للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
العدد 33: مصدر الحياة |
Tuesday, 11 August 2015 00:00 |
تصدرها أبرشية جبيل والبترون للروم الأرثوذكس الأحد الحادي عشر بعد العنصرة
كلمة الراعي مصدر الحياة عندنا في إنجيل اليوم إنسان مديون لرجل غني، عليه ان يدفع له عشرة آلاف وزنة. الرجل الغني، الدائن، يمثّل الله وعلاقتنا بالربّ علاقة دَين لأنه هو المعطي واليه المُنته ولعلّ لفظة الدَين مشتقة من الدين، فيكون الدَين بهذه الحال صُدورا من الله ورجوعًا اليه. ويقارن الإنجيلي متى الدَين العظيم الذي تسامح الله به ولم يُلحّ عليه، يقارنه بدَين صغير لرجل عليه فقط مئة دينار. وجاء الدائن وحاول أن يخنقه. يدعونا الإنجيل الى أن نتخلّق بأخلاق الله وألا نحاسب الناس. استهلّ الإنجيلي المَثَل بقوله: "يُشبهُ ملكوتُ الله انسانا". ملكوت الله هو هذا الوضع الروحيّ الذي نحن فيه والذي ليس فيه محاسبة بيننا وبين البشر، ولكننا نعتبر انهم جميعا أبناء الله وان العلاقة في ما بينهم هي علاقة غفران وسماحة وعطاء بحيث لا نعامل الناس كما يعاملوننا. ولو عاملونا بالسوء، نعاملهم بالأخلاق الإلهية التي اقتبسناها من الاقتداء بالمسيح. ما يسوؤُني ويجرحني في الأوساط المسيحية أن الناس يتحدثون عن المحبة على انها ميزة للدين المسيحي، ولكنهم لا يريدونها لأنفسهم. يُجمّلون الدين المسيحي بما أتى به، ولا يجمّلون نفوسهم بهذه المحبة. ألم تسمعوا الناس يقولون المحبة جميلة ولكنها غير ممكنة، ونحن من لحم ودم فكيف نحبّ أعداءنا؟ وكيف نغفر لهم؟ وكأن المسيحيين يندمون على انهم لم يظلّوا يهودًا. اذا حلّلتم الكلام تحليلا صحيحا الآن فكأنهم يندمون على "العين بالعين والسنّ بالسنّ"، يندمون على فوات هذا الناموس وكأنه الناموس الذي يجب ان يُطبّق في الدنيا. واما الناموس المسيحي فيتغنّون به تغنيا، هذا اذا لم يرفضوه، وفي كل حال يرفضون تطبيقه في حياتهم. المسيحي لا يؤمن بالمحبة ناموسًا يُعاش. اذا كان المسيح إلها كما نؤمن، فكلامه حق وكلامه يُنَفّذ، وإلا فكان من الأولى به ألا يأتي وألا يتكلّم. يقول الناس: هكذا يصنع الغير. هذا شأن الغير. ماذا أصنع أنا؟ أنا أصنع ما في ناموسي، لأن ناموسي إلهي ولأني أريد أن أكون إلهيا. وإن لم أكن كذلك، فديانتي للتغنّي فقط وهي ديانة مغلوطة. ولكن اذا كانت لتُعاش، فعيشوها. ولكن كيف تُعاش؟ كيف تعاش ونحن لا نصلّي؟ كيف تُعاش ونحن لا نناجي المسيح؟ كيف تُعاش وهي مجرّد مراسم ومواسم وليست حياة دائمة تعيش في القلوب؟ سأقول لكم كيف تعاش: لا تخافوا ممن يقتل الجسد بل خافوا ممن يستطيع ان يثير البغض في قلوبكم. فإذا دخل الحقد الى نفسك فأنت في الجحيم منذ الآن. لا ينبغي ان نكون فلاسفة لنعرف ان كل أنظمة الدنيا محاولات، أن العائلة محاولة، محاولة حب، وأن الدولة محاولة تنظيم، كل شيء في الدنيا محاولة. طبعا لا بد من المحاولة، لا بد من تبديد الشر على قدر الإمكان بضبطه... يبقى الله وحده، مصدر الحياة التي لا تغرب، لأن من كان مع الله ليس في محاولة، هو واصل، والواصلون يحبّون، واذا أحبوا فالعالم كله في خلاص. جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان) الرسالة: ١كورنثوس 9: 2-12 يا إخوة إنّ ختم رسالتي هو أنتم في الرب، وهذا هو احتجاجي عند الذين يفحصونني. ألعلّنا لا سلطان لنا أن نأكل ونشرب، ألعلّنا لا سلطان لنا أن نجول بامرأةٍ أختٍ كسائر الرسل وإخوة الرب وصفا؟ أَم أنا وبرنابا وحدنا لا سلطان لنا أن لا نشتغل؟ من يتجنّد قط والنفقة على نفسه؟ من يغرس كرما ولا يأكل من ثمره؟ أو من يرعى قطيعا ولا يأكل من لبن القطيع؟ ألعلّي أتكلّم بهذا بحسب البشريّة أَم ليس الناموس ايضا يقول هذا؟ فإنه قد كُتب في ناموس موسى: لا تكُمّ ثورًا دارسا. ألعلّ الله تهمّّه الثيران، أو قال ذلك من أجلنا لا محالة؟ بل إنّما كُتب من أجلنا. لأنّه ينبغي للحارث أن يحرث على الرجاء وللدارس على الرجاء أن يكون شريكا في الرجاء. إنْ كنّا نحن قد زرعنا لكم الروحيّات أفيكون عظيمًا أن نحصد منكم الجسديّات؟ إن كان آخرون يشتركون في السلطان عليكم أفلسنا نحن أَولى؟ لكنّا لم نستعملْ هذا السلطان بل نحتمل كلّ شيء لئلّا نُسبّب تعويقا ما لبشارة المسيح. الإنجيل: متى 18: 23-35 قال الرب هذا المثل: يشبه ملكوت السماوات إنسانا ملكًا أراد أن يحاسب عبيده. فلمّا بدأ بالمحاسبة أُحضر اليه واحد عليه عشرة آلاف وزنة، واذ لم يكن له ما يُوفي، أَمَرَ سيّدُه أن يُباع هو وامرأته وأولاده وكل ما له ويوفى عنه. فخرّ ذلك العبد ساجدًا له قائلًا: تمهّل عليّ فأُوفيك كلّ ما لك. فرقّ سيّد ذلك العبد وأَطلقه وترك له الدّين. وبعدما خرج ذلك العبد وجد عبدا من رفقائه مديونا له بمئة دينار فأمسكه وأخذ يخنقه قائلًا: أَوفني ما لي عليك. فخرّ ذلك العبد على قدميه وطلب اليه قائلًا: تمهّل عليّ فأوفيك كلّ ما لك، فأبى ومضى وطرحه في السجن حتى يوفي الدين. فلما رأى رفقاؤه ما كان حزنوا جدا وجاؤوا فأعلموا سيّدهم بكل ما كان. حينئذٍ دعاه سيّده وقال: أيّها العبد الشرير كلّ ما كان عليك تركتُه لك لأنّك طلبتَ إليَّ. أفما كان ينبغي لك أن ترحم أنت أيضا رفيقك كما رحمتُك أنا؟ وغضب سيّده ودفعه إلى المعذِّبين حتى يوفي جميع ما له عليه. فهكذا أبي السماوي يصنع بكم ان لم تتركوا من قلوبكم كلّ واحد لأخيه زلّاته. الإنسان والبيئة لا ريب في أنّ البيئة والطبيعة، مع كلّ شروق شمس، تزداد بشاعة. فعندما كان الإنسان البدائيّ يسكن البراري والقفار، كانت الأرض أحسن ممّا هي عليه اليوم بعد أن انتقل الإنسان إلى عصر الحضارة والعمران. على العكس من المفترض، إذًا، مع تقدّم الإنسان تصبح البيئة أكثر فسادًا. تنامي الهوّة ما بين التقدّم والبيئة، إذا استمرّت هذه الحال، يدفعنا إلى القول بأنّ أيّامًا مقبلة ستُمسي فيها الأرض غير صالحة للحياة. خلق الله العالم، ورآه "حسنًا". ثمّ سلّم اللهُ الإنسانَ الخليقة كلّها أمانة، وجعلها في خدمته. فأمر النباتات بأن تثمر، وخلق الحيوانات وأمرها بأن تتكاثر. وخلق اللهُ الإنسان "على صورته ومثاله"، وأمره بأن ينمو ويكثر ويملأ الأرض ويُخضعها ويتسلّط على الحيوانات. غير أنّ الإنسان لم يدرك كيف يكون على صورة الله ومثاله، فأساء استعمال سلطته متناسيًا أنّ الله أراد منه ممارسة هذه السلطة بمنطق المحبّة لا بمنطق الاستبداد والطغيان. يوضح القدّيس يوحّنا الدمشقيّ (+750) مهمّة الإنسان في الكون، فيقول: "إنّ الفضيلة قد زُرعت في طبيعتنا من الله الذي هو بدء كلّ صلاح. إذًا، إذا ثبتنا في ما هو بحسب طبيعتنا نكون في الفضيلة، وإذا حدنا عمّا هو بحسب طبيعتنا -أي عن الفضيلة- نؤول إلى ما هو ضدّ طبيعتنا ونصير في الرذيلة". أمّا أوريجنّس الإسكندريّ (+235) فيعتبر أنّ الإنسان اتّخذ جلال "الصورة" وبهاءها في الخلق، لكنّ الكمال الذي هو المثال فيناله بالجهاد والمثابرة. فالإنسان أوتي إمكانيّة الكمال في البدء، وعليه أن يبلغه بإتمامه أعمال الفضيلة والبرّ. الله، إذًا، لم يخلق الشرّ. فالشرّ ليس طبيعيًّا ولا جوهر له، ليس الشرّ سوى البُعد عن الخير، كما أنّ الظلام ليس سوى غياب النور. يسعنا القول، إذًا، إنّ الشرّ قد دخل العالم نتيجة الخطيئة التي ارتكبها الإنسان بإرادته الحرّة، حين عصا الله ووصاياه. ويؤكّد القدّيس بولس الرسول هذا الكلام بقوله: "والخطيئة دخلت في العالم بإنسان واحد. وبالخطيئة دخل الموت. وسرى الموت إلى جميع البشر لأنّهم كلّهم خطئوا" (رومية 5: 12). ففسدت الأرض بسبب خطيئة الإنسان: "وفسدت الأرض أمام الله وامتلأت عنفًا. ونظر الله الأرض فرآها فسدت لأنّ كلّ بشر أَفسد سلوكه فيها" (تكوين 6: 11-12)، كما حلّت اللعنة على الأرض، "ملعونةٌ الأرض بسببك (أيّها الإنسان)" (تكوين 3: 17). الربّ يسوع كان يحبّ الطبيعة وجمالها، ويحبّ الخليقة كلّها. لذلك نراه يتحدّث في الموعظة على الجبل عن بهاء الخليقة واهتمام الله بها، فيقول: "انظروا طيور السماء كيف لا تزرع ولا تحصد ولا تخزن، وأبوكم السماويّ يرزُقها، ألستم أنتم بالحريّ أفضل منها؟ (...) تأمّلوا زنابق الحقل كيف تنمو، ولا تغزل ولا تتعب. أقول لكم ولا سليمان في كلّ مجده لبس مثل واحدة منها" (متّى 6: 26-29). كما يؤكّد الرسول بولس على أنّ الخليقة لم تنحرف، بل الإنسان جعلها فاسدة، وهي تنتظر الخليقة الجديدة كي تستعيد جمالها الأصليّ، فيقول: "الخليقة تنتظر بفارغ الصبر ظهور أبناء الله. وما كان خضوعها للباطل بإرادتها، بل بإرادة الذي أَخضعها. ومع ذلك بقي لها الرجاء أنّها هي ذاتها ستتحرّر من عبوديّة الفساد لتشارك أبناء الله في حرّيّتهم ومجدهم" (رومية 8: 19-21). أمّا سِفر الرؤيا، وهو السِّفر البيئيّ بامتياز، لأنّ الأحداث التي يرويها بيئيّة في غالبيّتها: كوارث طبيعيّة، حيوانات، وحوش، بحار، أنهار، جبال، صحارى... هذا السِّفر يُنهي كلامه بصورة بهيّة عن العالم الجديد، أورشليم السماويّة، مدينة الخلق الجديد: "ثمّ رأيت سماء جديدة وأرضًـا جديدة، لأنّ السماء الأُولى والأرض الأولى مضتا، والبحر لا يوجد في ما بعد. وأنا يوحنّا رأيت المدينة المقدّسة أورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند الله مهيّأة كعروس مزيّنة لرجلها. وسمعت صوتًا عظيمًا من السماء قائلاً: هوذا مسكن الله مع الناس، وهو سيسكن معهم، وهم يكونون له شعبًا، والله نفسه يكون معهم إلهًا لهم. وسيمسح الله كلّ دمعة من عيونهم، والموت لا يكون في ما بعد، ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد، لأنّ الأمور الأولى قد مضت" (رؤيا 21: 1-4). بيد أنّ الإنسان مدعوّ إلى استباق الملكوت الآتي، المدينة السماويّة، ومدعوّ، تاليًا، إلى جعل الأرض سماءً قبل مجيء الربّ. وهذا لن يحصل إلاّ إذا عاد الإنسان إلى الأمانة الأولى التي جعلها الله فيه منذ أن خلقه، وهذه الأمانة ليست سوى الرعاية الحسنة للطبيعة. التحدّي الأكبر الذي يواجه إنسان اليوم هو كيف يمكنه أن يستعيد صفته التي شرفّه الله بها، وهي أن يكون شريكًا لله في خلقه الجديد. هكذا فقط يستعيد الإنسان بهاءه وبهاء الخليقة الأولى. يلقي الكتاب المقدّس على عاتق الإنسان بعامّة، وعلى عاتق المسيحيّ بخاصّة، واجب السهر على الخليقة وإصلاح ما فسد فيها. لذلك، يتوجّب على الإنسان أن يباشر بالعمل، فيمتنع عن أفعال تؤذي الطبيعة وتشوّهها، وعن استهلاك كلّ ما يمكنه أن يلوّث البيئة، وعن هدر الطاقة، ويلتزم بكلّ ما تكشفه علوم البيئة عن مشكلات البيئة، وبكلّ ما تطرحه من حلول. هكذا، نسهم في إعادة القليل من الجمال إلى البيئة التي تحتضننا. من تعليمنا الأرثوذكسي: المغفرة المرشد: أودّ ان ألفتك إلى الإنجيل الذي نقرأه اليوم في القداس. الملك سامح أحد عبيده (أي أحد العاملين لديه) وترك له دينا كبيرا جدا. يقول الإنجيل انه عشرة آلاف وزنة أي مبلغا كبيرا من المال. والعبد لم يسامح رفيقه الذي يدين له بمبلغ زهيد هو مئة دينار. بماذا يُذكّرك هذا المثل؟ التلميذ: يُذكّرني بصلاة "أبانا" عندما نقول: "... واترك لنا ما علينا كما نترك نحن لمن لنا عليه". المرشد: عظيم. هذا ما انتظرتُه منك. لكن انتبه إلى أمر مهم جدا: أن نترك نحن لمن لنا عليه، أي ان نسامحه أو نغفر له ليس سببا ليترك الله لنا ما علينا. علّمَنا يسوع أن نصلّي: "واترك لنا ما علينا كما نترك نحن...". انتبه إلى "كما" التي لا تفيد السبب بل تفيد الاستمرارية والتماثل بين المغفرة التي نحصل عليها من الله والمغفرة التي نمنحها للناس. التلميذ: هل المغفرة التي نعطيها لإخوتنا هي مثل المغفرة التي يمنحها الله لنا؟ المرشد: المغفرة واحدة وهي المغفرة الإلهية. نحن لا نعطي إخوتنا "مغفرتنا" الخاصة، الشخصية. لكن إن كنا محبّين ندَعُ المغفرة الإلهية تمُرّ عبرنا، ونكون نحن أدوات لها. أدعوك مع رفاقك ان تفحصوا ذواتكم اليوم، لتعرفوا اذا كان في قلب كل واحد منكم أمر عليكم لم تغفروه، مثل غُبنٍ لحقكم أو ظلم أحدهم لكم أو إساءته لكم. والا كيف نتجرأ على تلاوة الصلاة الربية حتى النهاية؟ رسامة الخوري باسيليوس (متري) رئس سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس القداس الإلهي في كنيسة السيدة في المنصورية (المتن) صباح الأحد في الثاني من آب ٢٠١٥. جرت خلال القداس رسامة الشماس باسيليوس (متري) كاهنًا. الكاهن الجديد من مواليد ١٩٧٩، متزوج وأب لابنتين. درس إدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية حيث حاز شهادة الماجيستر. بعد ذلك التحق بمعهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي في البلمند وتخرّج منه بإجازة في اللاهوت. تمّت رسامته شمّاسًا سنة ٢٠١١، وهو يخدم منذ ذلك الحين في رعية الحازمية. هذا بعض ما جاء في العظة: "يا أخي الخوري باسيليوس، أُخذتَ من خدمة إلى خدمة أي من موت إلى موت، وأنت مُقدَّمٌ للمسيح ذبيحة. واعرف انك مذبوح إلى الأبد بسببٍ من رفضك خطاياك وبسببٍ من محبةٍ للإخوة. أنتَ لستَ سيدا. ليس في الكنيسة من سيد. كلنا خدَمة، وتموت في الخدمة. وهكذا تقوم من بين الأموات... إذا فهمت أنك لا شيء، تصبح شيئا بنعمة الله. لا أحد يصير شيئا بقوة من نفسه. نحن تحملنا النعمة فقط بما فيها رفض لذواتنا ورفض لمنافعنا ولملذاتنا ولصغرنا ولحقارتنا. أنت تصبح شيئا إن آمنتَ أنَّك لا شيء. هذا هو الشرط. إمشِ إذًا. هذه هي الدعوة. لافت في كلام السيد أنه قال شيئين. قال: "أنا هو الطريق"، وقال: "أنا الحياة". كيف يكون هذا؟ المسيح طريق إلى نفسه. إن أنت كنت معه، مشيت اليه. إن لم تُرد ان تصبح معه، تصبح لا شيء. إذا فهمت هذا انك تصير كل شيء بالمسيح، وانك قبل المسيح وبدون المسيح وخارج المسيح لست بشيء، اذا فهمت هذا تصير كل شيء. طريقك في خدمة الكهنوت من أصعب الطرق. لانك أنت تريد ان تهدي المؤمنين إلى المسيح وهم لا يريدون، أو معظمهم لا يريد. وأنت كلفّك المسيح أن تصبح سيدا وهم لا يريدون. إذًا تفهم من الآن انك مذبوح وان الرعية كثرة منها ستكون ضدك لأنها لا تريد رأسًـا عليها. لا يريد أحد ان يرأسه أحد. كلنا أسياد. ينبغي ان تفهم انّك خادم فقط، وانك تصبح سيدا بقدر ما تكون خادما. هذه هي القصة كلها. القصة ان نموت لنحيا. هذا ما قام به السيد. هو ما جاء ليموت. هو جاء ليُحيينا نحن به. لكنّ شرط حياتنا كان موته. وقبِل أن يموت. أنت تقبل أن تموت لأنَّ اكثر الرعية لا تريد سيادةً عليها، ولا تريد هداية. كل واحد مسرور بنفسه، ويعتقد نفسه انه الله، ويعرف كل شيء، وأنه هو طاهر. فمن أنت لتعلمه؟! ... إذهب وافهم أن مِن الرعية مَن يريد أن تموت. على الأقل يُعذّبونك. يُسرّون بتعذيبك. افهم هذا. أنت لست أفضل من المعلّم. جاء وعذّبوه، وقتلوه. وهذا مصير القديسين. القديس يُقتل بطريقة أو باخرى. مع ذلك أَحببهم غصبًا عنهم، قبلوك أم لم يقبلوك... لكن لا تحببّهم بك. حببّهم بالمسيح فقط. أنت لست بشيء... وعلى هذا، وبهذا، هم يخلُصون وأنت تخلُص".
|
Last Updated on Wednesday, 12 August 2015 06:33 |
|