Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2020 العدد ٢٧: مبارزة الاتّضاع وثمارها
العدد ٢٧: مبارزة الاتّضاع وثمارها Print Email
Written by Administrator   
Sunday, 05 July 2020 00:00
Share

raiati website copy

الأحد ٥ تمّوز ٢٠٢٠ العدد ٢٧ 

الأحد الرابع بعد العنصرة

البارّ أثناسيوس الآثوسيّ

كلمة الراعي

مبارزة الاتّضاع وثمارها

2720حادثة شفاء عبد قائد المئة عن بُعد تقودنا إلى الاتّضاع العذب أمام طرفَي العلاقة: يسوع وقائد المئة. تخال نفسك أمام مباراة في الاتّضاع وتنتظر بلهفة مَن يخرج منتصرًا منها. لعلّ انتظارًا كهذا ملغوم منذ البدء، لأنّ التباري في الاتّضاع سيُنشئ حكمًا اتّضاعًا أكبر، الأمر الذي سيصعب معه تقدير مَن فاز في المباراة. هل يهمّك أن تتابع أشواطها؟ بالطبع نعم، فحياتك موضوعة على محكّ رؤية النتيجة، لأنّك إمّا تخرج منتصرًا أو منهزمًا في ذاتك، ولو كنتَ الآن من مشاهدي أحداثها أو مستمعي سردها.

يفتتح قائد المئة الجولة بوضع مسألة عذاب غلامه أمام يسوع، فينبري يسوع إلى تلقّف المناسبة ويطرح المبادرة بالذهاب إليه فورًا ليشفيه. القائد يتّضع بشأن غلامه، والإله المتجسّد يتّضع بشأن المخلوق على صورته. كلاهما يمشيان على الطريق ذاتها: من جهة، الانحناء الخفر والمحبّ أمام واقع الإنسان المعذّب، ومن جهة أخرى، الاستعداد الكريم والنبيل لرفع هذا الواقع عن كاهله. ينقلنا وقع هذا الحوار: «يا سيّد، غلامي مطروح في البيت مفلوجًا متعذّبًا جدًّا... أنا آتي وأشفيه» (متّى ٨: ٦-٧)، لنقف أمام مشهد مدهش يظهر فيه ثنائيّ متناغم ومتجانس ومثاليّ بانحنائهما كلَيهما أمام هذا الغلام المعذّب الذي نحمل نحن صورته فينا.

كان على هذا الاتّضاع أن يمرّ في امتحان ممارسة السلطان والقوّة، امتحان مرير للنفس المتواضعة، بحيث لا يتأذّى هو ولا يؤذي بدوره أحدًا من جرّاء ممارستهما. هذا ما نستشفّه من توصيف القائد لخدمته وطريقة قيادته لجنده وطريقة تجاوبهم معه. هكذا صرّح أمام يسوع: «أنا أيضًا إنسان تحت سلطان. لي جند تحت يدي. أقول لهذا: اذهبْ! فيذهب، ولآخر: إئتِ! فيأتي، ولعبدي: إفعلْ هذا! فيفعل» (متّى ٨: ٩). لقد أدّت طريقة ممارسته لسلطانه إلى خلق جوّ تناغم بين رئاسة صالحة وطاعة مرنة، بحيث أتى أداء هذه الفرقة العسكريّة منضبطًا في المناخ الذي خلقه هذا القائد بين أعضائها.

امتحان ممارسة السلطان والقوّة أكسب هذا القائد حكمةَ أن يضع الواحد نفسه عن غيره معيارًا لتعاطي الواحد مع الآخر. وفي هذا لا توجد منّة أبدًا بين رئيس ومرؤوس. هذا ما يشي به كلام القائد في الجولة الثانية من مباراة التواضع: «يا سيّد، لستُ مستحقًّا أن تدخل تحت سقفي، لكن قلْ كلمة فقط فيبرأ غلامي» (متّى ٨: ٨). هذه المرّة ينحني القائد أمام يسوع انحناءة العارف لنفسه معرفة حقيقيّة، فهو غير مستحقّ، والعارف أيضًا بشخص يسوع وقدرته، إذ كلمة واحدة منه تفي بالغرض وتحقّق المنى.

أمام هذا التصريح البليغ والنافذ إلى الجوهر، لاقاه يسوع باتّضاع أكبر، إذ انحنى أمام تواضع قائد المئة بإعلانه أمام الملء: «الحقّ أقول لكم، لم أجدْ ولا في إسرائيل إيمانًا بمقدار هذا» (متّى ٨: ١٠)! لقد غبّطه ورفعه فوق مَن كان يُفترض بهم أن يقبلوه مسيحًا. ولم يقف يسوع عند هذا الحدّ، بل أتبعه بتصريح آخر أبلغ منه، وفيه ينحني يسوع أمام أمثال هذا القائد عبر العصور الذين سيؤمنون به على شاكلته: «إنّ كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتّكئون مع إبراهيم وإسحق ويعقوب في ملكوت السماوات» (متّى ٨: ١١).

خاتمة الحادثة بسيطة للغاية. ففي المقلب الأوّل منها فرحٌ: فرح يسوع بإيمان القائد، وفرح القائد وغلامه بالشفاء المعطى. هذا ما عبّرت عنه كلمة يسوع لقائد المئة، ولنا من بعده: «اذهبْ وكما آمنتَ ليكنْ لك» (متّى ٨: ١٣). لقد كان الفرح المشترك هو الميداليّة التي ربحها المشاركون في هذه المباراة. إنّه الفرح الـمُعطى لنا بيسوع ومنه. أمّا في المقلب الآخر، فهناك حزن مخزٍ على فقدان فرصة الفرح هذه، وهذا ما توحي به كلمة يسوع الموجّهة إلينا بشكل خاصّ: «أمّا بنو الملكوت فيُطرحون إلى الظلمة الخارجيّة. هناك يكون البكاء وصرير الأسنان» (متّى ٨: ١٢). فهل فاتتنا أم ستفوتنا فرصة الاتّضاع المبارك في معارج حياتنا فينطبق علينا كلام الربّ هذا؟ أم سندخل معموديّة نار الاتّضاع ليلاقينا يسوع على دروبها فيرفعنا معه ويرفع مَن نقرّب إليه في صلواتنا وخدمتنا؟ في كلتَي الحالتَين، رجاؤنا أن يشفينا الربّ من عدم اتّضاعنا وقلّة إيماننا لتصير طلبتنا حسنة القبول لديه ونصير خير خدّام لعهده الجديد.

سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: عبرانيّين ١٣: ٧-١٦

يا إخوة، اذكروا مدبّريكم الذين كلّموكم بكلمة الله. تأمّلوا في عاقبة تصرّفهم واقتدوا بإيمانهم. إنّ يسوع المسيح هو أمس واليوم وإلى مدى الدهر. لا تنقادوا لتعاليم متنوّعة غريبة فإنّه يَحسُنُ أن يُثبّت القلب بالنعمة لا بالأطعمة التي لم ينتفع الذين تعاطوها. إنّ لنا مذبحًا لا سلطانَ للذين يخدمون المسكن أن يأكلوا منه لأنّ الحيوانات التي يُدخَل بدمها عن الخطيئة إلى الأقداس بيد رئيس الكهنة تُحرَق أجسامها خارج المحلّة. فلذلك يسوع أيضًا تألّم خارج الباب ليقدّس الشعب بدم نفسه. فلنخرج إذًا اليه إلى خارج المحلّة حاملين عاره لأنّه ليس لنا ههنا مدينة باقية بل نطلب الآتية. فلنقرِّب به إذًا ذبيحة التسبيح كلّ حين وهي ثمر شفاه معتَرفة لاسمه. لا تنسوا الإحسان والمؤاساة فإنّ الله يرتضي مثل هذه الذبائح.

 

الإنجيل: متّى ٨: ٥-١٣

في ذلك الزمان، دخل يـسوع كفرناحوم فدنا إليه قائد مئة وطلب إليه قائلًا: يا ربّ إنّ فتايَ مُلقى في البيت مخلّعًا يُعذّب بعذاب شديد. فقال له يسوع: أنا آتي وأَشفيه. فأجاب قائد المئة قائلًا: يا ربّ لستُ مستحقًّا أن تدخلَ تحت سقفي، ولكن قُلْ كلمة لا غير فيبرأ فتاي. فإنّي أنا إنسان تحت سلطان ولي جندٌ تحت يدي، أقول لهذا اذهب فيذهب، وللآخر ائت فيأتي، ولعبدي اعملْ هذا فيعمل. فلمّا سمع يسوع تعجّب وقال للذين يتبعونه: الحقّ أقـول لكم إنيّ لم أجد إيمانًا بمقدار هذا ولا في إسرائيل. أقول لكم إنّ كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتّكئون مع إبراهيم وإسحق ويعقوبَ في ملكوت السماوات، وأمّا بنو الملكوت فيُلقون في الظلمة البرّانيّة. هناك يكون البكاء وصريف الأسنان. ثمّ قال لقائد المئة: اذهب وليكن لك كما آمنت. فشُفي فتاه في تلك الساعة.

 

العبوديّة عند الرسول بولس

يضجّ العالم اليوم برجع الصدى لسنين، كان يظنّ أنّها خلت، استعبد فيها الإنسان أخاه الإنسان. ربّما خلت القوانين الوضعيّة في أيّامنا من شرعنة هذا التصرّف غير الإنسانيّ صراحة. إلّا أنّه بقي كامنًا مواربة في الشرائع وفي سلوك المتنفّذين على السواء، وبقدر ما سطت سطوتهم.

كلّ تفاوت اجتماعيّ، اقتصاديّ، ثقافيّ، قوميّ، عرقيّ، يفرض واقعًا قد يستغلّه مَن بيده قوّة. فيمارس سلطة على آخرين، غلبتهم الحاجة، وفقدوا كلّ حيلة لتوسّل سبل العيش، فوجدوا أنفسهم تحت نير عبوديّة تأخذ أوجهًا عدّة.

عاش أونيسيموس خبرة العبوديّة هذه. كان عند سيّده فيليمون في كولوسي. ربّما وجد ظلمًا في سلوك أهل البيت معه، ربّما هالته الفروق الاجتماعيّة بين أصحاب البيت، الذين يرفلون بكلّ أسباب الراحة والرفاهية، وبين كدّه وتعبه طوال النهار. في غفلة عن مستعبديه حمل ما تيسّر وهرب من المنزل.

انتقل أونيسيموس، ذو البشرة الداكنة، كما تصوّره الأيقونات، إلى روما. وهناك التقى بولس الرسول الذي كان سجينًا. ربّما تعرف إلى القدّيس خلال زياراته لمنزل فيليمون. وبالقيود، استقبل الرسولُ العبدَ الفارّ، عالمًا أنّ فرار العبيد سيرتّب عليهم عقوبات مذلّة، كأن يُختم على جبين أونيسيموس بأنّه هارب، أو أن يجلَد، أو أن يرسل إلى بيسترينوم حيث يواجه مصيره الأخير. لكن لمعرفته بشخصيّة فيليمون الذي كان قد أرشده إلى المسيح، أسبغ الرسول على حادث الفرار بعدًا آخر.

أعلن بولس لأونيسيموس بشرى الخلاص. وبعد أن تقبّلها، أراد العودة إلى سيّده فيليمون الذي كان، رغم غناه، متمسّكًا بإيمانه بالإنجيل. فكتب رسول الأمم من سجنه رسالة إلى فيليمون. لا يتعدّى حجمها حجم هذه العجالة، لكنّها مليئة بالمعاني ضمّنها الرسول مفهومه للعبوديّة على ضوء التدبير الخلاصيّ:

يثني بولس، بداءة، على محبّة فيليمون وغيرته، واندفاعه لخدمة المؤمنين، ثناء «مفعم بعطف كبير مقدّمة لمطالبته بعطف قليل»، كما يقول القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم. ثمّ يعرض أنّ أونيسيموس هو ابنه، وقد ولده في المسيح في القيود التي تكبّله في الأسر (الرسالة إلى فيليمون آية ١٠). ويظهر مقدار حاجته إليه، تمامًا كما يحتاج فيليمون إلى خدماته.

يلجأ الرسول هنا إلى التورية، فينطلق من معنى اسم أونيسيموس الذي يعني النافع. فيقول إنّ هذا الإنسان «لم يكن نافعًا لك، ولكنّه الآن أصبح نافعًا لي ولك» (الرسالة إلى فيليمون آية ١١). وكأنّه بذلك يهدئ من سخط فيليمون على أونيسيموس بما يعني أنّ غضبه ليس على أونيسيموس. إذ إنّ الذي هرب لم يكن أونيسيموس، أي لم يكن النافع. والآن ها هوذا أونيسيموس الذي قبل بشرى الخلاص، النافع الممتلئ بثمار الروح.

وكيف ستكون العلاقة المستجدّة مع العبد الهارب؟ «لقد غاب ساعة، ليكون لك إلى الأبد، لا كعبد في ما بعد، بل أفضل من عبد، أخًا محبوبًا،... اقبله كما تقبلني أنا بالذات» (الرسالة إلى فيليمون، الآيات ١٥-١٦)

عالج القدّيس بولس هنا مشكلة محدّدة، وهي هرب أونيسيموس العبد من سيّده فيليمون، لكنّه انطلق من هذه المشكلة ليعرض مفهومه للعبوديّة، وهو مفهوم ليس غريبًا عن تعليمه، فقد شدّد في أكثر من موضع على أنّ «في المسيح، لا يونانيّ ولا يهوديّ، لا رجل ولا امرأة، لا عبد ولا حرّ، الكلّ واحد» (غلاطية ٣: ٢٨، راجع أيضًا أفسس ٦: ٩، وكولوسي ٤: ١)

يتبادر إلى الذهن لماذا لم يقم بولس الرسول ومعلّمه بثورة لإلغاء العنصريّة والعبوديّة؟ والجواب هو أوّلًا، أنّ المسيحيّة لا تهدف إلى إرساء قوانين أرضيّة (عبرانيّين ١٣: ١٤)، بل تسعى إلى أن نقتني على الأرض حياة تليق بملكوت الله، لذا نادى بالمساواة.

المسيحيّة ثانيًا، قامت لا على الشرائع والقوانين، بل على حرّيّة أبناء الله، الذين يعون بنوّتهم. وأنّ بنوّتهم هذه تنطلق، وجوديًّا، من محبّة الله لنا. بقدر استيعابنا مشروع الله الخلاصيّ نحيا، لا كعبيد، بل بما هو أصعب، كأبناء يبدعون، بالحرّيّة التي منحت لهم، ليشعّوا بالمحبّة التي لا نهاية لها.

كم من دولة وضعت إيديولوجيّات مثلى للحكم، وعند التطبيق كانت أكثر الأنظمة ديكتاتوريّة. ليس الجمال في النصّ، في القوانين وفي الثورات. يكمن الجمال في تفاصيل الحياة ونوعيّتها والقيم التي تحرّك الإنسان.

لذا لم يتزعّم بولس الرسول ثورة للعبيد، ولا سنّ قوانين ودساتير، دعا الى أن يكون العبد أخًا.

تعليم بولس، المستند إلى إنجيل ربّه، سرى في الكنائس التي بشّرها. فبحسب التقليد، السيّد، الذي هو فيليمون، أقيم لاحقًا أسقفًا على كولوسي. والعبد، أي أونيسيموس، غدا أسقفًا على بوريا - مقدونيا. وقد ألهم الرسولُ بولس المسيحيّين أنفسهم ليحملوا هذا التقليد وليقضوا على نظام العبوديّة في مسار طويل. فهل يسري تعليم بولس الرسول في فكر الإنسان المعاصر، المتحضّر، فلا يحسب عبيدُ اليوم أنّهم من ضرورات الوجاهة، ولا يحرم أصحاب عرق أو لون من ارتياد أمكنة مخصّصة «للأسياد»، ولا يحرمون موائد لها أربابها، ولا يقبعون في أقبية لا يطاق العيش فيها؟

لا نتكلّم على عنصريّة دول عظمى، ونحن ما زلنا في بلاد قد تجنح إلى تحقير الناس نظرًا إلى قوميّاتهم، أتتصوّر بلدًا ما زال يمنع بشرًا من دخول مطعمٍ، من ارتياد مسبحٍ، تبعًا للونه، وجنسيّته؟ أيعقل أن تجد بلادًا وأفرادًا ما زالوا يسقطون الحقوق المدنيّة عمّن يعملون لديهم؟ وقد لا يجد هؤلاء المساكين المستعبدون فسحة لنزهة، إلّا إن أرادت الحيوانات الأليفة في المنزل قضاء حاجتها في حدائق الحيّ. ألا تذكّرنا هذه العادات بالحقوق المدنيّة التي كان يتمتّع بها كلب الغنيّ الذي كان يراقبه لعازر المتروك لتقرّحاته (راجع لوقا ١٦: ١٩-٣١))؟

بتعرّفنا إلى المسيح لا بدّ من أن نرفض كلّ تمييز، ونعي أنّنا غدونا أبناء ولسنا بعد عبيدًا. نزع السيّد عنّا العبوديّة لا لنجيّرها لآخرين بل لنمدّ هذه البنوّة لكلّ من عرفه أو سيعرفه.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: لا تدخلنا في تجربة

التلميذ: في آخر صلاة «أبانا الذي في السموات..» نطلب إلى الله ألّا يدخلنا في تجربة. كيف يوقعنا الله في التجربة وهو أبونا؟

المرشد: معك حقّ الله لا يوقعنا في التجربة نحن نقع إذا أردنا. القرار قرارنا لأنّ الله خلقنا أحرارًا: نقاوم التجربة أو نسقط فيها، نقع في التجربة عندما نسمع من الشيطان ونقاوم التجربة عندما نتبع مثال المسيح الذي انتصر على التجارب كما نقرأ في إنجيل متّى (٤: ١-١١).

التلميذ: ما هي التجارب التي علينا مقاومتها؟

المرشد: نواجه في حياتنا اليوميّة تجارب كثيرة: الكذب، الكبرياء، الحسد، إدانة الآخرين، قلّة المحبّة وغيرها. كلّها تجذبنا لنقع فيها. هل نسقط أو نقاوم الشيطان بمساعدة الربّ الذي علّمنا أن نصلّي: «لا تدخلنا في تجربة لكن نجّنا من الشرّير».

التلميذ: الشرّير يعني الشيطان؟

المرشد: نعم. يُسمّى الشيطان في اليونانيّة «ذيافولوس» ومعناها المفرِّق، أي الذي يفرّق بين الناس وكلّ التجارب التي ذكرناها تفرّق بين الناس. عكس ذلك الله الذي يوحّد بين البشر بالمحبّة. لذلك نسعى إلى أن نبتعد عن الشرّير ونقترب بالمحبّة من الله أبينا ومن كلّ الناس.

 

القدّيس سيسوي

ولد في مصر. ترك العالم في شبابه ولجأ إلى برّيّة شيهيت وهو في العشرين (٣٤٠م). تتلمذ أوّلًا للقدّيس مكاريوس ثمّ عبر نهر النيل وجاء إلى جبل القدّيس أنطونيوس الكبير، فكانت له سيرة هذا القدّيس وفضائله معينًا ومثبّتًا. عاش متوحّدًا حتّى بلغ ١١٠ سنوات. في سنيه الأخيرة عاد إلى برّيّة شيهيت حيث تنيّح بعد قليل من إقامته فيها.

قال عنه الأنبا بيمين إنّه فاق كلّ الحدود وتجاوز كلّ سير الآباء القدّيسين. جعل القدّيس سيسوي معلّمه القدّيس أنطونيوس أمام عينيه في كلّ حين، حتى حسب أنّ معلّمه كان يراه ويسمع توجيهاته لتلاميذه، وكان يدرّب نفسه على الاقتداء به: يقسو على نفسه ويلزم الصمت ويشتاق إلى الصلاة. ذاع صيته وتتلمذ عليه الكثيرون.

قال له أحد الرهبان مرّة:

«يا أبي، إنّي أضع نفسي دائمًا في حضرة الله».

فأجابه القدّيس سيسوي: «خير لك يا بني أن تضع نفسك تحت كلّ المخلوقات حتّى تكون مطمئنًّا في تواضعك».

تعيّد له الكنيسة في ٦ تموز.

Last Updated on Friday, 03 July 2020 15:17
 
Banner