Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2024 رعيتي العدد ٢٢: ينبوع الماء الحيّ في خبرة الزارع والحاصد
رعيتي العدد ٢٢: ينبوع الماء الحيّ في خبرة الزارع والحاصد Print Email
Written by Administrator   
Sunday, 02 June 2024 00:00
Share

رعيتي العدد ٢٢: ينبوع الماء الحيّ في خبرة الزارع والحاصد
الأحد ٢ حزيران ٢٠٢٤ العدد ٢٢ 

الأحد الرابع بعد الفصح

أحد السامريّة

اللحن ٤ - الإيوثينا ٧

القدّيس نيكيفورس المعترف رئيس أساقفة القسطنطينية

 

كلمة الراعي

ينبوع الماء الحيّ
في خبرة الزارع والحاصد

رعيتي العدد ٢٢: ينبوع الماء الحيّ في خبرة الزارع والحاصد في حواره مع السامريّة، تحدّث يسوع عن كون الماء الذي يعطيه «يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبديّة» (يوحنّا ٤: ١٤). هذا شكَّل نقطة انطلاق مسيرة اهتداء عميق تجلّت ثمارها في السامريّة وطعّمت بها أترابها. هلّا استكشفنا إذًا ماذا أعطى يسوعُ هذه المرأة؟

أوّلًا، أعطاها يسوعُ أن تعي أنّها محبوبة منه ومطلوبة من أجل ذاتها، فهو يحدّثها على الرغم من كونه يهوديًّا وهي سامريّة. عبر هذا الحوار، خلق يسوع الفرصة ليهيّئ الوعاء حتّى ينضح بمحبّته، دون أن يدينها أو يأنف منها. أَلم تعترف السامريّة، بخفر واقتضاب شديدَين، بهذه الحقيقة عندما استدارت وعادت إلى أترابها تُسائلهم باكتشافها هذا: «هلمّوا انظروا إنسانًا قال لي كلّ ما فعلتُ. أَلعلّ هذا هو المسيح؟» (يوحنّا ٤: ٢٩).

ثانيًا، أعطاها يسوعُ الفرصة أن تخرج من ذاتها، فحثّها على أن تسأل لتُعطى، ودعاها أن تطلب لتجد، وقادها إلى أن تَقرع ليُفتح لها. هذا كان بفضل حديثه إليها عن «الماء الحيّ». رشّحها لتكون إناء لنعمة الله فتعرف الله ومَن أرسله وتؤمن به، وإناءً لمحبّته فتتحوّل عن عيشتها السابقة إلى مرسَلة إلى العالم محمَّلة بمحبّته، وإناءً لصلاحه فتحمل بشارته إلى أترابها. أليس هذا ما رشح من قول يسوع: «لو كنتِ تَعلمين عطيّة الله، ومَن هو الذي يقول لك أعطيني لأشرب، لطلبتِ أنتِ منه فأعطاكِ ماءً حيًّا» (يوحنّا ٤: ١٠).

ثالثًا، أعطاها يسوعُ أن تُراجع نفسها وتعترف بخطيئتها فتقرف منها وتعود عن انغماسها فيها. شدّها إلى عطيّته فكانت هذه الصنّارةَ ليجتذبها ويحرّرها من جاذبيّة الخطيئة. بين حياة حبّ مبتذَل وعطيّة حبّ خالصة، اختارت السامريّة أن تلفُظ إلى خارج ما لا يتّفق ويليق بما يدعوها إليه يسوع أن تصيره. بات الإناء جاهزًا ليستوعب فيه ما أتى يسوع من أجل أن يعطيه ويسكبه فيه.

رابعًا، أعطاها يسوعُ أن تعيد قراءة عمل الله في حياة شعبه، ثمّ قادها إلى أن ترتفع معه إلى الحقيقة التي يعلنها للعالم بمجيئه إليه، فتصير إناءً لإرادة الله ومعرفته والعمل بمشيئته. فهو أكّد لها أنّه المسيّا المخلِّص الذي يخبر بكلّ شيء، بعد أن كشف لها عن إرادة أبيه من الساجدين له بأن تكون عبادتهم له بالروح والحقّ. حرّر عبادة الله من التصاقها بمكان جغرافيّ معيّن أو بشعب محدّد، وفتح أبوابها إلى كلّ قلب يتوب إلى الله ويطلب السجود له بالروح والحقّ. فكانت هي الإناء لهذه الجدّة في علاقة الله بشعبه.

خامسًا، أعطاها يسوعُ أن تنطلق في حريّة مستعادة، محمَّلة بزاد معرفتها به وانكشافها له وإيمانها به وتحوُّلها إليه، فاختارت الإفصاح لأترابها عن دائها ودوائها بآن، منتصرة على خجلها من طريقة عيشها، من جهة، ومعبّرة لهم عن فرحها باهتدائها، من جهة أخرى. لقد حملت المسيحَ إليهم، بعد أن استنارت به، فصارت منارة تنير لهم بنوره. لا عجب إذًا أن يكون التقليد قد حفظ لنا اسمها: «منيرة». هذا لكون المسيح ساكنًا فيها، وهو ينير عليها، وبها على سواها.

سادسًا، أعطاها يسوعُ أن تتحقّق فيها إرادة أبيه، تلك التي أعلنها لتلاميذه بأنّ له طعامًا آخر يأكله، بأن يعمل إرادة الذي أرسله ويتمّم عمله (يوحنّا ٤: ٣٤). فكانت السامريّة ذاك الزرع الصالح والحصاد المبارك في آن. وصارت بدورها سببًا لزرع صالح وحصاد آخر لـمّا اهتدى أترابُها إلى الإيمان بيسوع فأعلنوا: «إنّنا لسنا بعد بسبب كلامكِ نؤمن، لأنّنا نحن قد سمعنا ونَعلم أنّ هذا هو بالحقيقة المسيحُ مخلِّص العالم» (يوحنّا ٤: ٤٢). نعم، صارت السامريّةُ ينبوعَ ماء ينبع إلى حياة أبديّة. ولعلّ أترابها، باعترافهم هذا، أخذوا، على غرارها، الرتبة عينها التي للسامريّة.

سابعًا، أعطاها يسوعُ ذاته، ومعرفة إرادة أبيه، واقتناء الروح، وأن تصير مرسَلة بدورها، بإرادتها، على غرار كونه مرسَلًا من أبيه من أجل خلاصنا، لتصير صنّارة تصطاد أترابها إلى الخلاص. بهذا أعطاها يسوع أن تكون مثالًا لتلاميذه، وأن يتعلّموا، على غرارها، رؤية الحقل الذي أبيضّ للحصاد، ويحصدوا مثلها ثمارًا للحياة الأبديّة، وتؤول هذه الشركة بين الزارع والحاصد مصدر فرح وإثراء واتّضاع فلا ينسب أحد شيئًا من هذا النجاح لنفسه.

فلنشكر الربّ على نعمة التوبة المعطاة لنا به، وعلى فعلها وثمارها، بقدرتها على تجديد كيان الإنسان بالإيمان به، واستحالته إناءً يفيض على الدوام من نِعَم الله على أترابه، في خبرة زرع وحصاد مستمرّة، من أجل فرحهم واكتمالهم وخلاصهم. 

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: أعمال الرسل ١١: ١٩-٣٠

في تلك الأيّام لـمّا تبدّد الرسل من أجل الضيق الذي حصل بسبب استفانُس، اجتازوا إلى فينيقية وقبرس وأنطاكية وهم لا يُكلّمون أحدًا بالكلمة إلّا اليهود فقط. ولكنّ قومًا منهم كانوا قبرسيّين وقيروانيّين. فهؤلاء لـمّا دخلوا أنطاكية أخذوا يُكلّمون اليونانيّين مبشّرين بالربّ يسوع. وكانت يد الربّ معهم، فآمن عدد كثير ورجعوا إلى الربّ. فبلغ خبر ذلك إلى آذان الكنيسة التي بأورشليم، فأرسلوا برنابا لكي يجتاز إلى أنطاكية. فلمّا أقبل ورأى نعمة الله، فرح ووعظهم كلّهم بأن يثبتوا في الربّ بعزيمة القلب، لأنّه كان رجلًا صالحًا ممتلئًا من الروح القدس والإيمان. وانضمّ إلى الربّ جمعٌ كثير. ثمّ خرج برنابا إلى طرسوس في طلب شاول. ولـمّا وجده أتى به إلى أنطاكية. وتردّدا معًا سنة كاملة في هذه الكنيسة وعَلّما جمعًا كثيرًا، ودُعي التلاميذ مسيحيّيـن في أنطاكية أوّلًا. وفي تلك الأيّام انحدر من أورشليم أنبياء إلى أنطاكية. فقام واحد منهم اسمه أغابوس فأنبأ بالروح أنْ ستكون مجاعة عظيمة على جميع المسكونة. وقد وقع ذلك في أيّام كلوديوس قيصر. فحتم التلاميذُ بحسب ما يتيسّر لكلّ واحد منهم أن يُرسلوا خدمة إلى الإخوة الساكنين في أورشليم. ففعلوا ذلك وبعثوا إلى الشيوخ على أيدي برنابا وشاول.

 

الإنجيل: يوحنّا ٤: ٥-٤٢

في ذلك الزمان أتى يسوع إلى مدينة من السامرة يقال لها سوخار بقرب الضيعة التي أعطاها يعقوب ليوسف ابنه. وكان هناك عين يعقوب. وكان يسوع قد تعب من المسير، فجلس على العين وكان نحو الساعة السادسة. فجاءت امرأة من السامرة لتستقي ماءً. فقال لها يسوع: أَعطيني لأشرب -فإنّ تلاميذه كانوا قد مضوا إلى المدينة ليبتاعوا طعامًا- فقالت له المرأة السامريّة: كيف تطلب أن تشرب منّي وأنت يهوديّ وأنا امرأة سامريّة، واليهود لا يُخالطون السامريّين؟ أجاب يسوع وقال لها: لو عَرفتِ عطيّة الله ومَن الذي قال لك أعطيني لأشرب لطلبتِ أنتِ منه فأعطاكِ ماءً حيًّا. قالت له المرأة: يا سيّد إنّه ليس معك ما تستقي به والبئرُ عميقة، فمن أين لك الماء الحيّ؟ ألعلّك أنت أعـظم من أبينا يعقوب الذي أعطانا البئر ومنها شرب هو وبنوه وماشيته؟ أجاب يسوع وقال لها: كلّ من يشرب من هذا الماء يعطش أيضًا، وأمّا من يشرب من الماء الذي أنا أُعطيه فلن يعطش إلى الأبد، بل الماء الذي أُعطيه له يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبديّة. فقالت له المرأة: يا سيّد أَعطني هذا الماء كيلا أعطش ولا أَجيء إلى ههنا لأَستقي. فقال لها يسوع: اذهبي وادعي رَجُلَك وهلُمّي إلى ههنا. أجابت المرأة وقالت: إنّه لا رجُل لي. فقال لها يسوع: قد أَحسنتِ بقولك إنّه لا رجل لي. فإنّه كان لك خمسة رجال، والذي معك الآن ليس رجُلك. هذا قلتِه بالصدق. قالت له المرأة: يا سيّد أرى أنّك نبيّ. آباؤنا سجدوا في هذا الجبل، وأنتم تقولون إنّ المكان الذي ينبغي أن يُسجد فيه هو في أورشليم. قال لها يسوع: يا امرأة صدّقيني، إنّها تأتي ساعة لا في هذا الجبل ولا في أورشليم تسجدون فيها للآب. أنتم تسجدون لِما لا تعلمون ونحن نسجد لما نعلم، لأنّ الخلاص هو من اليهود. ولكن تأتي ساعة وهي الآن حاضرة إذ الساجدون الحقيقيّون يسجدون للآب بالروح والحقّ، لأنّ الآب إنّما يطلب الساجدين له مثل هؤلاء. الله روح، والذين يسجدون له فبالروح والحقّ ينبغي أن يسجدوا. قالت له المرأة: قد علمتُ أنّ مسيّا الذي يُقال له المسيح يأتي. فمتى جاء ذاك فهو يُخبرنا بكلّ شيء. فقال لها يسوع: أنا المتكلّم معك هو. وعند ذلك جاء تلاميذه فتعجّبوا أنّه يتكلّم مع امرأة. ولكن لم يقلْ أحد ماذا تطلب أو لماذا تتكلّم معها. فتركت المرأة جرّتها ومضت إلى المدينة وقالت للناس: تعالوا وانظروا إنسانًا قال لي كل ما فعلتُ. ألعلّ هذا هو المسيح؟ فخرجوا من المدينة وأَقبلوا نحوه. وفي أثناء ذلك سأله تلاميذه قائلين: يا معلّم كلْ. فقال لهم: إنّ لي طعامًا لآكُل لستم تعرفونه أنتم. فقال التلاميذ في ما بينهم: ألعلّ أحدًا جاءه بما يأكل؟ فقال لهم يسوع: إنّ طعامي أن أعمل مشيئة الذي أَرسلني وأُتمّم عمله. ألستم تقولون أنتم إنّه يكون أربعة أشهر ثمّ يأتي الحصاد؟ وها أنا أقول لكم: ارفعوا عيونكم وانظروا إلى الـمَزارع إنّها قد ابيضّت للحصاد. والذي يحصد يأخذ أُجرة ويجمع ثمرًا لحياة أبديّة لكي يَفرح الزارع والحاصد معًا. ففي هذا يَصدُق القول إنّ واحدًا يزرع وآخر يحصد. إنّي أرسلتُكم لتحصدوا ما لم تتعبوا أنتم فيه. فإنّ آخرين تعبوا وأنتم دخلتم على تعبهم. فآمن به من تلك المدينة كثيرون من السامريّين من أجل كلام المرأة التي كانت تشهد أن: قال لي كلّ ما فعلتُ. ولـمّا أتى إليه السامريّون سألوه أن يُقيم عندهم، فمكث هناك يومين. فآمن جمع أكثر من أولئك جدًّا مـن أجل كلامه. وكانوا يقولون للمرأة: لسنا من أجل كلامكِ نؤمن الآن، لأنّا نحن قد سمعنا ونعلم أنّ هذا هو بالحقيقة المسيح مخلّصُ العالم.

 

المياه لحياة أبديّة

يُعتبر عنصر المياه من العناصر الأساسيّة للحياة، فحيثما تنوجد المياه تنوجد مقوّمات الحياة. جسم الإنسان كنسبة المحيطات في الأرض، ثلاث أرباعه من الماء.

استعمال المياه متعدّد ويتنوّع من البسيط، كعمليّة الريّ أو الشرب، إلى ما هو معقد أكثر، كالتطهير. وكما أنّه لا يمكن لإنسان أن يحيا من دونه، كذلك لا يمكن لإنسان أن يحيا كليًّا في داخله، لهذا نسجت بعض الأساطير فكرة الحوريّة التي نصفها سمكة ونصفها إنسان فتستطيع أن تحيا في العالـمَين، عالم الإنسان وعالم المحيطات.

في الكتاب المقدّس نجد عدّة أحداث محوريّة لعملية الخلاص ووجود عنصر المياه بارز في تركيبتها، فمثلًا شقّ موسى لمياه البحر الأحمر وعبور الشعب (الفصح اليهوديّ)، مرورًا بإعلان بنوّة يسوع في نهر الأردن واعتماده على يد يوحنّا المعمدان، ووصولًا إلى خروج المياه (رمز المعموديّة) والدم (رمز الإفخارستيّا) من جنب يسوع المصلوب، إلى حدث العنصرة حيث كانت العادة القديمة بتبريك المنازل أيضًا من خلال نضحها بالمياه المقدّسة.

في الحياة الطقسيّة نستعمل المياه في سرّ المعموديّة كعلامة للدخول في موت وقيامة الرب يسوع، ونضيف المياه إلى كأس المناولة في سرّ الشكر، كما نستعمل المياه الساخنة قبل المناولة مباشرة علامة على حرارة دم الربّ المحيي.

المياه أداة للتطهير نغسل بها المائدة المقدّسة في الكنيسة، وننضح بها بعد تبريكها المنازل، وتتكثّف المياه في عينَي التائب إلى ربّه لتنهمر دموعًا، وأحيانًا تتّخذ طعم المرارة كدمع بطرس لـمّا سمع صوت صياح الديك. وإذا ما استحالت المياه إلى الخمرة كما في عرس قانا، فإنّـها دلالة على إتمام سعي الـمعمَّد الذي كلّل هامته بدم الاستشهاد حبًّا بيسوع.

لقد وطئت قدما يسوع مياهَ البحر ومشى باتّجاه سفينة التلاميذ متحدّيًا أحلك الصعوبات لنجدتهم ومدّ يده لانتشال بطرس من الغرق. أمّا مع المرأة السامريّة فيسوع يطلب كأس ماء ليشرب، وفي موضع آخر يعلن يسوع أنّ أحد أبواب دخول الملكوت يكون عبر باب سقي العطشان.

ان حلقة دورة الماء الذي يتبخر بالحرارة ليعود ويهطل على الأرض ويتطهر بالتراب فيعود وينفجر ينابيع ماء، إنما تحاكي هذه الدورة مسيرة التوبة التي علينا أيضًا الاستعداد لها، فنحن موجودون في بحر هذا العالم الهائج، وكما تتطلّب عمليّة التبخّر حرارة مرتفعة، كذلك تنقية النفس تطلّب حرارة من الإيمان وخوضًا للتجارب وإصرارًا على الثبات في كلمة الله، والمرحلة الثانية التي تعود فيها كثافة المياه المتبخّرة إلى التجمّع فتهطل من جديد وتجدّد معها الحياة، كذلك هي دعوة المؤمن إلى أن يخدم ويفيد مجتمعه من عمليّة الارتقاء نحو السماء فيعود إلى ترابيّة هذا العالم محمَّلًا بثمار الروح القدس فتخضرّ الطبيعة وتزهر أثمارًا شهيّة.

ما بعد الفصح تطلّ علينا أناجيل الآحاد لتمسك بيد عيد الفصح، وباليد الأخرى تُعدُّنا لتلقّي الروح القدس في عيد العنصرة (المخلّع، المرأة السامريّة، الأعمى). في كلّ نصّ إنجيليّ نعثر على ثلاثة مفاتيح روحيّة، المفتاح الأوّل لحظة تحوّل في حياة الإنسان، والثانية ولادة جديدة يؤكّدها عنصر الماء، والمفتاح الثالث تصنعه قوّة تشهد لصيرورة رسالة حياة جديدة. نعم الفصح هو مضمون البشارة التي يجب أن نحملها إلى العالم أجمع، وهذه البشارة يقودها الروح القدس فتتفجَّر في داخلنا ينبوع ماء يحمل من الرقّة الخالصة، فينساب داخل المجتمعات والثقافات، وفيه من القوّة ما يكفي لتفتيت أصلب الصخور.

 

وصايا الربّ والفضائل

القدّيس مرقس الناسك

- الربّ مستتر في وصاياه. فالذين يبحثون عنه يجدونه فيها، بقدر ما يعملون بها.

- ليس العبد الأمين مَن يعتمد على المعرفة النظريّة، بل مَن يعبّر عن إيمانه بالمسيح بحفظه الوصايا.

- هناك مَن لا يتمّمون الوصايا، ومع ذلك يعتقدون أنّهم يؤمنون باستقامة. وهناك مَن يحفظون الوصايا، لكنّهم ينتظرون ملكوت الله كأجر لأعمالهم. كلاهما ابتعد عن الحقيقة.

- العفيف يبتعد عن الشراهة، وغير المحبّ القنية عن الطمع، والهادئ عن الثرثرة، والطاهر عن التساهل، والمحتشم عن الدعارة، والقنوع عن البخل، والوديع عن الضوضاء، والمتواضع عن المجد الباطل، والمطيع عن المشاجرة، والموبِّخ عن الرياء. وكذلك يبتعد المصلّي عن اليأس، والفقير عن كثرة الممتلكات، والمعترِف عن الإنكار، والشهيد عن عبادة الأوثان. أتَرى، إذًا، أنّ كلّ فضيلة تُمارَس حتّى الموت، ليست سوى امتناع عن الخطيئة؟ والامتناع عن الخطيئة هو عمل طبيعيّ، وليس مقايضة للملكوت.

Last Updated on Friday, 31 May 2024 16:08
 
Banner