Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2022 رعيتي العدد ٤٥: الكلمة الفصل وقلب التلميذ المتيقّظ
رعيتي العدد ٤٥: الكلمة الفصل وقلب التلميذ المتيقّظ Print Email
Written by Administrator   
Sunday, 06 November 2022 00:00
Share

raiati website copy
الأحد ٦ تشرين الثاني ٢٠٢٢ العدد ٤٥ 

الأحد الحادي والعشرون بعد العنصرة

الأحد السابع من لوقا

القديس بولس المعترف رئيس أساقفة القسطنطينية

 

كلمة الراعي

الكلمة الفصل وقلب التلميذ المتيقّظ

رعيتي العدد ٤٥: الكلمة الفصل وقلب التلميذ المتيقّظ يقود يسوعُ المرأةَ النازفة إلى الميناء الذي قاد إليه أيضًا رئيسَ المجمع. وحادثة شفاء الأولى وإقامة ابنة الثاني تقودانا بدورنا إلى الميناء عينه. فإن كان قلبنا يعتصر وجعًا على أنفسنا أو على سوانا، ساعتها اتّجاه السير واحد، لـمَن أراد وآمن، وهو يقودنا إلى يسوع المسيح. هلّا انتبهنا إذًا إلى بعض عناصر الحادثتَين؟

أوّلًا، لم يحصل شيء عن بُعد، بل تميّز بملامسة يسوع أو بمشاركته الحيّة لواقعنا، مشاركة تنمّ عن احتضان وحنان مذهلَين، يذهب بهما إلى أقصاهما، رغم المعوّقات التي اعترضت طريقه. عمليّة اللمس موجودة في الاتّجاهَين، من المرأة النازفة منذ اثنتَي عشرة سنة التي تلمس هدب ثوب يسوع، أو من يسوع الذي يلمس الابنة الميتة ذات الاثنَي عشر ربيعًا ويقيمها من الموت (لوقا ٨: ٤٤ و٥٤). ما عاد واقعنا غريبًا عن الله، ولا واقع الله غريبًا عنّا، فصار عالمنا مكان تجلّي الله، وموضوع حبّه واهتمامه وعنايته، ومساحة يبني فيها الإنسان علاقته بالله، وفرصة يلامس عبرها اللهَ نفسه ويصير في شركة معه.

ثانيًا، لم يحصل شيء بشكل عموميّ، بل عبر لقاء شخصيّ أراده يسوع وأصرّ عليه، لقاء محوريّ وضعَ فيه اللمسة الإلهيّة على الواقع الإنسانيّ، ورفع فيه صاحبَ العلاقة إلى مستوى القصد الإلهيّ من هذا اللقاء. كلّ القصد هو الإيمان به والانطلاق بعدئذٍ بسلام نابع منه، فتغلب به الخوف فيك وتتسلّح بالإيمان به في دروب حياتك كافّة، فالربّ معك، لا شكّ في ذلك! أَلم يقل للنازفة: «ثقي يا ابنة. إيمانك قد شفاك. اذهبي بسلام»، ولرئيس المجمع أيضًا: «لا تخفْ. آمنْ فقط فهي تُشفى» (لوقا ٨: ٤٨ و٥٠)؟ فالعلاقة شخصيّة، ولك أن تبنيها بالثقة التي يدعوك يسوع إلى أن تمنحه إيّاها من دون تردّد وفوق أيّ اعتبار.

ثالثًا، لم يحصل شيء إلّا بقوّة «خرجت» من يسوع، بطريقة ظاهرة أو غير ظاهرة، سواء على شكل نعمة غير منظورة: «علمتُ أنّ قوّة قد خرجت منّي»، أو بواسطة كلمة مباشرة: «يا صبيّة قومي» (لوقا ٨: ٤٦ و٥٤). فصارت هذه النعمة من نصيب مَن طلبها أو طُلبت من أجله. فالملامسة واللقاء الشخصيّ أخذا بصاحبَيهما إلى عمليّة تبادل، عمليّة «أخذ وعطاء»، من خوف إلى إيمان، من مرض إلى صحّة، من موت إلى حياة، من وجود من دون يسوع إلى وجود مرتكز عليه، من عتمة واقع إلى تجلّيه بنور يسوع. في نهاية هذه العمليّة، يتجلّى لنا الإنسان الغالب بيسوع، الغالب في عين الله، بعد أن كان مغلوبًا على أمره في سقوطه.

رابعًا، تجلّى لنا في الحادثتَين مَن له الكلمة الفصل ومَن له الكلمة الأخيرة في كلّ شيء. نعم، سمعنا كلمات كثيرة، تفوّه بها التلاميذ أو من جانب أهل دار رئيس المجمع، أو من الجمع نفسه. ولكنّ الكلمة الأخيرة كانت ليسوع. هي الكلمة الحاسمة في حياة مَن وجّهها إليهم، والكلمة الفصل في أخذ الموقف منها، سواء بتبنّيها أو رفضها. فهل نجرؤ على ترك كلماتنا لتحلّ مكانها كلمة الله، سواء في أذهاننا وقلوبنا وعلى شفاهنا، فنتبنّاها على غرار ما فعلت المرأة ورئيس المجمع، فتصير كلمته كلمتنا، وإرادته إرادتنا؟ 

لا شكّ، أن تؤمن بالمسيح يعني أمرًا من اثنَين. إمّا عليك أن تتحلّى ببساطة الأطفال على حدّ قول الربّ: «إن لم تعودوا كالأطفال لن تدخلوا ملكوت السماوات» (متّى ١٨: ٣)، أو أن تكون مجنونًا من أجل المسيح على مثال قول بولس الرسول: «نحن جهّال من أجل المسيح... نحن ضعفاء... صرنا كأقذار العالم ووسخ كلّ شيء إلى الآن» (١ كورنثوس ٤: ١٠، ١٣). إلّا أنّه «لا يستطيع أحد أن يضع أساسًا آخر غير الذي وُضع، الذي هو يسوع المسيح» (١ كورنثوس ٣: ١١). هذا ما انكشف لنا في الحادثتَين، على وقع ردّ فعل التلاميذ وأهل دار رئيس المجمع، فالمرأة النازفة تقدّمت من يسوعَ وأمّا رئيس المجمع فذهب بيسوع إلى بيته، فجسّدا أمامنا بساطة الأطفال والجهالة من أجل المسيح.

هلّا دنونا من يسوع ووقعنا عند قدمَيه ولمسناه من خلف؟ هلّا صرّحنا بما في القلب من معاناة وأخذنا بكلام يسوع الذي يخصّنا به وذهبنا بعدها بسلام ويسوع قائم في قلبنا؟ هلّا غلبنا بالإيمان به الخوف المستحكم فينا؟ هلّا تعلّمنا أن ننطلق بمعيّته إلى حيث هو يشاء؟ هلّا كنّا شهودًا أمناء لما تحقّقه نعمته بين أترابنا؟ هلّا انتبهنا إلى تدبيره من أجلنا فشكرناه مرارًا وتكرارًا على عطيّته لنا؟ سيزحمنا العالم، لكنّ قلب التلميذ المتيقّظ سيبقى حارًّا كقلب المعلّم في تلمّس الدفين، سواء في قصد الله أو واقع الإنسان، ويخرجه إلينا بنور الله. هلّا دخلنا في موكب الله بعد اليوم وكنّا شهوده؟

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: غلاطية ٢: ١٦-٢٠

يا إخوة، إذ نعلم أن الإنسان لا يُبرّر بأعمال الناموس بل إنّما بالإيمان بيسوع المسيح، آمنَّا نحن أيضًا بيسوع المسيح لكي نُبرَّر بالإيمان بالمسيح لا بأعمال الناموس اذ لا يُبرّر بأعمال الناموس أحدٌ من ذوي الجسد. فإن كنّا ونحن طالبون التبرير بالمسيح وُجدنا نحن أيضًا خطأةً، أفيكون المسيحُ إذًا خادمًا للخطيئة؟ حاشى. فإنّي إن عدتُ أبني ما قد هدمتُ أجعل نفسي متعدّيًا، لأني بالناموس مُتُّ للناموس لكي أَحيا لله. مع المسيح صُلبتُ فأَحيا، لا أنا، بل المسيح يحيا فيّ. وما لي من الحياة في الجسد أنا أَحياه في إيمان ابن الله الذي أَحبّني وبذل نفسه عنّي.

 

الانجيل: لوقا ٨: ٤١-٥٦

في ذلك الزمان دنا الى يسوع انسان اسمه يايرُس وهو رئيسٌ للمجمع وخرّ عند قدمَي يسوع وطلب اليه أن يدخل الى بيته لأنّ له ابنةً وحيدةً لها نحو اثنتي عشرة سنةً قد أَشرفت على الموت. وبينما هو منطلق كان الجموع يزحمونه، وإنّ امرأة بها نزفُ دمٍ منذ اثنتي عشرة سنةً وكانت قد أنفقت معيشتها كلّها على الأطباء ولم يستطع أحد أن يشفيها. دنت من خلفه ومسّت هُدب ثوبه، وللوقت وقف نزف دمها. فقال يسوع: من لمسني؟ واذ أنكر جميعُهم، قال بطرس والذين معه: يا معلّم انّ الجموع يضايقونك ويزحمونك وتقول من لمسني؟ فقال يسوع: إنه قد لمسني واحد، لأّنّي علمت أّن قوّةً قد خرجت منّي. فلمّا رأتِ المرأة أنها لم تَخفَ جاءت مرتعدةً وخرّت له وأَخبرت أمام كل الشعب لأيّة علّة لمسته وكيف برئت للوقت. فقال لها: ثقي يا ابنة. إيمانك أبرأك فاذهبي بسلامٍ. وفيما هو يتكلّم جاء واحد من ذوي رئيس المجمع وقال له: إّن ابنتك قد ماتت فلا تُتعب المعلّم. فسمع يسوع فأجابه قائلا: لا تخف. آمن فقط فتبرأ هي. ولما دخل البيت لم يدع أحدًا يدخل إلا بطرس ويعقوب ويوحنا وأبا الصبيّة وأُمّها. فقال لهم: لا تبكوا، إنها لم تمت ولكنها نائمة. فضحكوا عليه لعلمهم بأنها قد ماتت. فأمسك بيدها ونادى قائلاً: يا صبية قومي. فرجعت روحُها وقامت في الحال، فأمر أن تُعطى لتأكل. فدهش أبواها، فأوصاهما أن لا يقولا لأحدٍ ما جرى.

 

عيش الإيمان على ضوء التحديات

التي تواجه العمل في مجالس الرعايا

من عايش سيّدنا جورج (خضر) في مسيرته الرعائية يستطيع القول إنّ علاقة سيّدنا جورج مع مجالس الرعايا تشبه إلى حد كبير علاقة النبي مع شعب الله. الرؤية كانت عنده واضحة عن «معنى مجلس الرعية» و«روح مجلس الرعية». والأساس أساس إنجيليٌ ثابت والمقاربة رعائية بنّاءة، غير أنّ الشعب في معظمه لم يكن يفقه الرؤية الإيمانية الإنجيلية التي كان يبسطها أمامه الراعي الحكيم والمحبّ. وليس أدل على تعب السعي النبوي لدى سيّدنا جورج من إعطائه العنوان نفسه لثلاثة مقالات على الأقل في نشرة رعيّتي «مجالس الرعايا أيضًا وأيضًا».

من باب الأمانة لتعب سيّدنا جورج، سنحاول في هذه العجالة أن نبرز الثوابت التي كان يبني عليها سيّدنا تعليمه الأبوي عن مجالس الرعايا لكي تكون هذه مرجعًا لنا في عيش إيماننا الذي أبرزه في كتاباته ولقاءاته وتفاعله، إيمانًا شافيًّا وهاديًّا يضع في العملي كيف يكون على حسب قلب الله والآباء هذا البعد من حياة الرعية:

- إنّ نظام مجالس الرعايا قائم على افتراض أنّ المحبّة شعارنا وروحنا، وإنّنا نعترف بعضنا ببعض ولا تأسرنا ذكريات السوء الذي نظنّه في الإنسان الآخر. ولذلك أصرّ القانون على أن يكون العضو في مجلس الرعية من الإخوة المصلّين الممارِسين.

- الغاية من مجلس الرعية أولاً التربية الدينية وثانيًا المال وجبايته.

- إنّ المطران يؤلّف المجلس حسب النص القانوني بعد تفاهم يجري بينه وبين الرعية. والتفاهم يفهمه المطران جورج استمزاجًا لرأي بعضٍ ممّن يستخلصهم أو يقدر أن يتّصل بهم، ولا يستطيع أن يقف على رأي الألوف من الناس. يقدّر الأمور تقديرًا ويتبع خطة إصلاحية أو نهضوية كما الله يلهمه. فمجلس الرعية مجلس تنفيذي ومن هذا القبيل ليس تمثيلاً لبيوتات. وفي مكانٍ آخر كان التواضع والصدق عند المطران جورج يحكمان قوله: افهموا أني لست بالضرورة أحكم الناس وأن ليس عندي الاستطلاع الذي يخوّلني معرفة دقيقة بكلّ الأمور. لدي وسيلة واحدة هي أن أسأل الكاهن أولاً والقيّمين على الأمور من العلمانيين ومن جعلتهم ظروف الرعاية على طريقي. ليتابع بانفتاحٍ ويقول: وإذا فرضنا، هنا وثمّة، لم آتِ بأفضل الموجود، فالأفضلون لا يحتاجون إلى تزكية منّي ليكونوا فاعلين في خدمة الكنيسة.

- العائلية عدوة الكنيسة. فالضيعة مؤلفة من عائلات ولكن كنيسة المسيح ليست الضيعة. إنّ أمور عائلتنا الروحية لا تُبتُّ بالديموقراطية العددية. مجلس الرعية ليس شبيهًا بمجلسٍ بلدي. له علاقةٌ بالمحبّة وبالعقيدة. وكان المطران جورج يذكّر دائمًا بقولة بولس الرسول «أنتم جسد المسيح وأعضاؤه أفرادًا». ذكر العائلة أساسًا للرعية لم يرد مرةً في الإنجيل. ليخلص إلى الاستنتاج أنّه إذا لم نبنِ على هذا الإنجيل نكون قد بنينا على رملٍ.

- التجديد في مجلس الرعية هو روح القانون، فالوجوه الجديدة تحمل فكرًا جديدًا. مجلس الرعية هو مكانٌ للفهم وللتدرّب معًا. لذلك لا بدّ فيه من عنصر الشباب بما فيه من حماسة.

- الاوقاف التي تركها الأجداد لم يتركوها في عهدة ذرّيتهم. هم تخلّوا عنها للكنيسة جمعاء. وجاء التشريع الكنيسة منذ القرن الرابع للميلاد يضع أملاك الكنيسة في ولاية الأسقف على ألا بيع إلا بإذن أساقفة الجوار وفي حالات قصوى أو لنفعٍ أعظم.

أخيرًا وليس آخرًا كانت رؤية سيّدنا جورج طامحة إلى أكثر من مجلس على مستوى الرعية ولكن دون أن تتخطّاه. وإنّ العقلية التي كانت سائدة في الكثير من القرى والبلدات على امتداد الابرشية والتي كانت تحكم معظم مجالس الرعايا فيها، كانت تحول عنده دون العبور إلى هذا المرتجى النظامي عند سيّدنا وهو ملحوظ في قانون مجالس الرعايا، نعني به تكوين مجلس الأبرشية.

 

من تعليمنا الأرثوذكسي: مع المسيح صُلبتُ

التلميذ: ماذا تعني العبارة: «مع المسيح صُلبتُ» (غلاطية ٢: ٢٠)؟

المرشد: تدلّ العبارة على المسيح الحاوي في نفسه كلّ أحبائه. العبارة المرادفة لها والتي يستعملها بولس كثيرًا هي «في المسيح» وتدلّ على أن الربّ يسوع أخذنا في ذاته، جعلنا فيه لـمّا تمّم خلاصنا بموته. بعد هذا القول اللافت عند الرسول قوله «صُلبتُ فأَحيا». وفي هذه الكلمات دلّ بولس على أن حياتنا الجديدة قد أتتنا من موت المسيح إذ على الصليب بدأ خلاصنا بمعنى أننا نلنا الحياة الجديدة. 

التلميذ: ولكن كيف أحيا مع المسيح؟

المرشد: انتبهْ كيف عبّر بولس عن ذلك. فبعد أن قال «مع المسيح صُلبتُ فأحيا»، استدرك فقال «لا أنا، بل المسيحُ يحيا فيّ». ارتكز هذا على الوحدة القائمة بين كل واحد منّا والمسيح. فإذا ملأني الرب يسوع بكل نعمة من عنده يكون هو الحيّ فيّ وتنسكب حياته فيّ بالروح القدس. من أحب المسيح بقوة يكون قد أخذ المحبة التي أحبنا المسيحُ بها. دائمًا تبدأ المحبة بالمسيح، ونحن نستجيب لها بطاعة وصاياه.

 

التلميذ: وما معنى قوله: «ما لي من الحياة في الجسد أنا أَحياه في الإيمان بابن الله»؟

المرشد: هو يريد الحياة في المسيح. وعبارة «في الجسد» تعني من كل كياني. إنها الحياة التي يسكبها الروح الإلهي فينا، ولا يقصد بها حياتنا البيولوجية. هناك حياة أقوى تنزل علينا من فوق. هذه يعطيها الإيمان، إذ الإيمان حياة جديدة تبدأ عندنا بالمعمودية وتنمو بالإيمان ونغذّيها بصلواتنا والأسرار الإلهية. أحيا في إيماني بابن الله لأنه، ساكنًا فينا، يعطيني الإيمان به.

 

التلميذ: كيف أعكس هذا الأمر على واقعي؟

المرشد: كل الإيمان في حقيقته وعمقه أن أعرف أن الله أَحبّني. كل مؤمن مخصّص بحب يسوع له. إنه لمهم جدًّا أن تعرف نفسك حبيب الرب وأن تفهم هذه العلاقة الخاصة بينك وبين المخلّص.

التلميذ: كيف أصون علاقتي بالله؟

المرشد: الإيمان بابن الله يعطينا الحياة الأبدية، وهي تبدأ من هنا علاقة وجود مع المسيح. الحياة الأبدية لا تعني حصرًا تلك التي ننالها بعد الموت، فهي تبدأ بالمعمودية وتقوى بالإيمان. تُسمّى «أبدية» لأنها لا تنقطع بالموت. فالنعمة تنزل على كل الأحياء وعلى الأموات الذين هم أحياء في المسيح. تبدأ حياتنا بالمسيح بالإيمان، ونغذّيها بالكلمة الإلهية ومناولة جسد الرب واستمرار ثقتنا بالله. هذه هي الحياة في المسيح المحيي كل مؤمن بها. ما من أُمنية أعظم لإنسان من أن يحيا المسيحُ فيه ويحيا هو في المسيح.

 

التواضع

للقدّيس سمعان اللاهوتي الجديد

أن نتكلّم باتّضاع شيء وأن نكون متّضعين شيء آخر، ثمّ التواضع شيء وزهرة التواضع وثمرته شيء آخر. وأخيرًا جمال الثمرة ولذّة جمالها شيء آخر، وطاقاتها شيء آخر. إنّ بعض ما ذُكر في مقدورنا والبعض الآخر ليس في مقدورنا. ما في مقدورنا هو أن نذكر كلّ ما يقودنا إلى التواضع ونقصده ونقدّره ونفعله. أمّا التواضع المقدّس مع موكب المواهب والطاقات الخاصّة به فهو عطيّة من الله. لا يأتينا من لدننا ولن يستحقّه أحد يومًا إن لم يبذل أوّلاً كلّ ما في وسعه على وجهٍ كامل.

 

مكتبة رعيتي

صدر عن تعاونيّة النور للنشر والتوزيع كتاب جديد عنوانه «وجوه نورانيّة» من تأليف ريمون رزق، ضمن سلسلة «أوراق من حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة». يتضمن هذا الكتاب مقالات وكلمات ألقيت في محاضرات أو أحاديث تخصّ بعض هذه الوجوه، تمثّل الوجوه النورانيّة المختارة في هذا الكتاب بعض روّاد النهضة الأنطاكيّة ورفاق الجهاد للكاتب. يُطلب هذا الكتاب من مكتبة الينبوع ومن المكتبات الكنسيّة.

Last Updated on Friday, 04 November 2022 15:21
 
Banner