Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2023 رعيتي العدد ١٣: معركة الإيمان بين صلب الذات وقيامتها
رعيتي العدد ١٣: معركة الإيمان بين صلب الذات وقيامتها Print Email
Written by Administrator   
Sunday, 26 March 2023 00:00
Share

رعيتي العدد ١٣: معركة الإيمان بين صلب الذات وقيامتها
الأحد ٢٦ آذار ٢٠٢٣ العدد ١٣ 

الأحد الرابع من الصوم (القدّيس يوحنّا السلّميّ)

اللحن الثامن – الإيوثينا الثامنة

عيد جامع لرئيس الملائكة جبرائيل،

القدّيس إستفانوس المعترف

 

كلمة الراعي

معركة الإيمان
بين صلب الذات وقيامتها

رعيتي العدد ١٣: معركة الإيمان بين صلب الذات وقيامتها من بعد دعوة يسوع لنا أن «انكرْ نفسك واحملْ صليبك واتبعْني»، كان لا بدّ للكنيسة من أن تستكمل رسم السبيل الأمين لنحمل هذه الدعوة في مراحل حياتنا كافّة حتّى نبلغ إلى نهاية الطريق، ألا وهي قيامتنا. فالتزام طريق الصليب أمر يحتاج إلى وقود دائم يحييه ويدفعه إلى غايته. والوقود الضروريّ لنحقق الغلبة على خطيئتنا وسقوطنا وموتنا لا يمكن أن يكون من طبيعة هذا العالم، بل من الله. والوقود الذي ينير الذهن ويلهب القلب واحد: إنّه إيماننا بالله الذي يحرق فينا الخطيئة ويطهّرنا منها وينقّينا. الإيمان يُظهر فينا صورة الله في كمالها.

بهذا المعنى، نتلقّف تأكيد الربّ في حادثة شفاء الابن الذي فيه روح أخرس: «إن كنتَ تستطيع أن تؤمن فكلّ شيء مستطاع للمؤمن» (مرقس ٩: ٢٣). إنّها معركة إيمان الوالد من أجل شفاء ابنه وخلاصه، وهي معركة إيمان التلاميذ ليؤدّوا الخدمة الرسوليّة، وهي معركة إيمان أبناء الكنيسة ليحقّقوا عضويّتهم في جسد المسيح.

بالإيمان، يلبسنا يسوع ما هو أجمل من زنابق الحقل وما هو أعظم من مجد سليمان (متّى ٦: ٣٠). بالإيمان، ننتهر الرياح والبحر المتموّج فيهدأ ويعود إلى طبيعته (متّى ٨: ٢٦). بالإيمان، نحمل المخلّع إلى يسوع فيغفر له خطاياه ويقيمه معافى من دائه (متّى ٩: ٢). بالإيمان، استردّ الأعميان بصرهما وتبعا يسوع (متّى ٩: ٢٩). بالإيمان يمشي بطرس على المياه ويقوى على الرياح والأمواج (متّى ١٤: ٣١). بالإيمان حصلت الكنعانيّة على شفاء ابنتها المعذّبة من الشيطان، وقائد المئة على شفاء عبده الملقى على فراش الموت (متّى ١٥: ٢٨ و٨: ٨). بالإيمان، ننقل الجبال إلى البحر ونأمر التينة فتيبس (متّى ٢١: ٢١). هذه هي بعض أوجه عطيّة الإيمان الحيّ والفاعل فينا، والغالب أوجه الموت والشقاء والسقوط، إيمان التلميذ الذي تعلّم أن ينكر نفسه - أي اقتنى الصبر والحكمة -، وأن يتبع معلّمه - أي سمّر نظره عليه واستدعاه بالصلاة وتمسّك بالرجاء -، وأن يحمل صليبه - أي سكب ذاته في طريق تخلّيه عن كلّ ما يضعف هذا الإيمان فيه.

على مقلب آخر من هذه الحقيقة، لا بدّ من أن نلاحظ أيضًا تذمّر يسوع وتنهّده وموقفه منّا كلّما سقطنا بعيدًا عن هذا الإيمان، وتركنا الخوف أو الشكّ أو اللامبالاة تتآكلنا. فهو انتهر مرّة تلاميذه لخوفهم: «ما بالكم خائفين يا قليلي الإيمان؟» (متّى ٨: ٢٦)؛ ومرّة أخرى سطّر غياب الإيمان لديهم: «ما بالكم خائفين هكذا؟ كيف لا إيمان لكم؟» (مرقس ٤: ٤٠). اشمأزّ من عدم إيمان أبناء وطنه: «تعجّب من عدم إيمانهم»، فما كان منه إلّا أن أخذ موقفًا صارمًا: «لم يصنعْ هناك قوّات كثيرة لعدم إيمانهم» (متّى ١٣: ٥٨). وكان له الحقّ مرّات أُخَر أن يتساءل بألم وحيرة: «أين إيمانكم؟» (لوقا ٨: ٢٥)، وأن يوبّخنا: «وبّخ عدم إيمانهم وقساوة قلوبهم» (مرقس ١٦: ١٤)، وأن يتحدّى شهامتنا وشجاعتنا بقوله: «ولكن متى جاء ابن الإنسان أَلَعلّه يجد الإيمان على الأرض؟» (لوقا ١٨: ٨).

خلاصة القول لا يمكن أن تكون سوى صدى لهذا الطلب: «ليكنْ لكم إيمان بالله» (مرقس ١١: ٢٢). بالإيمان نبارك ونتبارك؛ بالإيمان نغفر ونستغفر؛ بالإيمان نبني ونُبنى؛ بالإيمان نَنهض ونُنهض سوانا؛ بالإيمان نخلص ونعمل لخلاص سوانا. لا شكّ في أنّ معركة الإيمان يوميّة في حياتنا. وهي تعتمد على جناحَين لتحقّق الغلبة: الصوم والصلاة. بهما نكتسب فهمًا وتمرّسًا ونقاوة ومحبّة في اتّباعنا المعلّم على درب الصليب إلى القيامة، قيامة كلّ منّا معه، في مجده. أَلا اسكبْ يا ربّ روح الفهم والحكمة علينا لنكون أهلًا لعطيّة الإيمان بك واتّباعك وخدمتك!

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: عبرانيّين ٦: ١٣-٢٠

يا إخوة، إنّ الله لـمّا وعد إبراهيم، اذ لم يمكن أن يُقسم بما هو أعظم منه، أقسم بنفسه قائلًا: لأُباركنّك بركة وأُكثّرنّك تكثيرًا. وذاك إذ تأنّى نال الموعد. وإنّما الناس يُقسِمون بما هو أعظم منهم، وتنقضي كلّ مشاجرة بينهم بالقَسَم للتثبيت. فلذلك لـمّا شاء الله أن يزيد وَرَثة الموعد بيانًا، لعدم تحوّل عزمه، توسّط بالقَسَم، حتّى نحصل بأمرين لا يتحوّلان ولا يمكن أن يُخلف الله فيهما، على تعزية قويّة نحن الذين التجأنا إلى التمسّك بالرجاء الموضوع أمامنا، الذي هو لنا كمرساة للنفس أمينة راسخة تدخل إلى داخل الحجاب حيث دخل يسوع كسابقٍ لنا، وقد صار على رتبة ملكيصادق رئيسَ كهنةٍ إلى الأبد.

 

الإنجيل: مرقس ٩: ١٧-٣١

في ذلك الزمان دنا إلى يسوع إنسانٌ وسجد له قائلًا: يا معلّم، قد أتيتُك بابني به روح أبكم، وحيثما أخذه يصرعه فيُزبد ويصرف بأسنانه وييبس. وقد سألتُ تلاميذك أن يُخرجوه فلم يقدروا. فأجابه قائلًا: أيّها الجيل غير المؤمن، إلى متى أكون عندكم؟ حتّى متى أحتملكم؟ هلمّ به إليّ. فأَتوه به. فلمّا رآه للوقت صرعه الروح فسقط على الأرض يتمرّغ ويُزبد. فسأل أباه: منذ كم من الزمان أصابه هذا؟ فقال: منذ صباه، وكثيرًا ما ألقاه في النار وفي المياه ليُهلكه. ولكن إن استطعتَ شيئًا فتحنّنْ علينا وأغثنا. فقال له يسوع: إن استطعتَ أن تؤمن فكلّ شيء مستطاع للمؤمن. فصاح أبو الصبيّ من ساعته بدموع وقال: إنّي أؤمن يا سيّد، فأَغثْ عدم إيماني. فلمّا رأى يسوع أنّ الجمع يتبادرون إليه، انتهر الروح النجس قائلًا له: أيّها الروح الأبكم الأصمّ أنا آمرك بأنِ اخرج منه ولا تعُدْ تدخل فيه. فصرخ وخبطه كثيرًا وخرج منه، فصار كالميت حتّى قال كثيرون إنّه قد مات. فأخذ يسوع بيده وأنهضه فقام. ولـمّا دخل بيتًا سأله تلاميذه على انفراد: لماذا لم نستطع نحن أن نُخرجه؟ فقال لهم: إنّ هذا الجنس لا يمكن أن يخرج إلّا بالصلاة والصوم. ولـمّا خرجوا من هناك اجتازوا في الجليل ولم يُرِدْ أن يدري أحد، فإنّه كان يُعلّم تلاميذه ويقول لهم: إنّ ابن البشر يُسلَم إلى أيدي الناس فيقتلونه، وبعد أن يُقتل يقوم في اليوم الثالث.

 

ألوان الكذب

إنسان يكذب بالفكر، وآخر يكذب بالكلام، بالقول الصريح أو بالإشارة، وثالث يكذب بسلوكه، إذ تدلّ أعماله الظاهرة على أمرٍ لا يتّصف به في باطنه. وهناك مَن يبرّر ما يُسمّى بالكذب الأبيض بالقول بأنّه لا يسبّب أذى أو ضررًا لأحد. وهناك نوع شائع من الكذب يظهر في المبالغة في سرد القصص مـمّا يُـخرجها عن دائرة الصدق، فيضع مُـخبرُها بعض «البهارات» على الأحداث للإثارة والتشويق. نقرأ في سفر الأمثال أنّ الله يبغض اللّسان الكاذب (أمثال ٦: ١٧). «وكراهة الربّ شفتا كذب» (أمثال ١٢: ٢٢). كما لقّب المسيحُ الشيطانَ بأنّه كذّاب وأبو الكذّاب (يوحنا ٨: ٤٤). الكاذّبون ليسوا فقط أولاد الشيطان، بل عبيده أيضًـا.

الكذب غريب عن الله ومكروهٌ لديه وهذا يؤكّده القدّيس يوحنّا السلّميّ في مقالته الثانية عشرة من كتابه سلَّم الفضائل بالقول: «لا يتوهّمنَّ أحد من ذوي استقامة الرأي أنّ خطيئة الكذب صغيرةٌ، فإنّ الروح الكلَّيّ قدسه قد حكم عليها حكمًا رهيبًا دون سائر الخطايا. فإن كان الله «يُهلك كلَّ الذين يتكلّمون بالكذب»، حسب قول داود (مزمور ٥: ٦)، فماذا يحلّ بالذين يلفِّقون كذبهم بأقسام؟».

الارتباك يولّد الاضطراب والرغبة في الابتعاد عن النور، والقلق على النفس وعلى ما قد نخسر يؤدّي إلى الكذب: التلميذ يكذب على المدرِّس خشية عقابه. الزوج يخون زوجته ويغرق في سرد حكايات لا أساس لها لكي تطمئنّ وترضى عنه. التاجر يغريه الكسب فيبالغ في وصفه الحسن للبضاعة وأساليب أخرى في التجارة. كُثر هم أسرى تحريف سجلّات المحاسبة.

يبرّر بعض من يكذب أنّه لا يؤذي أحدًا، من دون أن يدرك أنّه على الأقل يؤذي نفسه لأنّه يقزّمها بخسارته الشجاعة. شجاعتك من ارتباطك بالحقيقة. في حين أنّ تقويّة الشخصيّة بالصدق، وتنميتها بمعرفة الحقّ الذي يحرّر. بالصدق نتقبّل الآخر وهو يتقبلّنا. يوضح المطران جورج خضر: «إنه لمقلق جدًّا ألّا تكون متأكّدًا أنّ الآخر لا يصدّقك. يختلّ التعامل إذًا ولا تعرف أين تقف وأين يقف الآخر، ويبدأ الشكّ بالنيّات وتتهدّد مصالحك وقد تصل إلى اليأس من الآخر، وربّـما تعمّم شكّك على جميع الناس وتعوزك إذ ذاك قوّة كثيرة ونعمة إلهيّة فائقة لتستمرّ في الطهارة وتشعر أنّ الطهارة تؤذيك في حياتك الخاصّة أو العامّة».

«الكذب يطفئ المحبّة» (السلّميّ، المقالة الثانية عشرة، في الكذب). فكم من كذبة فصمَتْ ودّ أخ عن أخيه، وكم من كلمة نميمة ولّدت حربًا، أو خصومة لم تنتهِ. الكذب لا ينقِذ من خطيئة، ويشعر مَن تكلّمه أنّك تغطّي الكذب بالكذب. والكذب كثيًرا ما ينكشف، وفي ذلك تشويه لسمعة الكذّاب وفقدان ثقة الناس فيه. يقول الكتاب المقدّس: «لسان الكذب إنّـما هو إلى طرفة العين» (أمثال ١٩: ١٢).

نواجه الخوف بحيث لا نخشى تأديب أحد في أيّة مؤسّسة نحن فيها ونرضى بالطرد من أجل الحقيقة. كلام الربّ واضح: «ليكنْ كلامكم نعم نعم ولا لا، وما زاد عن ذلك فهو من الشرّير» (متّى ٥: ٣٧). لا تسوية بين الكذب والحقيقة. لا خلطة بين الظلمة والنور. لا يوجد نصف حقيقة. لا نتملّق أحدًا كيلا نخسر قناعاتنا. أمّا بخصوص القسم، فيعلّق القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم على ما أورده الكتاب العزيز حول أن لا قسم مطلقًا بالقول: «إنّ عدم القسم هو العلامة التي تميّز المسيحيّ ولغته الخاصّة. لنتقبّلْ هذا كختم من السماء، فيُنظر إلينا في كلّ موضع أنّنا قطيع الملك. ليتنا نعرف مَن نحن عبر فمنا ولغتنا». وإن فرضتْ واقعيّةُ الحياة علينا تسويات، يجب أن نعرف إلى أيّ حدّ ندخل في التسوية من دون التنكّر لما نراه أساسيًّا.

الصدق حقّ للإخوة علينا، ما لم يكن في الإفصاح أيّ أذى. لا يعني قول الحقيقة والمكاشفة أن نكشف الحقائق لفضوليّين. هناك حكمة تربويّة أحيانًا في الإخفاء لاتّقاء صدمة عنيفة، بحسن التخلّص أو إسكات السائل. الصدق ملزم دائمًا، أمّا الصراحة فلا. يفترض الصدق توافقًا كاملًا بين اللسان وما في القلب من قناعة بعيدًا عن الفصام. «لأَنَّ الْقَلْبَ يُؤْمَنُ بِهِ لِلْبِرِّ، وَالْفَمَ يُعْتَرَفُ بِهِ لِلْخَلاَصِ» (رومية ١٠: ١٠). 

الله هو الحقّ (يوحنّا ٨: ٤٤)، وبقدر ما نقول الحقّ، تصبح قلوبنا أنقى ونتسامى إلى حضرته.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ:

الانتماء إلى الكنيسة بالطقوس (٦)

التلميذ: ما هي الأخطار الداخليّة التي تقصينا عن جوهر العبادة؟

المرشد: نسرُّ مثلًا بالألحان ونحب سماعها مرارًا، وقد نتخشّع لها عاطفيًّا ولكن لا ننتبه إلى معنى الكلام والتأمّل الإلهيّ، إلى قوّة الروح الذي فيه، والتي غايتها إيصالنا إلى حقائق الله. لا نتبنّى جوهر الأمر فنبقى خارجًا. وكثيرًا ما نمارس حركات وعادات طقسيّة بصورة آليّة بدون أيّ معنى ولا لذّة كرسم الصليب مثلًا. وأحيانًا لا نرى في الطقس سوى الناحية الماليّة فقط فندمدم على الكاهن الذي يأتي ليبارك البيت بالماء المقدّس، أو الناحية الماليّة تصبح بالعكس وسيلة للجاه والظهور الاجتماعيّ الباطل، فندعو للمأتم أكبر عدد من الأساقفة أو الكهنة من دون أيّة ضرورة روحيّة. وأحيانًا نحجم عن التقدّم إلى الأسرار المقدّسة من باب الوسواس وفقدان الحسّ بالله كمحبّة وكمصدر غذاء وحياة. الأمثلة كثيرة في هذا الصدد... وإرشاد الرعاة يبدأ هذه الأيام في الاتّـجاه المتزايد نحو إفهام الشعب تدريجيًّا وردعه عن العادات الغريبة عن الكنيسة والإيمان الحيّ.

التلميذ: ما هي الأخطار الخارجيّة التي تستهدف عبادتنا؟

المرشد: العالم اليوم يحاول إزالة كلّ شيء مقدّس، كلّ رمز، كلّ حسّ بالقدسيّة، لأنّه يحاول إزالة فكرة الله من الأرض والابتعاد عن الله. ونحن اليوم حين لا نعيش واقع طقوسنا نتأثّر بهذا التيّار العقلانيّ - فننزع إلى التقليل من قيمة الطقوس والقول بالصلاة المختصرة والمجرّدة والاكتفاء بالصلاة الشخصيّة في البيت! هذه النزعة من شأنها، عاجلًا أم آجلًا، تحويل الله إلى إله أخلاق وحسب أو إله فكرة، وتاليًا إلى تفريغ الأرض من الله الحيّ، المعطى والمعاش. العالم بحاجة إلى ملء الله وسرّه الحيّ، ولأنّه يحاول إزالة كلّ رمزيّة مقدّسة علينا بالأكثر أن نعيش هذه الرمزيّة في طقوسنا، ولكن لا ممسوخة فارغة بل بصورة واعية جدًّا وشخصيّة لكي نؤدّي شهادة كنيستنا في العالم.

التلميذ: كيف تكون مشاركتنا في العبادة أفضل؟

المرشد: علينا أوّلًا أن نتلقّى معنى ما يجري، أن نفهم معنى الكلمات والحركات وأن يمرّ هذا المعنى في عقلنا وذهننا في طريقه إلى الله. هذا بديهيّ ولكنّه مع الأسف غير محقَّق في كثير من الأحيان. ولذلك يجب أن تكون القراءة مسموعة واضحة وكذلك الترتيل، كما يجب تفسير الطقوس للشعب. ثمّ علينا أن نتقبّل ما يجري ونتبنّاه ونندمج فيه. كلّ مرّة نقول فيها (يا ربّ ارحم) أو (آمين) معطاة لنا في الطقوس لكي نحقِّق موقفًا داخليًّا قلبيًّا ونضع حياتنا في القضيّة. إنّ القدّاس الإلهيّ بصورة خاصّة يجب أن نشترك فيه حياتيًّا. القدّاس الإلهيّ كتقدمة نُقَدِّم نحن موادّها من وقت إلى آخر، وكذبيحة نَذْبَحُ فيها، مع الحمل، إنساننا العتيق، وكعشاء سرّيّ نغتذي ونتحوّل فيه. خلاصة القول إنّه علينا أن نفتح عقلنا وقلبنا وحياتنا من أجل اقتبال الله، في نوع من مبادلة حياة بيننا وبينه. ولذلك نبدأ كلّ صلاة في طقوسنا باستدعاء للروح القدس، لأنّنا بدونه لا نعرف أن نصلّي.

 

معهد البلمند

يوم الثلاثاء الواقع فيه ٢١ آذار ٢٠٢٣، نظّم معهد القدّيس يوحنا الدمشقيّ في جامعة البلمند بالتعاون مع جمعيّة الكتاب المقدّس في بيروت، ندوة عن الإصدارين النقديَّين للكتاب المقدّس، العهد القديم بالعبريّة والعهد الجديد باليونانيّة. بعد ترحيب العميد الأرشمندريت يعقوب خليل بالحضور توجّه أمين عامّ جمعيّة الكتاب المقدّس بكلمة مهّدت لموضوع الندوة، ثمّ قدم البروفيسور دانيال عيوش دراسة عن الإصدار النقديّ للعهد القديم، وبعد ذلك قدّم العميد الأرشمندريت يعقوب دراسة عن الإصدار النقديّ للعهد الجديد بلغته الأصليّة اليونانيّة. وفي ختام الندوة وَزّعت جمعيّة الكتاب المقدّس على الأساتذة والطلّاب نسخة من كلّ إصدار.

 

رئيس أساقفة اليونان

استقبلت بطريركية أنطاكيّة يومي ٢١ و٢٢ آذار ٢٠٢٣ صاحب الغبطة إيرونيموس الثاني رئيس أساقفة أثينا وسائر اليونان مع الوفد المرافق له، وذلك في زيارة أخوّة وتضامن بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة. وقد شكر البطريرك يوحنّا العاشر موقف المحبّة واللفتة الكريمة التي يحملها الوفد اليونانيّ وصورة تعاضد الكنيسة والشعب اليونانيّ تجاه هذه المحنة وإلحاحهم على أن تصل هذه المساعدات لتوزيعها على العائلات المتضرّرة من جرّاء الزلزال. أقام صاحبا الغبطة خدمة صلاة النوم الكبرى في كنيسة الصليب المقدّس في دمشق يوم الثلاثاء، وفي دير سيّدة البلمند في اليوم التالي.

Last Updated on Saturday, 25 March 2023 08:04
 
Banner