للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
العدد 44: لست انا أحيا بل المسيح يحيا فيّ |
Sunday, 02 November 2014 00:00 |
تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس الأحد 2 تشـرين الثاني 2014 العدد 44 الأحد الحادي والعشرون بعد العنصرة
كلمة الراعي لست انا أحيا بل المسيح يحيا فيّ في رسالة اليوم يقول لنا بولس انه قد مات عن شريعة موسى وإنها ماتت بالنسبة اليه. فهو قد تخطّى اليهودية وأدرك المسيح او المسيح أدركه، ولذا يقول الرسول بشيء من الذهول في نهاية النص: «لست انا أحيا بل المسيح يحيا فيّ». طبعا هذا الجسد جسدي، وأتنشق هذا الهواء، والطعام يتحوّل الى دمي، لكن هذه كلها ليست بشيء. أنا لست أحيا بها ولكني أحيا بقوةٍ تفوقها. أنا أحيا على غير صعيد، أحيا الحياة الحق. لست انا أحيا بل المسيح يحيا فيّ. انه قد حلّ فيّ بعد ان أسلمتُ اليه بمعمودية تتجدد كل يوم. إني أوليه ولائي وأفتح له قلبي ويتدفق فيّ حبّه. هو يجدّدني ويضيئني واليه أرتاح واليه تطمئن نفسي. انا حيّ الآن لأني أستمد منه حياتي. حياة كهذه تعطي للناس نورا وحبّا. يكفي ان ننظر حولنا الى من يتقدّس ويتطهّر كل يوم في التوبة الى المسيح حتى ندرك ما يعني قول الرسول انه يحيا. الحياة نابضة فيه تُحركه الى ما فوق وتدفعه الى الناس في السلام والخدمة ويتابع بولس قوله موضحا: «ما لي من الحياة في الجسد انما أحياه بالإيمان بابن الله الذي أَحبّني وأَسلم نفسه لأجلي». شيء واحد يُعْوِز الانسان: أن يعرف انه محبوب. الانسان يستطيع ان يتحرك على وجه الأرض بمال، بصحة، بعلاقات، بنفوذ، بجاه، بكل الأشياء التي تعبُر كالظل. ولكن الانسان لا يحيا بها انما يحيا إذا أدرك انه محبوب دائما ومحبوب بصدق. الله وحده يحبّ على الدوام وبصدق. قد يكون الانسان محبوبا بكثير من الصدق وبكثير من الإخلاص من انسان آخر: الزوج، الزوجة الوالدين... لكن الانسان محدود ويعود الى بعض من أنانيته، او انه يموت فتغيب محبته. اما المحبة الكبيرة المعطاءة التي ننالها أشعة ودفئًا فتتحول فينا الى انتعاش يدوم والى طمأنينة لا يشوبها شائب. هذا أمر لا يأتي من الناس الذين يُعايشوننا لأنهم وإن أحبّوا فإنهم وحدهم ونحن وحدنا. كل انسان وحده في الوجود لأن الانسان مهما بلغ حبه لا يستطيع ان يدخل الى الشخص الآخر. وإن دخل اليه في كثير من العطاء، لا يفهمه حتى النهاية ولا يعطيه شيئا يجعله مرتاحا اليه الارتياح الكلي. الناس عابرون ولكن هناك كائن لا يموت ويَصدق دائما ويُخلص دائما، يعطينا حياة في نفوسنا تُغيرنا وتبقينا بعد القبر. هذا هو المسيح يسوع الذي اذا آمنتُ به أحيا وأُوجد وأَتحرك وأمتلئ وأنبض وأرتاح وأريح وأُطَمأن وأَطمئن وأَرضى وأُرضي. هذا الكائن وحده الذي نؤمن به حتى النهاية لأن ثقتنا به لا تخيب. «ما لي من الحياة في الجسد إنما أَحياه في الإيمان بابن الله الذي أَحبني وبذل نفسه عني». هذا يعني مما يعني أني لست وحدي في الوجود ولكنه هنا في وجودي انا، وهو اليوم معي في كل حركة، معي في الصحة والمرض. المسيح معي في الحياة وفي القبر. يُلازمني في كل لحظة وأُناجيه وقد جعلني بحبه مركز الوجود. الناس عن الحقيقة لاهون، فإنهم يعرفون أشياء وأشياء في العلم، في الثقافة، في التجارة، في الاقتصاد، في الفلك وما بعد الفلك. يعرفون أشياء مفيدة ومسلية، ولكنهم جهّال إذا كانوا لا يعلمون أنهم محبوبون من السيد دائما بصدق وبإخلاص. بعد ان أَدركتني محبةُ المسيح، يقول لنا بولس، لست أسأل عن الدنيا ولا ما فيها. فقد يأتي المال ويذهب، وتأتي العافية وتتلاشى، وتأتي الحياة وتدخل الى قبر، ويموت الناس جميعا. وان بقيت انا وحدي على وجه البسيطة كلها، فأنا لستُ وحدي لأني محبوب بصدق وإخلاص ودوام. جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان) الرسالة: غلاطية 2: 16-20 يا إخوة، إذ نعلم أن الإنسان لا يُبرّر بأعمال الناموس بل إنّما بالإيمان بيسوع المسيح، آمنَّا نحن أيضًـا بيسوع المسيح لكي نُبرَّر بالإيمان بالمسيح لا بأعمال الناموس اذ لا يُبرّر بأعمال الناموس أحدٌ من ذوي الجسد. فإن كنّا ونحن طالبون التبرير بالمسيح وُجدنا نحن أيضًـا خطأةً، أفيكون المسيحُ إذًا خادمًا للخطيئة؟ حاشى. فإنّي إنْ عدتُ أبني ما قد هدمتُ أَجعل نفسي متعدّيًا، لأني بالناموس مُتُّ للناموس لكي أَحيا لله. مع المسيح صُلبتُ فأَحيا، لا أنا، بل المسيحُ يحيا فيّ. وما لي من الحياة في الجسد أنا أَحياه في إيمان ابن الله الذي أَحبّني وبذل نفسه عني. الإنجيل: لوقا 16: 19-31 قال الرب: كان إنسان يلبس الأُرجوان والبزّ ويتنعّم كل يوم تنعّمًا فاخرًا. وكان مسكينٌ اسمه لعازر مطروحًا عند بابه مصابًا بالقروح. وكان يشتهي أن يشبع من الفتات الذي يسقط من مائدة الغنيّ، بل كانت الكلاب تأتي وتلحس قروحه. ثم مات المسكين فنقلته الملائكة إلى حضن إبراهيم، ومات الغني أيضًـا فدُفن. فرفع عينيه في الجحيم وهو في العذاب فرأى إبراهيم من بعيدٍ ولعازر في حضنه. فنادى قائلًا: با أبت إبراهيم ارحمني وأرسِلْ لعازر ليُغمّس طرف إصبعه في الماء ويبرّد لساني لأنّي معذّب في هذا اللهيب. فقال: إبراهيم: تذكّرْ با ابني أنّك نلت خيراتك في حياتك ولعازر كذلك بلاياه، والآن فهو يتعزّى وأنت تتعذّب. وعلاوةً على هذا كلّه فبيننا وبينكم هوّة عظيمة قد أُثبتت حتى إنّ الذين يريدون أن يجتازوا من هنا إليكم لا يستطيعون ولا الذين هناك أن يعبُروا إلينا. فقال: أَسألُك إذن يا أبتِ أن تُرسله إلى بيت أبي، فإنّ لي خمسة إخوةٍ حتى يشهد لهم لكي لا يأتوا هم أيضًـا إلى موضع العذاب هذا. فقال له إبراهيم: إنّ عندهم موسى والأنبياء فليسمعوا منهم. قال: لا يا أبت إبراهيم، بل اذا مضى إليهم واحدٌ من الأموات يتوبون. فقال له: إن لم يسمعوا من موسى والأنبياء، فإنهم ولا إن قام واحدٌ من الأموات يُصدّقونه.
«أنا الكرمة الحقيقيّة» «أنا الكرمة الحقيقيّة وأبي الكرّام (...) وأنتم الأغصان» (يوحنّا 15، 1 و5). الرمز واضح في هذه الآية، فالربّ يسوع هو الدالية المعلّقة على خشبة الصليب من أجل خلاصنا. يؤكّد القدّيس أمبروسيوس أسقف ميلانو (+397) هذا الأمر بقوله: «المسيح عُلّق على خشبة كالكرمة. إنّه الكرمة والعنب، لأنّه يلتصق بالخشبة والعنب. فما إنْ طعن الجنديّ جنبه بحربة حتّى خرج دمٌ وماء (يوحنّا 19، 34). أمّا الماء فللمعموديّة، وأمّا الدم فللفداء. الماء غسلنا، والدم افتدانا». ويوصي كتاب «تعليم الرسل الاثني عشر» (الذيذاخي، كتيّب دُوّن ما بين عامَي 100 و150) المؤمنين حين يقيمون القدّاس بأن يقولوا على الكأس المقدّسة: «نشكرك، يا أبانا، من أجل الكرمة المقدّسة، كرمة داود فتاك. لقد عرفنا بها يسوع ابنك، لك المجد إلى الدهور». يقول القدّيس كيرلّس الإسكندريّ (+444) إن الربّ يسوع ابتغى من مثل «الكرمة والأغصان»، أن «يبيّن لنا أهمّيّة المحبّة المرتبطة به، ومقدار الربح الذي نجنيه من الاتّحاد به. لذلك يقول إنّه الكرمة كعِبرة ومثل. الأغصان تمثّل المتّحدين به والمرتبطين به والمتعلّقين به والمشاركين في طبيعته عبر نيلهم موهبة الروح القدس. فروحه القدّوس جعلنا متّحدين بالمسيح المخلّص... يقول إنّه الكرمة الأمّ المغذّية، ونحن الأغصان. في الروح نحن مولودون منه وفيه لنثمر للحياة». أمّا أغوسطينُس المغبوط أسقف هيبّون (+435) فيقول: «الكنيسة هي حقلٌ، والله هو حارث الحقل. يقول بولس: أنا غرستُ، أبولّوس سقى، لكنّ الذي كان يُنمي هو الله. فلا الغارس بشيء، ولا الساقي، بل الله الذي يُنمي (كورنثس الأولى 3، 6-7). حراثة الله لنا تجعلنا أفضل. فتقتلع بذور الإثم من قلوبنا». «كلّ غصن فيّ لا يُثمر يقطعه. وكلّ غصن يُثمر يشذّبه ليكثر ثمره» (يوحنّا 1، 2). يحذّر القدّيس كيرلّس المؤمنين من عدم ربط الإيمان بالأعمال، فيقول: «(إذا اكتفينا) باعترافات إيمانيّة عارية مجرّدة - من دون الإمساك برباط الاتّحاد بأعمال شجاعة نابعة من المحبّة - سنكون أغصانًا ميتة وغير مثمرة. الإيمان من دون أعمال ميت كما يقول القدّيس يعقوب (في رسالته الجامعة 2، 20). فإذا ظلّ الغصن معلّقًا بالشجرة من دون ثمر، فاعلمْ أنّ شخصًا كهذا سيواجه مقصّ الكرام. فسيقطعه ويطرحه في النار كنفاية لا تنفع». أمّا أقليمس الإسكندريّ (+216) فيقول: «الكرمة التي لا تُشذّب تصبح حطبًا. هكذا حال الإنسان. الكلمة (الإلهيّة) سيف يطهّر تشوّه الأغصان، ويدفع النفس إلى أن تُثمر، لا أن تنهمك بالملذّات». لا ريب في أنّ الأغصان هي من ذات جوهر الكرمة، ومنها تخرج. فنحن لنا أجساد، لكنّنا من نوع واحد مع جسد المسيح، ومن ملئه نأخذ، وهو جذر القيامة والخلاص. والآب يدعى الحارث، لأنّه بالكلمة يعتني بالكرمة التي هي جسد المسيح، أي الكنيسة أيضًا. في السياق ذاته يقول كيرلّس الإسكندريّ: «إذا لم تتزوّد الأغصان من الكرمة أمّها بالرطوبة المحيية، فكيف تحمل عنبًا، وأيّة ثمرة ستعطي، ومن أيّ مصدر؟ فما من ثمرة تتبرعم فينا نحن الذين سقطنا عن الاتّحاد بالمسيح. أمّا المتّحدون بالقادر على أن يقوّيهم ويغذّيهم في التقوى، فالقدرة على حمل الثمر تضاف إليهم بسهولة بمنح نعمة الروح القدس، التي هي بمثابة ماء يعطي الحياة». «اثبتوا فيّ وأنا فيكم. وكما أنّ الغصن لا يثمر من ذاته إلاّ إذا ثبت في الكرمة، فكذلك أنتم لا تثمرون إلاّ إذا ثبتّم فيّ» (يوحنّا 15، 4). أمّا أغوسطينُس المغبوط فيعتبر أنّ «كلّ مَن يظنّ أنّه يثمر من تلقاء ذاته، لا من الكرمة»، إنّما هو «ليس مسيحيًّا». ويتابع أغوسطينُس كلامه انطلاقًا من تذكيره بأنّ «النعمة أمر عظيم، فإنّها تهدي نفوس المتواضعين، وتكمّ أفواه المتكبّرين. أمّا الذين يرغبون في إرضاء أنفسهم فيظنّون أنّهم ليسوا بحاجة إلى الله للقيام بالأعمال الصالحة... هؤلاء يقولون: إنّنا أبرار من تلقاء أنفسنا... هذا هو منتهى الكبرياء». ويختم أغوسطينُس شرحه للآية بقوله: «تأمّلوا مليًّا في ما يقوله الحقّ... كلماته التالية ليست منّي بل منه: بدوني لا تقدرون أن تعملوا أيّ شيء (يوحنّا 15، 5) ». في ظلّ الظروف الصعبة التي تمرّ بها بلادنا الأنطاكيّة، لا بدّ من إيراد ما يقوله القدّيس يوستينوس الفيلسوف الشهيد (+165)، وكأنّه يتوجّه إلينا لكي نواجه هذه الظروف بالثبات على الإيمان. يقول يوستينوس: «واضحٌ أنّه ما من أحد يقدر على أن يُرعبنا ويستعبدنا نحن المؤمنين بالمسيح في الأرض كلّها. فعلى الرغم من قطع رؤوسنا وصلبنا وطرحنا للوحوش المفترسة، والأغلال، والنار، وكلّ أنواع التعذيب الأخرى، فإنّنا لا نتخلّى عن اعترافنا. واضحٌ أنّه، كلّما تكاثر حدوث ذلك، ازداد باسم يسوع عدد المتّقين الله. فإذا اقتطع أحدٌ ما أجزاء من كرمة مثمرة، تنبت أغصان أخرى فتنمو مزدهرة ومثمرة. الشيء نفسه يحدث لنا. فالكرمة التي غرسها الله المسيح المخلّص هي شعبه». ينتهي مثل «الكرمة والأغصان» بقول الربّ يسوع: «قلتُ لكم هذا ليدوم فيكم فرحي، فيكون فرحكم كاملاً» (يوحنّا 15، 11). يفرح الربّ بكلّ إنسان يسعى إلى أن يكون غصنًا مثمرًا في الكرمة الإلهيّة المحيية.
من تعليمنا الأرثوذكسي: المُعزّي التلميذ: تَعلّمنا صلاة «أيها الملك السماوي المعزّي روح الحق..». قال الكاهن ان هذه هي الصلاة إلى الروح القدس. لماذا نسمّي الروح القدس «المعزّي»؟ المرشد: الجواب بسيط جدا. نسمّي الروح القدس «المعزّي» لأن يسوع المسيح سمّاه هكذا. في إنجيل يوحنا، الاصحاح ١٤ إلى ١٧، كلام يسوع لتلاميذه قبل الآلام الذي يُسمّى «الخطاب الوداعي». هنا يذكر يسوع مجيء الروح القدس مرات عدّة. اسمع: «ومتى جاء المعزّي الذي سأُرسله أنا اليكم من الآب، روح الحق الذي من عند الآب...» (١٥: ٢٦)، وأيضًـا «خير لكم أن أنطلق، لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي. ولكن إن ذهبتُ أُرسله اليكم» (١٦: ٧). وأيضًـا «وأنا أطلب من الآب فيُعطيكم معزّيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد» (١٤: ١٦). التلميذ: أنا أذكر ان يسوع قال لتلاميذه لما أتى اليهم والأبواب مغلقة: «خذوا الروح القدس»، ونفخ فيهم. المرشد: نعم. أظن أنك تذكر أيضًـا ان التلاميذ كانوا خائفين قبل أن يأتي اليهم يسوع. لكن بعد ذلك، حتى بعد صعود الرب إلى السماء، كانوا مطمئنين عارفين ان الرب لن يتركهم. وبعد الصعود بعشرة أيام حلّ الروح القدس على التلاميذ يوم العنصرة بشكل ألسنة ناريّة حلّت على كل واحد منهم فانطلقوا يبشّرون بالإنجيل. حقق يسوع المسيح وعده وبقي الروح القدس مع الكنيسة. التلميذ: كيف يبقى الروح القدس مع الكنيسة؟ المرشد: لقد أجبتُ عن هذا السؤال سابقًا، لكن في الإعادة إفادة. يحلّ الروح القدس في الأسرار: المعمودية، القدّاس... «ويهبّ حيث يشاء» كما قال الرب يسوع المسيح لنيقوديموس الذي كان يحاوره: «الروح يهبّ حيث يشاء وتسمع صوته، لكنك لا تعلم من أين يأتي ولا إلى أين يذهب. هكذا كل من وُلد من الروح» (يوحنا ٣: ٨). قديسو اليوم تعيّد الكنيسة اليوم لقديسين شهداء من بلاد فارس عاشوا في القرن الرابع أيام ملك الفرس شابور الثاني (339-379) كانوا كلهم من أكابر البلاط الملكي. لما أطلق الملك حملة اضطهاد عنيفة ضد المسيحيين اختبأوا في أحد المنازل حيث كانوا يشددون عزم المسيحيين ويشجعونهم على التمسك بالإيمان. لكن لما تمّ اعتقالهم واستجوابهم من قبل الملك بقوا صامدين بالرغم من كل العذابات حتى ان بعض الجنود والمسؤولين في بلاط الملك وحتى ام الملك اعلنوا إيمانهم بالمسيح. نالوا كلهم إكليل الشهادة. هؤلاء الشهداء هم أكيندينوس، بيغاسيوس، افتونيوس، البيوفورس وانيمبوديستوس. المحبة القديس نيكيتاس ستيتاثوس (القرن الحادي عشر) من لا يحب لا يحسد، ولا يدّعي بعجب وكبرياء. لا يعظّم نفسه أمام أحد، ولا يصنع شيئا يهين أخاه. لا يفتش عن مصالحه الخاصة فقط، بل مصالح قريبه ايضًا. لا يغضب لتوّه أمام من يُحزنه، ولا ينظر إن كان ما يحدث له خير او شرّ. لا يفرح بأخطاء أصدقائه، بل يغتبط معهم بحقيقة برّهم. يقبل الأحزان التي تصيبه، ويقبل كل شيء ببراءة وبساطة. يأمل أن يحصل من الله على ثمر كلّ ما وعدنا به. يحتمل كل ما يأتيه من التجارب، ولا يزين الشر بالشر. عامل المحبة لا يسقط أبدًا من محبة القريب. البطريركية قام صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق بزيارة سلامية إلى كنيسة اليونان من 23 إلى 27 تشرين الأول تلتها زيارة إلى الجبل المقدس آثوس. رافق غبطته وفد كنسي ضم إكليريكيين وعلمانيين مع إعلاميين. كان لغبطته والوفد المرافق لقاء مع رئيس أساقفة اليونان والمطارنة في مقرّ المجمع المقدّس اليوناني تلته محادثات رسمية. زار غبطته سيادة المطران قسطنطين (باباستيفانو) ميتروبوليت بغداد والكويت السابق، كما استقبل الأرثوذكسيين الأنطاكيين المقيمين في أثينا، وزار كنيسة القديس يوحنا الروسي في إفيا، خلكيذا، حيث جرى له استقبال شعبي ورسمي مؤثر. على الصعيد الرسمي التقى غبطته رئيس الجمهورية ووزير الخارجية. الأحد في ٢٦ تشرين الأول ترأس غبطته القداس الإلهي مع غبطة رئيس أساقفة أثينا وسائر اليونان ايرونيموس الثاني في كنيسة القديس ديمتريوس في أثينا. نيويورك اجتمع أكثر من ألفي شخص ظهر السبت في ١٨ تشرين الأول في موقع كنيسة القديس نيقولاوس التي هُدمت في ١١ أيلول ٢٠٠١ مع بُرجَي التجارة العالمية للمشاركة في خدمة وضع الحجر الأساس لإعادة بناء الكنيسة. ترأس الخدمة المتروبوليت ديمتريوس راعي الأبرشية اليونانية الارثوذكسية في أميركا بحضور رؤساء الكنائس، ومنهم المتروبوليت جوزيف راعي الأبرشية الأنطاكية، والرسميين والجمهور. كانت أولا صلاة تقديس الماء، ثم قدّم عدد من الذين سيشاركون في بناء الكنيسة ٢٤ حجرا من الرخام الابيض رُصفت في مجموعتين ونُضحت بالماء المقدس. هذه تشكل حجر الأساس الذي سيدخل في بناء الكنيسة. أُعلنَ يومها أن أعمال البناء التي بدأت في ذلك اليوم ستدوم سنتين وفق المخطط الموضوع، وسيكون في المبنى طابق مخصص لاستقبال كل من يطلب التعزية والصلاة. قال المتروبوليت ديمتريوس في كلمته: «ان ما نؤسس له اليوم سيكون بيت صلاة ومكان سلام ورجاء ومحبة». كنيسة القديس نيقولاوس الصغيرة التي هُدمت كانت قد بُنيت سنة ١٩١٦، وكانت الكنيسة الوحيدة في الموقع الذي هُدم سنة ٢٠٠١.
|
Last Updated on Monday, 27 October 2014 12:19 |
|