للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
العدد ١٧: وَضْعُ الأصبع على الجرح |
Written by Administrator |
Sunday, 26 April 2020 00:00 |
أحد توما - الأحد الجديد كلمة الراعي وَضْعُ الأصبع على الجرح موت يسوع كان فريدًا بكافّة المقاييس. كلّنا يعرف كيف سمعتْ أذناه التعييرات، ورأت عيناه حجود مَن أحسن إليهم، وذاق لسانه المرّ، وعانى جسده اللطمات، واقتبل رأسه إكليل الشوك. هذه كانت علامات تنكيلنا المعنويّ والنفسيّ والجسديّ به. أنقضّت عليه الظلمة بأشكالها، لكنّها لم تدركه، أمّا رئيس هذا العالم فلم يجد ما يمكن أن يتسلّط به عليه (يوحنّا ١: ٥؛ ١٤: ٣٠). بقي منيعًا على كل محاولات تطويعه روحيًّا ودنيويًّا. مع إشراق نور الفصح، لم يذكر يسوع ممّا سبق سوى ما ترك علامة بادية على جسده، أي آثار المسامير الأربعة التي اخترقت يدَيه ورجلَيه، والحربة التي اخترقت جنبه. هذا كان ما كشفه يسوع لتلاميذه الأحد عشر في ظهوره لهم سواء في غياب توما أم في حضوره (يوحنّا ٢٠: ٢٠؛ ٢٧). كانت هذه علامات قبوله الآلام كلّها بصبر واقتباله الموت طوعًا من أجلنا إلى أن أسلم الروح في يدَي الآب (لوقا ٢٣: ٤٦). بهذه العلامات اخترق التاريخ وقلوبنا بآن، وسمّر بها كلّ ظلمة محيطة بقلوبنا وكلّ ضلال يطارد أفكارنا وكلّ رغبة سامّة تشتّت عزيمتنا. اللافت في حادثة ظهور يسوع لتلامذيه التي نطالعها في أحد التجديدات هو دور أصبع توما. كان على يسوع أن يحتمل هذا الأصبع الذي يريد تفتيشه، كما نحن نفعل مثله كلّ يوم! فقد وضع توما شرطًا للإيمان بيسوع أن يتفحّص آثار الآلام في جسده، والتي انطبعتْ فيه عميقًا على ما يبدو، ليتأكّد من هويّة الذي ظهر لإخوته في غيابه. ماذا حصل لـمّا ظهر يسوع ثانية للتلاميذ بحضور توما؟ ها هو توما «يضع إصبعه على الجرح»، كما نقول بالعاميّة. لكن أيّ جرح هو؟ إنّه جرح علاقتنا المجروحة بالربّ. جرح عميق جعلناه في جسده وأتى هو لكي يشفيه فينا. فقد منعتنا أهواؤنا وأنانيّتنا عن رؤية محبّته لنا وعنايته بنا؛ ودفنتنا خطايانا في مجد هذا العالم وهمومه وملذّاته؛ وأسرنا الخوف فأفقدنا السيطرة على أنفسنا وعلى حياتنا. لقد أتى تفتيش توما لآثار المسامير والحربة ليزيل هذا الغشاء عن أبصارنا، ويقيمنا من هذا القبر، ويحرّرنا من هذا الخوف، ويعيد إلينا السيطرة والسيادة على ذواتنا. إنّه الإيمان بيسوع المسيح الذي أحبّنا حتّى الموت، وأعطانا أن نعرف محبّة أبيه وأن نأخذ روحه القدّوس (يوحنّا ٢٠: ٢٢). منذ أن وضع توما أصبعه في الجرح، فهمنا أن الوجود كلّه بات رهينة القيامة وليس الموت؛ وأنّنا نحن عرضة لأشعّة محبّة الله الدائمة إذا ما شئنا أن نتأمّل في معنى آثار المسامير والحربة في جسد المسيح. منذ أن وضع توما «الأصبع على الجرح»، أو بالأحرى في الجرح، سمّر توما شكّنا وخوفنا على صليب محبّة الربّ، وترك لنا الإمكانيّة أن نردّد مع يسوع، وهو على الصليب: في يدَيك نستودع حياتنا (لوقا ٢٣: ٤٦). منذ أن وضع توما أصبعه في الجرح، فتح لنا الباب الذي عبره ندخل ونخرج منه كلّ يوم ونجد مرعى (يوحنّا ١٠: ٩)، أي الإيمان الذي يسمّر الشكّ والخوف على صليب محبّة الربّ، الذي ويجعلنا نقدّم حياتنا وتفاصيلها كافّة إلى الله في الصلاة، وننطلق من بعدها، كخدّام ورسل للمسيح الفادي (يوحنّا ٢٠: ٢١)، في رحاب الوجود التي يرعاها الربّ بعنايته. منذ أن وضع توما أصبعه في الجرح، فهمنا أنّ آثار الآلام في جسد القريب الذي افتداه المسيح ما هي سوى فرصة معطاة لنا لكي يأتي نور الإيمان بيسوع عليها، فيشفي نفوس أصحابها ويحييها (يوحّنا ٢٠: ٢٣). هذا كلّه ممكن إن عبرنا الامتحان، وأقصد امتحان تفتيشنا الدائم عن إثباتات عن محبّة الله لنا، أو تساؤلاتنا حول قدرته على افتدائنا، أو الشكّ في حقيقة عنايته بعالمه وبالمخلوق على صورته. فمتى عبرنا هذا الامتحان، تصير صلاتنا وخدمتنا المتفانية نبع فرح للقريب، وبلسمًا في معاناته، ونورًا في حيرته، وعلامة حضور الربّ وسط جحيم الإنسان المعاصر. ساعتها يغبّطنا الربّ بقوله: «طوبى لكم لأنّكم تؤمنون بي كلّ يوم، وعوض أن تفتّشوا يديَّ ورجليَّ وجنبي، تفتّشون جراح القريب لمداواتها بالإيمان بي وبالغفران الذي أمنحه إيّاه وبالخدمة التي تقدّمونها له». هكذا يستحيل جحيمنا فردوسًا بحضور الربّ فيه وقيادته لنا في معارج قيامة الإنسان الذي أحبّه وافتداه وأعطاه أن يعرفه بالروح القدس. المسيح قام! سلوان
الرسالة: أعمال الرسل ٥: ١٢-٢٠ في تلك الأيّام جرت على أيدي الرسل آيات وعجائب كثيرة في الشعب، وكانوا كلّهم بنفس واحدة في رواق سليمان، ولم يكن أحد من الآخرين يجترئ على أن يُخالطهم. لكن كان الشعب يُعظّمهم، وكانت جماعات من رجالٍ ونساءٍ ينضمّون بكثرةٍ مؤمنين بالربّ، حتّى إنّ الناس كانوا يخرجون بالمرضى إلى الشوارع ويضعونهم على فرش وأَسرّة، ليقعَ ولو ظلّ بطرس عند اجتيازه على بعض منهم. وكان يجتمع أيضًا إلى أورشليم جمهور المدن التي حولها يحملون مرضى ومعذَّبين من أرواح نجسة، فكانوا يُشفَون جميعهم. فقام رئيس الكهنة وكلّ الذين معه وهم من شيعة الصدّوقيّين وامتلأوا غيرة. فألقوا أيديهم على الرسل وجعلوهم في الحبس العامّ. ففتح ملاكُ الربّ أبواب السجن ليلًا وأخرجهم وقال: امضوا وقفوا في الهيكل، وكلّموا الشعب بجميع كلمات هذه الحياة.
الإنجيل: يوحنّا ٢٠: ١٩-٣١ لمّا كانت عشيّة ذلك اليوم وهو أوّل الأسبوع والأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين خوفًا من اليهود، جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم: السلام لكم. فلمّا قال هذا أراهم يديه وجنبه ففرح التلاميذ حين أبصروا الربّ. وقال لهم ثانية: السلام لكم، كما أَرسلَني الآب كذلك أنا أُرسلكم. ولمّا قال هذا نفخ فيهم وقال: خذوا الروح القدس. مَن غفرتم خطاياهم تُغفر لهم ومَن أمسكتم خطاياهم أُمسكت. أمّا توما أحد الاثني عشر الذي يقال له التوأم فلم يكن معهم حين جاء يسوع، فقال له التلاميذ الآخرون: إنّنا قد رأينا الربّ. فقال لهم: إن لم أُعاين أثر المسامير في يديه وأَضع إصبعي في أثر المسامير وأَضع يدي في جنبه لا أؤمن. وبعد ثمانية أيّام كان تلاميذه أيضًا داخلًا وتوما معهم، فأتى يسوع والأبواب مغلقة ووقف في الوسط وقال: السلام لكم. ثمّ قال لتوما: هات إصبعك إلى ههنا وعاين يديّ، وهات يدك وضَعْها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنًا. أجاب توما وقال له: ربّي وإلهي. قال له يسوع: لأنّك رأيتني آمنت؟ طوبى للذين لم يرَوا وآمنوا. وآيات أُخَر كثيرة صَنَع يسوع لم تُكتب في هذا الكتاب. وأمّا هذه فقد كُتبت لتؤمنوا بأنّ يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياةٌ باسمه.
الحياة في المسيح التعاضد والرجاء في زمن الضيق لدينا في كلّ زمان ومكان، منذ بدء الخليقة، وسقوط الإنسان بالخطيئة، حاجة إلى التعاضد برجاء، إذ إنّ «كلّ الخليقة تئنّ وتتمخّض معًا إلى الآن» (رومية ٨: ٢٢). إنّ الأزمات الروحيّة والنفسيّة والمرضيّة والاقتصاديّة والمعيشيّة التي يعاني منها العالم بأسره تهدّد حياة الإنسان. الحاجة الاجتماعيّة تتفاقم يومًا بعد يوم لرعاية المحتاجين والأرامل والأيتام والسجناء والمدمنين والمحزونين والمظلومين والمضطهدين والمبعدين والمستغَلين وذوي الاحتياجات الخاصّة والمستعبَدين. «المسيحية هي أصلًا ديانة اجتماعيّة» (الأب جورج فلورفسكي)، «فالديانة الطاهرة، هي في افتقاد اليتامى والأرامل والغرباء» (يعقوب ١: ٢٧). بدأ الربّ يسوع المسيح عمله البشاريّ بإعلان «برنامج» رعايته «الاجتماعيّة» كعلامة لظهور ملكوت الله على الأرض (أشعياء ٦١: ١-٢): «روح الربّ عليّ لأنّه مسحني لأبشّر المساكين، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب، لأنادي للمأسورين بالإطلاق، وللعمي بالبصر، وأرسل المنسحقين في الحرّيّة وأكرز بسنة الربّ المقبولة» (لوقا ٤: ١٨-١٩). وملكوت الله هذا بدأ يظهر للعيان، إذ إنّ بتجسّد الربّ «العمي يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصمّ يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشّرون» (أشعياء ٣٥: ٥-٦ ومتّى ١١: ٥). أتى المسيح، رأس الكنيسة، «لكي تكون لهم حياة ولتكون أفضل» (يوحنا ١٠: ١٠). وأيّة حياة يتكلّم عليها الربّ يسوع؟ إنّها «الحياة الأبديّة» (يوحنّا ٣: ١٦)، أي الحياة المنتصرة على الموت والمرض. كيف نعيش هذه الحياة؟ «وهذه هي الحياة الأبديّة أن يعرفوك أنت الإله الحقيقيّ وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته»، أي الحياة في المسيح، الحياة بمشيئة الله، الحياة الملتصقة بالربّ بنعمة الروح القدس. هذه الحياة تعاش في المجتمع، والعائلة، والكنيسة. لا يوجد خلاص أو عدل أو خير أو فضيلة أو برّ أو صلاح إلّا ومصدره المسيح نفسه. يعطي الربّ يسوع بشخصه وكلمته وأفعاله صورة غير مسبوقة للمحبّة الحقيقيّة المطلوبة من كلّ مسيحيّ. فهو يشفي بمحبّة وحنان كبيرين وبرحمة عميقة. وتأخذ خدمة الشفاء عند الربّ يسوع موقع الارتكاز في رعايته. فهو كطبيب إلهيّ إنسانيّ يشفي الإنسان المريض، روحيًّا وجسديًّا. الشفاء هو المصالحة مع الله. كلّ من شفاهم الربّ يسوع في الأناجيل مرضوا لاحقًا، ثمّ ماتوا، فالهدف دائمًا ليس الشفاء الجسديّ فقط، بل المصالحة مع الله. علّم أنّ الرحمة عمل تعاضديّ ليس مقتصرًا على فئة من الناس دون غيرهم، لا بل هو موجّه إلى جميع البشر، لأنّ المسيح أتى لخلاص الجنس البشريّ بأكمله، كما يظهر من حادثة شفاء ابنة المرأة الكنعانيّة مثلًا (متّى ١٥: ٢١-٢٨). أتى الربّ يسوع لخلاص العالم أجمع، ولكن أيضًا لخلاص كلّ إنسان بشكل شخصيّ. لذا، ترتبط محبّة لله بمحبّة القريب، «فالذي يحبُّ الله يحبُّ أخاه أيضًا»، ومن «يحبّ الله ويكره أخاه فهو كاذب» (1يوحنّا ٤: ٢٠-٢١). يحدّد علاقة البشر به عبر علاقتهم مع هؤلاء المنبوذين والمهمّشين في المجتمع إذ يقول: «كلّ ما فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الصغار، فبي قد فعلتم» (متّى ٢٥: ٤٠). وقد دعا الربّ يسوع تلاميذه إلى التمثّل به إذ قال: «كونوا رحماء كما أنّ أباكم السماويّ رحيم» (لوقا ٦: ٣٦)، وأيضًا «أحبّوا بعضكم بعضًا كما أنا أحببتكم» (يوحنّا ١٣: ٢٤). فكما أنّ يسوع لم يأت ليُخدَم بل ليَخدُم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين (مرقس ١٠: ٤٥)، وأخذ صورة عبد (فيليبّي ٢: ٧) أي خادم في طاعة الآب من أجل خلاص العالم، هكذا المسيحيّ مدعوّ بمسحة الزيت التي نالها في معموديّته إلى أن يعمل أعمال المسيح،، متمثّلًا بمخلّصه، ومطيعًا للكلمة: يخدُم الآخر، نبويًّا، كعبد لله، مستخدمًا مواهب الله فيه، وكمعاونٍ لله (٢كورنثوس ٦: ١). إنّه، باختصار، كهنوته الملوكيّ.
إرميا النبيّ هو أحد الأنبياء الأربعة الكبار وصاحب النبوءة الثانية. وُلد السنة ٦٥٥ قبل المسيح وكان والده كاهنًا من سبط لاوي. ابتدأ يكلّم الشعب وهو بعد شابّ صغير. يقول في مطلع السفر إنّ الله دعاه قبل أن يولد، وصف إرميا كلمة الربّ وعملها وفرحه بها «حين كانت كلمتك تبلغ إليّ كنتُ ألتهمها فكانت لي سرورًا وفرحًا في قلبي» (١٥: ١٦). تكلّم أيضًا ضدّ ممارسات الشعب الإيمانيّة السطحيّة مثل زيارة الهيكل وتقديم الذبائح وحفظ السبت وختانة الصبيان فصارت شعائر خارجيّة لا معنى لها. يقول إرميا إنّ الربّ سيقطع عهدًا جديدًا مع الشعب: «ها أيّام تأتي يقول الربّ وأقطع مع بيت إسرائيل ومع بيت يهوذا عهدًا جديدًا ليس كالعهد الذي قطعته مع آبائهم ... أجعل شريعتي في داخلهم وأكتبها على قلوبهم وأكون لهم إلهًا ويكونون لي شعبًا» (٣١: ٣١-٣٣). وستصبح عبادة الربّ عبادة روحيّة نابعة من القلب ولن تبقى الشريعة مجموعة ممارسات خارجيّة، لكنّ الشعب لم يستمع إليه وحاربه كثيرون أوّلهم أبناء موطنه عناتوت التي تقع شمال أورشليم. تنبّأ بوصول الكلدانيّين وخراب أورشليم والسبي إلى بابل، تكلّم أيضًا ضدّ الوثنيّة. عاش اضطهادات وعذابات كثيرة أنزلها به الملك صدقيا ابن يوشيا والشعب. ثمّ جاءت كلمة الله إلى إرميا كي يُملي نبوءته التي كان قد نطق بها. بعد السبي انتقل مع مجموعة إلى مصر ورقد هناك. تعيّد له الكنيسة في اليوم الأوّل من شهر أيّار.
الخدمة الاجتماعيّة في الرعايا ابتدأت رعايا الأبرشيّة منذ شهر آذار تكوين «هيئة طوارئ اجتماعيّة»، أو تحوّل مجلس الرعيّة نفسه إلى هيئة طوارئ وذلك في سبيل مواجهة تداعيات ڤيروس كورونا والوقوف إلى جانب الإخوة في الظروف الصعبة التي نعيشها. تطوّع الإخوة للعطاء والعمل فصارت الرعيّة والكنيسة كلّها خليّة عمل وخدمة وتعاضد تساعد بعضها البعض. قامت كلّ رعيّة بفرز ما وصلها من مساعدات عينيّة وعملت على توضيبها وتوزيعها متّبعة إجراءات الوقاية المطلوبة في كلّ مراحل العمل. جاء هذا العمل تكملة لخطّة السامريّ الصالح التي دعا إليها راعي الأبرشيّة مع بدء الصوم الكبير، وشمل توزيع الحصص الغذائيّة والألبسة والمنح المدرسيّة على الإخوة الأكثر حاجة. بحسب أجوبة الكهنة على استمارة بشأن هذا العمل في مطلع شهر نيسان، تبيّن أنّهم كانوا قد ساعدوا ما يقارب الألفَي عائلة. وتابعوا بهمّة كبرى حتّى فرصة الفصح.
من رسالة راعي الأبرشيّة في عيد القيامة أصافحكم بالقلب وبهذه الرسالة أيضًا لمناسبة شروق أنوار العيد على ظلال واقعنا الأليم، شاكرًا معكم معطي النعم والمواهب الذي لم يحرمنا من نعمة الحياة والانطلاق منها إلى معرفته ومحبّته وخدمته. كانت فترة الصوم الكبير والأسبوع العظيم فريدة هذا العام بكلّ المقاييس، بحيث وضعتنا كلّنا أمام امتحان عسير: أن نكون معًا بغياب الاجتماع معًا. هذه الخبرة الغريبة للجماعة كجماعة ضخّت فينا قوّة شدّتنا إلى بعضنا البعض بوعي أكبر والتفاتة كبرى إلى كلّ واحد منّا. فما يعانيه الواحد يعانيه الكلّ. وإذا انفرجت على واحد لربّما تنفرج على الكلّ. إنّها خبرة بحّارة السفينة الذين عليهم أن يصلوا إلى وجهتهم وهم يجذّفون بطريقة غريبة: كلّ من بيته! جعلتنا هذه الخبرة نستعيد خبرة الجماعة الرسوليّة الأولى، تلك الخبرة التي وجدنا معارجها في الإنجيل الذي طالعناه في محطّات الصوم والأسبوع العظيم، وساعدتنا على أن ندخل إلى كنه الخبرة الرسوليّة في أصالتها، بأنوارها وظلالها، بحيث نخرج منها بعصارة يمكنها أن تغذّي كلّ واحد منّا في معارج ترحاله الداخليّ، في ظلّ حجر منزليّ إلزاميّ، يمنع علينا الحركة! (...) في الختام، أنشد معكم الدعاء الفصحيّ: «المسيح قام!»، راجيًا لعائلاتكم البركة والعافية الروحيّة والجسديّة لإتمام المسيرة، وشاكرًا صلواتكم من أجل الخدمة التي نقوم بها جميعنا. |
Last Updated on Friday, 24 April 2020 17:05 |
|