للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
رعيتي العدد ٣٩: حلقات نموّ صيّاد البشر وكماله |
Written by Administrator |
Sunday, 25 September 2022 00:00 |
الأحد الخامس عشر بعد العنصرة الأحد الأول من لوقا البارة إفروسيني ووالدها بفنوتيوس
كلمة الراعي حلقات نموّ صيّاد البشر وكماله يصطاد يسوعُ بشباك الكلمة والنعمة الإنسانَ إلى معرفة الله والسجود له وخدمته. وهو أيضًا يصطاد معاونين له للقيام بهذه المهمّة، يدرّبهم عليها بمثاله الخاصّ، ويلقّنهم روحها بحيث ينمون في عمليّة الاصطياد حتّى يبلغوا كمالها. فلنتعلّمْ من بطرس الرسول كيف هو، في حادثة الصيد العجيب، انطلق إلى أبعد من ذاته وواقعه، من إمكانيّاته ومحدوديّته، من خيبته وتعبه، إلى الرحاب التي يكشف له يسوعُ النقاب عنها. فالإبحار إلى العمق أتى على صعيدَين في سياق الحادثة. فمن جهة، هناك الغوص في معرفة الذات على ضوء نور المسيح، فانكشفت لبطرس نفسُه، فاعترف: «اخرجْ من سفينتي يا ربّ لأنّي رجل خاطئ» (لوقا ٥: ٨)؛ ومن جهة أخرى، هناك الغوص في سرّ التدبير الإلهيّ على ضوء ممارسة يسوع حرفة صيد البشر التي انكشفت لنا عبر كرازته العلنيّة، ودعا إليها تلاميذه تباعًا كقوله لبطرس: «من الآن تكون صيّادًا للناس» (لوقا ٥: ١٠). ما أحلى أن يعرف المرء نفسه على ضوء لقائه بيسوع، فتصير خبرة معرفة الذات مبنيّة على حقيقة كونه مخلوقًا على صورة الله، فيعمل على أن تكون حياته مبنيّة على الصخرة، التي هي المسيح وكلمته وتحقيق مشيئته، وليس على الرمال فيكون تحقيق الذات ساعتها بمعزل عن الإيمان به. ما أحلى أن ينهض المرء من هذه المعرفة إلى الإيمان بيسوع، فيتكوّن فيه الإنسان الجديد الذي يغلب في ذاته جذور الخوف والأنانيّة، ويتحلّى بالشجاعة التي يسكبها فيه الإيمان به، فينطلق في رحاب عيشه كأنّه في مرعى خصيب. ما أحلى أن ينطلق المرء من هذا الإيمان إلى خدمة يسوع، فيقدّم المرء حياته قربانًا طاهرًا، وتصير وزناته فرصة لربح عميم في تجارة بذل الذات على مذبح الخدمة، يبيع فيها نفسه ليشتري بها اللؤلؤة الغالية الثمن، والتي هي يسوع ووجه في القريب. ما أحلى أن يتعلّم المرء من هذه الخدمة اتّباع يسوع، فيصير يسوعُ بالنسبة إليه مبدأ حياته وألفها وياءها، فيسلك في الاتّضاع الذي يؤهّله ليحمل مع يسوع، الحامل خطيئة هذا العالم، أثقال أترابه من دون تذمّر أو نفور أو ترفّع، بل بصبر وبذل ورجاء. ما أحلى أن يتكوّن المرء في اتّباعه يسوع رسولًا مرسَلًا على مثاله، فلا يخور في طريق الخدمة، بل يستند إلى الذي أرسله، رغم كلّ الصعاب والضيقات والمعوقات، تاركًا لواضع الجهاد أن يحدّد الأوقات والأزمنة والحلول التي تصلح له ولخدمته ولـمَن يقوم بخدمتهم. ما أحلى أن يتجلّى الرسول آخر الكلّ، فقيرًا لكنّه يغني كثيرين، بحيث يعتاد أن يقيم في الخدر الذي يقيم فيه يسوع، أي الجلجلة، فيأخذ من المصلوب عنّا نورًا لتحقيق مشيئته في كلّ شيء، في طاعة له لا زغل فيها ولا عودة عنها. ما أحلى أن يصير هذا التلميذ منارة يضيء لجميع أهل البيت بنور مَن أناره، فيترك نفسه أن تصير وقودًا يحترق رويدًا رويدًا، إلى أن توافيه المنيّة، بحيث تكون شهادته على هذا المنوال نورًا يخترق ظلمة العقول وتحجّر القلوب وضعف الإرادة لدى أترابه، فيستحثّهم على التوبة، أي على الإقبال مثله إلى يسوع فينطلق في الحلقات السابقة التي ارتسم طريقها أمامنا، عساه يصير بدوره تلميذًا ليسوع وصيّادًا للبشر. أَلعلّنا لم نصب بعد شيئًا ثمينًا في هذه الحياة، على غرار التلاميذ الذين تعبوا الليل كلّه؟ هوذا حادثة الصيد العجيب تنتشل كلّ متعَب ومحبَط عساه يعطي نفسه للمسيح ليقودها إلى تحقيق الصيد الوفير، فيجذب بدوره إخوته إلى مساعدته على جذب الشباك، حتّى يتعرّفوا إلى يسوع وتصير أسماؤهم مكتوبة في سفر الحياة. سامِـحْنا يا ربّ إن تأخّرنا في أن نخرّ على ركبنا أمامك، ولم نعِ حقيقة أنّنا خطأة، ولم نعطِك ذواتنا لتصير شباكًا تصيد بها سوانا إلى معرفتك وخدمتك. باركْ يا ربّ صيدك الوفير، الحاضر والآتي، مع صيّاديك الذين أتوا بنا إليك. + سلوان
الرسالة: ٢كورنثوس ٤: ٦-١٥ يا اخوة، إن الله الذي أمر أن يُشرق من ظلمةٍ نورٌ هو الذي أَشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح. ولنا هذا الكنز في آنية خزفية ليكون فضل القوة لله لا منا، متضايقين في كل شيء ولكن غير منحصرين، ومتحيرين ولكن غير بائسين، ومضطهَدين ولكن غير مخذولين، ومطروحين ولكن غير هالكين، حاملين في الجسد كل حينٍ إماتةَ الرب يسوع لتظهر حياةُ يسوع أيضا في أجسادنا، لأنا نحن الأحياء نسلَّم دائما إلى الموت من اجل يسوع لتظهر حياة يسوع ايضًا في أجسادنا المائتة. فالموت إذًا يُجرى فينا والحياة فيكم. فإذ فينا روحُ الايمان بعينه على حسب ما كُتب إني آمنتُ ولذلك تكلّمتُ، فنحن ايضا نؤمن ولذلك نتكلّم عالمين أن الذي أقام الرب يسوع سيُقيمنا نحن أيضًا بيسوع فننتصب معكم، لأن كل شيء هو من أجلكم لكي تتكاثر النعمةُ بشُكر الأكثرين فتزداد لمجد الله.
الإنجيل: لوقا ٥: ١-١١ في ذلك الزمان فيما يسوع واقف عند بحيرة جنيسارت، رأى سفينتين واقفتين عند شاطئ البحيرة وقد انحدر منها الصيادون يغسلون الشباك. فدخل إحدى السفينتين وكانت لسمعان، وسأله ان يتباعد قليلًا عن البَر، وجلس يعلم الجموع من السفينة. ولما فرغ من الكلام قال لسمعان: تقَدَّمْ إلى العمق وأَلقُوا شباككم للصيد. فأجاب سمعان وقال له: يا معلّم إنّا قد تعبنا الليل كلّه ولم نُصب شيئًا، ولكن بكلمتك أُلقي الشبكة. فلما فعلوا ذلك احتازوا من السمك شيئًا كثيرًا حتى تخرّقت شبكتهم. فأشاروا إلى شركائهم في السفينة الأخرى ان يأتوا ويعاونوم. فأتوا وملأوا السفينتين حتى كادتا تغرقان. فلما رأى ذلك سمعان بطرس خرّ عند ركبتي يسوع قائلا: اخرُجْ عنّي يا رب فإني رجل خاطئ، لأن الانذهال اعتراه هو وكل من معه لصيد السمك الذي أصابوه، وكذلك يعقوب ويوحنا ابنا زبدى اللذان كانا رفيقين لسمعان. فقال يسوع لسمعان: لا تخفْ فإنك من الآن تكون صائدًا للناس. فلما بلغوا بالسفينتين إلى البَرّ تركوا كل شيء وتبعوه.
وجهُ مسيح كان المطران جورج (خضر)، أطال الله عمره، يقول لكهنة أبرشيّة جبل لبنان: إنّ «الكاهن يحيا مع رعيّته، ويموت معها». هذا كان يقوله في عِزّ أيّام الحرب التي خرّبت لبنان في الربع الأخير من القرن المنصرم. لم يكن سيّدُ الجبل، الذي استعفى من إدارة أبرشيّته قبل بضع سنين، رجلاً انتحاريًّا أو يستخفّ بحياة الآخرين، كهنةً أو علمانيّين! أذكر، عندما قطّع المتقاتلون في الحرب أوصال المناطق وعزلوها بعضها عن بعض، أنّه أسرع إلى توصية كهنته، الذين يحيون في مكان ويخدمون في آخر، أنِ «الزموا مناطقكم. التزموا الكنائس القريبة من بيوتكم. تمّموا صلواتكم فيها». هذا يأتي من إيمان مختبَر. الذي يعرف أخبار المطران جورج، لا سيّما الأولى أي أخبار شبابه، لا يفوته أنّه، بعد أن أنهى دراسته في معهد القدّيس سرجيوس اللاهوتيّ في باريس، طلب منه أحد أساتذته أن يبقى في المعهد، ويعلّم معهم. أجابه أنّه يريد أن يعود إلى بلده، ويصبح كاهنًا فيه. أن تترك العالم ومجده من أجل أن تخدم في مدًى متقلّب معظمُ شعبه غيرُ ثابت فيه، أمر. في لغة العالم، يُعتبر جنونًا. ولكنّ الزمان كشف أنّه من اللهِ وقصدِهِ. في الشكل، اختار «الطالب جورج خضر» أن يترك مدينة الأضواء، باريس، ويعود إلى لبنان. ولكنّ عودته، في العمق، لم تكن جغرافيّة (فقط)، لم يفضّل مكانًا على مكان آخر، عملاً بدلاً من عمل، بل كانت (عودته) طاعةً لتكليف الكنيسة التي قرّر خدمتها من أجله ومن أجلنا. هذا فقط يعطي الأمكنة والخدمة… معناهما الأسمى. أعتقد أنّ ما قاله المطران جورج في حياته، قاله لنفسه أو للآخرين، تحرّكه كلَّهُ هذه الطاعة، طاعة الكنيسة، أو يحرّكه الإيمان أنّنا «عبيد بطّالون» (لوقا ١٧: ١٠). لا تُفهَم خدمة كنسيّة من دون طاعة هذا الإيمان. معظمنا يعلم أنّ كنيستنا تعتبر أنّ الأسقف، ومنه الكاهن، هو إيقونة المسيح، أي ليس له وجه سوى وجه المسيح، ليس له كلمة سوى كلمة المسيح، ليس حاضر ومستقبل إلاّ في ما قاله هو في الكنيسة جيلاً فجيلاً. راجعوا ما قاله المطران جورج، في كتاباته أو في عظاته…، تروه في كلّ كلمة خادمًا ملتصقًا ينزل في غير حال إلى لحمنا ودمنا من أجل أن يرفعنا إلى دعوتنا، أو إلى المسيح إلهنا الحيّ الذي «هو فوق الجميع» (يوحنّا ٣: ٣١). كلمته «نحن من فوق» تعني الكثير لمَن لا ينظرون إلى مجد العالم. إنًها دستور حياة يكشف مسراها نهايتها. كنّا مرّةً على شرفة منزله. سألتُهُ عن معنى عبارة «لـمّا كبر» في قول الرسول: «موسى، لـمّا كبر، أبى أن يُدعى ابنًا لابنة فرعون، بل اختار الشقاء مع شعب الله على التمتّع الوقتيّ بالخطيئة» (عبرانيّين ١١: ٢٤ و٢٥). لم يتكلّم على العمر، بل على الوعي، على النضج. قال حرفيًّا: إنّ «الخادم الناضج هو الذي يلتصق بشعبه، ويوحّد نفسه معهم دائمًا». هل شعر بأنّ التزامي بالبلد في ذلك الحين كان مهزوزًا، قليلاً أو كثيرًا؟ في غير حال، لا يردّ المطران جورج على أسئلة، بل على السائلين. الإنسان هو قصده، الإنسان كلّه (أي ليس عقله فقط)، الإنسان الذي أمامه أو المنصرف هو إلى خدمته، في الكنيسة أو العالم. نحن نحيا في زمان صعب. ولكنّ المطران جورج شهادة حيّة بيننا على أنّنا لا نأتي من الزمان، بل من الله من أجل أن نخدم الإنسان في الزمان الذي نحن فيه. لستُ ممّن يكسرون حرّيّة الآخرين. لكنّي أحبّ أن أقول، في خاتمة هذه السطور، للإخوة جميعًا، أي ليس للكهنة فقط بل لجميع الذين يريد الله منهم شيئًا في هذا البلد: هذه الكنيسة التي ائتمننا الله عليها لا تستمرّ في هذا المدى من دون أناس يشبهون المطران جورج وأمثاله في الطاعة. وحده الذي اكتسب وجه مسيح يعطي الخدمة في أرضه وجهه طاعةً لله ولكنيسته.
من تعليمنا الأرثوذكسيّ: إيماننا التلميذ: ما هو مصدر قوّتنا في مواجهة الصعاب؟ المرشد: إليك ما يقول بولس الرسول: «الذي به أيضا قد صار لنا الدخول بالإيمان إلى هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون ونفتخر على رجاء مجد الله» (رومية ٢:٥). حينما ندرك مدى قدرة نعمة الله في حياتنا عندها نعلم أن النعمة تخترق المستحيل وأن النعمة تبدّل الأمور من الخطيئة إلى البرّ، ومن النجاسة إلى القداسة، ومن التمرّد إلى التوبة. نعم، قناة النعمة تنقلنا من الموت إلى الحياة ومن الظلمة إلى النور. فلنرفعْ أعيننا إلى الجبال من حيث يأتي عون الربّ ولننتظر هذه النعمة. التلميذ: كيف السبيل أن أتقوّى في الضعف؟ المرشد: هذا ما ينصحنا به بولس الرسول: «أستطيع كلّ شيء في المسيح الذي يقوّيني» (فيلبي ١٣:٤). الإنسان بحاجة أن يقف أمام نفسه ويعترف بأنه مفلس روحيًّا وبأنّ قدراته من دون حضور قوة الله هي مهدورة ولا نفع لها. لهذا نلتمس ونتمسّك بقوّة الله في حياتنا، التي بها نتخطى الألم والصعوبات ونجابه كلّ العثرات. وهذه القوّة هي قوّة الروح القدس المعزّي الذي وعدنا به يسوع وأرسله لنا كيما يرشدنا في طريق الحقّ فيغلب الله فينا على كلّ شيء. التلميذ: كيف نواجه مَن يعيق طريقنا إلى الله؟ المرشد: هذا يصير بألّا تستسلمْ لـمَن يحارب الله، بل استسلمْ إلى المسيح، «لأنّنا نعلم أنّه إن نُقض بيتُ خيمتنا الأرضيّ فلنا في السماوات بناء من الله بيت غير مصنوع بيد أبديّ» (٢ كورنثوس ١:٥). فالمسيح الذي يريد لك الأفضل في أمورك كافّة، الزمنيّة والروحيّة. يقودك في كلّ حزن أو خسارة أو سوء إلى ما هو أفضل. فهو يقودك عبرها إليه هو، من خيمتك الأرضيّة إلى خيمته السماويّة.
من تعاليم القديس سلوان الآثوسي - أن نصلي من أجل الناس معناه أن نسكب دمنا من أجلهم، إن أخانا هو حياتنا. - لم يَرُقْ للقدّيس سلوان أن يدخل في مجادلات نظريّة مجرّدة، قائلاً إنّ الكاملين لا يتكلّمون من فكرهم الخاصّ. في كلّ الأحوال، ينبغي طلب الجواب في الصّلاة. لهذا لا أحبّ أن أتكلّم أو أن أدخل في أيّ حوار من غير معونة الله. في العادة، عندما يهبنا الله خدمة ما، يعطينا معها الموهبة لإتمامها، والحكمة اللاّزمة لذلك، كما في الحوار بين الأديان مثلاً: «أرى أنّ أفضل طريقة للحوار مع الشّعوب الأخرى هي في الشّهادة للمسيح من خلال طريقة حياتنا، وتصرّفنا، وفرح الرّوح القدس المنبعث من قلبنا». فماذا يمكننا أن نقول عن المسيحيّة، عندما يرون حياتنا مُضجِرة، كلّها دُنيَويّة، لا روحَ إلهام فيها؟ فالرُّسُل ألهَبوا الكون كلّه بفرح محبّتهم للمسيح. ومن يقتنِ هذه المحبّة يأتِه الكلام أثناء الحوار بشكل طبيعيّ. - لكلٍّ في هذا العالم وظيفةٌ يتمّمها، سَواءٌ هو مَلِك أم بطريرك أم طبّاخ، أم حدّاد، أم معلّم، ولكنّ الرّب… سوف يعطي المكافأة العظمى للذي يحبّ الله محبّة عظمى. - كثيرًا ما يحدث أنّ تحيّة واحدة لطيفة تولّد تغييرًا إيجابيًّا في النّفوس، فيما، على العكس من ذلك، نظرة واحدة عدائيّة تسبّب هروب نعمة الله ومحبّته منّا.
يوحنّا الحبيب يقال عن الكنيسة الأرثوذكسيّة إنّها كنيسة يوحنّا، بمعنى أنّها مشدودة إلى الشؤون الإلهيّة، وتركّز على الأمور الروحانيّة والطقوسيّة وكأنّها في زعامة يوحنّا. كان يوحنّا دائمًا يردّد «أحبّوا بعضكم بعضًا». سألوه لماذا لا تقول لنا شيئًا آخر، فأجاب: لم أسمع شيئًا آخر من المعلّم. نعم، هو تلميذ الحبّ الكبير. كتب سفر الرؤيا ولعلّ أجمل ما في هذا السفر أنّه يقول في الخاتمة: «الروح والعروس يقولان تعالَ (أيّها الرب يسوع)». فالرجل كان مشدودًا إلى وجه المعلّم ويريده أن يعود. ولكنّ القمّة هي الإنجيل الرابع، الذي ليس مثله كتاب في العالم. هو القائل: «في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وإلـهًا كان الكلمة»، أي قبل أن يكون الكون كان المسيح موجودًا في قلب الله، في حضن الله، قبل أن يظهر في الجسد، هذا هو اكتشاف يوحنّا الأساس. هذا المخلّص موجود قبل الأزل، قبل أزمنة الناس، هو واحد مع الله وينزل علينا من فوق. قال شيئًا لم يقله أحد في رسالته الأولى الجامعة. قال شيئَين، أوّلهما أنّ «المحبة تطرح الخوف خارجًا»، وثانيهما أنّ «الله محبّة». إذًا أنت محبّ ولا تخاف أحدًا، وتحتضن جميع الناس وهم فيك في قلبك. ولم يكتفِ بهذا، بل تكلّم على الله وقال أقوى شيء. فإن قالت الأديان إنّ الله عادل رحيم، قال هو شيئًا أعلى من هذا: «الله محبّة». |
Last Updated on Friday, 23 September 2022 20:04 |
|