Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2023 رعيتي العدد ٢٧: مأوى الكلمة بين إيمان وشفاعة
رعيتي العدد ٢٧: مأوى الكلمة بين إيمان وشفاعة Print Email
Written by Administrator   
Sunday, 02 July 2023 00:00
Share

رعيتي العدد ٢٧: مأوى الكلمة بين إيمان وشفاعة
الأحد ٢ تموز ٢٠٢٣ العدد ٢٧  

الأحد الرابع بعد العنصرة

تذكار وضع ثوب والدة الإله في فلاشرنس

 

كلمة الراعي

مأوى الكلمة بين إيمان وشفاعة

رعيتي العدد ٢٧: مأوى الكلمة بين إيمان وشفاعة شكّلت حادثة شفاء غلام قائد المئة في كفرناحوم مفترقًا مهمًّا في كرازة يسوع بفعل ما كشفته من أبعاد أربعة متكاملة للكرازة الإنجيليّة وما أفضت إليه من ثمار، وذلك على ضوء الحوار الذي جرى بين قائد المئة ويسوع، لم يشكّل شفاء الغلام سوى بداءتها. فما هي هذه الأبعاد الأربعة وثمارها؟

البُعد الروحيّ. هذا قادنا إليه ما طرحه قائد المئة أمام يسوع على خلفيّة أنّه «غير مستحقّ» أن يستقبله تحت سقف بيته (متّى ٨: ٨). لم يخجل بأن يصرّح بذلك أمام الملء، علمًا بأنّه بدا قائدًا مميَّزًا على غير صعيد، في الوقت الذي كان لدى اليهود تساؤلات حول هويّة يسوع ومصداقيّته. لا شكّ في أنّ القاعدة الروحيّة الثابتة للتوبة هي أن يلوم المؤمن نفسه ولا يبرّرها على الإطلاق، مهما علا شأنه، أو برزت مناقبيّته، أو تعدّدت فضائله، أو تسامى سلوكه. هذا لأنّ لوم الذات يُبقي نار التوبة في قلب صاحبه مشتعلة متأجّجة حتّى النهاية، ناسبًا الخير إلى الله والخطيئة إلى نفسه، فلا يتكاسل ولا يتفاخر، بل يكون مشدود النفس كالوتر لينطلق كالسهم نحو يسوع. 

البُعد الإيمانيّ والصلاتيّ. هذا برز في تشديد قائد المئة على سلطان يسوع المطلَق، إذ كلمة واحدة منه تكفي لتُبرئ غلامه. فالمؤمن صاحب السويّة الروحيّة يتبع يسوع كالقطار على سكّتَين، سكّة لوم الذات أمام الله وسكّة الإيمان به إيمانًا ثابتًا. إنّهما سكّتان متوازيتان لا تلتقيان إلّا في اللانهاية، أي عند مبدئها وغايتها، في الله. قارع قائدُ المئة يسوعَ بكلمة الإيمان: «قلْ كلمة فقط»، فأعطاه يسوعُ خبرة سلطانها: «ليكن لك كما آمنتَ» (متّى ٨: ٨ و١٣). ها سلطان الإيمان وسلطان الكلمة يحملان، كسكّتَين، قطار نفس هذا الإنسان إلى غلامه، ومنّا إلى كلّ مَن نصلّي من أجله بإيمان.

البُعد البشاريّ والشموليّ. فتحت مبادرة هذا العسكريّ الوثنيّ الباب أمام امتداد البشارة الإنجيليّة إلى أترابه في كلّ المسكونة وعبر العصور. هذا أشار إليه يسوع بعدما أشاد بإيمانه: «إنّ كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتّكئون مع إبراهيم وإسحاق ويعقوب في ملكوت السماوات» (متّى ٨: ١١). مبادرة هذا القائد كانت المناسبة ليعرض يسوع حقيقة شموليّة كرازته الإنجيليّة كلّ البشريّة ويُنبئ بمستقبلها والثمار التي ستحملها بفضل دعوة تلاميذه الأمم إلى الإيمان. 

البُعد الخلاصيّ والأُخرويّ. كشف يسوع عن انقلاب الأوضاع في الآخرة بشأن الذين يَعُدّون أنفسهم من أبناء الملكوت والذين يَعتبرونهم خارجه، وذلك على ضوء الخلاص الذي يكرز به. فبقوله: «(...) أمّا بنو الملكوت فيُطرحون إلى الظلمة الخارجيّة» (متّى ٨: ١٢)، رسم يسوع أمامنا كيف أنّ الإيمان به سيكون مفصليًّا إلى درجة أنّ الذين في الداخل سيصيرون خارج ملكوته (أي اليهود الذين لم يؤمنوا به)، بينما الذين كانوا خارج الملكوت سيصيرون من أبنائه (أي الذين من الأمم وقد آمنوا به). بات الإيمان بيسوع، والذي كان إيمان هذا الوثنيّ معيارًا له ومنارة مضيئة تعكسه، يحثّ القادمين من اليهود على تبنّيه ويشجّع الآتين من الأمم على قبوله.

انتقال هذا القائد من الجنديّة الأرضيّة ليلتحق بالجنديّة السماويّة شكّل مناسبة لنعي هذه الأبعاد الأربعة للبشرى الإنجيليّة وكيف تثمر فينا التوبةُ التي تدعونا إليها من جدّة تقودنا إلى سماع القول: «اذهبْ وليكنْ لك كما آمنتَ» (متّى ٨: ١٣). هكذا تضعنا توبتنا إلى الله في حالة جديدة بالكلّيّة: بتنا نحمل كلمة الله فينا، ونحملها بدورنا إلى أترابنا، بعد أن صارت كلمتُه كلمتَنا وباتت كلمتُنا فاعلة ككلمته، لأنّها كلمته. هذه هي حقيقة بُشرنا المسيحيّة وفاعليّة إيماننا وقوّة الشفاعة في كنيستنا. هذا هو التبدّل الذي يصيب مَن سار في إثر قائد المئة. ألا أعطِنا يا ربّ أن نأتي إليك بنفوسنا وشجوننا بإيمان هذا القائد «غير المستحقّ» ليصير عالمنا بيتًا تأوي فيه أنت تحت سقفه وتأوي كلمتك في مَن تضعهم نعمتك في طريق خدمتنا.

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: عبرانيّين ٩: ١-٧

يا إخوة، إنّ العهد الأوّل كانت له أيضًا فرائض العبادة والقدس العالميّ لأنّه نُصب المسكنُ الأوّل الذي يقال له القدس وكانت فيه المنارة والمائدة وخبز التقدمة، وكان وراء الحجاب الثاني المسكن الذي يقال له قدس الأقداس وفيه مستوقد البخور من الذهب وتابوت العهد المغشّى بالذهب من كلّ جهة فيه قسط المنّ من الذهب وعصا هرون التي أَفرخت ولوحا العهد، ومن فوقه كاروبا المجد المظلّلان الغطاء، وليس هنا مقام الكلام في ذلك تفصيلًا. وحيث كان ذلك مهيّئًا هكذا فالكهنة يدخلون إلى المسكن الأوّل كلّ حين فيتمّمون الخدمة. وأمّا الثاني فإنّما يدخله رئيس الكهنة وحده مرّة في السنة ليس بلا دم يُقرّبه عن نفسه وعن جهالات الشعب.

 

الإنجيل: متّى ٨: ٥-١٣

في ذلك الزمان، دخل يسوع كفرناحوم فدنا إليه قائد مئة وطلب إليه قائلًا: يا ربّ إنّ فتايَ مُلقى في البيت مخلّعًا يُعذّب بعذاب شديد. فقال له يسوع: أنا آتي وأشفيه. فأجاب قائد المئة قائلًا: يا ربّ لستُ مستحقًّا أن تدخلَ تحت سقفي، ولكن قُلْ كلمة لا غير فيبرأ فتاي. فإنّي أنا إنسان تحت سلطان ولي جند تحت يدي، أقول لهذا اذهب فيذهب، وللآخر ائت فيأتي، ولعبدي اعملْ هذا فيعمل. فلمّا سمع يسوع تعجّب وقال للذين يتبعونه: الحقّ أقول لكم إنّي لم أجد إيمانا بمقدار هذا ولا في إسرائيل. أقول لكم إنّ كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتّكئون مع إبراهيم وإسحق ويعقوبَ في ملكوت السماوات، وأمّا بنو الملكوت فيُلقون في الظلمة البرّانيّة. هناك يكون البكاء وصريف الأسنان. ثمّ قال لقائد المئة: اذهب وليكن لك كما آمنت. فشُفي فتاه في تلك الساعة.

 

أن نحبّ الجميع ولا ندين أحدًا

لا مبرّر لوجود الكنيسة إن لم تجسّد وصايا الربّ يسوع. لا يوجد مؤمنون حقيقيّون بدون السعي الدائم إلى التفتيش عن يسوع وملاقاة وجهه في حياتهم اليوميّة، والالتصاق والعيش في حضرته، واكتشافه في إخوته وخدمته فيهم، والشهادة له في عالم ما عاد يعرفه. يسوع وحده يجمعنا إلى واحد. وليس تضعضع بعض الأوضاع في أوساطنا، سوى علامة على أنّنا مبتعدون عنه، رغم كوننا نكثر الكلام فيه. وقد نبّهنا آباؤنا إلى أنّ المهمّ الأهمّ ليس أن نتكلّم على الله، بل أن نتنقّى ونتمثّل به.

من مظاهر ابتعادنا عن يسوع الاختلافات في الآراء القائمة بيننا، وتحزّب فريق ضدّ فريق، بينما لا يجوز لنا سوى التحزّب للربّ وللإنسان المخلوق على صورته. يظهر ابتعادنا عن يسوع في التهم التي يتبادلها بعضنا، والتي تصنّف الآخرين وتهرطقهم، نازعة عنهم صفة الأخوّة في المسيح. مَن يتّهم أخاه، لا علاقة له بالربّ. هكذا علّمنا يسوع وآباؤنا.

لا نتوقّف بعامّة عن ترداد أقوال الآباء، بدون تجسيدها في حياتنا وتصرّفاتنا، كما فعلوا. لا بدّ لنا من أن نتذكّر أنّ آباءنا يمنعوننا كلّيًّا عن أن ندين أحدًا، بل يطلبون منّا أن نحمل أثقال الآخرين. يقولون إنّ الذي يعتبر أنّه يعيش مع الله وينتقد قريبه ويذمّه يخدع نفسه. ويقولون أيضًا إنّ لا تمثّل بيسوع أجدى من ممارسة المحبّة، إذ هو المحبّة. كلّ مَن يبتعد عنها يفقد علاقته بالربّ، وتاليًا مبرّر التزامه المسيحيّ الحقيقيّ. فيدور في حلقة مفرغة، حتّى إن كانت مليئة بالصلاة والصوم والنشاطات الكنسيّة.

يقول القدّيس سلوان الآثوسيّ إنّ علامة المسيحيّ الحقّ تكمن، ليس فقط في محبّة أقربائه، بل في اتّباع قول الربّ الكثير الوضوح: «أحبّوا أعداءكم وباركوا لاعنيكم، وأحسنوا إلى مبغضيكم، وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم» (متّى ٥: ٤٤). تبدو لنا هذه الكلمات صعبة التطبيق، لكنّها أساسيّة لـمَن يريد أن يكون بالحقيقة ابنًا لأبيه الذي في السموات (متّى ٥: ٤٥). نستغرب غالبًا لماذا صلاة المسيحيّين غير فعّالة، ولماذا يغرق العالم في الحروب والفساد، ولا يخطر ببالنا أنّنا مسؤولون عن أوضاعه المتردّية، لأنّنا لا نأخذ كلام ربّنا على محمل الجدّ، ولا نمارس «حرفيًّا» وصاياه، مهما بدت صعبة، ناسين أنّه لن نكون وحدنا إذا صمّمنا على تطبيقها، لأنّ الربّ، الحاضر دومًا معنا، سيساعدنا، وستساعدنا جماعة المؤمنين به إذا تعاضدنا معها، ووعينا أنّنا مدعوّون إلى أن نكون رسلًا له في العالم، بمحبّتنا بعضنا بعضًا كما أحببنا يسوع (يوحنّا ١٥: ١٢).

فعلينا إذًا أن نتعرّى كلّيًّا و»نلبس المسيح»، ولا نكتفي بترداد أقواله بل أن نتمثّل بأخلاقه ونمارس ما دعانا إليه.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: الكلام الصادق

التلميذ: لماذا الكلام الصادق مهمّ بالنسبة إلينا؟

المرشد: الكلام الصادق مهمّ بسبب صدق القلب ويأتي دليلًا على الشجاعة. هي عندك لارتباطك بالحقيقة. إنّها فيك شافية لـمَن تخاطب. قد يخيفك الآخر لأنّه الأقوى وقد يعاقب. وقد تستصغر نفسك فتخشى، وقد تكون مرتبكًا فتضطرب، ولا تظهر نفسك في النور إذ يروّعك عراؤك. أنت قلق على نفسك أو على ما تخسره، ولكون الخسارة بعض موت فأنت تخشى الموت. أنت تكذب لأنّ أشياء هذا العالم ما تزال قائمة في عينَيك، لأنّ المال أو المجد أو صيتك الحسن ما تزال ذات قيمة عندك، لأنّك تعتقد أنّ علاقتك بالربّ يمكن تأجيل ترتيبها.

التلميذ: في بعض الأوقات نضطرّ إلى الكذب وإخفاء الحقيقة.

المرشد: صلتك في الأرض هي بـمَن تخدم أو بـمَن تعشق أو بـمَن عاهدتَ أو بـمَن بيده القصاص. في كثرة الأحوال أنت ضحيّة خيالك. فقد لا تكون الأخطار كما تصوّرتَها. فقد يقودك كذبك إلى الطرد من العمل ولا يقودك الصدق إلى الطرد. وقد يغفر لك خيانتك من عاهدتَه على الإخلاص. يستاء من تشويهك الوقائع. لا ينقذك الكذب من خطيئة حلّت، ويشعر مَن تكلمه أنّك تغطّي الكذب بالكذب وقلّما تفلح. أكثر ما ورد عن الكذب في الكتاب المقدّس هو النطق بالكذب. هناك الخبر الكاذب والحلف الكاذب والشاهد الكاذب. أي إنّ الكاتب يفترض أنّ الصدق حقّ للآخر عليك إذا وَجُب الإفصاح ولم يكن في الافصاح أذى. فقد لا يكون للسائل أو الفضوليّ حقّ في الاطّلاع. عند ذاك تدبّر أمرك بحسن التخلّص أو أَسكِت السائل. الصراحة ليست دائمًا ملزمة لك. الصدق ملزم.

التلميذ: لماذا الصدق ملزم؟

المرشد: هذا يأتي من باب التوافق الكامل بين اللسان والقلب. فليس بينهما من مسافة. وهذا مبنيّ على واجب الشهادة حتّى إذا قادت الشهادة إلى الدم. «الإيمان بالقلب يؤدّي إلى البرّ، والشهادة بالفمّ تؤدّي إلى الخلاص» (رومية ١٠: ١٠). أي تفريق بين ما في نفسك من قناعة وما على لسانك من كلام هو كذب أو فصام. ذلك بأنّ الشهادة هي سطوع الله فيك كلمة ومسلكًا وليس لحياتك معنى خارج هذه الوحدة. الكيان لا يتجزّأ. وكلّ فذلكة عقليّة لتربح بها جسدك إنّـما هي حساب أرضيّ مبنيّ على أنّك شيء خارج الشهادة. أنت لا تنقل الله إذا حجبتَ ذكره عن لسانك أو حضوره في أعمالك. الشهداء عندنا في موتهم كانوا يستثيرون الإيمان عند جاحديه ويقوّونه عند الفاترين. الشجاعة وحدها خلّاقة للناس ومبدعة للفكر الذي يقلب المواريث البالية. كلّ إخفاء في مواقع الإضاءة ذبول. «ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كلّه وخسر نفسه». أنت خاسرها حتمًا بالخوف عليها. إبذلها بإهراق الدم تجدها في أعماق الأزل.

التلميذ: هل مواقفنا تدلّ على صدقنا أو كذبنا؟

المرشد: الصدق- في اليوميّات- هو موقف الصدق. ولعلّ هذا معرفته أصعب. مواقفنا كثيرًا ما كانت كاذبة من دون أن ننطق بكلمة. عندما نخاف أو نملّ أو نيأس ونتّخذ الموقف الخطأ الذي تتّخذه الأكثريّة التي نعايشها نكون قد شوّهنا كياننا الداخليّ. السؤال الحقيقيّ المطروح هو كيف نكون في الحقيقة ولا نكون منعزلين. الإغراء الفاتك الذي نحن متعرّضون له هو المسايرة حتّى نعيش. لا بدّ لك من أن تتكيّف بالآخرين ولكن إلى أيّ حدّ تتكيّف ولا تتملّق لأنّك بالتملّق تخسر قناعاتك. في الظاهر أنت لا تكذب ولكن في الواقع يطغى عليك التيّار الجارف الذي أصحابه أولئك الذين يعيشون بلا قناعة ليربحوا لأنفسهم مكانة في الوجود السياسيّ. أجل الحياة الواقعيّة توحي بأنّك مضطرّ إلى تسويات، أي إلى مواقف ليست مبدئيّة كلّيًّا ولكنّها أقرب إلى الواقعيّة من الرفض الذي يجعلك معزولًا.

التلميذ: إلى أيّ حدّ يمكن أن ندخل في تسوية من دون تنكّرنا لما يبدو لنا أساسيًّا؟

المرشد: المرفوض أن تجامل تلك المجاملة الكلاميّة التي لا تخدع أحدًا ولكن المقبول عمليًّا أن تتّخذ موقفًا حكيمًا ناتجًا من انعطاف مؤقّت لمواقفك بحيث لا تصدّ الآخر صدًّا كلّيًّا لئلّا تخسر كلّ شيء. هذا ليس بمكيافيليّة تبيح كلّ الوسائل لبلوغ كلّ الغايات. «أتوارى قليلًا قليلًا حتّى يعبر غضب الربّ». هذا ما رآه صاحب المزامير. هناك سكوت مؤقّت في سبيل كلام مؤجَّل بحيث يبقى في ذهنك استراتيجيّة الحقيقة مع اختفاء أو صمت أو كلام مقسَّط أو علم مقسَّط لتهيّئ عند مَن تواجه أو تجبه الظروف الذهنيّة أو العاطفيّة التي تجعله يسير إليك وتسير إليه في حكمة ونضج في الوقت المناسب للتلاقي.

 

مكتبة رعيّتي

صدر عن منشورات «قلّاية القيامة» - الجبل المقدّس كتاب «الشيخ إسحق اللبنانيّ الآثوسيّ» والذي يروي في طيّاته سيرة المغبوط الذكر الأرشمندريت إسحق عطاالله (١٩٣٧-١٩٩٨)، ابن بلدة نابيه- المتن، والذي وضعه باليونانيّة تلميذه ووريثه في قلّاية القيامة- جبل آثوس، الأب إفتيم، وتمّ تعريبه بإشراف راعي أبرشيّة طرابلس صاحب السيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس). يحوي الكتاب ستّة فصول: الأوّل ويحوي سيرته؛ والثاني، صفات شخصيّته؛ والثالث، مؤازرة النعمة له؛ والرابع، تقدماته للكنيسة؛ والخامس، شهادات ليونانيّين أحبّوه وعايشوه؛ والسادس، شهادات أنطاكيّة متفرّقة. يتضمّن الكتاب شهادة لراعي الأبرشيّة المتروبوليت سلوان، باسمه الشخصيّ وباسم الأبرشيّة التي انطلق منها المغبوط الذكر: «(...) كانت فترة العشرين عامًا التي قضاها في الجبل المقدّس كافية لكي تنضج كرمته وتعطي عنبًا استحال نبيذًا طاهرًا جاهزًا لتقدمته في خدمة الذبيحة الإلهيّة غير الدمويّة. وهل من عبارة في الختام أفضل من هذه: «ألا نفعنا الله بأدعيتك»، كما عبّر له سلفي صاحب السيادة المتروبوليت جاورجيوس (خضر) في بدء مسيرته المباركة والمقدّسة؟». يُطلب الكتاب من دير رئيس الملائكة ميخائيل- بقعاتا.

 

البلمند

بتاريخ ٢١ حزيران ٢٠٢٣، ببركة وحضور صاحب الغبطة البطريرك يوحنّا العاشر، انطلقت أعمال جلسات مجموعة القدّيس إيريناوس المشتركة للعمل الأرثوذكسيّ- الكاثوليكيّ وذلك في معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ اللاهوتيّ-جامعة البلمند، تحت عنوان «في البحث عن الوحدة: إعادة قراءة وثيقة البلمند بعد ٣٠ سنة». وكانت للبطريرك كلمة ترحيبيّة بأعضاء المجموعة استعرض فيها التحدّيات التي تواجه كنيسة أنطاكية، وأكّد فيها على رسالة كنيسة أنطاكية ودورها وعلى أهمّيّة الحوار في بناء جسور التلاقي.

Last Updated on Friday, 30 June 2023 09:00
 
Banner