للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
العدد ١٨: الخميرة الصالحة لعجينة القيامة |
Written by Administrator |
Sunday, 03 May 2020 00:00 |
الأحد الثاني بعد الفصح حاملات الطيب كلمة الراعي الخميرة الصالحة لعجينة القيامة متابع الأحداث بين مساء الجمعة العظيمة وصبيحة القيامة يلمس، في محوريّة مشهديّة القبر، جملة من السمات التي انتصرت على أجواء المراسم الجنائزيّة، وعلى روح الانكسار الظاهريّ لمشروع الملكوت الذي حمل يسوع لواءه في بشارته العلنيّة. فما هي هذه السمات التي شكّلت المركبة التي حملت بشرى القيامة إلينا؟ أولى السمات هي الجسارة. إنّها جسارة في وقت الخوف والموت وتفرّق الجماعة. إنّها جسارة أمام سلطة سياسيّة غاشمة وسلطة دينيّة رافضة. فموت المسيح أتى مفاجئًا لمحيطه القريب، فغابت أيّة تهيئة، رغم أنّ يسوع قد سبق وأنبأهم أكثر من مرّة عن موته في أورشليم. لم يكن هناك قبر جاهزًا، الأمر الذي تطلّب من يوسف الراميّ أن يتجاسر ويطلب من بيلاطس جسد يسوع ويدفنه في قبر جديد (مرقس ١٥: ٤٣-٤٧). لم يكن الطيب متوفّرًا أيضًا، فوجب دفنه على عجل بسبب الضوابط التي تحكم يوم السبت عند اليهود. أمّا السمة الثانية فظهرت في استعداد يوسف الداخليّ اليقظ. فمن حيث لا ندري، وفي وسط قتام الأحداث وتقهقر الأشخاص، يظهر مَن تحرّك قلبه ووجدانه وشهامته ويصير على مسرح الأحداث اللولب الذي يحرّك كلّ شيء في اتّجاهه المطلوب، ويدير الحالة الحرجة برباطة جأش وحكمة وطمأنينة. تكتشف في هذا الوضع الميؤوس منه مَن يتحلّى برجاء حرّكه لتكون لديه الجسارة التي أسلفنا الحديث عنها: «كان (يوسف) هو أيضًا منتظرًا ملكوت الله» (مرقس ١٥: ٤٣). والسمة الثالثة لهذا الرجل تكمن في العطاء والعناية. لقد جاد بما لديه وبما كانت الحاجة إليه في ذلك الظرف، مقرونًا بجهد شخصيّ لاستكمال المطلوب. هذا ما سجّله الإنجيل بشأنه: «اشترى كتّانًا فأنزله وكفّنه بالكتّان ووضعه في قبر كان منحوتًا في صخرة ودحرج حجرًا على باب القبر» (مرقس ١٥: ٤٦). وإن كان خادمًا لما يتعلّق بميت، لكنّه كان بلسمًا عندما أظهر تحسّسًا لمعاناة غيره، وشهامة في معاضدة مَن كان لا حول ولا قوّة له. كان العلامة الفارقة المضيئة في ذلك الظلام الدامس. في المقلب الآخر من الأحداث، ظهرت جرأة النسوة اللواتي قدمنَ صبيحة الأحد ليتسكملن ما فات من الرتبة الجنائزيّة. يزكّي هذه السمةَ لديهنَّ الجوُّ العامّ حينها بسبب وجود الحرّاس على باب القبر، والجوّ الذي لفّ الجماعة الرسوليّة إذ كان التلاميذ مستترين في علّيّة في أورشليم خوفًا من اليهود. رافقت الجرأة سمة ثانية تمثّلت بالعناية والاهتمام اللذين أبدَينَهما بفعل ما يجمعهنَّ من علاقة وطيدة بيسوع. فقد كنّ حريصات على تتبّع ما جرى يوم الجمعة وأن ينظرنَ بتدقيق «أين وُضع» (مرقس ١٥: ٤٧)، وسعينَ إلى ألّا ينقص شيء من واجب العناية بجسده، وأن يكون تحقيق مرادهنَّ في أوّل سانحة ممكنة، من دون تأخير أو تردّد أو إبطاء (مرقس ١٦: ١-٢). أمّا السمة الثالثة فقد تجلّت في استمرار روح الخدمة قائمًا فيهنَّ باللهفة والشغف ذاتهما، حتّى في هذه الرتبة الصعبة نفسيًّا عليهنَّ، كما يشعرنا مرقس الإنجيليّ بأسلوبه. فهنَّ كنَّ يخدمنَ يسوع في الظلّ، في الخفاء، من دون أن نسمع لهنَّ صوتًا في الإنجيل، على عكس التلاميذ الذين خدموا في العلن وأمام الملء وصاروا مختبئين. سمات يوسف الثلاث مع سمات النسوة الثلاث تحوّلت خميرة صالحة صبيحة الفصح، خميرة قادرة، بنعمة الروح القدس، على أن تحمل البشرى التي تفوّه بها الملاك: «لا تندهشنَ! أنتنَّ تطلبنَ يسوع الناصريّ المصلوب. قد قام! ليس هو ههنا. هوذا الموضع الذي وضعوه فيه. لكن اذهبنَ وقلنَ لتلاميذه ولبطرس إنّه يسبقكم إلى الجليل. هناك ترونه كما قال لكم» (مرقس ١٦: ٦-٧). بالفعل، فعلت الخميرة فعلها في جماعة التلاميذ وتحوّلوا قربانًا شهيًّا قدّموه على مذبح الخدمة والرسوليّة، فانطلقوا من عقالات الخوف واليأس إلى رحاب الكرازة الفرحة بالمسيح. يحضرني واقعنا اليوم والسؤال عن كيفيّة تطعيمه بالسمات التي وجدناها في إنجيل أحد حاملات الطيب. كلّي رجاء أن يظهر بيننا مؤمنون على مثال يوسف الرامي والنسوة حاملات الطيب. يطالعنا اليوم في ظروفنا الحاليّة عنصر مفاجأة في رعايانا حيث يبرز مَن لم نكن نقيم له حسبانًا ولكن لديه من الجسارة والشهامة والعطاء ما يصحّح خللنا ووجلنا، أو تلهبنا حميّة البعض منّا، خصوصًا أولئك الذين لا نقيم لهم وزنًا لأنّهم قائمون في الخفاء، لكنّهم يرفدون الكنيسة، من قريب أو من بعيد، بالصلاة والخدمة المضحّية والمحبّة. أرجو أن يبارك الربّ خميرة كنيستنا وأن يستخدمها في تهيئة قربان مقبول مرضيّ عند الله، ومفيد لبشارة الإنجيل وخلاص البشر. سلوان
الرسالة: أعمال الرسل ٦: ١-٧ في تلك الأيّام لمّا تكاثر التلاميذ حدث تذمّر من اليونانيّين على العبرانيّين بأنّ أراملهم كنّ يُهمَلن في الخدمة اليوميّة، فدعا الاثنا عشر جمهور التلاميذ وقالوا: لا يحسُن أن نترك نحن كلمة الله ونخدم الموائد، فانتخبوا أيّها الإخوة منكم سبعة رجال مشهود لهم بالفضل ممتلئين من الروح القدس والحكمة فنُقيمهم على هذه الحاجة، ونواظب نحن على الصلاة وخدمة الكلمة. فحَسُنَ الكلامُ لدى جميع الجمهور، فاختاروا إستفانُس رجلًا ممتلئًا من الإيمان والروح القدس، وفيلبس وبروخورُس ونيكانور وتيمُن وبَرمِناس ونيقولاوس دخيلاً أنطاكيًّا. وأقاموهم أمام الرسل فصلّوا ووضعوا عليهم الأيدي. وكانت كلمة الله تنمو وعـدد التلاميذ يتكاثر في أورشليم جدًّا. وكان جمع كثير من الكهنة يُطيعون الإيمان.
الإنجيل: مرقس ١٥: ٤٣-٤٧ و١٦: ١-٨ في ذلك الزمان جاء يوسف الذي من الرامة، مشيرٌ تقيّ، وكان هو أيضًا منتظرًا ملكوت الله. فاجترأ ودخل على بيلاطس وطلب جسد يسوع. فاستغرب بيلاطس أنّه قد مات هكذا سريعًا، واستدعى قائد المئة وسأله:هل له زمان قد مات؟ ولمّا عرف من القائد، وهب الجسد ليوسف، فاشترى كتّانا وأنزله ولفَّه في الكتان ووضعه في قبر كان منحوتًا في صخرة، ودحرج حجرًا عـلى باب القبر. وكانت مريمُ المجدليّة ومريمُ أُمّ يوسي تنظران أين وُضع. ولمّا انقضى السبتُ اشترت مريم المجدليّة ومريم أُمّ يعقوب وسالومة حنوطًا ليأتين ويدهنّه. وبكّرن جدًّا في أوّل الأسبوع وأتين القبر وقد طلعت الشمس، وكُنَّ يقُلن في ما بينهن: من يدحرج لنا الحجر عـن باب القبر؟ فتطلّعن فرأين الحجر قد دُحرج لأنّه كان عظيمًا جدًّا. فلمّا دخلن القبر رأين شابًّا جالسًا عن اليمين لابسًا حُلّة بيضاء فانذهلن. فقال لهنّ: لا تنذهلن. أتطلبن يسوع الناصريّ المصلوب؟ قد قام، ليس هو ههنا. هوذا الموضع الذي وضعوه فيه. فاذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس إنّه يسبقكم إلى الجليل، هناك ترونه كما قال لكم. فخرجن سريعًا وفرَرن من القبر وقد أخذتهنّ الرعدة والدهش، ولم يقُلن لأحد شيئًا لأنهنّ كنّ خائفات.
العطاء في سفر أعمال الرسل الضيقة الاقتصاديّة الحاصلة هذه الأيّام في كلّ العالم عمومًا، وفي بلدنا خصوصًا، ليست شيئًا جديدًا في تاريخ البشريّة. فقد عرف العالم فتراتٍ من هذا النوع مرّات عدّة. وفي زمن الرسل مع بدء انتشار الكنيسة حدث ضيقٌ شديد أصاب المسكونة وطال أيضًا المسيحيّين. فنقرأ في سفر أعمال الرسل ما يلي: «وفي تلك الأيّام انحدر أنبياء من أورشليم إلى أنطاكية. وقام واحد منهم اسمه أغابوس، وأشار بالروح إلى أنّ جوعًا عظيمًا كان عتيدًا أن يصيرَ على جميع المسكونة، الذي صار أيضًا في أيّام كلوديوس قيصر. فحتم التلاميذ حسبما تيسّر لكلّ منهم أن يرسل كلّ واحد شيئًا، خدمة إلى الإخوة الساكنين في اليهوديّة. ففعلوا ذلك مرسلين إلى المشايخ بيد برنابا وشاول. (أعمال ١١: ٢٧-٣٠). ما ينبّهنا إليه خبرُ لوقا الإنجيليّ (كاتب أعمال الرسل) الوارد أعلاه، أنّ الجوع كان سيقبل ولم يكن بعد قد أقبل. فماذا فعل الرسل؟ بكلّ بساطة تحضّروا للأزمة المقبلة. لهذا نقرأ «فحتم التلاميذ حسبما تيسر لكلّ منهم أن يرسل كلّ واحد شيئًا، خدمة إلى الإخوة الساكنين في اليهوديّة». أودّ هنا أن أشدّد على نقطتين في منتهى الأهمّيّة. النقطة الأولى: يجب على الإطلاق عدم فهم هذا «التحضير» على أّنّه شيءٌ جديد في حياة الكنيسة، أي وكأنّ الكنيسة الآن وبسبب الأزمة الطارئة عليها أن ترسل وتساعد المحتاجين. هذا فهمٌ خاطئ يشوّه الحياة المسيحيّة. فالعطاء هو أمرٌ مستمرٌ في كنيسة يسوع، بضيقة أو بدونها. وينقل إلينا سفر الأعمال أنّ الرسول بولس يذكّر سامعيه بتعليم الربّ: «في كلّ شيء أريتكم أنّه هكذا ينبغي أنّكم تتعبون وتعضدون الضعفاء، متذكّرين كلمات الربّ يسوع حين قال: مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ» (أعمال ٢٠: ٣٥). لم يدوّن الإنجيليّون الأربعة هذه العبارة العميقة التي تفوّه بها الربّ يسوع أثناء عيشه بالجسد على الأرض، ولكن ذكرها القدّيس بولس. أهمّيّة ذكر بولس لقول الربّ يكمن في سياق حياته. فبولس أو شاول الطرسوسيّ كان قبلًا يضطهد الكنيسة، وبعد اهتدائه إلى وجه يسوع، الإله الحقيقيّ، اختبر احتضان الإخوة المسيحيّين له. وتاليًا هو ينقل خبرته مع المؤمنين. وتذكيره الإخوة بقول الربّ «مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ» ليس سوى صدى لِما اختبره في الكنيسة الأولى. ولوقا الإنجيليّ عندما كتب سفرَ أعمال الرسل، شهد لهذا الأمر أيضًا وأرسى بذلك المبدأ الأساس لعيش الكنيسة، أو كيف يجب أن تكون الكنيسة كما أرادها الربّ. فنقرأ في الإصحاح الثاني من كتاب أعمال الرسل، أي مباشرةً بعد حلول الروح القدس على التلاميذ وتأسيس الكنيسة: «وجميع الذين آمنوا كانوا معًا، وكان عندهم كلُّ شيءٍ مشتركًا. والأملاك والمقتنيات كانوا يبيعونها ويقسمونها بين الجميع، كما يكونُ لكلّ واحدٍ احتياجٌ» (أعمال الرسل ٢: ٤٤-٤٥). النقطة الثانية: يجب ألّا نفهم عبارة «حسبما تيسّر لكلّ منهم أن يرسل كلّ واحد شيئًا» بمعنى أنّ الرسل أرسلوا بعضًا ممّا يملكون إلى الإخوة. كلّا. الرسل أرسلوا كلّ ما يملكون. فهم أوّلًا عاينوا الربّ كيف يعطي مجّانًا وهكذا استمرّوا هم أيضًا. فالعطاء لم يكن اختراع الرسل بل نهج حياةٍ بدأوها مع الربّ. بكلام آخر العطاء هو انعكاس لما فعله المسيح للبشريّة. والمميّز جدًّا في ما ذكره لوقا هو عبارة «شيء مشترك». لا يذكر النصّ أنّ الرسل فرضوا هذا الأمر، ومن المؤكّد أنّهم لم يفرضوا ذلك. هذا العطاء الكلّيّ لا يمكن أن يكون فريضة. فالعطاء يخرج من القلب. هو ثمرة للحبّ الإلهيّ الذي اختبره المؤمنون ومسّ قلوبهم. فبادلوا هذا العطاء الإلهيّ بالتوبة وبالعطاء المادّيّ. وهم أدركوا أنّ ما يمتلكون قد يحول بينهم وبين محبّتهم لإخوتهم. فكما شاء إلهُنا أن «يبيع» مُلكه لينزل إلى إخوته البشر ويشاركهم فقرهم، هكذا سار المسيحيّون الأوائل وباعوا ما لهم ليشاركوا الأخ الفقير والمحتاج. فمن يده لا تعرف العطاء، قلبه لا يعرف الله. فكيف لهم أن يتعلّقوا بالأرض بعد أن تذوّقوا طعم الروح القدس. ولوقا يورد أيضًا «كان لجمهور الذين آمنوا قلب واحد ونفس واحدة، ولم يكن أحدٌ يقول إنّ شيئًا من أمواله له، بل كان عندهم كلُّ شيء مشتركًا. وبقوّةٍ عظيمةٍ كان الرسل يؤدّون الشهادة بقيامة الربّ يسوع، ونعمة عظيمة كانت على جميعهم، إذ لم يكن فيهم أحد محتاجًا، لأنّ كلّ الذين كانوا أصحاب حقول أو بيوت كانوا يبيعونها، ويأتون بأثمان المبيعات، ويضعونها عند أرجل الرسل، فكان يوزّع على كلّ أحد كما يكون له احتياج. ويوسف الذي دعي من الرسل برنابا، الذي يترجم ابن الوعظ، وهو لاويّ قبرسيّ الجنس، إذ كان له حقلٌ باعه، وأتى بالدراهم ووضعها عند أرجل الرسل». (أعمال ٤: ٣٢-٣٧). فلو كان الرسل حينها قد أخفوا شيئًا ممّا يملكونه وما وزّعوه لأصابهم ما أصاب حنانيا وزوجته سفيرة الوارد ذكرهما في أعمال الرسل: «ورجل اسمه حنانيا، وامراته سفيرة، باع مُلكًا واختلس من الثمن، وامرأته لها خبر ذلك، وأتى بجزء ووضعه عند أرجل الرسل. فقال بطرس: يا حنانيا، لماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس وتختلس من ثمن الحقل؟ (أعمال ٥: ١-٣). لذا لا يمكن لتلميذ المسيح أن يجعل الشيطان يدخل قلبه ويخفي أموالًا يحرمها عن الفقراء والمعوزين. فكلّما ازداد حبّ الإنسان للإله الملك تخلّى عن حبّه «لإله الملكيّة». المسيحيّون في أعمال الرسل لم ينتظروا «كارثة» أو أزمة معيّنة ليهبّوا للمساعدة. فالإنجيل غيّرهم. وهم عندما رموا أموالهم عند أقدام الرسل كانوا مُدركين أنّهم يرمونها عند أقدام يسوع، لأنّهم رأوه قائمًا في وجوههم. فرسول يسوع لا تراه عيونُ الناس لأنّها لا ترى فيه إلّا يسوع. هذه هي كنيسة يسوع الحقيقيّة، لا تترك أحدًا في عوزٍ ولا تخفي أموالًا، بل تعطي كلّ ما تملك لأنّها في الأساس لا تملك شيئًا، لأنّ الربّ هو مالكُها. أموال الكنيسة هي أموال الفقير، لأنّ الفقير يسوع. هذا فكر الكنيسة الذي ينتشلنا من كلّ الأزمات.
القديس أيّوب الصدّيق عيده في السادس من أيّار وهو أيّوب المُسمّى باسمه السفر الواقع بعد المزامير في العهد القديم. سفر طويل يحتوي على ٤٢ إصحاحًا ويتكلّم على الألم، إذ يروي الآلام التي يمرّ بها أيّوب وأفراد عائلته والتجارب القاسية التي يعانيها وعلاقته مع الله. موضوع سفر أيّوب هو ألم البارّ، لماذا يتألّم؟ وإذا كانت آلام البارّ لا تعود إلى خطاياه فإلامَ تعود؟ في سفر أيّوب أقسام عدّة: الإصحاح ١ و٢ حيث يصاب أيّوب بمصائب لا تفسير لها، الإصحاحات من ٣-٣١ حوارات أيّوب مع ثلاثة من أصدقائه، الإصحاح ٣٢-٣٧ حديث مع صديق رابع، الإصحاح ٣٨-٤٢ حوار بين الربّ وأيّوب، ثمّ الخاتمة حيث يستعيد أيّوب ثروته وسمعته وأولادًا آخرين ثمّ يموت وقد شبع من أيّامه. لا نعرف مَن هو أيّوب ولا متى عاش وأين، إلّا أنّنا نقرأ في خاتمة السفر، بحسب الترجمة السبعينيّة، أنّ المصحف السريانيّ يقول إنّ أيّوب سكن في بلاد حوران على حدود آدوم والعربيّة وإنّ اسمه كان يوباب.
من تعليمنا الأرثوذكسيّ: يوسف ونيقوديموس التلميذ: أنا أعرف أنّ اليوم عيد النساء حاملات الطيب، اللواتي أتين الى القبر ليطيّبن جسد يسوع، فوجدن القبر فارغًا! لكنّ والدتي قالت إنّنا نعيّد اليوم أيضًا ليوسف ونيقوديموس فمَن هما؟ المرشد: هما رجلان صالحان لهما مكانة مهمّة بين اليهود قاما بدفن جسد يسوع، ألم تسمع بهما قبلًا؟
التلميذ: نعم نذكرهما في تراتيل جنّاز المسيح. المرشد: نعم لكنّنا نعرف أكثر من الأناجيل. يقول إنجيل لوقا عن يوسف: «وإذا رجل اسمه يوسف وكان رجلًا صالحًا بارًّا لم يكن موافقًا لرأيهم وعملهم (أي اليهود الذين طلبوا صلب يسوع). وكان هو أيضًا ينتظر ملكوت الله» (٢٣: ٥٠-٥١). يقول عنه الإنجيليّ يوحنّا إنّه «كان تلميذًا ليسوع ولكن خفية بسبب الخوف من اليهود» (١٩: ٣٨). ونيقوديموس كان أيضًا تلميذًا ليسوع بالسرّ أتى إليه ليلًا ليسمع كلامه كما نعرف من الإصحاح الثالث من إنجيل يوحنّا. |
Last Updated on Thursday, 30 April 2020 21:59 |
|