Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2018 العدد ٤٩: رعيّة تنمو
العدد ٤٩: رعيّة تنمو Print Email
Written by Administrator   
Sunday, 09 December 2018 00:00
Share

تصدرها أبرشيّة جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد ٩ كانون الأوّل  ٢٠١٨   العدد ٤٩ 

حَبَل حنة بوالدة الإله

القدّيسة حنّة أمّ صموئيل النبيّ

logo raiat web

كلمة الراعي

رعيّة تنمو

4918  جميل أن تلتقي أبناء الرعيّة في لقاءات «على انفراد»، على مثال ما كان يصنع يسوع مع التلاميذ ليريحهم ويأخذوا زوّادة روحيّة. هذا يسمح لك بأن تسمع من يخدمون معًا في الكنيسة، وأن تتشارك وإيّاهم في فرح الخدمة. يشاركونك ما يعيشون ونطلّ معًا على الشجون والشؤون برجاء يحمله إلينا عمل الروح الدائم فينا. في إحدى زيارتي الرعويّة، التقيت نفوسًا خادمة تنمو، ككلّ أرض خصبة، عبر فلاحة وسقاية وعناية مستمرّة لتثمر «ثلاثين، وستّين ومئة ضعف» (مرقس ٤: ٨).

مع عمر مرحلة الإعداديّ، جمعنا حوار حول ضعف التركيز وتأثيره في استخدام الوقت، وتاليًا في تحقيق المرء أمورًا بنّاءة في حياته، وكيف يمكن أن يساعد نفسه على ضبط تشتّت ذهنه. في الخطّ عينه، تطرّقنا إلى أيّ جمال يبحثون عنه، أو ما الذي يولّد الخوف في نفوسهم وما هو أكثر ما يجذبها. الصعوبة في الوصول إلى جواب واضح كان نتيجة طبيعيّة للتشتّت الذي يعيشون فيه. أمام هذه الصعوبة، أتى الحديث عن الله كجواب يمكن للفتية أن يأخذوه على محمل الجدّ، عندما يفتكر المرء في جمال خليقة الله، من جهة، والخوف، بدافع الضمير، الذي يعتري المرء من المثول أمام الله، أو الانجذاب الذي تخلقه النعمة الإلهيّة في نفوس الفتية عندما يكتشفون معنى التضحية والخدمة والوفاء، من جهة أخرى.

أمّا مع عمر المرحلتين الثانويّة والجامعيّة، فانطلق الحوار من هاجس أحد الحاضرين كان يبحث عن معنى للانتماء إلى الجماعة، انتماء يعيشه بين أخذ وردّ، ويريد أن يجد فيه استقرارًا وليس تذبذبًا مستمرًّا. بينما كان كلّ واحد يعرض دوافعه وكيفيّة مثابرته، كان لنا توقّف حول شرعيّة هذا البحث عن المعنى في طريق الوصول إلى المبتغى، واستوقفتنا الأرضيّة الإنجيليّة التي يمكن لهذا البحث أن يرتكز عليها في استنهاض الربّ لنا: «اسألوا تعطوا، اطلبوا تجدوا، اقرعوا يُفتح لكم» (متّى ٧: ٧)، وفهمنا من تفسير هذه الآية كيف أنّ الربّ يدعونا إلى معرفة ماهيّة حاجتنا حتّى يمكننا أن نسأل عنها؛ وأنّ مَن عرف ما يحتاج إليه، عليه أن يناضل في طلبه حتّى يتحقّق له المبتغى، وأخيرًا، مَن يتعب في الطلب ويجد أنّ الطريق مسدود (بسبب وجود عائق، أي باب يوصد الطريق)، ليس عليه سوى أن يتسلّح بالإيمان القويّ والرجاء عندما يصير الأمر مستحيلاً، فيقرع هذا «الباب» المغلق، متأكّدًا أنّ الربّ موجود خلف هذا الباب، وأنّه هو نفسه سيفتح له. هذا يحثّنا بالحقيقة على ألاّ نُقنع أنفسنا بالاستسلام في أيّ ظرف، إذ يمكننا أن نكرّر المحاولة حتّى تتكوّن لدينا القناعة بأنّ الأمر الذي نحتاج إليه بالحقيقة ونبحث عنه هو المسيح نفسه، قبل كلّ شيء.

وأخيرًا، الحديث مع العاملين من الأعمار كافّة جمعنا حول ماهيّة هذه الحياة كـ«عبور»، وكيف يعبرها كلّ واحد منّا، وما الذي يرتكز عليه كلّ منا في هذا العبور، وما هي نهاية الطريق الذي نحن سائرون فيه. طبعًا، جعلنا الحوار نتحدّث عن الأحمال التي نأخذها على عاتقنا وكيف يتساعد المرء في حمل ما يفيد منها أو تخفيف ما يضرّ منها. فتحت الشهادات التي تشارك بها الحاضرون الطريق لنكتشف دور الإيمان ومعنى الخلاص في هذا العبور، واكتشفنا كيف تساعدنا الخبرة الروحيّة في الكنيسة على التعاطي مع شجون الحياة، حينما يدعونا الشمّاس أو الكاهن إلى أن «نودع حياتنا وبعضنا بعضًا المسيح الإله»، محقّقين بذلك عبورًا يوميًّا وآنيًّا، بالصلاة، لكلّ ما يجري في حياتنا وحياة الآخرين، يصلنا، رغم كلّ الصعوبات والأتعاب، بمن أوصانا: «تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم» (متّى ١١: ٢٨).

فرحي كبير بهذه العائلة الرعويّة التي تكتشف في مسيرتها ونموّها وخدمتها مكانًا للمسيح أكثر رسوخًا، ومكانًا للصلاة أكثر جدوى، ومكانًا للجهاد أكثر ثمرًا في حياتها ورعيّتها وكنيستها. في الحوارات الثلاثة السابقة، خرجنا منتفعين ومحمولين برجاء أكبر وأنقى يحملنا في معيّة وشركة تجمعنا وتغذّينا.

سلوان

مطران جبيل والبترون وما يليهما

(جبل لبنان)

 

الرسالة: غلاطية ٤: ٢٢-٢٧

يا إخوة إنّه كان لإبراهيم ابنان أحدهما من الجارية والآخر من الحرّة. غير أنّ الذي من الجارية وُلد بحسب الجسد، أمّا الذي من الحرّة فبالموعد. وذلك إنّما هو رمز، لأنّ هاتين هما العهدان أحدهما من طور سينا الذي يلد للعبوديّة وهو هاجر. فإنّ هاجر بل طور سينا جبل في ديار العرب ويناسب أورشليم الحاليّة، لأنّ هذه حاصلة في العبوديّة مع أولادها. أمّا أورشليم العليا فهي حرّة وهي أمّنا كلّنا. لأنّه كُتب افرحي أيّتها العاقر التي لم تلد، اهتفي واصرخي أيّتها التي لم تتمخّض، لأنّ أولاد المهجورة أكثر من أولاد ذات الرجل.

 

الإنجيل: لوقا ١٣: ١٠-١٧

في ذلك الزمان كان يسوع يعلّم في أحد المجامع يوم السبت، وإذا بامرأة بها روح مرض منذ ثماني عشرة سنة، وكانت منحنية لا تستطيع أن تنتصب البتّة. فلمّا رآها يسوع دعاها وقال لها: إنّك مُطْلقة من مرضك، ووضع يديه عليها، وفي الحال استقامت ومجّدت الله. فأجاب رئيس المجمع، وهو مغتاظ لإبراء يسوع في السبت، وقال للجمع: هي ستّة أيّام ينبغي العمل فيها، ففيها تأتون وتستشفون، لا في يوم السبت. فأجاب الربّ وقال: يا مرائي، أليس كلّ واحد منكم يحلّ ثوره أو حماره في السبت من المذود وينطلق به فيسقيه؟ وهذه، وهي ابنة إبراهيم التي ربطها الشيطان منذ ثماني عشرة سنة، أمّا كان ينبغي أن تُطَلَق من هذا الرباط يوم السبت؟ ولمّا قال هذا، خزي كلّ من كان يقاوم، وفرح الجمع بجميع الأمور المجيدة التي كانت تصدر منه.

 

يسوع ويوم السبت

تنقل إلينا الأناجيل الأربعة العديد من حوارات الربّ يسوع مع معاصريه. كما تنقل إلينا جدالاته مع الفرّيسيّين حول مواضيع كثيرة. الفرّيسيّون (أي المنعزلون) هم جماعة يهوديّة كانت ترى أنّ التطبيق الحرفيّ لوصايا الناموس وتقاليد الأجداد يصل بالإنسان إلى الكمال، ويضمن له الملكوت. تتميّز الجدالات معهم حول موضوع السبت وما يرافقه من تشريعات بعددها وطولها (راجع عن: قطف السنابل متّى ١٢: ١-٨، مرقس ٢: ٢٣-٢٨، لوقا ٦: ١-٥؛ شفاء يد رجل في المجمع متّى ١٢: ٩-١٤، مرقس ٣: ١-٦، لوقا ٦: ٦-١١؛ شفاء منحنية الظهر لوقا ١٣: ١٠-١٧؛ شفاء المستسقي لوقا ١٤" ١-٦؛ شفاء المخلّع يوحنّا ٥: ١-١٨؛ شفاء الأعمى يوحنّا ٩).

قد يعتقد بعض مسيحيّي القرن الحادي والعشرين أنّ هذا الموضوع لا يعنيه من قريب أو بعيد. وأنّ هذه الجدالات لا تفيد إلاّ دارسي التاريخ الدينيّ. فالمسيحيّة المعاصرة تخلّصت تمامًا من التعاليم اليهوديّة. كما فقد النقاش حول الشرائع اليهوديّة أهمّيّته، إذ ما عاد هناك من جماعات تحوّلت حديثًا من اليهوديّة إلى المسيحيّة، وما عاد هناك خلاف بين المسيحيّين من خلفيّة يهوديّة مع أقرانهم المسيحيّين القادمين من خلفيّة وثنيّة.

لكنّ وجهة النظر هذه لا تغطّي إلاّ جزءًا من الموضوع، وهو السياق التاريخيّ للجدالات. وبما أنّ الأناجيل، كما الكتاب المقدّس بأكمله، ليست كتب تاريخ، بل هي كتب لاهوتيّه تخبرنا عن علاقتنا بالله، لذلك لا أهمّيّة كبرى للسياقات التاريخيّة للأحداث (الحوارات، الأمثال، المعجزات، العظات، الخطابات)؛ إلاّ من حيث مساعدة القارئ على فهم المعنى الذي يريده الكاتب. وهذا ما جعل الأناجيل بخاصّة، والكتاب المقدّس بعامّة، كتاب كلّ زمان ومكان.

بالعودة إلى موقف الربّ يسوع من موضوع السبت اليهوديّ، فمن الممكن ملاحظة أمرين أساسيّين. الأوّل يتعلّق بإكمال الوصيّة «ما جئت لأنقض بل لأكمل» (متّى ٥: ١٧). فهو لا يدعو إلى نقض السبت من حيث تخصيصه كيوم صلاة للربّ، بل إلى تكريسه كيوم نعمل فيه ما يرضي الربّ كباقي الأيّام.

الأمر الثاني والمهمّ في هذه الجدالات هو أنّ يسوع أخذ حجج النقاش جميعها من الكتاب المقدّس. استعمل طريقة الفرّيسيّين ليدحض أقوالهم وليريهم خطأ قراءتهم، أي تفسيرهم آيات الكتاب المقدّس من جهة، ومن جهة أخرى قدّم لنا، نحن المؤمنين، الطريقة الصحيحة لقراءة الكتاب وفهمه. وهو بذلك أعطى الكنيسة مفاتيح تفسير الكتاب المقدّس ووجّه قراءتها. وهذا بالتأكيد يهمّ المؤمنين في كلّ زمان ومكان.

إذًا لم يجادل يسوع حول أهمّيّة الوصايا ولم يشأ أن يزيل الناموس. لكنّه طلب منّا ألاّ نتوقّف عند النصوص حيث الحرف يقتل (٢كورنثوس 3: 6). طلب منّا أن نصل مباشرة إلى المعنى، إلى الغاية. لم يقل إنّ الغاية قد تبرّر الوسيلة. لكنّه أراد منّا إدراك الغاية التي تقصدها الوصايا. من هنا جاءت شفاءات يسوع العجائبيّة أيّام السبوت لأنّه «يحلّ عمل الخير، ويحلّ تخليص النفوس» (مرقس ٣: ٤)، فيصبح بذلك هذا اليوم يوم القيام بوصايا الربّ ويومًا يعمل فيه البشر أعمال أبيهم السماويّ. وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أنّ المسيحيّين فهموا هذا منذ أيّام الرسل، فنقلوا ما يختصّ بيوم السبت إلى يوم الأحد كيوم مخصّص للصلاة، فيه يأتي المتعبون وثقيلو الأحمال إلى الربّ ليجدوا راحتهم الحقيقيّة. فصارت شريعة الراحة في خدمة الإنسان، فيتمجّد الله في هذه الراحة حيث يُظهِر رحمته للبشر.

هذا نتبيّنه من حواراته. «أريد رحمة لا ذبيحة» (متّى ١٢: ٧؛ هوشع ٦: ٦). تعني أنّ الرحمة هي الغاية. لا يريد الله ذبائح نقدّمها عن خطايانا هو يريدنا بلا خطيئة. والخطيئة هي بالدرجة الأولى خطيئة ضدّ الله وضدّ الآخر. هذا ما تقوله كتب الكتاب المقدّس في عهديه. فالوصايا العشر الشهيرة تتعلّق الأربع الأولى منها بعلاقتنا بالربّ والستّ الباقية بتعاملنا مع الآخرين. فإذا استطعنا أن نعامل الجميع بالرحمة نكون قد عملنا كلّ وصايا الناموس (لوقا ١٠: ٢٧).

هكذا فهمت الكنيسة تعليم يسوع حول السبت. هو تعليم مبدئيّ حول فهمنا للوصايا، وليس تعليما حصريًّا عن السبت. لذلك لم يلجأ المسيحيّون إلى وضع عقائد وقوانين إلاّ عند الحاجة، عند الخلافات بين الأخوة أو عندما يصرّ أحد الاخوة على موقف معيّن ترى فيه الجماعة نقصًا في المحبّة أو تجريحًا لها.

ما تدعو إليه هذه السطور ليس جديدًا في الحقيقة. فقد استعمل الرسل أنفسهم هذه القراءة الآنيّة لنصوص الكتاب المقدّس في أكثر من مناسبة. وهذا يشهد به كتاب أعمال الرسل، حيث نرى بطرس وهو يقدّم قراءة آنيّة لكتاب النبيّ يوئيل، في تفسيره حدث العنصرة (أعمال ٢: ١٤-٢١؛ يوئيل ٢: ٢٨-٣٢). وهذا ما سيفعله من بعده الإنجيليّون الأربعة. فالرسول متّى، على سبيل المثال، سيأخذ من كتاب أشعياء النبيّ نبوءته عن الملك وزوجته الشابّة ليطبّقها على ولادة الربّ يسوع من العذراء مريم (أشعياء ٧: ١٤، متى ١: ٢٢-٢٣). فلو اكتفت الكنيسة بقراءة كتاب أشعياء في سياقه التاريخيّ لاستحال تطبيقه على الولادة العذريّة للمسيح من مريم.

إذًا لا يُقرأ الكتاب المقدّس في سياقه التاريخيّ فقط، فهو في الأساس ليس كتاب تاريخ أو قانون كما قد يعتقد البعض. وليس كتاب جغرافيا ولا يتناول موضوع علم الاجتماع. هو حصرًا كتاب في اللاهوت يحدّثنا عن محبّة الله لنا، وعن علاقتنا المتقلّبة نحن البشر بالله. يحوي في ما يحويه بعض الإشارات التاريخيّة، الاجتماعيّة، الاقتصاديّة وحتّى السياسيّة، لكنّه يبقى مصدرًا ثانويًّا لمعارف هذه العلوم. إذ لم يكن في بال الكتّاب الملهمين الحديث عن هذه العلوم، بل اهتمّوا بإيصال كلمة الله لنا نحن المؤمنين. «أمّا هذه فقد كتبت لتؤمنوا» (يوحنّا ٢٠: ٣١). من هنا تقع كلّ مقاربة تاريخيّة لقراءة الإنجيل في خطر تحجيم رسالته وتحجيرها في إطار تاريخيّ ضيّق.

 

فرن الشباك

الأحد ١٨ تشرين الثاني، ترأس المطران سلوان القدّاس الإلهيّ في كنيسة القدّيس أنطونيوس الكبير في فرن الشباك. في العظة، تحدّث عن إنجيل الغنيّ الجاهل وبيّن الواقعيّة التي يتحلّى بها المثل اليوم، في مجتمع استهلاكيّ بامتياز، يحاول أن يرسّخ القيم التي يتحدّث عنها الغنيّ في الإنجيل. ثمّ تحدّث عن «رباط المحبّة» الذي يشير إليه بولس الرسول في رسالته ليجيب عن طريقة تفكير الغنيّ ونمط حياته، الذي ليس بغريب أبدًا عن عصرنا، ليسطّر عبره الأساس الذي نبني به حياتنا، سيّما في أمور تتعلّق بالمحبّة الأخويّة، التي كثيرًا ما تتحطّم بفعل مصالح مادّيّة.

 بعد القدّاس الإلهيّ كان احتفال بالعيد الـ٣٥ لتأسيس فرع حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة في فرن الشباك باركه راعي الأبرشيّة. ثمّ جرى حفل في قاعة الكنيسة تعاقب فيه على الكلام رئيس الفرع المهندس إيلي الهبر، وكاهن الرعيّة الأب جهاد أبو مراد، بالإضافة إلى الدكتور كابي خوري (عبر تسجيل فيديو من فرنسا)، وتخللت الكلمات مشاهد مسجّلة منذ العام ١٩٨٣ وأنشطة تقوم بها الأسر كافّة.

ختم الكلمات المطران سلوان بتهنئته بالعيد الـ ٣٥ للفرع وعبّر عن تقديره لما أورده رئيس الفرع في امتنانه لمن رسموا معالم الطريق، وما جاء في شهادة كابي خوري حول البوصلة التي قدّمتها له الحركة في حياته الشخصيّة وحياة الجماعة. وأخيرًا حديث الأب جهاد عن سرّ الإنسان وسرّ الكنيسة والعلاقة التي تتجلّى بينهما وكيفيّة تجسيدها في حياة الفرد وحياة الجماعة. كلّ هذا كان «طعامًا دسمًا» قدّمه المتحدّثون يصعب «هضمه» دفعة واحدة، إذ يحتاج إلى وقت لتمثّله وعيشه والمثابرة عليه. وفي تعليق على المشاهد المختلفة التي تروي حياة الرعيّة وحياة الحركة وحياة الأسر، تحدّث عن «قدسيّة الحياة» وكيفيّة العمل على تقديسها. ثمّ بارك راعي الأبرشيّة مائدة المحبّة وكانت له بعدها اجتماعات مع الأسر الحركيّة:

- مع أسرة الاستعداديّين، جرى حوار حول صعوبة التركيز ومعنى الوقت، الجمال الذي نبحث عنه، وما يولّد الخوف وما يجذب النفس. هذه كلّها أفسحت في المجال للحديث عن الله والصلاة الموجّهة إليه وانعكاسها على المعاني السابقة.

- ومع فرق الثانويّين والجامعيّين، جرى حوار حول الدافع الذي حرّكهم للانتماء إلى الفرقة، ومعنى أن يثابروا على ذلك أو يفقدوا المثابرة عليه، العبَر التي يأخذونها من الحياة وكيفيّة الصلاة (السؤال، البحث، عدم الاستسلام).

- أمّا مع أسر العاملين، فكان حوار حول «العبور في الحياة»، دور الإيمان، ومعنى الخلاص-الصلاة، وساهم المشاركون  بشهادات سمحت برسم طريق «عبور» روحيّ يوميّ رغم الصعوبات والأتعاب.

 

عيد دخول السيّدة إلى الهيكل

الثلاثاء ٢٠ تشرين الثاني، ترأس راعي الأبرشيّة القدّاس الإلهيّ لمناسبة عيد دخول السيّدة إلى الهيكل، في كنيسة السيّدة صيدنايا في الدكوانة. في العظة تحدّث المطران سلوان عن معنى الدخول الثلاثيّ: الدخول إلى الهيكل الأرضيّ، الدخول إلى المخدع الداخليّ، والدخول إلى أورشليم العلويّة. وبيّن ارتباط المعاني الثلاثة بحياة العذراء وبالواقعة الإنجيليّة في منزل مريم ومرتا وبحياتنا اليوميّة. بعد القدّاس الإلهيّ، كان حوار مع الرعيّة عن معنى العيد وخبرة العذراء في إقامتها في قدس الأقداس، وانعكاس هذه الخبرة على خدمتها اللاحقة للتدبير الإلهيّ.

Last Updated on Saturday, 01 December 2018 08:48
 
Banner