للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
العدد ٥٢: حاملو الطفل الجديد في واقعنا الأليم |
Written by Administrator |
Sunday, 29 December 2019 00:00 |
تصدرها أبرشيّة جبيل والبترون للروم الأرثوذكس الأحد ٢٩ كانون الأوّل ٢٠١٩ العدد ٥٢ الأحد بعد عيد الميلاد http://bit.ly/Raiati52 القدّيسون يوسف خطيب مريم، داود الملك ويعقوب أخو الربّ والأطفال الأربعة عشر ألفًا الذين قتلهم هيرودوس كلمة الراعي حاملو الطفل الجديد في واقعنا الأليم واقع الإنسان الأليم واكب ميلاد المسيح بأشكال مختلفة. عاشها وهو في المذود، بعيدًا عن مظاهر الحضارة الإنسانيّة، في مكان مظلم، بارد، موحش، في وحدة وفي القفر. فلو لم يظهر النجم في السماء لما حضر المجوس، ولو لم تظهر الملائكة في السماء لما حضر الرعاة. الترحيب المبدئيّ بالمجوس في أورشليم سرعان ما استحال اضطهادًا وحشيًّا، لا بل مجزرة مروّعة. فالقيادة الدينيّة والقيادة السياسيّة فيها أشاحتا الوجه عن المولود الجديد، ورفعتا الغطاء عن تبنّي البشرى التي أعلنها المجوس. فكانت النتيجة أن قتل جنود هيرودس أطفال بيت لحم وجوارها «من ابن سنتَين فما دون بحسب الزمان الذي تحقّقه (هيرودس) من المجوس» (متّى ٢: ١٦). هذه هي الخبرة التي عاشها يسوع تاريخيًّا في طفولته والتي أوجبت، بحسب أمر الملاك ليوسف في الحلم، بأن يرتحل عنوة من فلسطين إلى مصر (متّى ٢: ١٣-١٤). أمّا أزليًّا، فابن الله يحمل معاناة البشريّة، وهي باتت «جسده» في ميلاده، وهو يعيشها منذ الآن باللحم الحيّ، كما نقول عاميًّا. لم يعفِ نفسه من احتمال آلامنا واحتمالنا. وإن احتمل بطش هيرودس الدمويّ لأنّ ساعته لم تكن قد أتت بعد (يوحنّا ٢: ٤؛ ٧: ٣٠)، فهو لم يضحِّ بالإطفال لينجو بنفسه، كما قد يبادر البعض إلى التفكير أو الاعتقاد. أحد الآباء القدّيسين المعاصرين يتعجّب من تدبير الربّ بحقّ هؤلاء الأطفال بقوله إنّهم حصلوا في السماء على كرامة مضاعفة: كرامة الشهداء القدّيسين بفعل الاستشهاد، وكرامة الملائكة بحكم صغر سنّهم لكونهم ما ارتكبوا بعد خطيئة طوعيّة. ما ظهر في مجزرة الأطفال انكسارًا للتدبير الإلهيّ وهزيمة لمن يحمل لواءه من أجلنا، كان في العمق بدء اندحار للشرّ والموت والشيطان. ربّ قائل إنّ الربّ بدا عاجزًا ضعيفًا أمام قوى العالم الباطشة ومصالحها، وإزاء أنانيّة الإنسان وشرّه. بالفعل، ما كان بمقدوره أن يدافع عن نفسه، ولا أن يتكلّم ليعلن عن بشارته، ولا أن يدبّر أمره بنفسه فكان في عهدة مريم ويوسف. ضمن هذا السياق يأتي دور يوسف: «فقام وأخذ الصبيّ وأمّه ليلًا وانصرف إلى مصر» (متّى ٢: ١٤). ثمّ كان عليه أن يبقى في بلد الغربة حتّى يعود الملاك من جديد ويأمر يوسف بالترحال والعودة إلى بلاده: «قام وأخذ الصبيّ وأمّه وجاء إلى أرض إسرائيل» (متّى ٢: ٢١). لم يكن هذا الحدّ كافيًا، بل كان على الملاك، أمام حيرة يوسف بشأن الاستقرار في المكان المناسب، أن يشير عليه في الحلم بأن «ينصرف إلى نواحي الجليل» (متّى ٢: ٢٢). هذه كلّها تبدو وكأنّها مظاهر ضعف رافقت ولادة المخلّص. بطش الحكّام وأهواء البشر تظهر أقوى من هذا الطفل المولود في المذود، والمهجّر إلى مصر، والقافل عائدًا إلى الناصرة (متّى ٢: ٢٣). ولكن هذه ليست الحكاية كلّها. فهناك مَن يؤمن ويكفيه أنّ يسوع معه. فإذا ما تفحّصنا استعداد يوسف وشهامته وسرعة استجابته ونقاوة قلبه، وجدنا أنّنا أمام مظاهر قوّة الإيمان في شيخ طاعن في السنّ لديه حميّة الشباب وغيرتهم في تلبية أمر الله وخدمة تدبيره. وهو، على عكس راحيل التي أبتْ أن تتعزّى بسبب فقدان أولادها (متّى ٢: ١٨)، تجرّأ على الإيمان بالله والرجاء به رغم المحيط المعادي لعمل الله والمقاوم والمستشرس إزاءه. وسط هذه الإجواء المضادّة، تفرح قلوبنا ونكتشف، مع مَن سبقونا، في ميلاد المسيح وسنيّه الأولى، تاريخ الخلاص الـمُعلن عنه بالأنبياء كحضور لله قدير ومتوارٍ بآنٍ. فمن جهة نسمع القول: «من مصر دعوتُ ابني»، ومن جهة أخرى نسمع: «إنّه سيُدعى ناصريًّا» (متّى ٢: ١٥ و٢٣)، فنفهم أنّ مَن يركن إلى الكلمة الإلهيّة باستعداد قلب نقيّ، لا بدّ له من أن يجد التعزية المحقّقة فيها وحضور الله الحيّ. أَليست مشيئة الربّ من جهة خلاصنا في كلّ ظرف هي ضمانتنا الحقيقيّة حتّى لا نجزع من عداء أو اضطهاد أو ضيق أو شدّة؟ أَوَليس مثال يوسف وانسياب العذراء معه، الصامت والفاعل بآن، هما درعنا الذي يقينا من سهام الشكّ والارتياب والارتباك والانهيار والاستسلام؟ أَوَليس هكذا تتجدّد نفوسنا في الميلاد وأحداثه الأليمة فيزداد رجاؤنا بالله ونقوى على الصعاب المحيقة بنا لأنّه معنا ولأنّنا نحمله في قلوبنا؟ سلوان (جبل لبنان)
الرسالة: غلاطية ١: ١١-١٩ يا إخوة أُعْلمكم أنّ الإنجيل الذي بشرتُ به ليس بحسب الإنسان، لأنّي لم أتسلّمه وأتعلّمه من إنسان بل بإعلان يسوع المسيح. فإنّكم قد سمعتم بسيرتي قديمًا في ملّة اليهود أنّي كنت اضطهد كنيسة الله بإفراط وأدمّرها، وأزيد تقدّمًا في ملّة اليهود على كثيرين من أترابي في جنسـي بكوني أوفر منهم غيرة على تقليدات آبائي. فلمّا ارتضى الله الذي أفرزني من جوف أمّي ودعاني بنعمته أن يعلن ابنه فيّ لأبشّر بين الأمم، لساعتي لم أصغِ إلى لحم ودم ولا صعدتُ إلى أورشليم إلى الرسل الذين قبلي بل انطلقت إلى ديار العرب وبعد ذلك رجعت إلى دمشق. ثمّ بعد ثلاث سنين صعدت إلى أورشليم لأزور بطرس فأقمت عنده خمسة عشر يومًا. ولم أرَ غيره من الرسل سوى يعقوب أخي الربّ.
الإنجيل: متّى ٢: ١٣-٢٣ لمّا انصرف المجوس إذا بملاك الربّ ظهر ليوسف في الحلم قائلًا: قم فخذ الصبيّ وأمّه واهرب إلى مصر وكن هناك حتّى أقول لك، فإنّ هيرودس مزمع أن يطلب الصبيّ ليهلكه. فقام وأخذ الصبيّ وأمّه ليلًا وانصرف إلى مصر. وكان هناك إلى وفاة هيرودس ليتمّ المقول من الربّ بالنبيّ القائل: من مصر دعوتُ ابني. حينئذٍ لمّا رأى هيرودس أنّ المجوس سخروا به غضب جدًّا وأرسل فقتل كلّ صبيان بيت لحم وجميع تخومها من ابن سنتين فما دون على حسب الزمان الذي تحقّقه من المجوس. حينئذٍ تمّ ما قاله إرمياء النبيّ القائل: صوت سُمع في الرامة، نَوح وبكاء وعويل كثير، راحيل تبكي على أولادها وقد أبت أن تتعزّى لأنّهم ليسوا بموجودين. فلمّا مات هيرودس إذا بملاك الربّ ظهر ليوسف في الحلم في مصر قائلًا: قم فخذ الصبيّ وأمّه واذهب إلى أرض إسرائيل فقد مات طالبو نفس الصبيّ. فقام وأخذ الصبيّ وأمّه وجاء إلى أرض إسرائيل. ولمّا سمع أنّ أرشيلاوس قد ملك على اليهوديّة مكان هيرودس أبيه خاف أن يذهب إلى هناك، وأوحي إليه في الحلم فانصرف إلى نواحي الجليل وأتى وسكن في مدينة تدعى ناصرة ليتمّ المقول بالأنبياء أنّه يدعى ناصريًّا.
في الجبال المقدّسة أساساتُها كلّ مرّة نحتفل فيها بالأسرار المقدّسة التي تشكّل مصدر هويّتنا كـ«الكنيسة»، نصل إلى نقطة محوريّة، ومحدّدة بدقّة ضمن هيكليّة الخدمة الإلهيّة وهي: تلاوتنا المشتَرَكة لدستور الإيمان النيقاويّ. عبر هذا المكوّن، يتمّ إدخال عامل ملموس من التمييز وتضييق الاختيار. في الواقع، لو كنَّا نتّبع حرفيّة ترتيب الخدمة («يا جميع الموعوظين أخرجوا… الأبواب، الأبواب!»)، فلن يبقى أحد حاضرًا في مبنى الكنيسة، بعد هذه النقطة، باستثناء المؤمنين أي المعمّدين، المستعدّين للمناولة الإلهيّة. الإفخارستيّا إذًا، هي طقس خفيّ، وسرّيّ (أسراريّ)، ومتاح حصرًا للمُثَبَّتين. يصير المذبح عبرها مائدة العائلة، هذه المائدة ذاتها هي التي تحدّد هويّة العائلة بدقّة. من هنا، فإنّ أهمّيّة تلاوة دستور الإيمان في هذه النقطة من الخدمة، يُفهم بحسب التقليد الشريف، لكون دستور نيقية هو ما يميّز الكنيسة الأرثوذكسيّة ويحدّدها. لهذا السبب، ليس من قبيل المفارقة الصغيرة، أنّه عندما يتطرّق دستور الإيمان عينه لوصف كنيستنا، هو يستخدم الصفة الأقدم: «جامعة»، وهي صفة تشير، تقريبًا، إلى شيء واسع ومنبسط وممتدّ. «جامعة» تعني «وفقًا للكامل» (kat' holon أي «كاثوليكيّة» - بالأصل اليونانيّ، وترجمتها العربيّة «جامعة»). وتدلّ على ملء الكنيسة. هذا الملء أو الكمال الكنسيّ يجب فهمه، في حدّ ذاته، بالمعنى الأوسع، لأنّ «الكاثوليكيّة» هي سمة غنيّة ومتشعّبة الميزات. هي كمال الكنيسة، المتأصّلة في ولوجها المنهجيّ إلى التدفّق الدائم للروح القدس. هكذا تصف «الجامعة أو الكاثوليكيّة» الكنيسة بملء وجودها في الروح القدس، وحياة النعمة الإلهيّة، وأسرارها وعقيدتها («الإيمان الكاثوليكيّ»)، والاستقامة التاريخيّة لمؤسَّساتها المحدِّدة لهويَّتها. (في العام ١٠٧، استخدم القدّيس إغناطيوس الأنطاكيّ هذا التعبير، للمرّة الأولى في تاريخ الكنيسة، في معرض وصفه مركز الأسقف. عندما استعمل القدّيس إغناطيوس «كاثوليكيّة» في وصف الكنيسة، افترض بوضوح أنّ قرّاءه كانوا يعرفون بالضبط معنى الكلمة، أي أنّه قبل فترة طويلة من تحديد قانون العهد الجديد، كان من المفهوم بالفعل ما معنى أنّ الكنيسة هي «جامعة» أو «كاثوليكيّة»). الآن، أحد أهمّ جوانب «ملء كيانها» هو دور الكنيسة كبيت مناسب لجميع الأمم. وهكذا، «كاثوليكيّة» تعني أيضًا عالميّة في ما يتعلّق بالرسالة الإنجيليّة للكنيسة: «تلمذوا جميع الأمم». هي «كاثوليكيّة» بمعنى أنّ البشريّة جمعاء، وكلّ المكوّنات القابلة للافتداء من ثقافاتها، يجب أن تجد موهبتها المناسبة ومصيرها حول طاولتها الإفخارستيّة. لكنّ «كاثوليكيّة» يبقى مصطلحًا لاهوتيًّا، وليس وصفًا اجتماعيًّا. «كاثوليكيّة» لا تعني أنّ الكنيسة، في الواقع، تمتد عالميًّا بالمعنى الجغرافيّ. لا، فقد كانت الكنيسة بالفعل «كاثوليكيّة» بالكامل على رقعة الجلجلة، عندما كانت تتألّف من رسول واحد وحفنة من النساء المؤمنات. لا تصبح الكنيسة أكثر «كاثوليكيّة» عبر دمج المزيد من الناس في جسدها، بل إنّ «عالميّتها» هي، على العكس، جانب غير قابل للفصل عن كيانها اللاهوتيّ؛ هي أكثر من مجرّد «شركة متعدّدة الجنسيّات». «جامعيّتها» أو عالميَّتها ليست سمة قابلة للقياس الكمّيّ، لا تقول شيئًا عن حجمها، لأنّه ليست إضافة الأمم هي ما تعولم الكنيسة. على العكس من ذلك، فإنّ الأمم نفسها هي التي تتمّ «كثلكتها» بقبولها عطيّة الأرثوذكسيّة الكاثوليكيّة، وتاليًا دمجها في هذا الكمال الكونيّ pleroma الذي هو «الرحمة الغنيّة العظمى» في المسيح. المزمور ٨٦، الذي تدرجه الكنيسة ضمن صلاة الساعة الثالثة من السواعي الملوكيّة لبارامون الميلاد، هو تأمّل في «كاثوليكيّة» الكنيسة المقدّسة، تلك المدينة التي قال الربّ فيها: «في الجبال المقدّسة أساساتُها، الربُّ يحبُّ أبواب صهيون أكثر من جميع مساكن يعقوب». هذه هي المدينة التي نُعلن نحن أنفسنا: «إنّ سُكنى الجميع فيكِ سكنى جموع تتهلَّل». في هذا المزمور تصوّر الكنيسة على أنّها الأمّ الحقيقية لكلّ الأمم. تقول إنّه سيتمّ إصدار شهادة ميلاد من صهيون للقوى الثقافيّة والسياسيّة العظيمة في أطراف الشرق، مصر («رهَب»، مزمور ٨٨: ١٠؛ أشعياء ٣٠: ٧) وبابل. هي تشمل الأمم إلى الشمال (صور، أو فينيقيا) وإلى الجنوب (إثيوبيا)، وهؤلاء الرحّالة المحاربين من فلسطين. ثقافتهم بحدّ ذاتها هي الآن جزء من تراثها: «عندما يدوّن الربّ الشعوب والرؤساء، يُعيّن هذا الذي ولد فيها». المسيح آت مولودًا جديدًا، ليدشّن مدينته «فيكِ قيلت المفاخِر يا مدينة الله»، هو آتٍ «لأعدّ لكم مكانًا» (يوحنّا ١٤: ٢).
راهبتين جديدتين في دير مار سمعان في ١١ تشرين الثاني ٢٠١٩، ترأس راعي الأبرشية القداس الإلهي في دير سيدة النورية حيث جرى تلبيس راهبتين من دير القديس سمعان العمودي ثوب الابتداء.
راعي الأبرشيّة حول مجالس رعايانا (٧) مآل ورشة وبداءة مسيرة أختم هذه السلسلة من المقالات بخصوص مجالس رعايانا بشكر الآباء الكهنة وأعضاء مجالس الرعايا في أبرشيّتنا على الخدمة التي قدّموها ويقدّمونها في خدمة رعيّتهم المباركة، مستشهدًا بقول بولس الرسول: «ينبغي لي أن أشكر الله كلّ حين لأجلكم ... على نعمة الله المعطاة لكم في يسوع المسيح» (٢تسالونيكي ٢: ١٣؛ ١كورنثوس ١: ٤). أرجو أنّ يتكلّل ثباتهم وصبرهم وعطاؤهم بفرح عائلاتهم وأبناء الرعيّة بخدمتهم المتفانية والدؤوب من أجل خير الرعيّة ونموّها بتضافر كلّ أبنائها. لا بدّ من أن أشمل معهم بهذا الشكر كلّ الذين بالمعرفة والخبرة والصلاة عملوا ورافقوا هذه المسيرة التي افتتحنا معالمها وورشتها، رويدًا رويدًا، منذ أكثر من عام بحيث تأخذ شكلها مع بدء العام الجديد. تأثّرتُ كيف أنّ الكهنة والشمامسة وأعضاء مجالس الرعايا لبّوا النداء بسرعة وشاركوا في إحدى الاجتماعات الستّة التي أقميت بين ١٤ و٢٣ تشرين الثاني الفائت في غير مكان من هذه الأبرشيّة، كانت الغاية منها التأمّل والاطّلاع والتشاور بشأن عدد من شجوننا الرئيسة في هذا الوقت المصيريّ الذي يعيش فيه بلدنا الحبيب، بالإضافة إلى شؤون متعلّقة بعمل مجالس الرعايا في مجال الخدمة الاجتماعيّة والقضايا الماليّة وتجديد عمل المجالس. أتى هذا كلّه في سياق الصلوات واللقاءات العامّة والاجتماعات التي حضنتنا جميعًا بروح المحبّة والإصغاء والاحترام والتعاون. تناولتُ في تلك الاجتماعات المسار الذي انطلق منذ أكثر من عام، والذي تمثّل، في إحدى مراحله، بتمديد عمل مجالس الرعايا حتّى نهاية هذا العام الحاليّ، على أن يتمّ العمل على تجديدها بناء على معطيات ترفدنا بها الممارسة والخبرة والشورى بيننا. تمّ توضيح كلّ نقاط البحث بشروحات وأمثلة ألقت الضوء عليها وعلى الخلفيّة التي انطلقت منها؛ كان الهدف منها أن تساعد عمل مجالس الرعايا وتحميه وتنسّقه وتواكبه، لما فيه من فائدة وبناء ونموّ مَن يخدمون ومَن يعاونهم في هذه الخدمة. أحمد الله أنّ التجاوب الذي لقيتْه هذه المسيرة حتّى الآن، قد دفعني إلى إطلاق عمليّة التشاور السابقة لتجديد مجالس الرعايا في الأبرشيّة، بحيث تأخذ بالاعتبار الأهداف والمعايير التي تناولناها في اجتماعاتنا. فعمدتُ إلى توجيه رسائل بهذا الخصوص لكلّ رعيّة على حدة، بحيث تتمّ هذه الورشة بشكل متناسق، وبتدرّج زمنيّ، وبحسب الإمكانيّات المتوفّرة لدينا، وذلك بسبب كثرة المجالس وتعدّد الحاجات في الرعايا واختلاف الصعوبات والظروف بينها، آخذين بالاعتبار الحالة المستجدّة في لبنان. إلى ذلك، رجوتُ في رسائلي هذه أعضاء المجالس أن يقوموا بترتيب الأرشيف والمستندات والمعلومات، خصوصًا تلك المتعلّقة بأمانة السرّ وأمانة الصندوق وأرشيف اللجان إن وُجدتْ، وذلك للقيام بعمليّة «تسليم وتسلّم» تساعد على استمرار صحيح لعمل مجلس الرعيّة. أرجو أن تكون نتيجة هذه الورشة خيرًا وصلاحًا لنا جميعًا، بحيث تجدنا الكنيسة متكاتفين معًا في هذه الأحوال، ونكون على الجهوزيّة المطلوبة التي تتطلّبها منّا أحوالنا الكنسيّة وظروفنا الاجتماعيّة والوطنيّة. ألا بارك الربّ كلّ تعاون ومحبّة وتفانٍ، وكافأ كلّ صنيع حسن وتعب مبارك وصلاة مقبولة يقدّمها كلّ واحد في سبيل رعيّته وكنيسته. |
Last Updated on Monday, 23 December 2019 08:06 |
|