للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
رعيتي العدد ٣٤: من جحيم الخطيئة إلى نار التوبة والمحبّة |
Written by Administrator |
Sunday, 20 August 2023 00:00 |
الأحد ١١ بعد العنصرة اللحن ٢ - الإيوثينا ١١ النبيّ صموئيل
كلمة الراعي من جحيم الخطيئة إلى نار التوبة والمحبّة بيسوع، أعطانا الآب السماويّ عطيّتَين مجّانيّتَين، التوبة والمحبّة. إنّهما العطيّتان اللتان تجسّدان بأبلغ بيان التدبير الإلهيّ لخلاص البشر. هذا كشفه لنا يسوع في جوابه إلى الناموسيّ عندما جرّبه بشأن أيّة وصيّة هي العظمى في الناموس. فعندما تحدّث يسوع عن الوصيّة الأولى والعظمى: «تحبّ الربّ إلهك من كلّ قلبك ومن كلّ نفسك ومن كلّ فكرك» (متّى ٢٢: ٣٧)، كان يقصد عطيّة التوبة التي كرز بها منذ البدء ودعانا إليها. بينما عندما تحدّث عن الوصيّة الثانية، والتي هي مثل الأولى: «تحبّ قريبك كنفسك» (متّى ٢٢: ٣٩)، فكان يقصد عطيّة المحبّة التي أوصانا بأن نجسّدها في حياتنا اليوميّة. هاتان الوصيّتان وجهان لحقيقة واحدة. ممارستهما تكشف لنا حقيقتهما وقوّتهما والوحدة القائمة بينهما. بهما تُقتلع الخطيئة منّا فتنقشع صورة الله فينا. ممارستهما تحقّق النقاوة والطهارة في قلبنا، وتمنح النفس السلام والفرح اللَذَين لا يُنزعان منها. هما الباب الذي يقودنا إلى معرفة الله والشركة معه، فنصير له مقامًا، كما وعدنا يسوع. تطبيق هاتَين الوصيّتَين هما الجحيم الذي نزل إليه يسوع بتجسّده. يعيش معنا جحيمنا عندما نعرض عن عيش التوبة والمحبّة الكامنتَين في هاتَين الوصيّتَين. أمّا إذا سعينا في عيشهما، وبزغ في قلبنا نور عطيّة الله المجّانيّة، نور التوبة ونور المحبّة، نشاركه ساعتها في جحيم إعراض القريب عن عيش التوبة والمحبّة. هذا نلمسه تمامًا في مثل المديونَين. لقد برزت العطيَّتان في علاقة الملك بعبده المديون له بعشرة آلاف وزنة. فالأوّل سامح الثاني بكامل الدَّين، وأعتقه منه. هذا عنى فرصة للعبد ليدرك، من جهة، فداحة واقعه، ومن جهة أخرى، عظم النعمة التي أُعطيت له. يستحقّ العبدُ القصاص والعقاب، لكنّ الملك «نزل» إلى جحيمه، وأعطاه فرصة ليعيش خبرة التوبة والمحبّة. فهل نجح في الامتحان؟ سياق المثل يشير إلى أنّ توبة العبد الأوّل كانت سطحيّة كحبّة القمح التي وقعت على الطريق فالتهمتها الطيور، وكانت شكليّة كتلك التي وقعت على الصخرة فبقيت من دون جذور، وكانت ظرفيّة كتلك التي وقعت بين الشوك فاختنقت. لم يجد صلاح الملك في قلب عبده أرضًا صالحة خصبة لتنمو فيها بعيش التوبة وممارسة المحبّة. لم يشكّل مثال الملك لعبده نموذجًا يقتدي به، ولا حرّكت محبّة الملك أحشاء الرأفة لدى عبده. إنّها صورة عن توبة الله إلينا من دون أن نتوب بدورنا إليه. آثر العبد أن يبقى على وهنه، فما لحظ صورةَ الله فيه، ولا دخل في معين التوبة والمحبّة لتنكشفا له. علاقته بالعبد المدين له بمئة دينار فضحت المستور. لمس هذا الواقع الأليم العبيد رفقاء هذَين العبدَين. «حزنوا جدًّا» (متّى ١٨: ٣١). لمسوا جحيم الإعراض عن تفعيل التوبة وجحيم الإعراض عن ممارسة المحبّة. مَن رأى نور صلاح الله ولمس محبّته وغفرانه، تبدّل إلى المثال الذي خُلق عليه. مِثْلُ هذا المؤمن يتألّم لواقع العالم الذي يختار جحيمًا آخر غير جحيم التوبّة والمحبّة، على غرار العبد الشرّير المديون بعشرة آلاف وزنة. هذا يصير شريكًا ليسوع في حمل خطيئة العالم، في حملنا أثقال بعضنا البعض، حتّى يتمّ فينا ناموس المسيح. بالفعل، شكا العبيدُ رفيقَهم إلى الملك. كان القصاص أن يتعلّم أن يتوب، فأسلمه الملك إلى المعذِّبين حتّى يوفي دَينه حتّى آخر فلس. وضعه في مدرسة التوبة التي لم يدخلها أصلًا. ما دخلها سابقًا عن اختيار بل الآن عن اضطرار. دخل نارها، فإن تاب اختبر كيف تُحرق الخطيئةُ فيه، وإن لم يتب، كَوَتْه بلهيبها من دون فائدة. ماذا سنفعل؟ سنترك من قلوبنا كلّ واحد لأخيه زلّاته (متّى ١٨: ٣٥). إنّها نار الغفران التي تكوي ذاكرة الإساءة، من جهة، وتكوي أثرها في قلوبنا، من جهة أخرى. هذا يجعلنا نصلّي من كلّ القلب لأجل مَن أساء إلينا، فتصير صلاتنا داعمة له في طريق التوبة إن سعى، أو داعمة له في ولوجها إن كان لا زال بعيدًا عنها، أو تعود سلامًا إلى نفوسنا إن أبى دخولها. بهذا نتشبّه بمَن سبق ورحمنا، ونفتح الطريق لسوانا حتّى يختبرها. إنّها شهادة المؤمن وشهادة الجماعة المؤمنة بآن. عسانا نحمل هذه الأمانة، نار التوبة والمحبّة، في آنيتنا الخزفيّة بالاتّكال على عون الله. فما ليس مستطاعًا عند الناس مستطاع لدى الله. + سلوان
الرسالة: ١كورنثوس ٩: ٢-١٢ يا إخوة إنّ ختم رسالتي هو أنتم في الربّ، وهذا هـو احتجاجي عند الذين يفحصونني. ألعلّنا لا سلطان لنا أن نأكل ونشرب، ألعلّنا لا سلطان لنا أن نجول بامرأةٍ أختٍ كسائر الرسل وإخوة الربّ وصفا، أم أنا وبرنابا وحدنا لا سلطان لنا أن لا نشتغل؟ من يتجنّد قطّ والنفقة على نفسه؟ من يغرس كرمًا ولا يأكل من ثمره؟ أو من يرعى قطيعًا ولا يأكل من لبن القطيع؟ ألعلّي أتكلّم بهذا بحسـب البشريّة أم ليس الناموس أيضًا يقول هذا؟ فإنّه قد كُتب في ناموس موسى: لا تَكُمَّ ثورًا دارسًا. ألعل اللّه تهمّه الثيران أم قال ذلك من أجلنا لا محالة؟ بل إنّما كتب من أجلنا. لأنّه ينبغي للحارث أن يحرث على الرجاء، وللدارس على الرجاء أن يكون شريكًا في الرجاء. إن كنّا نحن قد زرعنا لكم الروحيّات أفيَكون عظيمًا أن نحصد منكم الجسديّات؟ إن كان آخرون يشتركون في السلطان عليكم، أفلسنا نحن أولى؟ لكنّا لم نستعمل هذا السلطان بل نحتمل كلّ شيء لئلّا نسبّب تعويقًا ما لبشارة المسيح.
الإنجيل: متّى ١٨: ٢٣-٣٥ قال الربّ هذا المثل: يشبه ملكوت السماوات إنسانًا ملكًا أراد أن يحاسب عبيده. فلمّا بدأ بالمحاسبة أُحضر إليه واحد عليه عشرة آلاف وزنة، وإذ لم يكن له ما يوفي، أمر سيّده بأن يباع هو وامرأته وأولاده وكلّ ما له ويوفى عنه. فخرّ ذلك العبد ساجدًا له قائلًا: تمهّل عليّ فأُوفيك كلّ ما لك. فرقّ سيّد ذلك العبد وأطلقه وترك له الدَّين. وبعدما خرج ذلك العبد وجد عبدًا من رفقائه مديونًا له بمئة دينار، فأمسكه وأخذ يخنقه قائلًا: أوفني ما لي عليك. فخرّ ذلك العبد على قدميه وطلب إليه قائلًا: تمهّل عليّ فأُوفيك كلّ ما لك، فأبى ومضى وطرحه في السجن حتّى يوفي الدَّين. فلمّا رأى رفقاؤه ما كان، حزنوا جدًّا وجاؤوا فأعلموا سيّدهم بكلّ ما كان. حينئذٍ دعاه سـيّده وقال: أيّها العبد الشرّير كل ما كان عليك تركتُه لك لأنّك طلبت اليَّ. أفما كان ينبغي لك أن ترحم أنت أيضًا رفيقك كما رحمتك أنا؟ وغضب سيّده ودفعه إلى المعذِّبين حتّى يوفي جميع ما له عليه. فهكذا أبي السماويّ يصنع بكم إن لم تتركوا من قلوبكم كلّ واحد لأخيه زلّاته.
مَن يمْلِكُ عليْنا؟ فَقَالَ الربُّ لِصَمُوئِيلَ: «اسْمَعْ لِصَوْتِ الشَّعْبِ فِي كُلِّ مَا يَقُولُونَ لَكَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَرْفُضُوكَ أَنْتَ بَلْ إِيَّايَ رَفَضُوا حَتَّى لاَ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ.» (١صموئيل ٨: ٧) هذا كان جواب الربّ للنبيّ صموئيل عندما رفض الشعب حكم القضاة الذين يحكمونه باسم الربّ، وطالبوا بمَلك أسوةً ببقيّة الشعوب المجاورة، ليكون قائدهم ويحارب حروبهم. فاستجاب الله لطلبهم، وتركهم ليجرّبوا شرّ أنفسهم وأفكارهم، وليختبروا الحياة بعيدًا عنه، وبقي منتظرًا عودتهم إليه بملء إرادتهم وحرّيّتهم. أليس هو الأب الحنون الذي انتظر عودة ابنه الخاطئ في مثل الابن الشاطر؟ الإنسان هو هو، اليوم كما بالأمس. فهو يرفض حكم الله عليه بأشكال مختلفة، إمّا علانية وبوضوح وإمّا بادّعاء التديّن وإفراغ الدين من روحيّته وتشويهه، فيصبح أشرّ من الإلحاد. وكم من ملك وملك يحكم عالمنا الحاليّ. فوَشْوَشات الحيّة تتكرّر وتُعاد: «لَنْ تَمُوتَا! بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ». (تكوين٣: ٤-٥)، والإنسان خاضع ومستسلِم لها، يرفض حكم الله، وجلّ ما يسعى إليه هو أن «يكون كالله». مَلك اليوم يعطي لنفسه الحقّ بقتل الأجنّة، وتغيير الجنس، والاستعباد الجنسيّ، والتلاعب بالغذاء واحتكار الدواء ونشر الأوبئة، وإقامة الحروب وقتل الشعوب. الحياة الإنسانيّة باتت حقل تجارب ومجرّد أرقام ومصالح. المال أصبح «سيّد العالم»، والمستسلمون لسيادته يسعون للسيطرة على الأجساد والعقول واستعبادها بشتّى الوسائل والطرائق وتحت مختلف الذرائع والشعارات. الحياة البشريّة فقدت قُدسيّتها والكرامة الإنسانيّة انتُهكت. في هذا العصر انقلبت المفاهيم، فالخطّ الفاصل بين الجنسَين ما عاد مقبولًا ودور كلٍّ منهما في العائلة ما عاد محدَّدًا. التراتبيّة بين قيمة الإنسان وقيمة الحيوان ما عادت واضحة، فيتمّ الاعتناء المفرط بالحيوان بينما يعاني ملايين الأطفال الجوع والمرض والتشرّد. السعي لتطوير الذكاء الاصطناعيّ والدمج بين الروبوت والإنسان تُنفق من أجلهما المليارات... في هذا الزمن، يسعى الـمُسلَّطون على العالم، إلى تغييب ومحاربة أيّة مرجعيّة تفضح خطيئتهم وجنونهم. فباتت الموسيقى والآداب والفنون، وكلّ ما يؤنسن الإنسان وينعش نفسه ويرتقي بفكره مُغيَّبة، وبات اتّباع الدِّين ومرجعيّته تخلّفًا، والصلاة والتأمّل مضيعة للوقت، واللهو لساعات بالتفاهات وما يسلب الذهن والوقت ترفيهًا. ألم يحذّر القدّيس بولس: «اُنْظُرُوا أَنْ لاَ يَكُونَ أَحَدٌ يَسْبِيكُمْ بِالْفَلْسَفَةِ وَبِغُرُورٍ بَاطِل، حَسَبَ تَقْلِيدِ النَّاسِ، حَسَبَ أَرْكَانِ الْعَالَمِ، وَلَيْسَ حَسَبَ الْمَسِيحِ». (كولوسي ٢: ٨) ولكنّ الله لا يترك نفسه بلا شهود. فالنبيّ صموئيل وُلد في وقت «...كَانَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ عَزِيزَةً... ولَمْ تَكُنْ رُؤْيَا كَثِيرًا» (١صموئيل٣: ١)، وفسد فيه أبناء الكهنة في الهيكل ومرمروا الربّ. وُلد من صلوات عاقر تحمّلت المذلّة والإهانة، فنظر الربّ إلى صلاتها ودموعها وافتقد شعبه بهذا الطفل. فكان هذا العبد الأمين شاهدًا محافظًا على نفسه وعلى علاقته بالربّ وسط كلّ ذلك الفساد والجنون، يحارب شعبًا معاندًا يعيش لدنياه، يريد ملكًا لا إلهًا، ويبحث عن انتصارٍ لا عن خلاص. ففي كلّ زمان يترك الربّ لنفسه «بقيّة باقية» أمينة، يقظة الروح، لم تحنِ ركبة لبعل وشاهدةً للحقّ. «تَكَلَّمْ يَا رَبُّ لأَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ» (١صموئيل٣: ١٠) هذا كان جواب النبيّ صموئيل عندما ناداه الربّ في الهيكل أثناء نومه. واليوم، هل من يسمع صوت الربّ؟ هل من يتحرّك قلبه؟ هل من يلبي النداء؟ الدرب صعب ومقاومة مغريات هذا العالم شاقّة. التحدّي اليوم، هو أن تبقى سامعًا لصوت الربّ عندما يعلو الضجيج من حولك، من الداخل ومن الخارج، ويكون صوت الربّ خفيفًا، فتطلبه متضرّعًا: «تَكَلَّمْ يَا رَبُّ لأَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ». هو عندما تُطلب منك كلمة أو موقف، وأنت تعرف أنّ لكلمتك قوّة الهدم والبناء والقلع والغرس، فتخشى أن تكون كلمتك قاسية فتطفئ الفتيل المدخّن وتكسر القصبة المرضوضة، أو أن تأتي من نفسك ومن ضعفاتك، فترجو أن تكون كلمة الربّ في فمك على الدوام، وتردّد قائلًا: «تَكَلَّمْ يَا رَبُّ لأَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ»». هو أن تُبقي الله ملكًا على عقلك وقلبك، على عائلتك وعملك وعلى كلّ ما يتعلّق بك، فتصلّي مع حنّة أمّ صموئيل: «لَيْسَ قُدُّوسٌ مِثْلَ الرَّبِّ، لأَنَّهُ لَيْسَ غَيْرَكَ، وَلَيْسَ صَخْرَةٌ مِثْلَ إِلهِنَا... مُخَاصِمُو الرَّبِّ يَنْكَسِرُونَ. مِنَ السَّمَاءِ يُرْعِدُ عَلَيْهِمْ. الرَّبُّ يَدِينُ أَقَاصِيَ الأَرْضِ، وَيُعْطِي عِزًّا لِمَلِكِهِ، وَيَرْفَعُ قَرْنَ مَسِيحِهِ» (١صموئيل٢: ٢ و١٠).
من تعليمنا الأرثوذكسيّ: الكتاب المقدّس (العهد القديم) التلميذ: ما هو الكتاب المقدّس؟ المرشد: يتألّف الكتاب المقدّس من مجموعة الكتب التي تخبرنا عن العهد الذي قطعه الله مع شعب إسرائيل القديم بواسطة موسى (العهد القديم)، والذي أتمّه في يسوع (العهد الجديد). الكتاب المقدّس هو كتاب الله في خلقه وفدائه، وكتاب شعب احتلّه الولع باللّه. التلميذ: بأية لغة وُضع العهد القديم؟ المرشد: وُضع بمجمله باللغة العبريّة، والقليل من مقاطعه باللغة الآراميّة (اللغة التي خلفت العبريّة في شؤون الحياة العامّة منذ القرن الخامس)، باستثناء بعض الكتب التي وُضعت باليونانيّة، وهي اللغة التي انتشرت في شرق البحر المتوسّط في العصر الهيلّينيّ، والتي تختلف عن اليونانيّة الفصحى، وهي عينها التي وُضع فيها العهد الجديد. التلميذ: ما هي الكتب التي تكوّن هذا العهد؟ المرشد: يتكوّن العهد القديم (العبريّ) من تسعة وثلاثين كتابًا. أُضيفت إليها كتب مختلفـة التواريخ والفنون، كان انتماؤها إلى «قانون الكتب المقدّسة» (أي القائمة الرسميّة) موضوع جدال، على مرّ العصور، بين يهود فلسطين ويهود الإسكندريّة. نذكر منها: يهوديت، طوبيّا، ١ و٢ مكابيين، الحكمة، يشوع بن سيراخ، باروك ومقاطع من أستير ودانيال (نشيد الفتية الثلاثة). تسمّي الكنيسة الأرثوذكسيّة هذه الكتب «كتب التلاوة»، ذلك بأنّها ترى أنّ تلاوتها مفيدة. التلميذ: ماذا تتضمّن أسفاره؟ المرشد: يتضمّن العهد القديم العبريّ ثلاثة أقسام رئيسة مرتّبة حسب أهمّيّة تلك الكتب عند يهود فلسطين: - القسم الأوّل، وهو «التوراة» أو الناموس، ويضمّ: كتب التكوين والخروج واللاويّين والعدد وتثنية الاشتراع، المعروفة بـ«الأسفار الخمسة». - القسم الثاني وهو «الأنبياء» وهو على قسمَين: أ- الأنبياء الأوّلون وهم: يشوع، قضاة، ١و٢ صموئيل، ١و٢ ملوك. ب- الأنبياء الأخيرون وهم: إشعيا، إرميا، حزقيال، هوشع، يوئيل، عاموس، عوبديا، يونان، ميخا، ناحوم، حبقوق، صفنيا، حجاي، زكريّا، ملاخي. - القسم الثالث، ويسمّى «الأسفار» أو «الكتب»، وهي: المزامير، الأمثال، أيّوب، نشيد الأنشاد، راعوث، المراثي، الجامعة، أستير، دانيال، عزرا، نحميا، ١و٢ أخبار الأيّام. التلميذ: هل هناك تقسيم آخر؟ المرشد: يختلف ترتيب الأسفار في التوراة العبريّة عن ترتيبها في طبعات الكتاب المقدّس التي تتّبع الترجمة اليونانيّة السبعينيّة ليهود الإسكندريّة، والتي تقسّم أسفار العهد القديم إلى أربعة أقسام: كتب الشريعة، كتب التاريخ، كتب الحكمة، وكتب الأنبياء. قام بعض علماء اليهود، ابتداء من القرن السابع ب.م.، وقد أُطلق عليهم اسم «المسُّوريّين»، بتثبيت معنى النصوص بتشكيل الحروف، وهذا التشكيل يكون في نقاط وُضعت فوق الحروف أو تحتها. ولذلك يسمّى النصّ العبريّ، أحيانا، بـ«النصّ المسّوريّ». التلميذ: متى تُرجم كتاب العهد القديم لأوّل مرّة؟ المرشد: تُرجم العهد القديم إلى اليونانيّة ابتداءً من القرن الثالث ق.م. وظهرت النسخة الـمترجمة في الإسكندريّـة على عهد بطليمُس الأوّل، ذلك بأنّ يهود الإسكندريـّة عادوا لا يفهمون اللغة العبريّة. أُطلق على هذه الترجمة اسم «الترجمة السبعينيّة»، لأنّ الأسطورة تزعم أنّ العمل قام به اثنان وسبعون كاتبًا (مترجِمًا)، حُبس كلّ منهم منفصلًا عن الآخر فوصلوا، بعد اثنَين وسبعين يومًا، إلى ترجمة واحدة. معنى هذه الأسطورة يفترض طابعًا قدسيًّا، ذلك بأنّ ترجمة كهذه لا يمكن أن تكون إلّا من وحي اللّه. والواقع أنّ هذا العمل تمّ على مراحل وعلى مقتضى الحاجة وهي في بعض الأحيان تكييف أكثر ممّا هي مجرّد ترجمة. الجدير ذكره أنّ كتّاب العهد الجديد استعملوا هذه الترجمة في كلّ استشهاداتهم بالعهد القديم. جرى تقسيم الكتب إلى إصحاحات مرقّمة على يد إسطفانس لانغتون العام ١٢٢٦، أمّا تقسيم الإصحاحات إلى آيات فقام به صاحب مطبعة يدعى روبير إتيان أثناء رحلة في عربة بين ليون وباريس في السنة ١٥٥١. |
Last Updated on Saturday, 19 August 2023 23:02 |
|