للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
رعيتي العدد ٤٢: مسيرة الكاتب المتعلّم في ملكوت السماوات |
Written by Administrator |
Sunday, 16 October 2022 00:00 |
الأحد الثامن عشر بعد العنصرة الأحد الرابع من لوقا أحد آباء المجمع المسكونيّ السابع الشهيد لونجينيوس قائد المئة ورفقته
كلمة الراعي مسيرة الكاتب المتعلّم الأرض الخصبة التي تثمر ثلاثين أو ستّين أو مئة ضعف هي صورة عن درجات انجذاب النفس إلى الله. فبمقدار انجذابها إليه يكون خصبها. وهذا الانجذاب ممكن فقط إن تجرّدت النفس من كلّ جمال مخلوق لتطلب الجمال الذي في الله. فإن جذبها الجمال الإلهيّ، باتت أرضًا خصبة تطلب أن تعمل مشيئته، وتصير، كأحشاء العذراء التي صارت أرحب من السماوات، مقامًا لعمل الروح القدس فيها. كيف يكون هذا؟ الأمر، لا شكّ، عطيّة من الروح القدس وليس حاصلًا بفعل مجهود بشريّ فقط. لهذا طلب منّا الربّ أن نتعلّم سرّ اقتناء هذه العطيّة عندما أوصانا بقوله: «إسألوا تعطوا، أطلبوا تجدوا، إقرعوا يُفتَح لكم» (متّى ٧: ٧)، وعلّمنا أن نعرف ماذا نطلب بقوله: «فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيّدة، فكم بالحريّ الآب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين يسألونه؟» (لوقا ١١: ١٣). فإن عزمنا على الإبحار في هذا الاتّجاه وبلوغ هذا الميناء، علينا أن نعي أنّ مسيرة كهذه لا بدّ من أن تقترن بنيّة وسعي وجهاد يوازي رغبة البلوغ إلى المقصد الأخير. والحالة هذه، لا يسع أن يتزاوج فينا النور والظلام، النجاسة والقداسة، الظلم والعدل، البغض والرحمة، محبّة الله ومحبّة المال. نعم، لا يسعنا، في العمق، أن نخدم ربَّين (متّى ٦: ٢٤). في هذا العمق، عمق تأسيس حياتنا على كلمة الله، نعثر على الصخرة، التي هي المسيح، وصورته فينا. إنّه النهج الذي قدّمه يسوع مرّة في مثل البنّاء الحكيم (متّى ٧: ٢٤-٢٥)، فلا تذهب الكلمة الإلهيّة من القلب بفعل «طيور» الأفكار المتنوّعة التي تطمسها، ولا تخنقها «أشواك» الهموم والملذّات العالميّة، ولا تبقى مسمّرة على سطحيّة الرتابة والمظاهر وعلاقاتنا المبنيّة على مراقبة الآخر والثرثرة البطّالة. إنسان اليوم أمام امتحان متعدّد الجوانب حتّى يكون تلميذًا نجيبًا للمسيح. أوّلها، امتحان الإصغاء، أي قدرته على التأمّل بكلمة الله وأن ينزلها إلى كيانه، عوضًا من أن يبقى على مستوى استهلاك الكلمات والمعاني. ثانيها، امتحان الغربلة، أي قدرته على تمحيص ما يصله عبر الحواسّ والذهن وتصفية البائد منها، فيبقى حرًّا من وابل الأفكار الكثيرة التي تهزّ فيه سلام المسيح وتعتّم على معرفته لمشيئة الله منّا. ثالثها، امتحان القلب، أي قدرته على توجيه رغبة القلب نحو الله، فيجد لذّته في التأمل فيه، عوضًا من أن يستعيض عن الله غير المنظور بخليقته المنظورة ويكتفي بها. هذه الجوانب الثلاثة تشكّل معًا امتحان الحوكمة الذاتيّة، أي قدرة الإنسان على ضبط النفس تحت نور الله وعنايته وعلى أساس الإيمان به. ما مصير مثل هذا التلميذ؟ فبعد أن سمع كلمة الله، وآمن بها وأخذها على محمل الجدّ، لا بدّ له من أن تصير «قنيته»، أي أن يتحوّل بدوره إلى «مذياع» لكلمة الله، لكونه حاملها، فينطق لا من عنديّاته، بل مـمّا يقوله له الروح القدس. فمَن أقام في طاعة الكلمة، أحبّتْه واختارت أن تقيم عنده، أي في أرضه الخصبة. وبمقدار ما يبذل نفسه، أي بمقدار ما يموت عن نفسه وينكرها من أجل المسيح، استحال متوهّجًا بها، فيصير سراجًا موضوعًا على المنارة ليضيء لكلّ أهل البيت (متّى ٥: ١٥). هذا معناه أن يتحوّل التلميذ من أرض خصبة تتلقّى زرع الكلمة، إلى زارع يبذر كلمة الله في حقول هذا العالم، أي في نفوس البشر حتّى يهتدوا بدورهم إلى معرفة الله ومحبّته والإيمان به، وتبنّيهم كلمته نبراسًا لنفوسهم وبوصلة لحياتهم. يصير معلّمًا لأترابه في طريق الحياة، أوّلًا بالمثال الذي حقّقه، وثانيًا، بما يعطيه الروح القدس أن ينطق به من أجل خلاص أترابه. تكشف هذه الصورة، بشكل جليّ، خبرة الكنيسة مع مثل الزارع وكيفيّة تجلّي مضمونها في حياة الأصفياء من أبنائها الذين أخصبت أرضهم وأعطونا من ثمارها بذارًا زرعوها في نفوسنا لتنمو فيها. ألا باركْ يا ربّ مسامعنا وذهننا وقلبنا حتّى تستقبل نفوسنا بذار كلمتك بفرح دائم فنتوب إليك بحفظها والعمل بها، وننمو بها ونثمر بصبر! ألا أعطِ يا ربّ أن يظهر من بيننا رسلٌ حقيقيّون يحملون إلينا كلمتك حتّى يبذروها ويسقوها في نفوس الأطفال والشبّان والراشدين والكهول على حدّ سواء، في السرّاء والضرّاء، فتصير الكنيسة مشتلًا بهيًّا مستنيرًا بنور كلمتك، فتضيء هذه النفوس، أينما حلّت، بنور كلمتك على أترابها. شكرًا لك يا ربّ على أولئك الذي هم على صورة ذاك «الكاتب المتعلّم في ملكوت السماوات» الذي لا ينفكّ يطلبك ليتعلّم منك طريق الحياة، ولا ينفكّ معينًا أترابه حتّى يجدوك، مستعينًا بكلّ شيء ليربح الكلّ إليك، «فيُخرج من كنزه جددًا وعتقاء» (متّى ١٣: ٥٢). + سلوان
الرسالة: تيطس ٣: ٨-١٥ يا ولدي تيطس، صادقة هي الكلمة وإيّاها أريد أن تُقرّر حتّى يهتمّ الذين آمنوا بالله في الـقيام بالأعمال الحسنة. فهذه هي الأعمال الحسنة والنافعة. أمّا المباحثات الهذيانيّة والأنساب والخصومات والمماحكات الناموسيّة فاجتنبها، فإنّها غير نافعة وباطلة. ورجل البدعة، بعد الإنذار مرّة وأخرى، أَعرِضْ عنه، عالـمًا أنّ من هو كذلك قد اعتسف وهو في الخطيئة يقضي بنفسه على نفسه. ومتى أَرسلتُ اليك أرتيماس أو تيخيكوس فبادرْ أن تأتيَني إلى نيكوبولس لأنّي قد عزمتُ أن أُشتّي هناك. أمّا زيناسُ مُعلّم الناموس وأَبُلّوس فاجتهد في تشييعهما متأهّبَيْن لئلّا يُعوزهما شيء. وليتعلّم ذوونا أن يقوموا بالأعمال الصالحة للحاجات الضروريّة حتّى لا يكونوا غير مثمرين. يُسلّم عليك جميعُ الذين معي. سلّم على الذين يُحبّوننا في الإيمان. النعمة معكم أجمعين.
الإنجيل: لوقا ٨: ٥-١٥ قال الربّ هذا المثل: خرج الزارع ليزرع زرعه، وفيما هو يزرع سقط بعض على الطريق فوُطئ وأكلته طيور السماء. والبعض سقط على الصخر فلمّا نبت يبس لأنّه لم تكن له رطوبة. وبعضٌ سقط بين الشوك فنبت الشوك معه فخنقه. وبعضٌ سقط في الأرض الصالحة فلـمّا نبت أثمر مئة ضعف. فسأله تلاميذه: ما عسى أن يكون هذا المثل؟ فقال: لكم قد أُعطي أن تعرفوا أسرار ملكوت الله. وأمّا الباقون فبأمثال كيلا ينظروا وهم ناظرون ولا يفهموا وهم سامعون. وهذا هو المثل: الزرع هو كلمة الله، والذين على الطريق هم الذين يسمعون ثمّ يأتي إبليس وينزع الكلمة من قلوبهم لئلّا يؤمنوا فيخلُصوا. والذين على الصخر هم الذين يسمعون الكلمة ويقبلونها بفرح ولكن ليس لهم أصل، وإنّما يؤمنون إلى حين وفي وقت التجربة يرتدّون. والذي سقط في الشوك هم الذين يسمعون ثمّ يذهبون فيختنقون بهموم هذه الحياة وغناها وملذّاتها، فلا يأتون بثمر. وأمّا الذي سقط في الأرض الجيّدة فهُم الذين يسمعون الكلمة فيحفظونها في قلب جيّد صالح ويُثمرون بالصبر. ولـمّا قال هذا، نادى من له أُذنان للسمع فليسمع.
تحديات الإيمان في العائلة يرى المطران جورج (خضر) العائلة وشهادتها وفق النقاط الثلاث نفصّلها في ما يلي.
هل من عائلة؟ في قراءته وإرشاده عن العائلة التي يسمّيها «بيت». وفق العهد الجديد، «لم أعثر في العهد الجديد على كلمة عائلة ولكن لها مرادف وهي لفظة بيت» كما في (١كورنثوس ١: ١٦): «وعمّدتُ أيضًا بيت إستيفانوس». ويتابع القول: «ذكر العائلة ككيان غائبٌ لأنّ المسيح جاء ليخلّص الإنسان لا كتلة مجتمعيّة فيها السوء والصلاح واختلاف الطبائع. الفرد هو الذي يهتدي إلى الربّ أو ينشز فيصبح إذا اهتدى من عائلة الآب ويبقى أبواه وإخوته من شراذم الدنيا». لذلك يشدّد المطران جورج على أهمّيّة العلاقة الشخصيّة التي تقوم بين كلّ فرد من أفراد هذه العائلة مع الربّ. هذا دفعه إلى القول: «إنّ العائلة ليست في الكنيسة ولكنّ الكنيسة في العائلة»، وأيضًا: «لا يقنعني من قال إنّ العائلة خليّة للكنيسة؛ إنّها تحيا على الصعيد الطبيعيّ، وإذا دخلت الكنيسةُ إليها تقدّسها، وإذا بقيت العائلةُ تعيش على صعيد الطبيعة ولم تستلهم ربّها لا تكون عنده شيئًا».
تكوين العائلة النقطة الثانية في رؤيته تنطلق من السؤال: إن كانت العائلة موجودة، كيف تصبح من عائلة الآب؟ «العائلة تتلاشى في عائلة الآب أو لا تكون». الله يتعاطى مع أناس خطأة يريدون أن يسلكوا معًا طريق التوبة. «الزواج في واقعه اجتماع خاطئَين، والمسيرة إلى الوحدة حصيلة مسيرة كلّ منهما إلى التوبة». وهذا يوضحه بأن «عندنا مسيرتان متقابلتان، انسلاخ روحيّ عن العائلة من أجل الله والتقوية به، وعودة من الله إلى العائلة لتصير شفّافة له ويملأها من وجود منه يجعلها وحدة سليمة، هي عهد على القداسة». نحن كعائلة في مسعى دائم، في محبّة يوميّة، في أن نكون حسب الإنجيل. العائلة لنا أن نجعلها، إن كنّا مؤمنين، بيتًا من بيوت الملكوت على الأرض نصل به إلى الصفاء الكبير والحرّيّة المذهلة. لا بدّ لنا من أن نكتشف يومًا بعد يوم أنّ اللهَ مركزُ الجميع وحياتهم وغايتهم: «تبقى العائلة مكانًا تربويًّا أُريد له أن ييسّر لنا الخلاص. هذا المكان له أن يصير شيئًا عظيمًا إذا ذقتَ فيه بنوّتك لله».
شهادة العائلة يشير المطران جورج إلى المخاطر التي قد تواجه العائلة في مسيرتها نحو تحقيق غاية تكوينها. ومن هذه المخاطر أنّ العائلة، وإن بدت قائمة، فهي ميتة لأنّ «نعمة السرّ قد ولّت وحلّ محلّها الجهد البشريّ فقط وتلك هي الأزمة وذلك هو الجفاف». في المسيرة اليوميّة للعائلة، نكتشف ضعفاتنا ونصاب بخيبات يريدنا ألّا نتراجع عن حماستنا وعن التعهّد الذي التزمناه أمام الربّ عندما بارك زواجنا. وهذا يتطلّب صلاة دائمة، «لأنّ الصلاة وحدها قوّة الحبّ الذي يجمع رجلاً وامرأة». النعمة الإلهيّة المنسكبة علينا هي الضمانة الحقيقيّة ويرافقها جهدنا المستمرّ بالصبر والتضحية وتقبّل الآخر. «الحياة الزوجيّة جهاد مستمرّ تُخصبه النعمة الإلهيّة». ولإنجاح هذه المسيرة، يرشد المطرانُ الأبَ أن يكون صورة عن الآب السماويّ: «الأبوّة الأرضيّة لا تكون صالحة إلّا إذا كانت على صورة أبوّة الأب السماويّ لابنه الوحيد، أي علاقة ليس فيها إلّا البذل». وللأمّ أن تقوم بدور يشبه دور الأب الروحيّ: «إذا قامت المرأة برعاية أولادها في الإيمان والفضائل تؤدّي دور الأب الروحيّ بمقدار وتقدّس نفسها بعد أن وهبها ربّها قدرة على العطاء عظيمة». وأمّا «الولد الفهيم، الذي صار الربّ مرشده، يقدر على أن يُرشد والدَيه، والإرشاد بحلم وتأنٍّ وصبر خيرُ ما نقدّمه لذوينا إذا ضلّوا». يريدنا المعلّم الملهَم أن نكتشف أنّنا كلّنا يخدم أحدنا الآخر بالانتباه والخدمة والتقدّم المشترك. وهذا ما يرضي الله. وأمّا السرّ العظيم فهو أن تعكس وجه يسوع في مَن جعله الله رفيقًا لك في دروب الحياة: «هذا هو السرّ أن ليس أحدًا منّا يصير شيئًا عظيمًا ما لم يلازم المسيح. السرّ هو أنّك إذا اكتشفت المسيح يمكّنك من أن تراه في مَن كان معك في مسار الحياة». الله منشئ عائلتك، لتكون من عائلة الآب، وإلّا ليست بشيء.
من تعليمنا الأرثوذكسيّ: وحدة الكنيسة التلميذ: كيف تُصان الوحدة في الكنيسة؟ المرشد: الكنيسة الواحدة هي عطيّة الربّ الذي مات ليحقّقها (يوحنّا ٥٢:١١). وهذا لا يعني أنّ المؤمنين ليست لهم مساهمة في ما حقّقه ربّهم. كلّ مسيحيّ واعٍ مكلَّفٌ أن يوافق الربّ بخدمته وحدة كنيسته. منذ البدء، أدانت الكنيسة كلّ ما يخالف إرادة ربّها. وعلى مدى العصور، كان التعبير عن المخالفة لا ينحصر بالتعليم المنحرف، بل يقوله السلوك المنحرف أيضًا. وهذا تبيّنه القوانين الكنسيّة التي لم تفصل بين التعليم والسلوك، بل شجبت المساوئ التي بالقول والتي بالفعل. التلميذ: كيف نفهم الوحدة في الأبرشيّة؟ المرشد: أمّا الوحدة، فموقعها الثابت كلّ أبرشيّة يؤمّها أسقف قانونيّ. والمعروف أنّ المسيحيّين الأوائل كانوا يقيمون سرّ الشكر، الذي يحقّق الكنيسة، بإمامة أسقفهم. وتظهر وحدة الأبرشيّة، بجلاء كلّيّ، في الخِدم التي يؤمّها الأسقف، ويشارك فيها كهنة عدّة. ففي أيّ خدمة يرأسها الأسقف، نلاحظ أنّ الكهنة يصطفّون وفق أقدميّة رسامتهم. التلميذ: ما علاقة الرعايا بالأبرشيّة؟ المرشد: توزُّع الرعايا، الذي أتى نتيجة الكرازة، لم يعطِ أيًّا منها كيانًا منفصلًا. كلّ الرعايا، التي قامت في حدود أبرشيّة معيّنة، ارتبطت بإمامها «ارتباطًا دائمًا كارتباط الكنيسة بالمسيح، والمسيح يسوع بالآب» (رسالة القدّيس إغناطيوس الأنطاكيّ إلى أهل أفسس ٥: ١). وهذا كان يرعى شؤونها مباشرةً أو من طريق مَن ينتدبه. وكانت الرعايا، التي تخضع للأسقف المحلّيّ، تحيا كما لو أنّها رعيّة واحدة. لا يقول التراث الكنسيّ عن الرعيّة ما يقوله عن الأبرشيّة، ولا عن الكهنة ما يقوله عن الأسقف. التلميذ: مَن يُسائل المخالف؟ المرشد: كلّ إنسان مكلّفٌ عملًا في الكنيسة يبقى تحت سؤال الجماعة، أو سؤال الله، لا فرق. هذا هو معنى كونه مسؤولًا. فالمخالفة يجب أن يعاقَب عليها. لا تستطيع الجماعة أن ترى شخصًا، يحاول أن يشقّ العصا، وتكتفي بمشاهدته. يجب أن تؤدّبه، أيًّا يكن موقعه. فالشقاق هو «رأس الشرور» (رسالة القدّيس إغناطيوس الأنطاكيّ إلى أهل إزمير ٧: ٢). فالشقاق في ضمير الكنيسة هو الشرّ الذي لا يفوقه شرّ. أجل، إنّ وحدة الكنيسة شأن الجماعة الكنسيّة كلّها. التلميذ: كيف تُصان وحدة الجماعة؟ المرشد: الجماعة لا قيمة لها إن خالفت الرئيس الذي شأنه أن يخدم الحقّ في جماعة الحقّ. كلّ مؤمن يحيا على إيمان أسقفه، الذي هو أيقونة «الأسقف غير المنظور». وإن قلنا «إيمان الأسقف»، فنعني «الإيمان الذي سُلّم إلى القدّيسين تامًّا» (يهوذا ٣). من هذه الوجهة، لا يجوز أن يُعتبر العلمانيّ شخصًا أقلّ قيمة من غيره، الكهنة مثلًا. فما دام العلمانيّ مرتبطًا بأسقفه، و»يحترم فيه كمال قوّة الله» (رسالة القدّيس إغناطيوس الأنطاكيّ إلى أهل مغنيسية ٣: ١)، فقيمته تنبع من قيمة أسقفه. طبعًا، هناك علمانيّون لا يعيرون الالتزام أيّ أهمّيّة. لكنّ الشاذّة ليست لها قيمة القاعدة. وهذا يجب أن يعني لنا أنّ العلمانيّين دورهم الثابت أن يخدموا طهر الله في موقعهم وفي غير موقع، ويرأبوا الثأي (الصدع) أنّى حلّوا أو نزلوا.
مكتبة رعيّتي صدر عن تعاونية النور الأرثوذكسيّة للنشر والتوزيع كتاب جديد للمؤلّفة إيمّا غريب خوري، بعنوان «جنى العمر، أوراق من تاريخ النور». يتألّف الكتاب من ٢٧٣ صفحة تتضمّن توطئة للناشر ومقدّمة بقلم الدكتورة سعاد أبو الروس سليم، بالإضافة إلى ثلاث وسبعين مقالة صدرت سابقًا في مجلّة النور التابعة لحركة الشبيبة الأرثوذكسيّة. تعود أوّل مقالة إلى العام ١٩٥٨ وتتبعها على التوالي مقالات تتناول مواضيع متنوّعة لاهوتيّة وتاريخيّة واجتماعيّة، وهي تؤرّخ لحقبة مهمّة من تاريخ الكنيسة والحركة، وتعدّد شخصيّات تركت بصمات لا تمحى في تاريخ الكنيسة.
مدرسة القدّيس جاورجيوس - بصاليم يوم الثلاثاء الواقع فيه ٤ تشرين الأوّل ٢٠٢٢، ترأس راعي الأبرشيّة القدّاس الإلهيّ في كنيسة القدّيس جاورجيوس- بصاليم، لمناسبة بدء العام الدراسيّ في مدرسة القدّيس جاورجيوس- بصاليم. شارك في القدّاس الإلهيّ الطلّاب من الصفوف الابتدائيّة وحتّى الصفوف الثانويّة، بالإضافة إلى الأساتذة والإداريّين. في العظة، تحدّث المطران سلوان عن الشعار الذي اتّخذته المدرسة محورًا لها لهذا العام: «التقدير والشكر»، فأوضح التعليم القائم في النصّ الإنجيليّ في حياة الطلبة، والذي يتناول سلوك الإدانة وعدم الغفران وواقع الأعمى الذي يقود أعمى، لينفذ إلى كيفيّة تعاطي الواحد مع ضعفات الآخر، أو سلوكيّاته، أو الصداقة والزمالة معه، بحيث يكون طريق زملاء مقاعد الدراسة دربًا إلى صداقة حقيقيّة بالربّ وشهادة حيّة محيية. |
Last Updated on Thursday, 13 October 2022 14:09 |
|