للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
العدد 10: قضاء الله |
Sunday, 06 March 2016 00:00 |
تصدرها أبرشية جبيل والبترون للروم الأرثوذكس أحد الدينونة (مرفع اللحم)
كلمة الراعي قضاء الله يُعرّفنا إنجيل اليوم لأي سبب نصوم وما الهدف الأخير من الصوم. في بدء المسيحية، في زمن الاضطهاد، كتب إنسان مسيحيّ إلى الامبراطور الروماني يقول له: «لماذا تضطهدنا فنحن قوم نُحبّ بعضنا بعضًا حتّى إذا كان أحدنا في حاجة نمتنع عن الطعام ونعطي ثمن طعامنا الى هذا المحتاج». هكذا ابتدأ الصوم صدقةً للمحتاجين، تحسّسًا بحاجات الناس. الناس غاية الصيام، المحبة غايته. ثم نحن نتطهّر حتى نحبّ، حتّى نكون قادرين على الخدمة لأنّ الإنسان المرتبك بشهواته لا يستطيع أن يحبّ ولا أن يخدم. نحاول أن نتطهّر أربعين يومًا لنكون مستعدّين لقبول التفاتات الله الينا. المنشغل بخطاياه لا يستطيع أن يرى المسيح مطلاً عليه ولا يستطيع أن يشعر بوجود الآخرين. الانقطاع عن اللحم ثم عن البياض وسيلة، ولكن الغاية هي الخدمة، التأهّب الروحيّ الداخليّ، التأهُّب الأخلاقيّ للخدمة. لذلك يقول لنا إنجيل اليوم ببساطة انّنا سنُدان على قدر المحبّة. فمَن أَحَبّ يكون فوق الدينونة، ومن لم يحبّ يُدان. ولذلك سمعنا الربّ يسوع في اليوم الأخير وهو على عرش المجد يتوجّه إلى الصدّيقين ويقول لهم: «كنت جائعًا فأطعمتموني وعريانًا فكسوتموني...». يسوع يوّحد نفسه مع الجائعين ومع العراة ومع الغرباء ومع السجناء ومع المرضى ومع المعذّبين. يسوع صعد إلى السماء والعيون لا تراه لكن القلب يتحسّسه. ولكن حذار أن نكون عاطفيّين ليس الاّ. هناك محكّ واحد لمحبّته: «من أَحبّني يحفظ وصاياي» (يوحنا ١٤: ٣)، محكّ واحد: هل أَحببتَ الجائع الذي رأيته بقربك؟ هل أَحببتَ الغريب؟ هل كنتَ مع الذي أَحسّ انه وحيد ومعزول؟ في إنجيل اليوم ليس لنا صلة مع يسوع الاّ عن طريق المتألمّين، المشرّدين المشلوحين في الدنيا. وهناك شيء أدقّ، وهو كلامه للخطأة: «كنت جائعا فلم تطعموني». عذرهم انهم لم يفعلوا شيئًا سيّئًا. هذا عذرنا جميعًا: كيف نُدان إن لم نفعل شيئًا سيّئًا؟ يقول الناس إذا جلسوا بعضهم إلى بعض: أنا ماذا فعلت؟ لم أقتل، لم أكذب، لم أزن، لم أسرق، ويظنون انهم اذا لم يفعلوا السوء يرون الله. لكن الذي لم يقتل ولم يسرق ولم يزن لا يدخل السجن لكنه ليس مسيحيًا بعد. الوثنيون أيضًا لا يقتلون ولا يسرقون ولا يزنون... ان كنتَ لا تسرق ولا تقتل ولا تكذب ولا تزني فأنت مواطن صالح مطيع للقانون ولكنك لست مطيعًا للإنجيل. أنت لم تدخل بعد في إلفة المسيح، في عشرة الرب. أنت لم تذُق المسيح، ولكنّك تذوقه إذا أحببت الإخوة وإذا تحوّلت اليه بهذا الفعل المطهّر لذاتك. المسيحيّة تبدأ بالعمل ولا تبدأ بعدم العمل أو بالامتناع عن الجرائم. المسيحية قلب بالدرجة الأولى، ولكنها قلب عامل، قلب يُدان. وبعد ان يعمل القلب يكون في بداية التطهير ونكون على طريق التوبة. المهم أن لا نمزح مع الله. قضايانا معه جدّية تمامًا، ونحن تحت الدينونة لأنّنا تحت نظره المراقب كلّ شيء. نحن تحت رحمته، ولكنّنا تحت قضائه أيضًا. خطأٌ أن يتكلّم الناس دائمًا عن رحمة الله. هذا قد يعني التفريط. يجب ان يتكلّم الناس عن قضاء الله، عن عدله وعن صرامته. فإذا كانت قضايانا معه جدّية، فمعنى ذلك انّنا تحت عدله وقضائه وشدته. نحن تحت غضبه. فإذا أردنا ان يرفع الغضب ينبغي أن نحبّ. المحبّة فقط، محبّة القريب ترفع عنّا غضب الله. ليست الأمور بهذه السهولة التي نظن. ينبغي ان تكون علاقتنا مع الله كما قال هو «بخوفٍ ورِعدة»، وله هو أن يرحم. جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)
الرسالة: 1كورنثوس 8: 8-9: 2 يا إخوة ان الطعام لا يُقرّبنا إلى الله، لأنَّا إن أكلنا لا نزيد وإن لم نأكل لا ننقص. ولكن انظروا أن لا يكون سلطانكم هذا معثرة للضعـفاء، لأنه إن رآك أحدٌ، يا من له العلْم، متّكئا في بيت الأوثان، أفلا يتقوّى ضميرُه وهو ضعيفٌ على أكل ذبائح الأوثان، فيَهلكُ بسبب علْمك الأخُ الضعيف الذي مات المسيحُ لأجله. وهكذا إذ تُخطئون إلى الإخوة وتجرحون ضمائرهم وهي ضعيفة إنما تُخطئون إلى المسيح. فلذلك إن كان الطعام يُشكّكُ أخي فلا آكل لحما إلى الأبد لئلا أُشكّك أخي. ألستُ أنا رسولاً؟ ألستُ أنا حرًا؟ أما رأيتُ يسوع المسيح ربنا؟ ألستم أنتم عملي في الرب؟ وإن لم أكن رسولا إلى آخرين فإني رسول إليكم، لأن خاتم رسالتي هو أنتم في الرب.
الإنجيل: متى 25: 31-46 قال الرب: متى جاء ابنُ البشر في مجده وجميعُ الملائكة القديسين معه، فحينئذ يجلس على عرش مجده، وتُجمع اليه كل الأمم، فيُميّز بعضَهم من بعض كما يميّز الراعي الخراف من الجداء، ويُقيم الخراف عن يمينه والجداء عن يساره. حينئذ يقول الملكُ للذين عن يمينه: تعالوا يا مبارَكي أبي رثوا المُلْك المُعدّ لكم منذ إنشاء العالم لأني جُعتُ فأطعمتموني وعطشتُ فسقيتموني وكنتُ غريبا فآويتموني وعريانا فكسوتموني ومريضا فعُدتموني ومحبوسا فأَتيتم إليّ. حينئذ يُجيبه الصدّيقون قائلين: يا رب متى رأيناك جائعا فأطعمناك أو عطشانَ فسقيناك، ومتى رأيناك غريبا فآويناك أو عريانا فكسوناك، ومتى رأيناك مريضا أو محبوسا فأتينا اليك؟ فيُجيب الملك ويقول لهم: الحق أقول لكم بما أنكم فعلتم ذلـك بأحد إخوتي هؤلاء الصغار فبي فعلتموه. حينئذ يقول أيضا للذين عن يساره: اذهبوا عنّي يا ملاعين إلى النار الأبدية المُعدّة لإبليس وملائكته، لأني جعتُ فلم تُطعموني وعطشتُ فلم تسقوني وكنتُ غريبا فلم تؤووني وعريانا فلم تكسوني ومريضا ومحبوسا فلم تزوروني. حينئذ يُجيبونه هم أيضا قائلين: يا رب متى رأيناك جائعا أو عطشانَ أو غريبا أو عريانا أو مريضا أو محبوسا ولم نخدمك؟ حينئذ يجيبهم قائلا: الحق أقول لكم بما أنكم لم تفعلوا ذلك بأحد هؤلاء الصغار فبي لم تفعلوه. فيذهب هؤلاء إلى العذاب الأبديّ، والصدّيقون إلى الحياة الابديّة.
«فلا آكل لحمًا إلى الأبد» لمناسبة أحد مرفع اللحم اختارت الكنيسة قراءة فقرة من رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل كورنثوس (8، 8 - 9، 1). هذه الفقرة تتناول مسألة كانت مطروحة آنذاك على ضمائر المؤمنين، في شأن الأكل من لحم ما ذُبح للأوثان، هل يجوز أم لا يجوز؟ وفي سبيل إدراك أفضل لمقاصد رسالته التي أراد الرسول أن نتلقّاها سوف نعرض، في هذه المقالة، للسياق الذي ورد فيه النصّ منذ بداية الفصل الثامن من الرسالة. في كورنثوس، زمن بولس الرسول، كان قسم من اللحوم المذبوحة للآلهة الوثنيّة يباع في الأسواق، فما هو الموقف المسيحيّ من شراء هذه اللحوم وأكلها؟ سفر أعمال الرسل واضح في إيراده قرارات الرسل القدّيسين في مجمع أورشليم، وتوصيتهم للمؤمنين بأن «يمتنعوا عمّا ذُبح للأصنام» (15، 29). غير أنّ القدّيس بولس لم يفرض هذا القرار الصريح على المهتدين من الأمم من غير اليهود في كورنثوس. فاليهود والمسيحيّون من أصل يهوديّ كانوا أصلاً يعتقدون أنّ لحوم الذبائح المقدّمة للأوثان هي لحوم نجسة لا يجوز لمسها ولا أكلها... بولس الرسول كان أقلّ تشدّدًا في هذه المسألة لأنّه أراد رعاية الكورنثيّين وتدبير شؤونهم انطلاقًأ من البيئة التي نموا فيها. ومع ذلك وصل، في الخاتمة، إلى النتيجة ذاتها التي توصّل إليها المجتمعون في مجمع أورشليم. «وأمّا في شأن ما ذُبح للأوثان من لحم فإنّنا نعلم أنّ لنا جميعًا معرفة به. المعرفة تنفخ، أمّا المحبّة فتبني... وأمّا في شأن الأكل من لحم ما ذُبح للأوثان، فإنّا نعلم أنّ الوثن ليس بشيء في العالم، وأن لا إله إلاّ الله الأحد» (1 كورنثوس 8، 1-4). المسيحيّون يعرفون أنّ الأصنام ليست شيئًا، ولكنّ هذه المعرفة ليست لدى الجميع، فهناك بعضهم إذا رأوا المؤمنين يأكلون لحم ما ذُبح للأوثان يظنّون كأنّ إخوتهم يشاركون في العبادة الوثنيّة، فيكون ذلك سبب عثرة لهم. لذلك تفرض علينا شريعة المحبّة أن نمتنع عنها ولا نتناولها إذا عرفنا أنّها لحوم أصنام. يقول القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (+407) في المقارنة ما بين اقتناء المعرفة وعيش المحبّة: «فمَن يملك المعرفة، لكن تنقصه المحبّة، فلن ينال شيئًا، بل يفقد ما يملكه، وكثيرًا ما يقع في الحماقة». أمّا أغوسطينُس المغبوط أسقف هيبون (+430)، فيقول: «إنّ المعرفة تنفع فقط إنْ ترافقت مع المحبّة، وإلاّ فإنّها ستذهب بصاحبها مذهب الكبرياء». ليست المشكلة، إذًا، في أكل اللحوم المقدّمة للأوثان، بل في وجوب ألاّ نكون عثرة لإخوتنا المؤمنين الذي سيظنّون السوء لرؤيتهم مَن يشاركون في طعام الأضاحي الوثنيّة. فلا يدين بولس آكلي تلك اللحوم لفعلهم ذلك، بل يطلب إليهم بمحبّة ألاّ يكونوا عثرة لإخوتهم. لذلك يقول بولس بوضوح: «... فيهلك بسبب علمك الأخ الضعيف الذي مات المسيح من أجله. وهكذا إذ تخطئون إلى الإخوة وتجرحون ضمائرهم وهي ضعيفة إنّما تخطئون إلى المسيح. فلذلك إنْ كان الطعام يشكّك أخي فلا آكل لحمًا إلى الأبد لئلاّ أشكّك أخي» (1 كورنثوس 8، 12-13). يعتبر القدّيس الذهبيّ الفم انّ ثمّة أمرين لا عذر لنا فيها حين نكون عثرة للإخ الضعيف، هما: «الأوّل هو أنّه ضعيف، والثاني أنّه أخوك. وبالأحرى هناك أمر ثالث أكثر رعبًا من الأمرين الأوّلين: هو أنّ المسيح مات من أجله، أمّا أنت فلا تتنازل لرفع شأنه». في هذا السياق يقول إقليمُس الإسكندريّ (+215): «هناك نوعان من الطعام: واحد للخلاص وواحد للهلاك... فعلينا ألاّ نكون كالابن الضالّ الوارد ذكره في الإنجيل (لوقا 15، 11-32)، الذي أساء استعمال عطايا الآب، بل علينا أن نستعملها كأسياد عليها من غير انحراف. فقد أُمرنا أن نكون أسياد الأطعمة وأربابها لا عبيدها». فكيف نخطئ إلى المسيح نفسه إن صرنا حجر عثرة لسوانا؟ يقول أغوسطينُس جوابًا على هذا السؤال: «شريعة المسيح هي أن نحمل أثقال بعضنا بعض. بالإضافة إلى ذلك، فإنّا بمحبّتنا للمسيح نحمل ضعفات الآخرين بيسر... فإنّنا نعي أنّ مَن نحبّه هو مَن مات المسيح من أجله». ما يجعل بولس يقول هذا الكلام هو خشيته من أن يُجرَّب الأخ الضعيف بأكل ذبائح الأصنام، لا لأنّه يعرف أنّه لا وجود للصنم بل لأنّه يظنّ بوجود قوّة خبيثة ما في لحم كهذا تتلبّسه إذا أكل منه. لذلك يلاحظ الذهبيّ الفم أنّ بولس، كأفضل معلّم، «لم يقل ما إذا كان بحقّ أو بغير حقّ، بل في كلّ حال». ويتابع الذهبيّ الفم قائلاً: «ولا أقول أنّ اللحم المقدّم كذبيحة للصنم يحرَّم لسبب آخر. لكن، إذا كان ما هو في مقدرتنا يسبّب عثرة، فإنّي أمتنع عنه، لا ليوم أو ليومين، لكن في كلّ زمن حياتي». هنا، يذكّرنا القدّيس باسيليوس الكبير (+379) بأنّ العقاب بيّن إنْ كان كلّ ما هو تحت سلطاننا ومقدرتنا عثارًا للضعيف في الإيمان أو المعرفة، والعقاب ليس سوى ما قال الربّ يسوع لتلاميذه: «لا يمكن إلاّ أن تأتي العثرات، ولكن ويلٌ للذي تأتي بواسطته. خيرٌ له لو طوِّق عنقه بحجر رحًى وطرح في البحر، من أن يعثر أحد هؤلاء الصغار» (لوقا 17، 1-2). يتساءل القدّيس بولس في خاتمة القراءة: «ألست أنا رسولاً؟ ألست أنا حرًّا؟»... لا ريب في أنّ بولس أراد أن يخلص إلى القول إنّ المسيحيّ لا يتوانى عن التخلّي، بكامل حرّيّته، عن حرّيّته وعن حقوقه، إذا كان تمسّكه بهما يشكّل حجر عثرة لإخوته في الإيمان.
من تعليمنا الأرثوذكسي: اسهروا وصلّوا التلميذ: قرأتُ إنجيل الدينونة كما طلبتَ مني، وعندي سؤال: كيف يستعد المسيحيّ لمجيء الرب الثاني؟ المرشد: الجواب في الإنجيل نفسه: أَحبب المسيح. وإذا سألت أين أجده، يأتي الجواب أيضًـا من الإنجيل: في إخوته الصغار الفقراء، في كل جائع وحزين وغريب... يسوع يماهي نفسه مع كل هؤلاء أي يكون واحدا معهم، وإذا أَحببناهم وخدمناهم نحبّه هو ونخدمه. التلميذ: أفهم ان الاستعداد لمجيء الرب يكون بفعل الخير والإحسان الى لمحتاجين؟ المرشد: نعم. لكن يسوع أوصانا أن «اسهروا»، أي كونوا مستعدين للملكوت ومستعدين لاستقبال الرب. أعطانا أمثلة على ذلك لنفهم أكثر أشهرها مَثَل العذارى العشر (متى ٢٥: ١-١٣). العذارى العاقلات سهرن لأنهن كنّ يقظات، واحتفظن بزيت لمصابيحهن. يقول يسوع في آخر المثل: «فاسهروا اذًا لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة...». التلميذ: كلام يسوع هذا موجّه إلى كل مؤمن! المرشد: طبعًا. أعطى يسوع أيضًـا مثلا آخر وهو مَثَل الخادم الأمين الذي وجده سيّده ساهرًا عندما وصل من سفره في ساعة غير منتظرة. هل تذكر اننا نقرأ هذين المثلين في الأسبوع العظيم؟ اظن انك فهمت أن السهر الذي يقصده يسوع ليس عكس النوم، انه يشبه سهر الحارس المتيقّظ إلى أصغر حركة تدل على حضور العدوّ. التلميذ: لكن ماذا عن الصلاة والصوم والاشتراك في القداس؟ المرشد: هذه حياة الكنيسة، وكل مؤمن حقيقيّ يشترك فيها. والسهر الذي تكلمنا عنه مع اليقظة لا ينفصل عن الصلاة اذ فال يسوع: «اسهروا وصلّوا لئلا تدخلوا في تجربة» (متى ٢٦: ٤١). وقد علّمنا الرسول بولس أن «صلّوا بلا انقطاع» (١تسالونيكي ٥: ١٧).
اجعلْ بيتكَ سماء القديس يوحنا الذهبي الفم أنت اجعل بيتك سماء. لن تحتاج إلى تغيير الجدران أو قلب الأساسات، بل ادعُ ملك السماوات إلى مائدتك، ولن يستحي الله مِن تناول الطعام معك. في هذا البيت يجد التعليم الروحيّ والجدية والاعتدال، في هذا البيت يجد رجلاً وامرأة وأولادًا يربطهم الوفاق والمحبة والفضائل وفي وسطهم المسيح. المسيح لا يطلب سقفًا مذهبا ولا أعمدة لمّاعة كالبرق ولا جمال المرمر، لكنه يطلب توهّج النفس وروعة الضمير ومائدة يملؤها البر وتحمل ثمار الإحسان. وإذا رأى مائدة كهذه، يشترك فورا في الاجتماع لأنه قال: «كنتُ جائعا فأَطعمتموني». إذًا عندما تسمع نداء الفقير وتحمل ما يوجد على المائدة وتعطيه إلى مَن يطلب، تكون قد دعوت السيد الى مائدتك وملأتها كلها بالبركات، وتكون قد حصلت، بتقديمك هذه البواكير، على فاتحةِ تكثير كنوزك. وإله السلام والمحبة الذي «يقدّم بذارًا للزارع وخبزًا للأكل سيقدّم ويُكثّر بذاركم ويُنمّي غلاّت برّكم» (٢ كورنثوس ٩: ١٠)، ويعطيكم نعمة من لدنه. مكتبة رعيتي «نصائح إلى الشباب» عنوان كتاب صغير من ٦٤ صفحة أصدرته تعاونية النور الأرثوذكسية للنشر والتوزيع ضمن سلسلة «شؤون رعائية»، رقم ٦. هذه النصائح مقتطفات من رسائل وجّهها الأب ألكسندر (إلتشانينوف) إلى أبنائه الروحيين. الأب ألكسندر كاهن أرثوذكسيّ روسيّ رعى المهاجرين الروس إلى فرنسا في الثلث الأول من القرن العشرين. نقل المطران سابا (إسبر) الكتاب إلى اللغة العربية. هذه النصائح تنفع القرّاء اليوم لأنها تجيب عن أسئلة لا يزال يطرحها الشباب في مسيرة حياتهم في الكنيسة. ثمن النسخة 4 آلاف ليرة لبنانية. يُطلب الكتاب من مكتبة الينبوع ومن دار المطرانية.
|
Last Updated on Tuesday, 01 March 2016 19:07 |
|