للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
رعيتي العدد ١٥: جهاد الإيمان وبابه |
Written by Administrator |
Sunday, 14 April 2024 00:00 |
الأحد الرابع من الصوم (البارّ يوحنّا السلّميّ) اللحن ٤ - الإيوثينا ١
كلمة الراعي جهاد الإيمان وبابه تقودنا الكنيسة، عبر آحاد الصوم، إلى حيث يمكننا أن نجد مرعى، على ضوء قول السيّد: «أنا هو الباب. إنْ دخل بي أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى» (يوحنّا ١٠: ٩). فما هو هذا المرعى؟ كيف نستدلّ إليه عبر أناجيل آحاد الصوم؟ ربّ قائلٍ، في أحد الأرثوذكسيّة، بادر فيليبّسُ نثنائيلَ بالقول: «تعال وانظرْ»، داعيًا إيّاه إلى الدخول من الباب، أي الدخول بيسوع المسيح، إلى مَن كان يتأمّل بحقوقه وأحكامه وهو جالس تحت التينة. وفي أحد القدّيس غريغوريوس بالاماس، أفصح يسوع، في حادثة شفاء المفلوج، أنّ «لابن الإنسان سلطانًا أن يغفر الخطايا»، فأعطانا الخلاص منها بنعمته. وفي أحد السجود للصليب الكريم، دعانا إلى أن ننكر ذواتنا ونحمل الصليب، في حركة خروج ودخول عبره هو، فنجد المرعى باتّباعنا إيّاه. أمّا اليوم، في الأحد الرابع من الصوم، ففيها انكشاف لطبيعة المعركة الروحيّة التي نعيشها، والمواجهة التي تضعنا بإزائها، مواجهة الشرير في عقر دارنا، فينا، إذ أتى ليهلك الإنسان. ومواجهته، كما يظهر من تعليم يسوع لتلاميذه، عقب طرده الشرير من الابن المعذَّب منذ زمن، لا تتمّ إلّا «بالصلاة والصوم» (مرقص ٩: ٢٩)، أي بتوبتنا الكاملة إليه، بالنفس والجسد، بكليّتنا. إن أردنا أن نربح معركتنا الروحيّة، علينا أن نربح المسيح. وهذا يتمّ بأن نعبّر له عن محبّتنا فنقدّم إليه أتعاب الجسد أوّلًا، بالصوم، ونعبّر له أيضًا عن إيماننا به فنرفع ذواتنا وأترابنا إليه، أي بالصلاة التي بوجع القلب. الحقّ يُقال إنّه بالصلاة والصوم يكتمل بنياننا الروحيّ لجهة تعهّد ذواتنا وبضعنا بعضًا لنودعها المسيح الإله، فتبرز معالم شخصيّتنا الروحيّة وتنضج بفعل حركة الدخول والخروج عبر الباب، يسوع المسيح، فنتنقّى بحفظ الوصايا، ونتخشّع بداعي تلمّسنا لمحبّته ونعمته، وننسحق بفضل معرفتنا لذواتنا على حقيقتها، فندرك شيئًا فشيئًا أبجديّة حمل الصليب في اتبّاعنا المسيح ونحمله رسالة مقروءة في شهادتنا وخدمتنا. هذا يضعنا أمام مواجهة من نوع آخر، وهي مواجهة الإيمان، الذي من دونه يصير حديثنا غلوًا. وقد أوضح يسوع لنا الأمر بما شجّع عليه والدَ الفتى المعذّب من الشيطان: «إن كنتَ تستطيع أن تؤمن فكلّ شيء مستطاع للمؤمن» (مرقص ٩: ٢٣). إنّها معركة اكتساب هذا الإيمان، والذي بالنتيجة هو عطيّة من الله، لكنّنا ندخل عتبته عبر جهاد الصوم والصلاة، علّه يتحقّق فينا ما سبق وقاله يسوع مرّة: «اقرعوا (الباب)، يُفتح لكم» (متّى ٧: ٧). في هذا كلّه، لم يترك يسوع تلاميذه ولا تركنا نخوض غمار هذه المعركة لوحدنا، بل أعطانا مثالًا في ذاته، حين أنبأ تلاميذه عن تقبّله الآلام على أيدينا والموت من أجلنا، ومن ثمّ غلبته بقيامته في اليوم الثالث. أعطانا أن نكون بمعيّته أو يكون بمعيّتنا في جهادنا، بحيث نتعلّم منه أن نموت لنحيا. لا شكّ أنّ معاينة واقع الفتى المعذّب من الشيطان ومعاناة والده معه ومن أجله، والتأمّل في حقيقة ما صنعه الشرير به وعجز التلاميذ حينها عن مساعدة الولد وأبيه، إنّما يضعنا على المحكّ: أن نكتسب نعمة الإيمان التي يريد يسوع أن تكون لنا. هذا هو شوط جهادنا الروحيّ فيما تبقّى لنا من هذا الصوم، ومن هذا العمر أيضًا. علّنا نفوز به، بنعمة الربّ وصلاة الكنيسة وصومها من أجل حياة أبنائها وحياة العالم. أَلَا أنرْ يا ربّ حدقتَي ذهننا وشدّد عزمنا لنأتي إليك فتقوّي إيماننا، لا بل تزيده، حتّى نسير معك صعودًا إلى أورشليم ونعاين آلامك وصلبك وقيامتك من أجل خلاصنا. + سلوان
الرسالة: عبرانيّين ٦: ١٣-٢٠ يا إخوة، إنّ الله لـمّا وعد إبراهيم، إذ لم يمكن أن يُقسم بما هو أعظم منه، أَقسم بنفسه قائلًا: لأُباركنّك بركة وأُكثّرنّك تكثيرًا. وذاك إذ تأنّى نال الموعد. وإنّما الناس يُقسِمون بما هو أعظم منهم، وتنقضي كلّ مشاجرة بينهم بالقَسَم للتثبيت. فلذلك لـمّا شاء الله أن يزيد وَرَثة الموعد بيانًا، لعدم تحوّل عزمه، توسّط بالقَسَم، حتّى نحصل بأمرين لا يتحوّلان ولا يمكن أن يُخلف الله فيهما، على تعزية قويّة نحن الذين التجأنا إلى التمسّك بالرجاء الموضوع أمامنا، الذي هو لنا كمرساة للنفس أمينة راسخة تدخل إلى داخل الحجاب حيث دخل يسوع كسابقٍ لنا، وقد صار على رتبة ملكيصادق رئيسَ كهنةٍ إلى الأبد.
الإنجيل: مرقس ٩: ١٧-٣١ في ذلك الزمان دنا إلى يسوع إنسان وسجد له قائلًا: يا معلّم، قد أتيتُك بابني به روحٌ أبكم، وحيثما أخذه يصرعه فيُزبد ويصرف بأسنانه وييبس. وقد سألتُ تلاميذك أن يُخرجوه فلم يقدروا. فأجابه قائلًا: أيّها الجيل غيرُ المؤمن، إلى متى أكون عندكم؟ حتّى متى أَحتملكم؟ هلمّ به إليّ. فأَتوه به. فلما رآه للوقت صرعه الروح فسقط على الأرض يتمرّغ ويُزبد. فسأل أباه: منذ كم من الزمان أصابه هذا؟ فقال: منذ صباه، وكثيرًا ما ألقاه في النار وفي المياه ليُهلكه. ولكن إن استطعتَ شيئًا فتحنّنْ علينا وأَغثنا. فقال له يسوع: إن استطعتَ أن تؤمن فكلّ شيء مستطاع للمؤمن. فصاح أبو الصبيّ من ساعته بدموع وقال: إنّي أُؤمن يا سيّد، فأَغثْ عدم إيماني. فلمّا رأى يسوع أنّ الجمع يتبادرون إليه، انتهر الروح النجس قائلًا له: أيّها الروح الأبكم الأصّم أنا آمُرك بأنِ اخرج منه ولا تعُدْ تدخل فيه. فصرخ وخبطه كثيرًا وخرج منه، فصار كالميت حتّى قال كثيرون إنّه قد مات. فأخذ يسوع بيده وأنهضه فقام. ولمّا دخل بيتًا سأله تلاميذه على انفراد: لماذا لم نستطع نحن أن نُخرجه؟ فقال لهم: إنّ هذا الجنس لا يمكن أن يخرج إلّا بالصلاة والصوم. ولـمّا خرجوا من هناك اجتازوا في الجليل ولم يُرِدْ أن يدري أحد، فإنّه كان يُعلّم تلاميذه ويقول لهم: إنّ ابن البشر يُسلَم إلى أيدي الناس فيقتلونه، وبعد أن يُقتل يقوم في اليوم الثالث.
النعمة والصوم النعمة في العهد الجديد عطاء حرّ من الله. يمدّ اللهُ يدَه كأنّه يخرج من نفسه ليُظهر قربَه من الإنسان ويبارك حياته: «إِذْ هُوَ يُعْطِي الجميعَ حَيَاةً وَنَفْسًا وَكُلَّ شَيْء... لَعَلَّهُمْ يَتَلَمَّسُونَهُ فَيَجِدُوهُ، مَعَ أَنَّهُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا لَيْسَ بَعِيدًا» (أعمال ١٧: ٢٥). إذا كانت النعمة عطيّة (مجّانيّة) فلا يمكننا أن نستحوذ عليها بقوّة الإرادة ولا بالمقايضة ولا بأيّة تقنيّة. ولكنّنا في انتظار النعمة يمكننا أن نضع أنفسنا في حالة الاستقبال كالأرض الصالحة في مثل الزارع كي ينبت فينا الزرع الإلهيّ. نفتّش عن الله «في كلّ أماكن سيادته»: في الكنيسة وأسرارها، في الكلمة الإلهيّة، في الإخوة الصغار، في الخليقة التي هي كتاب الكون، وفي القلب مرآة الخالق. تترادف النعمة في التقليد الأرثوذكسيّ مع مجد الله وحضوره، أي القوى الإلهيّة أو النور غير المخلوق الذي به تتجلّى قوى الإنسان ويصبح القدّيسون متوشّحين (أي لابسين) بالله. وتَظهر مريمُ والدة الإله فائقة القداسة وممتلئة نعمة لأنّها أفرغت نفسها فامتلأت من حضور الله. «ذوقوا وانظروا ما أطيب الربّ» دعوة إلى اختبار حقيقيّ وتذوّق لنعمة الربّ كما نقرأ في عظات مكاريوس الكبير مثلًا. في حوار بين القدّيس سيرافيم وصديقه موتوفيلوف الذي كان يبحث عن غاية الحياة المسيحيّة، شرح له القدّيس أنّ الغاية هي اقتناء الروح القدس؛ أمّا الصوم والأعمال الصالحة فهي وسائل. يعلّمنا هذا الحوار عدم الخلط بين الغاية والوسيلة. فالنسك (كما يظهر الأصل اليونانيّ) يعني التمرين والتدريب أو استخراج الذهب الدفين في الأرض وصقل المجوهرات، أي غايته إظهار الجمال الأصيل في طبيعة الإنسان المختومة بصورة الله. لذلك ليس هناك من بطولات أو استحقاقات بل محاولة لفتح غرفة القلب كي يدخل الربّ ويتعشّى معنا. تتحرّك قوى الإنسان بنور جديد: فالفضائل هي دائمًا إلهيّة -إنسانيّة، أي تآزر بين الفعل البشريّ والفعل الإلهيّ واشتراك بما يقابلها من الصفات الإلهيّة. ليست التوبة إلّا عودة قوى النفس إلى حالتها الطبيعيّة. الصوم الكبير هو رحلة نحو هذا الفصح الدائم. وقد كان تاريخيًّا فرصة لتعليم الموعوظين الإيمان المسيحيّ حتّى ينالوا في ليلة الفصح استنارة المعموديّة وختم موهبة الروح القدس والاشتراك في الإفخارستيّا. ويبقى الصوم لنا نحن المؤمنين فرصة لإزالة العقبات أمام نعمة المعموديّة التي اتّخذناها قديمًا. يشبه الصوم رحلة الشعب في الصحراء حيث تعلّم أنّ الله يحبّه وينعم عليه كلّ يوم بعطايا محبّته: «ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكلّ ما يخرج من فم الربّ يحيا الإنسان» (التثنية ٨: ٣). واجه يسوع التجربة بهذه الآية وبعدما أطعم الشعب كشف لهم: «أنا هو خبزُ الحياةِ. آباؤُكُمْ أَكَلُوا الـمنَّ في البَرِّيَّةِ وَمَاتُوا. هذا هو الخُبْزُ النَّازلُ من السَّماء، لكي يأكل منه الإنسانُ ولا يَمُوتَ» (يوحنّا ٦: ٤٨-٥٠). الشوق إلى الله هو ما يحرّرنا من رغبة افتراس العالم والغرق في المجتمع الاستهلاكيّ وجنونه. يشحذ الصوم هذا الشوق إلى الحبيب الإلهيّ ويرمّم فينا الموقف الإفخارستيّ في حياتنا اليوميّة كما يرشدنا بولس في قوله: «فَإِذَا كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ أَوْ تَشْرَبُونَ أَوْ تَفْعَلُونَ شَيْئًا، فَافْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ لِمَجْدِ اللهِ» (١كورنثوس ١٠: ٣١). وإذ يقول «اشكروا في كلّ شيء» (١تسالونيكي ٥: ١٨) فكأنّه يقول حقّقوا سرّ الإفخارستيّا في كلّ ما تصنعونه. «الربّ هو الطريق إلى ذاته» (المطران جورج خضر) ورفيقنا في درب الصوم إليه.
أقوال للقدّيس يوحنّا السلّميّ - الكذب يُطفئ المحبّة، واليمين الكاذبة ينكر الله. - لا تنطمئن إلى تحصنك بأصوامك، فإن من لا يأكل البتة قد أُهبط من السماء - التوبة تنهض. والنوح يقرع باب السماء، ولكن التواضع المقدّس يفتح الباب. - لا تدن أحدًا، حتى ولو رأيته بعينيك (يرتكب سوءًا)، فإنهما (عينيك) كثيرًا ما تخدعانك.
من تعليمنا الأرثوذكسيّ: المديح التلميذ: ماذا تخبرني عن مديح السيّدة؟ المرشد: هي خدمة تقريظ لوالدة الإله مرتبطة بعيد البشارة الذي يقع في الصوم الكبير. في ممارستنا الحاليّة نقيم جزءًا منها مساء كلّ جمعة من أسابيع الصوم الأربعة الأولى، ثمّ نعيدها كاملة في الأسبوع الخامس، وهي، في الأساس، نوعان من التسابيح هما «القنداق» و«القانون»، ونتلوهما ضمن خدمة صلاة النوم الصغرى. التلميذ: ما معنى القنداق؟ المرشد: القنداق نمط شعريّ كُتبت فيه التسابيح والأناشيد الكنسيّة باليونانيّة في القرنَين السادس والسابع. يعتمد على السرد القصصيّ، وذكر الحوادث المهمّة المرتبطة بالمناسبة المعيَّد لها. ويتألّف القنداق بعامّة من مقدمة قصيرة توجز مضمونه، تليها مقاطع تسمّى «أبياتًا»، يتراوح عددها بين ٢٠ و٣٠ بيتًا، ينتهي كلّ منها بعبارة، لازمة، هي العبارة الأخيرة من المقدّمة، وكان القنداق يُتلى في صلاة السَحَر. نرى أنّ خدمة المديح منظومة على هذا النوع من الكتابة الشعريّة. إنّها قنداق في تجسّد الكلمة وبشارة العذراء. تتألّف من مقدّمة أساسيّة هي «إنّ غير المتجسِّد لـمّا أَخذ في معرفته ما أُمر به سريًّا»، ومن أربعة وعشرين بيتًا، تشكّل الحروف الأولى من الأبيات الأبجديّة اليونانيّة بحروفها الأربعة والعشرين. يتميّز قنداق المديح بلازمتَين: الأولى «افرحي يا عروسًا لا عروس لها»، تُنهي الأبيات المفردة العدد. والثانية، وهي عبارة «هللويا»، تنهي الأبيات المزدوجة العدد. التلميذ: ما هو مضمون قنداق المديح؟ المرشد: يقسم قنداق المديح إلى قسمَين: تاريخيّ ولاهوتيّ. يشمل القسم التاريخيّ الأبيات الـ١٢ الأولى، وفيه سرد لأحداث البشارة، والميلاد، والدخول إلى الهيكل كما وردت في الاصحاحَين الأولَين من إنجيليّ متّى ولوقا. أمّا القسم اللاهوتيّ فيشمل الأبيات الـ١٢ الأخيرة، وفيه إعلان لعقيدة التجسّد، وتأمّل في دور والدة الإله. وقد دخل العدد ١٢ في التركيب الشعريّ للمديح بسبب أهميّته، إذ يرمز إلى والدة الإله، «المرأة التي على رأسها إكليل من اثنَي عشر كوكبًا»، كما أشير إليها في سفر رؤيا (١٢: ١). التلميذ: ما هي ظروف وضع قنداق المديح؟ المرشد: كُتب قنداق المديح أصلًا لكي يُتلى في سَحَر عيد البشارة، وكان يُحتفل به في السادس والعشرين من كانون الأوّل كتقدمة لعيد الميلاد الذي كان مقرونًا بعيد الظهور الإلهيّ في السادس من كانون الثاني. في عهد الأمبراطور يوستينيانوس (٥٢٧-٥٦٧) نُقل عيد البشارة إلى الخامس والعشرين من آذار، واحتفظت الخدمة بالقنداق، فيما أصبح السادس والعشرون من كانون الأوّل عيدًا جامعًا لوالدة الإله. حتّى ذلك التاريخ كان قنداق المديح يُتلى مرّة في السنة في سَحَر عيد البشارة. في السابع من آب ٦٢٦، إثر نجاة القسطنطينيّة من أيدي الفرس والآفاريّين الذين كانوا يحاصرونها، اجتمع الشعب في كنيسة الحكمة الإلهيّة، ورتّلوا قنداق المديح وقوفًا بعد أن أضاف إليه البطريرك سرجيوس مقدّمة أخرى هي «إنّي أنا مدينتك». منذ ذلك الوقت صار القنداق يرتَّل مرّة ثانية في عيد نجاة القسطنطينيّة في السابع من آب. في وقت لاحق اندمج هذا العيد بعيد البشارة. بعد القرن التاسع صار هناك انحسار في استعمال القنداق بشكل عامّ. واحتُفظ منه بالمقدّمة، وصارت تسمّى قنداقًا، وببيت من أبياته المتعدّدة، هذا ما نجده في كتبنا الطقسيّة في «القنداق» و»البيت» اللذين نتلوهما قبل البدء بالكاطافاسيّات مباشرة. ونجد هذا الاختصار في سَحَر عيد البشارة حيث إنّ القنداق هو «إنّي أنا مدينتك»، والبيت هو البيت الأوّل من القنداق الكامل، يرِدان بعد الأودية السادسة من القانون. التلميذ: ما معنى القانون؟ المرشد: القانون هو نمط شعريّ جديد برز مع انحسار استعمال القنداق. كُتبت فيه الأناشيد الكنسيّة بين القرنَين الثامن والحادي عشر. يتألّف القانون عادة من تسعة أجزاء تسمّى «أوديات» (مفردها أودية) وتتألّف كلّ أودية من مقاطع متعدّدة ترتَّل على نغم المقطع الأوّل منها، المسمّى أرمس، ووزنه. التلميذ: مَن هو مؤلّف خدمة المديح؟ المرشد: هو القدّيس رومانس المرنِّم، الحمصيّ الأصل (عاش في القرن السادس)، وكان رائدًا في كتابة هذا النوع من الشعر. أمّا قانون المديح فهو من نظم القدّيس يوسف المنشئ (القرن التاسع)، الذي نظم معظم القوانين الموجودة في الكتب الطقسيّة. وقد استوحى لتأليفه معاني القنداق. أمّا المقاطع التسعة الرئيسة، أو الأراميس، أي «أَفتح فمي...» وما يتلوها، فهي من نظم القدّيس يوحنّا الدمشقيّ (القرن الثامن)، وبنى على أساسها يوسف المنشئ قانونه. الأحرف الأولى من مقاطع قانون المديح في اليونانيّة تؤلِّف العبارة الآتية: «يا مستودع الفرح، بكِ وحدكِ تليق التحية بالسلام. ليوسف». |
Last Updated on Friday, 12 April 2024 20:05 |
|