Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2021 العدد ٤٤: أيّها الإنسان، تُبْ وآمنْ بالله واغتنِ بحكمته!
العدد ٤٤: أيّها الإنسان، تُبْ وآمنْ بالله واغتنِ بحكمته! Print Email
Written by Administrator   
Sunday, 31 October 2021 00:00
Share

raiati website copy
الأحد ٣١ تشرين الأوّل ٢٠٢١ العدد ٤٤  

الأحد التاسع عشر بعد العنصرة

الرسول سطاشيس ورفقته

 

كلمة الراعي

أيّها الإنسان،
تُبْ وآمنْ بالله واغتنِ بحكمته!

أيّها الإنسان، تُبْ وآمنْ بالله واغتنِ بحكمته!يفي اللهُ كلَّ إنسان حقّه. فهو عادل ورحيم، وهو بالطبع مدبّر صالح للخيرات الأرضيّة والسماويّة على السواء. أمام هذا الغنى الذي ينبع من الله وينسكب على الإنسان، كيف لهذا الأخير أن يتجاوب مع هذا الصلاح ومع الإله الصالح نفسه؟ لا شكّ في أن موقفًا حكيمًا من الإنسان يستدعي منه أن يكتسب الحكمة المناسبة والضروريّة، تلك الحكمة التي بها يفي اللهَ حقّه ويفي نفسه حقّها. فما طبيعة هذه الحكمة وكيف السبيل إلى اكتسابها؟ يقودنا مثل الغنيّ ولعازر في معارج معرفتها واكتسابها وتلمّس ثمارها.

في المثل يعرض علينا يسوع واقعَين متقابلَين في الجيرة ومتعارضَين في الوجهة ومتناقضَين في المصير. الواقع الأوّل يحمل صورتَه الرجلُ الغنيّ، ويمثّل الغنى الأرضيّ في أقصى بشاعته، أي في الحلّة التي تقصي حاملها والمتباهي بها عن منابع وجوده ومقاصد الحياة. فطريقة استخدامه غناه تلبّي ما لديه من أشكال الأنانيّة وتطمس معالم إنسانيّته بداعي غلوّه في التغنّي بالمجد والزهو والترفّع والبذخ. اتّخذ وجهة انتفت فيها كليًّا أنواع الشركة الحقيقيّة مع الآخرين، لا بل انتفت الحاجة والرغبة لدى صاحبها إلى إحياء مثل هذه الربط المحيية في العلاقات الإنسانيّة وتطويرها وإنمائها. هذا تلازم مع انتفاء وجود أيّة مرجعيّة لله في حياته. فالمثل يحدّثنا عن إنسان يهوديّ غنيّ يُفترَض فيه أنّه مؤمن بالله إسميًّا وغريب عنه فعليًّا، فصارت حياته صورة للبؤس الروحيّ الذي اختاره وعاش فيه.

أمّا الواقع الثاني فيحمل صورته لعازر، ويمثّل الفقر الأرضيّ في أزرى حالاته، سواء المعيشيّة أو الصحّيّة أو الاجتماعيّة. وبينما كان وحيدًا بين الناس كان واحدًا مع الله. فقد جسّد إيمانه في حياته، باتّكاله الثابت على الله، كما يوحي معنى اسمه بذلك. صبره في معاناته، صمته في ألمه، رجاؤه في جوعه، هدوؤه أمام الازدراء، تواضعه أمام أترابه، كانت صفاته في خروجه من بؤسه إلى الآخرين من دون أن يخدش إنسانيّتهم، وأيضًا في خروجه نحو الله الذي هو حيّ أمامه. بدت إنسانيّته قاصرة عن تظهير ذاتها في جمالها الداخليّ بغير هذه الطريقة، فأصابت مرماها بفضل موقف روحيّ ثابت: قبوله كلّ شيء وكأنّه آتٍ إليه من الله. فصبر على واقعه حتّى المنتهى وتألّق بأن بلغ منتهى الغنى الروحيّ الآتي من الله.

في النهاية امتحن الموت هذَين الواقعَين، فوضع حدًّا فاصلًا ونهائيًّا لأوهام الأوّل وأظهر حقيقة الأشياء وطبيعتها في شهادة الثاني، فغربل الموتُ القمحَ والزؤان وفصل بينهما وجعل كلًّا منهما في موضعه. هكذا بات لعازر في حضن إبراهيم، بينما ذهب الغنيّ إلى الهاوية. امتحن الموتُ الحكمةَ التي توشّح بها الغنيّ ولعازر في حياتهما الأرضيّة، فكان مصير كلّ منهما مرتبطًا بنوعيّة الحكمة التي اقتناها وعاش على أساسها.

جواب أبي الآباء إبراهيم إلى الغنيّ بشأن تجنيب إخوته الخمسة مصيره في الهاوية، يعبّر صراحة عن طبيعة هذه الحكمة وكيفيّة اقتنائها: «عندهم موسى والأنبياء. ليسمعوا منهم» (لوقا ١٦: ٢٩). فالحكمة التي يجدر بالمؤمن أن يتحلّى بها إنّما تأتي من معرفة كلمة الله وتجسيدها في الحياة سلوكًا وشهادة وتربية وخدمة وصلاة. وهذا بالعمق ما انعكس في طريقة مواجهة لعازر لواقعه المرير ومعاناته وآلامه، إذ ثبّت نظره نحو الله الذي منه كلّ الرجاء. تعلّم، بالصبر، أن يمّحي أمام الله وأخيه الإنسان، عوضًا من أن يمحو الله أو كلمته من حياته، أو أن يزدري الناس الذين ازدروه وأعرضوا عنه. نعم، بلغ في حياته الاتّضاع الأقصى، فاتّشح بثوب المسيح المصلوب.

هكذا كان من الطبيعيّ أنّ مَن أوفى اللهَ حقّه وتمثّل بصلاحه، بطول أناته وتواضعه، أن يرفعه الله إلى رتبة الجلوس في حضن إبراهيم (لوقا ١٨: ١٤)، وأنّ مَن بنى بيت نفسه على صخرة الكلمة الإلهيّة والرجاء بالله أن يرى تحقيق الوعد بأنّ معاناته لم تقضِ عليه، إنّما أنمته بفضل تلك الحكمة التي أنارت نفسه وصارت اسمًا له (لوقا ٦: ٤٨). إنّها حكمة الله التي تضيء على النفس وتدرّبها وتقودها في الطريق الضيّق المؤدّي إلى ملكوت السماوات (لوقا ١٣: ٢٤). حكمة كهذه تقتضي منّا نكران الذات وحمل صليب الالتزام بالكلمة واتّباع واضع الجهاد حتّى النهاية (لوقا ٩: ٢٣). هذه هي حكمة الإنجيل المعروضة على أبناء هذا الجيل المتعبين من حكمة العالم. فعلّمْنا يا ربّ أن نعطي ذواتنا لها ونطلبها كلّ يوم، واسبغْ علينا قوّة الإرادة والعزم للمضيّ في عيشها، وامنحْ سلامك لنفوسنا حتّى تطمئنّ إليك في حمل نير هذه الحكمة الهيّن وحملها الخفيف (متّى ١١: ٣٠).

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: ٢كورنثوس ١١: ٣١-٣٣، ١٢: ١-٩

يا إخوة قد علم الله أبو ربّنا يسوع المسيح المبارك إلى الأبد أنّي لا أكذب. كان بدمشق الحاكم تحت إمرة الملك الحارث يحرس مدينة الدمشقيّين ليقبض عليّ. فدُلّيتُ من كوّةٍ فـي زنبيل من السور ونَجَوتُ من يديه. إنّه لا يوافقني أن أفتخر فآتي إلى رؤى الربّ وإعلاناته. إنّي أعرف إنسانًا في المسيح منذ أربع عشرة سنة (أفي الجسد لستُ أعلم، أَم خارج الجسد لستُ أَعلم، الله يعلم) اختُطف إلى السماء الثالثة٠ وأَعرف أنّ هذا الإنسان (أفي الجسد أم خارج الجسد لست أعلم، الله يعلم) اختطف إلى الفردوس وسمع كلمات سرّيّة لا يحلّ لإنسان أن ينطق بها. فمن جهة هذا أفتخر، وأمّا من جهة نفسي فلا أَفتخر إلّا بأوهاني. فإنّي لو أردتُ الافتخار لم أكن جاهلًا لأنّي أقول الحقّ، لكنّي أتحاشى لئلًا يظنّ بي أحد فوق ما يراني عليه أو يسمعه منّي. ولئلّا أستكبر بفرط الإعلانات أُعطيتُ شوكةً في الجسد، ملاكَ الشيطان ليلطمني لئلّا أَستكبر. ولهذا طلبتُ إلى الربّ ثلاث مرّات أن تفارقني. فقال لي: تكفيك نعمتي، لأنّ قوّتي في الضعف تكمل. فبكلّ سرور أفتخر بالحريّ بأوهاني لتستقرَّ فيّ قوّة المسيح.

 

الإنجيل: لوقا ١٦: ١٩-٣١

قال الربّ: كان إنسان يلبس الأُرجوان والبزّ ويتنعّم كلّ يوم تنعّمًا فاخرًا. وكان مسكينٌ اسمه لعازر مطروحًا عند بابه مصابًا بالقروح. وكان يشتهي أن يشبع من الفتات الذي يسقط من مائدة الغنيّ، بل كانت الكلاب تأتي وتلحس قروحه. ثمّ مات المسكين فنقلته الملائكة إلى حضن إبراهيم، ومات الغنيّ أيضًا فدُفن. فرفع عينيه في الجحيم وهو في العذاب فرأى إبراهيم من بعيدٍ ولعازر في حضنه. فنادى قائلًا: يا أبت إبراهيم ارحمني وارسِلْ لعازر ليُغمّس طرف إصبعه في الماء ويبرّد لساني لأنّي معذّب في هذا اللهيب. فقال: إبراهيم: تذكّرْ يا ابني أنّك نلت خيراتك في حياتك ولعازر كذلك بلاياه، والآن فهو يتعزّى وأنت تتعذّب. وعلاوةً على هذا كلّه فبيننا وبينكم هوّة عظيمة قد أُثبتت حتّى إنّ الذين يريدون أن يجتازوا من هنا إليكم لا يستطيعون ولا الذين هناك أن يعبُروا إلينا. فقال: أَسألُك إذًا يا أبتِ أن تُرسله إلى بيت أبي، فإنّ لي خمسة إخوةٍ حتّى يشهد لهم كيلا يأتوا هم أيضًا إلى موضع العذاب هذا. فقال له إبراهيم: إنّ عندهم موسى والأنبياء فليسمعوا منهم. قال: لا يا أبت إبراهيم، بل إذا مضى إليهم واحدٌ من الأموات يتوبون. فقال له: إن لم يسمعوا من موسى والأنبياء، فإنّهم ولا إن قام واحدٌ من الأموات يُصدّقونه.

 

الزواج طريق قداسة

هدف الزواج اكتشاف كمال الحبّ. رحلة الاكتشاف هذه تجعل الزواج رحلة خلاص. يكتب موسى الراهب: «يأتي شخصان إلى شركة الزواج ليساعد كلّ منهما الشريك في خلاصه». يستخدم القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم صورة المسيح في عرس قانا، «لو سألتَ المسيح، سوف يصنع لك معجزة أعظم من قانا»، أي أنّه سوف يحوّل «ماء أهوائك» الراكدة إلى خمر «الاتّحاد الروحيّ».

يبني كلّ الأزواج توقّعاتهم حول أمرين: حول شكل الزواج، وحول الشريك الذي نرتبط به. معظم هذه التوقّعات مبنيّة على صور نمطيّة عن الزواج من وسائل الإعلام، أو الروايات الخياليّة، أو الثقافة الاجتماعيّة، التي من نواح كثيرة تغذّي المحوريّة الأنانيّة… يمكن أن تؤدّي هذه الأنواع من التوقّعات إلى الكثير من خيبات الأمل والصراعات في الزواج. ولو نظرنا إلى الزواج  كتلبية «لاحتياجات»، رغبات، فسوف يبدأ الشريك بالشعور بآثار تلك الأنانيّة بعد فترة قصيرة، وسيذهب إلى ردّ فعل «أنا لست عبدك»، «أنا لست خادمتك»، إذ يتوقّع الشريك أن يكون محبوبًا، لا أن يُستخدم.

لن يحقّق الزواج رغباتنا، بل هو سوف يحوّلها من رغبات أنانيّة، أريدها أنا، الى ما يريده الله. هذا هو الانسجام الزوجيّ الحقيقيّ: هو أن يحبّ كلّ من الشريكين الآخر بالمحبّة المسيحيّة، لا بناءً على ما يريدان أو يتخيّلان أن يكون الشريك عليه، بل على من هو بحقيقته.

التوقّع الآخر الذي يجب تغييره، هو توقّعاتنا عن الشريك، لأنّه في رحلة الزواج هذه، سيكتشف كلّ منّا أنّ الشريك الذي تزوّجنا به يختلف عمّا تخيّلناه، أو توقّعناه، أو حتّى ما أردناه. سوف تكتشف أنّ شريكك يعاني مشاكل أكبر ممّا كنت تعتقد: هو أكثر أنانيّة، أقلّ نضجًا، وهذا يؤدّي إلى خيبات عدّة. يصل الجميع إلى هذه المرحلة في الزواج، لأنّ الزواج هو رحلة اكتشاف الآخر المختلف. عندما تكتشف أنّ هذا ليس الشخص الذي اعتقدت أنّك تزوجته، قد يبدأ الانقلاب على الشريك أو إلقاء اللوم عليه. والأسوأ من ذلك «استبداله»، بسبب من ثقافة مجتمع الاستهلاك، تعوّدنا أن نعيد المنتج الى المتجر لو وجدنا فيه عيبًا لم نلحظه عند الشراء، «تعرّضت للغشّ، يحقّ لي إعادته»!

في الواقع، في رحلة الزواج الحميميّة سوف تتكشّف لنا أنانيّاتنا، وانكساراتنا وخطايانا كما تلك الخاصّة بالشريك. وسوف يتوجبّ علينا التعامل معها. ويمكن أن تكون هذه العمليّة صعبة، ومخيفة، ومذلّة للغاية. كيفيّة تعامل الأزواج في مواجهة خطاياهم تحدّد نوعيّة زواجهم. نؤمن كمسيحيّين، بأنّ «نعمة» اكتشاف خطايانا، تمكّننا من الابتعاد عنها، والتوبة إلى الله.

من المهمّ العمل مع الأزواج في هذه المرحلة لمساعدتهم على فهم الواقع المؤلم، والدعوة إلى التوجّه نحو الله عبر محبّة الشريك بغضّ النظر عن عيوبه. عبر التوبة عن أنفسنا وعن الشريك، يرأف الله بنا ويشفينا ويملأنا من روحه القدّوس. وكلّما لجأنا إليه بالتوبة، وكلّما اتّجهنا إليه في محبّتنا للشريك، كلّما اختبرنا الفرح الذي يأتي من عيش حياتنا في محبّته.

لذلك، يقوم الحبّ الزوجيّ على محبّة الشريك بحقيقة من هو، حتّى نصل الى حالة آدم وامرأته اللذين «كانا كلاهما عريانين (...) وهما لا يخجلان» (تكوين ٢: ٢٥). أنت لا تحبّ شريكك كما تخيّلته، لكنّك تحبّه بهذا الحبّ الإلهيّ، بـ«معرفة» من اقترنتَ به.

لا نتوقّع أن يكون الزواج «عمليّة استشهاديّة»! عندما نفكر في الشهادة، نفكر في قصص الشهداء المسيحيّين الأوائل الرهيبة عبر التاريخ. لكنّ الأمر، من نواح كثيرة، أكثر صعوبة. عندما أفكّر في الشهادة، أفكر في الموت لنفسي، الموت عن طُرُقي الأنانيّة.

عندما يعلن الأزواج، «لا يمكنني تغيير ما أنا عليه الآن». يكتشفون لاحقًا، «نعم، الله قادر على أن يغيّرني»! من أجل أن يتحقّق ذلك، علينا الاتّجاه إليه. ما يعني الابتعاد عن الثأر للذات، والأنانيّة، والغضب، والجشع، إلخ. هو صراع دائم للانقلاب على أنانيّتي، وموتي عن شهواتي والتوجّه نحو الشريك كعمل من أعمال التوبة الى الله. هذه التوبة اليوميّة عن طرقي هي الشهادة اليوميّة عبر التحلّي بالصبر والطيبة واللطف والمشاركة والتفهّم.

يبقى أنّ النهج الرعائيّ السائد في تقليدنا، أنّ للإنسان دائمًا حرّيّة الخَيَار. لا أستطيع أن أفرض عليك ولا تستطيع أن تفرض عليّ الشهادة، لكن يمكنني أن أقبل خَيَار الشهادة. هل يدعم التوجيه الرعائيّ لشخص ما قدرة الاحتمال لديه؟ قد يساعد، على تمييز الطريق الموافق لله، أي الشهادة على طريق السلام، والقوّة، والفرح. هدف الله في الزواج هو سعادة الإنسان. تأتي السعادة نتيجة تحرير الشريكين من الرغبات الأنانيّة، وتحرير النفس من الحاجة إلى فرض طريقة خاصّة أو السيطرة على الشريك. كلّما نجح في التحرّر من تلك الرغبات، ترسّخت السعادة الزوجيّة يومًا تلو يوم.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: الإنجيل

التلميذ: متى كُتب الإنجيل؟

المرشد: لنوضح أمرًا في البدء: غالبًا ما نقصد بكلمة إنجيل، الكتاب المقدّس في عهده الجديد، الذي يتألّف من أربعة أناجيل وكتاب أعمال الرسل، ورسائل بولس الرسول، والرسائل الجامعة، وأخيرًا سفر الرؤيا. كلٌّ من هذه الكتب كُتب في وقتٍ معيّن. أقدمها رسائل بولس الرسول وإنجيل مرقس. جميعها كُتبت بعد صعود الربّ يسوع بفترة، ابتداءً من منتصف القرن الأوّل ولغاية مطلع القرن الثاني. والذين كتبوا هم شهود إمّا عاشوا مع المسيح وعاينوا الأحداث وسمعوا التعاليم (مثل متّى ويوحنا الإنجيليّين)، أو تلاميذ للرسل تلقّوا منهم الإيمان مباشرةً (مثل لوقا تلميذ بولس الرسول).

كتب منهم رسائل إلى كنائس معيّنة، فيها تعاليم وتوجيهات وكلمات مقدّسة. جُمعت كلّ هذه الأسفار في كتابٍ واحدٍ سُمّي العهد الجديد.

التلميذ: لماذا كُتب الإنجيل؟

المرشد: كان الرسل يعلّمون الإيمان ويتناقلونه شفويًّا. ولكن بعد شعورهم بأنّ مجيء الربّ يسوع الثاني ليس قريبًا كما ظنّوا، أرادوا تدوين الأحداث الخلاصيّة وتعاليم الربّ يسوع في الأناجيل الأربعة، لكي تبقى محفوظة بعد موتهم ولا تُنسى. فدوّنوها على الورق الموجود آنذاك أو على جلد الحيوان، وهي اليوم ما يُعرف بالمخطوطات. لكنّها كانت نادرة لأنّ الورق كان باهظ الثمن والذين يعرفون الكتابة كانوا قلائل.

التلميذ: وكيف وصل إلينا بعد ألفي سنة؟

المرشد: راح الناسخون ينسخون هذه الأسفار الإلهيّة بسبب الطلب عليها، وبدأت أيضًا تترجَم إلى لغاتٍ كثيرة. وهكذا صارت تتناقل من جيلٍ إلى جيل. نجد اليوم أجزاء من مخطوطاتٍ قديمة جدًّا محفوظة في متاحف أو مراكز متخصّصة. وفي القرن السادس عشر، بدأت طباعة الكتب، وصار بالإمكان الحصول على إنجيل مطبوع كامل بين يدينا.

لا تنسَ أنّ الإنجيل ليس مجرّد كتابٍ نقرأه، في الكنيسة وفي البيت، بل علينا أن نطبّق ما جاء فيه. نحن مدعوّون إلى حفظ الوصايا التي أعطانا إيّاها الربّ يسوع. فالمسيحيّ الحقيقيّ هو إنجيلٌ حيّ، يبشّر الآخرين بتعاليم الربّ عبر طريقة حياته.

 

بصاليم

يوم الأحد الواقع فيه ٢٤ تشرين الأوّل ٢٠٢١، ترأس راعي الأبرشيّة خدمة تكريس كنيسة القدّيس جاورجيوس - بصاليم. تأتي أهميّة تكريس الكنيسة في هذه الظروف تعبيرًا عن مثابرتهم المؤمنين في مواجهة الصعاب، وثبات في بلدهم، وتثبيتًا لإيمانهم وشهادتهم وخدمتهم فيه.

Last Updated on Friday, 29 October 2021 15:52
 
Banner