للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
العدد ١٠: اكتشاف ومبادرة ومعيّة في المسيح |
Written by Administrator |
Sunday, 08 March 2020 00:00 |
الأحد ٨ آذار ٢٠٢٠ العدد ١٠ أحد الأرثوذكسيّة كلمة الراعي اكتشاف ومبادرة ومعيّة في المسيح حدث لقاء نثنائيل بالمسيح، بعد تشكيك منه في هويّته ودوره، أتى بناء على دعوة فيليبّس، أحد تلاميذ يسوع، وإلحاحه ليتعرّف إليه. شكّلت حينذاك مبادرة فيليبّس لأحد أترابه امتحانًا قاسيًّا وضروريًّا لقبول دعوته هذه وقبول ما تفصح عنه. أن تقبل مَن ينقل إليك البشرى، لا بل أن تقبل مَن هو البشرى نفسها، أي يسوع، ليس بالأمر المفروغ منه. فعندما فاتح فيليبّسُ نثنائيلَ بأنّ «يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة» يحقّق ما كتبه عنه «موسى في الناموس والأنبياء» في شأن المسيّا المخلّص، كان جوابه صاعقًا: «أَمِنَ الناصرة يمكن أن يخرج شيء صالح؟» (يوحنّا ١: ٤٥، ٤٦). لعلّه أيضًا جوابنا اليوم إزاء واقعنا الصعب عندما نتطلّع إلى إيمان ينقذنا من صعوبته بينما نتساءل حول جدواه وفاعليّته! في هذا السياق، تسلّط خبرةُ نثنائيل الشخصيّة وهو تحت التينة الضوءَ على صراعنا هذا. ظنّ نثنائيل أنّ أحدًا لا يعي أو يتفهّم أو يتحسّس ما تعتمل جوارحه من شوق أو أفكار أو احتياج. كان أفقه الروحيّ محدودًا، على قياس إداركه البشريّ. لـمّا كاشفه المسيح بحقيقة وضعه الشخصيّ: «قبل أن دعاك فيليبّس وأنت تحت التينة، رأيتُك» (يوحنّا ١: ٤٨)، انفتحتْ مداركه ونفسه على مَن قاربه وقارب معاناته بهذا الرفق والقرب والمعيّة، مَن هو بتماس حيّ ومباشر مع حياته، مَن يستوعبه وكأنّ بينهما لُحمة حيّة! ما أحلى هذا الإله الذي يتجسّد ويعرفك حتّى العظم، ولديه هذا النوع من المعرفة الشخصيّة، ويتحلّى بهذا القدر من العناية والبراعة في معالجة داخلك! لقد دخل يسوع على حياة هذا التلميذ المستقبليّ في وقت كانت فيه أبواب نفسه مغلقة. مذاك ما عاد هناك من حاجز يمنع يسوع أن يقيم معه وفيه، فصرّح نثنائيل من كلّ قلبه: «يا معلّم، أنتَ ابن الله! أنتَ ملك إسرائيل» (يوحنّا ١: ٤٩). يستوقفنا دور فيليبّس الرياديّ، الحسّاس والمطلوب بآن. فمبادرته «تعالَ وانظرْ» (يوحنّا ١: ٤٦)، قلبت الأمور رأسًا على عقب وفتحت طريقًا يقود إلى المسيح لم تكن في الحسبان. هل يمكن أن يدفع بنا اكتشاف فيليبّس للمسيح على هذا نحو إلى أن نجدّد اكتشافنا يسوع وتماسه الحيّ بواقعنا الشخصيّ والجماعيّ؟ هل يحرّك هذا الـمُعطى جدّة في الإيمان بيننا بحيث تصير خبرتنا الحيّة مع المسيح منطلقًا لشبكة أمان وشهادة وتضامن ومعيّة وحياة تكسر وحدة نثنائيل تحت التينة وبحثه القلق؟ هل تضرب تلك المبادرة الإنجيليّة، التي حدثت حينها والتي حمل لواءها المسيحيّون عبر التاريخ القديم والحديث، برودة فينا، أو انعزالًا، أو انكفاء على الذات، أو تشكيكًا، أو ثرثرة لا طائل تحتها، أو جهلًا، أو انتقادًا، أو حردًا لسبب أو لآخر؟ هل تجدّد تلك المبادرة الإنجيليّة حرارةً بين الإخوة فترت، أو لُحمة بينهم تصدّعت، أو مسارًا لديهم انحرف، أو شكوكًا فيهم تمادت؟ لا تجد هذه الأسئلة جوابًا إلّا عندما يتبنّى واحدنا الآخر في المسيح، و«نستوعب» بعضنا بعضًا بمحبّة المسيح. حينذاك تصير الجماعة حصنًا لأعضائها، والكنيسة منارة لعمل الروح فيها، ونصير رسلًا ندعو الآخرين إلى أن يرتاحوا في حضن الربّ. هذا يقوم على مبدأ أن يحرص الواحد على أن يريح الآخر عبر دعوته إلى الراحة التي وجدها في خبرته مع المسيح. ساعتها نصير معًا شهودًا لما أراد يسوع أن يعلنه لنا بقوله: «من الآن ترون السماء مفتوحة، وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الإنسان» (يوحنّا ١: ٥١)، فنصير بدورنا شهودًا لهذه الحركة الصاعدة النازلة علينا وعلى إخوتنا كما هي الحال مع «ابن الإنسان». بهذا نفرح ونتعزّى وسط الضيقة الحاضرة، وتصير شخصيّتا فيليبّس ونثنائيل مثالًا لينحت فينا يسوعُ بداءة لا تنتهي، ومعيّة بيننا يهبّ فيها الروح كيفما يشاء ليقود الجميع إلى مراعي الخلاص. سلوان
الرسالة: عبرانيّين ١١: ٢٤-٢٦ و٣٢-٤٠ يا إخوة بالإيمان موسى لمّا كبُرَ أبى أن يُدعى ابنًا لابنة فرعون، مختارًا الشقاء مع شعب الله على التمتّع الوقتيّ بالخطيئة ومُعتَبرًا عارَ المسيح غنًى أعظم من كنوز مصر لأنّه نظر إلى الثواب. وماذا أقول أيضًا إنّه يضيق بي الوقت إن أخبرت عن جدعون وباراق وشمشون ويفتاح وداود وصموئيل والأنبياء الذين بالإيمان قهروا الممالك وعملوا البرّ ونالوا المواعد وسدّوا أفواه الأسود وأطفأوا حدّة النار ونجوا من حدّ السيف، وتقووا من ضعف وصاروا أشدّاء في الحرب وكسروا معسكرات الأجانب وأخذت نساء أمواتهنّ بالقيامة وعُذّب آخرون بتوتير الأعضاء والضرب ولم يقبلوا النجاة ليحصلوا على قيامة أفضل، وآخرون ذاقوا الهزء والجلد والقيود أيضًا والسجن، ورُجموا ونُشروا وامتُحنوا وماتوا بحدّ السيف، وساحوا في جلود غنم ومعز وهم معوَزون مُضايقون مجهودون (ولم يكن العالم مستحقًّا لهم). وكانوا تائهين في البراري والجبال والمغاور وكهوف الأرض. فهؤلاء كلّهم مشهودًا لهم بالإيمان لم ينالوا الموعد لأنّ الله سبق فنظر لنا شيئًا أفضل ألّا يكملوا بدوننا.
الإنجيل: يوحنّا ١: ٤٣-٥١ في ذلك الزمان أراد يسوع الخروج إلى الجليل فوجد فيليبّس فقال له اتبعني. وكان فيليبّس من بيت صيدا من مدينة أندراوس وبطرس فوجد فيليبّس نثنائيل فقال له إنّ الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء قد وجدناه وهو يسوع بن يوسف الذي من الناصرة. فقال له نثنائيل أمن الناصرة يمكن أن يكون شيء صالح؟ فقال له فيليبّس تعال وانظر. فرأى يسوع نثنائيل مقبلًا إليه فقال عنه: هوذا إسرائيليّ حقًّا لا غشَّ فيه. فقال له نثنائيل من أين تعرفني؟ أجاب يسوع وقال له: قبل أن يدعوك فيليبّس وأنت تحت التينة رأيتك. أجاب نثنائيل وقال له: يا معلّم أنت ابن الله أنت ملك إسرائيل. أجاب يسوع وقال له: لأنّي قلت لك إنّي رأيتك تحت التينة آمنتَ، إنّك ستعاين أعظم من هذا. وقال له الحقّ الحقّ أقول لكم إنّكم من الآن ترون السماء مفتوحة وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن البشر.
الثائر الذي أخمدته المحبّة لو عرضنا النبيّ يونان اليوم على طبيب نفسيّ لربّما شخّصه بواحدة من الإصابات المرضيّة التالية: اضطراب القلق (Anxiety disorder) أو متلازمة إنكار الواقع (Reality denial syndrome) أو جنون الشكّ والاضطهاد (من الله) (Paranoia) أو متلازمة اليأس وصولًا إلى طلب الموت (Despair syndrome) «موتي خيرٌ من حياتي» (يوحنّا ٤: ٨) كلّ هذه الاضطرابات النفسيّة والجسديّة مردّها إلى عدم قدرة يونان على طاعة الله بذهابه إلى نينوى وحثّ أهلها على التوبة؛ فهم غارقون في فساد خطيئتهم المتغلغل في صميم حياتهم. وإذ بنا اليوم نرى لبنان كنينوى واللبنانيّ كيونان النبيّ. إذ لا يخلو بيتٌ من فردٍ غلبته حالته النفسيّة في مواجهة الصعاب فأسقمته. إذًا ما السبيل إلى الخروج من هذا المأزق؟ رمى ركّاب السفينة يونان في البحر إذ رأوا بينهم عاصيًا لأمر الله. وشعر هو في بطن الحوت أنّه غارق في أسفل جبال الأرض، في محيط الضياع، عقابًا لهربه من تحمّل المسؤوليّة المناطة به، ما زاد من يأسه. إلاّ أنّ الحقيقة مختلفة. فالله كان حافظًا ليونان ومعتنيًا به أشدّ اعتناء، لأنّ الحوت حفِظه من عدم رحمة البحر. وهنا كان يونان «مبتكرًا، خلاّقًا» في الحلّ حين فرغت من يده سبُل النجاة وفَهِم أنّه يجب أن يدخل إلى أعماق نفسه بدلًا من ندب حالته. إذّاك رفع النبيّ صلاته وكانت على الشكل التالي: الإحساس الداخليّ بأن الله يستجيب- الاعتراف بخطيئة الهروب- الاطمئنان والثقة بالله- الفهم أنّ التشتّت بالأضاليل العالميّة يُبعد النعمة- وأخيرًا التسليم بالله وبخلاصه. «فأمر الربّ الحوت فقذف يونان إلى البرّ» (يوحنّا ٢: ١٠). «التوبة» كلمة يفيد أصلها اليونانيّ معنى التحوّل الجذريّ في طريقة تفكير الشخص. القدّيس باسيليوس الكبير يقول: «التوبة هي تبديل عشق بعشقٍ آخر» وتاليًا من يتبدّل معشوقه تتبدّل همومه. هذا بدأ في ذات يونان إلاّ أنّ مفاعيل هذه التوبة الشخصيّة بدت في جماعة أهل نينوى. وكأنّهم تابوا إلى الله جماعيًّا. قد نتعاون في الضيقات مادّيًّا إلاّ أنّ جهاد جماعة الكنيسة هو تعاضد روحيّ بالدرجة الأولى. فالصوم والصلاة الجماعيّان يدرّان اللّبن والعسل الإلهيّين. وصل الأمر بأهل نينوى إلى أن أشركوا البهائم في صومهم، فإمّا أن تتمجّد الخليقة بأسرها بالربّ وإمّا أن تسقط. «وقيل في نينوى عن أمر الملك وعظمائه قائلًا لا تذُقْ الناسُ والبهائمُ شيئًا... وليتغطّ الناس بمسوحٍ ويصرخوا إلى الله بشدّة ويرجعوا كلّ واحدٍ عن طريقه الرديئة وعن الظلم الذي بين أيديهم» (يونان 3: 7-8)، تاليًا لم يمتنعوا فقط عن الأكل بل صلّوا بشدّة وقوّموا سُلوكيّاتهم التي لا تتلاءم مع تعاليم الربّ. هذا يعلّمنا أن نتعاضد روحيًّا والأمر هنا أصعب من التعاضد المادّيّ لأنّ فيه قبولًا للخطأة بين من يظنّون أنّهم يؤدّون الله حقّه راضخين لرضى داخليّ. إن هيّأنا مكانًا بيننا لمن يرذلهم المجتمع وأحطناهم بالاحتضان فهذا يشفيهم وإيّانا، يشفي جرح الحياة الذي يترك ندوبًا في نفوسهم. من شأن ذلك أنّ يُعلّم الإنسان أيضًا أنّه عليه الاجتهاد بعرق جبينه فكما أنّ المساعدة المادّيّة تزيد الكسول لامبالاةً ولا تؤته بثمر مستدام، كذلك طلب الله عند الحاجة فقط من دون الشكر والتمجيد المستمرّين، يبني علاقة ريعيّة مع الله غير منتجة. إذًا عندما نتعلّم محبّة بعضنا بعضًا من دون شروط ونشترك معًا في جهاد التوبة الجماعيّة مكرّسين وحدةً حقيقيّة في الكأس المقدّسة عندها نحرّك قلب الله. وتبقى كلّ العقبات الأرضيّة مسألة وقت تصقلنا روحيًّا ولا تقتلنا نفسيًّا. لم يفهم النبيّ يونان قصد الله له وبواسطته أهل نينوى وكلّ العالم. بل ثار غير مرّة ولم يرضَ بتدبير الله فدخل في حالة نفسيّة أرهقت روحه. إلاّ أنّ دخوله إلى أعماق نفسه بتواضعٍ جعله يستكين لمحبّة الله وحنانه ويدرك عمق تدبيره لكلّ نسمةٍ من خليقته. ربّ قائلٍ ما بال الكنيسة تكّرر الحلول ذاتها لمختلف الأزمات. ذلك بأنّ الكنيسة لها الخبرة في النَفس البشريّة واختلاجاتها وعِلَلها وتقويمها. من يتلهّى بالظروف المحيطة به من دون يسوع يصل إلى اليأس وهذا مآل الشيطان. بينما من يغوص إلى أعماقه ليهيّئ مكانًا للروح القدس فذاك «تجري من بطنه أنهار ماء حيّ» (يوحنّا ٧: ٣٨) «قد كلّمتكم بهذا ليكون لكم فيّ سلامٌ... ثقوا: أنا قد غلبت العالم» (يوحنّا ١٦: ٣٣)
من تعليمنا الأرثوذكسيّ: لماذا نصوم؟ التلميذ: لماذا نصوم؟ المرشد: نصوم لأنّ الربّ يسوع علّمنا أن نصوم فقد صام هو أربعين نهارًا (متى ٤: ٢)، وعلّمنا كيف نصوم: «متى صمتم فلا تكونوا عابسين... (متّى ٦: ١٦)... وأوصى تلاميذه «بالصلاة والصوم معًا» (متّى ١٧: ٢١) لكي يتمكّنوا من صنع المعجزات. التلميذ: ألذلك نكثر من الصلوات في الصوم؟ المرشد: فعلًا. نصلّي أكثر في فترة الصوم كلّ واحد بمفرده ونجتمع كلّ يوم في الكنيسة، ومَن اختبر هذه الصلوات اليوميّة يعرف حلاوة هذه الأوقات حيث نجتمع مع الربّ يسوع ومع بعضنا البعض ونشتهي أن تدوم. الصوم فيه حلاوة وفيه جهد على صعيد الامتناع عن الأكل وتكثيف الصلوات والسعي إلى الاقتراب من يسوع. التلميذ: على ذكر الأكل ما الطعام التي يجب أن نأكله في أيّام الصوم؟ ماذا يُسمَح وماذا لا يُسمَح؟ المرشد: أوّلًا تتبع إرشادات الكنيسة أي أنّك تصوم عن الطعام حتّى الظهر، وتمتنع عن أكل اللحوم والألبان ومشتقّاتها. هذا هو نظامنا. ولا تتعب نفسك أكثر من ذلك. المهمّ روحيّتك وأنت صائم. الأمر بينك وبين الله. لا تتعب نفسك لتظهر صائمًا أمام الناس كما أوصانا يسوع في الموعظة على الجبل. التلميذ: إذًا امتناع عن الأكل واشتراك في الصلوات .... هل من شيء آخر؟ المرشد: أمران ينتج أحدهما من الآخر: أوّلًا خذ الإنجيل غذاء واقرأ منه كلّ يوم، ثانيًا شارك الفقراء طعامك لأنّ كلمة الله هي الغذاء الأمثل والفقراء إخوة يسوع. قال أحد الآباء لمّا سُئل عن أنواع الطعام الصياميّ: تنصحنا الكنيسة بتناول ثلاثة أنواع من الطعام ذكرها الربّ يسوع في الإنجيل وهي: ١- قال الربّ: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكلّ كلمة تخرج من فم الله. ٢- قال الربّ: طعامي أن أعمل مشيئة الآب الذي أرسلني. ٣- إنّ جسدي مأكل حقّ ودمي مشرب حقّ.
مكتبة «رعيّتي» في مطلع الصوم الكبير لا يسعنا إلّا حثّ القرّاء على مطالعة الإنجيل يوميًّا ولو بضع آيات ليتكامل صومنا وصلاتنا اليوميّة مع تغذيتنا من الكلمة الإلهيّة. ومن استطاع فليطالع الكتب الروحيّة نذكر منها «الصوم الكبير» للأب ألكسندر شميمن لمن اقتناه سابقًا فقد نفذ حاليًّا، و«سنة الربّ المقبولة» للأب ليف جيلله، حيث يعلّق على الرسالة والإنجيل والليتورجيا لكلّ أحد وعيد تعليقًا يساعدنا على فهم المناسبة وعيشها. هذا يمكن طلبه من مكتبة الينبوع ومكتبات الكنائس بسعر عشرة آلاف ليرة لبنانيّة.
الريحانة الأحد ١٦ شباط ٢٠٢٠، ترأس المطران سلوان القدّاس الإلهيّ في كنيسة القدّيس ثيوذوروس في الريحانة، لمناسبة عيد شفيعي الرعيّة القدّيسَين ثيوذوروس التيرونيّ وثيوذوروس قائد الجيش. في العظة شرح إنجيل الابن الضالّ على خلفيّة سلوكي الابن الأكبر والابن الأصغر، حيث يمثّل الأوّل صورة النجاح الظاهريّ الذي يطلب المكافأة لأنّه جدير بها ومستحقّ لها، وحيث يمثّل الثاني صورة الرغبة في تحقيق الذات وحقّه في أن يعيش حرًّا. بيّن كيف أنّ خطر السلوك الأوّل مؤدّاه تفكّك العرى بينما يتمثّل خطر الثاني في أنّه يقود إلى الانتحار. وسطّر على ضوء هذين الأمرين ثلاثيّة نلمسها في الأب: الصلاة التي تعلّمنا أن ننتظر برجاء عودة الأبناء، الاستسلام لمشيئة الله الذي يحرّرنا من صلاح نظنّه فينا، والحكمة التي تجعل الحياة والشركة ممكنة.
الشويفات الأحد ٢٣ شباط ٢٠٢٠، ترأس المطران سلوان القدّاس الإلهيّ في كنيسة رقاد السيّدة في الشويفات. في العظة، شرح إنجيل الدينونة على خلفيّة المسؤوليّة المشتركة التي يتحمّلها الإنسان مع أخيه، بشأن واقع الإنسانيّة المعذّب والشرور الموجودة، وكيف بإمكان الناس أن يتكاتفوا ليدرأوا عنهم انعكاساتها وأذاها وكيف يمكنهم أن يجسّدوا المحبّة بينهم. وأبرزَ مثال المسيح في هذا السياق وتعليمه وخبرة الأبرشيّة في الاستجابة لمضمون الإنجيل. بعد القدّاس الإلهيّ، كان لقاء مع المؤمنين وجرى حديث عن معاني الإنجيل والواقع المعيشيّ والروحيّ في لبنان، وكيفيّة تحصين العائلة والرعيّة والكنيسة. |
Last Updated on Monday, 02 March 2020 22:35 |
|