Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2014 العدد 05: عيد اللقاء
العدد 05: عيد اللقاء Print Email
Sunday, 02 February 2014 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 2 شباط 2014 العدد 5 

عيد دخول السيد الى الهيكل

logo raiat web



كلمة الراعي

عيد اللقاء

عيد اليوم يمكن اعتباره عيد المسيح في انسانيته، في ناسوته المقدّس. فإذا كان عيد الظهور الإلهي بشقيه الميلاد والمعمودية كشفًا لطبيعة ربنا الإلهية، إعلانًا لأزليته، فإن عيد اليوم يخبرنا ان السيّد كان طفلا حقّا وكان معدًّا في جسده للآلام. هذا العيد بحقيقته هو عيد اللقاء كما نسمّيه في اللغة اليونانية. لقاء يسوع مع سمعان الشيخ ولقاء يسوع مع هيكل أورشليم.

يدخل المسيح إلى الهيكل طفلا، ولكن في الحقيقة يصير هو هيكل الله. تذكرون انه سوف يقول: "انقُضوا هذا الهيكل وأنا أَبنيه في ثلاثة أيام" (يوحنا ٢: ١٩). كان يتكلّم عن هيكل جسده. لم يعد هناك هيكل من حجر، هيكل الله هو جسد المسيح. هناك يسكن الله. لذلك لما دخل يسوع الى هيكل سليمان، أُبطل هذا الهيكل وزالت شريعة اليهود.

في الهيكل استقبل يسوعَ رجلٌ اسمه سمعان. لم يكن كاهنًا ولا يقول عنه الكتاب المقدس انه كاهن. كان رجلا مصليا، عابدًا. كان من اولئك الرجال الذين يتردّدون على الهيكل ويقضون نهارهم فيه. هكذا كانت ايضًا حنّة النبيّة. لما تقبّل سمعان يسوع الطفل على ذراعيه، قال: "الآن أَطلق عبدك ايها السيد حسب قولك بسلام، فإنّ عينيّ قد أَبصرتا خلاصك". هذا الشيخ كان يُردّد كلامًا لإشعياء النبي: "نورًا للأمم وخلاصًـا إلى أقاصي الأرض" (٤٩: ٦). يطلب سمعان الموت بعد ان رأى الطفل الإلهي ظاهرًا بجسده. الخلاص الذي كان اليهود ينتظرونه يتحقق بهذا الطفل عندما يموت ويقوم من بين الأموات. ليس خلاصًـا عالميًا أرضيا للشعب اليهودي من عبودية الأجانب، انما الخلاص الذي أَعدّه الله أمام كل الشعوب، اليهود والأمم، نورًا يظهر للأمم الوثنية ومجدًا للشعب اليهودي الذي كان ينتظر المخلّص.

سمعان الشيخ فهم ان هذا الطفل جاء للمجد الحقيقي للشعب المؤمن آنذاك الذي كان شعب اليهود، وجاء ليضيء الأمم جميعها بالخلاص كما سيظهر بالفداء وبالقيامة وبمجيء الروح القدس على التلاميذ وبانتشار الرسل في العالم ليبشّروا بالإنجيل وليؤسسوا كنيسة المسيح على الأرض.

أمّا لماذا أُدخل يسوع الطفل الى الهيكل، فالجواب أن هذا تطبيق للشريعة اليهودية التي تقضي بأن يُعوّض عن الابن البكر بضحية الى هيكل اورشليم فداء له. كل ولد بكر كان يجب ان يُفدى بزوج يمام أو فرخَي حمام أو بخروف إذا كان ابن عائلة غنية. يذكر الإنجيلي لوقا هذا: "على حسب ما هو مكتوب في ناموس الرب من أنّ كل ذكر فاتح رحم يُدعى قدوسًا للرب" اي مكرّسًـا للرب. ورد هذا في سفر الخروج (١٣: ١): "وقال الرب لموسى: كرّس لي كل بِكر فاتح رحم من الناس والبهائم في بني إسرائيل".

لماذا يجب ان يُفدى الصبيّ البكر؟ لأن الأولاد الأبكار في الشعوب القديمة كانوا يُذبَحون ضحايا للآلهة الوثنية. ولكن لما جاءت ديانة الإله الواحد عند العبرانيين، لم يكمّلوا تقليد ذبح الأبكار، واستُعيض عن التضحية بهم بتضحية حيوان. وفي هذا الخط دخل الطفل يسوع الى الهيكل لأنه كان خاضعًا للشريعة.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

الرسالة: عبرانيين ٧: ٧-١٧

يا إخوة إنّه مما لا خلاف فيه إنّ الأصغر يأخذ البركة من الأكبر. وههنا انما يأخذ العشور أناس يموتون. فأمّا هناك فالمشهود له بأنه حيّ فيسوغ أن يقال إنّ لاويَ نفسَه الذي يأخذ العشور بإبراهيم لأنه كان في صُلبِ أبيه حين التقاه ملكيصادق. ولو كان بالكهنوت اللاوي كمال (فإن الشعب عليه قد أخذ الناموس) إذَن أية حاجة كانت بعد أن يقوم كاهن آخر على رتبة ملكيصادق. ولم يقل على رتبة هرون لأنه متى تحوّل الكهنوت فلا بدّ من تحوّل الناموس أيضًا. والحال ان الذي يقال هذا فيه إنما كان مشتركاً في وسيط آخر لم  يلازم أحد منه المذبح لأنه من الواضح أنّ ربنا طلع من يهوذا من السبط الذي لم يتكلّم عنه موسى بشيء من جهة الكهنوت. ومما يزيد الأمر وضوحًا انه يقوم على مثال ملكيصادق كاهن آخر غير منصوب حسب ناموس وصية جسدية بل حسب قوة حيتة لا تزول لأنه يشهد ان أنت كاهن الى الأبد على رتبة ملكيصادق.

الإنجيل: لوقا ٢: ٢٢-٤٠

في ذلك الزمان صعد بالطفل يسوع أبواه الى أورشليم ليقدّماه للرب (على حسب ما هو مكتوب في ناموس الرب من انّ كل ذكر فاتح رحم يُدعى قدوسًا للرب). وليقرّبا ذبيحة على حسب ما قيل في ناموس الرب زوج يمام او فرخي حمام. وكان انسان في اورشليم اسمه سمعان وكان هذا الانسان بارًّا تقيًّا ينتظر تعزية اسرائيل، والروح القدس كان عليه. وكان قد أُوحي اليه من الروح القدس انه لا يرى الموت قبل ان يعاين مسيح الرب. فأقبل بالروح الى الهيكل وعندما دخل بالطفل يسوع أبواه ليصنعا له حسب عادة الناموس اقتبله هو على ذراعيه وبارك الله وقال: الآن تُطلق عبدك أيها السيد على حسب قولك بسلام، فإن عينيّ قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته أمام وجوه جميع الشعوب نور إعلان للأمم ومجدًا لشعبك اسرائيل. وكان يوسف وأمّه يتعجبان مما يقال فيه. وباركهما سمعان وقال لمريم أمّه: ها ان هذا قد جُعل لسقوط وقيام كثيرين في اسرائيل وهدفًا للمخالفة. (وأنتِ سيجوز سيف في نفسك) لكي تُكشَفَ أفكارٌ عن قلوب كثيرة. وكانت أيضًا حنّة النبيّة ابنة فنوئيل من سبط أشير. هذه كانت قد تقدّمت في الأيام كثيرًا وكانت قد عاشت مع رجلها سبع سنين بعد بكوريتها ولها أرملة نحو أربع وثمانين سنة لا تفارق الهيكل متعبدةً بالأصوام والطلبات ليلا ونهارا. فهذه قد حضرت في تلك الساعة تشكر الرب وتحدّث عنه كل من كان ينتظر فداء في أورشليم. ولمّا أتمّوا كل شيء على حسب ناموس الرب رجعوا الى الجليل الى مدينتهم الناصرة. وكان الصبي ينمو ويتقوّى ممتلئًا حكمةً وكانت نعمة الله عليه.

مستشفى

أن يؤلّب المرء بين الناس، لهو أن يرمي من قلبه مَن جاء، ليجمع "أبناء الله المتفرّقين إلى واحد" (يوحنّا ١١: ٥٢). كلّ المسيحيّة، فكرًا وحياةً، أن يجمعنا الربّ إليه، وأن نخدم هذا الجمع في حياتنا كلّها.

إذا نظرنا إلى مجتمعنا نظرةً فاحصة، لا يفوتنا أنّ أعلى ما يشغل أهلَهُ أن يتكلّموا بالسوء بعضُهم على بعض. كلّ الناس يكاد هذا يكون شغلهم الشاغل. وهذه، من دون أيّ إدانة، هرطقة حقيقيّة. لا لأنّ الهراطقة، على مرّ العصور، سعوا إلى أن يستدرجوا الناس باعتمادهم تشويه معتقدهم، بل لكون هدف أيّ هرطقة تمزيق كنيسة الله الواحدة. وهذا يعني أنّ مَن يأخذه كلام السوء على سواه يجب أن يعرف أنّه يخالف المسيحيّة التي هي عيش البرّ، أي يخالف وحدة الكنيسة التي فداها الربّ بدمه. لا يعني شيئًا، إن كانت حياتنا خاطئة، أن نعرف فكر كنيستنا. فالمؤمن الحقّ هو مَن يسلك بالحقّ. لا يتصرّف المؤمن كما لو أنّ الله لا يرى. كلّ الخطايا أن ننسى أنّ الله يرى، و"يعرف كلّ شيء".

حتّى لا يمرّ عمرنا من دون أن نجدّد حياتنا، يجب أن نذكُر، دائمًا، أنّ الله يرى، ويملك كلّ دواء منقذ. وخير دواء، سلّمنا الله إيّاه لنشفى من كلّ معصية نرتضي أن تقتلنا، أن نقبله متى نادانا بإخوتنا، ولا سيّما الذين هم "حارّون بالروح". فالإخوة، إن طلبنا عونهم أو وَجَدَنا أحدُهم نحتاج إليه فقدّمه من دون طلب، قادرون على أن ينتشلونا من أيِّ جبٍّ مهلك. الإخوة الإخوة، هم مرآة قلوبنا التي يريدها الله صافيةً كالبلّور. كلّنا يمكننا أن نعلم أنّ ثمّة أناسًا، يحيون بيننا، ينتظرون أن يكلّمهم الله من فوق الغيوم. وسيبقى الله، الذي شاء أن يخلّص الإنسان بالإنسان، يذكّرنا بأن نقبل كلامه بعضنا من طريق بعض.

لمّا حكم تراثنا أن نعترف بذنوبنا أمام الإخوة المعتبرين، أراد أن يعلّمنا، إلى كون الاعتراف عملاً يقوده روح الله، أن تكون قلوبنا طريّةً أمام أيّ نصح يأتينا من أيٍّ كان. فحياتنا الكنسيّة كلّها، أجل كلّها، موضعُ جدّتنا. وأنت، إن انخرطت في جماعة الله، يجب أن يحمل انخراطك معنى أنّك تطلب الشفاء من أمراض حملتها معك، أو ظهرت فيك. لم يبالغ الأكابر الذين وصفوا الحياة الكنسيّة بمستشفى. ولا يجوز أن نرى في هذا الوصف مبالغة. إن لم تكن الحياة الكنسيّة مركز استشفاء، فيكون الربّ جاء، ليدعو الأصحّاء. وهذا يخالف أنّه قال: "ما جئت لأدعو الأبرار، بل الخاطئين" (مرقس ٢: ١٧). هذا، في شكله ومضمونه، يوحي أنّ الجماعة تضمّ أشخاصًـا زرعهم ربّهم على دروبنا، ليساعدونا على التخلّص من كلّ عيب نعلم أنّه يتعبنا أو لا نعلم. هذه قيمة أيّ جماعة يعنيها مجد الله. وهذا يجب أن يعني لنا أنّ حياتنا الكنسيّة تفترض أن نفتح آذاننا جيّدًا لما يقوله الإخوة جميعًا، وأوّلهم الكبار منهم. وأن نفتحهما ولو شعرنا بأنّ ما يقولونه لا ينطبق علينا دائمًا. فلقد بيّن تراث برارينا أنّ المؤمن هو مَنْ يفضّل أن ينصحه إخوته، ويوبّخوه، على أن يغبّطوه، ويمدحوه. ليست الجماعة الكنسيّة أناسًا يشغلهم الغنج والمسايرة. الجماعة جدّيّة في موافقتها الله الحيّ، وتاليًا في محاربتها شهوات مَنْ "كان منذ البدء قتّالاً للناس" (يوحنّا ٨: ٤٤).

لا أريد أن أستغرق في الكلام على الاعتراف. لكن، ما دمت ذكرته، أودّ أن أسجلّ رجاء. أرجو أن نرتقي جميعنا إلى أنّ التوبة والاعتراف سرّ لا يُختزل بحديث مع الكهنة (كما لا يتمّ من دونهم دائمًا)، بل يخصّ حياتنا الكنسيّة كلّها. كيف حصرنا ممارسة هذا السرّ بالكهنة وحدهم؟ إذا تركت قرار البطريرك نكتاريوس في القرن الخامس، فيكون فصلي في سؤالي صعبًا عليَّ. أمّا الكنيسة، فليست عضوًا واحدًا، أي ليست كلّها شخصًـا كُلّف، وحده، أن يسهم في حثّ الأعضاء الباقين على دوام حياة الطهر. كلّ أمّة الله، هذا تكليفها. لا تستطيع أمّة منسوبة إلى الله أن تنام على خطأ يهدّد عضوًا من أعضائها، أو تحيا تكتفي بمشاهدته. وهذا يعني أنّنا لا نقدر على أن نتعامل مع أيّ خطأ ظاهر كما لو أنّنا لا نراه. إن فعلنا، نكون، عمومًا، من حيث ندري، شركاء فيه. ولا ينفعنا أن نبرّر شركتنا باعتبار أنّ المسؤول عن صحّة الحياة، في الجماعة، شخصٌ آخر. المسيحيّ، واعيًا، دوره أن يبعد الخطأ، ليس عنه فقط، بل أن يحاول أن يبعده عمَّن يشاركونه في التزامه أيضًـا، والناس جميعًا إن أمكن. لا تحتمل المسيحيّة أن نعلّي أمرًا، أيًّا كان، على سيادة الحقّ. لست بهذا أجزم أنّ مَن تعنيه استقامة أخوته سيقبل إخوته منه ما يقوله لهم دائمًا. فالواقع يبيّن أنّ النصح يستقبله الكثيرون كما لو أنّه اتّهام لئيم. لكنّ الله، على أخطاء الواقع، ينتظر منّا، كهنةً وعوامّ، أن نعمل، في غير وقت، على أن تبقى الكنيسة، بكلّ أعضائها، مستشفى حقيقيًّا.

هذا كلّه يعني أنّ الحقّ يأبى أن نهمل خطايا مَن يجب أن نحبّهم أنقياء. فهذا لا يسيء إلى بشر فقط، بل إلى تكليفنا خدمة وحدة الكنيسة أيضًا. كلّ هدف حياتنا أن نخدم وحدة كنيستنا. وأيّ خطيئة نقبل أن تبقى، تفرّق. تفرّق، وتقتل. هذا لا يعني أنّ الجماعة سهلة الانصياع إلى الشرّ. لكنّ تزوير الحقيقة، في مجتمع تافه، قد يغري. وتزويرها، في جماعة تضمّ ضعفاء وجددًا، قد يدفع بعض الذين لم يتنصّروا حقًّا، إلى التحزّب، أو إلى شرّ إنكار مشيئة الله الحيّ الذي جعلنا أمّةً واحدة، ويريدنا واحدًا أبدًا.

إن حافظنا على وحدة الكنيسة، نكون رعيّةً تفهم أنّ الربّ راعيها قد شفاها بجرحه (أشعيا ٥٣: ٥)، لتنحر كلّ شرّ يريد أن يمزّقها، وتستشرف، في حيّز هذا الوجود، وحدة ملكوته الأخير.

مكتبة رعيتي

صدرت عن دير القديس جاورجيوس في دير الحرف الطبعة الثالثة من "سيرة القديس نكتاريوس العجائبي أسقف المدن الخمس" (١٨٤٦-١٩٢٠). وضع السيرة سوتوس خوندروبولس ونقلها دير القديس جاورجيوس من اليونانية الى العربية.  يُطلب الكتاب من الدير. يقع الكتاب في ٣٩٢ صفحة شيقة قراءتها لأن سيرة القديس مؤثرة للغاية إذ جابه بالصبر والاتضاع والتسامح كل المشقات والاضطهاد والظلم وعمل طيلة حياته بتفان في الخدمة والعطاء والصلاة الحارة الدائمة. بدأت عجائبه ساعة رقاده ولا تزال تحصل اليوم. اما الدير الذي أسسه في جزيرة ايينا في اليونان فقد أصبح محجة يقصدها المؤمنون من كل مكان للتبرك والاستشفاع.

فرن الشباك

صباح الجمعة في ١٧ كانون الثاني ٢٠١٤ رئس سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس القداس الإلهي في كنيسة القديس أنطونيوس في فرن الشباك احتفالا بشفيع الرعية، وذلك بحضور ... وألقى العظة التالية:

ماذا نقصد بكلمة "قديس" عندما نستعملها في الكنيسة؟ لا نقصد أن من يُسمّى كذلك هو منزّه عن الخطيئة، بما في ذلك مار أنطونيوس. نقصد أن القديسين أرادوا ان يتنزّهوا عن الخطيئة. من منّا مصمم تماما أن يتحرر من خطاياه؟ من يكذب ويفرح بكذبه ويستفيد من كذبه ماديا ومجدا، هل هذا يريد أن يتحرر من خطاياه؟ من يفرح بملذّاته الجسدية، هل يريد ان يتحرر من خطاياه؟

القديس ليس من تحرر. القديس هو من قرر أن يتحرّر، من تعِب من خطاياه، من اشتاق ان يكون مع المسيح في كل شيء، من كرِه خطاياه. من منا يكره خطاياه بالعمق الكبير؟ من ينزعج من خطاياه؟ نحن نسعى الى الطهارة. لكن قليلون هم الذين يريدونها في الحقيقة بالصدق. هؤلاء جاهدوا لكي لا يتدنسوا لعلمهم أن الخطيئة تُبعدهم عن محبة يسوع. أهميتهم انهم كانوا عشاقا للمسيح، وكانوا يعرفون أن الخطيئة تفصلهم عنه. القضية قضية عشق. هل انت تريد ان تكون ملتصقا بالمسيح في الحقيقة، أَم انك تريد يسوع وغيره؟

أهمية أنطونيوس انه عرف ان كل ما يقتنيه ليس بشيء، وان الدنيا وما فيها وملذاتها ليست بشيء. اعتبر انه إذا انصرف الى يسوع بالصلاة الدائمة وفي التحرر من شهواته يمكن أن يقبله المسيحُ. لذلك جاهد وفتح هذه الطريق لآلاف مؤلفة من الناس الذين قالوا في أنفسهم في أعماقهم نحن نريد يسوع ولا نريد غيره، ولا نريد ان نضيف اليه شيئا آخر اذ لا يُضاف اليه شيء. القداسة هي التوحّد مع المسيح. القداسة هي الارادةُ، إرادةُ أن نكون مع المسيح، ألاّ نُشرِك به شيئا، أن نعتبره الوحيد والأوحد.

نحن لا نهتم بالقديسين باعتبار أنهم ملائكة. نحن تُلهمنا ارادتهم. تجذبنا ارادتهم. انهم ارادوا المسيح فوق كل شيء او ارادوا المسيح وحده في حياتهم. القديسون ارادوا بعقلهم وبقلبهم ان يكونوا مع يسوع في كل شيء. القديسون قالوا بأننا لسنا بشيء. ليس عندنا شيء، ولا نريد شيئا. نريد ان نحب يسوع فقط. هم ناسُ حبٍ واحد. القديس عرف ان المسيح هو حبيبه الوحيد في هذه الدنيا. كل واحد يختار الطريق الذي يلهمه الرب. هم أحبوا الله فقط. لم يُشركوا احدا مع الله. لا يضعون احدا في منزلة الله. القديسون هم قوم قالوا نحن نريد الرب يسوع وحده. أَحبوا يسوع فوق كل شيء.

نحن لا نفضّل منهجا على منهج. البعض اختاروا الحياة البتولية، والبعض اختاروا الحياة الزوجية. لكن نقول ان القداسة في ان تحب يسوع. أحبب يسوع وحده. لا تُشرك معه احدا.

يهمنا أنطونيوس لأنه كان عاشقا للمسيح. وكل القديسين لا يهمّوننا إلا لأنهم كانوا عشاقا ليسوع. نحن نطلب يسوع ولا نطلب القديسين. القديس على الطريق. لذلك يذهب بنا أنطونيوس اليوم الى السيد وليس اليه. لا يريدنا أن نعبده. يذهب بنا الى المسيح الرب. لا تنسوا أنكم اذاجئتم الى هذا العيد والى كل عيد انتم عشاق للمسيح يسوع.

البطريركية

أعيد فتح موقع بطريركية أنطاكية وسائر المشرق على الإنترنت بحلته الجديدة باسم antiochpatriarchate.org، تجدون فيه المعلومات عن البطريركية والابرشيات، أخبارًا عن نشاطات صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر الى شروحات عن الأعياد والأيقونات وغيرها.

Last Updated on Monday, 27 January 2014 17:09
 
Banner