للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
رعيتي العدد ٧: مائدة المرأة الكنعانيّة وضيفها |
Written by Administrator |
Sunday, 18 February 2024 00:00 |
الأحد ١٧ بعد العنصرة، الأحد ١٧ من متّى (الكنعانيّة) اللحن ٤ - الإيوثينا ٤ القدّيس لاون بابا رومية، والقدّيس أغابيتوس السينائيّ
كلمة الراعي مائدة المرأة الكنعانيّة وضيفها مائدة المرأة الكنعانيّة التي دعت إليها المسيح هي فريدة جدًّا. وفرادتها لا تكمن في غياب الحفاوة والإكرام، أو غياب المدعوّين وحسن ضيافتهم واستقبالهم، أو غياب مستلزمات الدعوة من مائدة وكراسٍ وتجهيزات. مائدة المرأة الكنعانيّة التي دعت إليها المسيح فريدة، ليس بسبب بزخ كبير أو أخلاق حميدة أو شخصيّات اعتباريّة مهمّة، وليس بداعي المناسبة احتفالًا بحدث عظيم أو مناسبة محبّبة أو نجاح باهر أو إنجاز لا مثيل له. مائدة المرأة الكنعانيّة التي دعت إليها المسيح هي فريدة، ليس لكونها من إحدى عائلات النبلاء، أو لكونها صاحبة مقام اجتماعيّ أو ثقافيّ أو سياسيّ أو غير ذلك، أو بداعي علاقاتها الكثيرة والمتنوّعة، أو بداعي تألّقها في أيّ مجال من مجالات الحياة. مائدة المرأة الكنعانيّة التي دعت إليها المسيح هي فريدة لأنّ أحدًا لم يردْ إعطاءها اعتبارًا أو تلبيتها أو مجالستها. مائدتها فريدة لأنّ لا «مكان» لها فيها، فهي مزعجة للغاية. إذا تأمّلنا قليلًا بمائدتها، فما عساها تقدّم لنا؟ أوّلًا، قلب أمّ مفعم بالإيمان والرجاء والمحبّة؛ قلب أمّ مفعم بالتواضع وإنكار الذات والحكمة؛ قلب أمّ مفعم بالانسحاق والفضل والامتنان؛ قلب أمّ متألّم ومصلوب ومرذول. ثانيًا، قلبًا-مائدةً، مائدةً مقدّسة تستقبل عطايا الإنسان، حياته بشجونها، ويقدّمها إلى الله، ويرفعها إليه، عطايا تشكّل القربان-الحمل الذي اتّحد بنا ويقدّمنا إلى أبيه ويجعلنا شركاء في مائدته السماويّة. ثالثًا، قلبًا-هيكلًا، هيكلًا فيه يخاطب اللهُ الإنسانَ وفيه يرفع الإنسانُ الصلاة إلى الله، هيكلًا يستعيد فيه الإنسان كرامته، ويقتني فيه فهم قصد الله ومعرفة كلمته، ويصير خادمًا لـمَن يخدم خلاص البشر ويدعوهم إلى مائدتها. رابعًا، قلبًا-كنيسةً، كنيسةً يبحث أعضاؤها عن شفاء الإنسانيّة المجروحة من الخطيئة، والمستعبدة للشرّير، والعالقة تحت براثين الموت، ويجدون فيها ينابيع البرّ والصلاح والحياة التي من الله، وانتماء جوهريًّا ورابطًا حقيقيًّا وانطلاقة جديدة بالمسيح يسوع. خامسًا، قلبًا-ملكوتًا، ملكوتًا يسود فيه الإيمان الثابت، الرجاء الفرح، المحبّة الباذلة، حيث سيادة نعمة الله ونوره ومحبّته هي الخبز الجوهريّ الذي يقيت الساعين إلى التوبة، أو الصانعين مشيئته، أو الممجِّدين اسمه، أو المقدِّسين ذواتهم على غرار يسوع القائل: «لأجلهم أقدّس ذاتي، ليكونوا هم أيضًا مقدَّسين في الحقّ» (يوحنّا ١٧: ١٩). أَلـمْ يكنْ قلب المرأة الكنعانيّة نموذجًا استحقّت أن يغبّط الربُّ بسببه إيمانها: «يا امرأة عظيم إيمانك!» (متّى ١٥: ٢٨)؟ أَلـمْ يكنْ قلبها مذبحًا رفعت عليه معاناة ابنتها المعذّبة؟ أَلـمْ يكنْ قلبها هيكلًا حوى فتات كلمة الله النازل عليها؟ أَلـمْ يكنْ قلبها كنيسةً منزليّة نموذجيّة يسوع فيها بارئها وسيّدها ومخلّصها؟ أَلـمْ يكنْ قلبها ملكوتًا يسوع فيه محقّقًا تدبيره ومعلنًا مسرّته وسيادته، وبالأخصّ محبّته؟ ربّ قائلٍ: أَلـمْ يكنْ قلبها فقيرًا للغاية حتّى بدا خاليًا من كلّ أنانيّة؟ أَلـمْ يصرْ قلبها مكانًا وجد فيه يسوع مائدته المفضّلة، فصار ضيفها؟ أَلـمْ يصرْ قلبها مضافة لخبز الحياة نفسه، النازل من السّماء؟ لعلّها بدت قائمة في قعر الفقر الروحيّ، لكنّها استبانت أنّها قادرة على أن تغني كثيرين بضيفها، وليس بفتات «خبز البنين». ها هي «مائدة الأرباب» قد انكشفت، بمائدة المرأة الكنعانيّة هذه، في كلّ حقيقتها وجمالها وقدسيّتها وكمالها، بالداعي والمدعو، بالمقرِّب والمقرَّب، بكلّ إنسان كالمرأة الكنعانيّة ويسوع. هلّا سجدْنا للربّ معها وقلْنا: «يا سيّد أعنّا» (متّى ١٥: ٢٥)؟ هلّا خلقتَ فينا يا ربّ قلبًا نقيًّا؟ هلّا عضدتنا بروحك الرئاسيّ؟ هلا جدّدتَ فينا روحًا مستقيمًا؟ ألا باركْ يا ربّ مسعانا أن نتعلّم من تلاميذك الدرس كيف نعلّم الأثمة طرقك وكيف يرجع إليك الخطأة فنسبّح معهم برّك إلى الأبد (مزمور ٥٠). + سلوان متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)
الرسالة: ٢كورنثوس ٦: ١٦-١ و٧: ١ يا إخوة أنتم هيكل الله الحيّ كما قال الله إنّي سأَسكن فيهم وأسير في ما بينهم وأكون لهم إلهًا وهم يكونون لي شعبًا، فلذلك اخرجوا من بينهم واعتزلوا يقول الربّ ولا تمسّوا نجسًا فأقبلكم وأكون لكم أبًا وتكونون أنتم لي بنينَ وبنان يقول الربّ القدير. وإذ لنا هذه المواعد أيّها الأحبّاء، فلنطهّر أنفسنا من كلّ أدناس الجسد والروح ونكمّل القداسة بمخافة الله.
الإنجيل: متّى ١٥: ٢١-٢٨ في ذلك الزمان خرج يسوع إلى نواحي صور وصيدا، وإذا بامرأة كنعانية قد خرجت من تلك التخوم وصرخت إليه قائلة: ارحمني يا ربّ يا ابن داود، فانَّ ابنتي بها شيطانٌ يُعذّبها جدًّا. فلم يُجبها بكلمة. فدنا تلاميذه وسألوه قائلين: اصرفها فانَّها تصيح في إثرنا. فأجاب وقال لهم: لم أُرسَـل إلّا إلى الخراف الضالّة من بيت إسرائيل. فأتت وسجدت له قائلة: أغثني يا ربّ. فأجاب قائلًا: ليس حسنًا أن يُؤخَذَ خبزُ البنينَ ويُلقَى للكلاب. فقالت: نعم يا ربُّ، فإنَّ الكلاب أيضًا تأكل من الفُتات الذي يسقط من موائد أربابها. حينئذ أجاب يسوع وقال: يا امرأةُ عظيمٌ إيمانك فليكن لك كما أردت. فشُفيت ابنتُها من تلك الساعة.
إيمان المرأة الكنعانية لقد خرج يسوع من منطقة اليهوديّة، من وسط شعبه وأبناء دينه، وأتى إلى نواحي صور وصيدا الأمميّة، فخرجت هي للقائه. هي ابنة الأرض الغريبة والآلهة الوثنيّة والمعتقدات الخاطئة. كيف عرفت بابن داود؟ مَن كان بالنسبة إليها؟ كيف أدركت أنّه قادر على شفاء المرضى؟ لا نعرف. كلّ ما نعرفه أنّها جاءت تستعطفه من أجل ابنتها. هو وجع الأمّ، جاءت تصرخه أمام هذا المعلّم اليهوديّ الغريب والقادر على اجتراح العجائب. جاءت تطلب الرحمة والشفاء. لقد سمعت حتمًا عن لطفه ورحمته حتّى تشجّعت وأتت إليه. لم يجبْها بكلمة، وكلمته وحدها قادرة على الشفاء. طلب الرسل إليه أن يصرفها، كما يقترحون عادة في مثل هذه المواقف. فهم يتقيّدون بحرفيّة الناموس. فكل أمميّ أو غريب أو مُصاب بأيّ تشوّه جسديّ هو إمّا خاطئ إمّا نجس. لكنّه لم يصرفْها. أتى جوابه لسؤالها موجَّهًا لهم وليس لها: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ». (متّى ١٥: ٢٤) أَلم يسبقْ أن أعطاهم الوصيّة عينها عندما أرسلهم وأوصاهم قائلّا: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا، وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ» (متى ١٠: ٥-٦). لماذا هذه الحصريّة؟ أَلعلّ المسيح يميّز بين اليهود والأمم؟ هل أراد أن يحدّد لهم أولويّات البشارة؟ القدّيس بولس الرسول يوضح في رسالته إلى أهل رومية لماذا الإصرار على خراف بيت إسرائيل الضّالة: «وَإِنْ كَانَتِ الْبَاكُورَةُ مُقَدَّسَةً فَكَذلِكَ الْعَجِينُ! وَإِنْ كَانَ الأَصْلُ مُقَدَّسًا فَكَذلِكَ الأَغْصَانُ!» (رومية ١١: ١٦). فالمسيح أراد، عبر جوابه، أن يؤكّد لهم أنّ قداسة بيت إسرائيل، الذين هم الأصل، ستقدِّس الأغصان، أي الأمم، الذين سيطعَّمون فيه لاحقًا. لقد كانت البشارة لليهود، أبناء الموعد، أوّلًا ولكن ليس حصرًا. أَلم يقل السيّد لاحقًا، في إنجيل يوحنّا: «وَلِي خِرَافٌ أُخَرُ لَيْسَتْ مِنْ هذِهِ الْحَظِيرَةِ، يَنْبَغِي أَنْ آتِيَ بِتِلْكَ أَيْضًا فَتَسْمَعُ صَوْتِي، وَتَكُونُ رَعِيَّةٌ وَاحِدَةٌ وَرَاعٍ وَاحِدٌ» (يوحنّا ١٠: ١٦)؟ أَلم يُعلَن القدّيس بولس، فيما بعد، رسولًا للأمم؟ أَلم يحلّ الرّوح القدس على كورنيليوس، قائد المئة، وعلى جميع الذين كانوا يسمعون الكلمة من القدّيس بطرس في بيته؟ «فَانْدَهَشَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ مِنْ أَهْلِ الْخِتَانِ، كُلُّ مَنْ جَاءَ مَعَ بُطْرُسَ، لأَنَّ مَوْهِبَةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ قَدِ انْسَكَبَتْ عَلَى الأُمَمِ أَيْضًا» (أعمال الرسل ١٠: ٤٥). هل أراد أن يلقّنهم ويلقّننا درسًا عبر هذه المرأة الكنعانيّة؟ جواب يسوع جاء قاسيًا، لقد رمى بوجهها تعاليم اليهود ونظرتهم إلى الأمم: «ليس حَسَنًا أن يُؤخذ خبزُ البنين ويُلقى للكلاب». هذا الجواب لم يدفعْها للاستسلام، لم يدفعها لا لانكفاء، لم يثنِها، بل جعلها تُلحّ بالطلب. أَلعلها عرفت أنّه القائل: «اسْأَلُوا تُعْطَوْا، اُطْلُبُوا تَجِدُوا، اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُم»؟ (لوقا ١١: ٩). فقد أقرنت إيمانها الكبير الذي دفعها نحو السّيد بتواضعٍ وانسحاقٍ كبيرين. ارتضت بالتصنيفات اليهوديّة مكتفيةً بالفتات المتساقط عن المائدة، فحتّى هذا الفتات قادرٌ على شفاء ابنتها. قد تكون مثل المرأة السّامرية، أيقنت أنّ الخلاص سيأتي من اليهود وأنّه هو الذي يخاطبها الآن، وأنّه رمى بهذه المفاهيم بوجهها ليُظهر للملأ إيمانها وتواضعها فتكون درسًا للتلاميذ وللسامعين ولنا. فهذه المرأة الوثنية تعلّمنا أنّ مخاطبتنا ليسوع يجب أن تكون عبر قلوبنا قبل أن تكون عبر أفواهنا وكلماتنا. فهو يعرف داخلنا، يعرف عمق إيماننا ومدى تواضعنا، يعرف مقدار توجّعنا وحرارة صلاتنا، فيستجيب يسوع. هذه المرأة الغريبة تُظهر لنا أنّ بعض الأشخاص الذين يعيشون بيننا، البسطاء، الضعفاء والفقراء من الخارج، الأقوياء، الأشدّاء والأغنياء من الداخل هم القادرون على نقل الجبال بقوّة إيمانهم وتضرّعاتهم وشفاعاتهم، فيستجيب يسوع. هذه المرأة الأمميّة تؤكّد لنا أنّ يسوع الذي فتح الباب أمام الذين لا تجمعه بهم أيّة صلة بحسب منطق هذا العالم وشرائعه ودساتيره: المرأة السامريّة، الزانية، زكّا ومتّى العشّارين، لصّ اليمين... لم يطرحهم خارجًا، بل سبقوا الكثيرين إلى دخول الملكوت. فالكلّ مدعوّ. هو ينتظر فقط قلوبًا تائبة وحارّة، قلوبًا ملتهبة بمحبّته وبالإيمان به، قلوبًا مستعدّة للقائه، فيستجيب يسوع. الكنعانيّة، في إنجيل اليوم، تركت آلهتها ومعتقداتها وأفكارها، وخرجت للقاء هذا الإله الباحث عن أبنائه، كلّ أبنائه. لقد آمنت وألحّت وتواضعت، فكسرت كلّ الحواجز التي تعيقها عن الوصول إلى يسوع. فكان لها ما أرادت.
من تعليمنا الأرثوذكسيّ: التجربة ويسوع (٣) التلميذ: ما هي التّجربة الثانية ليسوع في البرّيّة؟ المرشد: هُزم الشيطان في أوّل تجربة، غير أنّ عزيمته لم تُحبطْ، فأراد أن يخفي عداوته تحت ستار هبات. يقول لوقا إنّ إبليس صعد بيسوع إلى جبل عالٍ وأراه «جميع ممالك المسكونة»، وقال له «لك أُعطي هذا السلطان ومجدهنّ لأنّه إليّ قد دُفع وأنا أعطيه لِمَنْ أريد، فإن سجدتَ أمامي يكون لك الجميع». تضع هذه التجربة الخصمَين في قلب العالم، إذ إنّ إبليس يعرض على يسوع الحكم والسلطان على «جميع ممالك المسكونة». فقد أتى يسوع ليحرّر أمم العالم وممالكه من سلطة الشيطان. فصحيح أنّ العالم في الأخير هو عالم الله، ولكنّ الناس بخضوعهم للخطيئة، صاروا مستعبَدين للشيطان «إله هذا الدّهر» (٢كورنثوس ٤: ٤). التلميذ: ما فحوى هذه التجربة وعلاقتها بخلاصنا؟ المرشد: يوحي إبليس إلى يسوع بتحقيق آمال الشعب وأحلامهم، ذلك بأنّ اليهود كانت قد حكمتهم، عبر العصور، قوّات أجنبيّة (بابليّة وفارسيّة ويونانيّة ورومانيّة)، وكانوا ينتظرون مجيء المسيح ليحرّرهم من الاستعمار ويعيد إليهم الـمُلْك. لكنّ يسوع يرفض صورة المسيّا السياسيّ ويعتقد أنّ قبولها عبادة للشيطان. من هنا قوله لإبليس: «للربّ إلهك تسجدْ وإيّاه وحده تعبدْ»، (تثنية ٦: ١٣)، بينما، في الوقت ذاته، يترك لله الآب، الذي له وحده يحقّ السجود، أن يولي السلطان والمجد لمن يشاء. التلميذ: بما تميّز يسوع في المواجهة الثانية؟ المرشد: تميّز يسوع بتواضعه والتزامَهُ مشيئة أبيه الذي أرسله ليخلّص العالم من حكومة إبليس ويؤسّس مملكته الأبديّة. يسوع إذًا، بطاعته حيث إنّ إسرائيل لم يطعْ، أظهر نفسه ابن الله الحقيقيّ وإسرائيل الحقيقيّ. هو رفض عرض الشيطان أن يعطيه السلطان العالميّ، ليس لأنّه غير مخوّلٍ أن يحصل عليه، ولكن لأنّ طريقه إليه هو طريق الصليب. التلميذ: كيف يبسط يسوع سلطة الله على المسكونة؟ المرشد: في نهاية الإنجيل يعلن المسيح المصلوب والقائم من بين الأموات سلطانه العالميّ، وهو يفوّض تلاميذه أن يعلنوا البشارة: «إنّي قد أُعطيت كلّ سلطان في السّماء وعلى الأرض، فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم…» (متّى ٢٨: ١٨-٢٠). هنا يرد الفعل «أُعطيت» بصيغة المجهول، هذه الصيغة التي تدلّ في الكتاب المقدّس على أنّ الله هو المعطي. فيسوع يأخذ السلطان من أبيه وحده.
الأردنّ ترأسَ راعي أبرشيّة الأردنّ (التابعة لبطريركيّة أورشليم) المطران خريستوفوروس، يوم الإثنين الواقع فيه ٢٢ كانون الثاني ٢٠٢٤، خدمة القدّاس الإلهيّ في كنيسة بترا الروميّة الأثريّة لأوّل مرّة بعد ١٥٠٠ عام من العصر الروميّ البيزنطيّ، وعاونه لفيف من الكهنة وحضور راهبات أخوية دير السيّدة ينبوع الحياة - دبّين، والمؤمنين. في العظة، استعرض سيادته التاريخ الروميّ البيزنطيّ في منطقة بترا، وكيف ازدهرت الـمسيحيّة في متروبوليتة البترا حيث كانت مركزًا يتبعها سَبعة أساقفة، وأشار أيضًا إلى حياة الرهبنة التي كانت منتشرة فيها وما حولها، وللفترة التي تلت مع الخليفة عمر بن الخطاب ومرحلة بناء حضارة مشرقيّة عربيّة. بُنيتِ الكنيسةُ عام ٤٥٠ ميلادي وتحتوي في وسطها على أعمدةٍ وأرضيّاتٍ فسيفسائيّة مميَّزة وكتاباتٍ باللغة اليونانيّة وحنيةٍ للهيكل وتعتبر من أكبرِ الكنائسِ الموجودةِ في مدينة البتراء، أمّا القسمُ الخارجيّ «الموعوظين» فيتوسّطه جرنٌ كبيرٌ للمعموديّة وبئر للماء محاطٌ بأعمدةٍ رومانيّةٍ أثريّة، وبحسب مخطوطات لفائف البردى التي وجدت في مغارة ملاصقة للكنيسة تعود للقرن السادس الميلادي ذكر فيها أن الكنيسة كُرست للسيدة العذراء والدة الإله، وتوضح أيضًا أنّ الكنيسة بنيت على شكل بازليكا مع حنيتين جانبيتين شبه دائريّتين.
كوريا الجنوبيّة أعلنت الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة في إنشيون، كوريا الجنوبية، في ١٨ كانون الثاني الماضي، عن إنشاء دير جديد في جزيرة يونغجونغدو، ضمن منزل مستأجر وأنشأوا كنيسة على اسم القدّيس أنطونيوس الكبير. بدأت الحياة الليتورجية للدير الجديد عشية عيد الظهور الإلهي. ويشير المطران ثيوفان رئيس أساقفة كوريا إلى أنّ هناك العديد من العائلات الأرثوذكسيّة تعيش في الجزيرة، والتي كان عليها في السابق الانتقال لمدة ساعتين إلى العاصمة سيول للوصول إلى الكنيسة. وتضم أبرشيّة الكنيسة الروسيّة الكورية حاليًّا ثلاث رعايا إلى جانب الدير الجديد. |
Last Updated on Friday, 16 February 2024 13:13 |
|