للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
العدد ١٧: وجه الميداليّة وقفاها في الشعانين |
![]() |
![]() |
Written by Administrator |
Sunday, 25 April 2021 00:00 |
أحد الشعانين
كلمة الراعي وجه الميداليّة وقفاها في الشعانين
لقد قلّدت الجموع ميداليّة الملك لـمَن استحقّها، إذ أقام ميتًا من القبر (يوحنّا ١٢: ١٣، ١٧-١٨). نعم، توّجت الجموعُ مَلِكَها ولكن إلى حين، فمُلْكه سيكون مرفوضًا منهم إذ لا مكان له في قلوبهم. الكلّ سيخذله، تقريبًا، عندما ستحين ساعة الامتحان، وهي حاصلة بعد أيّام قليلة، إذ كانت تفاصيل المؤامرة تُحاك في ظلمة النفوس التي كانت تتحيّن الفرصة للتخلّص من مسيح الربّ (يوحنّا ١٢: ١٠). لم تغشّ المظاهرُ الاحتفاليّة في دخول أورشليم فاتحَها الوديع ولا عتّمت على محبّته للجميع، إنّما زادته تصميمًا على المضيّ إلى الأمام، إلى مُلكه ليستلمه وإلى عرشه ليتربّع عليه. والحقّ يُقال إنّه حمل عرشه بيدَيه ونصبه وارتفع عليه ليتسنّى لنا أن نراه، عبر الأجيال، من بعيد وعن قريب على السواء. عرش الملك كان الصليب، ودستوره الحقّ وبذل الذات، وشرعته الصفح عن صالبيه، ومواطنو ملكوته لصّ مصلوب عن يمينه ومَن سيؤمنون به مصلوبًا عنّا ومخلِّصًا لنا، أمّا جنوده المخلِصون فكانت طليعتهم زمرة من الصيّادين والعشّارين صارت بحقّ جماعته الرسوليّة. صورة هذا الـمَلك وهذا الملكوت لا تتّفق وصورة الجبروت الأرضيّة التي تلهب الألباب، والباحثة عن المجد والسلطان وتبوّء المكانة الرفيعة. إذًا المعركة على قدم وساق بين هذه الصورة الدفينة في نفوسنا والحقيقة التي أظهرها يسوع باختياره تجسيد إرادة الآب من نحونا. استطاع مثال يسوع، بدخوله الوديع إلى أورشليم وصلبه خارج أسوارها، أن يحقّق المعجزات في التاريخ البشريّ، جيلًا بعد جيل، وذلك بفضل كلّ الذين ساروا في أثره على حلبة صراعات الإنسان المختلفة، فكانت قافلة شهداء القرون الأولى والقرون الحديثة خير مثال على فاعليّة وداعة المسيح بإزاء تشامخ الأمم، وعلى فاعليّة إعلان الحقّ بإزاء وثنيّة النفوس، وعلى فاعليّة المحبّة الباذلة بإزاء الأنانيّة المتعدّدة الأشكال. وبعد قافلة الشهداء تتابعت قافلة ملك السلام بقافلة الأبرار الصدّيقين، ثمّ المعترفين الذين عانوا بأجسادهم العذابات الرهيبة بالإضافة إلى معلّمي المسكونة الذين أضاؤوا على المسكونة بنور الإيمان الحقيقيّ، كذلك الأطبّاء العديمي الفضّة الذين سكبوا مرهم حسن العبادة على الأجساد المريضة فكانوا يمنحونها الشفاء. وتستمرّ القافلة حتّى يومنا هذا، قافلة الذين يدهنون قدمَي يسوع بدموع القلب ويمسحونها على غرار مريم التي دهنت قدَمي يسوع (يوحنّا ١٢: ٣)، وتستمرّ أيضًا بأولئك الذين يهتمّون بالفقراء الذين تضامن معهم يسوع، والذين هم معنا في كلّ حين (يوحنّا ١٢: ٨). هؤلاء جميعًا يشكّلون القافلة التي انحازت إلى قضيّة يسوع بيننا وقضيّة الإنسان المخلوق على صورته، وجعلوا ملكوته مثبّتًا في أجسادهم على أرضنا هنا، وبينما هم راتعون في السماء يسبّحون الربّ على تدبيره الخلاصيّ. فمن أين لأولئك المحتشدين في أورشليم يومها أن يروا هذا المشهد الذي وصل إلينا عبر التاريخ؟ حقّهم علينا إذا تصرّفنا مثلهم، فنرتاع ساعتها لقلّة بصيرتنا وإدراكنا لمشيئة الله وكيفيّة إخراجه لتدبيره الخلاصيّ على صعيدنا الشخصيّ، وعلى صعيدنا كجماعة ملتئمة حول مائدته المقدّسة، وأخيرًا على صعيدنا العامّ، أي البشريّة التي هي حقل رعاية الربّ وعنايته حتّى نهاية الأزمنة. كيف سنصعد إلى الفصح مع يسوع؟ هل سنكون لعازر الذي أقامه يسوع من بين الأموات، أم أخته مرتا التي تقوم بخدمته، أو مريم أختها التي تدهنه بالطيب؟ أم سنكون يهوذا، سارق الصندوق الذي يدافع، زورًا، عن الفقراء والعازم على أن يسلّم يسوع؟ هل سنهلّل يومًا مثل الجموع ليسوع، لنصلبه بعدها العمر كلّه؟ أَلا أعطِنا فهمًا يا ربّ على غرار التلاميذ الذين لم يفهموا حينها مجرى الأحداث لكنّهم فهموها بعد أن تمجّدتَ (يوحنّا ١٢: ١٦)! + سلوان
الرسالة: فيليبّي ٤: ٤-٩ يا إخوة افرحوا في الربّ كلّ حين وأقول أيضًا افرحوا، وليَظهَر حِلْمُكم لجميع الناس فإنّ الربّ قريب. لا تهتمّوا البتّة، بل في كلّ شيء فلتكن طلباتُكم معلومة لدى الله بالصلاة والتضرّع مع الشكر. وليحفظ سلامُ الله الذي يفوق كلّ عقل قلوبَكم وبصائرَكم في يسوع المسيح. وبعد أيّها الإخوة مهما يكن من حقّ، ومهما يكن من عفاف، ومهما يكن من عدل، ومهما يكن من طهارة، ومهما يكن من صفة محبّبة، ومهما يكن من حُسْن صيت، إن تكن فضيلة، وإن يكن مَدْح، ففي هذه افتكروا. وما تعلّمتموه وتسلّمتموه وسمعتموه ورأيتموه فيّ فبهذا اعملوا. وإله السلام يكون معكم.
الإنجيل: يوحنّا ١٢: ١-١٨ قبل الفصح بستّة أيّام أتى يسوع إلى بيت عنيا حيث كان لعازر الذي مات فأقامه يسوع من بين الأموات. فصنعوا له هناك عشاء، وكانت مرتا تخدم وكان لعازر أحد المتّكئين معه. أمّا مريم فأخذت رطل طيب من ناردين خالص كثير الثمن ودهنت قدمي يسوع ومسحت قدميه بشعرها، فامتلأ البيت من رائحة الطيب. فقال أحد تلاميذه، يهوذا بن سمعان الإسخريوطيّ، الذي كان مزمعًا أن يُسْلمه: لمَ لم يُبَعْ هذا الطيب بثلاث مئة دينار ويُعطَ للمساكين؟ وإنّما قال هذا لا اهتمامًا منه بالمساكين بل لأنّه كان سارقًا وكان الصندوق عنده وكان يحمل ما يُلقى فيه. فقال يسوع: دعها، إنّما حفظَتْه ليوم دفني. فإنّ المساكين هم عندكم في كلّ حين، وأمّا أنا فلستُ عندكم في كلّ حين. وعلم جمع كثير من اليهود أنّ يسوع هناك فجاؤوا، لا من أجل يسوع فقط، بل لينظروا أيضًا لعازر الذي أقامه من بين الأموات. فأْتَمَرَ رؤساء الكهنة أن يقتلوا لعازر أيضًا، لأنّ كثيرين من اليهود كانوا بسببه يذهبون فيؤمنون بيسوع. وفي الغد لمّا سمع الجمع الكثير الذين جاؤوا إلى العيد بأنّ يسوع آتٍ إلى أورشليم أخذوا سعف النخل وخرجوا للقائه وهم يصرخون قائلين: هوشعنا، مبارك الآتي باسم الربِّ، ملكُ اسرائيل. وإنّ يسوع وجد جحشًا فركبه كما هو مكتوب: لا تخافي يا ابنة صهيون، ها إنّ مَلِكك يأتيك راكبًا على جحش ابن أتان. وهذه الأشياء لم يـفهـمها تلاميذه أوّلًا، ولكن، لمّا مُجّد يسوع، حينئذ تذكّروا أنّ هذه إنّما كُتبت عنه، وأنّهم عملوها له. وكان الجمع الذين كانوا معه حين نادى لعازر من القبر وأقامه من بين الأموات يشهدون له. ومن أجل هذا استقبله الجـمع لأنّهم سمعوا بأنّه قد صنع هذه الآية.
الوحدة والسلام ألقت ذبيحة يسوع الفريدة، من على الصليب، بثقلها على ظلام أيّامنا والتاريخ. ربطَتنا الذبيحة بالألوهة، وشدّت بنا إلى أبديّةٍ نُعاينها ونتلمّس شظاياها منذ اليوم. وحّدت هذه بين الأرض والسماء، بين الظافر والمجاهد، في شركة قداسةٍ واحدة بين الأحياء والأموات، لا بل بين الماضي والحاضر والمستقبل. المسيح الداخل إلى أورشليم، الملك المُنتصِر، هو إيّاه المُعلَّق على العود والغالب في مصلوبيَّته. هو علّمنا أنّ القيامة بعد موت، وأنّ المذبوح مع الحمل، هو الداخل الحقيقيّ إلى أورشليم السماويّة. مرور الآتي باسم الربّ أمام الجمع، هو توبيخٌ لنا اليوم إن فقدنا التماس مَن هو يسوع. مرور المسيح في ضيقات حياتنا يعطينا أملًا جديدًا للتنفّس المقطوع المُتعثّر. إنساننا الذي لا يجعل من مرورِ المُخلِّص عِبرةً ليوقدَ مصباحه المُنطفئ، يبقى ناظرًا إلى الجحش الذي ركبه يسوع، ناسيًا مَن عليه، إذ يبقى مُتعلّقًا ببهيميّةٍ يفقد من جرّائها الوحدة والسلام. فالساعي إلى الضياء، يحصّن مَناعته ضدّ أيّ وباءٍ حتميّ سيأتيه من الداخل أو الخارج. الثقة بمَن حقَّق القيامة العامّة، هي التي تضمن لنا اليوم أن نحمل علامات الغلَبة والظفر صارخين نحوه «أوصنا في الأعالي، مباركٌ الآتي باسم الربّ»، وهي التي تُخرجنا من ذواتنا رغم كلّ الآلام المُتآزرة علينا، والأوبئة المُفكِّكة لسلامنا ووحدتنا، فننسكب في المسيح. لذا يبقى الحلُّ في العبادة الحسنة التي تحوّلنا، وعن بُعدٍ، عُشّاقًا مُخاطِرين مُقامِرين وربّما انتحاريّين في دُنيا الخوف، مُستبسلين أيضًا للالتحاق بموكب يسوع، ومُتّشحين بالحياة «لأنّ فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس» (يوحنّا ١: ٤) «ناظرين لئلّا يكون النور الذي فينا ظُلمةً» (لوقا ١١: ٣٥). أيّامنا الشرّيرة يعمّدها المسيح، ويفتديها المؤمن إن أراد. ينقلها المُنكسر القلب إلى نشوة لقاءٍ مع الحبيب. يتبختر بها الأمين ضياءً من ضياءٍ. فتنقلب حينها مفاهيم الموت لليقظ، إلى تَبَرُّئٍ من خطيئةٍ، يقتحم بها الأسوار، يجعل الضياءَ مُسيطرًا على العقل والذهن طوعًا. فيغدو القلب حينها مُخرِجًا إيّاه إلى واحات الفرح العظيم. المسيح معنا وفي ما بيننا، نوره ساطعٌ دائمًا، فإن كان عَمانا الظرفيّ يحول دون الرؤية، هذا لا يعني إطلاقًا أنّ شمسه الإلهيّة لا تشرق. وَحدتنا تجعل تَقدِمة حياتنا للأخ سرًّا من أسرار الوجود الحقّ. تمامًا لأنّ سرَّ الأخ، يجعل منّا مُسحاءَ أُخَر، صورةً عن مسيحٍ حيٍّ ومُحيٍ. مَسيحُنا الداخل إلى أورشليم حطّم الهياكل المصنوعة بالأيدي، وجعل منها هياكل متحرّكة. غيّر الذبيحة من دم عجولٍ وتيوسٍ إلى ذبيحة حبٍّ للإخوة جميعًا، حتّى للأعداء الذين سُرَّ بأن يسكن بينهم ويخدمهم في كلّ مواضع سكناهم. يسوعُنا رفعنا من أورشليم الأرضيّة، وبثَّ سلامه في حنايا قلوبنا. جعل الوحدة نتيجةً للسلام المُنحدر من فوق. دفع الكُلَّ إلى التفتيش عن الكُلّ، أكَّد أنّ درب الضياء مشروطٌ بالسعي الدؤوب نحو الأخ المرميّ أمامنا، مُذكّرًا إيّانا بأنّ كلّ ما نفعله بالآخر إنّما يُفعَل به تمامًا. فحياة المحبّة السلاميّة تبدأ مع المسيح لتُتابع في سرّ القريب. فلنصعد معه إذًا، لا صعودًا مكانيًّا بل سماويًّا، إلى أرض السلام، حيث المسيح هو الضياء، مؤمنين بأنّ نور المسيح مُضيءٌ للجميع، ومُنبلجٌ من القبر مجّانًا. والذنب سيبقى ذنبنا، إن بقينا في الظلمة وظلال الموت، مُتّشحين بالظلام خوفًا وجبانةً. فالأفظع من الظلام هو البقاء في الظلام. «قم أيّها النائم فيضيء لك المسيح»، لأنّ مَن لا يسعى إلى ضياءٍ ممدودٍ أمامه في سرّ الأخ، سيبقى مُتحسّرًا على زمانٍ أضاعه، بعد التهليل بسُعُف النخل والأهازيج، صارخًا كالكفرة: «اصلبه اصلبه».
من تعليمنا الأرثوذكسيّ: في عدم الحكم على القريب التلميذ: «لينتبه كلّ منّا إلى نفسه، إلى أخطائه الخاصّة، ولله وحدّه التبرير أو الدينونة. لأنّه وحده يعرف حالة كلّ واحد، مقدرته، تصرّفه، مواهبه، مزاجه وخصائصه، وبموجب هذه وتلك يحكم كما هو وحدّه يعلَم». تكرّرت هذه العبارة في كتاب التعاليم الروحيّة بالأخصّ في مقالة عدم الحكم على القريب، لماذا شدّد الآباء على أنّه ليس أسوأ من الحكم على القريب؟
المرشد: «المحبّة هي من الله» (١يوحنّا ٤: ٧). وينبغي لنا أن يحبّ بعضنا بعضًا كما أحبّنا (١يوحنّا ٤: ١١). «بهذا قد عرفنا المحبّة أنّ ذلك وضع نفسه لأجلنا فنحن ينبغي لنا أن نضع نفوسنا لأجل الإخوة» (١يوحنّا ٣: ١٦). انتبه إلى هذه الدعوة من الكتاب المقدّس، نحن في أغلب الأحيان نتعامل مع الآخر بحسب ما نسمَع عنه عبر النميمة أو الأحكام المسبقة، ودعوة الكتاب المقدّس إلينا واضحة بأن نحبّ القريب كنفسنا. الله نفسه يا أخي تجسّد من أجلنا نحن الخطأة، فنحن نتعامل مع القريب بكلّ محبّة ومودّة واحترام، والله وحده يعلَم كيف ومتى يحكم على الإنسان. تذكّر دائمًا أنّ محبّة القريب هي ركن أساس في إيماننا. التلميذ: كيف نحافظ على هذه الوصيّة، وما يساعِدنا على عدم الحكم على القريب؟ المرشد: مذكور في رسالة القدّيس بولس إلى أهل كورنثوس، أنّ المحبّة لا تظنّ السوء وتحتمل كلّ شيء، تأتي هذه المحبّة عبر التزامنا قراءة الكتاب المقدّس وتعاليم آباء كنيستنا القدّيسين ومشاركتنا في صلوات الكنيسة، كما تأتي بأن نتعاطف مع بعضنا البعض، الأساس هو أن نركّز على أخطائنا الشخصيّة ونعمل على إصلاحها، حينها لن نملك ما يكفي من الوقت لكي نحكم على القريب. نطلب إلى الله أن يؤهّلنا لكي نسمع كلّ ما ينفع لأنفسنا، ونعمل به. لأنّنا بمقدار ما نجتهد في تحقيق ما نسمع، يمنحنا الله نوره ويعلّمنا مشيئته.
نحو الأسبوع العظيم للمطران جورج خضر المشارقة من تلاميذك سيرافقون آلامك المباركة بضعة أيّام أيّها المعلّم. والحقّ أنّك الرفيق في الغمّ والتأوّه، لأنّك مصلوب على كلّ أنّة وطريح كلّ جرح. أنت الصلة بين الموت والحياة لأنّك الحياة. ولا يعني هذا أنّك واهبها للثاوين في القبور وحسب، ولكنّك إيّاها في بسمة الجريح وبصيرة الكفيف، في الفرح الذي تغدقه على النفس بعد ملل أو تعب أو انهيار. في هذا الأحد، الذي ينكشف فيه لنا بدء اختبارك العظيم، عِبرتُك إلى الأجيال أنّك، بركوبك الجحش في سبيلك إلى أورشليم، سحقت إلى الأبد كبرياءنا. نحن إذا أسكرنا المجد أو تسرّبت التفاهات إلى عيشنا حسْبُنا نظرة إلى سرّ خفائك لتتلاشى فينا الأباطيل؟ محقت كلّ هذا دفعة واحدة عندما أدرك الملوك جميعًا أنّك متمتّع بملك لا ينازعك فيه سلطان، وأنّه من أجل اسمك ماتت وتموت آلاف من الناس طوعًا وحبًّا. وكأنّك، في آن واحد، فاضح الزائلات وموجّه إلى اليقين. من أجل هذا نخشاك كلّما سعينا إلى المتعة وإلى المؤقّت وإلى ذلك الذي يميع إذا ما أطلّ عليه نورك العجيب. وفوق كلّ تبصر وكلّ حكمة أنت سيّد الغفران. وعطفك يتدفّق بلا حدّ على الخاطئ حتّى تجعله متعشّقًا للطهر بقدر ما كان متعشقًا لأرجاسه. والمذهل فيك أنّك تمنّعت عن الدينونة وأنت تقرأ النفس كما نقرأ نحن الكتاب ولك بسبب ذلك حقّ الإدانة. غير أنّك جئت بهذا الأمر المدهش وهو أنّ الحقيقة الكبرى تتجاوز المحاكمة، وأنّ العدل الأقصى الذي يستحقّه الإنسان، كلّ إنسان، هو المحبّة. فرادتك في تاريخ الحياة الروحيّة في سرّ هذا الامّحاء. نحن نحبّ أن نبقى في ذكرى الآخرين. ليس واحد منّا يطيق حياة هو متأكّد أنّ واحدًا فيها لا يحبّه. ولكنّنا سنزول من حافظة أقرب المقرَّبين إلينا أشهرًا أو سنوات بعد موتنا. قد يظلّ اسمنا طويلًا ولكنّ الحبّ لن يبقى. وأمّا أنت الذي نظرت في اتّجاهين فقط، صوب الآب وصوب الضعيف، فباقٍ إلى الأبد لا صورة وحسب بل معشوق كلّ نفس، على دينك كانت أم على غيره، إن كان في هذه النفس أثر للتواضع. أأدركوا القمر أم لم يدركوا ليست هذه هي المسألة. ولكن «هناك أرض الأحياء وهناك أرض الأموات والجسر هو المحبّة. هو وحده الباقي، وحده المعنى» (ثورنتون ويلدر).
ديوان المطرانيّة ودورات الإعداد للزواج لمناسبة الاحتفال بالخدم في الأسبوع العظيم وعيد الفصح المجيد، يُغلَق ديوان المطرانيّة ابتداءً من صباح السبت ٢٤ نيسان الجاري ولغاية صباح الثلاثاء ٤ أيّار القادم. كما يعلن مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ في الأبرشيّة عن دورته بعد الفصح، والتي تقام عبر «تقنيّة التعلّم عن بُعد»، أيّام الاثنين والثلاثاء ١٠ و١١ أيّار (الحلقة الأولى عن الإعداد للزواج بشكل عمليّ، والحلقة الثاني عن الأبعاد النفسيّة والعاطفيّة والاجتماعيّة والجنسيّة للحياة الزوجيّة)، وأيّام الخميس والجمعة ١٣ و١٤ أيّار (الحلقة الثالثة عن حلّ الخلافات والحوار الفعّال، والحلقة الرابعة عن الزواج الكنسيّ ولاهوته بين الواقع والسرّ). يُرجى من المقبلين على الزواج التسجيل بالدورات عبر صفحة المركز وتعبئة الاستمارة بكامل المعلومات المطلوبة، وإرسالها إلى بريد المركز الإلكترونيّ وذلك قبل ٨ أسابيع من تحديد موعد الإكليل. لمزيد من المعلومات، يمكن مراجعة الرابط التالي: http://stnicholasmpc.org |
Last Updated on Tuesday, 20 April 2021 16:09 |
|