للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
العدد 34: العطاء الحق |
Sunday, 23 August 2015 00:00 |
تصدرها أبرشية جبيل والبترون للروم الأرثوذكس الأحد الثاني عشر بعد العنصرة
كلمة الراعي العطاء الحق لا شك ان هذا الإنجيل صعب جدا. السيد يقول عن الأغنياء ان دخولهم إلى ملكوت السموات عسير، بل انه صعّبَه إلى حد انه يقول: "ان دخول الجمل ثقب الإبرة لأسهل من دخول غني ملكوت الله". وبالطبع حاول المفسرون المتساهلون ان يهينوا الأمور على الناس وان يقولوا ان ثقب الإبرة ليس بالفعل ثقبا صغيرا ولكن كان بابا في أورشليم، وبالتالي ان الجمل كان يستطيع ان ينحني وان يدخل الباب المدعو "ثقب الإبرة"، إلى ما هنالك من تأويلات عاطفية أرادها الأغنياء ليسهلوا الأمور عليهم وعلى سواهم. ولكن هذا لم يكن المقصود من النص الإلهي لأن كل سياق البحث وكل الحديث الذي جرى كان يعني ان دخول الغني الى الملكوت لأمر صعب للغاية وانه لا يُستطاع عند الناس. ومع ذلك استثنى السيد بقوله "ان ما كان غير مستطاع لدى الناس مستطاع لدى الله". فكيف تكون أعجوبة الله وكيف يدخل غني ملكوت السموات؟ لم يقل الكتاب انه يدخل ويبقى غنيّا. ولكن ذاك الذي كان غنيّا يستطيع الله ان يدخله باب الملكوت. وماذا يبقى من غنى الغني؟ أيبقى هذا الغنى واسعًا، كبيرًا، ضخمًا ولا يتغيّر شيء في سلوك هذا الانسان، ومع ذلك يقحمه الله في ثقب الإبرة؟ هذا طبعا لم يقله الكتاب ولذا يجب ان نفتش عن طريقة اخرى. لا يبدو ان الكتاب، والله المتكلم فيه، لا يبدو ان الكتاب أعطى وسادات حريرية للأغنياء ينامون عليها. لم يكن المسيح حريريا. كان لطيفا ولكنه كان حازما وشديدًا بآن معا وكانت تعابيره دقيقة للغاية. ماذا كان في حديث الشاب والمعلّم؟ شاب كامل في الظاهر، تمم الوصايا جميعها دون ان يفتخر بذلك. لم يفتخر بشيء، قال فقط: "أنا نفّذت هذه الوصايا منذ صباي. ماذا ينقصني بعد"؟ جاء ليتعلّم، جاء ليعمل أحسن من الوصايا. قال له يسوع: "إن أردت ان تكون كاملا، فبع كل ما لك واعطه للمساكين وتعال اتبعني". هنا أيضًـا جاء المفسرون وقالوا: لماذا تريد ان تكون كاملا، ليس من الضروري ان يكون كل انسان كاملا، فنحن يكفينا أن نتمم الوصايا، والكمال انما هو للرهبان وليس لنا. يسوع لم يتكلم عن الأديرة. قال للشاب الغني الذي أمامه: "تستطيع ان تكون كاملا". لم يقل له: اترك وضعك واذهب إلى وضع آخر، لتعيش في مكان آخر. قال له: أنت تعيش في هذه الدنيا وهنا يمكن ان تكون كاملا. لم يوصِ يسوع بالكمال بل أمر به، وهو الذي قال: "كونوا كاملين كما ان أباكم السماوي كامل" (متى ٥: ٤٨). ان أردتَ ان تكون كاملا اتبعني. ان أردت ان تنتقل من العهد القديم إلى العهد الجديد الذي هو عهد كمال، بذّر أموالك. أليس مكتوبا عند النبي داود: "بدد أعطى المساكين فيكون برّه مؤبدا" (مزمور ١١١: ٩). العهد القديم نفسه يشير إلى تبديد الأموال، إلى عطاء كامل. أنت وكيل على كل ما أُعطيت. المال الذي بين يديك وديعة وليس ملكية مطلقة قدسية. أنت وكيل وعليك ان تشعر بالجوع الذي يشعر به المحرومون. القضية كلها قضية محبة. العطاء الحق هو بالدرجة الأولى ألم الانسلاخ عن الذات والالتصاق بالمسيح الذي في كل انسان محروم فقير. جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان) الرسالة: ١كورنثوس 15: 1-11 يا إخوة أُعرّفكم بالإنجيل الذي بشّرتُكم به وقبلتموه وأنتم قائمون فيه، وبه أيضًـا تخلُصون بأي كلام بشرتكم به إن كنتم تذْكُرون إلا إذا كنتم قد آمنتم باطلا. فإني قد سلّمتُ إليكم أولاً ما تسلّمته أن المسيح مات من أجل خطايانا على ما في الكتب، وأنّه قُبر وانه قام في اليوم الثالث على ما في الكتب، وأنه تراءى لصفا ثم للإثني عشر، ثم تراءى لأكثر من خمس مئة أخ دفعة واحدة أكثرُهم باقٍ حتى الآن وبعضُهم قد رقدوا، ثم تراءى ليعقوب ثم لجميع الرسل، وآخر الكل تراءى لي أنا أيضا كأنه للسقْط، لأني أنا أَصغرُ الرسل ولستُ أهلا لأن أُسمّى رسولًا، لأنّي اضطهدتُ كنيسة الله، لكنّي بنعمة الله أنا ما أنا. ونعمتُه المعطاةُ لي لم تكن باطلة، بل تعبتُ أكثر من جميعهم، ولكن لا أنا بل نعمة الله التي معي. فسواء كنت أم أولئك، هكذا نكرز وهكذا آمنتم. الإنجيل: متى 19: 16-22 في ذلك الزمان دنا إلى يسوع شاب وجثا له قائلا: أيها المعلّم الصالح ماذا أَعمل من الصلاح لتكون لي الحياة الأبدية؟ فقال له: لماذا تدعوني صالحا وما صالح إلا واحد وهو الله؟ ولكن إن كنت تريد أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا. فقال له: أيّة وصايا؟ قال يسوع: لا تقتل، لا تزنِ، لا تسرق، لا تشهد بالزور، أَكرمْ أباك وأُمّك، أَحبب قريبك كنفسك. فقال له الشاب: كل هذا قد حفظتُه منذ صبائي، فماذا ينقصني بعد؟ قال له يسوع: إن كنتَ تريد أن تكون كاملا فاذهب وبع كل شيء وأعطه للمساكين فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني. فلمّا سمع الشاب هذا الكلام مضى حزينا لأنّه كان ذا مالٍ كثير. فقال يسوع لتلاميذه: الحق أقول لكم إنه يعسر على الغنيّ دخول ملكوت السماوات؛ وأيضا أقول لكم إن مرور الجمل من ثقب الإبرة لأسهل من دخول غنيّ ملكوت السماوات. فلما سمع تلاميذه بُهتوا جدا وقالوا: من يستطيع إذن أن يخلص؟ فنظر يسوع اليهم وقال لهم: أمّا عند الناس فلا يُستطاع هذا، وأمّا عند الله فكل شيء مستطاع. الشاب الغنيّ لم يكن صعبًا عليه أن ينهي قلقي. فعطر حكمته ملأ أرضنا. وقصدتُهُ. فيسوع معلّم ينهاك عن أن تطلب آخر سواه. يكفي أن تلتقي به، وتقول له ما بك، حتّى تلقى منه ما عنده (متّى 19: 16-26). من دون إطالة، احتكمتُ إليه. ولعلمي بمكانته العظمى، دنوتُ إليه، وجثوتُ له. ثمّ طرحتُ عليه سؤالاً يقلقني. قلتُ له: "أيّها المعلّم الصالح، ماذا أعمل من الصلاح، لتكون لي الحياة الأبديّة؟". لا أعتقد أنّه أثاره أن يتقدّم إليه شابّ، ويسأله عن الحياة الأبديّة. فهو، أيضًا، شابّ مثلي. وإلى هذا، لا شيء فيه يدلّ على أنّه يعتقد بأنّ الحياة الصالحة، أو ميراث الحياة الأبديّة، أمر لا يخصّ الشباب الذين عمرهم أمامهم، ليسألوا، ويتوبوا، ويطمحوا! فيسوع معلّم شابّ انطبع على أن يتجوّل في الأرض، ليجذب إلى كلماته كلّ الناس صغارًا وكبارًا، متعلّمين وأمّيّين، فقراء وأغنياء. لم يقل فيه أحد، مرّةً، إنّه يحابي الوجوه، أو يخفي حاجةً عن طالبها. عندي أدلّة كثيرة. ولن أستعرض منها واحدًا. إنّه نفسه دليلي! ككلّ مبرّز في علمه، صحّح يسوع سؤالي في البدء (أو هذا ما حسبتُهُ). قال لي: "لماذا تدعوني صالحًا، وما صالح إلاّ واحد وهو الله؟". هل أزعجني هذا التصحيح؟ لعمري لا! أنا كنتُ أعلم أنّ هناك مَن يعتبرونه صالحًا، ربًّا صالحًا. لا أستطيع أن أجزم إن كان، بقوله، قد أرادني أن أعترف بروبيّته. ربّما! لكنّي أتيتُ إلى رحابة علمه، وَلَمْ آتِ إلى مَن هو! وما وددتُهُ في صياغة سؤالي أن أكون، أمامه، غايةً في تهذيبٍ أراه يستحقّه. صحّح يسوع سؤالي، إذًا. ولم أبدِ موقفًا. ولم ينتظرني، لأبدي! أكمل جوابه كما لو أنّ ما قاله عبور إلى ما بعده، أو هدفه أن يخلّصني من إحراج لم يرده أن يقطع حوارنا! ردّ التهذيب بتهذيب أعلى! قال: "ولكن، إن كنتَ تريد أن تدخل الحياة، فاحفظ الوصايا". اعتقدتُهُ يقصد شيئًا لا أعرفه. سألتُهُ: "أيّة وصايا؟". أجابني: "لا تسرق. لا تشهد بالزور. أكرم أباك وأمّك. أحبب قريبك كنفسك". سمعتُهُ جيّدًا. سألتُهُ ماذا أعمل، واختار لي من الوصايا ما يتعلّق بعلاقتي بالناس، ولا سيّما الأقربين. إنّه ليس معلّمًا عاديًّا. لم يأتِ من الوصايا على ذكر ما يتعلّق بالله مباشرةً، بل عبر القريب. هل شعر بأنّني ألتزم ما تقتضيه شريعتي من أمور العبادة، فاختار لي منها ما حسب أنّني قد أكون آتي فيه بأقلّ ما يكفي؟ لا يمكنني أن أجزم أيضًا. وشعرتُ بأنّني يجب أن أوضح له. فصغتُ جوابي في أسلوب سعيتُ فيه إلى أن يخلو من أيّ طابع غرور. قلتُ له: "هذا كلّه قد حفظتُهُ منذ صبائي". ثمّ أردفتُ توًّا: "ماذا ينقصني بعد؟". وصدمني أنّه قال لي: "إن كنتَ تريد أن تكون كاملاً، فاذهب وبع كلّ شيء لك وأعطه للمساكين، فيكون لك كنز في السماوات، وتعال اتبعني". لم يصدمني فحسب، بل أحزنني كثيرًا. لا أعلم إن كان قال لأحد سواي ما قاله لي. لكنّني استصعبتُ قوله جدًّا. لا أعلم لِمَ أرادني أن أتخلّص من ثروة تخصّني. هذا العطاء الكلّيّ لا تطلبه شريعتي. ما تطلبه أن أعشّر بعض ما أنتجه. أمّا أن أعطي الكلّ، فهذا لم أسمع به من قبل. أنا مغطّى شرعًا! سألتُهُ. ولم يعجبني جوابه. كنتُ أودّ أن يقول لي شيئًا آخر، شيئًا يروقني مثلاً! أنا سمعتُ أنّه دعا تلاميذه إليه بالعبارة عينها التي دعاني فيها. فـ"تعال اتبعني" هي التي جعلتهم "يتركون كلّ شيء، ويتبعونه". هل وزّعوا أموالهم قَبْلاً؟ المعروف أنّهم فقراء. أحزنني ما سمعتُهُ منه. أنا لم أشأ أن أتبعه. لا أقدر على أن أكون واحدًا من أتباعه الذين يتجوّلون معه. فتركتُهُ! قَبْلَ أن أبتعد، تبعني ما قاله لتلاميذه: "الحقّ أقول لكم: إنّه يعسر على الغنيّ دخول ملكوت السماوات. وأيضًا أقول لكم: إنّ مرور الجمل في ثقب الإبرة لأسهل من دخول غنيّ ملكوت السماوات". ألم يجرحني ما قاله؟ بلى، جرحني كثيرًا. صحّ أنّه لم يقله لي مباشرةً. ربّما لم يرد أن يجرحني وجهًا بوجه! لكن، صحّ، أيضًا، أنّ ما قاله كان استكمالاً لسؤالي. بنى على حوارنا ما قاله لتلاميذه. أمّا ما صدمني أكثر بكثير من صدمتي الأولى، فهو أنّ تلاميذه بهتوا جدًّا من كلامه، وسألوه: "مَن يستطيع، إذًا، أن يخلص؟". وتناهى إليَّ قوله الأخير: "أمّا عند الناس، فلا يستطاع هذا. وأمّا عند الله، فكلّ شيء مستطاع". لا أعلم ما الذي أدهش تلاميذه كثيرًا. هل شعروا بأنّهم، هم أيضًا، في خطر أن يُرفضوا؟! لقد كانوا معه. فما معنى اندهاشهم؟ هل حزنوا عليَّ أنا؟ لكنّ النافذة، التي فتحها أخيرًا، جعلتني أتنفّس قليلاً. ذكّرني كلامه على قدرة الله بما قاله نبيّ قديم: "آهِ أيّها السيّد الربّ، ها إنّك صنعتَ السماوات والأرض بقوّتك العظيمة وذراعك المبسوطة، وليس عليك أمر عسير" (إرميا 32: 17). هل كان ما زال بعدُ يريدني أن أسمعه؟ هل كان يقصدني؟ هل رأى أنّ الله قادر، بعد، على أن يقنعني بكلامه، فأغيّر رأيي وانبساطي في ثروتي، أترك كلّ شيء، وأتبعه؟ فكّرتُ في هذا، وضاقتْ الدنيا بي من جديد. دخلت في حيرة جديدة وقلق آخر، وأصابني ألم عميق. كيف كان يضمن أنّ الله معه في موقفه؟ هل معه فعلاً؟ تركتُهُ، وما تركني! هذه كانت وقائع زيارتي له. إن نشرتُها، فربّما يلومني الناس. فأنا أعرف أناسًا، لا بأس بهم، يتمنّون أن يدعوهم إلى أن يكونوا معه! ماذا أفعل؟ أنا حائر فعلاً! شعرتُ بأنّه أحبّني (مرقس 10: 21). وأشعرتُهُ بأنّني أفضّل ثروتي عليه. هذا حبّ متناقض! ماذا أفعل؟ إن طرح عليَّ أحدٌ سؤالي عينه وطلب جوابي، فهل أردّد عليه الجواب الذي سمعتُهُ الآن؟ يجب أن أفعل! العلم الصالح علمه! من تعليمنا الأرثوذكسي: المسيح قام! المرشد: أردت اليوم ان الفتك إلى فحوى الرسالة التي تُقرأ الأحد من رسالة الرسول بولس الأولى إلى أهل مدينة كورنثوس (١٥: ١-١١). التلميذ: قرأت هذا المقطع كما أوصيتني قبل ان اذهب إلى الكنيسة وفهمت ان بولس الرسول يذكّر أهل كورنثوس بما بشّرهم به ان المسيح مات وقام من أجل خطايانا ليخلصنا. المرشد: اشكرك واهنئك. هذا فعلا فحوى الرسالة. لكني قصدت ان الفتك إلى بعض المعلومات التاريخية المهمّة جدّا التي وردت بعد ذلك. اسمع: "وأنه (أي يسوع) تراءى لصفا (أي بطرس) ثم للإثني عشر، ثم تراءى لأكثر من خمس مئة أخ دفعة واحدة أكثرُهم باقٍ حتى الآن وبعضُهم قد رقدوا، ثم تراءى ليعقوب ثم لجـميع الرسل، وآخر الكل تراءى لي أنا أيضا". هذا تأكيد عظيم لقيامة يسوع من بين الأموات. التلميذ: لكننا نعرف ذلك من الأناجيل الأربعة التي تتكلّم عن ظهورات المسيح بعد القيامة. المرشد: معك حق. لكن انتبه إلى ثلاثة أشياء: - بولس الرسول كتب هذه الرسالة سنة ٥٧ أي قبل كتابة الأناجيل بعشرات السنين. - ان الرب تراءى لخمسمئة أخ دفعة واحدة. - لما زار بولس أورشليم، لا بد ان قابل بعض الذين رأوا المسيح بعد القيامة وكان أكثرهم لا زالوا على قيد الحياة. عيد التجلّي، رسامة الخوري ميشال صايغ صباح الخميس في السادس من آب، عيد تجلّي ربنا يسوع المسيح على الجبل، رئس سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس القداس الإلهي في كنيسة التجلّي في ضهور الشوير يعاونه لفيف من الكهنة بحضور العديد من أبناء الرعية والجوار وعائلة الكاهن الجديد. أثناء القداس تمّت رسامة الشماس ميشال صايغ كاهنا. بعد القداس اجتمع الكل في قاعة الكنيسة يحتفلون بالعيد وبالكاهن الجديد بضيافة الرعية. الكاهن الجديد من مواليد سنة ١٩٦٣ يعمل طبيب أسنان. ألقى سيادته عظة نقتطف منها ما يلي: يا إخوة، قدس الأب ميشال. جُعلتَ كاهنًا في عيد التجلي لكي تتجلى أنت بدورك في الحياة. فإذا بقيت هكذا كما أنتَ الآن لن تكون على شيء. جهودك في كل هذه الحياة أنْ تصبح كما يريدك يسوع. بعد أن تستلم رعيةً، اعتبرا نفسك خادما. بقيت خادما. كلنا خُدّام. يسوع خادم. هكذا قال هو عن نفسه. ما معنى الخادم؟ الخادم في المجتمع ليس له اعتبار. بينما في عائلة المسيح، المسيح وحده له الاعتبار الوحيد. عندما تبدأ تحسّ أنّك لستَ بشيء تصير كاهنا. أنتَ الان مرسومٌ كاهن. لم تصر كاهنا. الكاهن يعني أنه هو الذبيحة. وليس فقط انه هو الذي يقدّم الذبيحة. المسيح هو الذبيحة الأولى طبعا. كيف يصير الكاهن ذبيحة؟ يصير ذبيحةً إذا أبادَ شهواته فقط. لا يصير كاهناً إذا ما زال عنده شهوات، وما يزال يتعلق بالمال وبالمجد. إذا ركضت وراء الأغنياء في الرعية، لن تكون كاهنا. أنت تلحق الفقراء بالدرجة الأولى. هم أسيادك عند المسيح. الأغنياء ليسوا أسيادك. الفقراء البؤساء الخاطئون الحزانى هؤلاء هم كل شيء عند يسوع. فاذهب إذاً على طريق يسوع. واطلبْ يسوع. إياك انْ تطلب الأغنياء في الرعية. تموت روحيا. إياك أنْ تطلب الزعماء في الرعية. أطلبْ الفقراء بالدرجة الأولى. يسوع سيد الفقراء. ليس سيد الأغنياء. ليس لهم قيمة، الا اذا تواضعوا، وصاروا كأنَّهم فقراء. فاذهب إذًا على بركات الله، جاعلاً نفسَك ضحية. كنّ فقيرا إلى الله. لا أحد يقدر ان يغنيك مهما أتاك مال. هذا ليس بشيء. إذا لم تحسّ نفسك فقيرا، لم تصر كاهنا بعد. نكون رسمناك بالقماش. اعتبر نفسك فقيرا إلى يسوع. تحتاج اليه وإلى رعايته وإلى محبته. فاذهب إذًا على هذه البركة طالبًا وجه يسوع. كل هذه الوجوه الكبيرة هي من هذه الدنيا. أنا لا أنقّص من قيمتهم. هم من هذه الدنيا وليسوا من الآخرة. الفقراء من الآخرة. الطاهرون من الآخرة. من يعتبر نفسه فقيرا. من يعتبر أمواله ليست بشيء ويعتبر ذكاءه ليس بشيء، هذا يتقدم عند يسوع. فاذهب إذًا على هذه البركات. ولا تنسَ يوما أنك فقير وأنك خادم. وهكذا تصير رئيسًا. |
Last Updated on Wednesday, 19 August 2015 11:29 |
|