايضا ان غاية الحياة المسيحية هي الحصول على الروح القدس واقتبال عطاياه. أنت تعرف ان الموهبة الكبرى هي المحبة التي هي مصدر القداسة وبها يتّحد كل البشر. من يحصل على الروح القدس يعيش حسب قلب الله، حسب إرادته ولا يتبع اعتبارات فردية وميولاً شخصية. هكذا يكون فعلا هيكلَ الروح القدس، فيمكنه القول مع الرسول بولس: “لستُ انا أَحيا بل المسيحُ يحيا فيّ” (غلاطية ١١: ٢٠). هكذا يكون كل واحد منا ابنًا لله الآب ويكون قديسًا. لذلك نقول ان غاية الحياة المسيحية هي القداسة. التلميذ: أفهم تقريبًا ما تشرحه لي. انه كالكلام الذي قلتَه سابقًا اننا عندما نتناول الخبز والخمر اللذين صارا بالروح القدس جسد الرب يسوع ودمه نتّحد مع الله مع كل الإخوة الذين تناولوا مثلنا. أليس كذلك؟ هل من أمثلة اخرى على الاتحاد بالله في الحياة اليومية؟ المرشد: سؤالك سؤالان. على السؤال الأول أُجيب: معك حق. المناولة افضل مثال على عمل الروح القدس في الكنيسة. الروح القدس يعمل في الكنيسة بواسطة الأسرار ويعمل في قلوب الناس لأن الروح يهُبّ حيث يشاء (يوحنا ٣: ٨). على السؤال الثاني اجيب: ان أفضل أمثلة هي التي تظهر فيها المحبة في قلوب الناس، في كلامهم، في تصرفاتهم، في علاقاتهم مع الآخرين. الجديد في المسيحية هي المحبة. المطلوب أن نُحب كما أَحَبّ اللهُ العالم حتى أَرسل ابنه الوحيد... التلميذ: لكن كانت هناك محبة قبل المسيح... المرشد: طبعًا العهد القديم يُعلّمنا المحبة: “تحب الرب إلهك من كل قلبك” (تث ٦: ٥)، و”تحب قريبك كنفسك” (لا ١٩: ١٨)، ويضع أمامنا أساس الحياة الحقيقية. الوصايا العشر تتكلم عن ما هو ضد المحبة وتظهر ثمار الشر، لكن العهد الجديد يبيّن ملء الحياة في المحبة الإلهية في كمالها. ظهرت المحبة في شخص يسوع المسيح (الله الذي صار إنسانًا)، في حياته وفي تعليمه. ثم ظهرت بعد العنصرة بقوة الروح القدس في قلوب المسيحيين. الأخبار دير القديس جاورجيوس - دير الحرف صباح السبت في ١١ كانون الثاني ٢٠١٤ رئس سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس القداس الإلهي في دير القديس جاورجيوس في دير الحرف. جرت خلال القداس رسامة الراهب الشماس جورج (جضم) كاهنًا باسم الأب غريغوريوس وذلك بحضور رئيس الدير والإخوة الرهبان والأهل والأصدقاء. في العظة توجّه سيادته الى الكاهن الجديد قائلا: "أيها الاخ الكريم، بدعوة الله إياك الى هذه الرتبة في الخدمة المقدسة، أراد أن ترتقي نفسُك اليه -وما من ارتقاء آخر- اي أن تنعزل عن الخطيئة كليا، وتعرف أن ربك داعيك الى وجهه، بحيث لا ترى وجوها أخرى، ولا قيمةً الا في الانجيل. أنت خادم الانجيل، أي أن تُعلن للناس محبةَ الله لهم بيسوع المسيح. ليس من إعلان آخر، ليس من كلام آخر الا هذا الذي جاء حسب قول الكتاب العزيز: “في البدء كان الكلمة”. في البدء وفي الأخير كان الكلمة. أنا هو الأول والآخِر. هذا ما يقوله ربنا. أنا هو البداءة والنهاية. يتبدّل الإنسان في هذا العالم. يسير في هذه الدنيا الى أن يعرف ان الله هو الوجود، وأن ربه هو كل شيء. ستقضي عمرك تتعلم فيه أن الرب هو كل شيء، وأن ليس سواه. عندما يدعو يسوع أحد المؤمنين به الى الرهبانية ماذا يقول له؟ يقول له انه كل شيء. فلا تضيّع وقتك في هذا العالم. لا تتلهّ بأي شيء. تطلب وجهي. وخارج وجهي ليس من شيء. هذا هو المعروف عند كبارنا بالعشق الإلهي. ليس في اللغة الكنسيّة كلمة راهب، بل كلمة متوحد، باليونانية “موناخوس”. الراهب هو من يخاف. اذًا المتوحد هو من رغِب أن يوحّد نفسه بروح الرب. لا أحد في العالم يقدر ان يوحّد نفسه بروح الرب الى النهاية، اذ قبل الموت لسنا موحَدين مع الرب بصورة أكيدة عميقة نهائية. لكننا نسعى. ما معنى أن نتوحّد مع الرب؟ معنى ذلك أن لا نرى وجهًا غير وجهه. أن نعرفه الاوحدَ -ليس الوحيد فقط- أي ليس مثله آخَر. الله هو الاوحد. وهكذا ظهر في ابنه في المسيح يسوع. انت طلبت الوحدة به بالرهبانية. هكذا نحن نعتقد في تراثنا ان الرهبانية هي طريقة من الطرق. هي طريقة جميلة لكي نتوحّد بالرب. ما معنى أن نتوحد بالرب؟ أنت واحد مع الرب. أنت لا تصير والرب اثنين. أنت واحد مع الرب، أي لا ترى وجهًا غير وجهه. وإن أَحببت البشر، تحبّهم به، وبقوّته، ومن أجلِه، لكي تذهب بهم اليه. رجائي الى الله أن يُمكّنك من أن تتحقق في فكرك وقلبك ومشاعرك أن بسوع أَمسى كل شيء لك، وانك لا ترى شيئًا آخر. اذهب بهذه القناعة أن المسيح يسوع صار كل شيء لك، وأنك تُطوّع حياتك لتحسّ نفسُك انه هو كل شيء. اذا لم تزلْ تحسّ أنه غير موجود، أو أن شيئًا آخَر في هذه الدنيا موجود، تكون ما زلت في بداية الطريق. وأما إذا شعرت بأن الرب يسوع بات كل الوجود تكون قد دخلت الخلاص. اذهبْ على هذه القناعة، واحمل صليبك وامشِ وراءه لتكون لك القيامة." |
Last Updated on Monday, 20 January 2014 11:05 |
|