Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2015 العدد 19: فوتين
العدد 19: فوتين Print Email
Sunday, 10 May 2015 00:00
Share

 تصدرها أبرشية جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد 10 أيار 2015   العدد 19 

أحد السامرية

logo raiat web



كلمة الراعي

فوتين

في هذا الأحد الرابع من الفصح تنتصب هامة "فوتين" التي قالت عنها صلاة المساء أمس انها عفيفة، وفي قطعة اخرى وصفتها كما تحدّث عنها الإنجيل انها كانت تساكن رجلا لم يكن زوجها. فلماذا سمّتها طقوسنا العفيفة؟ ولماذا شاءت تقاليدنا الكنسية ان تعرفها باسم القديسة فوتيني أو فوتين التي تعني المستنيرة؟ ذلك أن السيد نفسه يجعل الزواني عفيفات واللصوص مستقيمين إذا تابوا.

 قال الإنجيل ان يسوع "كان لا بدّ له ان يمرّ من السامرة"، مع ان هذا لم يكن ضروريا، إذ كان باستطاعته ان يمرّ بطريق اخرى. "كان لا بدّ له ان يمرّ من السامرة" اي كان لا بدّ له ان يلتقي هذه المرأة عند بئر يعقوب، عند ماء هو رمز للعهد القديم.

في الأحد الماضي قرأنا في إنجيل المخلّع عن بِركة كانت رمزا للعهد القديم: البِركة لا تشفي المخلّع، لكن السيّد شفى المخلّع. هنا البئر لا تعطي ماء، أو تعطي ماء لا ينفع للخلاص. وعند البئر يأتي يسوع ويقول للسامرية: ليست القضية ان تستقي أنت من البئر، ولكن لكِ أن تستقي من الماء الحيّ الذي أُعطيه أنا. وإذا انت استقيت من الماء الحيّ الذي يتفجّر منّي، فأنت بدورك تصبحين ينبوعًا ومنك يتفجّر ماء حيّ لهذه السامرة.

قال يسوع للسامرية عندما فاتحته بجدل لاهوتي: انها تأتي ساعة وهي الآن حاضرة، حيث لا تعبدون الله لا في هذا الجبل ولا في أورشليم ولكن تعبدون الله بالروح والحق "لأن الرب انما يطلب مثل هؤلاء الساجدين له"؟ أي عليكم ان تتجاوزوا عاداتكم وتقاليدكم، وعلى اليهود أيضا ان يتجاوزوا ديانتهم وانتسابهم، وعليكم ان تجتمعوا معي، وسوف نكون واحدًا مع هؤلاء الاثني عشر الذين يؤمنون بي، وسنتّجه معا نحو الآب. وكما أنا في حضن الآب كذلك أنتم أيضا ستكونون في حضن الآب، فإن الله روح لا يهمّه أمر السامرة أو أمر اليهودية، وليس هيكل أورشليم بشيء، وليست الحجارة بشيء ولا الناموس اليهودي بشيء لكنه كان مرحلة في معرفة الحق. الحق كلّه جاء الآن، والحقّ فيّ، بل الحقّ أنا، فإذا كنتم تعرفونني الآن بالإنجيل، فأنتم في الحق وأنتم في أعماق الله.

معنى قول السيد للمرأة السامرية أن الإنسان سيعرف الله اذا انتسب إلى المسيح، لأن المسيح هو مقرّ الله وهو وجه الله وهو إطلالة الله على الناس. المسيح خلاص الله بل هو الله نفسه، فلذلك من كان فيه كان في الحق. كأن يسوع يقول للمرأة السامرية: القضية كلها أن يكون الله في قلوبكم. يمكنكم ان تتمموا كل الطقوس، وأن تُقيموا كل الصلوات، وتنفّذوا شريعة الله بصورة ظاهرية شكلية، ولن تكونوا لله. ولكن اذا تغيّرت قلوبكم وتنقّت وصارت على تواضع المسيح وعلى وداعة المسيح  وعلى لطف المسيح، اذ ذاك تعبدون الله  بالروح والحق.

جاءت السامرية تستقي ماء من بئر، ولكنها تركت الماء وتركت الجرّة وذهبت بماء آخر، الماء الذي استقته من هذا الشخص العجيب. ذهبت بما جاء الى نفسها، بحنان في روحها، بتغيير في كل كيانها. استغنت عن ماء البئر وعن السامرة وعن الرجل الذي كانت تساكنه، وأعطت نفسها للمعلّم وذهبت تحمله إلى الآخرين. نسيت انها كانت في عطش، وصارت عطشانة لهذا الماء الإنجيلي الجديد، وارتوت بيسوع الناصري وحملته وبشّرت به وأَحبّته وعاشت به فدُعيت فوتين اي المستنيرة.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

الرسالة: أعمال الرسل 11: 19-30

في تلك الأيام لما تبدّد الرسل من أجل الضيق الذي حصل بسبب استفانُس، اجتازوا إلى فينيقية وقبرس وأنطاكية وهم لا يُكلّمون أحدا بالكلمة الا اليهود فقط. ولكن قومًا منهم كانوا قبرسيين وقيروانيين. فهؤلاء لما دخلوا أنطاكية أخذوا يكلّمون اليونانيين مبشّرين بالرب يسوع. وكانت يد الرب معهم، فآمن عدد كثير ورجعوا إلى الرب. فبلغ خبر ذلك إلى آذان الكنيسة التي بأورشليم، فأرسلوا برنابا لكي يجتاز إلى أنطاكية. فلما أقبل ورأى نعمة الله، فرح ووعظهم كلّهم بأن يثبتوا في الرب بعزيمة القلب، لأنه كان رجلا صالحا ممتلئا من الروح القدس والإيمان. وانضمّ إلى الرب جمعٌ كثير. ثم خرج برنابا إلى طرسوس في طلب شاول. ولما وجده أتى به إلى أنطاكية. وتردّدا معا سنة كاملة في هذه الكنيسة وعلّما جمعا كثيرا، ودُعي التلاميذ مسيحييـن في أنطاكية أولاً. وفي تلك الأيام انحدر من أورشليم أنبياء إلى أنطاكية. فقام واحد منهم اسمه أغابوس فأنبأ بالروح أنْ ستكون مجاعة عظيمة على جميع المسكونة. وقد وقع ذلك في أيام كلوديوس قيصر. فحتم التلاميذُ بحسب ما يتيسّر لكل واحد منهم أن يُرسلوا خدمة إلى الإخوة الساكنين في أورشليم. ففعلوا ذلك وبعثوا إلى الشيوخ على أيدي برنابا وشاول.

الإنجيل: يوحنا 4: 5-42

في ذلك الزمان أتى يسوع إلى مدينة من السامرة يقال لها سوخار بقرب الضيعة التي أعطاها يعقوب ليوسف ابنه. وكان هناك عين يعقوب. وكان يسوع قد تعب من المسير، فجلس على العين وكان نحو الساعة السادسة. فجاءت امرأة من السامرة لتستقي ماءً. فقال لها يسوع: أَعطيني لأشرب -فإن تلاميذه كانوا قد مضوا إلى المدينة ليبتاعوا طعاما-فقالت له المرأة السامرية: كيف تطلب أن تشرب مني وأنت يهوديّ وأنا امرأة سامرية، واليهود لا يُخالطون السامريين؟ أجاب يسوع وقال لها: لو عَرفتِ عطيّة الله ومَن الذي قال لك أعطيني لأشرب لطلبتِ أنتِ منه فأعطاكِ ماءً حيًا. قالت له المرأة: يا سيد إنه ليس معك ما تستقي به والبئرُ عميقة، فمن أين لك الماء الحيّ؟ ألعلّك أنت أعظم من أبينا يعقوب الذي أعطانا البئر ومنها شرب هو وبنوه وماشيته؟ أجاب يسوع وقال لها: كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضا، واما من يشرب من الماء الذي أنا أُعطيه فلن يعطش إلى الأبد، بل الماء الذي أُعطيه له يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية. فقالت له المرأة: يا سيد أَعطني هذا الماء لكي لا أعطش ولا أَجيء إلى ههنا لأَستقي. فقال لها يسوع: اذهبي وادعي رَجُلَك وهلُمّي إلى ههنا. أجابت المرأة وقالت: إنه لا رجُل لي. فقال لها يسوع: قد أحسنتِ بقولك إنه لا رجل لي. فإنه كان لك خمسة رجال، والذي معك الآن ليس رجُلك. هذا قلته بالصدق. قالت له المرأة: يا سيد أرى أنك نبيّ. آباؤنا سجدوا في هذا الجبل، وأنتم تقولون إنّ المكان الذي ينبغي أن يُسجد فيه هو في أورشليم. قال لها يسوع: يا امرأة صدّقيني، انها تأتي ساعة لا في هذا الجبل ولا في أورشليم تسجدون فيها للآب. أنتم تسجدون لِما لا تعلمون ونحن نسجد لما نعلم، لأن الخلاص هو من اليهود. ولكن تأتي ساعة وهي الآن حاضرة إذ الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق، لأن الآب إنما يطلب الساجدين له مثل هؤلاء. الله روح، والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا. قالت له المرأة: قد علمتُ أنّ مسيّا الذي يُقال له المسيح يأتي. فمتى جاء ذاك فهو يُخبرنا بكل شيء. فقال لها يسوع: أنا المتكلم معك هو. وعند ذلك جاء تلاميذه فتعجّبوا أنه يتكلم مع امرأة. ولكن لم يقلْ أحد ماذا تطلب أو لماذا تتكلم معها. فتركت المرأة جرّتها ومضت إلى المدينة وقالت للناس: تعالوا وانظروا إنسانا قال لي كل ما فعلتُ. ألعلّ هذا هو المسيح؟ فخرجوا من المدينة وأَقبلوا نحوه. وفي أثناء ذلك سأله تلاميذه قائلين: يا معلم كلْ. فقال لهم: إن لي طعاما لآكُل لستم تعرفونه أنتم. فقال التلاميذ في ما بينهم: ألعلّ أحدا جاءه بما يأكل؟ فقال لهم يسوع: إن طعامي أن أعـمل مشيئة الذي أَرسلني وأُتمم عمله. ألستم تقولون أنتم انه يكون أربعة أشهر ثم يأتي الحصاد؟ وها أنا أقول لكم: ارفعوا عيونكم وانظروا إلى المَزارع إنها قد ابيضّت للحصاد. والذي يحصد يأخذ أُجرة ويجمع ثمرًا لحياة أبدية لكي يفرح الزارع والحاصد معا. ففي هذا يَصدُق القول ان واحدا يزرع وآخر يحصد. إني أرسلتُكم لتحصدوا ما لم تتعبوا أنتم فيه. فإن آخرين تعبوا وأنتم دخلتم على تعبهم. فآمن به من تلك المدينة كثيرون من السامريين من أجل كلام المرأة التي كانت تشهد أن: قال لي كل ما فعلتُ. ولما أتى اليه السامريون سألوه أن يُقيم عندهم، فمكث هناك يومين. فآمن جمع أكثر من أولئك جدا من أجل كلامه. وكانوا يقولون للمرأة: لسنا من أجل كلامكِ نؤمن الآن، لأنا نحن قد سمعنا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلّصُ العالم.

"أتحبّني؟ ارعَ خرافي"

في الحوار الأخير ما بين الربّ يسوع، بعد قيامته من بين الأموات، والقدّيس بطرس الرسول يوصي الربّ تلميذه ثلاث مرّات: "ارعَ حملاني"، "ارعَ نعاجي"، "ارعَ كباشي" (يوحنّا 21: 15-19). وقد سلّمه هذه الوصايا الثلاث بعد أن سأل بطرس ثلاثًا إن كان يحبّه، فكانت أجوبته إيجابيّة على أسئلة الربّ الثلاثة. وقد رأى مفسّرو إنجيل يوحنّا في هذه الفقرة اعترافًا وتوبةً من بطرس الذي أنكر المسيح ثلاثًا قبل أن يصيح الديك، إبّان محاكمة يسوع قبيل تسليمه للصلب. يأتي، إذًا، اعتراف بطرس بمحبّة يسوع نوعًا من طلب الغفران على نكرانه إيّاه قبل أيّام معدودة.

يرى المغبوط أُغسطينُس (+430) في هذا الحوار قيامة لبطرس من الخطيئة، فيقول: "قام يسوع بالجسد، وبطرس نهض بالروح، لأنّه، عندما مات يسوع بعد الآلام، مات بطرس بنكرانه. المسيح الربّ قام من بين الأموات، وبحبّه أقام بطرس وسأله عن محبّته له وأسند إليه العناية بخرافه. فأيّ نفع قدّمه بطرس للمسيح بمحبّته؟ إذا أحبّك المسيح فهذا نفعٌ لك لا للمسيح. وإذا أنت أحببت المسيح فهذا لمنفعتك لا للمسيح". غير أنّ المسيح قد رفع من شأن بطرس حين أقامه إمامًا على خرافه، فقال: "ارعَ خرافي"، أي ارعَ المؤمنين بي، وذلك بأن تحمل أعباءهم وتحميهم وتعزّيهم في ضعفهم وتغذّيهم بنعمة موهوبة لك من لدن الله.

يُجمع التراث الكنسيّ على القول بضرورة اقتداء الرعاة بالراعي الوحيد الربّ يسوع المسيح، فأفراهاط (فرهاد) الفارسيّ الذي عاش في القرن الرابع الميلاديّ يقول: "أيّها الرعاة، اقتدوا بالراعي المجتهد، رئيس القطيع كلّه، الذي عني عناية فائقة بقطيعه. لقد قرّب الأبعدين وجمع المتشرّدين. افتقدَ المرضى وشدّد الضعفاء والمقهورين... وجاد بنفسه في سبيل القطيع. ثمّ قال لسمعان بطرس "ارع خرافي، ارعَ حملاني، ارعَ كباشي"، فقام سمعان برعاية الخراف، وأتمّ دعوته، وسلّمكم القطيع ورحل. وأنتم بدوركم، عليكم أن ترعوهم وتُرشدوهم خير إرشاد". ثمّ يؤكّد أفراهاط على ابتعاد الرعاة عن أيّ عمل دنيويّ له طابع شخصيّ، وتكريس أنفسهم لخدمة القطيع وحسب، فيقول: "الراعي الذي يهتم بخرافه ليس عنده مسعًى آخر. فلا ينصب كرمة أو يغرس بستانًا أو ينهمك بمتاعب هذا العالم. فإنّا لا نرى راعيًا ترك خرافه في البرّيّة وأصبح تاجرًا، أو ترك القطيع يضلّ وتوجّه إلى عمله. فلو أهمل الراعي قطيعه، لأسلمه للذئاب".

يعود أُغسطينُس إلى تأكيد الدور الذي ينبغي على الرعاة المؤتمنين على القطيع أن يؤدّوه بأمانة وتفانٍ كبيرين، فيتساءل ويجيب بلسان السيد المسيح: "ماذا يمكن لعبارة: "أتحبّني؟ ارعَ خرافي" أن تعني غير التالي: إذا كنتَ تحبّني، فكّر برعاية خرافي لا برعاية نفسك. اطلبْ مجدي في الخراف لا مجدك أنت، سيادتي أنا لا سيادتك أنت، ربحي أنا لا ربحك أنت... مَن يحبّ الله لا نفسه، فهذا هو مَن يحبّ نفسه حقًّا. فالذي يحبّ نفسه، لا يحبّ نفسه حقًّا. لكن، عندما يكون المسيح محبوبه، هو مَن يحفظ حياته، لا يحبّ نفسه حقًّا". ثمّ يذهب أُغسطينُس إلى حدّ الطلب من الرعاة أن يكونوا مستعدّين للموت حفاظًا على الخراف، فيقول: "يأتمن المسيح العبد على خرافٍ افتداها بدمه. لذلك يطلب منه الاحتمال حتّى بذل الدم. أيّة خراف؟ تلك التي افتديتُها بدمي، ومتُّ من أجلها. هل تحبّني؟ كن مستعدًّا للموت عن خرافي".

يطلب الربّ من الرعاة المؤتمنين على القطيع أن يكونوا دائمي التأهّب في سبيل الحفاظ على الخراف إلى حدّ بذل الذات. لذلك يقول الربّ يسوع لبطرس: "لـمّا كنتَ شابًّا، كنتَ تشدّ حزامك بيديك، وتذهب أنّى تشاء، فإذا شختَ، بسطتَ يديك، وشدّ غيرُك لك حزامك، وأخذك إلى حيث لا تشاء. قال ذلك مشيرًا إلى الـمِيتة التي سيمجّد بها الله" (يوحنّا 21: 18-19). يقول القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم تعليقًا على هذا القول: "يسوع لم يقل لبطرس إنّه ينبغي له أن يموت، بل إنّه سيمجّد الله، لتعلم أنّ التألّم من أجل المسيح مجدٌ للمتألّم وكرامة". وفي السياق ذاته يقول أُغسطينُس: "هذه هي النهاية التي بلغها (بطرس) ذلك الناكر والمحبّ، فتطهّر ببكائه، وبات مقبولاً باعترافه، ومكلّلاً بآلامه".

يلاحظ القدّيس أفرام السريانيّ (+373) "أنّ الربّ لم يسلّم قطيعه الصغير إلى رعاته قبل حصوله على عهد كريم. فاقتبل اعترافًا مثلّثًا من بطرس مقابل نكران مثلّث. وعندما سأله سيّده: أتحبّني؟ شاء الربّ أن يجتمع قلب بطرس على حبّ حقيقيّ له، كي يقتني أغنام المسيح، لتكون قطيعًا له. وعندما رأى الربّ أنّ فمه كان معترفًا، وأنّ دموعه كانت ختمًا، أعطاه مكافأة معدّة للرعاة، أي موتًا، لأنّ هذا هو تاج النصر للراعي والرعيّة". عندما أمر الإمبراطور نيرون بأن يعلَّق بطرس على الصليب، طلب هذا الأخير أن يعلَّق رأسًا على عقب، كي لا يموت ميتة المسيح ذاتها، فلا يلتبس الموضوع على بعض السُّذَّج. ويشير المؤرّخ الكنسيّ إفسافيوس القيصريّ (+340) إلى كون "نيرون أعلن عنه جهارًا أنّه أوّل محارب لله أقدم على قتل الرسل. وقد روي أنّ بولس قُطع رأسه في رومية نفسها، وأنّ بطرس أيضًا صُلب في عهد نيرون. وما يؤيّد هذه الرواية أنّ اسميهما ما يزالان باقيين إلى الآن على القبور في ذلك المكان".

من تعليمنا الأرثوذكسي: بئر يعقوب

التلميذ: تكلم الكاهن عن لقاء يسوع مع المرأة السامرية في بئر يعقوب. أين تقع هذه البئر ومن هو يعقوب؟

المرشد: تُنسب البئر الى يعقوب وهو ابن اسحق ابن ابراهيم الذين نقرأ عنهم في سفر التكوين. البئر موجودة حتى الآن، وتقع ضمن كنيسة أرثوذكسية في نابلس (فلسطين). نعرف من تقليد قديم للسامريين أن البئر موجودة منذ القرن الثالث قبل الميلاد، وهي فعلا عميقة جدا كما قالت المرأة السامرية، اذ يبلغ عمقها ٤٦ مترا وقطر حافّتها مترين ونصف المتر.

التلميذ: هل هناك كنيسة؟

المرشد: نعم، تقع البئر ضمن كنيسة بُنيت في القرن العشرين، وكانت قبلها كنيسة كبيرة ذات ثلاثة أروقة بناها الصليبيون وأُهملت في القرن الخامس عشر. اما قبل ذلك فكانت كنيسة بيزنطية بشكل صليب، والبئر في وسطها، بُنيت حوالى سنة 380، وصفها الحجاج وقد دُمرت في القرن التاسع.

ذكرى إبادة الأرمن

أَحيَت الكنيسة الأرمنية الذكرى المئوية للإبادة الجماعية التي جرت سنة ١٩١٥ بقداس في إتشميازين مركز البطريركية الأرمنية بالقرب من يِرِفان ترأسه الكاثوليكوس كاراكين الثاني (كاثوليكوس عموم أرمينيا) والكاثوليكوس آرام الأول (كاثوليكوس كيليكيا، ومركزه أنطلياس) بحضور الرسميين وحشود من الشعب. حضر أيضًـا بطريرك أنطاكيا يوحنا العاشر، وتاودروس بطريرك الأقباط الأرثوذكس، وأفرام بطريرك السريان الأرثوذكس، ومار بشارة بطرس الراعي بطريرك الموارنة، وممثلون عن مختلف الكنائس. جرى في القداس إعلان قداسة المليون ونصف، شهداء الإبادة الجماعية. يُذكر ايضًا ان العديد من الكنائس في بلادنا أحيت هذه الذكرى بقرع الأجراس وتلاوة الصلوات.

 

Last Updated on Wednesday, 06 May 2015 11:58
 
Banner