للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
العدد ٤٥: غلبة الإيمان على أنواع الخوف وطريقة الفوز |
Written by Administrator |
Sunday, 08 November 2020 00:00 |
الأحد ٨ تشرين الثاني ٢٠٢٠ العدد ٤٥ الأحد الثاني والعشرون بعد العنصرة عيد جامع لرؤساء الملائكة ميخائيل وجبرائيل
كلمة الراعي غلبة الإيمان على أنواع يواجه يسوع معنا واقعَين ميؤوس منهما هما واقع المرض وواقع الموت. لا يمكن للمرء أن يغيّر سطوتهما عليه إلّا إذا غلب المحرّك الخفيّ الذي يغذّيهما، أي الخوف منهما، وذلك بالإيمان بيسوع المسيح ووضع كلمته موضع التنفيذ. هذا ما يقودنا إليه التأمّل في معجزة المرأة النازفة وإحياء ابنة يايرس. ها هي امرأة خائفة مجهولة الاسم تتجرّأ وتقترب من المسيح لتلتمس منه البرء من دائها الذي دام اثنتَي عشرة سنة. وها هو رئيس مجمع، منظور بين أترابه، خائف هو الآخر على مصير ابنته الوحيدة والمريضة منذ اثنتَي عشرة سنة. نشاهد خبرة استنزاف طويل يوميّ في الحالة الأولى، بينما نقف أمام نهاية محتومة، مؤلمة لا شكّ، قبل الأوان، في الحالة الثانية. لقد التمست المرأةُ يسوعَ مواربة، من دون أن تعرّف بذاتها أو تعلن جهارًا عن طلبها. حسبها كان أن تلمس طرف ثوبه. لا شكّ في أنّها انحنت إلى أسفل لكي تصل إلى مأربها. أمّا الرجل فواجه يسوع ساجدًا له وعارضًا عليه طلبه. إنّهما طريقتان مختلفتان للدنوّ من المسيح، ممكنتان دومًا، طالما أنّ الإيمان محرّكهما. لا عجب في أن يشدّنا يسوع إلى هذا الموقف، ويساعد النفس على أن تختبر حقيقة الإيمان الذي يغلب الخوف ويتجاوزه إلى الحقيقة الكامنة في المشيئة الإلهيّة. هكذا شجّع يسوعُ المرأةَ بقوله لها: «ثقي، إيمانك قد شفاك»، وكذلك فعل مع رئيس المجمع بقوله له: «لا تخفْ، آمنْ فقط فهي تشفى» (لوقا ٨: ٤٨ و٥٠)؟ فهل تبنّيا قول الربّ لهما وهل تعرّض مسعاهما لإجهاض؟ بالفعل، سمعت المرأةُ النازفة جواب التلاميذ عندما عبّروا ليسوع عن استنكارهم لدى سؤاله حول مَن لمسه: «يا معلّم، الجموع يضيّقون عليك ويزحمونك وتقول مَن الذي لمسني» (لوقا ٨: ٤٥). بدا اعتراضهم طعنة في مسعى المرأة. فهل راود الشكُّ نفسَها بشأن ما أقدمت عليه؟ هل أَجهض استنكارُ التلاميذ سعيَها؟ الحقّ يُقال إنّ جواب المسيح لتلاميذه: «قد لمسني واحد لأنّي علمتُ أنّ قوّة قد خرجت منّي» (لوقا ٨: ٤٦) شدّ من أزرها وعزّز عزمها على المثابرة. عندئذ تقدّمت من يسوع، - وهذه المرّة على مرأى من الجميع -، وأفصحت عمّا خجلت من أن تبوح به، فقد خجلت من دائها المزمن، وخجلت أيضًا من نظرات الناس إليها للسبب عينه. لم ترزح المرأة النازفة تحت وطأة الضغط الداخليّ والخارجيّ من جرّاء هذا الخجل المزدوج، بل انبرت مقدّمة نفسها للمسيح فسجدت أمامه واعترفت أمام الجميع بكلّ شيء. هكذا صارت امرأة بشيرة بالخير الذي حلّ بها، أي سلام النفس الذي منحه إيّاها يسوع وصحّة الجسد بلمسها إيّاه، وكشفت هويّة واهب هذه الخيرات. أمّا رئيس المجمع فقد تعرّض مسعاه لضربة قاضية عندما أتاه خبر وفاة ابنته الوحيدة مصحوبًا بنصيحة منطقيّة: «قد ماتت ابنتك. لا تتعب المعلّم» (لوقا ٨: ٤٩). فبعد أن تهلّلت نفسه لما شاهده من شفاء المرأة النازفة وارتفعت إلى العلى، انحدر به خبر الوفاة إلى الجحيم. رغم ذلك، كانت لديه الحميّة أن يضع الكلمة التي ألقاها يسوع إليه موضع التطبيق: «لا تخفْ، آمنْ فقط فهي تشفى» (لوقا ٨: ٥٠)، فغادر للحال مع يسوع إلى منزله. إلّا أنّ تجربته لم تنتهِ هنا، فقد كان عليه أن يواجه بأمّ العين مشهد المناحة في منزله وبسماع الأذن استهزاء الحاضرين بيسوع لـمّا قال: «لا تبكوا. لم تمتْ لكنّها نائمة» (لوقا ٨: ٥٢). لم يثنِه الواقع عن مرافقة يسوع، فدخل معه إلى ابنته، وصار شاهدًا على قيامة ابنته. هناك تلقّى أمرَين أخيرَين: أن يطعم ابنته وألّا يخبر أحدًا بما جرى. كان عليه أن يتابع الإصغاء للكلمة حتّى في هذه التفاصيل الصغيرة بالمقارنة مع الموضوع الأساس. في نفس المرأة النازفة كما في نفس رئيس المجمع حصلت «العجيبة» الحقيقيّة على المستوى غير المنظور من الشهود الحاضرين، بإصغائهما إلى الكلمة واتّكالهما على الله والمثابرة رغم كلّ الصعاب الداخليّة والخارجيّة أمامهما، وذلك قبل حدوث العجيبة المنظورة، والتي جرت بشفاء النازفة وبقيامة ابنة رئيس المجمع. فهل بالإمكان أن نشفى من نزفنا المستمرّ المتولّد من الخوف، أو قلّة الإيمان، أو التشتّت بالدنيويّات والتعلّق بالتافه من الأمور؟ هل هناك تُكتب لنا قيامة من وهننا الروحيّ المتعدّد الوجوه والمتمثّل بالاستسلام للإحباط من الواقع ومن الذات، أو فقدان البوصلة الروحيّة، أو الإحجام عن القيام بأيّة مبادرة إيجابيّة؟ مثال المرأة النازفة ورئيس المجمع يشكّل حافزًا للمتهاونين أن يستيقظوا من نومهم، وتشجيعًا للمتلكّئين لكي يخطوا خطوة إلى الأمام حيث الربّ يدعوهم بكلمته، وهديًا للغيارى لكي يحسنوا أن يشدّوا هؤلاء وأولئك ليجدوا الراحة في المسيح والمعونة منه. هوذا حضن الكنيسة يسع الجميع، متهاونين ومتلكّئين وغيارى، إن أصغينا بانتباه إلى الكلمة الإلهيّة والتمسنا من الربّ نعمة الشفاء من نزفنا الداخليّ بتقدّمنا من الأسرار المقدّسة، وقوّة القيامة من سرير الوهن الروحيّ بالجهاد اليوميّ، والنور والحكمة لحسن نقل البشارة وخدمة الكلمة والقريب. هلّا تقدّمنا منها باتّضاع ورجاء وشكران وفرح؟ + سلوان
الرسالة: عبرانيّين ٢: ٢-١٠ يا إخوة، إن كانت الكلمة التي نُطق بها على ألسنة ملائكة قد ثبتت وكلّ تعدّ ومعصيةٍ نال جزاء عدلًا، فكيف نُفلت نحن إن أهملنا خلاصًـا عظيمًا كهذا قد ابتدأ النطق به على لسان الربّ ثمّ ثبّته لنا الذين سمعوه، وشهد به الله بآيات وعجائبَ وقوّاتٍ متنوّعة وتوزيعات الروح القدس على حسب مشيئته. فإنّه لم يُخضع للملائكة المسكونة الآتية التي كلامنا فيها، لكن شهد واحدٌ في موضعٍ قائلًا: ما الإنسان حتّى تذكرَه أو ابن الإنسان حتّى تفتقدَه، نقّصتَه عن الملائكة قليلًا، بالمجد والكرامة كلّلتَه وأَقمتَه على أعمال يديك. أخضعتَ كلَّ شيء تحت قدميه. ففي إخضاعه له كلَّ شيء لم يترك شيئًا غير خاضع له. إلّا أنَّا الآن لسنا نرى بعدُ كلَّ شيء مُخضعًا له، وإنّما نرى الذي نُقّص عن الملائكة قليلًا يسوع مُكلّلًا بالمجد والكرامة لأجل ألمِ الموت لكي يذوق الموت بنعمة الله من أجل الجميع لأنّه لاقَ بالذي كلُّ شيء لأجله وكلّ شيء به وقد أَوردَ إلى المجد أبناء كثيرين أن يجعلَ رئيس خلاصهم بالآلام كاملًا.
الإنجيل: لوقا ٨: ٤١-٥٦ في ذلك الزمان دنا إلى يسوع إنسان اسمه يايرُس، وهو رئيسٌ للمجمع، وخرّ عند قدمَي يسوع وطلب اليه أن يدخل إلى بيته لأنّ له ابنةً وحيدةً لها نحو اثنتي عشرة سنةً قد أَشرفت على الموت. وبينما هو منطلق كان الجموع يزحمونه، وإنّ امرأة بها نزفُ دمٍ منذ اثنتي عشرة سنةً، وكانت قد أنفقت معيشتها كلّها على الأطبّاء، ولم يستطع أحد أن يشفيها. دنت من خلفه ومسّت هُدب ثوبه، وللوقت وقف نزف دمها. فقال يسوع: من لمسني؟ وإذ أنكر جميعُهم، قال بطرس والذين معه: يا معلّم إنّ الجموع يضايقونك ويزحمونك وتقول من لمسني؟ فقال يسوع: إنّه قد لمسني واحد، لأّنّي علمتُ أّنّ قوّةً قد خرجت منّي. فلمّا رأتِ المرأة أنّها لم تَخفَ، جاءت مرتعدةً وخرّت له وأَخبرت أمام كلّ الشعب لأيّة علّة لمسته وكيف برئت للوقت. فقال لها: ثقي يا ابنة، إيمانُك أبرأك، فاذهبي بسلامٍ. وفيما هو يتكلّم جاء واحد من ذوي رئيس المجمع وقال له: إنّ ابنتك قد ماتت، فلا تُتعب المعلّم. فسمع يسوع فأجابه قائلًا: لا تخف. آمِن فقط فتبرأ هي. ولمّا دخل البيت لم يدَعْ أحدًا يدخُل إلّا بطرس ويعقوب ويوحنّا وأبا الصبيّة وأُمّها. فقال لهم: لا تبكوا، إنّها لم تمُت ولكنّها نائمة. فضحكوا عليه لعلمهم بأنّها قد ماتت. فأَمسك بيدها ونادى قائلًا: يا صبيّة قومي. فرجعت روحُها وقامت في الحال، فأمر بأن تُعطى لتأكل. فدهش أبواها، فأوصاهما بألّا يقولا لأحدٍ ما جرى.
«محبّة العالم» أو «العالميّة» خلال السنتين اللتين قضاهما الرسول بولس في السجن في قيصريّة (أعمال ٢٤: ٢٧)، كان لبعض الإخوة «العاملين معه» إمكانيّة الوصول إليه بشكل كاف، بحيث يمكنه إشراكهم، بعبارته «يُسلّم عليكم»، في الرسائل التي كتبها في ذلك الوقت. واشتمل عدد رفاقه، «العاملين معه»، على مرقس وأرسترخس وديماس ولوقا (فليمون ٢٤). من الغريب، كما سنرى، أن يذكر بولس ديماس ولوقا معًا. قرب نهاية رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسّي (٤: ١٤)، التي كُتبت خلال الفترة ذاتها، كتب بولس، «يسلّم عليكم لوقا الطبيب الحبيب، وديماس». يبدو أنّ هذين الرجلين، ديماس ولوقا، سافرا بعد ذلك مع بولس إلى روما، حيث أمضى عامين آخرين تحت الإقامة الجبريّة (أعمال ٢٨: ٣٠). عندما كتب بولس إلى تيموثاوس في نهاية تلك الحقبة، كان يستعدّ للموت، أشار إلى ديماس ولوقا، بشكل نهائيّ، ومهمّ للغاية: «لأنَّ ديماس قد تركني إذ أحبّ العالم الحاضر وذهب إلى تسالونيكي،… ، لوقا وحده معي» (٢ تيموثاوس ٤: ١٠). نحن نعرف الكثير حول سيرة حياة القدّيس لوقا بالطبع، لكنّنا لا نسمع كلمة أخرى عن ديماس، ولا تدفعنا هذه الإشارة الأخيرة «إذ أحبّ العالم الحاضر» إلى أن نأمل كثيرًا من جهته. كان لديماس فرصته، إذا جاز التعبير، لو لم يحبّ هذا «العالم الحاضر» حرفيًّا، «الدهر الحالي»! فثمّة أسباب تدفعنا إلى الشكّ، في أنّه كان سيتمّ تكريمه عبر التاريخ المسيحيّ باعتباره «القدّيس ديماس»، وسيُخصّص له، مثل لوقا، يوم عيد في التقويم الكنسيّ. فما الذي حصل إذًا؟ قيل لنا إنّ ديماس أحبّ «العالم الحاضر». وهذا يعني أنّه خلال كلّ وقت خدمته، وحتّى مشاركته إلى حدّ ما في مشقّات القدّيس بولس الرسوليّة، ظلّ ديماس في جذوره رجلًا دنيويًّا. وصفَ مرقس، وهو صديق آخر له، أُناسًا من هذا النوع، حيث «هموم هذا العالم وغرور الغنى وشهوات سائر الأشياء تدخل وتخنق الكلمة فتصير بلا ثمر» مرقس ٤: ١٩). بالتأكيد لم يكن الأمر أنّ ديماس، ببساطة، رفيق القدّيس بولس العامل معه، لم يتمّ تحذيره قطّ بشأن «الاهتمامات الدنيويّة». هل من الممكن الاعتقاد بأنّه لم يسمع بولس يحذّر من قبل، «لا تشاكلوا هذا الدهر» (رومية ١٢: ٢)؟ كيف يمكن لأيّ رفيق للرسول بولس أن يجهل مخاطر «العالم» أو «الدهر الحاضر» (كورنثوس الأولى ١: ٢٠؛ ٢: ٦، ٨؛ ٣: ١٨؛ كورنثوس الثانية ٤: ٤؛ غلاطية ١: ٤؛ أفسس ١: ٢١؛ ٦: ١٢؛ تيطس ٢: ١٢). ألم تكن هذه النظرة التشاؤميّة بشأن «العالم» من «سِمات» الرسول بولس؟ رغم أنّ الرسول يوحنّا لا يستخدم تعبير بولس للتحدّث عن «العالم»، إلّا أنّه غالبًا ما يستخدم تعبير «كوزموس»، بالمعنى الأخلاقيّ ذاته تقريبًا، أي العالم باعتباره «الخليقة في حالة التمرّد ضدّ الله». كان هذا هو «العالم» الذي رفض يسوع أن يصلّي من أجله (يوحنّا ١٧: ٩)، «العالم» الذي منه دعا الربّ تلاميذه حتّى لا يعودوا ينتموا إليه (١٧: ٦، ١١)، «العالم» الذي يبغض ربّهم و«العالم» الذي يكرههم (١٥: ١٨-١٩؛ ١٧: ١٤؛ ١ يوحنّا ٣: ١، ١٣؛ ٤: ١٧). كان فشل ديماس، أنّه «أحبّ» العالم. من اللافت للنظر، أن بولس يستخدم التعبير ذاته، فعل المحبّة (أغابّي)، في إشارته إلى محبّة ديماس للعالم، الذي يشير بالعادة إلى محبّة الله للبشر، ومحبّة البشر لله، ومحبّتهم لبعضهم البعض في الله. ومع ذلك، على غرابة الأمر، فإن ّهذا هو الفعل عينه الذي استخدمه القدّيس يوحنّا عندما حذّر المسيحيّين، «لا تحبّوا العالم ولا الأشياء التي في العالم» (١ يوحنّا ٢: ١٥. يُلقي سياق هذا المقطع ضوءًا مفيدًا على مأساة ديماس، لأنّ يوحنّا يتابع التعليق، «إن أحبّ أحد العالم فليست فيه محبّة الآب». أي، العالم لا يعرف الله ولا يستطيع أن يقبل الروح القدس (يوحنّا ١٤: ١٧). لدينا إذًا، هوّة مطلقة بين «العالم» والآب. نشكّ في أنّ ديماس لم ير ذلك على الفور، لأنّ الرجل لم ينتقل فجأة من الإخلاص التامّ إلى فقدان الإيمان التامّ. في بعض الأحيان، تتكشّف حقيقة هوى القلب تدريجيًّا. لذا في النهاية، وربّما بعد سنوات من المساومة، توصّل ديماس نفسه ليرى أنّ الله والعالم يشكّلان طرفا نقيض، لأنّ «كلّ ما في العالم: شهوة الجسد، وشهوة العيون، وتعظّم المعيشة، ليس من الآب بل من العالم» (يوحنّا الأولى ٢: ١٦). لا يمكن للمرء أن يظلّ مشدودًا بين كلا النقيضين إلى الأبد. في مواجهة هذا الوضع، كان لا بدّ من خيار جَذريّ، مع أو ضدّ. حسم ديماس خياره.
من تعليمنا الأرثوذكسيّ: صلاة الساعة السادسة التلميذ: موضوعنا اليوم حسب الترتيب، هو صلاة الساعة السادسة، صلّيتها طيلة الأسبوع عند الثانية عشر ظهرًا، أطلب إليك أن تسلّط لنا الضوء على معانيها. المرشد: إنّها ساعة استسلام آدم للتجربة وسقوطه. وذكر للمسيح وهو مسمّر على الصليب يعاني آلامه. وبالنسبة إلينا نجتمع في هذه الساعة لنطلب الحماية من فخاخ العدوّ ولنجرح نفوسنا بشوق الله ومحبّته كما هو مذكور في إفشين القدّيس باسيليوس «سمّر خشيتك في أجسادنا ولا تمل قلوبنا إلى أحاديث أو إلى أفكار شرّيرة، بل بشوقك اجرح نفوسنا». التلميذ: لاحظت عبر المزامير تشديدًا على الاتّكال على الربّ في المصاعب. المرشد: الاتّكال على الربّ في الضيقات أساس في فكر كنيستنا ويظهر في أغلب صلواتنا المؤلّفة من ابتهالات ومزامير، وفي الساعة السادسة مثلًا نجد أنّ الفرح يأتي من أعماق الحزن كما هو وارد في المزمور الرابع والخمسين «ألق على الربّ همّك وهو يعولك، ولا يمنح الصدّيق إلى الأبد اضطرابًا»، «يصرخ إليّ فأستجيب له، معه أنا في الحزن، فأنقذه وأمجّده». تأتينا هذه التعزية إذا كان كلّ تركيزنا على الربّ، كما يظهر في الابتهال الثاني للقدّيس باسيليوس الكبير «حتّى إذا كنّا ناظرين إليك في كلّ حين ومهتدين بالنور الذي ينبعث منك ومحدّقين فيك أيّها النور الأزليّ الذي لا يدنى منه نرفع إليك بغير فتور الشكر والحمد». التلميذ: «لأنّ بمشيئتك سررت أن تصعد بالجسد على الصليب، لتنجّي الذين خلقت من عبوديّة العدوّ»، ترد الجملة في طروباريّات هذه الساعة، أهذا تذكير بالحياة الجديدة؟ المرشد: الحياة الجديدة أساسها التوبة، ومن المهمّ ذكره أنّ في هذه الساعة قاد الربّ يسوع المرأة السامريّة إلى التجدّد بعد أن كانت حياتها مليئة بالخطيئة، كما يروي لنا الإنجيليّ يوحنّا الحبيب. الفرح الحقيقيّ نستمدّه من المصلوب، السامريّة اكتشفت نفسها عندما حاورها السيّد، هكذا نحن مدعوّون إلى أن نهدم الحواجز مع الخطيئة، وبتوبتنا نحن يقترب الله نحونا، لأنّ الله محبّة والايمان به تجدّد دائم. صلاتنا والرجاء أن نلتزم قلبيًّا هذه الصلوات لكي نصير بدورنا قنوات بشارة للكلمة في العالم. |
Last Updated on Friday, 06 November 2020 13:36 |
|