للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
العدد 26: من وحي عيد الرسل |
Sunday, 29 June 2014 00:00 |
تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس الأحد الثالث بعد العنصرة / عيد هامتَي الرسل بطرس وبولس
كلمة الراعي من وحي عيد الرسل تقيم الكنيسة اليوم ذكرى لهامتي الرسل بطرس وبولس، وغدا في الثلاثين من حزيران تقيم ذكرى للرسل الاثني عشر جميعا. ما أود ان ألفتكم اليه هو ان الرسل، فيما كان السيد معهم، كانت مهمتهم ان يشفوا المرضى ويطّهروا البرص ويقيموا الموتى. وهبهم يسوع قوته هو في إعادة العالم الى العافية، عافية الجسد وعافية النفس. اما عافية النفس فبقيت مهمتهم الأولى من بعد القيامة، وقد أُعطيت للناس بالإنجيل. الإنجيل عافية النفس. من بعد العنصرة، وقد استمدوا فيها قوة من العلاء، أخذوا يبشّرون في بلدهم أولا، ثم انطلقوا الى العالم. وقد خصص البعض لبشارة اليهود وبعض آخر لبشارة الوثنيين. سِيَر الرسل تدل على انتشارهم في الكون حاملين الإنجيل والدعوة الجديدة ان "الله هكذا أحب العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يوحنا 3: 16). نعلم ان معظمهم مات استشهادا، وكلهم ماتوا بعد ان اعترفوا بالمخلّص ربّا فاديا، مصدر حياة لهم وللمؤمنين وللكل. تذكرون ان السيد أخذهم من حول بحيرة طبريا صيادين للسمك وجعلهم صيادين للناس. علّمهم بالقدوة وقد مارسوها طاعة وحبا طوال ثلاث سنوات، وهو معهم ينقح جهدهم ويوطد إيمانهم. كان ضعيفا في أعين الناس، وبقي ضعيفا الى عشية القيامة، ولكنه أحبّهم فصبر عليهم وفتح قلوبهم ليتقبلوا الروح القدس. ولما جاء الروح وطهّرهم فهموا الكلمات التي كان ينطق بها السيد، فأحبوه وأطاعوه حتى الموت. والفهم فيهم كان من الروح وما كان من العلم، كان من روح القداسة الذي جعله الابن الحبيب في نفوسهم. غير انهم، بعد ان أحبوا المسيح حيّا قائما من بين الأموات، فعالا في قلوبهم وفي قلوب أتباعهم، بعد أن أحسّوه كذلك، ترجموه أناجيل، وترجموه عملاً، وترجموه موت استشهاد. وارتضوا، كما قال بولس، ان يكونوا أقذارا في هذا العالم يحتقرهم الناس ويقمعهم الناس لأنهم جاؤوا برسالة حب، والناس لا يريدون الحب. الناس يريدون الموت وان يقتتلوا، وان يتسلطوا، وان يقمعوا، وان يشتهوا، وان يعبّوا من الدنيا، وان يستعبدوا لها ولسلاطينها. الرسل أتوا برسالة وداعة ولطف وعطاء وأخوّة عالمية لا تعرف الحدود. ما كان المسيحيون الأولون يقولون "أنت من حي وانا من حي"، و"أنت من ضيعة وانا من ضيعة"، و"انت ابن فلان وانا ابن فلان". الأسماء والأُسَر والنفوذ والتحزبات كلها تفرّق الناس. كانوا اذا التقوا يقولون "يا إخوة" ويحسّون كذلك. وكان الناس يقولون عنهم: "انظروا كيف يحبون بعضهم بعضا". وما كان أحد يقول عن ماله انه له، ولكن كان كل شيء بينهم مشتركا. لذلك كانوا يبيعون كل ما يملكونه ويطرحونه عند أقدام الرسل، والرسل كانوا يوزّعونه على المحتاجين في ما بينهم. وكان المحتاج سيد القوم، وكان الضعيف سيد القوم، وكان الأُمّيّ سيد القوم. القوة التي من العالم، قوة المال وقوة السلطة وقوة الشهوة، هذه كانت مطروحة تحت أقدامهم. كانت لهم قوة المحبة، وبها غلبوا العالم. لذلك عندما نقرأ في دستور الإيمان: "أومن بكنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية"، عندما نقول "رسولية"، فنحن ندل على شيئين: ندل على ان لنا إيمان الرسل حسب ما نقرأ في أعمال الرسل: "وكانوا يواظبون على تعليم الرسل". هناك إيمان إنجيليّ صادق لا تحريف فيه ولا بدعة. هذا استلمناه ونحن عليه قائمون. اما المعنى الثاني لعبارة الكنيسة الرسولية، فهو ان لنا سلوكا رسوليا، اي اننا لسنا من الأمم الوثنية. وعندما نقول اننا مسيحيون، نحن لا نعني حزب المسيحيين، نحن نعني الذين أحبوا يسوع المسيح بسلوك طاهر ومحبة للكل، لأهل هذا الحي ولأهل ذاك الحي. فيما نقيم عيد هامتي الرسل، فلنشهد على اننا جماعة رسولية ليس لها على الناس حق إلا أن تحب. حقها ان تحب وواجبها ان تحب، أأحبّها الناس أَم لم يحبّوها. على هذا الإيمان وعلى هذه الشهادة نسير. جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان) الرسالة: ٢كورنثوس 11: 21-12: 9 يا إخوة مهما يجترئ فيه أحدٌ (أقول كجاهلٍ) فأنا أيضًا أجترئ فيه. أعبرانيّون هم فأنا كذلك. أإسرائليون هم فأنا كذلك. أذريّة ابراهيم هم فأنا كذلك. أخدّام المسيح هم (أقول كمختلّ العقل) فأنا أفضل. أنا في الأتعاب أكثر وفي الجَلْد فوق القياس وفي السجون أكثر وفي الموت مرارًا. نالني من اليهود خمس مرّات أربعون جلدةً الّا واحدة. وضُربتُ بالعصي ثلاث مرّات. ورُجمت مرّةً. وانكسرت بي السفينة ثلاث مرّات. وقضيتُ ليلًا ونهارًا في العمق. وكنتُ في الأسفار مرّاتٍ كثيرةً وفي أخطار السيول وفي أخطار اللصوص وفي أخطارٍ من جنسي وأخطارٍ من الأمم وأخطار في المدينة وأخطارٍ في البريّة وأخطار في البحر وأخطارٍ بين الإخوة الكذبة، وفي التعب والكدّ والأسهار الكثيرة والجوع والعطش والأصوام الكثيرة والبرد والعُري. وما عدا هذه التي هي من خارجٍ ما يتفاقم عليّ كلّ يومٍ من تدبير الأمور ومن الاهتمام بجميع الكنائس. فمَن يضعف ولا أضعف أنا، أو من يُشكّك ولا أحترق أنا؟ إن كان لا بدّ من الافتخار فإنّي أفتخر بما يخصّ ضعفي. وقد علم الله أبو ربّنا يسوع المسيح المبارك إلى الأبد أنّي لا أكذب. كان بدمشق الحاكم تحت إمرة الملك الحارث يحرس مدينة الدمشقيين ليقبض عليّ. فدُلّيت من كوّةٍ في زنبيل من السور ونجوت من يديه. إنّه لا يوافقني ان أفتخر فآتي إلى رؤى الربّ وإعلاناته. اني أعرف إنسانًا في المسيح منذ أربع عشرة سنة (أفي الجسد لستُ أعلم أم خارج الجسد لستُ أعلم، الله يعلم) اختُطف إلى السماء الثالثة. وأعرف أنّ هذا الانسان (أفي الجسد ام خارج الجسد لستُ أعلم، الله يعلم). اختُطف إلى الفردوس وسمِع كلماتٍ سريّة لا يحل لإنسان أن ينطق بها. فمن جهة هذا أفتخر وأمّا من جهة نفسي فلا أفتخر الّا بأوهاني. فإني لو أردت الافتخار لم أكن جاهلًا لأني أقول الحق. لكنّي أتحاشى لئلا يظنّ بي أحدٌ فوق ما يراني عليه أو يسمعه منّي. ولئلّا أستكبر بفرط الإعلانات أُعطيتُ شوكةً في الجسد، ملاك الشيطان ليلطمني لئلا أستكبر. ولهذا طلبتُ إلى الرب ثلاث مرّات أن تفارقني. فقال لي: تكفيك نعمتي، لأنّ قوّتي في الضعف تُكمل. فبكلّ سرور أفتخر بالحريّ بأوهاني لتستقرّ فيّ قوّة المسيح. الانجيل: متى 16: 13-١٩ في ذلك الزمان لمّا جاء يسوع إلى نواحي فيليبس سأل تلاميذه قائلا: مَن يقول الناس اني أنا ابن البشر؟ فقالوا: قومٌ يقولون انك يوحنا المعمدان، وآخرون انك ايليا، وآخرون انك ارمياء أو واحد من الأنبياء. قال لهم يسوع: وأنتم من تقولون اني هو؟ أجاب سمعان بطرس قائلا: أنت المسيح ابن الله الحي. فأجاب يسوع وقال له: طوبى لك يا سمعان بن يونا. فإه ليس لحمٌ ولا دمٌ كشف لك هذا لكن أبي الذي في السموات. وأنا أقول لك أنت بطرس، وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها. وسأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات، فكل ما ربطتَه على الأرض يكون مربوطًا في السماوات، وكل ما حللتَه على الأرض يكون محلولا في السماوات. قَطفةٌ من خطاب وداعيّ "لكنّي لا أبالي بحياتي ولا أرى لها قيمةً عندي. فحسبي أن أتمّ شوطي، وأتمّ الخدمة التي تلقّيتها من الربّ يسوع، أي أن أشهد لبشارة نعمة الله" (أعمال الرسل 20: 24). هذه قطفة من خطاب ألقاه بولس فيما كان يودّع شيوخ الكنيسة في أفسس (20: 18-35). ونعرف من قراءته أنّه، فيما ذكر فيه بعض أمور تتعلّق بعمله التبشيريّ، حثّ سامعيه على الاهتمام برعيّة المسيح وبذلهم أنفسهم في سبيل كلّ عضو فيها. الآية، التي اخترناها، تختصر هذين الهدفين. لا يعوزنا أيّ جهد، لندرك أنّ بولس، بما قاله، يشعر بأنّ ثمّة خطرًا يحدق به. فما نقلناه هنا، هيّأ له بقوله: إنّه "اليوم ماض إلى أورشليم أسير الروح، ولا أدري ماذا سيحدث لي فيها. على أنّ الروح القدس يؤكّد لي في كلّ مدينة أنّ السلاسل والشدائد تنتظرني" (22 و23). لِمَ بولس في خطر؟ هذا جوابه واحد: لأنّ "جميع الذين يريدون أن يحيوا حياة التقوى في المسيح يسوع يُضطهَدون" (2تيموثاوس 3: 12). هناك عداء قائم إلى الأبد ما بين حقّ الله والعالم. فالعالم يكره الحقّ، واستطرادًا كلّ مَنْ يختاره حياةً له. ولكنّ المدهش، في قول الرسول، اعترافه بأنّه لا يبالي بحياته، ولا يرى لها قيمةً عنده! وهذا يستدعي سؤالاً آخر: من أين يستمدّ رجل، له موعد مع موت محتّم، هذه القوّة؟ أيضًا، هذا جوابه واحد: "فإنّنا نحن الأحياء نسلّم في كلّ حين إلى الموت من أجل يسوع، لتظهر في أجسادنا الفانية حياة يسوع أيضًا" (2كورنثوس 4: 11)، أي يستمدّها من إيمانه بأنّ المسيح قام، وأقامه معه. قوّته أنّ الموت عاد وراء. أمّا الحياة، ففيه وأمامه "كلّ حين". هل أراد أنّ هذا العالم لا يقدر على حياته الحقيقيّة؟ هذا هو امتداد الوعي الفصحيّ. إذًا، قال: ليس الخطر بشيء. وليس السجن والموت. فكلّ شيء، عنده، أن يتمّ شوطه. إنّه يصوّر حياته كما لو أنّه في سباق. ثمّة خدمة تلقّاها من الربّ، وهذه يسابق الكون، ليتمّها. نحن نعرف أنّ الإنسان، عادةً، يحيا تحت ضغط ما يلقاه في حياته (مرض، حزن، خطر...). فكيف لرجل، مزمع أن يموت، لا يرى سوى ضغط البشارة ضغطًا؟ هذا سؤال سبقه جوابه. واستكمالاً لجوابه، قال مفسّرًا: "أي أن أشهد لبشارة نعمة الله". لم يقل: لبشارة الله (على أنّه لو فعل، لَكان قوله تامًّا)، بل لبشارة نعمة الله. وبهذا، كشف أمرين. أوّلهما أنّ ما كلّفه الله أن يتمّه يعي أنّه قد أُنعم عليه به (مجّانًا من دون أيّ استحقاق منه). وثانيهما أنّه "لم يقبل نعمة الله باطلاً" (2كورنثوس 6: 1)، بل استفاد منها، وثمّرها بجهد يوميّ. هل ذكرُهُ "نعمة الله" يتضمّن أمرًا آخر ينتظره. فرادة العبارة أنّه تلفّظها في سياق ما ينتظره من اضطهاد وأسر فموت. ماذا ينتظر بعدُ؟ أن يُنعم الله عليه بـ"إكليل البرّ" (2تيموثاوس 4: 7). هذا ليس اختلاسًا لموقع الله لم يسقط بولس فيه مرّةً (1كورنثوس 4: 4)، بل رجاء إنسان لم يعش حياته، بل لحظةً من حياته، لهوًا فارغًا. يذكر النعمة التي خدمها في حياته تعبًا موصولاً في الليل والنهار، ويرجوها نصيبًا أبديًّا! أين هم مَنْ يخاطبهم في كلام يبدو يتعلّق بحياة قائله ومصيره وحده؟ ماذا أراد أن يقول لهم؟ أراد أن يقول: "إذا اضطهدوني، فسيضطهدونكم أيضًا" (يوحنّا 15: 20). المسيحيّة، التي يكرز بها، قيمتها أنّها لا تتضمّن تفاؤلاتٍ وهميّة. هذا لا يعني أنّها مذهب مأساويّ، بل واقعيّ. لقد قدّم نفسه مثالاً، ليحثّهم، هم أيضًا، على أن يكملوا شوطهم، أي أن يحيوا في سباق إتمام نقل الشهادة "لبشارة نعمة الله". هذا العالم، يقول لهم، لا تنتظروا أن يفرح بكم يومًا. ليس من "صلة بين البرّ والإثم" و"اتّحاد بين الظلمة والنور" و"ائتلاف بين المسيح وبليعار (الشيطان في الأدب اليهوديّ)" (2كورنثوس 6: 14). وأنتم شأنكم أن تثبوا من كلّ فخّ، يضغط على خناقكم، بأن يبقى وعيكم كاملاً ألاّ تروا لحياتكم قيمة! حياتكم، حياتكم الحقيقيّة، أن يكون الله حياتكم، لترموه على كلّ بقع الموت. ليس، إن تخاذلتم وخفتم، للعالم من حياة. وليس لكم أيضًا. شأنكم أن تبقوا في سباق. أن تبقوا على يقين أنّ ما أنتم عليه نعمة. لا تقولوا، في أنفسكم، ما هو ضمان تعبنا. هذه لغة موظّفين لهم شروطهم، ليعملوا! وأنتم رفعكم الله، لتعملوا معه. أجركم نلتموه سابقًا. أجركم نعمته. وكفى بنعمته أجرًا، لتحيوا عمركم كلّه تعبًا لا يلين. ثمّ: كلّكم تلقّيتم الخدمة من الربّ يسوع. هذا يعني أنّه يعرف أنّكم قادرون على إتمامها. والله لا يكذب. إيّاكم أن تظهروه بما لا يمكن أن يكون عليه. حسبُكم أنّه اختاركم، لتستحقّوا اختياره بجهدكم. ابذلوا أنفسكم. موتوا عن الإخوة، ليحيوا، وتحيوا أبدًا. لا يقل أحدٌ منكم، مرّةً، هذه حياتي التي أريد أن أحياها كما يحلو لي. هذا كلامٌ غبيّ. والبشارة تمجّ الأغبياء. على كلّ منكم أن يرى قيمة حياته في ما يريده مَنْ وهبه إيّاها. لا تنسوا، لحظةً، أنّ الله اكتسبكم بدمه. فاستحقّوه. استحقّوه بعمل الخير أبدًا. لا تقصّروا في إبلاغ الإخوة (والناس جميعًا) تدبير الله كلّه. تنبّهوا لأنفسكم ولهم. فهؤلاء رعيّة المسيح. انصحوهم جميعهم بكلامكم ودموعكم. انصحوا كلّ واحد منهم. لا تشتهوا شيئًا من أيٍّ كان. اشتهوا أن يقبلكم ربّكم في ربوع ملكوته الأخير الذي لا يدخله سوى الذين عاشوا حياتهم عدوًا إليه! هل قصد الرسول أشخاصًـا آخرين أيضًـا؟ أي: هل يمكننا أن نرى أنفسنا، نحن أيضًـا، في كلماته؟ هذا سباق لم يستثنِ الله منه أحدًا. يبقى أن نقرّر نحن إن كان هذا السباق يخصّنا أيضًـا! من تعليمنا الأرثوذكسي: تأسيس الكرسي الأنطاكي التلميذ: اليوم عيد الرسولين بطرس وبولس مؤسسي الكرسي الأنطاكي. كيف أسساه ومتى؟ المرشد: الكنيسة الأنطاكية من أول الكنائس المسيحية. تأسست حسب التقليد سنة ٣٨ ببشارة الرسولين بطرس وبولس. كانت مدينة أنطاكية، مقر حاكم الشرق آنذاك، ثالث مدينة في الامبراطورية الرومانية من حيث الأهمية بعد العاصمة روما والاسكندرية. يخبرنا كتاب أعمال الرسل كيف بشّر الرسل. يقول في الاصحاح ١١: ١٩-٢١: "ان الذين تشتتوا من جراء الضيق الذي حصل بسبب استفانوس، فاجتازوا إلى فينيقية وقبرص وأنطاكية، وهم لا يكلمون أحدا بالكلمة الا اليهود فقط. ولكن كان منهم قوم... لما دخلوا أنطاكية كانوا يخاطبون اليونانيين (أي الوثنيين) مبشرين بالرب يسوع. وكانت يد الرب معهم فآمن عدد كثير". لما سُمع الخبر في الكنيسة التي في أورشليم ارسلوا برنابا إلى أنطاكية. ثم ذهب برنابا إلى طرسوس ليطلب شاول، ولما وجده جاء به إلى أنطاكية (الرسول بولس كان اسمه شاول وهو من طرسوس). بقيا هناك سنة كاملة وعلّما جمعا غفيرا. ودُعي التلاميذ مسيحيين في أنطاكية أولا (أعمال الرسل ١١: ٢٦). في ذلك الوقت أتى أيضا الرسول بطرس إلى أنطاكية ومكث فيها وبشّر، وهو حسب التقليد أسقفها الأول. التلميذ: هل بقي الرسولان في أنطاكية؟ المرشد: بقي كل منهما فترة، ثم انطلقا للبشارة في أماكن عديدة. أنت تعرف انهما ذهبا أخيرا إلى روما حيث ماتا شهيدين. بعد دمار أورشليم سنة ٧٠، صارت أنطاكية الكنيسة الوحيدة في كل الشرق يرعى أسقفها كل سورية وفينيقية والعربية وفلسطين وكيليكيا وقبرص وما بين النهرين. التلميذ: ماذا حصل في الكنيسة الأنطاكية بعد ذلك؟ المرشد: تنظمت الكنيسة في أنطاكية سريعا، وانطلق منها المبشرون إلى ما بين النهرين وبلاد فارس. في أوائل القرن الثاني كان أسقف أنطاكية القديس الشهيد إغناطيوس الأول. وإليك بعض المعلومات التاريخية: حافظ القانون السادس من المجمع المسكوني الأول (نيقية سنة ٣٢٥) على سلطة كنيسة أنطاكية على الشرق كما روما على الغرب والاسكندرية على افريقيا. استقلّت الكنيسة في بلاد فارس سنة ٤١٠، وفي قبرص سنة ٤٣٠، والقدس سنة ٤٥١، وأخذت القسطنطينية أجزاء من الكرسي الأنطاكي. حدد القانون ٢٨ من المجمع المسكوني الرابع (خلقيدون سنة ٤٥١) البطريركيات الخمس (قبل ذلك لم يُستعمل لقب بطريرك): روما، القسطنطينية، الاسكندرية، أنطاكية وأورشليم. بعد الانشقاق عندنا في الشرق ٤ بطريركيات، بطريرك القسطنطينية الأول فيها بين متساوين. القديسان الرسولان بطرس وبولس، هامتا الرسل، هما مؤسسا الكرسي الأنطاكي وشفيعاه. نراهما على الأيقونة يحملان الكنيسة معا. عيدهما اليوم في ٢٩ حزيران هو عيد الكرسي الأنطاكي. غرزوز رئس سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس القداس الإلهي في كنيسة رقاد السيدة في غرزوز (قضاء جبيل). بعد القداس تفقّد سيادته أعمال الترميم الجارية في بعض المباني التابعة للكنيسة بغية تأهيلها لاستعمالها للنشاطات الرعائية. بعد ذلك تناول طعام الغداء في صالون الكنيسة مع كل الحاضرين. البطريركية جاء في خبر من البطريركية ان المتروبوليت قسطنطين (باباستيفانو) راعي أبرشية بغداد والكويت وجزيرة العرب قد استقال من منصبه لأسباب صحية بعد ٤٥ سنة من الخدمة. وقد كرّمه صاحب الغبطة بوسام الرسولين بطرس وبولس من الدرجة الأولى قلّده اياه المتروبوليت افرام (كرياكوس) راعي أبرشية طرابلس بالنيابة عن السيد البطريرك. وقد عيّن غبطته معتمدين بطريركيين لرعاية الأبرشية حسب الترتيب التالي: الارشمندريت افرام (الطعمي) في الكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان والسعودية. الارشمندريت يونان (ابراهيم) في العراق. الارشمندريت استفانوس (نعيمه) في أبو ظبي. الارشمندريت برنابا (ميسي) في دبي والشارقة. |
Last Updated on Friday, 20 June 2014 17:19 |
|