Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2024 رعيتي العدد ١٤: الطريق من وإلى الله في معيّة من الصورة إلى الشبه به
رعيتي العدد ١٤: الطريق من وإلى الله في معيّة من الصورة إلى الشبه به Print Email
Written by Administrator   
Sunday, 07 April 2024 00:00
Share

رعيتي العدد ١٤: الطريق من وإلى الله في معيّة من الصورة إلى الشبه به
الأحد ٧ نيسان ٢٠٢٤ العدد ١٤ 

الأحد الثالث من الصوم

(السجود للصليب المقدّس)

اللحن ٣ - الإيوثينا ١١

تذكار الشهيد كليوبيوس

القدّيس جاورجيوس أسقف ميتليني

 

كلمة الراعي

الطريق من وإلى الله
في معيّة من الصورة إلى الشبه به

رعيتي العدد ١٤: الطريق من وإلى الله في معيّة من الصورة إلى الشبه به في أحد السجود للصليب، تنكشف، في القراءة الإنجيليّة، معالم طريق لكلّ مَن شاء أن يصير تلميذًا ليسوع، فيفرح حينما يأتي يسوع «بمجد أبيه» كما وبرؤيته «ملكوت الله آتيًا بقوّة» (مرقص ٨: ٣٨ و٩: ١). إنّه الطريق الذي يتوّج سعي الآب السماويّ بأن يجمع أبناءه في ملكوته، حيث مجده هو مجد أبنائه، وحيث قوّة ملكوته هي تألّق الممجِّدين له والممجَّدين منه بآن، على غرار ابنه يسوع المسيح.

فما هو الطريق الذي انكشف اكتماله بمجيء يسوع في مجده؟ هذا عبّر عنه يسوع نفسه بدعوته إيّانا: «مَن أراد أن يأتي ورائي فلينكرْ نفسه ويحملْ صليبه ويتبعْني» (مرقص ٨: ٣٤)، دعوة سطّر مضمونها في نفسه، ليكون هو الأوّل في كلّ شيء. لذا كان من الطبيعيّ أن يقول عن نفسه: «أنا هو الطريق» (يوحنّا ١٤: ٦)، طريق تكشف لنا مسار يسوع نفسه وهو يدعونا إلى السير فيها، في معيّة صميميّة معه. فلنتتبّعْ إذًا أوجهها الثلاثة.

أوّلًا، المعيّة في طبيعة العمل الروحيّ، والذي يدعوه يسوعُ نكرانَ الذات. إنّها دعوة للخروج من الذات، دائم ومستمرّ، خروج ممّا يمكن أن يشكّل منطقة أمان بالنسبة إلينا، خروج من اعتبارات متراكمة أو حواجز موروثة، خروج من مقاربات بالية أو ذهنيّة متحجّرة، خروج من انفعالات أو عصبيّات. إنّه خروجنا إلى نور الإيمان، فنسلّط نور الله على كافّة مرافق حياتنا، وكلّ ما يأتي منّا بالقول أو الفعل أو الفكر، لتصير كلّها معمولة بهذا النور. في كلّ هذا، يسوع مثال ومعلّم في طريق نكران الذات، إذ هو، على صعيد التدبير الإلهيّ، «أخلى ذاته، آخذًا صورة عبد» (فيليبّي ٢: ٧). وعبّر، في أكثر من مناسبة، عن مسيرة نكران ذاته، فهو يتمّم أرادة أبيه إذ يصنع وصاياه ويقول أقواله ويفعل أفعاله، في حركة حبّ له وطاعة كاملة. علمًا أنّه، على صعيد اللاهوت، هو الابن الوحيد المولود من الآب والذي، عبر حركة إخلاء للذات - إذا جاز التعبير- يتلقّى الألوهة من أبيه. 

ثانيًا، المعيّة في طريق التزام صنع مشيئة الله، والتي يعبّر عنها يسوع بحمل الصليب. بالعمق، إنّها مسيرة المصلوب عنّا والذين صلبوا ذواتهم معه، تحقيقًا للصلاة التي رفعها يسوع وعاشها وأوصانا بأن نتمثّلها بدورنا: «أبانا الذي في السماوات، ليتقدّسْ اسمك، ليأتِ ملكوتك، لتكنْ مشيئتك، كما في السّماء كذلك على الأرض» (لوقا ١١: ٢). نعم، دعانا إلى أن نتعلّم منه، وأعطانا وصاياه، ومنحنا روحه القدّوس ليرشدنا في عمل ما أوصانا به. 

ثالثًا، المعيّة في الصيرورة، والتي يتقدّمها يسوع ويسير بنا إلى حيث يشاء الآب. حركة اتّباعنا ليسوع هي مسيرة ذات أوجه مختلفة. ربَّ قائلٍ إنّها مسيرة الراعي وخرافه، أو مسيرة المعلّم وتلاميذه، أو مسيرة السيّد وخدّامه، أو مسيرة الربّ والساجدين لأبيه بالروح والحقّ، أو مسيرة المصلوب والقائم والمصلوبين والقائمين معه، أو مسيرة الابن الوحيد وإخوته، أو مسيرة الوارث والوارثين معه. إنّها بالعمق مسيرة صيرورتنا على شبه الابن الوحيد، نتعلّم فيها كلّ يوم كيف نموت معه لنحيا معه، عبر خروج من الذات من دون كلل إلى حيث يدعونا، ومواجهة سقوطنا بالنهوض مجدّدًا باسمه، والتقاط فتات الخبز النازل من عن مائدته، والثقة بغلبته من أجلنا ومعيّته لنا حتّى انقضاء الدهر، والإيمان بوعوده لنا والاتّكال عليه في كلّ شيء.

هذا كلّه مسار تدريب دائم وتريّض مستمرّ، شاقّ وجادّ، مفعم بالرجاء، عبر إبحار إلى العمق لا يكلّ حتّى الفوز بالصيد الثمين، ونستحيل إلى صيّادي الناس، نجمعهم بشباك الكلمة الإلهيّة، ونرفعهم إلى سفينة الكنيسة، ونغسلهم بماء المعموديّة، ونرعى مواهبهم المعطاة لهم بالروح القدس، ونفرح معهم باشتراكنا معًا في العجل المسمّن، ونخدمهم خدمة العبد الأمين على وكالته، ونكون معهم تلاميذ ليسوع حاملين صليبه برجاء، ونبشّر معهم بسَنة الربّ المقبولة، ونصير معهم شهودًا للربّ بين أترابنا. 

عسانا، بهذا، نصير في معيّة مع يسوع ومع أترابنا بآن، في مسيرة صيرورة يلتحق بها مَن تلقّى دعوة يسوع أو مَن أُرسلنا إليهم لنخاطبهم بها ونعيشها معهم. ألا أعطِنا يا ربّ أن نرتضي نيرك الهيّن وما اقترن به من تضحية، ونقبل حملك الخفيف وما اقترن به من رجاء، شاكرين ومسبّحين إيّاك مع كلّ مختاريك على مدى الأدهار.

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: عبرانيّين ٤: ١٤-١٦ و٥: ١-٦

يا إخوة إذ لنا رئيس كهنة عظيم قد اجتاز السماوات، يسوع ابن الله، فلنتمسّك بالاعتراف، لأنّ ليس لنا رئيس كهنة غير قادر على أن يرثي لأوهاننا بل مجرَّب في كلّ شيء مثلنا ما خلا الخطيئة. فلنُقبل إذًا بثقة إلى عرش النعمة لننال رحمة ونجد ثقة للإغاثة في أوانها. فإنّ كلّ رئيس كهنة متّخذ من الناس يقام لأجل الناس، فيما هو لله ليقرِّب تقادم وذبائح عن الخطايا في إمكانه أن يُشفق على الذين يجهلون ويضلّون لكونه هو أيضًا متلبّسًا بالضعف، ولهذا يجب عليه أن يُقرِّب عن الخطايا لأجل نفسه كما يقرِّب لأجل الشعب. وليس أحد يأخذ لنفسه الكرامة بل مَن دعاه الله كما دعا هرون. كذلك المسيح لم يُمجّد نفسه ليصير رئيس كهنة بل الذي قال له: «أنت ابني وأنا اليوم ولدتُكَ»، كما يقول في موضع آخر: «أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكيصادق».

 

الإنجيل: مرقس ٨: ٣٤-٣٨ و٩: ١

قال الربّ: من أراد أن يتبعني فليكفرْ بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني، لأنّ مَن أراد أن يخلّص نفسَه يُهلكها، ومَن أهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل يخلّصها. فإنّه ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كلّه وخسر نفسه، أم ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه؟ لأنّ من يستحيي بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ يستحيي به ابنُ البشر متى أتى في مجد أبيه مع الملائكة القدّيسين. وقال لهم: الحقّ أقول لكم إنّ قومًا من القائمين ههنا لا يذوقون الموت حتّى يروا ملكوت الله قد أتى بقوّة.

 

أن نذكر الفقراء

يحصر بعض الباحثين الأكاديميّين، وغيرهم ممّن يتبعونهم في أفكارهم، خدمة بولس الرسول في كرازة الكلمة. يقولون، ممّا يقولون، إنّ شخصًا، أي بولس الرسول نفسه، يحتلّه كلّه أنّ المسيح سيأتي ثانيةً عن قريب، لا يمكن أن يسمح لشيء أن يصرفه عن خدمة الكلمة. هذا العنوان المسطّر هنا هو واحد من الإشارات البليغة إلى أنّ الرسول كان، في تعليمه الكنائس، يريد للناس خلاصهم بأن يذكروا أبدًا أن يخدموا الفقراء (غلاطية ٢: ١٠).

الذين قرأوا إرث بولس يمكنهم أن يذكروا أمثلةً عديدةً تبيّن حبّه للفقراء الذين يسمّيهم هنا وهناك قدّيسين (أنظر مثلاً: رومية ١٥: ٢٥ و٢٦). ولكنّ العبارة المسطّرة في العنوان (أن نذكر الفقراء) تأتي، في موقعها، دليلاً دامغًا على أنّ الرسول هو، في كلّ شيء، ملتصق بكنيسة الله التي من تكليفها أن تخدم الفقراء. «أن نذكر الفقراء» ليست هي كلمة بولس أصلاً، بل هي كلمة يعقوب وصفا (بطرس) ويوحنّا إلى بولس ورفيقه في الكرازة برنابا. دعونا نسترجع بسرعة الكلمة كما وردت في سياقها. يقول بولس: «فإذ علم بالنعمة المعطاة لي يعقوب وصفا ويوحنّا المعتبَرون أنّهم أعمدة، أعطوني وبرنابا يمين الشركة، لنكون نحن للأمم، وأمّا هم فللختان. غير أن نذكر الفقراء. وهذا عينه كنتُ اعتنيتُ أن أفعله» (٢: ٩ و١٠).

لاحظوا. يذكّر السياق بنهاية الأزمة اللاهوتيّة الأولى التي عرفتها الكنيسة الناشئة. يذكّر بالنقاش الذي جرى حول قبول المهتدين إلى الإيمان من الأمم. كان هناك في الكنيسة مَن يقول إنّ على المهتدي جديدًا أن يختتن قبل أن يعتمد، أي أن يمرّ بالعهد القديم أوّلاً. بولس كان ينادي أنّ الختان والغرلة لا ينفعان، بل الخليقة الجديدة (غلاطية ٥: ٦ و٦: ١٥)، أي يقول إنّ المهتدين يمكنهم أن ينضووا إلى الكنيسة بالمعموديّة، من دون أن يُلزَموا إلاّ بما هو متّفق عليه جماعيًّا. انتصر الحقّ. ثمّ يكشف السياق أنّ بولس، قبل هذا كلّه، كان يذكر الفقراء في حلّه وترحاله (أنظر مثلاً: أعمال الرسل ١١: ٢٧-٣٠، ٢٠: ٣٣-٣٥).

لا أتجاوز ما يقوله الباحثون والذين يتبعونهم، بل أفهمه كثيرًا. بولس كان فعلاً مشغوفًا بخدمة الكلمة يحكمه حبّ المسيح الآتي (١تسالونيكي ٤: ١٣-١٧). أعتقد أنّ علينا أن نفهم شغفه دلالةً أبديّةً على أنّ الكنيسة ليست نشاطًا اجتماعيًّا، بل هي الكلّ. كيف نفهم أبدًا أنّ كلّ شيء يفعله المؤمنون، أو يجب أن يفعلوه، إنّما يبنى على يسوع وحبّه والإيمان الذي من عنده؟ هذا هو الكلّ الذي اجتهد بولس في أن يظهره في خدمة الكلمة والموائد (أي خدمة الفقراء) وغير خدمة أخرى. سأعطيكم مثلاً. عندما آمن الناس في أورشليم، خسر كثير منهم وظائفهم. أن تؤمن بيسوع في مجتمع تحكمه يهوديّة مجنونة لا تؤمن إلاّ بذاتها، يعني أن تموت. انبرى بولس ضدّ هذه الجريمة الجماعيّة التي تعرّضت لها الكنيسة الأمّ. ماذا فعل؟ طلب من الكنائس في العالم أن تتبرّع كلّها للقدّيسين في اجتماع يوم الأحد، يوم الربّ. قال حرفيًّا: «وأمّا من جهة الجمع لأجل القدّيسين، فكما أوصيتُ كنائس غلاطية، هكذا افعلوا أنتم أيضًا. في كلّ أوّل أسبوع، ليضع كلّ واحد منكم عنده، خازنًا ما تيسّر، حتى إذا جئتُ لا يكون جمع حينئذ. ومتى حضرت، فالذين تستحسنونهم أرسلهم برسائل، ليحملوا إحسانكم إلى أورشليم» (١كورنثوس ١٦: ١-٣). ماذا يعني هذا؟ يعني أنّه كان يرى أنّ خدمة الفقراء نبعها عبادة الله التي تقوم على حبّه والإيمان به وقبوله كلمةً وقرابين. هذه هي رسمة بولس في الخدمة: الحجّ إلى الله يتبعه حجّ إلى المحتاجين. الخدمة تنشئ الخدمات.

هذا جعله، في تعليمه المؤمنين، يدفعهم إلى أن ينبذوا الكسل والجشع والظلم. لا مسيحيّة صحيحة لا ينتج فيها الإنسان أو يكتفي فيها الإنسان بنفسه. لا مسيحيّة من دون محبّة للناس. لا محبّة صادقةً لله لا تمرّ بمحبّة القريب. الذين يقولون إنّ بولس كان مشغوفًا بمجيء يسوع ثانيةً، وهذا صحيح، يجب أن يقولوا، في آن، إنّ الإيمان بهذا المجيء ذاته هو ثورة على الموت في مظاهره جملةً (الجوع وما إليه). هذا وعد المسيح، الذي يحيا في بولس، أنّ الذين له في الأبد هم الذين يخدمون حياته هنا في الأرض.

الزمان دائمًا موافق لخدمة المحبّة. نحن مدعوّون دائمًا إلى أن يعظم كرهنا للموت، موت الناس، إخوتنا، من الخطايا ومن الجوع وكلّ ضرر. هذا من رائحة الفصح الباقي. هذا هو السخاء الذي قال بولس إنّه «يُنشئ شكرًا لله» (٢كورنثوس ٩: ١١).

 

كيف تشهد للربّ؟

للقديس يوحنا الذهبيّ الفم

شهادتك للربّ ليست أمرًا صعبًا كما قد تظنّ، لأنّ كرازتك «لا بحكمة كلام لئلاّ يتعطّل صليب المسيح» (١كورنثوس ١: ١٧)، بل بإعلان الصليب في حياتك العمليّة. بالصليب، تدوس سطوة الخطيئة، وتشهد للربّ في حياتك الداخليّة وسلوكك الخارجيّ، في أفكارك الخفيّة وتصرّفاتك الظاهرة، في عواطفك وأحاسيسك... شهادتك له... أن تكون سفيرًا للربّ، بمحبّة البشريّة كلّها. يتّسع قلبك للمسيئين إليك وناكري الإيمان، وحتّى المجدّفين... لقد أرسلك الربّ حملاً بين ذئاب...


من تعليمنا الأرثوذكسي:

ليتورجيا القدسات السابق تقديسها

التلميذ: ما هي الخدمة التي تقام عوضًا عن القداس الإلهيّ خلال الصوم الكبير؟

المرشد: إنّها خدمة «القدسات السابق تقديسها». كما هو واضح من التسمية، هذه الليتورجية هي كناية عن صلاة غروب لها شكل خاص وهي أيضًا خدمة تناول القدسات التي تمّ تقديسها وتكريسها في قداس سابق. وهي الخدمة التي تقام في أيام الصوم الكبير، باستثناء يومي السبت والأحد، وفي ممارستنا الحالية تقام يومي الأربعاء والجمعة.

التلميذ: متى بدأت ممارسة هذه الخدمة؟ ولماذا لا نقيم قداسًا إلهيًّا في أيام الصوم الكبير؟

المرشد: أقدم الإشارات الواضحة عن هذه الممارسة في الكنيسة تعود إلى بداية القرن السابع (٦١٥). هناك قوانين مجمعيّة تمنع إقامة القداس أو التقدمة في أيام الصوم. فالقانون ٩٤ من مجمع اللاذقية المحلي المنعقد بين ٣٤٣ و٣٨١م ينصّ على أنّه «لا يجوز تقديم الخبز في أيّام الصوم الكبير، باستثناء السبت ويوم الربّ». ويشير القانون ٢٥ من المجمع المسمّى الخامس - السادس (ترللو) المنعقد في سنة ٦٩٢م إلى أنّه «يقام قدّاس القدسات السابق تقديسها في كلّ أيّام الصوم الكبير ما عدا السبوت والآحاد ويوم عيد البشارة المقدّس». أمّا عدم إقامة قدّاس عاديّ في أيّام الصوم هو تعبير عن الوعي بأنّ سرّ الـشكر (الافخـارسـتيّـا) بمعناه لا يتوافق والصوم. يحتفظ سرّ الشكر في التقليد الأرثوذكسيّ بطابعه الاحتفاليّ والبهيج. فهو قبل كلّ شيء سرّ مجيء المسيح وحضوره بين تلاميذه، وبالتالي هو الاحتفال بقيامته. من جهة أخرى، الصوم هو مسيرة الكنيسة نحو ملكوت الله، هو حجّ نحو هذا الملكوت، يقول السيد: «لا يستطيعون أن يصوموا ما دام العريس معهم» (متى ٩: ١٥). عندما يُرفع العريس ينتظرون. الصوم هو هذا الانتظار.

التلميذ: لماذا إذًا نتناول القدسات السابق تقديسها في الصوم؟

المرشد: هنا يجب أن نشير إلى الجانب الآخر من سرّ الشكر وهو الجانب الروحيّ. فالمناولة إلى جانب كونها استباقًا للفرح الأخير، فهي أيضًا ينبوع قوّة وعضد في المسيرة نحو هذا الملكوت. الصوم هو هذه المسيرة، وهو مسيرة صعبة، فيه نواجه الشرّير وقوّاته وجهًا لوجه، نصير في صراع مع قوى هذا العالم والشهوات. في صراعنا هذا لا بدّ لنا من معين والمعين هو المناولة نفسها. ولئن كانت المناولة كمال الجهاد وهدفه، إلّا أنّها أيضًا مصدر لهذا الجهاد وبداية له. ليس هناك احتفال بسرّ الشكر في أيّام الصوم لأنّ الاحتفال هو حركة مستمرّة للفرح، إنّما هناك وجود لثمار سرّ الشكر.

التلميذ: لماذا يقام قداس يوم السبت أو الأحد في الصوم؟

المرشد: في القوانين الكنسية منع للصوم يومَي السبت والأحد. أساس هذا هو أنّ يوم الأحد، يوم الربّ، يتجاوز الصوم كما يتجاوز الزمن، يُكسر الصوم بسرّ الشكر الذي هو تحقيق للانتظار. يوم الأحد نتذكّر قيامة السيد، فهو إذًا يوم الملكوت الذي لا يمكننا أن نحسبه من هذا الزمن، لكنّنا في السبوت والآحاد في الصوم نستمرّ في ما نسميه «القطاعة» أي الامتناع عن بعض الأطعمة. هذا النوع من الصيام يستمرّ إلى يوم العيد ولا يتوقّف كما الحال مع الصيام العاديّ، أي الامتناع عن طعام لفترة محدّدة من اليوم.

Last Updated on Friday, 05 April 2024 15:52
 
Banner