Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2022 العدد ٢٧: قضيّة محبّة الآب وعنايته لدى الشّاهدين له
العدد ٢٧: قضيّة محبّة الآب وعنايته لدى الشّاهدين له Print Email
Written by Administrator   
Sunday, 03 July 2022 00:00
Share

قضيّة محبّة الآب وعنايته لدى الشّاهدين له
الأحد ٣ تمّوز ٢٠٢٢ العدد ٢٧  

الأحد الثالث بعد العنصرة

الشهيد ياكنثس، وأناطوليوس رئيس أساقفة القسطنطينيّة

 

كلمة الراعي

قضيّة محبّة الآب وعنايته لدى الشّاهدين له

قضيّة محبّة الآب وعنايته لدى الشّاهدين لهليسوع قضيّة معنا وهي قضيّة أن يعرّفنا إلى أبيه السماويّ. تجسّد من أجل أن يكون أبوه أبانا، فنعيش بنوّتنا له على غرار يسوع نفسه. كيف لنا إذًا أن نسلك كأبناء للآب السماويّ؟ لا بدّ لنا من أن نرسم الطريق الذي انكشف لنا بحيث يشكّل مدرسة حياة تكوّن فينا هذه البنوّة، وتطرح علينا أبوّة الله كحقيقة حيّة ماثلة لكلّ مَن آمن بيسوع مخلِّصًا. فما هي معالم هذا الطريق وما الحقيقة التي تستند إليها؟

الحقيقة الأولى هي أنّ الله خلق العالم ويعتني به عناية تركت بصمات الله فيه، إلى درجة يقف المؤمن العالِـم منذهلًا أمام عمل الخالق الدقيق والمتأنّي في خليقته كلّها. فالخليقة ليست قائمة بحدّ ذاتها إذ إنّ إرادة الله تسند وجودها وتغذّي ديمومتها.

الحقيقة الثانية هي أنّ الله وضع الإنسان في وسط خليقته، وجعل منه محطّ اهتمامه وعنايته، وكلَّفه بأن يعتني بهذه الخليقة من أجل المسرّة، أي مسرّة المخلوق والخالق معًا، فتكون الخليقة الواسطة والمسرح والفرصة التي بها يخاطب اللهُ الإنسانَ ويخاطب الإنسانُ اللهَ، فتؤدّي الخليقة دور الصلة بالله.

الحقيقة الثالثة هي أنّ الله يعتني بالإنسان عناية الأب بابنه. فهو خصّه بالعقل ليعي معنى وجوده، وبالحكمة ليسلك نحو غاية هذا الوجود، بالإرادة حتّى يثبت في تحقيق هذه الغاية. أمّا العقل فله أن يستنير بأحكام الله، وأمّا الحكمة فلها أن تنير دربه في بناء معالم حياته الأبديّة منذ الآن، وأمّا إرادته فلها أن تتناغم وإرادة الله لتتقدّس حرّيّته وتقدّس معها الخليقة كلّها. على هذا المنوال يعيش شركته الحيّة مع الله.

الحقيقة الرابعة هي أنّ الإنسان معرّض لأن ينحرف عن قصد الله الصالح والخيّر، فتتعطّل الصلة الحيّة والشركة بينهما عندما تتحوّل الخليقة حجابًا يحجب وجود الله في عين الإنسان وضميره وقلبه، فيتغرّب المرء عن الله أو يبغي الاستقلال عنه أو تأمين نفسه بمعزل عنه. هذا يحدث عندما يتضخّم في عين الإنسان الواقع المادّيّ للخليقة أو واقع حاجاته المادّيّة أو الشهوات التي يترك لها العنان في نفسه. هذه كلّها، مجتمعة أو منفردة، تمارس عليه جاذبيّة بحيث يستسلم لها، فينقاد للمادّة ويترك ما للروح. 

الحقيقة الخامسة هي أنّ الإنسان المؤمن لا يبني فقط وجوده الجسديّ، بل بالحريّ يبني هيكل روحه في الوقت عينه. فهو بالفعل وكيل الله في الخليقة، يخدمها وينمّيها ويعمل فيها باسمه. وهو أيضًا يؤمّن حاجات معيشته فيها، في تعهّد مسؤول لنفسه ولوجود أترابه، شركائه الطبيعيّين في الحياة الأرضيّة، والمرشَّحين أن يصيروا شركاء في الحياة السماويّة إن بنوا هيكل الروح فيهم. والمقصود بهذا البناء أن يقتنوا روح الله، أي الروح القدس الذي يمنحه يسوع للمؤمنين به.

الحقيقة السادسة هي أنّ عناية الله الآب بالإنسان تبغي، من كلّ ما سبق قوله، إكرام الإنسان بكرامة ابنه الوحيد. فعطيّة الروح القدس، إن ثبتنا فيها، تنقلنا من الأرض إلى السماء، فتجعلنا أبناء لله وشركاء حياته الأبديّة. هذا يقتضي من كلّ مَن آمن أن يكتسب الحكمة الحقّ التي تنير الدرب المؤدّي إلى السماء. إنّها حكمة العمل بوصايا الله كأولويّة مطلقة تضعنا في طريق الشركة مع الله. إنّها الحكمة التي عناها يسوع بقوله: «اطلبوا أوّلًا ملكوت الله وبرّه وهذه كلّها (أي ما تحتاجون إليه من مأكل ومشرب ولباس) تُزاد لكم» (متّى ٦: ٣٣). إنّه طريق التوبة، طريق العودة إلى الآب السماويّ.

الخطر أمامنا متمثّل بفقداننا الحكمة الكامنة في دعوة يسوع هذه، فتطغى علينا حاجات الجسد وشهواته، ونعتمد على ذواتنا دون الله، وتنسدّ أمامنا تلمّس رؤية عناية الله بنا وحكمته ومقاصده من أجلنا، والتي تتناول وجودنا المادّيّ والروحيّ على السواء. تلبية دعوة يسوع في عدم الانهماك بحاجات الجسد دون حاجات الروح، تحتاج منّا إلى أن نتأمّل في شهادات مَن لبّاها وخبر حقيقتها، لا سيّما في ظروف أليمة وقاهرة، في واقع تلوّن بالاضطهاد أو الضيق أو الظلم أو الوحدة. هؤلاء خاضوا مضمارها حتّى النهاية إذ طلبوا هذا الملكوت وبرّه، فكان لهم الفرح أو النصيب الصالح الذي لا يُنزع منهم (يوحنّا ١٦: ٢٢؛ لوقا ٢٠: ٤٢).

لهؤلاء الشهود الشكر إذ اتّخذوا من يسوع رفيق درب ومن كلمته مصباحًا ينيره، فأتت شهادتهم لإيمانهم نورًا لأترابهم مجّدوا به الآب السماويّ. نعمّا لهؤلاء لكونهم، على مثال يسوع، كشفوا حقيقة عناية الآب ومحبّته وتدبيره فصارت شهادتهم كرازة حيّة بإنجيل الملكوت السماويّ. هلّا انضممنا إليهم فيصير جسدنا كلّه نيّرًا؟

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: رومية ٥: ١-١٠

يا إخوة إذ قد بُرّرنا بالإيمان فلنا سلام مع الله بربّنا يسوع الـمسيح، الذي به حصل أيضًا لنا الدخول بالإيمان إلى هذه النعمة التي نحن فيها مُقيمون ومفتخرون في رجاء مجد الله. وليس هذا فقط بل أيضًا نفتخر بالشدائد عالمين أنّ الشدة تنشئ الصبر، والصبر ينشئ الامتحان، والامتحان الرجاء، والرجاء لا يُخزي، لأنّ محبّة الله قد أُفيضت في قلوبنا بالروح القدس الذي أُعطي لنا، لأنّ المسيح إذ كنّا بعد ضعفاء مات في الأوان عن المنافقين، ولا يكاد أحد يموت عن بارّ. فلعلّ أحدًا يُقدم على أن يموت عن صالح؟ أمّا الله فيدلّ على محبّته لنا بأنّه، إذ كنّا خطأة بعد، مات المسيح عنّا. فبالحريّ كثيرًا إذ قد بُرّرنا بدمه نخلُص به من الغضب، لأنّا إذا كنّا قد صولحنا مع الله بموت ابنه ونحن أعداء، فبالحريّ كثيرًا نخلُص بحياته ونحن مُصالَحون.

 

الإنجيل: متّى ٦: ٢٢-٣٣

قال الربّ: سراج الجسد العين. فإن كانت عينك بسيطة فجسدك كلّه يكون نيّرًا. وإن كانت عينك شرّيرة فجسدك كلّه يكون مظلمًا. وإذا كان النور الذي فيـك ظلامًا فالظلام كم يكون؟ لا يستطيع أحد أن يعبد ربـّين لأنّه، إمّا أن يُبغض الواحد ويحبّ الآخر، أو يُلازم الواحد ويرذل الآخر. لا تقدرون على أن تعبدوا الله والمال. فلهذا أقول لكم لا تهتمّوا لأنفسكم بما تأكـلون وبما تشربون ولا لأجسادكم بما تلبسون. أليست النفس أفضل من الطعام والجسد أفضل مـن اللباس؟ انظروا إلى طيور السمـاء فإنّها لا تزرع ولا تحصد ولا تخزن في الأهراء، وأبوكم السماويّ يقوتها. أفلستم أنتم أفضل منها؟ ومَن منكم إذا اهتمَّ يقدر على أن يزيد على قامته ذراعًا واحدة؟ ولماذا تهتمّون باللباس؟ اعتبِروا زنابق الحقل كيف تنمو. إنّها لا تتعـب ولا تغزل. وأنا أقول لكم إنّ سليمان نفسه في كلّ مجده لم يلبـس كواحدة منها. فإذا كان عشب الحقل الذي يـوجد اليـوم وفي غـد يُطرح في التنّور يُلبسه الله هكذا، أفلا يُلبسكم بالحريّ أنتم يا قليلي الإيمان؟ فلا تهتمّوا قائلين: ماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس؟ فإنّ هذا كلّه تطلبه الأُمم، لأنّ أباكم السماويّ يعلم أنّكم تحتاجون إلى هذا كلّه. فاطلبـوا أوّلًا ملكوت الله وبرّه، وهذا كلّه يُزاد لكم.

 

لبنان جورج خضر

هو لبنان الرجاء. هذا ليس فيه تعميم لخطايانا الظاهرة أو إلغاء لخير موجود، بل حثّ على الأفضل، أي فيه دفعٌ إلى الإقرار بأنّ الأوطان تُصنع. كتب المطران جورج مرّةً عن معنى لبنان، قال: «هو رجاء لأنّه يتكوّن». هذا ليس فيه انتظار أو تأجيل. «الرجاء بناء اليوم».

في مقال أسبوعيّ بعنوان «لبنان المرجوّ» (النهار، ١ آب ٢٠١٥)، انصرف المطران جورج إلى دعوة اللبنانيّين إلى «وحدة القلوب». هذا لبنان المختلف، في الدين والسياسة…، يراه هو قادرًا على أن يكون واحدًا في المحبّة. «الفارق (بين الناس) باقٍ أساسًا ومرجوّ استمراره». ولكنّنا، على فوارقنا واختلافاتنا، «قادرون على أن نتجاوز تباعد القلوب إلى ما فيه وحدتها». هذا، في شكله وجوهره، حثّ على تربية كلّنا مسؤولون عنها.

إذًا، هو واحد الكلام وطنيًّا على الصنع والتكوّن والمحبّة. كيف لا ينافي الحسن عندنا التحسين؟ كيف يتحقّق هذا الرجاء، أي كيف للبنان أن يُصنَع بلدًا للحياة المتعاظمة؟ يقول، بثقة، بـ«التعايش الصادق والمحبّة»، أي، كما يوضح في مكان آخر، «بفضائل أبنائه وحسناتهم». «البلد في أعلى درجاته صنع القدّيسين. المعرفة والعلم ليسا كافيين لتكوينه. إن لم يكن الله سيّد البلد، فليس البلد بشيء. هو لا يحتاج إلى مَن يتغنّى به. إنّه في حاجة إلى مَن يصنعه» (النهار، ٥ أيلول ٢٠١٥). لا ينكر المطران جورج صعوبة أن يتعايش الناس المختلفون دينيًّا أو سياسيًّا... لكنّه ينطلق من خبرات خير موجودة ينتظر أن تعظم، بل أن يغدو لبنان «نموذج عيش سليم صادق للإنسانيّة كلّها». هذا يدفعه، أسقفًا مسؤولًا، إلى أن يخاطب كلّ مواطن وحده بقوله له: «الوطن يُبنى ولا يُعطى نهائيًّا. المحبّة تربّيها فيك وفي الآخرين. بلدك إن أردته كبيرًا تجعله كبيرًا. تخلقه أيضًا. الوطن مفهوم متحرّك وموروث معًا. الماضي لا يكبّلك بالضرورة وأنت تشدّه إلى الآتي. الماضي لا يعمل وحده الوطن. أنت تربّيه وتاليًا تصنعه. هذا هو الرجاء».

قلنا إنّ المطران جورج يدعو إلى بناء لبنان على أساس أفعال المحبّة. «يا عبد، كلّ شيء قلب». يرى المحبّة قادرة على فعل العجائب. يقول: «يمكن المحبّة أن تشفي الطوائف من حدّتها، من كبريائها، من أناها المقيت» (النهار، ٥ أيّار ٢٠١٢). لفظة «يمكن»، الظاهرة في قوله هنا، لا تخفّف من قدرة المحبّة التي هي أساس كلّ شيء. يقول في المقال عينه: «أنت مضطرّ إلى أن تحبّ جميع هذه الشعوب، لكي تتحرّر من الانقباض أو الانغلاق، وتبني بالإخلاص دولةً تعرف نفسها خادمة...».

هذا كلّه، كما انكشف لنا، يستحيل من دون الله، أي من دون محبّتِهِ هو شخصًا وشركةِ الحياةِ معه. «لن نبني هذا البلد إلّا بشروط الإحياء الدينيّ وأعني بذلك حضور الله في القلب نورًا لا ينقطع» (النهار، ١٨ شباط ٢٠١٢). هذا «عمل المؤسّسة الدينيّة أوّلًا» (النهار، ٥ حزيران ٢٠١٠). الكلام صريح. المسيحيّون، مثل المسلمين، مقصودون بهذه الكلمات. الوطن مطرح لخبرة الحياة مع الله. يعرف المطران جورج أنّ الناس معظمهم يحصرون الله في معابدهم. هو يريد، بل يدعو إلى إخراج الله من المعبد، أي إلى هدم جدران المعابد، إلى اعتبار الحياة الوطنيّة، أي السياسيّة، مكان شهادة. كلمة يسوع «أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله» (متّى ٢٢: ٢١)، لا تعني عنده أنّ هناك أحدًا، أيًّا كانت مكانته في البلد، أو هناك مدًى، حرٌّ من الله وطاعته. «تدعونا (كلمة يسوع عينها) إلى ذلك الخضوع الذي لا خيانة فيه لحقوق الله على الدولة» (لسان الحال، ٢١ آب ١٩٦٦). يعتقد المطران جورج بتأثير الحكم الصالح بقيام المواطن الصالح. ولكنّه يرى أيضًا أنّ للمواطن الصالح تأثيرًا في الحكم. يقول: «الحكم يربّيك وأنت، بفضائلك، تربّيه» (النهار، ٥ حزيران ٢٠١٠). «ولذلك كان المؤمن خاضعًا للسلاطين ومنذرهم بشرعة الربّ» (لسان الحال، المقال عينه).

عندما صلّى المطران جورج من أجل لبنان (النهار، ٢٩ كانون الثاني ٢٠١١)، لم يطلب إلى الله أن يعلّم اللبنانيّين فقه السياسة. اعتبرهم خبراء في هذا الحقل. طلب أن يعلّمهم الصدق أوّلًا، وألّا ينتقصوا من مجد الجماعات الأخرى. هذا قيام لبنان، اليوم وغدًا.

 

بطرس وبولس

للمطران جورج خضر

الرسولان بطرس وبولس الكبيران في المصفّ الرسوليّ. ما نعرفه تاريخيًّا بدقّة أنّ بطرس قُتل يوم ٢٩ حزيران السنة ٦٥م في روما. صلبًا. بولس لم يكن آنذاك في المدينة. إذًا، لم يلحقه الاضطهاد عندما عاد من جولته. ألقِيَ القبض عليه وقُتِل بالسيف، لأنّه مواطن رومانيّ.

لماذا جمع تذكار الواحد، وتذكار الثاني؟ نعرف من شيء اسمه الرقُم، أي القرميد عندما يكون طريًّا يدخلوه إلى النار لييبس. يقدرون على أن يكتبوا عليه. أنا قرأت هذا في روما باللغة اليونانيّة واللغة الرومانيّة، أي اللاتينيّة، واللغة السريانيّة. لماذا السريانيّة؟ لأنّه كان ناس من هنا ذهبوا ليتاجروا هناك. مكتوب «يا بطرس وبولس تشفّعا من أجلنا». المحبّة المسيحيّة جمعت تذكار هذين الشخصين.

لعلّكم تعلمون من قراءة الإنجيل، أنّ أوّل من اعترف بألوهيّة المسيح هو بطرس، لـمّا سأله الربّ «ماذا يقول الناس عنّي». فقال بطرس: «أنت المسيح ابن الله الحيّ». وكان يصطحبه هو ويعقوب ويوحنّا ليقوموا ببعض الأعمال من شفاء مريض أو إقامة ميت وما إلى ذلك. كان هذا النوع من التمايز بين التلاميذ الثلاثة وبقيّة الرسل.

ما تعرفونه هو جحود بطرس أثناء آلام السيِّد. ندم الرسول وبكى. وبعد القيامة كلّمه الربّ يسوع بقوله له: «أتحبّني أكثر من هؤلاء؟» تقديري لهذه الآية الصعبة، غالبًا تعني «أتحبّني أكثر ممّا يحبني هؤلاء؟». قال: «نعم. أنت تعلم أنّني أحبّك». يرجع الربّ يسأله: «أتحبّني أكثر ممّا يحبّني هؤلاء؟». تضايق الرجل وحزن. لماذا يلحّ عليه هكذا! سأله ثالث مرّة، وطرح عليه السؤال ذاته. وقال: «يا ربّ تعلم أنّي أحبّك». فقال له بالسؤال الثاني أو الثالث: «إرعَ خرافي» أو غنمي.

يعلّمنا يوحنّا الذهبيّ الفم، لماذا هذا الحديث بينه وبين السيِّد؟ أتحبّني أكثر من هؤلاء؟ هذا سمعتموه في الترتيل. لأّنك جحدتني ثلاث مرّات، يجب أن تعترف بي ثلاث مرّات. فأعاده إلى الصفّ الرسوليّ، إلى الكرامة الرسوليّة التي خسرها في الجحود. تجوّل بطرس قليلًا في العالم، وخصوصًا أنّه وصل إلى روما حيث صُلِب.

أتمنّى أن تقرأوا رسائل بولس، وإن كان بعضها صعبًا مثل الرسالة إلى أهل رومية، لأنّها هي المنطلق إلى الفكر المسيحيّ. لولا بولس ما كان من فكر مسيحيّ. كان إيمانٌ ببساطة، بأنّ المسيح ابن الله الحيّ، وعندنا آب وابن وروح قدس. ولكنّ اللاهوت المطوّل المستفيض المبنيّ، اللاهوت مثل أي عمارة تعمل له هندسة ومضمونًا، هو انطلق بالفكر المسيحيّ. الإنجيل الرابع الذي كتبه يوحنّا بعد بولس، وصل إلى الأعالي في محبّة المسيح ومعرفة الله. ولكنّ العقل المربوط بعضه ببعض، العقل المسيحيّ الناتج من الإيمان، هذا اشتغله بولس. يقال إنّه كتب أربع عشرة رسالة. من أين أتى بولس بهذا الفكر؟ لا أحد يعرف. (...)

إذا قرأتم الرسائل، تحسّون محبّته الملتهبة للمسيح ليست محبّة عاديّة بسيطة، أنّنا نؤمن بيسوع المسيح. قلبه كان يلتهب حبًّا بالسيِّد. وكلّمنا كلمات لم يقلها أحد من الناس. أنصحكم بأن تقرأوا وتقرأوا. بعد أن نموت إذا سألنا الربّ: ماذا تعرفون عن بولس؟ نقول له لا نعرف شيئًا. يقول لنا: لماذا أتيت لعندي؟ إذا كنت لا تعرف بولس إذًا لا يمكنك أن تعرف المسيح بشكل مستفيض ومطوّل وعميق، وفيه ذوق وحرارة.

 

عين الحلزون

يوم الأحد الواقع فيه ٢٦ حزيران ٢٠٢٢، ترأس راعي الأبرشيّة القدّاس الإلهيّ في كنيسة القدّيس يوحنّا المعمدان - عين الحلزون، بدأت الخدمة بتكريس الكنيسة التي بنيت في العام ١٩١١، ووضع لها حجر الأساس صاحب السيادة المتروبوليت جاورجيوس (خضر) في العام ٢٠٠٥. في العظة، تحدّث المطران سلوان عن معنى دعوة يسوع للتلاميذ ليتبعوه، وكيف يدعونا يسوع بطرائق شتّى إلى أن نكون له تلاميذ. في نهاية القدّاس الإلهيّ، كرّمت الرعيّة عددًا من المتبرّعين، وكانت كلمة لكاهن الرعيّة ولمجلس الرعيّة ولراعي الأبرشيّة، تناولت أوجهًا مختلفة من تاريخ الكنيسة، شهادة أبنائها، ودعوة إلى الاستمرار شهودًا للمسيح. ثمّ كانت مائدة محبّة جمعت أبناء الرعيّة.

 

عيد الكرسيّ الأنطاكيّ

مساء يوم الثلاثاء الواقع فيه ٢٨ حزيران ٢٠٢٢، شارك راعي الأبرشيّة أبناء رعيّة كفرشيما في القدّاس الإلهيّ لمناسبة الاحتفال بعيد هامتي الرسل في كنيسة القدّيسين بطرس وبولس - كفرشيما. في العظة، تحدّث المطران سلوان عن شهادة هامتي الرسل في استصغار تضحياتهما من أجل الكرازة، مقابل عدم استصغار الدعوة التي دعوا إليها ولا من أرسلوا لخدمتهم ولا أخوتهم في الإيمان. بعد القدّاس الإلهيّ، كانت جولة على المعرض السنويّ، وضيافة العيد، ثمّ عشاء قرويّ في باحة الكنيسة.

وفي يوم الأربعاء الواقع فيه ٢٩ حزيران ٢٠٢٢، شارك راعي الأبرشيّة في القدّاس الإلهيّ الذي ترأسه صاحب الغبطة البطريرك يوحنّا العاشر في الكاتدرائيّة المريميّة في دمشق.

Last Updated on Friday, 01 July 2022 17:53
 
Banner