للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
العدد ٢٣: الأرثوذكسيّة والمناولة |
![]() |
![]() |
Sunday, 10 June 2018 00:00 |
تصدرها أبرشيّة جبيل والبترون للروم الأرثوذكس الأحد الثاني بعد العنصرة الشهيدان ألكسندروس وأنطونينا الأرثوذكسيّة والمناولة الكنيسة الواحدة، المقدّسة، الرسوليّة، الجامعة هي القائمة على الإيمان المستقيم الرأي. هذه الكنيسة تعبّر عن إيمانها إذا اجتمعت وتناولت الكلمة الإلهيّة وجسد الربّ. «ربّ واحد وإيمان واحد ومعموديّة واحدة» (أفسس ٤: ٥). والإيمان المستقيم الرأي أو الأرثوذكسيّ شرط أساس لاقتبال الكأس المقدّسة. فالقرابين الإلهيّة تجعلنا متّحدين بالمسيح القائم من بين الأموات، والممتدّ إلى الإخوة الذين يؤمنون به حسب العقيدة المكشوفة في المجامع السبعة، المحفوظة في تعليم آبائنا والبارزة في العبادة الأرثوذكسيّة. «نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح وأعضاء بعضنا لبعض» (رومية ١٢: ٥). من هنا نحن لا نستطيع أن نفصل بين انتمائنا إلى المسيح الحيّ وانتماء بعضنا للبعض الآخر. تاليًا لا يسوغ القول أنا أتناول في أيّة كنيسة أجد فيها القربان. الصحيح هو هذا التأكيد: حيثما يكون التعليم الأرثوذكسيّ فأنا ضامن أنّ هناك جسد المسيح. هناك تماسك لا يقبل الانفكاك بين العقيدة السليمة وجسد الربّ. فعبارة «جسد الربّ» تعني بآن معًا القربان الإلهيّ والكنيسة. هذان شيء واحد. وليقين الكنيسة بهذا رأت دائمًا أنّ من خالفها التعليم يُحرم تناول الكأس، لأنّه يكون قد خرج من الشركة الكنسيّة أو أُخرج منها. فالمُنشقّ يحرم نفسه ويذهب في طريق الضلالة. كذلك الواقع في بدعة أو هرطقة، فهو، بفعل شذوذه، يترك الكنيسة فلا يبقى بيننا مائدة روحيّة واحدة. أمّا إذا عاد المنشقّ أو من وقع في اعتقاد ضالّ فتصالحه الكنيسة مع نفسها. إذ ذاك، تقبله في التناول. هكذا كان يعمل بولس الرسول. من ارتكب خطيئة جسيمة أو«انكسرت به سفينة الإيمان» (١تيموثاوس ١: ١٩) كان يفصله عن الجماعة المسيحيّة أي كان يمنعه من سرّ الشركة: شركة الكنيسة وشركة الكأس. وقد درجنا منذ القرن الرابع على تعليم الموعوظين أي الوثنيّين المحبّين للمسيح وغير المكتمل إيمانهم. عند انتهاء تعليمهم كنّا نعمّدهم عشيّة الفصح وقبل اقتبالهم المعموديّة كنّا نمنعهم من حضور الذبيحة. فإذا قال الشمّاس الأبواب، الأبواب كنّا نغلقها ولا يبقى في الاجتماع إلاّ المعمّدون المستعدّون للمناولة الإلهيّة، القادرون على تلاوة دستور الإيمان بفهم وقناعة. هؤلاء كنّا ندعوهم إلى الكأس. الكنيسة في نظامها كانت تفرز المستقيم رأيه عن المعوجّ رأيه. هذا يبقى خارجًا. فنحن نجتمع في مكان واحد لأنّنا واحد. وهذا المكان ليس مشرّع الأبواب. والعمارة البيزنطيّة لا تعرف نوافذ عريضة في المعابد. إنّها دائمًا ضيّقة يكاد نور الشمس يدخل منها. الكنيسة مغلقة للتقديس، منفتحة للبشارة بعد التقديس. نقيم الذبيحة مع الذين نجوا بإيمانهم السليم. إيمانهم طريقهم إلى الذبيحة. كنائسنا ليست ممرًّا ولا مقرًّا لكلّ الناس. هذا كان دائمًا موقفنا ولسنا بذلك مبتدعين. التغيير ابتدأ بالمسايرة لمّا خسر الناس صلابتهم العقائديّة وأخذوا يساوون بين المذاهب ليرتاحوا من كلّ سعي إلى الحقيقة. هم على حقّ إذا ملّوا التشنّجات ولكنّهم يخطئون إذا لم يتمسّكوا بالموقف الصحيح. هذا إخلاص وفي الإخلاص سكينة. والميوعة ليست مسالمة. الصلابة ممكنة مع المحبّة والمحبّة الكبرى والأولى أن أكشف لك الحقيقة. الامتزاج الاجتماعيّ ممكن بالحبّ لا بإضاعة الإرث الرسوليّ الذي لا تسوية فيه ولا مزاج. هناك جسم واحد اكتمل فيه ما كشفه الله لنا. وهذا لا ينتقص منه شيء ولا يزاد عليه. هذا الذي أعطي إلينا دفعة واحدة وإلى الأبد هو الإيمان الأرثوذكسيّ. المطران جاورجيوس
الرسالة: رومية ٢: ١٠-١٦ يا إخوة، المجد والكرامة والسلام لكلّ من يفعل الخير، من اليهود أوّلاً، ثمّ من اليونانيّين، لأن ليس عند الله محاباة للوجوه. فكلّ الذين أخطأوا بدون الناموس فبدون الناموس يهلكون، وكلّ الذين أخطأوا في الناموس فبالناموس يُدانون، لأنّه ليس السامعون للناموس هم الأبرار عند الله بل العاملون بالناموس هم يُبرَّرون. فإنّ الأمم الذين ليس عندهم الناموس إذا عملوا بالطبيعة بما هو في الناموس فهؤلاء وإن لم يكن عندهم الناموس فهُم ناموس لأنفسهم، الذين يُظهرون عمل الناموس مكتوبًا في قلوبهم وضميرُهم شاهد، وأفكارهم تشكو أو تحتجّ في ما بينها يوم يدينُ اللهُ سرائر الناس بحسب إنجيلي بيسوع المسيح.
الإنجيل: متّى ٤: ١٨- ٢٣ في ذلك الزمان فيما كان يسوع ماشيًا على شاطئ بحر الجليل رأى أخوين وهما سمعان المدعوّ بطرس وأندراوس أخوه يُلقيان شبكة في البحر (لأنّهما كانا صيّادَين). فقال لهما: هلمّ ورائي فأَجعلكما صيّادَي الناس. فللوقت تركا الشباك وتبعاه. وجاز من هناك فرأى أخوين آخرين وهما يعقوب بن زبدى ويوحنّا أخوه في سفينة مع أبيهما زبدى يُصلحان شباكهما فدعاهما. وللوقت تركا السفينة وأباهما وتبعاه. وكان يسوع يطوف الجليل كلّه يُعلّم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كلّ مرض وكلّ ضعف في الشعب.
لماذا صوم الرسل؟ ابتدأنا يوم الاثنين الماضي بصوم الرسل وهو الصوم الذي يبدأ أسبوعًا بعد عيد العنصرة، أي يوم الاثنين الذي يلي أحد جميع القدّيسين، وينتهي يوم ٢٩ حزيران عيد القدّيسين هامتَي الرسل بطرس وبولس. يشبه نظامُه صومَ الميلاد إذ يقوم على الانقطاع عن الزفرين، اللحم والبياض، ولكن يُسمح فيه بأكل السمك ما عدا يومَي الأربعاء والجمعة. تدور في أذهان بعض المؤمنين أسئلة حول هذا الصوم ومدى «إلزاميّته»، وقد يلوح للبعض أن يعتبره ثانويًّا أو طارئًا في حياة الكنيسة فيقلّل من أهمّيّته ويعطي لنفسه مبرّرات لعدم الالتزام به. البحث في أصل هذا الصوم يقودنا إلى التأكيد على قِدَمه، ما ينفي كلّ محاولة لاعتباره لا يتمتّع بقيمة كبيرة في تراث الكنيسة وتقليدها الشريف. تعود أقدم شهادة على وجود صوم يلي عيد العنصرة بأسبوع إلى كتاب «أوامر الرسل القدّيسين»، الذي كُتب في القرن الرابع الميلاديّ، والذي يذكر: «لذلك بعد أن تعيّدوا العنصرة احتفلوا أسبوعًا آخر وبعد ذلك صوموا (أسبوعًا) واحدًا، إنّه لحقّ أن تبتهجوا بهبة الله، وبعد هذه الفسحة أن تصوموا. فموسى وإيليّا صاما أربعين يومًا، ودانيال مدّة ثلاثة أسابيع لم يأكل خبزًا مرغوبًا، ولم يدخل فاه لحم ولا خمر. والمغبوطة حنّة، وهي تطلب صاموئيل، قالت: لم أشرب خمرًا ولا مسكرًا، وأسكب نفسي أمام الربّ. كذلك أهل نينوى عندما صاموا لثلاثة أيّام وثلاث ليال تجنّبوا تنفيذ الغضب عليهم. أستير ومردخاي ويهوديت بصومهم أنقذوا من الكافرين هولوفرنيس وهمّان. وداود يقول: كلّت ركبتاي من الصوم. وأنتم صائمون إذًا قدّموا تضرّعاتكم أمام الله». مباشرة بعد الكلام على هذا الصوم، يقوم كتاب «أوامر الرسل القدّيسين» بالتشجيع أيضًا على الالتزام بالصوم يومين أسبوعيًّا، إذ يقول: «نحثّكم على أن تصوموا كلّ يوم أربعاء وكلّ يوم جمعة، وكلّ ما توفّرونه قدّموه إلى المحتاجين». يسمح لنا هذا الكلام بأن نستنتج أنّ صوم الرسول وُجد قبل القرن الرابع ولكن يبدو أنّه لم يكن، في أوّل ظهوره، يتعدّى الأسبوع الواحد، ولكنّه انتشر وتوسّع، خلال القرن السادس، خصوصًا في الأوساط الرهبانيّة في أديرة سوريا وفلسطين، وفي الأديرة السريانيّة التي أعطته تسمية «صوم الرسل». لا تقتصر أهمّيّة هذا الصوم على كونه متأصّلاً في حياة الكنيسة، ولكنّ موقعه في السنة الطقسيّة له أيضًا دلالات معبّرة. فأحد جميع القدّيسين يكلّل مسيرةً استمرّت ١٩ أسبوعًا، أي نحو ثلث السنة، نعبر فيها بفترة تهيئة تدخلنا إلى حياة برّ وتقشّف خلال الصوم الكبير الذي قادنا إلى مرافقة الربّ في أسبوعه الأخير وآلامه وقيامته، ثمّ احتفلنا بالعبور من الموت إلى الحياة إلى أن أصعد الربّ طبيعتنا البشريّة إلى السماء، وعاد فسكب علينا المعزّي الآخر، روحه القدّوس، في عنصرة الأحد الماضي. عيد جميع القدّيسين هو غاية هذه المسيرة، مبتغى الأحداث الخلاصيّة كلّها، المعنى الأسمى للكنيسة وعلّة وجودها. عيد جميع القدّيسين يكشف هويّة الكنيسة وطبيعتها المنظورة وغير المنظورة. كنيسة لا تنتج قدّيسين ليست بكنيسة، بل مجرّد مؤسّسة بشريّة محض تحمل اختلاسًا اسم كنيسة. أمّا وجود صوم الرسل مباشرة بعد هذا العيد فيدلّنا على أنّ هذا هو المنهج الذي يحقّق قصد الله لنا بأن نبلغ القداسة. من المؤسف أنّه يسهل علينا، فيما نطالع الكتب المقدّسة ونقرأ تاريخ الكنيسة ونرافق حياتها الليتورجيّة، أن نعتقد أنّ هذه الكلمات والتعاليم والأحداث حصلت في عالم وزمن مختلفين كلّ الاختلاف عن عالمنا المعاصر وزمننا الحاليّ، لدرجة أنّها تصبح بدون صلة بنا. الالتزام بصوم الرسل دليل على أنّنا نؤمن بأنّ الربّ تجسّد وعاش على هذه الأرض، وسار مسيرة آلامه وواجه الموت وغلبه وأدخل طبيعتنا البشريّة إلى الماء وأرسل لنا روحه القدّوس، وهذه كلّها فعلها من أجل أن نتقدّس. لكنّنا نؤمن أيضًا بأنّ الله لا يغتصب إرادتنا بل ينتظر قبولنا والتزامنا بمقتضيات مسيرة الخلاص. صوم الرسل خير دليل على هذا الالتزام لأنّه يدخلنا في مسيرة تنقية الذات عبر حياة النسك والبرّ والتقشّف (الامتناع عن الإسراف في الأكل والشرب والسهر والبذخ) ويدخلنا أيضًا في مسيرة اختبار المحبّة المجّانيّة (مساعدة الآخر وافتقاده).
من تعليمنا الأرثوذكسيّ: اشتراك الجسد في العبادة التلميذ: قال الكاهن في عظة العنصرة عندما تكلّم على صلاة السجدة إنّ الأجساد تشترك في الصلاة. كيف يشترك الجسد في الصلاة والعبادة؟ المرشد: بأمور عدّة يمكن أن نقول إنّها رمزيّة: أنت تعرف أنّنا نتّجه نحو الشرق عندما نصلّي في الكنيسة- فكنائسنا كلّها موجهّة نحو الشرق- ونقصد به المسيح. عندما نصنع إشارة الصليب مرّات عديدة أو ننحني أو نسجد تشترك أجسادنا في الصلاة. التلميذ: عندما نتناول ألا يشترك الجسد في القدّاس الإلهيّ؟ أنت علّمتنا أنّ المناولة قمّة القدّاس الإلهيّ وأنّ اشتراكنا في المناولة يجعلنا واحدًا مع المسيح. المرشد: طبعًا. في المعموديّة والمناولة- أهمّ أسرار الكنيسة- للجسد دور مهمّ. في المعموديّة يُغسَل الجسد بالماء، يُغطّس الجسد كلّه بالماء كأنّه يغرق ثمّ يُنتَشل منها على مثال موت المسيح وقيامته. كذلك في المناولة نأكل الخبز والخمر، جسد المسيح ودمه كما علّمنا هو، «فنتقدّس في أجسادنا وفي نفوسنا» كما علّم أحد آباء الكنيسة. التلميذ: كذلك عندما نأكل طعامًا عاديًّا.. المرشد: لا. عندما نأكل الطعام كلّ يوم يتحوّل الطعام إلى جسدنا البشريّ، يصير دمًا ولحمًا وعظامًا. يحصل العكس في الإفخارستيّا عندما نتناول جسد المسيح ودمه بإيمان. نحن نصير ما نأكل وبالمناولة تصير أعضاؤنا أعضاء جسد المسيح. نصير الكنيسة. التلميذ: أشكرك. هذا واضح كلّ الوضوح. هل هناك طرائق أخرى يشترك فيها الجسد في الصلاة والعبادة؟ المرشد: نعم. يشترك الجسد أيضًا في الحياة الروحيّة بالصوم، وأنت تعرف أنّ الكثيرين في كنيستنا يتابعون الأصوام، ونحن الآن في صوم الرسل. أيقونة بيروت العجائبيّة (القرن الثامن) لمّا حضر أسقف بيروت أثناسيوس إلى المجمع المسكونيّ السابع، المنعقد في مدينة نيقية السنة ٧٨٧، وهو المجمع الذي أكّد صحّة تكريم الأيقونات، قدّم إلى آباء المجمع مذكّرة ضمّنها خبر أيقونة عجائبيّة في بيروت، وذلك دفاعًا عن الأيقونة في اللاهوت والممارسة. ذكر الخبر أنّ أحد المسيحيّين استأجر بيتًا في بيروت ملاصقًا لكنيس يهوديّ وعلّق في إحدى غرف بيته أيقونة للسيّد مصلوبًا. ثمّ أخلى المأجور بعد مدّة وسافر من دون أن يأخذ الأيقونة معه. فأسرع اليهود واستأجروا المكان لأنّهم قالوا لا يكون مسيحيّ بقرب مجمعنا. وإذ اكتشف اليهود الأيقونة ازدروها وبالمصلوب عليها وقاموا يخدشونها ويلطمونها. وقام واحد منهم وطعن جنب السيّد في الأيقونة بآلة حادّة. وإذا بدم وماء يخرجان منه بقوّة. فذهل الحاضرون وخافوا. وسرى الخبر بين اليهود بسرعة فجاء مخلّع وعميان وادّهنوا بالدم والماء فشفوا للحال. فقام اليهود إلى أسقف المدينة والأيقونة بين أيديهم وأخبروه بما جرى وطلبوا إليه أن يعلّمهم الإيمان ويعمّدهم ففعل. أمّا الدار التي كانت فيها الأيقونة فجعلوها كنيسة حملت اسم المخلّص. تعيّد كنيستنا في العاشر من أيلول للقدّيس الشهيد باريساباس الذي كان يحمل إناء فيه سائل عجائبيّ، قيل إنّه من الدم والماء اللذين خرجا من جنب الربّ يسوع المسيح على الأيقونة في بيروت في القرن الثامن. كان هذا القدّيس الشهيد ناسكًا من مقاطعة دلماطيا، غرب يوغسلافيا، وكان يشفي المرضى بدهنهم من السائل الذي في الإناء. لا نعرف كيف وصل إليه الإناء إلاّ أنّ لصوصًا أرادوا سرقته للمتاجرة به، فاقتحموا منسك باريساباس وضربوه حتّى قضوا عليه فاعتبرته الكنيسة شهيدًا. أمّا الإناء فلم يقع له اللصوص على أثر.
القدّيسان الشهيدان ألكسندروس وأنطونينا كانت القدّيسة أنطونينا فتاة مسيحيّة تعيش في مطلع القرن الرابع، وكانت الوثنيّة لا تزال الديانة الرسميّة للأمبراطوريّة الرومانيّة التي كانت تضطهد المسيحيّين. أوقفت أنطونينا بأمر الوالي الذي عرض عليها أن تصير كاهنة للآلهة أرتميس. رفضت العرض بازدراء واعترفت بالمسيح بجسارة. ضُربت وألقيت في السجن من دون طعام أو شراب. بعد ثلاثة أيّام هزّ الرعد السجن وانطلق صوت سماويّ يشجّع القدّيسة داعيًا إيّاها إلى تناول الخبز والماء اللذين ظهرا أمامها. في الصباح لمّا سيقت أمام الوالي بقيت ثابتة على موقفها. فغضب وأسلمها إلى الجنود الذين ضربوها بسيوفهم فلم تذعن إلى أن أمر الوالي بسوقها إلى أحد بيوت الدعارة. في مكان آخر تراءى ملاك الربّ لجنديّ عمره ثلاثة وعشرون سنة اسمه ألكسندروس فتوّجه إلى بيت الدعارة وطلب أنطونينا. وما أن وجدا وحيدين حتّى كشف لأنطونينا أنّه مرسَل من الربّ وغطّاها بردائه فتمكّنت من الخروج. لمّا حضر جنود مرسلون من الوالي اكتشفوا أنّ ألكسندروس حلّ محلّ أنطونينا فساقوه أمام الوالي فاعترف بأنّه خادم المسيح وهو مستعدّ لأن يموت من أجله. وفيما كانوا يتهيّأون لسوقه إلى التعذيب ظهرت أنطونينا بجانبه. بعدما أذاقوهما ألوان التعذيب نالا إكليل الشهادة. عيدهما اليوم في ١٠ حزيران. موسكو في الرابع والعشرين من أيّار، يوم عيد القدّيسَين كيرلس ومثوذيوس مبشّرَي البلاد السلاڤّيّة أقام بطريرك موسكو وكلّ الروسيا كيريل القدّاس الإلهيّ في كنيسة المسيح المخلّص. شاركه في الخدمة بطريرك صربيا إيريناوس ومئات الأساقفة والكهنة والشمامسة وممثّلو الكنائس الأرثوذكسيّة في موسكو. وكان البطريرك الصربيّ إيريناوس قد استلم في ٢٣ أيّار الجائزة الكبرى من المؤسّسة الدوليّة لوحدة الشعوب الأرثوذكسيّة. جرى الاحتفال في القاعة الكبرى لكنيسة المسيح المخلّص بحضور الوفد الصربيّ وممثّلي الكنائس والعديد من الرسميّين والشخصيّات. |
Last Updated on Monday, 04 June 2018 16:55 |
|