للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
العدد ٣٦: صليب التزام الواقع عوضًا من إدانته |
Written by Administrator |
Sunday, 08 September 2019 00:00 |
تصدرها أبرشيّة جبيل والبترون للروم الأرثوذكس الأحد قبل عيد رفع الصليب ميلاد سيّدتنا والدة الإله كلمة الراعي صليب التزام الواقع عوضًا من إدانته يستوقفك تصريح يسوع: «ليس أحد صعد إلى السماء إلّا الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء» (يوحنّا ٣: ١٣)، ففيه صفة المطلَق. يقول إنّ ما من مخلوق يمكنه «أن يصعد إلى السماء» ليسبر سرّ الله، إلّا الله نفسه، أي ذاك «الذي نزل من السماء» ليحدّثنا عنه ويكشفه لنا، بحسب ما أفادنا به في موضع آخر: «كلّ شيء قد دفع إليّ من أبي، وليس أحد يعرف الابن إلّا الآب، ولا أحد يعرف الآب إلّا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له» (متّى ١١: ٢٧). بالفعل، كشف لنا يسوع قاعدة إيماننا الأولى، أنّنا نؤمن بإله واحد، حيث الآب هو مصدر الألوهة. لكون مصدر الألوهة هو واحد، أي الآب ولا أحد سواه، فهذا يعني أنّ الطبيعةَ الإلهيّةَ واحدةٌ وليست اثنتَين وليست متعدّدة. بهذا المعنى لا تعدّد آلهة عندنا. وعرّفنا يسوع بأنّ الله ثالوث، آب وابن وروح قدس، حيث الآب يعطي الألوهة للابن بالولادة ويعطيها للروح القدس بالانبثاق، كما نعلن في دستور الإيمان. على هذا المنوال، يحمل كلٌّ من هذه الأقانيم الثلاثة الطبيعةَ الإلهيّةَ نفسَها كاملةً. وكشف لنا يسوع قاعدة إيماننا الثانية، وهي تجسّد ابن الله لخلاصنا. فتصريحه المذكور آنفًا: «ليس أحد صعد إلى السماء إلّا الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء»، يكشف لنا عن أنّه هو ابن الله الذي نزل من السماء وتجسّد من العذراء مريم فاتّخذ منها طبيعتنا البشريّة وضمّها إلى طبيعته الإلهيّة. تشكّل هاتان العقيدتان ركن إيماننا المسيحيّ، وتعلّمنا في كنيستنا أن نعبّر عنهما بطريقة رسمنا علامة الصليب. ففي صلواتنا، نعبّر عن العقيدة الأولى بضمّ الأصابع الثلاث الأولى من اليد اليمنى، بينما نعبّر عن العقيدة الثانية بطيّ الأصبعَين الأخريين في راحة اليد اليمنى. وفي الخط عينه، يباركنا رئيس الكهنة في القدّاس الإلهيّ لدى رسمه علامة الصليب بالشمعدانَين المؤلّفَين من شمعتَين (الذيكاري) ومن ثلاث شمعات (التريكاري). كشف لنا يسوع قاعدة إيماننا الثالثة عندما أعلن: «هكذا أحبّ الله العالم حتّى بذل ابنه الوحيد، كيلا يهلك كلّ مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبديّة» (يوحنّا ٣: ١٦). وهذا أيضًا تبنيّناه برسمنا علامة الصليب. فرسمنا باليد اليمنى علامة الصليب من الجبهة نزولًا إلى البطن وثمّ من الكتف الأيمن إلى الكتف الأيسر، مرفقًا بقولنا: «باسم الآب، والابن، والروح القدس، الإله الواحد، آمين»، يعبّر عن إيماننا بأنّ الله أحبّنا، محبّة كشفها لنا يسوع بارتفاعه على الصليب وموته عليه من أجلنا وصلاته إلى الآب كي يغفر لنا. هذا ما عناه بقوله: «وكما رفع موسى الحيّة في البرّيّة هكذا ينبغي أن يُرفع ابن الإنسان، كيلا يهلك كلّ مَن يؤمن به بل تكون له الحياة الأبديّة» (يوحنّا ٣: ١٤). كيف تلامس هذه الأبعاد الثلاثة حياتنا الروحيّة؟ بيسوع تعلّمنا واختبرنا أنّ الله يحبّ كلّ إنسان من دون استثناء، بغضّ النظر عن تاريخه الشخصيّ، لا بل يحبّه في تاريخه الشخصيّ كيفما كان. هو وحده يعرف الإنسانَ تمام المعرفة بعلّاته وعاهاته وضعفه، ولكن يراه أيضًا في إمكانيّاته وصيرورته. هذا ما عناه يسوع بقوله: «لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلّص به العالم» (يوحنّا ٣: ١٧). فمقاربة يسوع لنا إيجابيّة بالكلّيّة، فهي وليدة محبّته، وليست سلبيّة، وكأنّها تبغي الاقتصاص منّا بعقاب أو حرمان أو هلاك («كيلا يهلك كلّ مَن يؤمن به»). من هنا ثقته بنا إلى درجة أعطانا فيها حياته («لتكون له الحياة الأبديّة»)، وليس فقط ضحّى بها عوضًا منّا («بذل ابنه الوحيد»). هذا كلّه مبعث رجاء كبير لكلّ إنسان. فعوضًا من الإدانة التي تحمل حكمًا نهائيًّا على الشخص، لربّما في ماضيه ولكن حتمًا في حاضره ومستقبله، من حيث نيّته أو طاقاته أو سلوكه، ينفتح أمامنا ميدان جديد مبنيّ على محبّة الله لنا وثقته بنا وتجديده إيّانا إن آمنّا به. هذا الإيمان يحفّزنا على أن نكون أصحاب نخوة بأن نتعهّد أنفسنا فنتعهّد إخوتنا، وبأن نتمثّل بالمسيح فنتعلّم كيفيّة عيش محبّته. حريّ بهذه المحبّة أن تنفتح على واقعها ومحيطها، فنمارسها مع أترابنا وتصير معيّتنا الباذلة وخدمتنا لهم فرصة لهم أن يكونوا للمسيح، كما نحن، لا بل أن يصيروا أفضل منّا، بتقديس ذواتهم. فشكرًا لكلّ محبّة باذلة ارتفعتْ على صليب التزام واقعنا عوضًا من أن تدينه أو تديننا، بل رفعتنا ثمّ علّمتنا كيف نصنع مثلها بدورنا. سلوان
الرسالة: غلاطية ٦: ١١-١٨ يا إخوة، انظروا ما أعظم الكتابات التي كتبتُها إليكم بيدي. إنّ كلّ الذين يريدون أن يُرضُوا بحسب الجسد يُلزمونكم أن تَختتنوا، وإنّما ذلك لئلّا يُضطهدوا من أجل صليب المسيح، لأنّ الذين يختتنون هم أنفسهم لا يحفظون الناموس بل إنّما يريدون أن تختتنوا ليفتخروا بأجسادكم. أمّا أنا فحاشى لي أن أفتخر إلّا بصليب ربّنا يسوع المسيح الذي به صُلِب العالم لي وأنا صُلبت للعالم؛ لأنّه في المسيح يسوع ليس الختان بشيء ولا القلف بل الخليقة الجديدة. وكلّ الذين يسلكون بحسب هذا القانون فعليهم سلام ورحمة، وعلى إسرائيلِ اللهِ. فلا يجلبْ عليَّ أحدٌ أتعابًا في ما بعد فإنّي حامل في جسدي سِماتِ الربّ يسوع. نعمة ربّنا يسوع المسيح مع روحكم أيّها الإخوة، آمين.
الإنجيل: يوحنّا ٣: ١٣-١٧ قال الربّ: لم يصعد أحد إلى السماء إلّا الذي نزل من السماء، ابن البشر الذي هو في السماء. وكما رفع موسى الحيّة في البرّيّة، هكذا ينبغي أن يُرفع ابن البشر كيلا يهلك كلّ من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبديّة، لأنّه هكذا أَحَبَّ الله العالم حتّى بذل ابنه الوحيد كيلا يهلك كلّ من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبديّة. فإنّه لم يرسل الله ابنه الوحيد إلى العالم ليدين العالم بل ليخلِّص به العالم.
في إنجيل متى: العظة الأخرويّة هي خامس عظات يسوع بحسب إنجيل متّى، وآخرها إذ تنتهي بإضافة كلمة «كلّها» إلى الجملة الختاميّة في العظات الأربع الأولى «ولمّا أكمل يسوع هذه الأقوال كلّها» (٢٦: ١). تتألّف هذه العظة، التي تحتلّ الفصلين الرابع والعشرين والخامس والعشرين من الإنجيل، من افتتاحيّة وجزئين وخاتمة. جاءت هذه العظة كجواب عن سؤالين طرحهما التلاميذ على يسوع حول دمار الهيكل وعن زمن المجيء الثاني. فبالنسبة إليهم هذان الحدثان مرتبطان. أمّا سبب السؤال فكان نبوءة يسوع عن خراب الهيكل (٢٣: ٣٨)، وتأكيده هذه النبوءة لدى انبهار التلاميذ بأبنيته الجديدة والضخمة (٢٤: ٢). وهذه الأقوال كلّها تأتي قبل أحداث الآلام والصلب، والتي ستعلن أنّ يسوع هو الهيكل الحقيقيّ. بعد الافتتاحيّة، التي تربط العظة بما قبلها وتحوي سؤالي التلاميذ، يأتي الجزء الأوّل عن شهادة المؤمنين في زمن المجيء (٢٤: ٤-٣١). يجيب يسوع بشكل تحذير مزدوج من الذين يتكلّمون باسم المسيح أو من المسحاء الكذبة (٢٤: ٤-٥؛ ١١)، الذين سيستغلّون أزمنة الحروب والكوارث الطبيعيّة ليضلّوا الناس. يقول يسوع لنا إنّ تاريخ البشريّة مملوء بالحروب والأوبئة والزلازل، ولهذا لا تصلح لتكون علامة أو موعد، بل «هذه كلّها بداءة الأوجاع». وكأنّه يهزأ بالمتنبّئين. والمقصود من هذه التحذيرات أمران، الأوّل فصل خراب الهيكل (الذي حصل في السنة ٧٠) عن المجيء الثاني؛ الثاني وهو التعليم الأساس، أنّه لا توجد علامات للأزمنة. بعد التحذير تأتي الوصيّة، التي بدورها لا تتعلّق بنهاية الأزمنة بل بكلّ الأزمنة وكلّ الأماكن. هذه الوصيّة بدورها مزدوجة: الثبات على الإيمان، والصبر على الاضطهاد. وهذا يعني للمسيحيّ الشهادة بالكلمة (البشارة) والشهادة بالدم (الاستشهاد). هذه الوصيّة هي مفتاح الخلاص، ولتأتي النهاية وقت تشاء، فمن حصل على الخلاص لا تهمّه «الأزمنة والأوقات». ينتقل بعد ذلك إلى الحديث تحديدًا عن منطقة «اليهوديّة»، التي تضمّ أورشليم والهيكل، ويحذّر المؤمنين من المسحاء الكذبة مرّة ثالثة (٢٤: ٢٣-٢٥). ويستعمل تعبير «رجسة الخراب» المأخوذ من سفر دانيال النبيّ (دانيال ٩: ٢٧) ليصف تدمير الهيكل على يد الوثنيّين. أمّا التعبير «ليفهم القارئ» فهو ليدلّنا على أنّ يسوع لا يهمّه فعلاً خراب الهيكل أو وقت هذا الخراب، ما يهمّه هو ثبات المؤمنين وصبرهم. لذلك يذكّرنا برحمة الله الذي يتدخّل «ليقصّر الأيّام». ومرّة أخرى يقول إنّه لا يتحدّث عن نهاية الأزمنة، بل عن الضيق الذي نعيشه «اليوم»، بقوله إنّه «ولن يكون». وكذلك بتأكيده أنّ «المجيء» سيكون حدثًا «عالميًّا» بتعبير اليوم، حدثًا سيراه الجميع ولن نستطيع إخفاءه ولن يكون خلاف حوله، وذلك بواسطة مثلَي البرق والنسور. ولوصف هذا «المجيء الثاني» يستعمل يسوع صورًا وتعابير معروفة من العهد القديم (أشعياء ١٣: ١٠؛١٩: ١ ٣٤: ٤؛ زكريّا ١٢: ١٠؛ دانيال ٧: ١٣؛ مزامير ١٠٤: ٣). لكنّه، خلافًا للأنبياء الكذبة لا يعطي أيّ تلميح لزمن المجيء. بل يستعمل التعبير «وللوقت» ليؤكّد فجائيّة هذا الحدث. يبدأ المقطع الثاني، الذي يضمّ خمسة أمثال (شجرة التين، أيّام نوح، العبد الأمين، العذارى، ومثل الوزنات) بمثل شجرة التين الذي يشدّد على ما انتهى إليه المقطع الأوّل، أي فجائيّة المجيء الثاني. فالتينة لا تلين حتّى بدء أيّار وهذا يعني أنّ الصيف قد حلّ. ونفهم هذه الفجائيّة بشكل أكبر عندما نعلم أنّ العبرانيّين لم يعرفوا سوى فصلي الشتاء والصيف، وهذا تدلّ عليه لغتهم. فعلى المسيحيّ أن يكون على استعداد دائم لهذا المجيء، فكلام يسوع «لايزول» لذاك الجيل ولكلّ جيل. ولمن لم يفهم حتّى الآن يقول يسوع لتلاميذه بشكل صريح «وأمّا ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد» (٢٤: ٣٦). يأتي هذا التصريح في الوسط بين مثلَي شجرة التين وأيّام نوح، الذي بدوره يؤكّد فجائيّة المجيء وحتميّته. فالمسيح سيأتي والناس يمارسون أعمالهم اليوميّة، وسيجمع المؤمنين من بين أصدقائهم وعائلاتهم. لذلك يوصينا يسوع بالسهر والاستعداد. على نقيض هذه الوصيّة يقدّم يسوع مثلَي العبد والعذارى. فالسكر والنوم هما نقيضا السهر والاستعداد. فيطلب المثل الأوّل من السامعين، لا بل يتحدّاهم، للتماهي مع العبد الأمين الحكيم. فالحكمة المسيحيّة تكون بالأمانة لوصايا الربّ يسوع. وسيكمل المثلان (العذارى والوزنات) اللذان سيليان هذا المثل معنى الحكمة المسيحيّة. فعلى غرار مَثَل العبد الأمين يقدّم مَثَل العذارى خيارين للقارئ ليتمثّل بأحدهما. من السهل أن نعرف أنّنا يجب أن نتمثّل بالعذارى الحكيمات أو العاقلات، لكن علينا أيضًا ألّا نتصرّف كالجاهلات. النوم هنا ليس المشكلة، إذ هو يخدم هدف المفاجأة. لكنّ الجاهلات لم يكنّ مستعدّات لمثل هذه المفاجأة كالحكيمات اللواتي جلبن معهنّ زيتًا. إذًا تتكرّر فكرة الاستعداد، وهنا الاستعداد يكون بواسطة الأعمال الصالحة، التي لا يمكن إعارتها. ألم يطلب يسوع منّا أن «نضيء» بواسطة الأعمال (متّى ٥: ١٦)؟ أوَ لم يخبرنا بأنّه لن ينظر إلّا إلى ثمار الإنسان (العظة على الجبل)؟ مثل الوزنات، كالمثل الذي يليه «الدينونة»، يتحدّث عن الاستعداد للمجيء الثاني، ففجائيّة هذا المجيء وحتميّته صارتا واضحتين. يقدّم لنا المثل عبدين أمينين على مال سيّدهما. فالوزنات لم تعطَ كقرض أو كملك، بل كأمانة. «يعمل» العبدان الأوّلان لا من أجل مصلحتهما الشخصيّة بل من أجل منفعة سيّدهم. وخدمة السيّد تعني خدمة جسده أي الكنيسة. يخبرنا المثل عن العبدين الأوّلين أنّهما «عملا»، وهذا يفهمنا أنّ المطلوب منّا أن نماهي أنفسنا مع هذين «العاملين». فالمؤمن يجتهد لكي يطوّر موهبته. «يعمل» على ما أعطاه إيّاه السيّد ليكون مستعدًّا لملاقاته في أيّ وقت يجيء فيه. ما يذكّرنا مرّة أخرى بالثمار «الجيّدة» التي يطلبها المسيح. بينما يظهر العبد الثالث، غير فاهم للمهمّة التي كُلِّف القيام بها: إنماء الموهبة، فمع قبول العطيّة تأتي مسؤوليّة مشاركة الموهبة مع الأخوة من أجل بنيان الكنيسة. أثمرت موهبة الأوّلين لأنّهما شاركا الأخوة في عطيّة الله، بينما لم تثمر موهبة الثالث لأنّه احتفظ بها لنفسه. فكان مصيره «الظلمة البرّانيّة» وهي نقيض الملكوت حيث «الفرح». ويختم يسوع العظة بمثل الدينونة (راجع شرحه في رعيّتي العدد ٩ السنة ٢٠١٩). حيث يماهي الربّ يسوع نفسه مع الفقراء والمعوزين، ليقول إنّ الأعمال الصالحة، كلّها، موجّهة إليه هو شخصيًّا. وهي الطريق المؤدّية إلى الملكوت.
وهكذا تنتهي العظات الخمس بمشهد الدينونة المهيب. فالسيّد جالس على العرش، لكنّه في الوقت ذاته، هو الأخ القريب الذي ينتظر منّا عمل رحمة تجاهه. هذا ما تقوله العظة الخامسة كونوا مستعدّين منذ الآن، وفي كلّ وقت، لملاقاة السيّد بإيمان ثابت وبشهادة مستمرّة وبأعمال صالحة.
محمرش السبت ٢٤ آب ٢٠١٩، ترأس المطران سلوان القدّاس الإلهيّ في محمرش. بعد القدّاس الإلهيّ، اجتمع بالمؤمنين في الكنيسة وكان حوار بينهم حول طبيعة الشركة في الكنيسة، ومقتضياتها في حياة الجماعة وفي حياة أعضاء الجسد.
حمّانا الأحد ٢٥ آب ٢٠١٩، ترأس راعي الأبرشيّة القدّاس الإلهيّ في كنيسة النبيّ إلياس في حمّانا وأقام خدمة تكريسها. في العظة، شرح إنجيل الأحد على خلفيّة رغبة المسيح في خلاص البشر، وإن كان أبدى عتابًا موجّهًا إلينا بقوله: «حتى متّى أحتملكم؟». فهو أعطى الروح القدس وأعطانا جسده كمعالم ثابتة لمحبّته نتّكل عليها لكي نكون وكلاء صالحين لنعمة الله. وبيّن معنى الكنيسة المصلّية والمتعلّمة والخادمة، كجسد للمسيح وكخميرة في العالم من أجل تقديسه وخلاصه. ثمّ قلّد راعي الأبرشيّة قدس المتقدّم في الكهنة أثناسيوس سلوم، صليبًا لخدمته الكهنوتيّة على مدى ٥٩ عامًا، حيث خدم رعايا المتن الأعلى، وبشكل خاصّ حمّانا. وكان لقاء بأبناء الرعيّة وحوار حول الرموز المسيحيّة ومعناها وكيفيّة ارتباطنا بالروح القدس والإيمان الحقيقيّ والمحبّة.
انتشار الأرثوذكسيّة في إفريقيا زار متروبوليت كانجا في وسط الكونغو، وأقام القدّاس الإلهيّ في كنيسة مبنيّة من أغصان الشجر حيث اجتمع خمسمئة شخص. تنتظر هذه الرعيّة منذ السنة ٢٠١٣ أن يُعيّن لها كاهن دائم. وقد وعد المطران بأن يُرسل كاهنًا كلّ شهرين وفي الأعياد الكبيرة لإقامة القدّاس الإلهيّ وتعميد الموعوظين وتقبّل الاعترافات. بعد القدّاس الإلهيّ، أقيم الجنّاز من أجل راحة نفوس الذين رقدوا ولم يكن هناك كاهن لتجنيزهم. |
Last Updated on Monday, 02 September 2019 06:50 |
|