Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2024 رعيتي العدد ١٦: أن نكون ليسوع
رعيتي العدد ١٦: أن نكون ليسوع Print Email
Written by Administrator   
Sunday, 21 April 2024 00:00
Share

رعيتي العدد ١٦: أن نكون ليسوع
الأحد ٢١ نيسان ٢٠٢٤ العدد ١٦ 

الأحد الخامس من الصوم

(البارّة مريم المصريّة)

اللحن ٥ - الإيوثينا ٢

تذكار الشهيد في الكهنة ينواريوس ورفقاه،

القدّيس أنستاسيوس السينائي

 

كلمة الراعي

أن نكون ليسوع

رعيتي العدد ١٦: أن نكون ليسوع صعد التلاميذ مع يسوع إلى أورشليم، فكان صعودهم الأخير معه على عتبة آلامه، كاشفًا لهم عن طبيعتها بتفاصيلها. كانوا معه، لكنّهم لم يكونوا له، بل كانوا لأنفسهم. يصفهم الإنجيليّ مرقص بأنّهم كانوا متحيّرين ويتبعون يسوع خائفين (١٠: ٣٢). لا بل زاد على ذلك بأن أخبرنا أنّ اثنَين منهم، يعقوب ويوحنّا ابنَي زبدى، طلبا إلى يسوع أن يحقّق لهما، سلفًا، ما هما بصدد طلبه، أي جلوسهما عن يمينه ويساره في مجده، الأمر الذي أثار سخط رفاق الدرب عليهما (١٠: ٣٥-٣٦ و٤١).

كيف يمكن أن يكون تلاميذُ يسوعَ له وليس لأنفسهم؟ هذا أبرزه يسوع في حديثه حول الكأس والصبغة (١٠: ٣٨) والخدمة (١٠: ٤٣-٤٤)، وهي محاور ثلاثة تعبّر بالأساس عن كنه معيّته لتلاميذه، من جهة، وشهادته لأبيه، من جهة أخرى. من هنا، نفهم أنّ «شرب الكأس التي يشربها» يمثّل طلب معرفة إرادة الآب والتأهّب لتحقيقها مهما كلّف الأمر، بينما «الاصطباغ بصبغته» يمثّل تحقيق هذه الإرادة عبر بذل للذات غير مشروط حتّى النهاية، على غرار ما فعل يسوع. هذا كلّه يأخذ مكانه في حياة «الخدمة» التي سبق يسوع ودعا إليها تلاميذه وهم نذروا أنفسهم من أجلها. إنّها الخدمة التي رأيناها في يسوع الخادم بامتياز - «أنا بينكم كالذي يَخدم» (لوقا ٢٢: ٢٧) - والتي انكشفت طبيعتها وكنهها في كرازته العلنيّة، والتي من أجلها بذل نفسه، لا من أجل ذاته، بل من أجل حياة العالم، «فداءً عن كثيرين» (١٠: ٤٥).

بهذا كلّه يتمجّد الآب! هذا لكون مجد الآب كامن في أن يحيا الإنسان، وفي خدمة ابنه الوحيد حتّى تكون لكلّ إنسان. ما حصل مع التلاميذ وفيما بينهم إنّما يُعرّض هذه الحياة لتشويهها وتحويرها وحرفها عن قصدها ومرماها وحقيقتها. 

الحقّ يُقال إنّها ليست الحياة التي يعيشها المرء لذاته بل تلميذًا ليسوع، في تلمذة مستمرّة دؤوب، على ضوء الإيمان به، يرشده فيها الروح القدس إلى كلّ الحقّ، أي وحدتنا مع الآب السماويّ، فيحرّره مـمّا هو بخلاف هذا الإيمان، أي من الخوف على أنواعه، أو ما يعكّر بلوغ مرماه الأخير، أي من الاتّباع المتقلقل ليسوع. 

ولا هي أيضًا الحياة التي يستغلّ فيها تلميذ يسوع موقعًا أو منصبًا ليحقّق مكسبًا لنفسه، أو ليكوّن لنفسه دالّة عند المعلّم، أو ليحصّل لنفسه حقوقًا باتت مكتسبة من جرّاء أتعابه في خدمته، أو ليُعلي عبر خدمته من شأنه أمام أترابه بداعي الإنجازات التي تحقّقت، أو ليضمن لنفسه بطاقة اعتماد وقربى وحظوة تُترجم، بحسب ظنّه، قوّة شفاعة ليست لسواه لدى مَن دعاه إلى الخدمة. 

وليست بالأكثر الحياة التي فيها يغفل الخادم عن حاجات الخدمة ومقتضياتها، وعن الذين تتوجّه إليهم وترعاهم، سيّما وأنّه على دراية بحقيقتها وفاعليّتها وثمارها، وقد دأب على القيام بها تحت لواء معلّم وضع نفسه كليًّا في سبيل تحقيقها وبلوغ بشراها إلى مَن أتى من أجلهم ومن أجل خلاصهم. الخطر، كلّ الخطر، أن تصير هذه «الخدمة» على شاكلة الذين يخدمون أهواءهم عوض أترابهم، أو يرعون أنانيّاتهم عوض قريبهم، أو الذين يرتاحون إلى الوجاهة بسببها عوض الامّحاء فيها، أو الذين يبتغون المجد العالميّ عوض الهوان الذي يأتي من عبور الباب الضيّق، أو الذين حلَتْ في عيونهم السلطة فغدوا مخدومين لا خادمين. 

لقد وضع يسوع بوصلة الخدمة عند أبيه، مرجعيّته المطلقة، الأولى والأخيرة. وهو يدعونا إلى أن نحذو حذوه كوننا نحمل اسمه ونعمته وبشراه إلى أترابنا، أو هكذا يُفترَض بنا أن نكون. وما صعود يسوع إلى أورشليم إلّا دعوة لتلاميذ اليوم لأنْ يصعدوا معه، وقد تعلّموا، من طلب ابنَي زبدى وتذمُّر العشَرة منهما، ألّا يخافوا على ذواتهم، ويطلبوا لأنفسهم شيئًا، بل فليبذلوها متّكلين على نعمة مَن يُشبع الجياع إلى البرّ، ويسقي العطاش إلى نبع الحياة، ويهب الغفران للتائبين إليه، ويعطي الحكمة لـمَن وقف ليشهد له ولا يقدر أحد على مقاومتها، ويعطي الروح القدس لـمَن سأله، فهو منعِم على الجميع، لا سيّما على أهل الإيمان الذين يبذلون ذواتهم من أجله. 

ألا انزعْ عنّا يا ربّ عتاقتَنا إذ تُفسد خدمتنا ومحبّتنا واتّباعنا إيّاك. اغفرْ لنا رياءنا وخوفنا وتردّدنا وضعف إيماننا إذ تُبعدنا عنك. باركْ الذين يخدمونك بصدق وأمانة وبذل، وأعطِهم روح رجاء ليستمرّوا في شهادتهم لبشراك بيننا. أنرْ قلوب مَن لـم يعرفْك بعد أو هزأ بك أو لطَمك أو جلَدك أو أماتك في إخوتك الصغار، فنكون لهم رفقاء درب في معيّة إليك. هلّا باركتَ يا ربّ صعودنا معك إلى حيث صليبك، فنكون لك؟

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: عبرانيّين ٩: ١١-١٤

يا إخوة، إنّ المسيح إذ قد جاء رئيس كهنة للخيرات المستقبليّة فبمَسكن أعظم وأكمل غير مصنوع بأيدٍ ليس من هذه الخليقة، وليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل الأقداس مرّة واحدة فوجد فداء أبديًّا، لأنّه إن كان دمُ ثيران وتيوس ورماد عِجلةٍ يُرشُّ على المنَجَّسين فيُقدّسهم لتطهير الجسد، فكم بالحريّ دمُ المسيح الذي بالروح الأزليّ قرَّب نفسَه لله بلا عيبٍ يُطهّرُ ضمائركم من الأعمال الميتة لتَعبدوا الله الحيّ.

الإنجيل: مرقس ١٠: ٣٢-٤٥

في ذلك الـزمان أخذ يسوع تلاميذه الاثني عشر وابتدأ يقول لهم ما سيعرض له: هوذا نحن صاعدون إلى أورشليم، وابنُ البشر سيُسلّم إلى رؤساء الكهنة والكتبة، فيحكمون عليه بالموت ويُسلمونه إلى الأُمم فيهزأون به ويبصقون عليه ويجلدونه ويقتلونه، وفي اليوم الثالث يقوم. فدنا إليه يعقوب ويوحنّا ابنا زبدى قائلَين: يا معلّم، نريد أن تصنع لنا مهما طلبنا. فقال لهما: ماذا تريدان أن أصنع لكما؟ قالا له: أَعطنا أن يجلس أحدنا عن يمينك والآخر عن يسارك في مجدك. فقال لهما يسوع: إنّكما لا تعلمان ما تطلبان. أتستطيعان أن تشربا الكأس التي أَشربها أنا، وأن تصطبغا بالصبغة التي أَصطبغ بها أنا؟ فقالا له: نستطيع. فقال لهما يسوع: أمّا الكأس التي أَشربها فتشربانها وبالصبغة التي أَصطبغ بها فتصطبغان، وأمّا جلوسُكما عن يميني وعن يساري فليس لي أن أُعطيَه إلّا للذين أُعدَّ لهم. فلمّا سمع العشَرة ابتدأوا يغضبون على يعقوب ويوحنّا. فدعاهم يسوع وقال لهم: قـد علِمتُم أنّ الذين يُحسَبون رؤساء الأُمم يسودونهم، وعظماءهم يتسلّطون عليهم. وأمّا أنتم فلا يكون فيكم هكذا. ولكن من أراد أن يكون فيكم كبيرًا فليكن لكم خادمًا، ومن أراد أن يكون فيكم الأوّل فليكن للجميع عبدًا. فإنّ ابن البشر لم يأتِ ليُخدَم بل ليَخدم وليبذُل نفسه فِداءً عن كثيرين.

 

القديسة مريم المصرية

تُبرز لنا الكنيسة الأرثوذكسيّة القدّيسة مريم المصرية كعَلَم من أعلامها، بتخصيصها لذكراها أحدًا من آحاد الصوم، هو بالتحديد الأحد الأخير قبل أحد الشعانين والأسبوع العظيم. ويختتم هذا الأحد سلسلة آحاد أحيينا فيها ذكرى تكريمنا للأيقونات الذي أُقرّ في المجمع السابع، وذكرى قدّيسَين عظيمَين أغنيا الأرثوذكسية بفكرهما وكتبهما وتعاليمهما، هما القدّيس غريغوريوس بالاماس والقدّيس يوحنا السلميّ، وأحد السجود للصليب في منتصف الصوم.

تنتصب القدّيسة مريم المصريّة، بقامتها الهزيلة شبه العارية وشعرها الأشعث الطويل وبضع كلمات تفوّهت بها حول حياتها، في موقع مهمّ جدًا من سنتنا الطقسيّة الليتورجيّة لتقول لنا: «هأنذا الآتية من قعر الخطيئة والرجاسة، المغتسلة ببهاء التوبة ونقاوتها، سأرافق القدّوس في دخوله الى أورشليم وفي آلامه وموته وقيامته».

مَن قد يمثّل معاني هذه المراحل وعمقها ووجعها وفرحها أكثر من مريم المصريّة؟ أكثر من إنسان خبر جنون الخطيئة وأوهامها وعاش سكرتها في كلّ خليّة من خلايا جسده، وعانى ألم محاربتها وانتزاعها من أحشائه وروحه وفكره، وعرف عظمة وسلام الانتصار عليها والتمكّن مِن تذوُّق لطف السيّد وعطفه ورحمته؟ حياة مريم المصريّة، كافية لتعليمنا، أكثر من الكلمات والوعظ، مفاعيل التوبة وروعتها. فلقد حوّلت زانية تعتاش من عبادة جسدها إلى قدّيسة استطاعت أن تكسر سلاسل العبوديّة لتنظر إلى علوّ السماء وترى المسيح في بهاء مجده.

في هذا الأحد تضعنا القدّيسة مريم المصريّة أمام المرآة لنتفحّص نفوسنا بدقّة بالغة وتطرح علينا السؤال الـمُلحّ، قبل مرافقة السيّد في دخوله الى أورشليم والأسبوع العظيم: «مَن تعبدون»؟ وبناءً على جوابنا سيتحدّد دخولنا الى عمق الأسبوع العظيم من عدمه.

فإذا كنّا ما زلنا مرتبطين بعبادة المال والجسد وشهوات هذه الدنيا ومباهجها وسخافاتها وإغراءاتها وما فيها ومَن فيها، فلن نتمكّن من أن ننضمّ إلى جموع التائبين الذين سيرافقون السيد في رحلة آلامه ويعيشون في قلوبهم فرح قيامته.

إذا كان مرجعنا أنظمة هذا العالم وقواعده وتعريفاته وتصنيفاته وليس الكتاب المقدّس وسِيَر القدّيسين وتعاليم الآباء وحياة الجماعة في الكنيسة، فلن نتمكّن من أن نلبس المسيح في هذا العيد فيُسمح لنا بمرافقة الخَتَن والدخول الى الخِدر.

إذا كنّا ما زلنا نعرج بين ما هو لله وما هو للبعل فنختار ما يناسبنا حينما يناسبنا ونُسكن ضمائرنا بشبه التزام وشبه صلاة وشبه صَدقة وشبه محبّة وشبه مسامحة... فلن نتمكّن من بلوغ العيد والترتيل «اليوم يوم القيامة» بالنسبة لنا.

في هذا الدخول، سترافق المسيحَ السامريةُ ومريمُ المجدلية والمرأةُ الزانية ومتّى وزكّا العشّاران والذين أَخرج منهم الشياطين وغيرهم كثر ممّن تابوا على مرّ العصور فتغيّرت حياتهم، فهل سنكون من بينهم؟ هل سنستعيد براءة قلوبنا وبساطة عيوننا وطفولة أرواحنا لكي نحمل سعف النخيل وندخل مع الأطفال في موكب الشعانين؟ هل سنكسر كلّ قيد يُثقل خطواتنا في السير خلف يسوع فنتمكّن من المضيّ أحرارًا، شاخصين الى أورشليم العلويّة ونحن بعدُ في هذا العالم؟

الكنيسة، من خلال مريم المصرية، توضح لنا أنّ التوبة تُشرّع لنا أبواب اللقاء مع السيّد. يكفي أن نأخذ القرار بالدخول، فنغيّر مسيرتنا ونسلّم حياتنا له، فنعيش معه في بريّتنا، ونحن بعد في وسط هذا العالم، مهما تعالى الصخب والضجيج من داخلنا ومن حولنا، وأن نؤمن أنّه قادر على أن ينتشلنا من عمق خطايانا ويرفعنا الى مصافّ القدّيسين، وكم هي كثيرة الأمثلة المعروضة أمامنا.

مريم المصرية تشكل تحدّيًا كبيرًا بالنسبة لنا اليوم، فهي ترسم لنا الطريق، وتدعونا إلى أن نموت مع السيّد حتّى نتمكّن من تذوُّق فرح القيامة معه.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ:

التطوّر التاريخيّ للصوم الكبير

التلميذ: لماذا نسمّي هذه الفترة «الصوم الكبير»؟

المرشد: إن عبارة «الصوم الكبير» استُخدمت لتمييز هذا الصوم عن بقيّة الأصوام المعتمدة في الكنيسة الأرثوذكسيّة، وهي صوم الميلاد، صوم الرسل وصوم رقاد السيّدة. إنّ الصوم الكبير، كما هو عليه اليوم، هو حصيلة تطوّر تاريخيّ طويل.

التلميذ: ممّ يتألّف الصوم الكبير؟

المرشد: يتألّف من ثلاث فترات زمنيّة متعاقبة، وهي:

١- فترة التهيئة، وتتضمّن آحاد التهيئة من التريودي، وهي آحاد الفريسيّ والعشّار، الابن الضال، الدينونة (أو مرفع اللحم)، وتنتهي بأحد الغفران (أو مرفع الجبن)؛

٢- الأربعون يومًا من الصوم الكبير: وتبدأ بالاثنين من الأسبوع الأول (أي من غروب اليوم السابق) وتنتهي بالساعة التاسعة من يوم الجمعة من الأسبوع السادس من الصوم؛

٣- الأسبوع العظيم المقدّس، ويسبقه سبت لعازر وأحد الشعانين.

المرحلة الأخيرة من هذه المراحل الثلاث هي الأكثر قِدمًا، لأنّها موجودة منذ القرنَين الثاني والثالث. صوم الأربعين يومًا تذكُره مصادر ابتداءً من النصف الأوّل من القرن الرابع. أمّا فترة التهيئة فقد ظهرت آخر الكلّ وأخذت شكلها الحاليّ في القرن العاشر.

التلميذ: لماذا اختارت الكنيسة للصوم العدد ٤٠ يومًا؟

المرشد: الصوم كما عُرف تاريخيًّا هو نتيجة التقاء عنصرَين، صوم الأيّام الستّة استعدادًا للفصح وصوم الأربعين يومًا كتهيئة للموعوظين المقبِلين إلى المعموديّة. وبات لاحقًا يمسّ كل أعضاء الكنيسة وليس فقط المقبلين إلى سرّ المعموديّة. أما اختيار العدد أربعين لهذا الصيام فله جذور في الكتاب المقدّس. فقد قضى العبرانيّون تائهين في البريّة مدّة أربعين سنة بعد خروجهم من مصر (خروج ١٦: ٣٥)، وبقي موسى صائمًا مدّة أربعين يومًا على جبل سيناء (خروج ٣٤: ٢٨)، وامتنع إيليا كلّيًّا عن الطعام مدّة أربعين يومًا أثناء سفره إلى جبل حوريب (٣ملوك ١٩: ٨)، وصام المسيح مدّة أربعين يومًا وأربعين ليلة في البريّة (متى ٤: ١).

التلميذ: ولكن كيف علينا احتساب الأربعين يومًا؟

المرشد: لقد تعدّدت طرق الاحتساب في القرنَين الرابع والخامس. حاليًّا يبتدئ الصوم الأربعينيّ من الاثنين من الأسبوع الأول وينتهي يوم الجمعة من الأسبوع السادس، ثم يأتي سبت لعازر وأحد الشعانين وفترة الأسبوع العظيم التي وإن كانت غير محتسَبة مع الأربعين يومًا لكنّها كانت تُعتبر جزءًا من الصوم الكبير بشكل من الأشكال ويشكّلان فترة صوم إجماليّة من سبعة أسابيع. ونلمس هذا الأمر في غروب «سبت لعازر»، حيث الفصل بين الفترتَين واضح كليًّا، إذ ترتّل الكنيسة: «إذ أَكمَلنا الأربعين النافعة النفس، فنتوسّل إليكَ يا محبّ البشر أن نشاهد سبّة آلامك المقدّسة ...».

 

مكتبة رعيتي

صدر كتاب جديد عن تعاونية النور الأرثوذكسيّة للنشر والتوزيع بعنوان «تأمّلات في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة» للأستاذ ريمون رزق. قدّم الكتاب الأستاذ غسّان الحاجّ عبيد فقال: «كاتب هذه التأمّلات، ولئن كان يدرك تمامًا أنّ بعض أوجه العمل في الحركة تستوجب المأسسة كي تنجح وتستمرّ (كالنشر مثلًا)، إلّا أنّه يحذّر من مغبّة تجميد الحركة في أُطرٍ معيّنة (على أهمّيّتها التنظيميّة أحيانًا). يجب، برأيه، أن تبقى الحركة تيّارًا؛ إذ، في اللحظة التي تقع فيها في أَسر الأُطر، تكون قد فقدتْ مبرّر تسميتها، لأنّها تَبطل، إذ ذاك، أن تكون حركةً، بما يعنيه هذا المصطلح من سعي إلى الجدّة الدائمة التي بالروح القدس». يُطلب هذا الكتاب من مكتبة سيّدة الينبوع أو من المكتبات الكنسيّة.

Last Updated on Friday, 19 April 2024 16:24
 
Banner