للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
رعيتي العدد ٣٧: أرض الميعاد الجديدة والبرّيّة التي تقودنا إليها |
Written by Administrator |
Sunday, 10 September 2023 00:00 |
الأحد قبل عيد رفع الصليب اللحن ٥ – الإيوثينا ٣ الشهيدات مينوذورة وميتروذورة ونيمفوذورة
كلمة الراعي أرض الميعاد الجديدة خسر الإنسان مكانته لدى الله وأمامه، بداعي طيش أو جهالة أو تخمة أو ضجر أو تكبّر. غادر الحضرة الإلهيّة وما كان بإمكانه استعادة مكانته أمامها ولا أن يصعد إلى السماء. قام باستعادتها من أجله ولحسابه ابن الله بتجسّده من البتول، أي ذاك الذي نزل من السماء (يوحنّا ٣: ١٣). عبورنا إلى الله ممكن فقط بيسوع، حيث، بعود الصليب، شقّ طريق الملكوت وأعطى أن نعبر معه إلى أبيه. انتصب على تلك العصا-الصليب في نهاية كرازته العلنيّة بيننا، وسحق بها خطيئة الإنسان والشيطان والشرّ والموت. عبور شعب الله صحراء سيناء، بعد خروجه من مصر متّجهًا إلى أرض الميعاد هي صورة رمزيّة عن عبورنا مع يسوع إلى أبيه. هذا ما عبّر عنه يسوع في مقارنته بين ما صنعه موسى النبيّ بالعصا لينقذ مَن لسعتهم الحيّات في البرّيّة، وما سيصنعه هو بارتفاعه على الصليب لينقذنا من الهلاك: «كما رفع موسى الحيّة في البرّيّة هكذا ينبغي أن يُرفع ابن الإنسان» (يوحنّا ٣: ١٤). بعدها عرفنا أنّ حمل الصليب هو البرّيّة التي نجتازها في هذا الدهر. الآب هو أرض الميعاد الحقيقيّة. هذا لمسناه بما صرّح به يسوع بقوله: «لم يرسل اللهُ ابنَه إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلِّص به العالم» (يوحنّا ٣: ١٧). كيف نصل إلى تلك الأرض؟ إن صرنا أبناء لله. وهذا لا يصير بمشيئة لحم ودم، بل من الله. إنّهم الذين وُلدوا بالماء والروح، الذين أعطاهم الآبُ سلطانًا أن يصيروا أبناء له. بالصليب أخذ يسوع على عاتقه ما يعيق عبورنا إلى الآب، إذ منح غفران أبيه لصالبيه. نعم، أخذ يسوع على عاتقه كلّ صليب نرفعه عليه: رفضنا له ولرسالته، عدوانيّتنا تجاهه، غياب الشكر والامتنان له، وكذلك كلّ كراهيّة أو غيرة أو حسد أو عنف أو نميمة أو دينونة في تعاملنا مع بعضنا البعض، من دون أن ننسى كلّ جهل بخلاصنا ورياء في عبادتنا، كلّ كذب وضلال نقيم فيه ونروّج له عن معرفة أو عن جهل. هكذا واجه يسوع واقعنا، بل قلّ سقوطنا: واجه شرَّ الإنسان بخير أبيه وصلاحه، على صورة ما عبّر عنه في مثل السامريّ. واجه معاناة الإنسان بأن عانقه فيها ولبّاه خير تلبية، فسقى العطشان وأطعم الجائع واستفقد المريض وزار السجين كما أوحى إلينا في مثل يوم الدينونة. واجه تغرّبنا عن أبيه بأن فتح لنا أبواب التوبة واستقبل العائدين إليه بكرامة البنوّة كما في عودة الابن الضالّ إلى أبيه. واجه ضعف إيماننا أو قلّته بأن أشار علينا أن نسأله نعمة الروح القدس، الذي يرشدنا إلى ما علّمنا إيّاه، واجه رياءنا بأن أعطانا أن نراها فنسلك في الحقيقة. واجه خبثنا بمشاركته إيّانا صلاح أبيه، فأعطانا خدّه الأيسر بعد أن لطمناه على خدّه الأيمن. واجه انفراط وحدتنا كشعب بأن سعى إلى أن يجمعنا كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحَيها. واجه عداوتنا لبعضنا البعض بأن أعطانا سلطان المصالحة وأرسلنا رسلًا أمامه ندعو الكلّ إلى اتّحاد واحد به. واجه كلّ اضطهاد من أجل اسمه بأن أوصانا أن نبارك على شاكلته. واجه ظلمتنا بأن أعطانا نور معرفة أبيه. واجه موتنا بأن مات عنّا وأقامنا معه. هوذا جواب الله عن محنة الإنسان: «هكذا أحبّ اللهُ العالمَ حتّى بذل ابنه الوحيد، كيلا يهلك كلّ مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبديّة» (يوحنّا ٣: ١٦). فما الذي سيدين الإنسان؟ هل ستدينه أفعاله أم محبّة الله له؟ ربّ قائل الأمران معًا. هلّا استعدّينا لملاقاة الربّ المصلوب عنّا في احتفالنا بعيد رفع الصليب؟ هلّا تبنا إليه كما تاب هو إلينا؟ ألا أعطنا يا ربّ أن نجيب عن محبّتك لنا بأن نحبّك كما أوصيتنا، ونحبّ مَن خلقتَهم على صورتك ودعوتهم ليكونوا من مختاريك. ألا أعطنا أن نسبّحك ونباركك ونسجد لك في كلّ موضع سيادتك. + سلوان
الرسالة: غلاطية ٦: ١١-١٨ يا إخوة، انظروا ما أعظم الكتابات التي كتبتُها إليكم بيدي. إنّ كلّ الذين يريدون أن يُرضُوا بحسب الجسد يُلزمونكم أن تَختتنوا، وإنّما ذلك لئلّا يُضطهَدوا من أجل صليب المسيح، لأنّ الذين يختتنون هم أنفسهم لا يحفظون الناموس بل إنّما يريدون أن تختتنوا ليفتخروا بأجسادكم. أمّا أنا فحاشى لي أن أفتخر إلّا بصليب ربّنا يسوع المسيح الذي به صُلِب العالم لي وأنا صُلبت للعالم؛ لأنّه في المسيح يسوع ليس الختان بشيء ولا القلف بل الخليقة الجديدة. وكلّ الذين يسلكون بحسب هذا القانون فعليهم سلام ورحمة، وعلى إسرائيلِ اللهِ. فلا يجلبْ عليَّ أحدٌ أتعابًا في ما بعد فإنّي حامل في جسدي سِماتِ الربّ يسوع. نعمةُ ربّنا يسوع المسيح مع روحكم أيّها الإخوة، آمين.
الإنجيل: يوحنّا ٣: ١٣-١٧ قال الربّ: لم يصعد أحد إلى السماء إلّا الذي نزل من السماء، ابنُ البشر الذي هو في السماء. وكما رفع موسى الحيّةَ في البرّيّة، هكذا ينبغي أن يُرفع ابنُ البشر كيلا يهلِكَ كلّ مَن يُؤمن به بل تكون له الحياة الأبديّة، لأنّه هكذا أَحَبَّ اللهُ العالم حتّى بذل ابنه الوحيد كيلا يهلِكَ كلّ مَن يُؤمن به بل تكون له الحياة الأبديّة. فإنّه لم يرسل اللهُ ابنه الوحيد إلى العالم ليدين العالم بل ليخلِّص به العالم.
والدة الإله والقدّيسون قال القدّيس كيرلّس الإسكندريّ: «إذا كان ربُّنا يسوع المسيح إلهًا، فكيف أنّ العذراء القدّيسة التي ولدته لا تكون والدة الإله؟». انعقد مجمع أفسس سنة ٤٣١ وأقرّ ذلك. المسيح في ألوهيّته من جوهر واحد مع الآب، وفي بشريّته من جوهر واحد معنا. ذاته واحدة، ولذلك يصحّ أن تُسمّى مريم والدة الإله. المجمع المسكونيّ الخامس المنعقد في القسطنطينيّة سنة ٥٥٣ أعلن أنّ والدة الإله هي دائمة البتوليّة. والمعنى أنّ ميلادها ليسوع كان بلا مشاركة رجل، وأنّها بعد هذا الميلاد لم تقترن برجل. في تأمّلنا في سرّ مريم نتحرّك بين هذين الحدّين. بعد هذا غنّينا مريم، دعوناها، خاطبناها، أقمنا لها الأعياد ولم نتجاوز في عباداتنا هذا الذي تسلّمناه من آبائنا... لقد أَمرَنا الإنجيل بأن نكلّمها إذ كيف ننفّذ كلمتها «ها منذ الآن تطوّبني سائر الأجيال» (لوقا ١: ٤٨) إنْ لم نتوجّه إليها لنقول لها إنّ الطوبى (أو الهناء) لها. الذين مع الله في الملكوت أحياء لأنّ «الله إله أحياء وليس إله أموات». كيف يُظهرون حياتهم إن لم يكونوا في حوار صلاة مع ربّهم من جهة ومعنا من جهة أخرى؟ عندما يقول بولس إنّه يتمنّى أن يموت ليكون مع المسيح، ماذا تعني هذه المعيّة سوى أنّه قادر على أن يكلّم المسيح؟ هل الذين تقدّسوا وانتصروا هم مع السيّد بلا وعي؟ «لقد أتت الساعة وهي الآن حاضرة حين يسمع الأموات صوت ابن الله». هي الآن حاضرة لأنّ قيامة المخلّص فاعلة في النفوس منذ الآن وإلّا كانت حياة المسيح فينا قد انطفأت أو انقطعت. استمراريّة حياة المسيح في أتباعه بعد موتهم هي التي تجعلنا نقول إنّهم منتصبون أمام وجهه وإنّنا نحن الذين استبقانا على الأرض أمام وجه القدّيسين كما أنّ وجوهَهم إلينا. هنا لا بد لنا من أن نجيب عن اعتراض نسمعه عند بعض، وهو لماذا لا نتوجّه إلى المسيح مباشرة في الصلاة؟ من سمع طقوسنا يلاحظ أنّنا في معظم صلواتنا نتوجّه إمّا إلى الثالوث المقدّس أو إلى الابن، وأنّ القدّاس الإلهيّ يتوجّه إلى الآب. هذا هو توجُّه العبادة. أمّا القدّيسون ومنهم والدة الإله فلا عبادة لهم، وتوجُّهُنا إليهم توجُّه تكريم وتوسُّل أو مديح ضمن علاقة التكريم. أمّا لماذا لا نكلّم المسيح وحده فاعتراض نُجيب عنه بأنّ المسيح ليس وحده في السماء ولكن يحيط به أحبّاؤه. «أنا الكرمة وأنتم الأغصان». الكنيسة المنتصرة في السماء، كما الكنيسة المجاهدة على الأرض، هي «جسد المسيح»، امتداده، حضوره فوق وهنا. المسيح يُسَرّ بالذين هم له. هؤلاء لا يقلّلون من مجده. إنّهم سطوع مجده. في الدنيا إذا كرَّمتَ صديقًا تكرّم أيضًا زوجته وأولاده. ليس في السماء مَن كان غريبًا عن السيّد. كلّهم حول السيّد. القدّيسون ليسوا طريقنا إلى الربّ. هم معنا حوله. يبقى وحده مركز الدائرة ونحن أهل السماء والأرض معًا مركَّزون عليه، فإذا خاطبْنا أهلَ السماء نكون مخاطبين حبيبهم الأوحد بآن معًا، ذلك بأنّه في القدّيسين. كذلك هنا نطلب من كلّ تقيّ أن يصلّي من أجلنا. ذلك لإيماننا بأنّ المسيح فيه وبأنّه قادر على أن يكون لنا رفيقًا أمامه. فإذا كان لأهل الأرض قوّة في السماء، فبالحريّ الذين تحرّروا من وطأة الجسد لهم عزّة ومكانة عند الربّ من أجل أهل الأرض. المهمّ أن نؤمن بأن ليس أحد له قوّة إلّا تلك التي استمدَّها من الله... مَن توقّف عند القدّيسين ولم يذهب إلى الربّ الذي يعبّرون هم عنه فهذا قد جعل في المخلوق قدرة منعزلة عن قدرة الخالق. وأمّا من لم يكن له حديث مع والدة الإله والقدّيسين فقد عزل المخلّص عن أحبّائه. هكذا يكون قد بتر المسيح. للربّ مكانة ولصحبه مكانة. والمكانتان في المدى الروحيّ الواحد. طوبى لمن استطاع أن يرى المسيح وحيدًا وأن يراه مع إخوته الصغار الذين اصطفاهم ليُشركهم في حبّه إلى الأبد.
من تعليمنا الأرثوذكسيّ: الكتاب المقدّس (الأنبياء الأخيرون) التلميذ: من هم الأنبياء الأخيرون؟ المرشد: تجمع التوراة العبريّة تحت اسم «الأنبياء الأخيرون» ثلاثة أنبياء كبارًا هم: إشعياء، إرمياء وحزقيال، واثني عشر نبيًّا يشكّلون فيها كتابًا واحدًا ويُدعون بسبب آثارهم القليلة «الأنبياء الصغار». التلميذ: ماذا تخبرنا عن إشعياء النبيّ؟ المرشد: يتصدّر إشعياء الأنبياء الكبار ويعود ترتيبه أوّلًا إلى حجم سفره، وهو من بين الأنبياء الأوّلين الذين وعظوا في مملكة يهوذا. شاعر كبير وسياسيّ حذق، وعظ بين السنة ٧٤٠ ق.م. والسنة ٧٠٠ ق.م.، فكان له تأثير كبير مـمّا جعل أنّ تلاميذ له، جاؤوا بعد قرنَين، أضافوا أعمالهم إلى أعماله. ما ميّزه الاختصاصيّون أنّ سفر إشعياء (٦٦ إصحاحًا)، بما فيه من أدلّة فكريّة وأدبيّة واضحة، هو بحقيقته كتابٌ يضمّ كتبًا عدّة كُتبت في أزمنة وظروف مختلفة. فالإصحاحات ١-٣٩ هي جزئيًّا من تأليف إشعياء بن آموس نفسه، والإصحاحات ٤٠-٥٥، التي تُنبئ بإصلاح قورش الملك الفارسيّ ليهوذا، هي من تأليف تلميذ مجهول الاسم عاش، على الأرجح، في أيّام السّبي. أمّا الإصحاحات ٥٦-٦٦ فهي من تأليف تلميذ آخر عاش بعد السّبي. إلّا أنّ وحدة السفر بكامله مدهشة بقدر ما تفصل بين أجزائها قرون. لعلّ التأكيد على قداسة الله وعلى العنصر الماسيانيّ (نسبة إلى المسيح) في السفر هي التي دعت للربط بين الأجزاء. التلميذ: مَن هو النبيّ ميخا وبماذا تنبأ؟ المرشد: ميخا فلّاح تنبّأ في مملكة يهوذا، آلمته سياسة الكبار، التي سبّبت الحرب وظلم الأغنياء. نادى بسخط الله وأنبأ عن الملك الآتي ليرعى شعبه لا من أورشليم ولكن من بيت لحم. التلميذ: وماذا يخبرنا النبيّان عاموس وهوشع؟ المرشد: عاموس راعٍ من الجنوب من تقوع بالقرب من بيت لحم، أرسله الله إلى الشمال على عهد ياربعام الثاني نحو السنة ٧٥٠ ق.م. وكانت السامرة تنعم في العزّ، فحدّث أهلها عن العدالة الاجتماعيّة. ما يميّز عاموس عن الأنبياء الذين سبقوه هو أنّه أوّل من بُدئ بتدوين كلامه. وفي أيّامه وعظ هوشع، وهو من مملكة الشمال. اكتشف حبّ الله وحنانه عبر حبّه لزوجته الذي أعاد لها، بعد سيرتها السيّئة، قلب صباها. وأثبت هوشع خطيئة شعبه لأنّه ليس مَن يطّلع على محبّة الله، والأخ لا يحنّ على أخيه. التلميذ: وماذا عن بقيّة الأنبياء؟ المرشد: بعد أن استشهد إشعياء قام في مملكة يهوذا جيل من الأنبياء: ناحوم، صفنيا، حبقوق وإرمياء. في حين وعظ ناحوم نحو ٠٦٦ ق.م.، وتحدّث عن دمار نينوى (٦١٢ ق.م.) عاصمة آشور، واعتبر أنّ تدميرها دلالة على عدالة الله، صُعق صفنيا النبيّ لكون أورشليم، ملوكًا وأنبياء وكهنة، بعيدة عن الربّ، فالتفت إلى المتواضعي القلب الذين يضعون ثقتهم بالله (٢: ٣). وعظ حبقوق نحو السنة ٦٠٠ ق.م. حين بدأ أهل بابل زحفهم على فلسطين، وتساءل: لماذا يسمح الربّ للأشرار بمعاقبة شعبه؟ إلّا أنّ جواب الربّ له: «البارّ بالإيمان يحيا» (٢: ٤) يجعله داعية إلى الثقة بالله الذي لا بدّ من أن يتدخّل. التلميذ: علامَ شدّد إرمياء في أسفاره؟ المرشد: في السنة ٦٠٥ ق.م. هزم الملك نبوخذنصّر البابليّ المصريّين في كركميش، في شمال سوريا. ووصل سنة ٦٠٣ ق.م. إلى أورشليم وأخضعها. أدرك إرمياء (٦٢٨-٥٨٠ ق.م.) أنّ العدوّ يأتي من الشمال، من بابل، فتوقّع الكارثة ونبّه شعبه إليها، إلّا أنّ الشعب اضطهده. شدّد إرمياء على سموّ الله وعلى خيانة الشعب له ودعاه إلى أن يتوب. التلميذ: مَن هو النبيّ حزقيال؟ المرشد: كان حزقيال من قافلة المجلوّين الأولى إلى بابل (٥٩٧ ق.م.). تنبّأ فيها وكان في البدء يلوم الشعب على سلوكه، إلّا أنّه بعد حلول الكارثة (أي السّبي إلى بابل سنة ٥٨٧ ق.م.) انقلب وعظه إلى رسالة رجاء وتحدّث عن الرجوع إلى الأرض المقدّسة. التلميذ: ما هو أقصر سفر بين الأنبياء؟ وعمّا يتحدّث؟ المرشد: عوبديا هو أقصر أسفار الأنبياء، لا نعرف شيئًا عن هويّة كاتبه. وجّه كلامه إلى أهل أدوم، وهم قبيلة ساميّة استقرّت في الجبال جنوب البحر الميت، الذين فرحوا بدمار أورشليم (٧٨٥ ق.م.) وندّد بموقفهم. شجّع الناجين بعد الجلاء وأنبأ بمجيء يوم الربّ، اليوم الذي تعاقَب فيه الأمم. التلميذ: هل من أنبياء بعد العودة من المنفى؟ عمّا تنبّأوا؟ المرشد: أنبياء الرجوع من المنفى هم: حجّاي، زكريّا (الأوّل)، ملاخي يوئيل وإشعياء (الثالث). في السنة ٥٢٠ ق.م. طالب النبيّ حجّاي بإعادة بناء الهيكل، وأنبأ بمجيء المسيح. الإصحاحات ١٤ التي تكوّن كتاب زكريّا هي مجموعة مواعظ لنبيَّين، الأوّل (الإصحاحات ١-٨) والثاني (٩-١٤). الأوّل يؤيّد وعظ حجّاي، إلّا أنّه يفعل ذلك في أسلوب خاصّ هو أسلوب الرؤى، ويعلن أنّ بناء الهيكل هو عربون مستقبل مجيد لأورشليم ووعد ببركات الله. أمّا الثاني فنبيّ مجهول الاسم يرقى إلى الحقبة اليونانيّة، بعث فكرة انتظار مسيح يقيم الله مُلكه عن يده. ملاخي هو رسول الله تحدّث عن واجبات الكهنة الذين أهملوا الوعظ بكلمة الله، وعن أهمّيّة الأمانة الزوجيّة (خطيئة الذين يطلّقون نساءهم)، وعن الذبيحة الشاملة التي ترمز إلى ذبيحة العهد الجديد. التلميذ: أخبرني عن النبيّ يوئيل؟ المرشد: لا يُعرف تمامًا متى وعظ يوئيل. كانت تهمّه البيئة في حين كان التلوّث يسود البلاد، وهو بالنسبة إليه علامة لمجيء «يوم الربّ». تحدّث عن حلول الروح القدس في الأزمنة الأخيرة. التلميذ: وماذا عن سفر يونان؟ المرشد: يستعمل كاتب سفر يونان اسم نبيّ ورد ذكره في ٢ملوك ١٤: ٢٥ وهو نبيّ من القرن الثامن معروف بروحه القوميّة المتطرّفة. إلّا أنّ زمن كتابة السفر يعود، بلا شكّ، إلى ما بعد العودة من الجلاء وتحديدًا إلى العصر الفارسيّ. يروي السفر قصّة نبيّ لا يوافق على أن يكون الله كما هو (رحيمًا، رؤوفًا ...)، فيرفض إرساله إلى نينوى المدينة الوثنيّة ويحاول الهرب من وجه الربّ، لكنّه يعود ويطيع. هو كتاب يصوّر بشكل رائع توبة الوثنيّين ورضى الربّ عليهم. |
Last Updated on Saturday, 09 September 2023 08:21 |
|