Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2024 رعيتي العدد ٢٥ عطيّة الله: البوصلة والوجهة والمحرِّك والغاية
رعيتي العدد ٢٥ عطيّة الله: البوصلة والوجهة والمحرِّك والغاية Print Email
Written by Administrator   
Sunday, 23 June 2024 00:00
Share

رعيتي العدد ٢٥ عطيّة الله: البوصلة والوجهة والمحرِّك والغاية
الأحد ٢٣ حزيران ٢٠٢٤ العدد ٢٥ 

أحد العنصرة

 

كلمة الراعي

عطيّة الله:
البوصلة والوجهة والمحرِّك والغاية

رعيتي العدد ٢٥ عطيّة الله: البوصلة والوجهة والمحرِّك والغاية فاجأ يسوع سامعيه بهذه العطيّة: «مَن آمن بي... تجري من بطنه أنهار ماء حيّ» (يوحنّا ٧: ٣٨). فماذا قصد بهذا الإعلان وكيف نجسّده في حياتنا؟ فلنستعرضْ بعض عناصر الدرب في عيشنا هذه العطيّة:

أوّلًا، عطيّة الإيمان بيسوع، وتأتي من الكرازة بالكلمة وقبولها وعيشها. هي عطيّة من الله للإنسان، بدافع صلاح الله ومحبّته للإنسان ومشيئته التي تتجلّى في تحقيق خلاصه وكماله وفرحه.

ثانيًا، عمل التوبة فينا بقبولنا كلمة الله في حياتنا. وهذا يعني العمل بوصاياه لتكوّن فينا الإنسان الجديد فلا يعمل بعد بناموس الخطيئة بل بالنعمة. إنّه جهادنا المستمرّ والدائم ما دمنا في هذه البشرة، حتّى تسود فينا محبّة الله بالقول والفعل، ونجسّدها في ابتغاء معرفة مشيئته وعيشنا لها. هذا يقتضي منّا يقظة في التربية والتنشئة، وسهرًا على النفس ولومها ومحاسبتها، كما يقتضي حرصًا منّا على استثمار الوزنات في سبيل الله والقريب، واستدلالنا على «الصيارفة» الروحيّين الذين بإمكانهم أن يرشدونا لاستثمارها بأفضل طريقة فلا نطمرها أبدًا.

ثالثًا، الانطلاق المستمرّ نحو الله، وإيداعنا إيّاه حياتنا، بأفراحها وأتراحها، بنجاحاتها وإخفاقاتها، برذائلها وفضائلها، مقدّمين له الوزنات التي أُعطيناها ليقضي هو بشأننا، هذا لكوننا نؤمن به إلهًا آبًا ضابط الكلّ، وابنًا وحيدًا مولودًا منه ومتجسّدًا لأجل خلاصنا، وروحًا قدسًا منبثقًا منه وناطقًا فينا ومحييًا لنا. إنّه انطلاقنا المستمرّ نحو ينبوع حياتنا، لنشرب منه فيستنير ذهننا بمعرفته ويتّسع قلبنا لمحبّته، ولنرتوي منه فلا نعطش إلّا إليه وليس إلى سواه. إنّه إيماننا بأبوّة الله لنا والمكوّنة لذهننا وطريقة عيشنا وغاية حياتنا.

رابعًا، ذبيحة التسبيح التي نسكبها عبادةً لله وتمجيدًا له وبشارةً لأترابنا وخدمةً لقريبنا، لأنّ عطيّة الروح القدس تغلّف الوجود وترعاه وتقوده إلى الكمال. هذا كلّه يقع ضمن مسرى أن يكون فرحُ يسوع كاملًا في المؤمنين به، منذ شاء في سفر التكوين أن يُرفرف الروح على المياه. وما إشارة يسوع إلى جريان أنهار النعمة إلّا وجهًا من وجوه وفر هذه العطيّة وفيضها في العالم. إنّه نهر الإيمان الدفّاق، والتوبة الفاعلة، والانطلاق المستمرّ إلى البيت الأبويّ، والمحبّة الباذلة، الأمر الذي هو ماثل في حياة المؤمن التائب وحياة الجماعة المجاهدة على حدّ سواء.

فماذا يمكن أن يشوب حياتنا حتّى يتعطّل فينا جريان أنهار النعمة الحاصل في الكنيسة، في بشارتها وخدمتها وشهادتها من أجل خلاص العالم؟ هذا يوضحه لنا كيف تلقّف الحاضرون كلام يسوع وكيف تمّ تفسيره:

أوّلًا، انكفاؤنا عن معرفة الله الحقيقيّة، وجهلنا وقلّة إيماننا به وضعفه. هذا ناتج عن كوننا لا نعرف ذواتنا حقّ المعرفة، ولا نعرف عطيّة الله بحقّ، فلا نسأل عن الخبز الجوهريّ ولا نطلبه ولا نقرع الباب للحصول عليه.

ثانيًا، استسلامنا للتشويش والتضليل الممارَس بحقّ الله وتدبيره وخلاصه دون استجلاء الحقيقة والسعي في طلبها، أو ارتماؤنا في أحضان شهوتنا وخطيئتنا دون البحث عن علاج أو دواء أو خلاص.

ثالثًا، تنصيب ذواتنا قضاة على الله والإيمان به والمؤمنين به، عبر إطلاق أحكام الإدانة بحقّ كلّ ما أو مَن يختصّ به، فنضعه في قفص المشتبَه به أو المخطئ أو الـمُدان في تدبيره.

أمّا جواب يسوع على ما سبقت الإشارة إليه فكان إعلانه أمامنا وتأكيده لنا: «أنا هو نور العالم. مَن يتبعْني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة» (يوحنّا ٨: ١٢). بهذا أعطانا البوصلة والوجهة والمحرِّك، لا بل أعطانا ذاته راعيًا ومثالًا ورفيق درب مع ما يعنيه ذلك من استنهاض للنفس دائم وتربيتها وإرشادها ومرافقتها وتقديسها.

ألا أعطِنا يا ربّ أن نشكرك بفهم على عطيّتك لنا في عيد العنصرة، فنسبّح تدبيرك ونخدمه بإخلاص، فلا يبقى أحد منّا ومن أترابنا دون خير عطيّتك هذه والحياة الكامنة فيك.

 + سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: أعمال الرسل ٢: ١-١١

لـمّا حلّ يوم الخمسين كان الرسل كلّهم معًا في مكان واحد. فحدث بغتة صوت من السماء كصوت ريح شديدة تعسف، وملأ كلّ البيت الذي كانوا جالسين فيه. وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنّها من نار فاستقرّت على كلّ واحد منهم. فامتلأوا كلّهم من الروح القدس وطفقوا يتكلّمون بلغات أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا. وكان في أورشليم رجال يهود أتقياء من كل أُمّة تحت السماء. فلمّا صار هذا الصوت اجتمع الجمهور فتحيّروا لأنّ كلّ واحد كان يسمعهم ينطقون بلغته. فدهشوا جميعهم وتعجّبوا قائلين بعضهم لبعض: أليس هؤلاء المتكلّمون كلّهم جليليّين؟ فكيف نسمع كلّ منّا لغته التي وُلد فيها؟ نحن الفرتيّين والماديّين والعيلاميّين وسكّان ما بين النهرين واليهوديّة وكبادوكية وبُنطُس وآسية وفريجية وبمفيلية ومصر ونواحي ليبية عند القيروان، والرومانيّين المستوطنين واليهود والدخلاء والكريتيّين والعرب نسمعهم ينطقون بألسنتنا بعظائم الله.

 

الإنجيل: يوحنّا ٧: ٣٧-٥٢ و٨: ١٢

في اليوم الآخِر العظيم من العيد كان يسوع واقفًا فصاح قائلًا: إن عطش أحد فليأتِ إليَّ ويشرب. من آمن بي فكما قال الكتاب ستجري من بطنه أنهار ماء حيّ (إنّما قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مُزمعين أن يقبلوه إذ لم يكن الروح القدس بعد لأنّ يسوع لم يكن بعد قد مُجّد). فكثيرون من الجمع لـمّا سمعوا كلامه قالوا: هذا بالحقيقة هو النبيّ. وقال آخرون: هذا هو المسيح. وآخرون قالوا: ألعلّ المسيح من الجليل يأتي؟ ألم يقُل الكتاب إنّه من نسل داود من بيت لحم القرية حيث كان داود يأتي المسيح؟ فحدث شقاق بين الجمع من أجله. وكان قوم منهم يريدون أن يُمسكوه ولكن لم يُلقِ أحد عليه يدًا. فجاء الخُدّام إلى رؤساء الكهنة والفرّيسيّين، فقال هؤلاء لهم: لمَ لم تأتوا به؟ فأجاب الخدّام: لم يتكلّم قطّ إنسانٌ هكذا مثل هذا الإنسان. فأجابهم الفرّيسيّون: ألعلّكم أنتم أيضًا قد ضللتم؟ هل أحد من الرؤساء أو من الفرّيسيّين آمن به؟ أمّا هؤلاء الجمع الذين لا يعرفون الناموس فهم ملعونون. فقال لهم نيقوديمُس الذي كان قد جاء إليه ليلًا وهو واحد منهم: ألعلّ ناموسنا يدين إنسانًا إن لم يسمع منه أوّلًا ويَعلم ما فعل؟ أجابوا وقالوا له: ألعلّك أنت أيضًا من الجليل؟ إبحث وانظر إنّه لم يَقُمْ نبيّ من الجليل. ثمّ كلّمهم أيضًا يسوع قائلًا: أنا هو نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلام بل يكون له نور الحياة.

 

الطاعة

بقلم المطران جورج خضر

المسلَّم به في الكتب المقدّسة أنّ الطاعة لله لأنّه المؤمن أي الذي يؤمنك من شرّك وتأمنه لصلاحه. أن تتمرّد عليه ناتج من عبادتك لنفسك. الطاعة هي إذًا الإيمان به وبقدرته ومحبّته. أنا لا تعجبني الدعوة إلى الثقة بالنفس لالتباسها. المؤمن لا يتّكل على ذاته مطلقًا لكنّه يتّكل على إيمانه أي على معرفته أنّ اللهَ ساكنٌ فيه ويمدّه بقوّة من فوق. أنتَ تصحّح فكرك بالفكر الإلهيّ إذ لستَ محصّنًا بالعصمة. وما من عصمة طالعة من البشرة، المتقلّبة والضعيفة، الهشّة. أنا في المسيحيّة أنتمي إلى المذهب القائل إنّ ليس من إنسان مصون بوعد إلهيّ قبل أن يتكلّم. وهذا المذهب يقول إنّ مجمع الأساقفة لا نطلق عليه وشاح العصمة قبل كلامه على الشأن الإلهيّ، ولكن إذا لاحظنا أنّه وافق الإيمان الذي «دُفع مرّة للقدّيسين» نعلن حقيقةً انكشفت. ما من وليد امرأة يتربّع في الحقيقة تربّعًا. لذلك جاء في التراث عندنا أنّ المجمع يؤيّد المجمع السابق ليزداد اقتناعًا بالأخير. نحن نرجو أن يلهم الروح الإلهيّ مَن اجتمع رجاء. في أمور الحقيقة أنتَ دائمًا في حالة جهاد. وإذا أعلنتَ إيمانك بما قيل ففي هذا تعترف أنّ مصدر إيمانك هو الربّ. لذلك إذا تكلّم المسيحّيون في المجمع المسكونيّ الثاني على المجمع المسكونيّ الأوّل يقولون فيه اجتمع الآباء القدّيسون بمعنى أنّ قداستهم هي التي ضمنت صواب فكرهم.

هذا كلّه يعني أنّك في العقل وفي التقوى مطيع لله، وإذا أطعتَ بشرًا فلتوفّر الدلالات على أنّهم هم خاضعون لربّهم. بطرس الرسول في هذا واضح أنّ اللهَ أولى من البشر بالطاعة (أعمال الرسل ٢٩: ٥). عندما تقول عامة الناس إنّ الطاعة للوالدَين واجبة ماذا يعنون؟ الأولاد يحسبون أنّ ذويهم يعرفون صالح أولادهم وأنّهم لا يقهرونهم. غير أنّ الكتاب المقدّس لا يقول بهذا. إنّه يقول: «أكرمْ أباك وأمك».

الواضح في المسيحيّة وجود مشيئة إلهيّة ومشيئة بشريّة وأنّ الأُولى وحدها مطلقة وأنّها وحدها المرجع. وإذا قال المسيح وقلنا بعده إنّه ذو مشيئتَين بحسب قوله لأبيه «لا مشيئتي بل مشيئتك» فلكي نحسم أنّ المشيئة الإلهيّة في المسيح هي التي طلبها المسيح سيّدة على بشريّته. والوحدة فيه بين الإرادتَين لا تتمّ بسؤدد الإلهيّة على الناسوتيّة ولكن بدوام انسجامهما. لذلك قال عن علاقته بأبيه: «أنا أفعل دائمًا ما يرضيه». هذا لا يلغي ذاتيّة أيّة إرادة فيه ولكن يجمعهما كون السيّد طوّع إرادته البشريّة بحريّته لله.

ما سمّيتُه طاعة كان في الحقيقة محبّة. لما قال يسوع الناصريّ: «مَن سخّرك ميلًا امشِ معه ميلَين» (متى ٤١: ٥)، أراد أن تضع نفسك في تصرّف الآخر. فقد اعتبر هذا أنّه في حاجة إلى أن تمشي معه في الطريق ربّـما لأنّه لا يعرفها أو لأنّه كان في حاجة إلى إنس. وإذا لبّيتَه تكون في حالة طاعة لله. هكذا إذًا قال بولس: «أطيعوا بعضكم بعضًا». فلأنّك تحسّ أنّ الآخر في حاجة إليك سلفًا تشعر أنّه لا يريد استعبادك أو استغلالك وأنّه فقير إليك. اجعلْ، إذ ذاك، نفسك حقًّا فقيرًا إليه. في إطار هذه القولة نفهم كلّ ما قاله الرسول عن الزواج. فإذا قال: «أيّها الرجال أحبّوا نساءكم كما أحبّ المسيح الكنيسة»، وبعدها قال: «أيّتها النساء اخضعنَ لرجالكنَّ»، فلا نلحظ فرقًا بين «أحِبّوا» وبين «اخضعنَّ»، لأنّ الحبّ ينقذ والطاعة تنقذ، بسبب من أنّ الطاعة المتبادلة كانت القاعدة، على ضوء هذا التبادل تُفهم العلاقة. وإذا كانت الزوجة محبوبة حتّى الموت كما أراد بولس، فهل يعتريها خوف ممّا سُمّي الخضوع؟

أجل يتسرّب الاستبداد إلى الطبائع البشريّة. إزاء ذلك يقول بولس أيضًا: «أيّها الإخوة، إن انسبَقَ إنسان فأُخِذ في زلّة ما فأصلِحوا أنتم الروحانيّين مثل هذا بروح الوداعة» (غلاطية ١: ٦). الروحانيّون ملحُ الأرض ويواجهون أصحاب المقامات حسب قول الياس النبيّ: «حيّ هو الله الذي أنا واقف أمامه» (١ملوك ١٥: ١٨).

ليس في دنيا الحياة الروحيّة من انقلاب. الله وحده قادر على أن يكسر الطغاة. وأنت تصلّي لذهابهم. الصالحون والصالحات يكرهون الجور. إنّ شهادتهم تسحق الظالمين بالحقّ. لذلك تظهر في الكنيسة والعالم حركات تجدّد تأتي بوجوه حسنة هي إطلالات الله على دنياه.

المهمّ أن تطيع الله والناس الذين هم له، والإصلاح يأتي بهذه الروح. الربّ يسودك مباشرة أو يسودك بأحبّائه، وأحبّاؤه لا يحكمونك إلّا بعد أن طوّعوا أنفسهم له. تراهم بمقامهم سادة وهم بنقاوتهم يكونون مطيعين لك.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ:

اننا مُعيّدون لحضور الروح

التلميذ: كيف نعيّد لحضور الروح؟

المرشد: إنّنا معيّدون لليوم الخمسين ولحضور الروح ولإتمام الوعد السابق وتمام الرجاء. هذا أول ما ترتله الكنيسة يوم العنصرة (في صلاة المساء). فحضور الروح هو تمام الرجاء والغاية الأخيرة مِن تجسّد ابن الله.

التلميذ: أين نرى حلول الروح في العهد القديم؟

المرشد: في العهد القديم، في سفر العدد، لما احتجّ يشوع بن نون لدى موسى على حلول الروح على هلداد وموداد اللّذَين غابا عن اجتماع السبعين شيخًا في خيمة الشهادة، وطلب إليه أن يمنعهما عن أن يثبتا في المحلّة، أجاب موسى: «ليتَ كلّ شعب الله أنبياء بإحلال روح الربّ عليهم» (سفر العدد ١١: ١٦-١٧ و٢٤-٢٥). وفي نبوءة يوئيل النبيّ، يقول الربّ: «ويكون بعد هذا، أنّي أُفيضُ روحي على كلّ بشر» (٣: ١). هذا ما نتلوه في قراءات صلاة مساء العيد أيضًا.

التلميذ: ما هو قصد الله؟

المرشد: هو قصد الله منذ خلق الكون: «في البدء خلق الله السموات والأرض، وكانت الأرض خاوية خالية وعلى وجه الغمر ظلام وروح الله يرفرف على وجه المياه» (سفر التكوين ١: ١-٢). وكأنّ الله منذ البدء يحتضن العالم ببركة روحه هذه ويشتاق أن يسكب روحه عليه، أن يحلّ فينا. ولكن الشوق، حتّى يكتمل، ينبغي أن يكون ذا اتجاهَين. فنحن أيضًا نشتاق، ينبغي أن نشتاق ولا تستقيم حياتنا إلّا بالشوق إلى الله. وكلّ حياتنا مبنيّة على الشوق. لهذا السبب نبدأ صلواتنا كلّها بالتضرع الملحّ: «هلمَّ واسكنْ فينا». فلنطلبْ إذًا إلى الربّ يسوع أن نصير أهلًا لاقتبال روحه القدوس باستحقاق على الدوام ونبقيه فينا.

 

فهم العنصرة من خلال الليتورجيا

في صلاة سَحَر العيد، ترانيم كثيرة تشرح حدث العنصرة ومكانة الروح القدس وعمله في الكنيسة، وهي تساعدنا إلى الولوج إلى هذا السرّ في حياتنا. فلنتأمّل ببعضها:

- اليوم الأمم كافة في مدينة داود (أي أورشليم) عاينوا المعجزات لما انحدر الروح القدس بألسنة نارية كما نطق لوقا (الإنجيلي لوقا كاتب سفر أعمال الرسل) اللاهج بالله لأنه قال: في اجتماع تلاميذ المسيح صار هفيفٌ كهبوب رياح عاصفة وملأ المنزلَ الذي كانوا فيه جالسين. وابتدأوا كلّهم ينطقون بألفاظ غريبة واعتقادات غريبة وتعاليم غريبة للثالوث المقدَّس (أعمال الرسل ٢: ١-٤).

-إنّ الروح القدس كان دائمًا وهو كائن ويكون لأن ليس له ابتداء ولا له بالكليّة انتهاء. لكنَّه لم يزلْ منتظمًا مع الآب والابن ومعدودًا حياة ومحييًا، نورًا ومانحًا للضياء، صالحًا بالطبع وللصلاح ينبوعًا، الذي به يُعْرَفُ الآب ويُمجَّد الابن ويُفهمْ من الكل أن قوة واحدة ورتبة واحدة وسجدة واحدة للثالوث المقدس.

- إنّ الروح القدس نور وحياة وينبوع حيٌّ عقليٌّ. روح حكمة، روح فهمٍ، صالحٌ مستقيمٌ عقليّ، رئاسٌ ُّ مُطهِّر للهفوات، إله ومؤلِّهٌ، نار من نار ٍبارزة، مُتكلم فاعلٌ، مقسِّم للمواهب، الذي به الأنبياء كافةً ورُسل الله مع الشهداء تكلَّموا، سمعة مستغربة، رؤيةٌ غريبة، نارٌ مقسومة لتوزيع المواهب.

- ثم «أيّها الملك السماويّ»، وهي الصلاة للروح القدس التي نبتدئ بها كلّ صلاة وخدمة: «أيّها الملك السماوي المعزّي، روح الحقّ، الحاضر في كل مكان والمالئ الكل، كنز الصالحات ورازق الحياة هلمَّ واسكن فينا وطهّرنا من كلّ دنس وخلّص أيّها الصالح نفوسنا». ولا ننسى أنّه، في نهاية القدّاس الإلهيّ، بعد المناولة، نهتف للروح القدس: «قد نظرنا النور الحقيقي وأخذنا الروح السماويّ ووجدنا الإيمان الحقّ».

Last Updated on Friday, 21 June 2024 22:56
 
Banner