Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2024 رعيتي العدد ٢٦: الداعي والمدعوّ في ميزان الخدمة الرسوليّة
رعيتي العدد ٢٦: الداعي والمدعوّ في ميزان الخدمة الرسوليّة Print Email
Written by Administrator   
Monday, 01 January 2007 00:00
Share

رعيتي العدد ٢٦: الداعي والمدعوّ في ميزان الخدمة الرسوليّة
الأحد ٣٠ حزيران ٢٠٢٤ العدد ٢٦ 

أحد جميع القدّيسين

عيد جامع للرسل الاثني عشر

 

كلمة الراعي

الداعي والمدعوّ
في ميزان الخدمة الرسوليّة

رعيتي العدد ٢٦: الداعي والمدعوّ في ميزان الخدمة الرسوليّة في احتفالنا بالعيد الجامع للرسل الاثنَي عشر، يدعو يسوعُ هؤلاء ويرسلهم ليكرزوا باقتراب ملكوت الله ويمنحهم سلطان تحقيق شفاء الإنسان مـمّا يعتريه من مرض وضعف وإخراج الأرواح النجسة. هلّا اتّخذنا هذا العيد مناسبة لنتأمّل معًا في طبيعة دعوته إيّانا وخدمتنا له:

أوّلًا، يسوع هو الداعي والمرسِل. وهذا يعني أنّ التلميذ مدعوّ ومرسَل منه وليس من تلقاء ذاته. لا يحقّق إرادته، بل إرادة مرسِله. لا يتبجّح برتبة أو موقع أو نفوذ، ولا بنجاح أو تقدّم، بل هو خادم لمرسِله وللمرسَل إليهم. وهو حامل إرادة الله نحو القريب، وبها يواجه كلّ يأس أمام ضيقات أو صعوبات، وكلّ انكسار أمام إخفاق أو تعثّر. وكما أنّ كلمة الله لا تقيَّد، كذلك إرساليّته، فما من شيء يمكنه أن يمنع تحقيقها، ولو اقتضى منه الأمر بذل ذاته فيها.

ثانيًا، يسوع يجسّد محبّة الله وصلاحه وحنانه، وهكذا لمس قلب تلميذه، وهذا ما يحمله هذا الأخير بدوره إلى مَن أُرسل إليهم. لذا يجسّد إرادة الله في خدمته لهم ويعكس عبرها إيمانه بمحبّة الله وصلاحه وحنانه، فيكون مثالًا لهؤلاء ليؤمنوا بدورهم بـمَن أَرسله ويَقبلون إرادته ويتبنّون قصده مِن نحوهم. إنّ إيمانه هذا إنّما هو قوّة الشفاء بالنسبة إليه، قبل أن يصير لسواه.

ثالثًا، يسوع يمنح سلطان الشفاء وطرد الأرواح لتلميذه. لذا لا يمكن للتلميذ أن يدّعي أنّه سلطانه الذاتيّ، ولا أن يترفّع على سواه بدافع منه، ولا أن يكون انتهازيًّا فيسيء به إلى سواه بالاستعلاء أو السيادة عليهم، أو تطويعهم لرغباته ومآربه، أو استغلالهم بما يخالف إرادة معطي هذا السلطان. وطالما أنّه سلطان معطًى لشفاء الإنسان، حريّ بحامل هذا السلطان أن يكون حرًّا مـمّا يقوده إلى تشويه القصد مِن استخدامه أو حرفِه عن مرماه وغايته.

رابعًا، يسوع يقيم حامل هذا السلطان في مقامه هو في الخدمة. فيسوع يواجه عالـمًا هالكًا من جرّاء ما يعتريه من ضعف ومرض ومن سيادة رئيس هذا العالم عليه، بغياب راعٍ أو رعاة يقودونه إلى مراعي الخلاص. لذا يقيم تلميذَه هذا ليواجِه وإيّاه هذا الواقع الساقط ليرفعه إليه. من منظار إنسانيّ محض، لا يمكن لمرئ أن يحتمل ثقل الواقع ويحمله إلّا إذا تعلّم من يسوع أن يكون مثله وديعًا ومتواضعًا، فيحمل صليبه ويتبعه أينما يذهب، عالـمًا أنّ العبد يكون حيث سيّده، سواء في الهوان أو في المجد، وأنّ مَن كان أمينًا في القليل يجعله أمينًا على الكثير ويُدخِله إلى فرح ربّه.

خامسًا، يسوع يبغي شفاء الإنسان كلّه، من كلّ مرض وكلّ ضعف وتحريره من الشيطان. هذا ليس بعمل سِحريّ، بل يتحقّق بسعي دؤوب لإنارة قلوب الناس وأذهانهم بمعرفة الله والإيمان بكلمته وقبول إنجيله، فيصير الإيمان به محرِّكًا له يقوده إلى الشفاء من كلّ خطيئة ومرض وضعف، لا بل يصير كلّ شيء في حياته لمجد الله، على غرار ما جرى للأعمى منذ مولده، أو المرأة النازفة منذ اثنتَي عشرة سنة، أو سواهما.

سادسًا، يسوع يوصي تلميذه بأن يخدمه وفق الوصيّة: «مجّانًا أخذتم مجّانًا أَعطوا» (متّى ١٠: ٨). لذا ليس له أن يرفض أن يعطي ما أُعطي، ولا أن يستأثر به لنفسه، لا أن يتذمّر من تحامُلٍ عليه بسببه، ولا أن يطالِب بشكر أو امتنان أو بدل. فمجّانيّة الله سارية عليه أوّلًا، ومنه على سواه، ليصير مجّانيّةَ الله إلى أترابه. هذا يقتضي منه إنكارًا لذاته في كلّ شيء، وسعيًا ليزيد المسيح فيه وفي سواه وأن ينقص هو في عين نفسه وعين سواه، واتّكالًا على الله بأن مَن طلب ملكوت الله وبرّه لن ينقصه شيء.

سابعًا، يسوع يرعى واقعنا كراعٍ يبذل نفسه عن خرافه. فقد تحنّن يسوع على الجموع لكونهم خرافًا لا راعي لها (متّى ٩: ٣٦). تلميذ يسوع يحمل هذه الرعاية لواقعه مع ما تقتضيه منه من بذل ومعرفة وصلاة وصبر وحكمة واتّكال على الله لا يعرف الكلل. وهو يرعى أيضًا الشهادة لله مع إخوته في الخدمة، فيسوع لم يدعُ واحدًا لوحده، بل اثنَي عشر ليكونوا له تلاميذ. فليس من تلميذ منفصل عن جماعة التلاميذ ولا عن داعيهم، بل هو واحد معهم كما هو واحد مع داعيه ومرسِله. هكذا يشهدون معًا لطبيعة رعاية الله لهم، وعبرهم لسواهم.

هذه هي طبيعة الخميرة التي تُخمّر العجين كلّه. عسانا نحملها في آنيتنا الخزفيّة إلى سوانا، فيصيروا بدورهم تلاميذ لمخلِّصنا وفادينا. إنّه الفرح الذي ينقص العالم والذي يمكنه أن ينير قلوب شبّان وشابّات إلى تقديم ذواتهم للربّ في كلّ شكل من أشكال الدعوة التي هو يرسلها إليهم. نعم، هناك حاجة إلى مَن يحمل حنان الله إلى العالم، فهل من راغب؟

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: ١كورنثوس ٤: ٩-١٦

يا إخوة إنّ الله قد أبرزنا نحن الرسل آخري الناس كأننا مجعولون للموت، لأنّا قد صرنا مشهدًا للعالم والملائكة والبشر. نحن جهّال من أجل المسيح، أمّا أنتم فحكماء في المسيح. نحن ضعفاء وأنتم أقوياء. أنتم مكرَّمون ونحن مهانون. وإلى هذه الساعة نحن نجوع ونعطش ونعرى ونُلطَم ولا قرار لنا، ونتعب عاملين. نُشتَم فنبارِك، نُضطهَد فنَحتمل، يُشنَّع علينا فنتضرع. قد صرنا كأقذار العالم وكأوساخ يستخبثها الجميع إلى الآن. ولست لأُخجلكم أكتب هذا وإنما أعِظكم كأولادي الأحباء، لأنه، ولو كان لكم ربوة من المرشدين في المسيح، ليس لكم آباء كثيرون، لأني أنا ولدتُكم في المسيح يسوع بالإنجيل. فأطلب إليكم أن تكونوا مُقتدين بي.


الإنجيل: متى ١٠: ٣٢-٣٣ و٣٧ و١٩: ٢٧-٣٠

قال الربُّ لتلاميذه: كلُّ مَن يعترفُ بي قدَّامَ الناسِ أعترفُ أنا به قدَّامَ أبي الذي في السماوات. ومن يُنكرني قدَّامَ الناسِ أُنكرُهُ أنا قدَّامَ أبي الذي في السماوات. مَن أحبَّ أبًا أو أمًا أكثر مني فلا يستحقني، ومن أحب ابنًا أو بنتًا أكثر مني فلا يستحقُّني. ومَن لا يأخذُ صليبهُ ويتبعُني فلا يستحقُّني. فأجابَ بطرسُ وقال له: هوذا نحن قد تركنا كلَّ شيءٍ وتبعناك، فماذا يكونُ لنا؟ فقال لهم يسوع: الحقَّ أقول لكم إنَّكم أنتم الذين تبعتموني في جيل التجديد، متى جلس ابنُ البشر على كرسيِّ مجدِهِ، تجلسون أنتم أيضًا على اثني عشر كرسيًّا تدينون أسباط اسرائيلَ الاثني عشر. وكلُّ من ترك بيوتًا أو إخوةً أو أخواتٍ أو أبًا أو أمًا أو امرأةً أو أولادًا أو حقولًا من أجل اسمي يأخُذُ مِئَة ضِعْفٍ ويرثُ الحياة الأبديّة. وكثيرون أَوَّلون يكونون آخِرين وآخِرون يكونون أوّلين.

 

بطرس وبولس

للمطران جورج خضر

نعيّد لهما معًا لأنّهما في التقليد الكنسيّ استُشهدا معًا في الـ٢٩ من حزيران السنة الـ٦٥ على عهد نيرون. وفي اليوم التالي نقيم ذكرى للرسل أجمعين. بطرس وبولس هامتا الرسل وتُظهرهما الأيقونة التراثيّة متعانقَين، والأيقونات في عهد لاحق تجعلهما حاملَين معًا الكنيسة، والمعنى أنّ تعليمها كان أساسًا لها. وإذا قلنا في دستور الإيمان إنّ الكنيسة رسوليّة فنعني أوّلًا أن ليس فيها سوى التعليم الرسوليّ وأنّ ما جاء بعد ذلك العصر على أقلام الآباء وفي المجامع لم يكن إلّا توضيحًا لما تركه الأوائل. فالتعليم الأوّل لا يُزاد عليه ولكنّه يفسَّر تفسيرًا وتواجه به كلّ العصور بكلمات جديدة. فإذا قلنا إنّ الابن واحد مع الآب في الجوهر فهذا كلام أقرَّه المجمع النيقاويّ (السنة الـ٣٢٥) ولكنّ مضمونه قائم في العهد الجديد. كذلك إذا قلنا في المجمع الخلقيدونيّ (السنة الـ٤٥١) إنّ في المسيح طبيعتَين، إلهيّة وإنسانيّة، فهذا مؤسَّس على الإنجيل. نحن نستحدث عبارات نخاطب بها الناس الذين يجادلون في إيماننا ولكنّنا لا نستحدث معاني. ذلك أنّ كلّ ما أراده أن يقوله الله لنا كشفه في المسيح.

والكنيسة رسولية أيضًا بمعنى آخر. وهو أنّ الكنيسة في كلّ جيل متصلة بلا انقطاع بالكنيسة الأولى. فالأسرار المقدّسة هي إيّاها والجماعة الأرثوذكسيّة تأتي تلو الجماعة السابقة، ورمز هذا التواصل أنّ الأسقف يجلس على كرسيٍّ أَسَّسه واحد من الاثنَي عشر أو مندوب عن الرسول. بهذا المعنى كلّ أسقف أرثوذكسيّ رسوليّ، هذا ما يسمى في اللغة اللاهوتيّة الخلافة الرسوليّة. لذلك عندما كانت تظهر بدعة (أي تعليم فاسد وهي تعريب كلمة هرطقة اليونانيّة) كانت الكنيسة الأرثوذكسيّة ترفضها بقولها: ليس هذا بتعليم رسوليّ أو تقول: أنت أيّها الرجل الذي تُعلّم هذا التعليم لستَ خليفة الرسل. فالتعليم الذي لا يوافِق ما تسلّمناه من الرسل يكون من روح إبليس لا من الروح القدس. ولهذا لا نعترف على الجماعات التي تسمّي نفسها كنائس عندما تكون ابتدعت تعليمًا غريبًا أو يرئسها قسس لم يستلموا مناصبهم من أسقف رسوليّ.

وإذا شذّ أسقف أو كاهن في تعليمه ووعظه عن التراث الأوّل نفصله عن الكنيسة لأنّه يكون فصل نفسه عن النعمة. عندئذ يجب أن نتحرّك لتحكم الكنيسة عليه. هكذا إذا أُوقف كاهن عن الخدمة يجب ألّا نصلي وراءه لأنّنا -في هذه الحال- نكون قد عزلنا أنفسنا عن الرسل. هذه أمور لا مزاح فيها.

غير أن تمكُّننا من الفكر الرسوليّ هو أن ندرس ما تركه لنا بطرس في رسالته، وبولس في رسائله الأربع عشرة، ويهوذا غير الإسخريوطيّ في رسالة واحدة، ويعقوب في رسالة، ويوحنّا في رسائل ثلاثة إلى جانب الأناجيل الأربعة، وأن يكون الكتاب المقدّس محكًّا لكلّ فكرة نجدها في مطالعتنا للكتب الدنيويّة ووسائل الإعلام. في كلّ عصرٍ أفكارٌ مغلوطة وحربٌ على المسيح، والشيطان يوسوس لنا. الإنجيل هو المرجع كما شرحتْه الأجيالُ الرسوليّة والآباء الذين استلهموا الرسل.

وشهادة على إيماننا الرسوليّ، وفي عهد المحافظة على ما استلمناه، نضع صفّ الرسل في أعلى الإيقونسطاس إذ «لا يضع أحد أساسًا غير الذي وُضع أعني يسوع المسيح» كما نقله إلينا الذين جاوروه مدّة ثلاث سنين وبولس العظيم الذي رآه على طريق دمشق. لهؤلاء مفاتيح ملكوت السموات وعندهم المعرفة على ما قاله المخلّص: «وتعرفون الحقّ والحقّ يحرّركم».

الكنيسة ليست هي الجماعة القائمة اليوم وحدها. إنّها السيّد وصحبُه الإثنا عشر، وبفضل ما تَعلَّمه الأوائل منهم صاروا شهداء وقدّيسين. «الكلام الذي أُكلّمكم به روح وحياة». هكذا نفهم الوعي في الكنيسة: وعيًا لما قاله الله على لسان مَن اصطفى، وتجديدٌ لهذا الوعي في حياة مليئة تجعلنا نحن رسل اليوم.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: القدّيسون الصانعو العجائب

التلميذ: سمعتُ عن قدّيسين من فئة الأطباء!

المرشد: إنّ هذه الفئة من القدّيسين، فئة «الصانعي العجائب والماقتي الفضة»، هي الخاصّة بالأطباء الذين نذروا حياتهم وعلمهم وطبابتهم لله، فأخذوا على عاتقهم مداواة المرضى بالمجّان، بالأدوية أوّل أمرهم، ثمّ باسم الربّ يسوع وحده، في مرحلة متقدّمة من حياتهم، بعدما محّصتهم كلمة الله. وعندنا، في الرزنامة الكنسيّة، يُعرف منهم القديسون كيرُس ويوحنا (عيدهما في ٢٨ حزيران)، وثلاثة أزواج من القدّيسين اسمهم قزما ودميان: الأول نحتفل به في ١ تموز، وهما من روما، والثاني في ١٧ تشرين الأول وهما من العربيّة، والثالث في ١ تشرين الثاني.

التلميذ: هل تخبرني قليلًا عن قزما ودميانوس اللذين نعيّد لهما في ١ تموز؟

المرشد: هما من ناحية من نواحي أفسس، في الجزء الغربي من آسيا الصغرى، ولعلّهما من العربيّة، كما يذكر بعض المصادر. كان أبوهما وثنيًّا وأمّهما مسيحيّة اسمها ثيوذوتي. وقد توفي أبوهما وهما بعد صغيران فربّتهما أمّهما على المسيحيّة وأحسنت حتّى التصق اسمها باسمي ولدَيها كأمّ بارّة في الكنيسة.

التلميذ: كيف كانت دراستهما ونشأتهما؟

المرشد: أقبل قزما ودميان على علوم عصرهما بهمّة وشغف فملكاها. لكنّ تنشئة أمّهما لهما على الإيمان، الذي هو علم العلوم، وعلى حياة الفضيلة، ما لبثت أن جعلتهما يفطنان إلى بطلان الفلسفة وحكمة هذا الدهر بإزاء حكمة المسيح، فاستصغرا المعارف العالميّة والعلوم النظريّة، ورغبا في التملّؤ من محبّة المسيح. هذا الوعي وهذا اليقين أفضيا بهذَين الأخوَين إلى الإقبال على الطبّ ابتغاء لتسخير العلم للمسيح وخدمة الكلمة والعناية بالمريض. فانكبّا على الدرس والتمحيص حتّى برعا بنعمة الله.

التلميذ: كيف خدما الله في خلال عملهما؟

المرشد: بالإيمان ومحبّة المسيح والطبّ أقبلا على رعاية المرضى بالمجّان عملًا بالقول الإلهيّ: «مجّانًا أخذتم مجّانًا أَعطوا» (متى ١٠: ٨). وقد سلكا في ذلك في حرص شديد حتّى قيل إنّ قزما خاصم أخاه دميان مرّة لأنّه تلقى ثلاث بيضات من امرأة كانت مريضة فأبرأها. إلى ذلك سلك الأخوان في العفّة والفقر خاضعَين للمسيح في كلّ حال. وقد شملت عنايتهما للمرضى البهائم، فمارسا بعض الطبّ البيطريّ باعتبار أنّ الحيوانات أيضًا هي خلقة الله وآدم مكلَّف بحفظها. استمر قزما ودميان في هذه الخدمة ردحًا من الزمن سخّرا خلاله الأعشاب والأدوية وكلّ فكر وجهد محبّةً بالقريب حتّى رضي الله عنهما فمنَّ عليهما بنعمة الشفاء بكلمة الإيمان ووضع الأيدي على مثال الرسل. من ذلك الوقت أضحت الصلاة واسم الربّ يسوع وحده الدواء الشافي لكلّ مرض وعاهة تُعرض على هذَين القدّيسَين. فتقاطر عليهما الناس من كلّ صوب يلتمسون الشفاء بواسطتهما. وكان كلّ مَن قصدهما يحظى بالتعزية والبركة والشهادة لاسم الربّ يسوع.

التلميذ: متى رقدا بالربّ؟

المرشد: ثابر هذان الخادمان الأمينان على عمل الله هذا، دونما كلل، إلى أن رقدا في الربّ ودُفنا في موضع يُعرف بالفرمان. لا ندري تمامًا كيف رقدا، ففيما يفيد بعض المصادر أنّهما رقدا بسلام، يفيد سواها أنّهما اسُتشهدا في زمن الامبراطورَين ذيوكليسيانوس ومكسيميانوس عام ٣٠٣ للميلاد، ولعلّ ذلك كان في قورش. أمّا إكرامهما فانتشر على نطاق واسع ابتداءً من القرن الخامس للميلاد. وقد قيل إنّ كنيسة شُيّدت فوق ضريحهما لم ينقطع سيل المتدفّقين عليها لأجيال، الطالبين البرء من آلام النفس والجسد.

 

مجلة «فرح»

أعلن راعي أبرشيّة نيويورك وسائر أميركا الشماليّة المتروبوليت سابا (اسبر) عن صدور العدد الأوّل من مجلة الأطفال «فرح» باللغة الإنكليزيّة، وهي مجلة مسيحيّة أرثوذكسيّة تنقل إيماننا لأولادنا في أبوابها المختلفة. كما أعلن أيضًا راعي أبرشية ألمانيا وأوروبا الوسطى المتروبوليت إسحق، بعد أخذ الإذن، إصدار هذه المجلة باللغة الألمانيّة وعن إطلاق العدد الأوّل، هذا بالإضافة إلى المركز الأنطاكيّ الأرثوذكسيّ للإعلام الذي طلب الإذن بنشرها باللغة العربيّة.

لمجلة «فرح» حكاية قديمة في بلادنا حيث بدأت تصدر باللغة العربيّة منذ العام ١٩٩٢ بمبادرة من المتروبوليت سابا مع بعض الشباب الجامعي في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة، وكانت توزَّع على الأولاد في سائر الأبرشيّات الأنطاكيّة، إلى أن توقفت عن الصدور بسبب تدهور الأوضاع الأمنيّة في سوريا.

للاشتراك يرجى التواصل مع فريق المجلة على البريد الإلكتروني التالي: J This e-mail address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it .

Last Updated on Friday, 28 June 2024 17:28
 
Banner