Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2015 العدد 20: كنتُ أعمى والآن أَبصرت
العدد 20: كنتُ أعمى والآن أَبصرت Print Email
Sunday, 17 May 2015 00:00
Share

تصدرها أبرشية جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد 17 أيار 2015   العدد 20 

أحد الأعمى

logo raiat web



كلمة الراعي

كنتُ أعمى والآن أَبصرت

إنجيل اليوم حول شفاء الرجل الأعمى نمط من أنماط قصة اليهود مع المسيح لا بل قصتنا نحن أيضًـا مع السيد وملخّصها أننا لا نريد أن نؤمن رغم وجود الأدلة الصريحة لدينا عن أُلوهية السيد.

رجل أعمى منذ مولده -أي انه لا يمكن أن يُشفى- شُفي بكلمة السيد. المأساة أن البشرية، مرموزًا اليها باليهود، بشرية عمياء ولا تريد أن تفهم. وها هي قصة الله مع الناس. الله وحده، متروك، غير محبوب، ونحن نغلّف خطايانا بشتى أنواع الكبرياء كي نزكي أنفسنا ونجد لسلوكنا ما يجعله برّاقا، ما يجعلنا في صدارة الفضلاء ونحن لسنا بفضلاء.

نجد في هذا الإنجيل مناقشة اليهود للمسيح في ما يختص بالسبت. السبت يوم يُحرّم فيه القيام بأيّ عمل، وقال الفريسيون ان الشفاء لا يجوز يوم السبت، اي انهم جعلوا الشريعة أهم من الانسان. كانت هذه نقطة تصادم بينهم وبين المعلّم. يسوع كان خاضعا للشريعة. لم يكن يعلّم يوم السبت، ولكنه كان يشفي المرضى يوم السبت. هذا كان من الاسباب التي دفعت اليهود إلى قتل السيد.

ونحن هل نبصر؟

"اغتسلتُ فأبصرتُ"، أي انني آمنتُ بالرب يسوع فتعمّدتُ وانكشفتْ لي الحقيقة وأنا لست بأعمى ولو كنت مولودا أعمى من الناحية الروحية. أجيء وأنضمّ إلى الكنيسة وأَعترف بأني كنت بشرًا خاطئًا والآن اغتسلتْ حياتي. اغتسلت بماء الروح القدس الذي هو نور الآب فأبصرت.

ولكن الذين اغتسلوا بالمعمودية أمُبصرون هم أَم عميان؟ فيهم المبصر وفيهم الأعمى. فإنهم من بعد ان أخذوا نعمة الله ونشأوا في الكنيسة يعودون إلى شهواتهم الفاسدة وكأنهم لم يغتسلوا، وكأنهم لم يبصروا ولم يسمعوا، وهذه مأساة أعظم من الذين لم يسمعوا ولم يأتوا. الذين لم يسمعوا بالمسيح لهم عذر، اما الذين اخذوا معرفة الحق فلماذا يأثمون؟ ولماذا من بعد بصر يصيرون عميانا؟ كيف يصير الانسان أعمى؟ عندما يخطئ ثم يخطئ فيخطئ ويكرر خطيئته، عندئذ يتغيّر عقله مع خطيئته. العقل يلحق الخطيئة كما يلحق البرّ. فمن كان صادقا وبقي صادقًا سنة بعد سنة، ينمو جليّ العقل ويقوى إيمانه لأن الإيمان يعبّر عن الفضيلة كما ان الفضيلة تأتي نتيجة الإيمان. ولكن مَن أثم، من سرق فسرق ثم سرق، او قتل فقتل ثم قتل، هذا لا يمكن ان يؤمن بوداعة المسيح وبلطف الله وبحقوق الناس وبحرية الناس. هذا يفسُد إيمانه إذ يأتي عقله مطابقًا لسلوكه السيء.

كل سوء سلوك يُفسد الإيمان. لا يمكنك على الإطلاق ان تستمر في الغيّ وان تستفحل في الشر وان تدّعي انك مؤمن. أنت لا تستطيع أن تؤمن وألاّ تمارس محبة الله وعمل الله. الإيمان ليس قضية تصديق بوجود الله. الإيمان هو أن أقبل الرب سيدًا عليّ، متربّعا على عرش قلبي، وأن أُنظف قلبي حتى يكون مطابقا لله، ليكون نقيّا مثل الله. ولهذا ينبغي ليس فقط أن نبصر ولكن أن نحافظ على عيوننا وسلامتها، وفي المعنى الديني أن نؤمن ونحافظ على بصيرتنا الروحية وعلى وعينا وممارستنا للإيمان بالصلاة الدائمة وبعمل المحبة وبالعطاء الكبير.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

الرسالة: أعمال الرسل 16: 16-34

في تلك الأيام، فيما نحن الرسل منطلقون إلى الصلاة، استقبلتْنا جاريةٌ بها روح عرافة، وكانت تُكسِب مواليها كسبا جزيلا بعرافتها. فطفقت تمشي في إثر بولس وإثرنا وتصيح قائلة: هؤلاء الرجال هم عبيدُ الله العليّ وهم يُبشّرونكم بطريق الخلاص. وصنعتْ ذلك أياما كثيرة، فتضجّر بولس والتفت إلى الروح وقال: إني آمرُكَ باسم يسوع المسيح أن تخرج منها، فخرج في تلك الساعة. فلما رأى مواليها أنه قد خرج رجاء مكسبهم قبضوا على بولس وسيلا وجرّوهما إلى السوق عند الحُكّام، وقدّموهما إلى الولاة قائلين: إن هذين الرجُلين يُبلبلان مدينتنا وهما يهوديّان، ويُناديان بعادات لا يجوز لنا قبولها ولا العمل بها إذ نحن رومانيون. فقام عليهما الجمع معا ومزّق الولاةُ ثيابهما وأمروا أن يُضربا بالعصيّ. ولـما أَثخنوهما بالجراح أَلقوهما في السجن وأَوصَوا السجّان بأن يحرسهما بضبط. وهو إذ أُوصي بمثل تلك الوصية ألقاهما في السجن الداخلي وضبط أرجلهما في المقطرة. وعند نصف الليل كان بولس وسيلا يُصلّيان ويسبّحان الله والمحبوسون يسمعونهما، فحدث بغتة زلزلة عظيمة حتى تزعزعت أُسس السجن، فانفتحت في الحال الأبواب كلّها وانفكَّت قيود الجميع. فلما استيقظ السجّان ورأى أبواب السجن انها مفتوحة استلّ السيف وهمَّ أن يقتل نفسه لظنّه أن المحبوسين قد هربوا. فناداه بولس بصوت عال قائلا: لا تعمل بنفسك سوءا فإنّا جميعنا ههنا. فطلب مصباحا ووثب إلى داخل وخرَّ لبولس وسيلا وهو مرتعد. ثم خرج بهما وقال: يا سيديّ، ماذا ينبغي لي أن أَصنع لكي أَخْلُص؟ فقالا: آمنْ بالرب يسوع المسيح فتخلُص أنت وأهل بيتك. وكلّماه هو وجميع من في بيته بكلمة الرب. فأخذهما في تلك الساعة من الليل وغسل جراحهما واعتمد من وقته هو وذووه أجمعون. ثم أَصعدهما إلى بيته وقدّم لهما مائدة وابتهج مع جميع أهل بيته إذ كان قد آمن بالله.

الإنجيل: يوحنا ١:٩-٣٨

في ذلك الزمان فيما يسوع مجتاز رأى إنسانا أعمى منذ مولده. فسأله تلاميذه قائلين: يا رب، من أخطأ أهذا أم أبواه حتى وُلد أعمى؟ أجاب يسوع: لا هذا أخطأ ولا أبواه، لكن لتظهر أعمال الله فيه. ينبغي لي أن أَعمل أعمال الذي أَرسلني ما دام نهارٌ، يأتي ليل حين لا يستطيع أحدٌ أن يعمل. ما دمتُ في العالم فأنا نور العالم. قال هذا وتفل على الأرض وصنع من تفلته طينا وطلى بالطين عينَي الأعمى وقال له: اذهبْ واغتسلْ في بركة سِلوام (الذي تفسيره المرسَل). فمضى واغتسل وعاد بصيرا. فالجيران والذين كانوا يرونه من قبل أنه كان أعمى قالوا: أليس هذا هو الذي كان يجلس ويستعطي؟ فقال بعضهم: هذا هو، وآخرون قالوا: إنه يشبهه. واما هو فكان يقول: إني أنا هو. فقالوا له: كيف انفتحتْ عيناك؟ أجاب ذاك وقال: إنسان يُقال له يسوع صنع طينا وطلى عينيّ، وقال لي اذهب إلى بركة سلوام واغتسل، فمضيتُ واغتسلتُ فأبصرتُ. فقالوا له: أين ذاك؟ فقال لهم: لا أَعلم. فأَتوا به، أي بالذي كان قبلا أعمى، إلى الفريسيين.

وكان حين صنع يسوع الطين وفتح عينيه يوم سبت. فسأله الفريسيون أيضا كيف أبصر، فقال لهم: جعل على عينيّ طينا ثم اغتسلتُ فأنا الآن أُبصر. فقال قوم من الفريسيين: هذا الإنسان ليس من الله لأنه لا يحفظ السبت. آخرون قالوا: كيف يقدر إنسان خاطئ أن يعمل مثل هذه الآيات؟ فوقع بينهم شقاق. فقالوا أيضا للأعمى: ماذا تقول أنت عنه من حيث إنه فتح عينيك؟ فقال: إنه نبي. ولم يصدّق اليهود عنه أنه كان أعمى فأَبصر حتى دعَوا أبوَي الذي أَبصر وسألوهما قائلين: أهذا هو ابنُكما الذي تقولان انه وُلد أعمى، فكيف أبصر الآن؟ أجابهم أبواه وقالا: نحن نعلم أن هذا ولدنا وانه وُلد أعمى، وأما كيف أَبصرَ الآن فلا نعلم، أو من فتح عينيه فنحن لا نعلم، هو كامل السن فاسألوه فهو يتكلّم عن نفسه. قال أبواه هذا لأنهما كانا يخافان من اليهود لأن اليهود كانوا قد تعاهدوا أنه إن اعترف أحد بأنه المسيح يُخرَج من المجمع. فلذلك قال أبواه هو كامل السنّ فاسألوه. فدَعَوا ثانيةً الانسان الذي كان أعمى وقالوا له: أَعطِ مجدا لله، فإنا نَعلم أن هذا الإنسان خاطئ. فأجاب ذاك وقال: أخاطئ هو لا أعلم، إنما أَعلم شيئا واحدا أني كنتُ أعمى والآن أنا أُبصر. فقالوا له أيضا: ماذا صنع بك؟ كيف فتح عينيك؟ أجابهم قد أَخبرتكم فلم تسمعوا، فماذا تريدون أن تسمعوا أيضا؟ ألعلّكم أنتم أيضا تريدون أن تصيروا له تلاميذ؟ فشتموه وقالوا له: أنت تلميذُ ذاك. واما نحن فإنّا تلاميذُ موسى ونحن نَعلم أن الله قد كلّم موسى. فأما هذا فلا نعلم من أين هو. أجاب الرجل وقال لهم: إن في هذا عَجَبا أنكم ما تعلمون من أين هو وقد فتح عينيّ، ونحن نعلم أن الله لا يَسمع للخطأة، ولكن اذا أحدٌ اتقى الله وعمل مشيئته فله يستجيب. منذ الدهر لم يُسمع أن أحدا فتح عيني مولودٍ أعمى. فلو لم يكن هذا من الله لم يقدر أن يفعل شيئا. أجابوه وقالوا له: إنك في الخطايا قد وُلدتَ بجملتك. أفأنت تُعلّمنا؟ فأَخرجوه خارجا. وسمع يسوع أنهم أخرجوه خارجا، فوجده وقال له: أتؤمن أنت بابن الله؟ فأجاب ذاك وقال: فمن هو يا سيد لأؤمن به؟ فقال له يسوع: قد رأيتَه، والذي يتكلّم معك هو هو. فقال له: قد آمنتُ يا رب، وسجد له.

"إنّي صاعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم"

"قال لها يسوع: لا تُمسكي بي لأنّي لم أصعد بعد إلى أبي. ولكن اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم: إنّي صاعدٌ إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم" (يوحنّا 20: 17). يطلب الربّ يسوع، بعد قيامته من بين الأموات من مريم المجدليّة ألاّ تُمسك به، وفي ترجمة أخرى ألاّ تلمسه، وذلك يعود إلى تفسيرات شتّى، أبرزها أنّ يسوع أراد أن يُخبر مريم بأنّ العلاقة الإنسانيّة التي تربطه معها ومع الجميع قد تبدّلت، وأنّه ينبغي من الآن وصاعدًا أن ينظروا إلى ما وراء البشريّ، إلى البعد الإلهيّ. فيسوع أكمل حياته على الأرض وأنهى كلّ علاقة ملموسة أو محسوسة وفق الطبيعة البشريّة، وصعد إلى السماء فباتت العلاقة به مختلفة اختلافًا جذريًّا.

قبل الاسترسال في شرح الآية أعلاه (يوحنّا 20: 17)، لا بدّ من الإشارة إلى قول يسوع لنيقوديمُس: "فما من أحد صعد إلى السماء إلاّ الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء" (يوحنّا 3: 13). رأى الآباء القدّيسون في هذه الآية تأكيدًا على تأنّس الكلمة الإلهيّ، وعلى وحدة الطبيعتين الإلهيّة والبشريّة في شخص يسوع المسيح الواحد "ينزل ويصعد بينما هو دائمًا في كلّ مكان"، وفق القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (+407). وفي السياق ذاته يقول القدّيس هيلاريون أُسقف بواتييه (+368) إنّ عبارة "الذي هو في السماء تتضمّن قوّة الطبيعة الأزليّة للمسيح غير المحدودة التي لا تُحصر في حدود الجسد. وبمقتضى الروح القدس وقوّة الله الكلمة فإنّه حلّ في حشا مريم في هيئة عبد، لكنّه كان دائمًا ربّ الكلّ في السماء والأرض وما فوق السماء والأرض. هكذا نزل من السماء وهو ابن الإنسان، لكنّه في السماء أيضًا. فالكلمة الذي صار بشرًا، لم يكُفّ عن كونه الكلمة".

"لا تُمسكي بي"، يقول الربّ يسوع لمريم المجدليّة. يقول القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم في مسألة تبدّل العلاقة بين يسوع والمؤمنين بعد قيامته من بين الأموات، إنّ المجدليّة "كانت ما تزال تبتغي أن تكون بحضرته، كما اعتادت، ومن فرحها لم تدرك عظمته، مع أنّه أصبح أعظم بكثير بمقتضى الجسد. وكي يبعدها عن هذه الفكرة، وتمتنع عن مخاطبته بألفة كبيرة (فإنّه ما عاد يظهر أليفًا لتلاميذه) رفع فكرها كي تكون أكثر وقارًا تجاهه. إنّه يقول لا تخاطبيني كما كنت تفعلين من قبل، فالأمور ما عادت كما كانت، فلن أكون معكم على النحو ذاته". أمّا القدّيس رومانوس المرنّم فيقول إنّ "المجدليّة دفعتها محبّتها الحارّة إلى أن تُمسك بيسوع. إلاّ أنّه لم يلُم رغبتها، فرفعها إلى الإلهيّات بقوله لا تمسكي بي. أوتظنّين أنّي مجرّد إنسان؟ إلهٌ أنا. لا تُمسكي بي. اطلبيني هناك في السماويّات، لأنّي صاعد إلى أبي الذي لم أُفارقه. أنا واحد معه في الزمن، والعرش، والكرامة. وأنا أُعطي الساقطين القيامة".

أمّا القدّيس كيرلّس الإسكندريّ (+444) يرفض الرأي القائل بأنّ المسيح رفض أن تمسك المجدليّة به كي لا يتدنّس، وأكّد أنّ "الطبيعة الإلهيّة لا يمكن أن تتدنّس". وبالاستناد إلى قول يسوع نفسه: "ما جئتُ أدعو أبرارًا، بل خطأةً إلى التوبة" (متّى 9: 13)، يتابع كيرلّس كلامه فيقول إنّ الربّ يسوع اقتبل الصلب الخلاصيّ والقيامة من بين الأموات، لكنّه "قبل أن يبلغ غايته اللائقة به بعد، خالط الأبرار والأشرار، وآكل جباة الضرائب والخاطئين، وسمح للذين أرادوا أن يلمسوا جسده المقدّس كي يقدّس الجميع، ويدعوهم إلى معرفة الحقّ، ويشفي المرضى، ويعافي المنسحقين بأمراض الخطايا". أمّا بعد قيامته المجيدة، فما أجاز لمريم أن تُمسك به لأنّ "الروح القدس لم يكن قد أُرسل إلينا بعد، لأنّ يسوع لم يكن قد صعد بعد إلى الآب".

"إنّي صاعد إلى أبي وابيكم وإلهي وإلهكم". يلاحظ القدّيس كيرلّس الأورشليميّ (+387) أنّ الربّ يسوع لم يقُل إنّه صاعد إلى "أبينا وإلهنا"، بل ميّز ما يخصّه، بحسب الطبيعة، بقوله: "إلى أبي"، ثمّ أضاف "إلى أبيكم" بالتبنّي. وإنْ كان المسيح يسمح لنا بأن نقول "أبانا الذي في السموات..."، فذلك من قبيل اللطف الخالص. إنّنا لا ندعو الله أبانا لأنّنا وُلدنا بالطبيعة من الآب السماويّ، إنّما لأنّنا انتقلنا من العبوديّة إلى البنوّة بنعمة من الآب في الابن بالروح القدس (...) ولكي لا نظنّ أنّ الآب هو أبو الابن على نحو ما هو أبو الخليقة، لم يقل إنّي أصعد إلى أبينا، لئلاّ تكون مشاركة بين الخلائق والابن الأوحد، إنّما قال أبي وأبيكم ليبيّن الخلاف. إنّه أبو الابن بحسب الطبيعة، وأبونا بحسب التبنّي". والأمر ذاته يجري على قوله "إلهي وإلهكم"، فالله هو إله الابن بشكل خاصّ لأنّه ابنه الوحيد، وإلهنا كافّة لأنّنا خلائقه. وشتّان ما بين الأمرين.

لمناسبة عيد الصعود الإلهيّ، الخميس المقبل، لا بدّ من التذكير بأنّ اللقاء بيسوع روحيًّا ومادّيًّا إنّما يتمّ في القدّاس الإلهي حيث يحضر في الخبز والخمر، في الكأس المقدّسة. مَن يريد أن يلمس يسوع له أن يأتي إلى القدّاس، هناك يجده.

تأمّل في إنجيل اليوم

ان حادثة شفاء الأعمى تصوير لما قاله النبي إشعياء: "حينئذ تفتح عيون العميان" (إشعياء ٣٥: ٥)، وعبارة يسوع لما فتح السفر في الهيكل وقرأ: "روح الرب عليّ .... أَرسلَني لأشفي المنكسري القلوب لأُنادي .... وللعميان بالبصر" (لوقا ٤: ١٨). والمؤكد أن العمى الجسدي، رغم انه كان موضع اهتمام يسوع، يرمز هنا الى العمى الروحي الذي يشفيه يسوع ويخلّص الناس منه. لكن الشفاء في هذا الإنجيل لا ينفصل عن إرادة الأعمى الطيّبة وإيمانه الصادق.

تعطينا الكنيسة في تراتيل الأحد التعبير الأفضل عن هذه الحادثة وتربطها بحياتنا:

- ايها المسيح إلهنا، يا شمس العدل الذي يفوق كل إدراك، انت باللمس قد فتحت عينَي المولود أعمى، فافتح أعين نفوسنا واجعلنا أبناء للنور.

- اني أتقدّم اليك ايها المسيح، وانا مكفوف حدقتَي النفس كالأعمى منذ مولده، صارخا اليك بتوبة: انت هو النور الفائق الضياء للذين في الظلام.

القديسان الرسولان أَندرونيكوس ويونيّا

عيدهما في 17 أيار. يذكرهما الرسول بولس في رسالته إلى أهل رومية: "سلّموا على أندرونيكوس ويونيا نسيبيّ المأسورين معي اللذين هما مشهوران بين الرسل وقد كانا قبلي في المسيح" (١٦: ٧).

نفهم من ذلك انهما آمنا بالمسيح قبل ان يؤمن بولس وانهما نشيطان في البشارة معه ومع العديد من المبشّرين الذين يذكرهم العهد الجديد. نعرف من التراث ان أندرونيكوس وزوجته يونيا هما من أصل يهوديّ وقد آمنا بالمسيح في اورشليم ثم صارا معاونين لبولس في البشارة وانه ألقي القبض عليهما سنة ٥٨ وسيقا الى رومية حيث سُجنا وتكمّلا بالشهادة.

قال القديس يوحنا الذهبيّ الفم في تفسيره للرسالة الى أهل رومية: "ما أعظم تفاني هذه المرأة يونيا حتى انها اعتُبرت مستأهلة أن تكون رسولة".

Last Updated on Monday, 11 May 2015 18:28
 
Banner