Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2015 العدد 52: ما بعد الميلاد
العدد 52: ما بعد الميلاد Print Email
Sunday, 27 December 2015 00:00
Share

تصدرها أبرشية جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد 27 كانون الأول 2015  العدد 52

الأحد الذي بعد عيد الميلاد

القديس استفانُس أول الشهداء

logo raiat web



كلمة الراعي

ما بعد الميلاد

اليوم المسيح يظهر متجسدًا من البتول، ومعنى ذلك أن النُّور كاملاً جاء إلى العالم. نستنتج أولاً أن النُّور لم يكن كاملاً قبل المسيح، كانت هناك تلمّسات للنُّور في كل الأمم، وآباؤنا قالوا ان هناك ظهورًا للمسيح في الفلسفة، وكان نُور كبير في الأنبياء. ولكن الفرق الأساسي بين العهد القديم والعهد الجديد هو أن العهد القديم كان فيه كلمات لله ولكن لم يكن فيه الله نفسه. كانت افتقادات للرب في القديم. اليوم يأتي هو نفسه ليقول لنا انه قريب وأننا شعبه وأن في كل انسان شيئًا من المسيح، ليس فقط في المسيحيين ولكن في كل مخلوق.

نحن في سرّ الله، وبصورة ما كلّ منّا كان في المسيح لما تجسّد. أما قال رسوله: «نحن مدفونون معه في المعمودية» (كولوسي ٢: ١٢)، وقد متنا معه ونقوم معه. ومعنى ذلك إذا أردنا التدقيق اللاهوتيّ، ان السيّد لما كان مصلوبًا كنا نحن أيضا معه مصلوبين، ولما دُفن كنا فيه مدفونين، ولما قام قمنا معه. ولكن ذلك كلّه يتحقّق بالمعمودية، أي اننا بناء على هذه الحقيقة التي أعلنت في تجسده وموته وقيامته، بناء على هذه الحقيقة التي أُعلنت، نحن نُحقّق الآن هذا الأمر إذا قبلْنا المسيح بالإيمان والمعمودية. هذا لا ينفي أن غير المعمّدين عندهم شيء من هذه المشاركة، لكن هذا يبقى في سرّ الله ولم يُعلن في الكتاب. الناس جميعهم مدعوّون إلى المشاركة الكاملة في حياة الله بالإيمان بإنجيل يسوع المسيح.

وثانيًا هذا يعني اننا لا ننتظر حقيقة أُخرى بعد المسيح. إذا كان الله قد ظهر كاملاً في بيت لحم، في نهر الأردن، على تلة الجلجلة، معنى ذلك أننا لا ننتظر شيئا آخر. غير أن هذه لا يعني اننا نتنكّر لفكر آخر إذا كان فيه شيء من الحقيقة كما قال أحد الحكماء: «كل شيء حقيقي بعد المسيح جاء من المسيح بشكل أو بآخر». أي اننا لا نضيف تعليمًا آخر على المسيح ولا ننقّح الإنجيل، لكن نتقبل في البشرية تعاليم وفنونًا وفلسفات توضح لنا الإنجيل. كلّما ازداد فهمنا في الحضارة نزداد فهمًا للإنجيل، ولكن الحقيقة موضوعة بين أيدينا في كنيسة المسيح ولنا أن نتقبّل كل فكر جميل وكل إحساس جيّد وكل ذوق سليم. ونحن إذا صرنا أكثر جمالاً في إنسانيتنا، وأكثر فهمًا، وأكثر عمقًا، نزداد في فهم الإنجيل. لكن الأساس موضوع وهو يسوع المسيح، ولا يضع إنسان أساسًا آخر. هذا أمر أساسيّ جدا لنبقى على هذه المسيحية التي نحن عليها.

يبقى أنْ نمارس لأن الانسان خاطئ: «الجميع أخطأوا وأَعوَزهم مجد الله» (رومية ٣: ٢٣)، أي تبقى في كل إنسان، ما دمنا في هذه الحياة، هوّة بين المسيح الذي آمن به وبين الحياة التي يعيشها. الانسان لا ينفّذ وصايا الله تنفيذًا كاملاً أو تنفيذًا في العمق. الإنسان خاطئ، لذلك يجب ان تتحقق المسيحية بوثبات، بتوبات، بنهضة متجدّدة في كل عصر حتى مجيء المسيح ثانيةً حيث يكون اللهُ «الكلّ في الكل» (١كورنثوس ١٢: ٦).

ولكن ما سوف يتحقّق بعد مجيء الرب في الكنيسة المجيدة أن يكون الله الكل في الكل. هذا هو معنى الكنيسة أن يكون الله الكل في الكل، في كل إنسان وفي مجموعة البشر. الكنيسة الآن ناقصة وضعيفة لأن الله ليس كلّ شيء فيها. في الكنيسة خطايا، في كل مدينة وقرية. لكنها صالحة في المسيح رأسها، وهي مجيدة كاملة، عروس لا دنس فيها لأنه هو يقدّسها وهي تقوم على الأسرار المقدسة. تظهر في جمالها بالمناولة، بالمعمودية، أي اننا ندنو من الكمال على قدر ما نعرف من أسرار الله في كنيسته المقدسة. وبعد هذا نتحيّر ونتردّد ونخطئ، ولكننا نسعى. الكمال المسيحي، كما قال عنه القديس غريغوريوس النيصصي، «الكمال المسيحي هو أن تسعى إلى الكمال».

في مسعى الكمال الذي نحن فيه نتقبّل المسيح مولودا من أجلنا. كل القضية المسيحية ان نُحوّل الكلام الإنجيليّ إلى حقيقة واقعة في النفوس، منفّذة فينا، في فكر كل واحد، في قلب كل واحد، في لحم كل واحد. وعند ذاك يمتدّ مولد المسيح ولا يكون حدثًا ماضيًا أو عيدا يأتي في الرُزنامة، ولكنه يكون واقعا حيّا نمارسه كل يوم.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

 

الرسالة: أعمال الرسل ٦: ٨-١٥ و٧: ١-٥

في تلك الأيام اذ كان استفانس مملوءًا إيمانا وقوّة كان يصنع عجائب وآياتٍ عظيمة في الشعب. فنهض قومٌ من الجمع الملقّب بمجمع اللبرتيين والقيراونيين والاسكندريين والذين من كيليكية وآسية يُباحثون استفانس. فلم يستطيعوا أن يقاوموا الحكمة والروح الذي كان ينطق به. حينئذ دسّوا رجالا يقولون إننا سمعناه ينطق بكلمات تجديف على موسى وعلى الله. وهيّجوا الشعب والشيوخ والكتبة معا. فنهضوا واختطفوه وأتَوا به إلى المحفل. وأقاموا شهود زور يقولون ان هذا الإنسان لا يفتُر عن أن ينطق بكلمات تجديف على هذا المكان المقدّس والناموس، فإننا سمعناه يقول إن يسوع الناصري هذا سينقُض هذا المكان ويُبدّل السُنُن التي سلّمها الينا موسى. فتفرّس فيه جميع الجالسين في المحفل فرأوا وجهه كأنه وجه ملاك. فقال رئيس الكهنة أتُرى هذه الأمور هكذا؟ فقال أيها الرجال الإخوة والآباء اسمعوا. إنّ إله المجد تراءى لأبينا إبراهيم وهو في ما بين النهرين من قبْل أن سكن في حاران، وقال له اخرجْ من أرضك ومن عشيرتك وهلمّ إلى الأرض التي أُريك. حينئذ خرج من أرض الكلدانيين وسكن في حاران. ومن هناك نقله بعد وفاة أبيه إلى هذه الأرض التي أنتم الآن ساكنون فيها، ولم يعطه فيها ميراثا ولا موطئ قدم. ثم إنّ سليمان بنى له بيتًا، لكنّ العليّ لا يسكن في هياكل مصنوعات الأيادي، كما يقول النبيّ: السماء عرش لي والأرض موطئ قدميّ. فأيّ بيت تبنون لي يقول الرب أم أيّ موضع يكون لراحتي؟ أليست يدي هي صنعت هذه الأشياء كلّها؟ يا قساة الرقاب وغير المختونين بالقلوب والآذان. إنكم تُقاومون الروح القدس دائما. كما كان آباؤكم كذلك أنتم. أيّ الأنبياء لم يضطهده آباؤكم؟ وقد قتلوا الذين سبقوا فأنبأوا بمجيء الصدّيق الذي صرتم أنتم الآن مسلّميه وقاتليه. أنتم الذين أخذتم الناموس بترتيب الملائكة ولم تحفظوه. فلمّا سمعوا ذلك تمزّقوا في قلوبهم وصرفوا عليه بأسنانهم. وهو إذ كان ممتلئًا من الروح القدس، تفرّس في السماء فرأى مجد الله ويسوع قائما عن يمين الله، فقال ها أنذا أرى السماوات مفتوحة وابنَ البشر قائما عن يمين الله. فصرخوا بصوت عظيم وسدّوا آذانهم وهجموا عليه بعزمٍ واحد، وأخرجوه خارج المدينة وجعلوا يرجمونه. ووضع الشهود ثيابهم لدى قدمَي شابٍ اسمُه شاول، وجعلوا يرجمون استفانُس، وهو يدعو ويقول: أيها الرب يسوع المسيح اقبَلْ روحي. ثم جثا على ركبتيه، وصرخ بصوت عظيم: يا ربّ لا تُقِمْ عليهم هذه الخطيئة. ولما قال هذا، رقد.

 

الإنجيل: متى 2: 13-23

لـمّا انصرف المجوس، إذا بملاك الرب ظهر ليوسف في الحلم قائلاً: قم فخُذِ الصبيّ وأُمه واهرُبْ إلى مصر، وكُنْ هناك حتى أقول لك، فإن هيرودس مزمع أن يطلب الصبيّ ليُهلكه. فقام وأخذ الصبيّ وأمّه ليلاً، وانصرف إلى مصر. وكان هناك إلى وفاة هيرودس ليتمّ المقول من الرب بالنبيّ القائل: مِن مصر دعوتُ ابني. حينئذ لـما رأى هيرودس أن المجوس سخِروا به، غضب جدا وأَرسل فقتل كل صبيان بيت لحم وجميع تخومها من ابن سنتين فما دون على حسب الزمان الذي تحقّقه من المجوس. حينئذ تمّ ما قاله إرمياء النبي القائل: صوتٌ سُمع في الرامة، نَوحٌ وبكاءٌ وعويل كثير، راحيل تبكي على أولادها وقد أبَتْ أن تتعزى لأنهم ليسوا بموجودين. فلما مات هيرودس، إذا بملاك الرب ظهر ليوسف في الحُلم في مصر قائلا: قُم فخُذ الصبيّ وأُمه واذهب إلى أرض إسرائيل فقد مات طالبو نفس الصبي. فقام وأخذ الصبيّ وأُمه وجاء إلى أرض إسرائيل. ولـما سمع أن أَرشيلاوس قد ملك على اليهودية مكان هيرودس أبيه، خاف أن يذهب إلى هناك، وأُوحي اليه في الحلم فانصرف إلى نواحي الجليل، وأتى وسكن في مدينةٍ تُدعى ناصرة ليتم المقول بالأنبياء إنه يُدعى ناصريّا.

 

القديس استِفانُس

أوّل الشهداء ورئيس الشمامسة

لقد وعت الجماعة الأولى أهمّيت العيش بمقتضى الإيمان الجديد، المؤسّس على شركة المحبّة المسيحيّة. يظهر ذلك جليًا، منذ بدايات الكنيسة الأولى، في سفر أعمال الرسل حيث «كان لجمهور الذين آمنوا قلبٌ واحد ونفسٌ واحدة، ولم يكن أحد يقول إن شيئًا من أمواله له، بل كان عندهم كل شيء مشتركًا… إذ لم يكن فيهم أحد محتاجًا، لأن كل الذين كانوا أصحاب حقول أو بيوت كانوا يبيعونها، ويأتون بأثمان المبيعات، ويضعونها عند أرجل الرسل، فكان يوزّع على كل أحد كما يكون له احتياج» (أعمال الرسل ٤: ٣٢-٣٥).

بين الفئات التي كانت الجماعة تشملها بالعطف والاهتمام، احتلّت الأرامل مركزًا مهمًّا. فنرى، على سبيل المثال، بولس الرسول يوصي تلميذه ثيموثاوس بهنّ «أكرم الأرامل اللواتي هن بالحقيقة أرامل» (١تيموثاوس ٥: ٣). كما يورد سفر أعمال الرسل خبر خلاف في الجماعة الأولى بخصوصهنّ «وفي تلك الأيام إذ تكاثر التلاميذ، حدث تذمّر من اليونانيين على العبرانيين أن أراملهم كن يُغفل عنهن في الخدمة اليومية» (٦: ١)، أي إن اليونانيين (وهم مسيحييون أصلهم يهود من الشتات يتكلّمون اللغة اليونانية) كانوا يشتكون من التمييز ضد أراملهم أو الاجحاف من ناحية القوت المُخصّص لهنّ.

عمد الرسل، لمعالجة هذا الأمر، الى انتخاب سبعة شمامسة (خدّام) لخدمة الموائد، لكي يتفرّغ الرسل للصلاة والبشارة (٦: ٢-٤). لذلك، «حسُن هذا القول أمام كل الجمهور، فاختاروا استفانُس، رجلاً مملوءًا من الإيمان والروح القدس، وفيلبس، و… الذين أقاموهم أمام الرسل، فصلّوا ووضعوا عليهم الأيادي» (٦: ٥-٦).

هكذا، بالانتخاب وبالصلاة وبوضع الأيدي (السيامة)، صار استفانُس أوّلَ الشمامسة (أحد السبعة الأوائل) في الكنيسة المسيحيّة (في العهد الرسوليّ). وسرعان ما ظهرت مواهب استفانُس (من المرجّح أنّه من اليونانيين، بسبب اسمه، ومعناه باليونانية «إكليل الزهر» أو «التاج»)، «وأما استفانُس فإذ كان مملوءًا إيمانًا وقوّة، كان يصنع عجائب وآيات عظيمة في الشعب» (٦: ٨). وكان ينادي بالرسالة بحكمة (٦: ١٠). ولمَّا لم يتمكن بعض من هؤلاء اليهود الهلّينيين أن يجاوبوا استفانُس أو يقاوموا قوّة الحكمة والروح التي كانت فيه، اختلقوا ضده شكايات زور، فدسّوا رجالًا مأجورين يقولون إننا سمعناه يجدّف على الله، وعلى موسى، وأنه تكلّم ضد الشريعة، وضد الهيكل. وقُدّمت هذه الشكاوى إلى مجمع السنهدريم (٦: ٩-١٤). وكان يفيض منه نور الرب حتى إنّ وجهه بدا كوجه ملاك (٦: ١٥).

وقد أَفرد سفرُ أعمال الرسل الإصحاح السابع بأكمله لدفاع استفانُس عن الإيمان القويم، ناقلاً العظة اللاهوتية التي قدّمها استفانُس (أعمال الرسل ٧: ١-٥٣)، حيث أظهر أولًا أنه يعطي مجدًا لله (٢)، وأنه يكرّم موسى (٢٠-٤٣)، والناموس (٣٨ و٥٣)، والهيكل (٤٧). ثم أبان، ثانيًا، أنه لم يكن لموسى الكلمة النهائية، ولا كان الهيكل نهائيًا أيضًـا، فقد اتّبع موسى إعلانات سابقة، وقد وعد نفسه بمجيء نبيّ بعده وهو المسيح (٣٧). وكذلك الهيكل فقد جاء على أثر خيمة الاجتماع، ولم يكن المسكن النهائي لله رب الخليقة (٤٨-٥٠). ثالثًا، وبّخ استفانُس اليهود على مقاومتهم المتكررة لله طوال تاريخهم، فقد قاوموا يوسف في أول نشأتهم (٩)، وموسى في طور تطوّرهم كأمّة (٣٩-٤٢)، والأنبياء لما استقرّ بهم الأمر في كنعان (٥٢)؛ وصبّ عليهم، في آخر كلامه، أعنف اللوم وأشدّه لأنهم رفضوا المسيح نفسه وقتلوه (٥١-٥٢).  أمّا هم «فلما سمعوا هذا حنقوا بقلوبهم وصرّوا بأسنانهم عليه» (٥٤)، أمّا هو «فشخص إلى السماء وهو ممتلئ من الروح القدس، فرأى مجدَ الله، ويسوع قائمًا عن يمين الله. فقال: ها أنا أنظر السماوات مفتوحة، وابن الإنسان قائمًا عن يمين الله» (٥٥-٥٦). فصاحوا بصوت عظيم «وهجموا عليه بنفس واحدة، وأخرجوه خارج المدينة ورجموه. والشهود خلعوا ثيابهم عند رجلي شاب يقال له شاول» (٥٧-٥٨) (الذي كان راضيًا بقتله (٨: ١) والذي سيصير اسمه لاحقًا بولس الرسول). أما استفانُس فجثا على ركبتيه وصلى من أجل راجميه وقال: «أيها الرب يسوع اقبل روحي. يا رب لا ُتقم لهم هذه الخطيئة» (٥٩-٦٠). فكان بذلك صدى لمعلّمه وهو على الصليب. ولقد كانت شهادة استفانُس المجيدة حقًا من أكبر عوامل النعمة لإعداد شاول لكي يقبل المسيح (أعمال الرسل ٢٢: ٢٠).

كان استفانُس أول شهداء كنيسة المسيح وباكورتهم. تعيّد الكنيسة الأرثوذكسية لاستشهاد القديس استفانُس رئيس الشمامسة في ٢٧ كانون الأول، كما تعيّد لذكرى اكتشاف رفاته في ١٥ أيلول، ولنقل رفاته الى القسطنطينية في ٢ آب، كما يُذكر في العيد الجامع للرسل السبعين في ٤ كانون الثاني.

نجد اليوم يده اليمنى كاملةً محفوظة في لافرا القديس سرجيوس - دير الثالوث القدوس (أسّسه القديس سرجيوس رادونيج عام ١٣٤٥)، في مدينة سرغييف بوساد، روسيا.

 

النجم

قال المجوس لهيرودس الملك: «أين هو المولودُ ملكُ اليهود فإننا رأينا نجمه في المشرق وأَتينا لنسجد له... ذهبوا وإذا النجم الذي رأوه في المشرق يتقدّمهم حتى جاء ووقف فوق حيث كان الصبيّ» (متى ٢).

قال القديس باسيليوس الكبير في عظة حول الميلاد ان للنجم معنى رمزيّا: انه نور الرب يُعلن للأمم. وهذا ما نسمعه أيضا في تراتيل العيد: «لقد وُلدتَ أيها المخلّص في المغارة متنكرا. الا أن السماء كرَزتْ بك للجميع إذ جَعلَت النجمَ بمنزلةِ فم لها، وقدّمَتْ اليك مجوسا ساجدين لك بإيمان، فمعهم ارحمنا» (صلاة الغروب).

يرى القديس يوحنا الذهبيّ الفم في النجم رمزا لبهاء الثالوث غير المخلوق، ويشير القديس أثناسيوس الكبير إلى النجم كشاهد لألوهة الابن الكلمة الأزلي. اما القديس يوحنا الدمشقيّ فيقول ان النجم يمثّل نور الإله الثالوثيّ المتنزّل الينا. إنه يشير إلى ان الآب والروح يشتركان في تجسد الكلمة. ويقول القديس ثيوذوروس الستوديتيّ ان النجم ملاك الرب أتى ليرشد الأمم نحو المخلّص.

البلمند: عيد القديس يوحنا الدمشقي

احتفل معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتيّ في البلمند بعيد شفيعه برعاية صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر. ضمّ الاحتفال مساء الجمعة في الرابع من كانون الأول محاضرة للأرشمندريت داماسكينوس (كعدي) بعنوان «العناصر الليتورجيّة في كتابات القديس يوحنا الدمشقي» ألقيت في قاعة البطريرك إغناطيوس الرابع في المعهد. مساء السبت، أقيمت صلاة الغروب في كنيسة السيدة في الدير، تلتها أمسية مرتّلة أَحيتها جوقة المعهد في القاعة الأثرية الكبرى. تخلّل الأمسية تخرّج طلاب برنامج «كلمة» للتعلم عن بُعد باللغة العربية، وبرنامج التعلّم عن بُعد باللغة الإسبانية. اختُتم الاحتفال بالقداس الإلهي صباح الأحد ٦ كانون الأول في الدير بحضور طلاب المعهد وأساتذته والأهل والأصدقاء وأبناء المنطقة الذين حضروا عديدين.

Last Updated on Wednesday, 23 December 2015 13:48
 
Banner